السبت، 8 أبريل 2017

مقدمة لديوان "قصائد وجدانيَّة " للشاعرة والأديبة والمُؤرِّخة والمُمَرِّضَة " ليلى حجة "




-
 ( بقلم : حاتم جوعيه - المغار - الجليل  )

       يحوي هذا الديوانُ  (  قصائد غنائيَّة )  مجموعة  من القصائد  الغزلية الغنائيَّة الجميلة  التي كتبت  وصيغت بشكل وطابع كلاسيكي تقليدي ، ونجدُ في معظم هذه القصائد الإلتزامَ  بالقافيةِ  وبالشكل  والبناءِ  الخارجي  ولكنها غير مقيدة بوزن  معيِّن، وفي نفس القصيدة  وحتى البيت والشطرة الشعريَّة أحيانا نجدُ  أكثر من وزن ، بَيْدَ  أنَّ  هذه  القصائد  تُترعُهَا  موسيقى  داخليَّة  أخاذة  وفيها جرسٌ  ساحر لهُ  وقعهُ  وتأثيرُه  الجميل  والخلاب  على القلب  والنفس والروح  والوجدان ، والبعضُ  من هذه القصائد  قريب  نوعا ما من ناحية الشكل إلى  نمط  وأسلوب الموشَّحات.. والقارىء  لا  يشعرُ بالرتابة  والروتين المُمِلِّ عند قراءته لقصائد الديوان.
      وجاء اسمُ  هذه المجموعة ( قصائد وجدانيَّة ) ملائما  ومطابقا  للفحوى والمضمون . وبالفعل هذه القصائد وجدانيَّة  ومنبثقة  بشكل  تلقائي  وعفوي وبحريَّة وانسياب  مُمَوسق  يتذوَّقُهَا  ويطربُ  لها  كلُّ  قارىء  مهما  كانت نوعيته ومستوى ثقافته ويترنمُ مع كلماتِها وإيقاعاتها ومعانيها الأخاذة ويهيمُ ويحلقُ في أجوائها  وشطحاتها الرومانسيَّة الحالمة  وفي الصور  واللوحات الشعريَّة والبلاغيَّة  الملوَّنة  ويستشفُّ ويرشفُ  من  ينابيع الجمال  والمحبة وينتعشُ من أريجها المضمَّخُ بالحبِّ والدفء والسحر والأمل والتفاؤل .
       لقد عرَّفَ الأدباءُ والنقاد القدامى الشعرَ : هو الكلام الموزون  والمقفى ،وأما المحدثون منهم من فعرَّفوهُ على أنه :لفظ  ومعنى . وهذا الكلام ينطبقُ  على  قصائد الديوان  فشاعرتنا المبدعة  والقديرة  ليلى حجة   فنانة  متمكنة  وَمُتمرِّسة  ولها  تجربة  واسعة  وعميقة  وثريَّة  في  مجال  الأدب  والشعر   والكتابة...إنها   فنانة ٌ  في  اختيار الكلماتِ  والمفرداتِ  الشعريَّة  والبلاغيَّة الجميلة والعذبة  والمموسقة  التي  لها  وقعها  وتأثيرُها على  نفسيَّة  المتلقي  وعواطفه ومشاعره  ولواعجه الذاتيَّة ، وفي نفس الوقت  هي تختارُ المعاني العميقة  الهادفة  والصور  واللوحات  الشعريَّة  الجميلة والخلابة  والمترعة بالجمال  والعوالم  الرومانسيَّة  .   وكان  بإمكان الشاعرة  ليلى  أن  تصوغ وتنظمَ جميعَ قصائد هذا الديوان على بحور الخليل بحذافيرها وتلتزم إلتزاما كاملا بالوزن  في كل قصيدة  ولكنها  أرادت التحَرُّرَ والخروجَ  عن الرتابةِ  والمألوف  وروتين  الوزن  الممل  أحيانا ، ولهذا استعملت عدة  أوزان  في كل قصيدة  وأحيانا في نفس البيت أو الشطرة الشعريَّة .   وانا  أشبِّهُ  توزيع وترتيب المقاطع اللفظيَّة  والموسيقيَّة على هذا النمط والشكل  بالتقاسيم على آلةِ  العود، والتي لا تخضع لمقام معين،ولكنها تبدأ وتنتهي بنفس المقام.   وهذه القصائد موزونة - كما  ذُكر أعلاه - ولكنها متحرِّرة من  الرتابة ومن قيود  الوزن  والإيقاع   والجرس  الواحد... ومعظمها  نُظِمَ   باللغة  العربيَّة الفصحى، وهنالك  بعض  المقاطع، في أسلوبها  ولغتها، قريبة  إلى  العاميَّة نوعا ما لأنها كتبت خصيصا للتلحين والغناء.     وهي تحتاجُ إلى موسيقيِّين  وملحنين عباقرة ومتمكنين  ليقوموا على تلحينها  وإعطائها الألحان الجميلة والراقية الملائمة لها. والجديرُ بالذكر أنه عندنا في الوسط العربي نفتقرُ إلى هذا النوع من الشعر( الشعر الغنائي)  وبأسلوب  السهل  الممتنع  والمكتوب  باللغة الفصحى السهلة  والسلسة  والمنسجمة  والمفهومة لأن معظم الأشعار والقصائد الغزليَّة التي كتبت  تكون باللهجة العاميَّة الركيكة.  
       ونجدُ الشاعرة  والأديبة (  ليلى حجة ) هنا ، في ديوانها هذا، في  قمَّة الرومانسيَّةِ والشفافيَّة ِ والأحاسيس والمشاعر الجياشة ،وهذه القصائد تعكسُ مشاعرَها  ولواعجَها  الذاتيَّة  وأشواقها  الملتهبة  والمؤجَّجَة   للقاء  الحبيب وفارس الأحلام الذي هو كل شيىء بالنسبة لها..إنهُ الأمل والمستقبلُ والحياة الهانئة والكاملة  بجميع أبعادها . وتصلح هذه القصائد أن تكون ترنيمة  لكلِّ عاشق وعاشقة ورسائل وبطاقات للعشاق والمُحِبِّين والمتيَّمين..أنها مُضَمَّخة بالدفء  والحنان  والمشاعر الصادقة الجيَّاشة وبأريج وريَّا المحبَّة والجمال
  إن جميع  قصائد هذا  الديوان  جميلة وعذبة ، والشاعرة  والأديبة المبدعة ليلى حجة  تعتبرُ شاعرة مطبوعة ومبدعة بكلِّ  معنى الكلمة  خُلقت  شاعرة وعندها الموهبة الفطريَّة  الربَّانيَّة  من الخالق  وكتاباتها  نابعة  ومنبثقة  من أعماق القلب والروح  والوجدان  وتتسمُ  بالتلقائيَّة  والعفويَّة  وتشعُّ بالصدق والجمال والشفافيَّة،هي غير مُتصَنّعة ولا يوجدُ في كتاباتها أُّيُّ تكلف وتكتبُ عن مبدإ  واقتناع ، والكتابةُ والعطاءُ  الأدبي والفكري عندها  رسالة  سامية على عكس الكثيرين من  الكتاب والشعراء  المحليين  الذين لا  توجد عندهم الموهبة  الشعريَّة والكتابيَّة إطلاقا  ويريدون  بأي  شكل من الأشكال  وبأيِّ ثمن أن يكونوا  شعراء  وكتاب  لكي يشتهروا ويصبحوا  معروفين  في  كل مكان، فالكتابة عندهم  من أجل المكسب والشهرة لا أكثر  .
   سأقتطف  بعض العيِّنات  والنماذج  من شعر ليلى حجة من هذا الديوان ، وسأبدأ بمقطع من القصيدة الأولى بعنوان : ( ما أحلى الرجوع اليه )  حيث تقول :
( " ما  أحلى  الرجوع  إليه      ما   أحلى   هذا   الوصالْ
     ما  أحلى   لمسة    يديه      ما   أحلى   هذا     النوالْ " ) .
وتقول من قصيدة بعنوان (خذني لقلبك  رقم 31 ):
( " خذني     خذني      لصدرك         خذني  خذني  يا  أغلى  الناس " )
     ضمَّني     ضُّمَّني      لقلبِكْ          ضمَّني   لا    تنسَ   الإحساس 

    بعيدا    خذني  خذني   مَعَك ْ          دعنا    نمشي     فوقَ    الريحْ
   لا    تجعلِ  الريحَ     تسمعَكْ           وعن   حُبِّي    لها    لا   تبوحْ : )

   وتقول من قصيدة بعنوان  (حبيبي جدَّد العهدا -  رقم 24 بالديوان ) :
( "  حبيبي      جَدِّدِ       العهدا          كفاكَ       بُعدا       وصدَّا 
      حبيبي    لا     تلمْ      قلبا           تائهًا     ،   فيكَ        جدَّا   " )  .


    وأخيرا : نهنىءُ الممرضة والشاعرة والأديبة والمؤرِّخة ليلى حجة على هذا الإصدار الجديد ونتمنَّى لها إصدارات إبداعيَّة  جديدة في وقت قريب  .


..............................................................................

  ( بقلم : حاتم جوعيه - المغار  - الجليل  )












































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق