الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

قراءة في قصة القطة التي نطقت باسمها ، تأليف ميسون أسدي ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي



القصة من تأليف الأديبة اسدي ، رسومات الفنانة القديرة فيتا تنئيل ، تدقيق لغوي نايف خوري ، اصدار أ دار الهدى بادراة عبد زحالقة ، كفرقرع ، سنة الاصدار 2013 ، يقع الكتاب في 26 صفحة من الحجم الكبير ، غلاف سميك مقوى . ملخص القصة : تروي لنا عشق الطفلة كاميلا للرسم والتأمل ، كانت تشعر بالسعادة العارمة خاصة ان جدتها هي من اشترى لها مواد الرسم ، تبدأ الرسم حال فراغها من اعداد دروسها ، وتسال دوما قطتها عن فكرة الرسم لكن القطة تهز رأسها او ذيلها وتقول "مياو" ، ذات يوم تركت كاميلا رسوماتها وعلب الدهان لترتاح قليلا ، وقالت لقطتها ضاحكة : بإمكانك ان ترسمي ريثما اعود ، القطة بدورها سكبت علب الدهان وبدأت تسير على الاوراق تدوس على الالوان والأوراق ، عندما عادت كاميلا دهشت وغضبت ، عندما دخلت امها اندهشت من جمال الرسومات ، قررت كاميلا تنظيم معرضا لرسومات ولوحات قطتها ،اثنى الجمهور على الرسومات ، عندما اقتربت القطة من كاميلا قالت لها اخبرهم باسمك، فقالت القطة "" مياو " . رسالة الكاتبة : - ضرورة الاهتمام بمواهب الأطفال كالرسم والموسيقى والشعر والكتابة في جيل مبكر ، مما يسهل بناء وتقوية وصقل شخصية الطفل ، ويمكنه من رسم أحلامه في جيل مبكر ، وتحقيق ذاته على نحو افضل . - اهمية تشجيع الاهل لمواهب الطفل من خلال تخصيص الوقت ، الرعاية ، الثناء والتشجيع ، شراء الموارد اللازمة ، في القصة الجدة التي اشترت لوازم الرسم لكاميلا . - الرفق بالحيوان : من الاعتناء وتقديم الرعاية والطعام وعدم الحرمان الامتناع عن الضرب والشتيمة للحيوانات حتى لو اخطأ معنا او خرب اغراضنا الشخصية ، في القصة الطفلة تقيم معرضا "للوحات" القطة . - الصدق والأمانة : هنالك اهمية نسب الامور الى اصحابها مهما كلفنا الامر ، بمصداقية وشفافية ، كان بإمكان الطفلة كاميلا نسب اللوحات الجميلة الى نفسها ، لكنها اثرت الصدق على تصنع التميز . - تدريب الأطفال على تنظيم الوقت وفق الأوليات فالدراسة اولا ثم التفرغ للمواهب - العلاقة الاسرية السليمة المبنية على الاحترام المتبادل . ملاحظات حول القصة : - تغيير موقف كاميلا من رسومات القطة تغير بصورة سريعة دون مقدمات . - تنظيم المعرض ايضا تم على وجه السرعة ، امر بهذا الحجم بحاجة الى تحضير ودعوات ومصادقة .... خلاصة : القصة جميلة تحمل في طياتها رسائل جميلة وقيم انسانية ، مصحوبة برسومات رائعة زينت القصة وجسدت الفكرة بصورة ممتازة ، نهاية القصة بأسلوب ذكي ومحكم ، لان القارئ يود ان يعرف كيف نطقت القطة باسمها ؟ وهذه المرة لم تترك الكاتبة النهاية مفتوحة او يمكن تفسيرها على اكثر من وجه .الاخراج الفني وخط الكتابة ونوع الورق وحجم الكتاب كلها عوامل تصب في صالح القصة وعمل الناشر.

واحة الأقلام الأدبية والتاريخية الجزء الثاني


صدر عن دار الهدى بإدارة عبد زحالقة زحالقة، ومنشورات الجمل في ألمانيا الجزء الثاني من كتاب "واحة الأقلام الأدبية والتاريخية" وهو بمثابة تكريم للبروفيسور يوسف سدان، أستاذ الأدب العربي في جامعة تل - أبيب. وقد قام بتحرير الكتاب الذي يقع في 447 صفحة اضافة للملاحق من الحجم الكبير، كل من البروفيسور ألبير أرازي، أستاذ الأدب العربي في الجامعة العبرية، والدكتور غالب عنابسة، المحاضر في كلية بيت بيرل الأكاديمية والدكتور نادر مصاروة المحاضر في أكاديمية القاسمي. ضم الكتاب مقالات لكبار الباحثين في الأدب العربي في إسرائيل وخارجها، والتي تضمنت حقولا مختلفة في الأدب والفن والتاريخ واللغة ، من هذه المواضيع : الحسبة وعلاقتها بالفنون الاسلامية ، القصيدة الحرباوية ، شعر اليهود في الاندلس ، رثاء الذات في الشعر العربي القديم ، استراق الشياطين للسمع ورجمها بالشهب في منظور الدهريين والمعتزلة ، الادب النسائي المفهوم والمضامين والاشكالات ،كتاب شوقنامة - رحلة مصورة الى البلاد المقدسة الحجاز ، الخيال والايحاء في شعر بشار والمعري . أما أسماء الباحثين في الكتاب: أ.د. ألبير أرازي، أ.د. خليل عثامنة، أ.د. يوسف طوبي، أ.د آدم سلفرستاين، د. نادر مصاروة، د. غالب عنابسة، أ. هيفاء مجادلة، د. عبد الرحمن مرعي د. سمير كتانة، أ.د. خالد سنداوي، د. أحمد غبن، د. محمد حمد، أ.د راحيل ميلشتاين.

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

صدور ثلاثة كتب للأطفال للأديب والمربي سهيل عيساوي


صدر عن أ. دار الهدى للطباعة والنشر بإدارة عبد زحالقة ، ثلاثة كتب جديدة للأديب والمربي سهيل ابراهيم عيساوي ، وهي عبارة عن قصص للأطفال ، مزينة بلوحات خلابة بريشة الفنانة المبدعة فينا تنئيل من حيفا ، تدقيق لغوي احمد شدافنة وصالح احمد طباعة أنيقة وحلة ممتازة ، القصص تحمل في طياتها رسالة تربوية وانسانية وقيم سامية ، وتطرح مواضيع جديدة ومثيرة، تخاطب الأطفال بلغة شيقة وأسلوب جذاب وممتع قريب من قلب وعقل الطفل، القصة الأولى بعنوان : " الأميرة ميار وحبات الخوخ " تتحدث القصة عن الأميرة ميار التي يقع الأمير جواد بحبها ويفتن بجمالها وينوي الزواج منها ، "فَهيَ جَميلَةٌ مِثْلَ رَغيفِ الخُبْزِ يَخْرُجُ لِلتَّوِّ مِنَ الْفُرْنِ، أَخْلاقُها حَميدَةٌ، أُسْرَتُها كَريمَةٌ، تَتَمَيَّزُ بِذَكاءٍ حادٍ، وَصَوْتٍ عَذْبٍ، وَقَلْبٍ وارِفِ الظِّلالِ". لكن هذا الأمر لا يروق لمرجانة التي تحاول الاستعانة بكتب السحر والشعوذة لتفرق بين الحبيبين ، بفضل العلم ووقوف الأسرة الحاكمة الى جانبها تفشل مكيدة مرجانة الشريرة،.تعكس القصة والصراع بين الخير والشر ، والعلم والشعوذة ،الحق والباطل ... في القصة أحداث كثيرة مثيرة ، والقصة الثانية بعنوان " بجانب ابي " تتناول القصة موضوع الغيرة والتنافس بين الاخوة ، والصراع على قلب الأب ، شقاوة الأطفال وغلاوتهم، مشاعر الاطفال وما يدور بخلدهم ،الترابط الأسري ، بأسلوب شيق ولغة جميلة ، القصة الثالثة بعنوان " الصياد والفانوس السحري " قصة تزخر بأحداث مثيرة تحدث مع الصياد في عرض البحر ، كيف يواجهها ؟ وكيف يتخلص من المواقف المحرجة ببسالة وشجاعة وقناعة ، وما هي عصارة الحكمة التي يخلص اليها ؟ في خاتمتها نهاية سعيدة "عادَ الصَّيّادُ إلى قارِبِهِ الصَّغيرِ، يَبْحَثُ عَنِ الْأسْماكِ في عَرْضِ الْبَحْرِ، مَعَ ابْتِسامَة عَريضَةٍ ارْتَسَمَتْ على مُحَيّاهُ، وَحُبورٍ غامِرٍ يفيضُ مِنْ فؤادِهِ." يشار الى انه صدر للكاتب عدة كتب توزعت على النثر والشعر والأبحاث التاريخية والسياسية والنقد الأدبي وقصص الأطفال والترجمة ، كما ترجمت بعض أعماله الى عدة لغات اجنبية . . البريد الالكتروني للكاتب : sohelisawi@yahoo.com

الخميس، 26 ديسمبر 2013

تهجيات للشاعر العراقي " أحمد الحلي ".


عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ بالتعاون مع المركز الثقافي للطباعة والنشر بالعراق؛ صدرت الطبعة الثانية من المجموعة الشعرية « تهجيات ». للشاعر العراقي " أحمد الحلي ". « تهجيات » مجموعة شعرية تلملم جراح الكون، وتُعيد ترتيب الأشياء، وتخلق عوالم جديدة، إذ تخرج من العلم إلى الطراوة، ومن الرومانسية إلى الطرافة لا التهويم... عالم استحوذ على كل حِيَل الشعر الذي لا يستوعبه منهج؛ شِعرٌ يُوصَف فقط، لأنه كشف عن أسرار حداثة الرؤيا في تحديث التركيب اللغوي وتنويعه لأغراض لا تقف عند حد؛ (لارتياد الفضاء، يلزم الآخرين الكثير، أما نحن فتكفينا قُبلة)!. أصعب شيء، أن يُحيل المرءُ النثرَ شعرًا، وأن يدسَّ طاقات العقل والفكر في غضارة الشعر، أن يُشَغّل نثرٌ معملَ شعرِكَ، ويضعه في (الخدمة)، معنى ذلك أن يبثَّ الروحَ في الجماد، معنى ذلك أن كل من يقرأ هذا الشعرَ يوفّق في التأويل، لأن المعنى سمين وجَنى الجنتين دانٍ. حفلت مجموعة « تهجيات » بمقاطع غزلية غير تقليدية، فهي مبتكرة وعميقة الدلالة... ومما جاء على غلافها الأخير: ( بعد ألفٍ من السنواتْ يبقى الدربُ الذي تسلكينْ ينزفُ عطرًا مرآكِ ، يجعلُ كواسرَ الطيرِ تقلِّم أظفارَها وتلتمسُ من العصافيرِ أن تعلِّمها فنَّ التغريدِ ). مجموعة « تهجيات » تقع في 104 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن ثلاث عشرة فصيدة، هي: طلسم الحروف / كوثـر / منحنيات بيانية / لأنه منكِ / أبدًا أنت جرحٌ لا أفرط له / لي كل هـذا / لاءات القلب / تداعيات الغياب تشظيات / خطان متوازيان / تأويل / أسفار عبر الأزمنة والأمكنة • شاعر وكاتب عراقي، من مواليد محافظة بابل عام 1955 • عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين • خريج كلية الشريعة / جامعة بغداد عام 1980 • عمل في مجال الصحافة مصحِّحًا ومدققًا لغويًا، ومحررًا للصفحة الثقافية في عدد من الصحف بعد سقوط النظام عام 2003 • عمل لمدة طويلة معدًا للبرامج الثقافية والتراثية في إذاعة المستقبل • الإصدارات : - تهجيات: ديوان شعر. طبعة أولى عام 1999م. طبعة ثانية: شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2014م - كتاب ( همنجواي في الحلة) . - كتاب كنز الحكايات . - لديه عدة كتب أخرى مخطوطة - البريد الإلكتروني: alhilyahmed@yahoo.com

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

تعاون بين أسامة مصري وفوزي سعيد يثمر عن كتابين وألبوم غنائي جديد


تعاون بين أسامة مصري وفوزي سعيد
*حيفا- على مدار أكثر من شهرين، عمل الفنان فوزي سعيد الشهير بـ "فوزي موزي" مع الفنان أسامة مصري، على مشروع فني أدبي جديد، وقد قام الأخير بكتابة قصتين، هما عبارة عن سلسلة، تحت عنوان "سلسلة مغامرات فوزي موزي وتوتي" للأطفال، الكتاب الأول بعنوان "السلطة، والثاني بعنوان "هدية بابا" وقام برسم الكتابين بطريقة الكرتون، الفنانة فيتا تنئيل. يشار إلى أن التعاون بين فوزي وأسامة، بدا منذ إصدار الألبوم الأول لفوزي، والذي لاقى نجاح منقطع النظير، ثم كتب له أغاني الألبوم الثاني وحقق نجاح أكبر، وها هو اليوم يكتب له الألبوم الثالث، وقد تضمن (7) أغاني، وهي: "طاطا"، "الأعضاء"، "الأشكال الهندسية"، "الشكشوكة"، "إيجا العيد"، "الضحكة"، "الطابة" وقام بتلحينها الفنان الرائع كارم مطر، ويؤديها كل من فوزي وشقيقته سماهر الملقبة بـ "توتي". من ناحية أخر علمنا بأنه سيقيم "فوزي موزي وتوتي" في مسرح الميدان في حيفا، يوم السبت 21/21/2013، ثلاثة عروض فنية للأطفال وجميع أفراد العائلة، حيث سيتم تقديم الأغاني الجديدة وعرض الألبوم الجديد مع الكتابين

الأحد، 15 ديسمبر 2013

قراءة في قصة القط دوتو ، تأليف شراز خيري عثامنة ،بقلم سهيل عيساوي


قراءة في قصة القط دوتو ، تأليف شراز خيري عثامنة ،بقلم سهيل عيساوي القصة معدة للأطفال من تأليف الكاتبة شراز خيري عثامنة ، اصدار دار الهدى للطباعة والنشر كريم ، بدون ذكر سنة الاصدار ، رسومات جميلة لوائل حسين ، مراجعة نزار رفيق عثامنة . القصة : تحكي لنا حكاية القط دوتو ، هذا القط الكسول ، دائما يغلبه النعاس ، وينتهز الفرص ليتسلل البيوت ليسرق الأكل ويخرج بأمان ، لكن حظه تعثر في ذلك اليوم كلما دخل احد البيوت ينال منه اهل البيت بالضربات والشتائم ، حين دخل بيت الجدة سعدة ، وقبل ان يلتهم قطعة الحم ، اوسعته ضربا بالمكنسة ، وعندما تسلل الى بيت السيدة هيفاء القى القبض عليه زوجها السيد سمير وامطره بالمسبات والشتائم ، واخيرا قرر القط دوتو التسلل الى بيت الجد سمعان ، التهم الاجبان وشرب دلو الحليب بجنون ، حاول الهرب لكن الجد سمعان امسك به ، وقال له بدل التسلل للبيوت والسرقة يمكنك العمل والحصول على قوتك بعرق جبينك ،وعرض عليه العمل معه في مخزن الحبوب ، هناك يستطع صيد الفئران التي تفسد الحبوب في المخزن ، بالمقابل يعطيه الجد سمعان الحليب والجبن وقطع اللحمة ، القط دوتو وافق على العرض وفعلا اصبح دوتو القط البطل ، صائد الفئران الماهر ، ويفتخر به امام المجتمع . رسالة الكاتبة : - الكسل داء يصيب صاحبه بالضرر ، على الانسان الاجتهاد ، لان السماء لا تمطر ذهبا . - الكسول مذموم ومحتقر من الجميع اما المجتهد ينال التقدير والاوسمة . - يجب تسخير الذكاء والقوة لخدمة المجتمع . - دعوة للرفق بالحيوان . ملاحظات : - لم توضخ الكاتبة كيف كانت حياة القط دوتو قبل مغامراته الاخيرة ، هل كان هذا اليوم مثل سائر الايام ؟ - يمكن للقط ان يقوم بعدة اعمال اضافة لصيد الفئران ، الكاتبة حصرت عمله وتميزه بصيد الفئران - هنالك شبه كبير بين هذه القصة وبين قصة " الفئرة الطباخة " ، اصدار مكتبة سمير الطفل ويخرجها ابراهيم عزوز – صدرت في مصر ، بدون ذكر تاريخ الاصدار ، وخاصة الفكرة المركزية ، ورد في قصة الفئرة الطباخة ص10 " الاميرة جمعت الفئران الصغار ، وقالت لهم : سرقة الاكل حرام ، اشتغلوا عندي وكلوا ، الاميرة اخذت الفئران الصغار وطلعت على السلم ،تعطي كل فأر شغلة ، الفئران الصغار اشتغلوا عند الأميرة وتعبوا " . خلاصة : قصة دوتو تحمل في طياتها قيم انسانية جميلة ، فهي تدعو الى ضرورة نبذ الكسل واستبداله بالجهد ، واستغلال القدرات التي منحها الله لنا وخدمة المجتمع ، والرفق بالحيوان

السبت، 7 ديسمبر 2013

دراسات مضيئة في صفحات التراث للدكتور غالب عنابسة


ويصدر الكتاب الذي يقع في 220 صفحة وبإخراج فنيّ أنيق تولته سائدة أبو الصغير عن أ دار الهدى لصاحبها عبد الفتاح زحالقة و دار جرير في الأردن و مجمع القاسمي للغة العربيّة في باقة الغربية ، يهدي الكتاب " لمجمع القاسمي للغة العربية ، الذي قام بمراجعة مسودة الكتاب لنشره واخص بالذكر رئيس مجمع القاسمي الدكتور ياسين كتاني ، وكذلك الاستاذ عبد الفتاح زحالقة صاحب دار النشر دار الهدى " . من مضامين الكتاب دراسات قيمة منها : ظاهرة الاحلام في ادب فضائل الارض المقدسة - الشام - ،مدينة عسقلان كما تجلت في ادب فضائل الشام ، نظرة في المعتقدات الشعبية في ادب فضائل الشام ،قراءة في مخطوطة " اتحاف المتودد بنوادر مزيد " ، بين الطريقة الصوفية الخلوتية وحركة قاضي زاده ، التطور العمراني لمدينة دمشق منذ بداية الاسلام حتى القرن الثامن عشر ، من ادب النوادر نظرة في كتاب ارشاد من نحا الى نوادر جحا ، يقول المؤلف في تقديمه للكتاب " هذا الكتاب المقدم للقارئ والباحث ، يشمل على دراسات متنوعة في حقول الادب العربي القديم ، كما يقدم رؤية شمولية لموضوعات هامة ، شكلت محاور اساسية في ادبنا المحلي العربي على مر العصور " . يعتمد الكتاب على عشرات المراجع الحديثة والقديمة العربية والانجليزية . الف مبروك للدكتور غالب عنابسة على اصداره النفيس الذي يضيف الكثير للقارئ والباحث وللمكتبات العربية .

قراءة في قصة البرقوقة الحزينة ،تأليف مينا عليان ، بقلم سهيل عيساوي .


قصة البرقوقة الحزينة ، من تأليف الاديبة مينا عليان حمود ، رسومات فداء زحالقة – فنادقة ، اصدار أ دار الهدى بإدارة عبد زحالقة ، تقع القصة في 23 صفحة بدون ترقيم داخلي ، سنة الاصدار 2003 ، القصة : بينما كانت يارا ترافق واديها في عطلة الربيع في الغابة ، حيث الجمال والسحر الخلاب ، سمعت صوت برقوقة حمراء تبكي بصوت خافت ، ودار حوار بين يارا والبرقوقة الحزينة ، البرقوقة طلبت من يارا المساعدة العاجلة ، لان الانسان يقوم بقطف الازهار البرية التي تتألم ليزين بيته ، وهذا طبع ظلم للبرقوق وللطبيعة ، يارا تتجند لمساعدة البرقوقة ونصرة قضينها العادلة ، فتكتب ي على كرتونة كبيرة وعلقتها على شجرة في مدخل الغابة تدعو بها الى المحافظة على الازهار البرية لتعيش بأمان . ومع حلول فصل الربيع في العام المقبل ،لبست الغابة حلة جديدة زاهية وافترشت الارض ببساط رائع . رسالة الكاتبة : - ضرورة المحافظة على الازهار البرية لتزين الطبيعة . - استمرار اعتداء الانسان على الازهار البرية وعلى الطبيعة يسبب الضرر للإنسان الذي يحرم من رأيت جمال الطبيعة الخلاب ، ايضا الطبيعة تخسر بريقها . - قدرت الاطفال على التأثير كما فعلت يارا عندما وجهت رسالتها الى اترابها . - قدرت الاطفال على الابداع حين كتبت يارا تحذيها وعلقت على مدخل الغابة . - اهمية زيارة الاهل مع الابناء للمواقع الجميلة في بلادنا وعدم حصر الابناء في الاماكن التجارية ملاحظات : الرسمات يمكن ان تكون افضل . ، ورسالة يارا وجهت فقط للأطفال مع العلم ايضا الكبار ايضا يقطفون الازهار البرية ويلقون الاوساخ بين الاشجار والازهار . خلاصة : قصة تعالج قضية هامة وهي ضرورة الحفاظ على الطبيعة التي تخدمنا بجمالها وسحرها .

قراءة في قصة نور وقشرة الموز ، تأليف عواطف بصيص ابو حية ، بقلم سهيل عيساوي


تقع القصة وهي معدة للأطفال في 21 صفحة من القطع الكبيرة ، تأليف عواطف بصيص ابو حية ، رسومات محمد حسين زحالقة ، تدقيق لغوي بروفيسور لطفي منصور ، اصدار أ دار الهدى للطباعة والنشر بإدارة عبد زحاقة ، بالتعاون مع مركز ادب الاطفال في كلية بيت بيرك ، سنة الاصدار 2008 . القصة : تدور حول نور الطالبة الصغيرة في الروضة ، التي اتفق ان نسيت ثمرة الموز في حقيبتها وقبل وصولها الى البيت ، تتذكر الموزة ، عندما تفرغ من اكلها حتى ترمي قشرة الموز على الارض ،تدخل بيتها ومن الشرفة تلمح جدتها قادمة اليهم محملة بالأكياس ، لان الجدة تحب نور تأتي اليهم محملة بالمسليات والحلويات ، خرجت نور لاستقبال جدتها لكنها صدمت عندما راتها مطروحة على الارض ولا تستطع النهوض والاكياس منثورة على الارض ، ادركت نور ما جرى لجدتها وشعرت بالحرج بسب القائها قشرة الموز على الارض ،الام سارعت الى الاتصال بسيارة الاسعاف لنقل الجدة الى المستشفى بسبب الكسر في رجلها ، الجدة مكثت بضع ايام ، شعرت نور بالندم الشديد وتحدثت الى نفسها وتعهدت بالمحافظة على النظافة كي لا يصاب احد . رسالة الكاتبة : - ضرورة المحافظة على البيئة وعلى النظافة من جيل مبكر. - كي يصاب اعز الناس على قلوبنا اذا القينا الاوساخ في الشارع . - العلاقة الحميمة بين الجد والحفيد ضرورية . - سرعة البديهة وخاصة لدى الام التي طلبت سيارة الاسعاف لنقل الجدة المصابة . ملاحظات : - القصة تطرقت الى الحوار الذاتي حول الحدث ، ولم تتطرق الى حوار جاد بين الجدة وبين نور او بين الام وبين نور . - هدايا الجدة عبارة عن تسالي وحلويات ، صحيح ان الاطفال يحبونها لكنها تتناقض مع اسس الغذاء السليم . خلاصة : قصة جميلة للأطفال تعالج ظاهرة متفشية في مجتمعنا وهي عدم المحافظة على النظافة واننا من الممكن ان نكون اول التضررين من ذلك .

الخميس، 5 ديسمبر 2013

« الأنينُ المُتصاعدُ مِنْ أَحْلامِ النِّيامْ » . كتاب جديد للاديب التونسي عامر بوعزة

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للشاعر والإعلامي التونس " عامر بوعزة" مجموعته الشعرية الجديدة « الأنينُ المُتصاعدُ مِنْ أَحْلامِ النِّيامْ » . تجربة "عامر بوعزة" الشعرية في مجموعته الجديدة؛ تتجه نحو التكثيف والاختزال والتنوع، فالتقارب بين الأسلوب الفوتوغرافي والتعبير الشعري شديد الوضوح سيما ف
ي النصوص القصيرة التي تقدِّم المشهد اليومي بشكل مختلف، والأفكار السياسية والاجتماعية أكثر شفافية في نصوص يمكن إدراجها ضمن فن الكوميديا السوداء. نصوص المجموعة كُتبت في ظرف ثقافي واجتماعي ثقيل راكد، نلتمس فيها صورًا للموت الجماعي عندما تستحيل الحياة بئرًا عميقًا والليل يفقد معناه... الليل برنامج ثقافي كئيب في تلفاز يحول الحقائق على هواه، هناك الأرواح المحبوسة قدام الشاشات البلورية لا تتذكر من غدها شيئا وقصيدة "نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد" مجرد أغنية وطنية تستهلك في العطل الرسمية...! في هذه القتامة يتذكر الميت أنه لن يموت مرتين وتتطلع النملة المغامرة إلى قلق الريح في البيت الجبلي وهى عائدة من رحلة الخبز والخضوع .. والكتابة لدى الشاعر ترتبط بالواقع ارتباطًا متينًا، فالأزمنة والأمكنة والوجوه مألوفة، لكنها تصير كائنات لغوية مفعمة بالدلالات في عالم شعري يشبه الحلم... فليس من العسير أن نعثر في النص على رموز تعبِّر عن ضيق اللحظة والمكان تحت نير الاستبداد في مقابل الحرية التي قد لا تجد متنفسًا لها الا بالموت. الأنين المتصاعد من أحلام النيام ، ثلاثة عشر نصًا في ثمان وثمانين صفحة، هي: رؤيـا / سَـفَـر / رحيـل / أسئلة / ضـوء / بحـر / صـورة / رصيـف / تلفزة أولاد أحمد / ذكريات نمّالة / كشك عبد السلام / تـونـس / مـوت على الغلاف الخلفي؛ نقرأ من مقاطع المجموعة: ( في اللَّيْل... لا يُوجدُ غيرُ اللَّيلْ.. لا شيءَ يستحقُّ الاهتِمامْ عرباتُ البوليسْ عند تخاصرِ الشارعين تحرسُ الأرْواحَ الهائِمةَ فِي العتَمةْ والأنينَ المُتصاعِدَ منْ أحْلامِ النِّيامْ ).

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

صدر كتاب " احذر يا جدي " تأليف سهيل ابراهيم عيساوي


صدر حديثا للكاتب سهيل ابراهيم عيساوي ، كتاب " احذر يا جدي " ، وهو عبارة عن قصة للأطفال ، يقع الكتاب في 28 صفحة من الحجم الكبير ، مزين بالرسومات الجميلة الملونة ، لوحة الغلاف بريشة الفنانة فيتا تنئيل ، واللوحات الداخلية بريشة الفنانة أروى ايوب ،تتحدث القصة عن طفل شقي ومشاكس اسمه تامر ، ابن الثلاثة اعوام يقلب الاشياء رأسا على عقب ، ومع ذلك يحبه الجميع ويحاولون انتزاع قبلة منه عنوة،حتى صار خده الأحمر مسرحا لقبل متشابكة، تخرج الكلمات من ثغره حلاوة شرقية ، وعن جده الذي اشترى سيارة ذهبية الكل فرح بها الا تامر ...القصة تتناول موضوع الحذر على الطرق والحوادث الخطيرة التي تقع في ساحات البيوت وخاصة في المجتمع العربي ، وعن حقوق الاطفال وشقاوتهم وغلاوتهم ، والعلاقة الاسرية المترابطة، القصة كتبت بأسلوب شيق وجذاب وتعالج قضايا هامة وملحة وتقدم النصائح والاقتراحات المبدعة . صدر للكاتب : وتعود الاطيار الى اوكارها1994,، فردوس العاشقين 1996 ،وتشرق أسطورة الأنسان1998،بين فكي التاريخ 1999،غسان 2000،اوراق متناثرة 2003 ،قصائد تغازل الشمس 2003،ثورات فجرت صمت التاريخ الاسلامي 2005,النحت في ذاكرة الصحراء 2007 ,معارك فاصلة في التاريخ الاسلامي 2008 ,عندما تصمت طيور الوطن 2009 ،العاب زمان -مشترك- 2009 ،الطريق الى كفرمندا 2010 ،تصبحون على ثورة 2011، على ضفاف نهر الأدب 2013 - . قصص للأطفال : يارا ترسم حلما ،2013 ، بجانب أبي 2013 ، الأميرة ميار وحبات الخوخ 2013 ، طاهر يتعثر بالشبكة العنكبوتية 2013 ،احذر يا جدي 2013 ، صدر عنه : اضاءات في شاعرية سهيل عيساوي 2009 للكاتب المغربي محمد داني .

الخميس، 24 أكتوبر 2013

صدر حديثا للأديبة شوقية عروق منصور ، سرير يوسف هيكل


صدر حديثا كتاب سرير يوسف هيكل ، وهو عبارة عن مجموعة قصصية للكاتبة ، شوقية عروق منصور،عن المؤسسة الفلسطينية للنشر والتوزيع والطباعة في رام الله ، يقع الكتاب في 216 ، من الحجم المتوسط ، قدم الكتاب والكاتبة الاديب والشاعر ابراهيم مالك ، والذي اشاد بمهارة الكاتبة وخبرتها والمامها بعالم القصة القصيرة ،يضم الكتاب 32 قصة قصيرة ، من بين اسماء القصص ، " أحلام بائع فلافل " ، "البن والجرح العميق" ، انفجار مثانة" ،" الليل بدون نوافذ" ،"جمجمة جدي " ، " اللص والثغبان " ،الانثى والكلب " ، سرير يوسف هيكل " ،" المركوب " ،فوق البيعة " ، "غرفة ضيقة في بيته "، " قفص في القفص الصدري ". يشار الى الكاتبة شوقيه عروق منصور اصدرت عدة اصدارات توزعت على الشعر والنثر والقصة القصيرة والمقالة السياسية والاجتماعية : 1-امرأة بلا ايام" 1978، 2- خطوات فوق الارض العارية " ،3- النبض في جوف المحارة 1981 ،ذاكرة المطر 1987 ،شمس حضورك اسطورة 1995 ، اسمك تهليله زمرد 1995 ،احلام مبعثرة 2002 ، غاب نهار اخر 2005 ، الخرائب المعلقة 2006 ،

السبت، 12 أكتوبر 2013

قصة سليمة للكاتبة ميسون أسدي


قصة سليمة للكاتبة ميسون أسدي:
*حيفا- صدر عن "أ. دار الهدى ع. زحالقة" قصة جديدة للكاتبة ميسون أسدي، بعنوان "سليمة" بثلاثة لغات: العربية والعبرية والإنجليزية، والتي تتناول فيها الكاتبة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبالذات " متلازمة داون مع إعاقة عقلية"، بطريقة مسجوعة سلسة، وتستهلها بـ: إسْمَعُوا يَا شُطَّارْ قِصَّةً عَظِيمَهْ.. ألْقِصَّةُ بِاخْتِصَارْ قِصَّةُ سَلِيمَهْ.. وُلِدَتْ سَلِيمَةُ، وَلَمْ تُشْبِهْ أَحَدْ.. مَحْدُودَةَ الْقُدُرَاتِ إِلَى الْأَبَدْ". والقصة بالحجم الكبير وقد زينت صفحاتها برسومات للفنانة فيتا تنئيل- حليحل. وكتبت الباحثة سلوى علينات، من مركز أبحاث اللغة المجتمع والثقافة العربية في الكلية الأكاديمية "بيت بيرل" عن الكتاب: ما الذي تحتاجه سليمة؟ ما الذي يريده والداها؟ وما هو دور مجتمعنا في التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ من خلال قصة "سليمة"، تعكس الكاتبة ميسون أسدي في قصتها الجديدة ظاهرة اجتماعية تهم الكبار والصغار. تصف في بدايتها عالم الطفلة سليمة الداخلي والخارجي، شوقها للتواصل واللعب مع أبناء جيلها، ولكنهم بالمقابل يرفضون استيعابها وقبولها كفرد منهم. بينما يظن البالغون في مجتمعها ان نظرات الشفقة هي أقصى ما يمكنهم فعله تجاهها ووالديها. ولكن أسدي تدافع عن قضية الآخر والمختلف الذي تمثله سليمة، وتهيب بالقارئ بلغة سلسة وسهلة الفهم ان يتعاطف مع الطفلة سليمة ومع ما تمثله في مجتمعنا. انها قصة تستحق القراءة والتفكر. تلائم القصة أطفالا من جيل سبع سنوات حتى الخامسة عشر ويمكن مناقشتها مع الطفل في البيت والمدرسة.

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

مؤسّسة الفكر العربي تعلن أسماء الفائزين بـ" جائزة كتابي" لأدب الطفل العربي


مؤسّسة الفكر العربي تعلن أسماء الفائزين بـ" جائزة كتابي" لأدب الطفل العربي أعلنت مؤسّسة الفكر العربي من خلال مشروع «عربي 21»، أسماء الفائزين بجائزة «كتابي» لأدب الطفل العربي، وذلك للسنة الثانية على التوالي، وهي جائزة عربيّة إقليميّة، تتميّز بمشاركة الأطفال والناشئة في تقييم ما كُتب لهم من قصص علمية أو خيالية، صدرت خلال عامي 2011-2012. وشارك في تنفيذ الجائزة خمسة بلدان عربيّة هي: السلطنة ومصر والسعوديّة والأردن ولبنان، وذلك من خلال شركاء مشروع «عربي 21» الذين ينفّذون خطّة موحّدة مُتّفق عليها. وتشمل الجائزة الفئات العمرية التالية: من 3 إلى7 سنوات، ومن 8 إلى 10 سنوات، ومن 11 إلى 14 سنة. ويتمّ اختيار الكتب الفائزة بناءً على تقييم الأطفال، وبإشراف لجنة خبراء إقليميين. وهي توزّع بالتساوي ما بين دار النشر، والكاتب، والرسّام لكلّ كتاب فائز. وأوضحت الأمينة العامة المساعدة في المؤسّسة الدكتورة منيرة الناهض، أن جائزة «كتابي» تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية، كلغة للتواصل والتعبير والتفكير المبدع عند الأطفال والشباب، ودعم صناعة الكتاب في الوطن العربي، وتحفيز الناشرين والكتّاب والرسامين على إنتاج كتب ذات جودة عالية، لجهة النصّ والرسوم والاخراج (والخط والطباعة والتجليد)، وجعل الطفل المحور الأساسي والفعلي لهذه الجائزة. وتنظّم جائزة «كتابي»، أنشطة سنويّة تهدف إلى التشجيع على قراءة الكتب الفائزة، وكتب لائحة الشرف في البلدان العربيّة المشاركة وفي بلدان عربية أخرى. وسيتم توزيع الجوائز على الفائزين، خلال حفل إطلاق الحملة السنوية لتشجيع القراءة باللغة العربية لدى الأطفال والناشئة، وذلك أثناء انعقاد المنتدى العربي للتطوير التربوي بالتعاون مع «عربي 21»، في 7 من نوفمبر المقبل، بفندق إنتركونتيننتال ـــ الأردن. تجدر الإشارة إلى أن مشروع «عربي 21»، هو مبادرة متكاملة لدعم تطوير تعليم اللغة العربية وتعلّمها، تنفّذه مؤسّسة الفكر العربي بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وتشارك شركة «أرامكو» السعوديّة في دعم الحملات السنوية لتشجيع القراءة «بالعربي». والكتب الفائزة للعام 2013 فهي: «عندما مرضت صديقتي» للمؤلفة سمر براج، رسومات سنان حلّاق (دار يوكي برس)، «جدتي نفيسة» لتغريد النجار، رسومات مايا فداوي (دار السلوى)، «زيد وجاد في ورطة» لمايا مولوي ناصر، رسومات مايا مجدلاني (دار أصالة)، «لتامر عالم خاص» لفاطمة شرف الدين، رسومات ماريان موصلي (دار يوكي برس)، «فلافل النازحين» لسماح إدريس (دار الآداب)، «علماء الحضارة الاسلامية: الزهراوي، ابن النفيس، ابن الهيثم» للكاتب سليمان فياض (دار الشروق). أما كتب لائحة الشرف فهي: «جدتي تحفظ أسراري» د.هند خليفة، رسومات لمياء عبد الصاحب (دار الحدائق)، «عندما اكتشف الطائر جناحيه» رانية حسين أمين (دار الياس)، «جارتنا جوجو»، فاطمة شرف الدين، رسومات سنان حلّاق (دار أصالة)، «سمكتي» جنان حشاش، رسومات ثمار حلواني (دار أصالة)، «البنت الصغيرة التي…» فاطمة شرف الدين، رسومات أنكي ريمنامز (دار كلمات)، «حسن أذكى من الآلي» باسمة الوزّان، رسومات لمياء عبد الصاحب (كان ياما كان)، «إنسان» لفاضل جمال علي (مركز ثقافة الطفل)، «جدتي ستتذكرني دائماً» للمؤلفة سمر محفوظ برّاج، رسومات مايا فداوي (دار يوكي برس).

الأحد، 6 أكتوبر 2013

شريعة الغاب ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي - قصة قصيرة جدا-


وشى الثعلب للأسد ملك الغابة بما قامت به الضباع ، سرقوا في وضح النهار جهد الأرانب، أقبل الأسد الى وكر الضباع ،لوح بسيفه وأقسم أغلظ الايمان ليفصل رؤوسهم عن أجسادهم ويزج بهم في غياهب السجون ويقطع اليد التي تعبث بأمن الغاب، ابتسم كبير الضباع ابتسامة صفراء ، لملم الأسد ثيابه ، تقزم ظله وصغرت خطواته وانكمش جسمه وغارت عيونه في وجهه،وتلاشى صوته  .


 

السبت، 5 أكتوبر 2013

دِرَاسَة ٌ لديوان " هُدْهُد خارج نبوءَةِ المَطر " - للشاعر " رُشدي الماضي "


- دِرَاسَة ٌ لديوان " هُدْهُد خارج نبوءَةِ المَطر " - للشاعر " رُشدي الماضي " - ( بقلم : حاتم جوعيه - المغار - الجليل ) مُقدّمة ٌ وتعريف : الشَّاعرُ والأديبُ الكبير الأستاذ " رشدي الماضي " في طليعةِ الشعراءِ والأدباءِ المُبدعين المحلِّيِّين ، ومن أهمِّ الأشخاص الذين وَاكبُوا المسيرةَ والحركة َالثقافيَّة وساهَمُوا بشكلٍ فعليٍّ وجذريٍّ في تطوير وَتألُّق ِالشِّعر والأدبِ المحلي، وبهم ارتقى الشعرُ الفلسطيني المحلِّي ( داخل الخط الأخضر) إلى أبعادٍ أوسع وأشمل . أصلُهُ من قرية "إجزم " المُهجَّرة ، ويسكنُ في مدينة حيفا - بعد عام النكبة ( عام 1948) . حاصلٌ على عدَّةِ شهاداتٍ جامعيَّةٍ في الأدبِ العربي وغيرهِ ، عملَ في سلكِ التعليم لفترةٍ طويلةٍ وكانَ مديرًا لمدرسةِ المتنبِّي الثانويَّة - حيفا - وخرجَ للتقاعد قبلَ بضع سنوات . نشرَ الأستاذ ُ رشدي الماضي إنتاجَهُ الإبداعي- الشِّعري والنثري- في معظم الصُّحفِ ووسائل الإعلام المحليَّةِ وخارج البلاد وحققَ شهرة ً واسعة ً محليًّا وعربيًّا وعالميًّا ... وأجروا معهُ الكثيرَ من اللقاءاتِ الصحفيَّةِ من قبل وسائل الإعلام المختلفة خارج البلاد . وأمَّا الآن وبعد خروجهِ للتقاعد أصبحَ متفرِّغًا ويكتبُ وينشرُ بشكل ٍ مُكثَّف . أصدرَ العديدَ من الدَّواوين الشعريَّةِ ، وأحَدُ دواوينهِ أصدرتهُ " دار العودة " بلبنان قبلَ اكثر من سنة . وأمَّا ديوانهُ الأخير الذي بين أيدينا فهو من إصدار :" مؤسَّسَة الأفق للثقافةِ والفنون "- بإدارة الصَّديق الفنان الأستاذ "عفيف شليوط ". يقعُ هذا الديوان في 68 من الحجم المتوسطِ الكبير ، مطبوعٌ طباعة أنيقة وفاخرة وتحلِّيهِ صورة ٌ جميلة ٌ على الغلاف . وعلى الغلافِ من الوجهِ الإخر( الخلف ) توجدُ مقدِّمة ٌ صغيرة للكاتبِ الفلسطيني " زياد خداش " يشيدُ فيها بمكانةِ ومقدرةِ الأستاذ " رشدي الماضي " الشِّعريَّةِ وبما يميِّزهُ في عالم ِ الكتابةِ والمواضيع التي يطرحها ، وخاصَّة ً الجانب الإنساني والقومي والوطني ... والمقدِّمة ُ كُتِبَتْ بلغةٍ شاعريَّةٍ مُؤَثِّرةٍ ، ويقولُ فيها : ( " رشدي الماضي شاعرٌ فلسطيني ، من إجزم المسروقة تحديدا . وأن تكونَ من قريةٍ مسروقةٍ يعني أن تتخذ َمن الشِّعر ذريعة ً للبقاءِ على قيدِ الدَّهشةِ والحنين والحلم . بالشعر الحار يقترفُ رشدي الماضي الحنينَ مُؤسطرًا باليوم ومعمَّدًا باللغةِ ومُسَربلاً بالعشق . ومن المؤَكَّدِ أنَّ الشِّعرَ لن يُعيدَنا إلى بلادِنا، ولكنَّهُ بالتأكيدِ سيُعَمِّقُ إحساسَنا بقدسيَّةِ العودةِ . هذا بالضَّبطِ ما يفعلهُ بنا شعرُ رشدي الماضي . مَدخَلٌ: ساتناولُ في هذهِ المقالةِ بعضَ القصائدِ من الديوان مع الإستعراض والتحليل ِ... وأوَّلُ ما سأبدأ بهِ قصيدة (" لعنقاءِ القيامة صليب صديق ومسامير صائبة "- صفحة 7 – 9 ) ... وهذهِ القصيدة ُ من الناحيةِ الشكليَّةِ تُدرَجُ ضمنَ الشعرالحديثِ الحرِّ ، وقريبة إلى شعر التفعيلة ،هي غير مقيَّدةٍ بوزن مُعيَّن ، لكن يوجدُ فيها موسيقى داخليَّة أخَّاذة ، وهنالك بعضُ المقاطع فيها جاءَت موزونة بشكل ٍ عفويٍّ، ومنها على بحر المتقارب في مطلع القصيدة (الوزن الذي يسمِّيه البعض الرومانسي الثوري)، والبعض على وزن الرجز والكامل، وفي الكثير من المقاطع والجمل يستعملُ عدَّةَ تفاعيل مختلفة كتلوين على شكلِ التقاسيم الموسيقيَّة ، وإيقاعات هذه القصيدةِ حلوة ولها وقعُها وتأثيرُها في الأذن والعقل والقلبِ والخيال . وموضوعُ القصيدةِ الرَّئيسي هو الإنسان الفلسطيني المكافحُ والمناضلُ والذي يحملُ صليبَهُ أكثرَ من نصف قرن . والقصيدة ُ يكتنفها الغموضُ والطلاسمُ والضبابيَّة ُ ويستعصي فهمُهَا على الكثيرين من الدارسين والقرَّاءِ ، ويستعملُ فيها فيها الشَّاعرُ توظيفات عديدة : لاهوتيَّة وتاريخيَّة، ويوظفُ شخصيَّة َ يسوع للمسيح عليهِ السلام الذي هو محور وجوهر الموضوع والقضيَّة ظاهريًّا وشكليًّا ليصلَ من خلالِهَا إلى الأهدافِ والأبعاد التي يُريدُهَا . ويقولُ الأستاذ رشدي الماضي في القصيدة : (" تسيرُ ... تسيرُ "خُطاهُ " // على بُحَيْرةٍ تغسلُ // آلامَهُ وأرجلهُ ..// تحملُ على كتفٍ تقومُ // فداءً مُخلِصًا // " ) . لأوَّل ِ وهلةٍ سيفهمُ القارىءُ هذا المطلع على أنَّ المَعني بهِ حرفيًّا هو يسوع المسيح ، حيث خُطاهُ تسيرُ ، ووضعَ كلمة َ خُطاه بين قوسين لأنَّ الكثيرين من البشر ساروا على خطاه وعلى طريقِهِ لأجل ِ التَّحَرُّر من عبوديَّةِ الآثام والخطيئةِ ولنيل غفران الخطايا وللخلاص الروحي والجسدي والخُلود في الملكوت السماوي مع القديسين والأبرار الأطهار . وخطاهُ سارت إلى بحيرةٍ تغسلُ آلامَهُ وأرجلهُ ..أي يقصِدُ آلامَ الصَّليبِ والمعاناة في سيره المضني نحو الجلجثة وقد تعبَت رجلاهُ في درب الآلام ... وغسيلُ الأرجلُ يرمزُ إلى النقاءِ والتطهير من غبار ووحل هذا العالم ورواسِبهِ - العالم المادي - ( قصَّة يسوع عندما غسلَ أرجلَ تلاميذهِ ، وفي البدايةِ رفضوا أن يغسلَ بنفسهِ أرجلهم ، فقالَ لهم : من يرفض لا يكون له نصيب معي في ملكوتِ السَّماء)، لقد غسلَ أرجلهم كرمز للتواضع والأنكسار وللمحبَّةِ والوداعةِ والنقاءِ والتطهير من غبار وأقذار وأخطاءِ هذا العالم . كلُّ هذه المعاني التي ورَدت في القصيدةِ تنطبقُ على شخص يسوع المسيح . ويقولُ الأستاذ رشدي الماضي : ( تحملُ على كتفٍ تقوم فداءهُ مخلِّصا ) ... أي على كتفهِ حملَ الصَّليب الثقيل .. صليب الفداء للبشر أجمعين . إنَّ هذه المعاناة ودربَ الآلام وعذابَ الصَّليبِ ينطبقُ أيضًا على الإنسان الفلسطيني المُهَجَّر والمُشَرَد الذي أقتلعَ بالقوَّةِ من أرضِهِ ووطنهِ وما زالَ يحملُ صليبَ عذابهِ ومُعاناتِهِ ولم يجدْ مَن يُسعِفهُ ويمدُّ لهُ يدَ العون في هذا العالم ِ المليىءِ بالخطيئةِ والشُّرور .. وما عليهِ إلاَّ أن يغسلَ رجليهِ من غبار هذا العالم ِ الخاطىءِ . وفي القصيدةِ يظهرُ أيضًا طابَعَُ التفاؤُل وومضاتُ والأمل الإشراق . فيقولُ الشَّاعرُ : ( " أرسلتُ زاجلي // بريدًا سريعا // فعادت قواربَ // بحُمولةِ الأحلام كانت ذاهِبَة // " ) . إنَّ الحمامَ هو رمزٌ للسلامِ والمحَبَّةِ ولنقل ِالأخبار السَّارَّةِ منذ عهدِ نوح والطوفان (حمامة نوح التي رجعت بغصن ِ زيتون مُعلنة ً ومُبشِّرة ً بانتهاءِ الطوفان ورجوع ِ الحياةِ والخُضرةِ للأرض ) . لقد أرسلَ زاجلهُ ( الحمام الزَّاجل ) كبريد سريع فرجعت القواربُ مُحَمَّلة ً بالأحلام التي كانت ستذهبُ وتتلاشَى ... أي انَّ الأملَ موجودٌ ، وتحقيق النصر والعدالة وإعادة الحق الضائع للفلسطيني المشرَّد أمر لا بدَّ أن يتحقَّقَ ، فحمولة ُ الأحلام رجعَت في قواربها بعد أن كانت مغادرة ً ومُبتعدة ، وعلى الشَّعبِ الفلسطيني المقهور والمنكوب أن يعرفَ كيفَ يستغلَّ كلَّ الظروفِ والأوضاع ويتمسَّكَ بأحلامِهِ وآمالِهِ الضَّائعةِ لإعادةِ حلمهِ المنشود . ( لقد استعمل الشّاعرُ كلمة َ الزَّاجل لِوحدِها بدون كلمة حمام كمرادف لها ) . ثمَّ يُتابعُ الشَّاعرُ رشدي الماضي حديثهُ فينتقلُ إلى مواضيع أخرى، ويتوغَّلُ كثيرًا في الغموض، وهنالكَ بعضُ المقاطع شبيهة ٌ بالطلاسم وقد تُشرَحُ وتفسَّرعلى عدَّةِ وجوهٍ وأشكال، ولا يُعرَفُ بالضبط ما الذي يعنيهِ ويقصدُهُ الشَّاعرُ منها ، مثل : ( " خبَّأتُ آباري // حتى تغادرَ " بئرٌ " // تشتهي جسدِي // دَمًا صَدِئا ً // نوافيرهُ كاذبَة // عنقائي !! الفتك // داخل الرَّماد - رحلة // إلى الشِّتاء ماضية !! // أغلقي القميصَ // تفقَّدي أزرارَهُ عروة عروة // " ) . هذه المقاطعُ من القصيدةِ تحملُ الطابَعَ الشَّخصي والغنائي .. أي أن الشَّاعرَ يتحَدَّثُ عن نفسهِ ووجدانيَّاتِهِ، وفيها أيضًا الطابعُ الوطني والقومي، فيتحدَّثُ عن الوطن ويتغنى بجمالهِ وآلامهِ وجراحِهِ وأجوائِهِ وأبعادِهِ الواسعة . ويتابعُ الشَّاعرُ فيقولُ : ( " كي تكوني يومَ " تموتين " // قبرًا فتيَّا // وَيومَ " تُبعَثينَ " // قيامة ثوب // خبَّأ "العشبة " !! // فإن عَبَسَت " بئرٌ ".. // في وجهِ الطريق ؟! // " هُدهُدُ " التيهِ عادَ "ماءَه " // ذئبا أليفا مُخلِصا !!! // " ) . يتحَدَّثُ الشَّاعرُ هنا ويُخاطبُ فتاتهُ وهي الوطن والأرض " فلسطين " ، وهذهِ البلادُ الأرض) تموتُ وتصبحُ قبرًا جديدًا فتيًّا ، ولكنها تتعافى وتقومُ من جديد ( قيامة ثوب ) . ونتخيََّلُ يسوع المسيح عندما صُلِبَ وتنازعَ الجنودُ على ثوبهَ وتقاسموهُ . ويستعملُ الشَّاعرُ في نهايةِ القصيدةِ بعض المعاني والتعابير اللاهوتيَّة من الكتاب المقدس - العهد القديم ، مثل : ( وتحملُ " فرعون " جمرة ) - وذلك عندما وضعَ موسى وهو صغير الجمرَ في فمِهِ فلذعهُ عندما كانَ أمامَ فرعون . وبعضُ المعاني من العهد الجديد ، مثل : ( ترفع الصَّليب صديقا مساميرُهُ صايئة ) ، ومثل:(" عشاؤُهُ " تجلًَّى جسَدًا وكلمة ) . وجملة ُ يوم تموتين ويومَ تُبعثين تذكِّرُنا بمَا جاءَ في القرآن الكريم عن يسوع المسيح : ( " وسلام عليَّ يومَ أموت ويومَ أبعثُ حََيَّا ") . وفي نهايةِ القصيدةِ يظهرُ هدَفُ وفحوى الموضوع بضوح ٍ أكثر، وفيها الخلاصُ والنصرُ المنشود للإنسان الفلسطيني وللقضيَّةِ الفلسطينيَّةِ... وكما انتصرَ المسيحُ بصليبهِ وآلامِهِ على كلِّ قوى الشِّرِّ والظلام وعلى إبليس ، وبصلبهِ وقيامتِهِ تحقَّقَ الفداءُ العظيم وهو تحرير الإنسان وخلاصه من عبوديَّةِ الخطيئةِ والجسدِ ( كما جاء في كتب الأناجيل - العهد الجديد ) . ويقولُ مثلاً : (" ترفع الصَّليبَ " صديقا " مساميره صابئة ) .. والمقصودُ بالصابئةِ ( عبدة النجوم والكواكب ) ، والمعروفُ عندما وُلِدَ المسيح جاءَ بعضُ المجوس ( الصَّابئة ) إلى بيت لحم ليروا المولودَ المخلِّصَ ، وهم أوَّلُ من عرفَ بهويَّةِ هذا المولود وحقيقتِهِ وببشرى الخلاص فابتهَجوا . ووظَّفَ الشَّاعرُ مصطلح وعبارة ( صابئة لمسامير الصَّليب ) ... أي هم كانوا كمسامير الصَّليب ، نادوا وَبشَّروا وفرحُوا بالمولود الجديد - المسيح - وقد استدلُّوا عليه وعرفوا مكانه بواسطة نجم في السَّماء الذي أوصلهم إلى المذود - مكان ولادتِهِ - وقدموا لهُ الهدايا الثمينة والأحجارالكريمة ، وبدون ِ الصَّليبِ وقيامةِ المسيح لا يكونُ خلاصٌ ونصرٌ وفرحٌ وسلامٌ أبدي . وفي نهايةِ القصيدةِ يتحدَّثُ الشَّاعرُ عن العشاءِ الأخير و" الكلمة والجسد " ... أي لقد أقتطفَ وأخذ َ بعضَ المعاني الواردة في الإنجيل ووظفها هنا في القصيدةِ . وجاءَ في إنجيل يوحنا: والكلمة ُ صارَ جسدًا ( يسوعُ المسيح ) وحلَّ بيننا ... وبعد الصَّلبِ والقيامةِ كما وَرَدَ في الإنجيل تجلَّى يسوع بمجدِهِ الأسمَى وفي لاهوتِهِ جسَدًا وكلمة . والإنسانُ الفلسطيني لا بُدَّ أن ينتصرَ في النهايةِ وسيُحَقِّقُ أحلامَهُ وأمنيتهُ وغايتهُ المنشودة َ ويتحرَّر وطنهُ وبلادُهُ وتقامُ دولتهُ العتيدة بعد سنين ٍ وعقودٍ من المُعَاناة والألم ِ والعذاب . ولننتقل إلى قصيدةٍ أخرى بعنوان : ( " القدس مسرى ومهدًا : - أيقونة السَّماء " - صفحة 10 - 11 ) . والجديرُ بالذكر أنَّ القلائل من الشُّعراءِ الفلسطينيِّين والعرب الذين كتبوا شعرًا لمدينةِ القدس لوحدِها وبشكل ٍ مستقلٍّ وَمُوَسَّع ٍ ، ومعظمُهُم لم يتطرَّقوا إطلاقا إلى الجوانبِ والمعالم التاريخيَّةِ والحضاريَّةِ والتراثيَّةِ، والشَّوارع والزَّقاقاتِ وأماكن ودور العبادة ( الجوامع والكنائس) والأسواق والحوانيت .. إلخ . وأمَّا الشَّاعرُ الأستاذ رشدي الماضي فيعيشُ ويتجسَّدُ ويتنفَّسُ عالمَ وأجواءَ وأريجَ ورائحة َ القدس ... ويتحدَّثُ عن كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ، في هذهِ القصيدةِ ، في المدينةِ المُقدَّسةِ والأسيرةِ - ورُبَّما يكونُ هو الشَّاعرَ العربيَّ الوحيد الذي اتَّخَذ َ هذا التوجُّهَ والنهجَ وخطى هذا المنحَى .. ويقولُ في القصيدةِ : ( " أتركيهِ يا قدسُ وصلِّي ... // لأجيئكِ مَسْرَى // لم تعُد دروبُهُ حقيبة ً- ولا أسفارا ... // " ) . يستعملُ الشَّاعرُ في هذهِ القصيدةِ تقنياتٍ وتوظيفاتٍ جميلةٍ وبشكل ٍ تكتيكيٍّ وذكيٍّ ومتناغم ، فيتحَدَّثُ عن بوَّابَاتِ القدس ِ، وقامَ بإدراج اسم ِ ورقم كلِّ بوَّابةٍ ، وتحدَّثُ عن بعض ِالأشياءِ والأمورالأساسيَّةِ التي تتعلَّقُ بمدينةِ القدس ، فيبدأ القصيدةَ ويستهلُّها بالبوَّابةِ الأولى ، فيقولُ : البوَّابة ُ الأولى – ( " دعيكِ من نهار ٍ تنتهرُهُ " أم هاني " // ليلاً - إلى كهفهِ لاذ َ ، لاذ َ وَعَسعَس ... // فالثانية ( البوابة الثانية ) ( " أتركيهِ !! // أتركيهِ يا قدسُ وصلِّي ... // لأجيئِكِ مَسرى // لم تعُدْ دروبُهُ حقيبة - ولا أسفارًا ... // فالثالثة ( البوَّابة الثالثة ) ( " إقرَعي أجراسَكِ ، كي ينهضَ وَحيٌ // يهبط ُ سُلَّما ... // فأنزل ، " فواتح " تعلو : " صخرة " و "مهدًا " // " قيامة " و" أسوارًا " ... // " ) . ويتابعُ الشَّاعرُ القصيدة َ هكذا ( دواليك ) حتى البوَّابة السَّابعة ، ويُوظفُ الكثيرَ من الشّخصيَّاتِ والمعَالم والأمور المرتبطةِ بالقدس ارتباطا أبديًّا ( كما ُذكِرَ أعلاه ) ، مثل : المَسْرَى أو الإسراء والأجراس ، قبَّة الصخرة وكنيسة المهد والقيامة وأسوار القدس، مريم البتول العذراء، الجلجثة ( المكان الذي صُلبَ فيهِ يسوع المسيح )، غادة كنعان " جدار طيطس " - ( القائد الروماني الذي هدمَ مدينة القدس وأسوارَها ، وطيطس أيضًا أحدُ الشَّخصياتِ اللاهوتية الهامَّة في العهد الجديد والذي عُيِّنَ من قبل الرَّسول بولس للخدمةِ ولكرازةِ الأنجيل ، وكانَ يخدمُ ويُبشِّرُ في جزيرة كريت)، ويوظف أيضًا المائدة والعشاء الأخير، يسوع المسيح ، البراق ، خالد بن الوليد ، المسلول ( سيف الله المسلول) ، العازاريَّة ، مسيلمه الكذاب .... إلخ . وبإختصار: إنَّ أيَّ قارىءٍ يَطَّلعُ على هذهِ القصيدةِ سَيُحِس ويشعر أنهُ داخلَ مدينةِ القدس ويمشي في شوارعها وأزقتها وحاراتِها .... وسيذهبُ بهِ الفكرُ والخيالُ إلى الزَّمان ِ الغابر.. زمن المسيح والعشاء الأخير وصلبه ( الجلجثة ) .. وسيتخيَّلُ أسوارَ القدس وكلَّ الأماكن المقدسة ودور العبادة ويرى أمامَهُ وبعقلِهِ كنيسة المهد والقيامة وقبَّة الصَّخرة ويتخيَّل البراق والأسراءَ والمعراج ، ويتذكَّرُ عهدَ الفتوحاتِ وخالد بن الوليد الذي لقبَ بسيف اللهِ المسلول . وهذهِ القصيدة ُ من أجمل وأروع القصائد التي كُتِبَتْ في مدينةِ القدس - عاصمة فلسطين - وربَّما تكونُ القصيدُة َ الوحيدة التي تحوي وتضمُّ كلَّ هذا الزّخمَ من التوظيف اللاهوتي والتاريخي والتراثي والإنساني الواسع في داخلها ... والقصيدة ُ رمزيَّة فيها لمَحاتٌ وشطحاتٌ من التأمُّل والتَّصَوُّفِ في محرابِ الإيمان وفيها يتجلَّى لنا التألُّق الروحي والإتحاد مع الخالق . فهذه المدينة ُ معقلُ ومركزُ الدياناتِ السماويَّةِ الثلاثة وقبلة الأمم، تسمُو بأهمِّيَّتِها ومكانتِهَا الدينيَّةِ والتاريخيَّةِ ، وللشَّعبِ الفلسطيني هي رمزٌ وشعارٌ لقضيَّتِهِ لأنَّها عاصمة ُ فلسطين الأزليَّة الأبديَّة فعندما يُذكرُ اسمُ القدس نتذكَّرُ فلسطين والعكس بالعكس . وهنالك العديدُ من الشُّعراءِ الذين كتبوا شعرًا لمدينةِ القدس ، ولكن قصائدَهم لم تتحدَّث إطلاقا عن أجواءِ ومعالم القدس وطابعها وتاريخها وشوارعها ...إلخ . كما هو الأمر عند شاعرنا القدير رشدي الماضي ، ومثال على ذلك : قصيدة للشَّاعر إبراهيم طوقان ( شاعر فلسطين قبل النكبة ) بعنوان : ( القدس ) ، ولولا هذا العنوان سيظِنُّ كلُّ من يقرؤُها أنهُ يتحدَّثُ عن بنايةٍ كبيرة جدُّا تضمُّ مجمعًا تجاريًّا وأسواقا ومراكز ثقافيَّة ومكاتبَ لأحزاب متعدِّدة وغيرها ، ولا يوجد لها أيَّة ُ علاقةٍ مع مدينةِ القدس ، ويُفهَمُ من القصيدةِ فقط أنهُ يتحدَّثُ عن القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ وكيف أنَّ الأحزابَ والزعامات التقليديَّة والسِّياسيَّة في خلافاتِهم وتناحرهم على الزَّعامةِ والقيادةِ آنذاك ضيَّعوا هذه القضيَّة . ويقول إبراهيم طوقان في القصيدة : (" دارَ الزَّعامةِ والأحزابِ كانَ لنا قضِيَّة ٌ فيكِ ، ضَيَّعنا أمانيها قضيَّة ٌ نبذوهَا بعدَما قتلتْ ما ضرَّ لو فتحُوا قبرًا يُوَاريهَا ") هُوَ يتحدَّثُ عن التطاحن ِ الحزبي الذي تفشَّى في فلسطين أنذاك ( زمن الإنتداب )، وكانت القدس عاصمة َ البلاد ومركزَ هذا التطاحن . ولننتقل إلى قصيدةٍ أخرى بعنوان : ( " قصائد غادرَت قطار الخروج ؟ !! " - صفحة 12 - 13 ) .. وهذهِ القصيدة ُ وجدانيَّة ٌ وذاتيَّة ٌ، فيها رُؤيا فلسفيََّة وتحليلٌ للحياةِ والكون والطبيعةِ ، ويَشُوبُهَا الحيرة ُ والتساؤُلُ والبحث عن الذات وماذا على الإنسان ( الشَّاعر) أن يكون وفي أيِّ موقع وعقيدة وفكر ٍ ومذهب، وأيّ نهج ٍ وطريق عليهِ أن ينتهج . ويُوظفُ الشَّاعرُ في القصيدةِ بعضَ الشَّخصيَّاتِ الأدبيَّةِ والتاريخيَّةِ ، مثل: الشَّاعر" ديك الجن الحمصي " الذي أتّهمَ بالسادِيَّةِ والسُّكر والعربدةِ والشذوذ وبالعُقدِ النفسيَّةِ وبقتل ِغلامِهِ وجاريتِِهِ ، وهو من فحول الشعراء في العصر العبَّاسي وكان أستاذا لأبي تمام في الشِّعر - حسب ما يُروَى ، وَيُوظفُ أيضًا شخصيَّة َ أبي نوَّاس ، ويقولُ الشَّاعرُ في القصيدةِ : ( " حينَ لم تقبل المفصلة // الا سفرًا // فوقَ عنق ِ لساني // حملتُ عزلتي على كتفي // وناديتُ الحقائبَ // من أقصَى الخُروج !! // واصَلتُ المَسيرَ // أبحثُ عنِّي // أطلبني من غيري // حانَ لي المَآبُ // " ) . أي هو موغلٌ في السَّفر في سراديب ومتاهات هذهِ الحياة وللبحثِ عن الذات . ويقولُ في القصيدة : ( " أخرجتُ ظلِّي عن طورِهِ // فلم يعُدْ يَكتم صمتهُ // أنا لستُ أنتَ // ولستَ حتى سواك !! // إرتداني التامُّلُ البليل // ليمنعَ سقوط َ الذاكرة // ها هُوَ الليلُ // يقتحمُ المدينة // وأنا بطيش ِ " ديك الجنِّ " ألهُو // لتظلَّ لُغتي خمرة // تونع // في دالياتِ الكلام ... // ألم يُعلِّمني النرجسُ // أن أقرأني في كتاب بئري // معزوفتي من شبق؟! // لتندلقَ القواريرُ صفحات عطشَى // وينهمر " النُّواسيُّ " // دِنًّا هائِجا !!! // لم أعد حلما خلّبا // فإن نامَ كلُّ شيىءٍ // ستظلُّ آثامي // تعانقُ نورَ النافذة // وتتسقط // رذاذ سفاد الطيور // " ) . هذه القصيدة ُحديثة ٌ ومتطورة ٌ بناء وشكلا ومضمونا ... وإبداعيَّة ٌحافلة وَمُترَعَة ٌ بالتجديدِ والتقنياتِ المستحدثةِ ومفعمة ٌ بالصُّورِ الشِّعريَّةِ الجميلةِ والمعاني الصَّعبةِ والعميقةِ والسهلةِ أيضًا على الإدراك والفهم ، وخفيفة الدم والتي يتقبَّلها الذوق والمنطق . وفيها أيضًا بعضُ المصطلحاتِ والتعابير اللغويَّةِ المتطوِّرةِ والجديدة التي استعملها الشَّاعرُ ، مثل : ( ان أقرأني في كتاب بئري ) .. أي أن أقرأ نفسي ، والمقصودُ هنا أن يتعلّمَ كيفَ يقرأ قرارَة َ وأعماقَ نفسِهِ العميقة كالبئر ويدركُ ُكنهَهُ وَوُجُودَهُ ومنطلقهُ في الحياةِ ويعرف ويرى حقيقة َ ذاتهِ وجدوى وجودهِ ومآلهِِ ومصيره كما يرى صورة َ وجهِهِ في المرآةِ أو البئر . ومنَ الصُّور الجميلةِ الجديدةِ والإستعاراتِ البلاغيَّة المستحدثةِ والموفقةِ ، مثل : ( "أخرجتُ ظلِّي عن طورهِ ) - وهذه الجملة الشِّعريَّة قد يطولُ تفسيرُها وشرحُها وتحليلُها فهي موضوع واسعٌ وعميقٌ بحدِّ ذاتهِ . وأيضًا مثل : " إرتداني التَّأمُّلُ البليل ليمنعَ سقوط َ الذاكرة " . وفي هذهِ القصيدةِ أيضًا بعضُ المعاني والصُّور المُستهلكة والمستعملة كثيرًأ، مثل : " ها هو الليلُ يقتحِمُ المدينة " فالكثيرون من الشُّعراءِ استعملوا نفسَ التَّشبيه والجملة َ حرفيًّا أو ما يُشابهُهَا ، ولكنَّ الشَّاعرَ يردفها بجملةٍ وبصورةٍ شعريَّةٍ جديدةٍ : ( أو أنا بطيش ِ ديك الجنِّ ألهُو - لتظلَّ لغتي خمرة ) . وفي نهايةِ القصيدةِ يخرجُ الشَّاعرُ من كلِّ حيرتِهِ وتساؤُلاتِهِ - وحتى لو نامَ كلُّ شيىءٍ فإنَّ آثامَهُ ( والمقصود بها حيرتهُ وانحصاره وملله وسوداويَّته وإحباطه ) ستظلُّ تتعانق مع النور، وحتى النور القليل الذي يأتي من النافذةِ وليسَ من البابِ الواسع ، والنور هو الفجرُ والحريَّة ُ والإنعتاق والإنطلاق إلى المجدِ وتحقيق الذات والإنتصار على كلِّ شرٍّ وسجن وقيد في هذه الحياة . والقصيدة ُ قد ُتفسَّرُ وَتُحَلَّلُ أيضًا من منطلق ٍِ وطنيٍّ وقوميٍّ ... فالشَّاعرُ الذي يحيا في حيرةٍ وتساؤُل ويحملُ عزلتهُ على كتفيهِ ويُنادي الحقائبَ من أقصى الخروج وَيُواصلُ المسيرَ ويخرجُ ظلَّهُ عن طورهِ ولم يعد يكتم صمتهُ هو الإنسانُ الفلسطيني المُشَرَّدُ والمُكافح والمناضل ليُحقِّقَ حلمَهُ المنشودَ ويحيا في أرضِهِ ووطنِهِ ودولتِهِ المُستقلَّة . وإلى قصيدةٍ أخرى من الديوان بعنوان : ( " فُلك وغصن وتذكرة !! " - صفحة 14 - 15 ) .. وهذهِ القصيدة ُ طابعُهَا وشكلها غزليٌّ بكلِّ معنى الكلمةِ ، وفيها بعضُ التعابير والإيحاءاتِ الجنسيَّة ، ولكنَّ القارىءَ الذكي والواسع الإطلاع يشعرُ ويحسُّ ويعي أنَّ الشَّاعرَ رشدي الماضي لا يعني ويقصدُ ، في هذهِ القصيدة ، فتاة ً معيًَّنة يتغزَّلُ فيها تغزُّلاً حِسِّيًّا ويصفُ جمالها ومفاتنها الجسديَّة ، بل يرمزُ ويعني مدينة َ حيفا الجميلة والسَّاحرة حيثُ يقولُ في القصيدةِ مِمَّا يُؤَكِّدُ على هذا الشَّيىء : ( " لا تخشي !! // خليجُكِ لن يضمَّ ساقيهِ // والقواربُ خطى لم تضل الطريق // وهي خطى من بعيدٍ راجعة ... // " ) . ويقولُ أيضًا : ( " مدينتي - يافطتي !! // أنتِ // التي أحكي لها // // وَأنتِ بابي للدُّخول // لا تنقصي فائضَ الرِّيح // // واقرأي الزَّمان // مرساةَ وقتٍ قد يطول !! // " ) . وقد يقصدُ الشَّاعرُ من هذهِ العباراتِ الأخيرةِ المُشَرَّدين واللاجئين الذينَ نزحوا عن حيفا رغما عنهم وإنهم سيرجعون ، حيث قال : ( " خليجُكِ يضمُّ ساقيهِ // والقواربُ خطى لن تظلَّ الطريق // وهيَ خُطًى من بعيد راجعة " ) . وأمَّا بداية ُ القصيدةِ ومطلعُها فهو غزليٌّ بكلِّ معنى الكلمة - حيثُ يقولُ : ( " لهيبُكِ السِّرِّيُّ أشبقني // أتركيني ألبِّي نداءِ الصَّدر // في ردهةِ ليلٍ // أميلُ إليّ // أبحثُ عنكِ // يافطة // انحَرفت خميرة ً على كتفِ الرَّصيف // ولحظة انتظار ٍ ساهرة ... // " ) . وسأكتفي بهذا الإستعراض وسأنتقلُ إلى قصيدةٍ أخرى بعنوان : ( الشَّاعر في قطار الياسمين وحيفا عروس منتظرة ..."- صفحة 16 -23 )... والقصيدة ُ من عنوانِهَا ومعانيها هي لمدينةِ حيفا التي يسكنها الشَّاعرُ، والقصيدة ُ طويلة وعريضة ٌ في مسافاتِهَا الإبداعيَّةِ وقيمتِها الفنيَّةِ و تموُّجاتِها الوجدانيَّة وشطحاتِهَا الصُّوفيًَّةِ وجماليَّتِها التي تُدغدغُ وتلامسُ شغافَ القلبِ وَسُهوبَ الفكر والوجدان ... وهي من أجمل وأروع ما كُتِبَ حتى الآن عن مدينةِ حيفا السَّاحرة عروس البحر التي كانت وما زالت محَطَّ الأنظار والرحال وبهجةَ المشتاق وسلوة العاشق وقبلة َ الفنِّ والفكر والشِّعر والأدب وموطنَ الجمال والسَّناء والبهاء . ومطلعُ القصيدةِ : ( " حيفا غيمة ٌ // تحملُ السَّماءَ والترابْ // كيفَ يُقالُ ما يُقال ؟! // أنَّها حقيبة ٌ مُسَافرَة // وَلن تعودَ من سرابٍ وغيابْ ؟! // " ) . يُشَبِّهُ الشَّاعرُ مدينة َ حيفا بالحقيبَةِ ( حقيبة السَّفر الدائمة وغير المُستقرَّة في محطَّة ) وهي تحملُ السَّماءَ والترابَ ...أي أنَّ هذهِ المدينة َ هي معقلٌ ومركزٌ للنور والهدي والإيمان والخير، وفيها أيضًا السَّلبيَّات ، وكلمة ُ التراب تعني كلَّ ما هو مادِّي وبعيد عن الرُّوحانيَّات والسَّماويَّات . والمعروف عن مدينةِ حيفا أنهُ يوجدُ فيها عدَّة ُ أماكن مقدَّسَة ودورٌ للعبادةِ ويوجدُ فيها أيضًا الملاهي والمراقصُ والنوادي الليليَّة والخمر والمجون - ( أي تلتقي فيها السَّماء والأرض- الخير والشَّر- والنوروالظلام والسَّالب والموجب) . وأمَّا باقي الجمل الشِّعريَّة في بداياتِ القصيدةِ فقد تُفسَّرُ وتحلَّلُ على أشكال ٍ مُختلفةٍ ، وكلُّ ناقدٍ لهُ وِجهة ُ نظرهِ وتحليلهُ الخاص، ولكنَّ المقصودَ هوَ أنَّ حيفا سيبقى طابَعُهَا وَجَوُّها عربيًّا فلسطينيًّا ولن تفقدَ هويَّتها وكيانها ومكانتهَا كما كانت قبلَ عام 1948 حيثُ هَجرَهَا معظمُ سكانها عنوة ً وقسرًا، فما زالت حيفا تحملُ الطابعَ العربي الفلسطيني ويقطنها الكثيرون من العربِ مع أنَّ معظمهم من القرى الأخرى والمُهجَّرة وليسوا من سكان حيفا الأصليِّين . ويُتابعُ الشَّاعرُ حديثهُ عن مدينة حيفا فيقولُ : ( " حيفا // حضورٌ تختبىءُ فيهِ الحياة // " ) . ويقول ُ أيضًا : ( " هذا الكلام // من نبعها ينهل // // حيفا أوصَدت أبوابها // كي لا يهتف الشِّعرُ // هيَّا بنا نرحل ! // ويقول: ("حيفا نافذة ٌ على البحر تطلّ // لتظلَّ قصيدة ً مُضَاءَة الممرَّات // " ) . ويُعلنُ الشَّاعرُ حُبَّهُ الكبيرَ لحيفا فيقول ُ : ( " حُبِّي لها // حُبِّي لها سروة // تهجّها كطفل // ترها // على كتفي // طيورًا نائمة // وأشجارًا غافية !! // سأظلُّ // أخط ُّ وأمحو // حتى أغزلَ // حوارنا شكلا ً // أواصِلُ فيها سفري // ولو تعبت لغة ٌ // إجابة وسؤال !! // " ) . ويقولُ : (" حيفا رَحْمُ للحياةِ // يَدُهَا // انتصارٌ على الموت // ") . ... أي أنَّ المدينة َ بالنسبةِ لهُ ولكلِّ إنسان فلسطينيٍّ مُتيَّم بحُبِّهَا هي كالرَّحم ِ منها انبثقَ ورأى الحياة َ . ويقولُ أيضًا : ( " حيفا جسَدٌ شاسعٌ // يُحِبُّ مَلْمَسَ العائِدينَ إليهِ // إنَّ مدينة َ حيفا كبيرة ٌ بمساحتِهَا، بجغرافيَّتِهَا، بأهمِّيَّتِهَا ودورها التاريخي والحضاري والوطني، ويُشَبِّهُهَا الشَّاعرُ بالجَسَدِ الشَّاسع الواسع الذي ينتظرُ المشَرَّدين العائِدين إليهِ (الفلسطينيِّين النازحين )... ويُحِبُّ هذا الجسَدُ الواسعُ أن يُلامِسَ هؤلاء العائِدين . وفي نهايةِ القصيدةِ يُعطي الشَّاعرُ صفة ً جميلة ً وإيجابيَّة لحيفا إذ هي منبعُ ومعقلُ الخير والبركةِ والعطاءِ ( ماض وحاضر ومستقبل)، ولم تكن مرَّة ً بخيلة ً وضنينة ً، حيثُ يقولُ : ( " حيفا حاضرٌ // غَدُهُ // مطرٌ ينهمرُ // " ) . ويتابعُ فيقولُ : ( " سَأستلُّنِي // من أضلع مرآتي // ونرفعُ // لِحُبِّهَا نخبًا ... // " ) . ويُنهي الشَّاعرُ القصيدة َ بهذهِ الجملةِ الواسعة والمُترعةِ بالحبِّ والإطراء . وللشَّاعر في هذا الدِّيوان قصيدة ٌ لمدينةِ "عكَّا " بعنوان : ( "عكا حوَّاء كنعان الوفيَّة " - صفحة 42 - 43 ) وهذهِ القصيدة ُ أيضًا مستواها عال ٍ وفيها الكثيرُ من من الصُّور الشِّعريَّة الجميلةِ والحديثةِ . وأمَا قصيدة ( " وتظلُّ – حمامة ُ الفُلك - تجعلُ البعيدَ قريبًا " - صفحة 49 - 50 ) فيتحدَّثُ فيها عن القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ ومأساةِ اللاجئين وأنَّ القضيَّة َ لها أكثر من ستين عاما ولم تُحَل ، وما زالت القضيَّة ُ في ذاكرةِ ووجدان ِ كلِّ إنسان ٍ فلسطينيٍّ . ويُوظفُ الشَّاعرُ فيها الحَمامة َ ( حمامة الفُلك ) نسبة ً إلى النبي نوح الذي أطلق الحمامة َ من الفلك - أي السَّفينة ورجعت إليهِ بغصن زيتون . ويقولُ الشَّاعرُ في القصيدة : ("هذي ذاكرتنا // بُرجٌ يُطلُّ على البحر // ونافذة // على مينائِها مُشرَّعة // لا يُرعِبَنَّك // يا رصيفي !!// شحُّ منديل ٍ// وهرمُ الوقوف انتظارًا //") . تقولُ : ستُّونَ مَرَّتْ // ولم يحِن ذيَّاكَ الوصول // خلاصًا !! // تشَبَّث // بحبل ِ عصمتِهَا !! // " ) . وفي نهايةِ القصيدةِ يقولُ : ( " يا غائِبي فنار البُرج ِ // تعبَ هذا الفنارُ مِنَ الغمز // ونافذتي صهيلٌ يُحمحمُ التياعا // فاصنع // من كلماتٍ حفظتها ، // لكَ فلكا ً // وَشُدَّ "حمامة َ " الوُصول ِ // قصفة ً وجَناحًا وشراعا ... // " ) . والمعاني رغم كونِها عميقة ومُسربلة بالغموض بعض الشيىء إلاَّ أنَّها تبقى مفهومة ً حتى للناس ِ البسطاء والسَّطحيِّين . وموضوعها القضيَّة الفلسطينيَّة ومأساة اللاجئين والمُشرَّدين والنازحين عن أوطانِهِم ، ودموع الشَّوق واللوعة التي ذرفت من أجل الرُّجوع وتقبيل تراب الوطن . ولننتقل إلى قصيدةٍ أخرى بعنوان : ( " المتنبِّي والملك الضلِّيل " - صفحة 51 - 52 ) ... وهذهِ القصيدة ُ قصيرة ٌ من ناحيةِ مسافتِهَا ، ولكنّها عريضة ٌ في معانيها ، ويُوظفُ الشَّاعرُ فيها بعضَ الشَّخصيَّاتِ التاريخيَّة والادبيَّةِ فيها للوصول إلى الموضوع والفكرةِ والهدفِ المنشود الذي يُريدُهُ . َوظَّفَ هنا شخصيّة َ أبي الطيِّبِ المتنبِّي وامرىءِ القيس الكندي ( شقيقه الكندي- حسب تعبيره - أي أنَّ الإثنين من نفس القبيلة) وبينهما فارق كبير في السنين والعصور، وكلُّ شخص منهما عاشَ في عصر يختلفُ كليًّا عن الآخر .. وقد قيلَ : إبتدَأ الشِّعرُ بكندة (بإمرىءِ القيس في العصر الجاهلي ) وانتهَى بكندة ( بالمتنبي في العصر العبَّاسي ) . ووظَّفَ أيضًا شخصيَّة َ " سالومي " - زمن الملك هيرودس والسيِّد المسيح ويوحنا المعمدان ، وهي التي أغرت هيرودس بقتل يوحنا المعمدان . ووظفَ شخصيَّة َ خيزان أم هارون الرَّشيد .. وابن عربي وملوك الطوائف وزمن الرِّدَّة والزندقة ... والخليفة المأمون والرَّشيد ... إلخ . وخلاصَة ُ وفحوى القصيدةِ - ومن خلال ِ هذه الصور والإستعاراتِ المشِّعَّةِ والتوظيفاتِِ الدَّلاليَّةِ الغزيرةِ والمُستمَدَّةِ من التاريخ وكتبِ الأديان واللاهوت - يُريدُ الشَّاعرُ أن يقولَ ويشرحَ بصراحةٍ أن الوضع الحالي للأمَّةِ العربيَّة هو مُزري جدًّا ، فالأمَّة ُ العربيَّة في انقسام وتجَزُّإ ، مثل حال ملوك الطوائف في الأندلس آخر أيام حكم العرب هناك ... وكيفَ أنَّ العربَ قديمًا كانوا يبسطونَ نفوذهم وهيمنتهم على مُعظم ِ بقاع الأرض ، وكانَ العربُ امبراطوريَّة ً كبيرة ، خاصَّة ً في العصر العبَّاسي وكانوا السَّبَّاقين في جميع المجالاتِ والميادين والمواضع : في العلوم والفنون والآداب والفلسفة ... وغيرها، ومنهم اقتبسَت ونهلت جميعُ شعوبِ وأمم الأرض.. ولكنَّ اليومَ تبدَّلَ حالُهُم وتغيَّرَ وضعُهُم وأصبحوا في حالةٍ يُرثى لها من الخلافاتِ والدَّسائس ضدَّ بعضهم ،والأنقسامات والتآمر فيما بينهم والإستعانة بالغرباء والأجانب والأعداء ضدَّ بعضهم البعض . والغربُ المستعمر يُسيِّرُهُم ويقودُهُم ويقودُ ويُوَجِّهُ حكامَهم العملاء حسب أهوائهِ وأهدافهِ ومطامِعهِ ومُخطَّطاتِهِ السِّياسيَّةِ الإستعماريَّة ِالمعاديَّة للعروبةِ والشِّرق ولدول العالم الثالث . ويقولُ الشَّاعرُ في هذهِ القصدةِ : ( " سارت بنا الأيَّامُ يا ابنَ العربي !! // وضربت علينا " مَذلَّة " وضربت علينا " مَسكنة " // سارت بنا الأيَّامُ وضاعَ لنا عُمر // وَسيأتي بيتكَ يومًا ، عنا هذا الخبر : // تركنا عصرَنا الذهبي !! // لم يعُد لنا "غارًا " ولا وحيًا // ولا صفحة من " كتاب " // تركناهُ شمسا راحت تبحثُ لهَا // مع الرِّيح ِ عن فتحةٍ في الغيابْ // أمَّا أنا : // سَأظلُّ يا ملكي " الضلِّيل " " ) . يُريدُ الشَّاعرُ أن يقولَ : إن العربَ تركوا عصرَ الحضارةِ والإبداع والرّقيّ ( تركنا عصرنا الذهبي ) ... وابتعدوا عن تعاليم ِ الرُّسل والأنبياءِ وكتاب الله والشَّرائع السَّماويَّة ِ - حسب قولهِ : ( لم يعد لنا غارًا )... أي غار" حرَّاء " المكان الذي نزل فيه الوَحْيُ على النبي محمد لأوَّل مرَّة . والشَّاعرُ في النهايةِ يقول: إنهُ سيظلُّ الإنسانَ الفلسطيني والعربي الواعي والمثقف وصاحبَ المبادىء والقيم والذي يغارُ على عروبتِهِ وقوميَّتِهِ، وسيبقى ضِلِّيلاً يعييشُ مشرَّدًا وغريبًا حتى لو كانَ في وطنِهِ مثل (امرىء القيس " الملك الضليل ") الذي جابَ وطافَ البلادَ والأقطار طلبًا للعون ِ والمساعدةِ لإرجاع مُلكِهِ الضَّائع بعدَ مقتل أبيهِ الملك حجر بن الحارث الكندي على يد قبيلة بني أسد . فحالُ ووضعُ الفلسطيني المُشَرَّد والمكافح والمناضل لأجل ِعودةِ الحَقِّ الضائع والوطن المسلوبِ يُشبهُ حالَ ووضعَ امرىء القيس الكندي الذي طاف البلادَ حتى وصلَ إلى قيصر الرُّوم في القسطنطينيَّةِ لأجل إرجاع مُلكِهِ المسلوب . وأخيرًا : سأكتفي بهذا القدر من تحليل واستعراض قصائد الديوان ، وسأهنىءُ الشَّاعرَ الكبير والمبدع الصديق الأستاذ " رشدي الماضي " على إهدائهِ لي نسخة من هذا الديوان ، وأتمنى لهُ المزيدَ من العطاءِ الأدبي والشِّعري والمزيدَ من الإصداراتِ المطبوعةِ في الشِّعر والأدبِ . وأطالَ اللهُ في عُمرهِ وفي صِحَّتِهِ فهو رُكنٌ هامٌّ من أركان حركتِنا الأدبيَّةِ والشِّعريَّةِ والثقافيَّةِ المحليَّةِ وَمِمَّن سَاهَمُوا في رفع ِ لواءِ الشِّعر ِ والأدبِ والنهوض والوصول بهِما إلى أرقى المستويَّات - عربيًّا وعالميًّا .

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

" ابو علي " بقلم : خيرية شناوي - كفرمندا





في قلبي أَحتضن ذِكراك،
 
وفي رمش عيوني  احتضن بيتك،
 
 وغادر  سلطان النوم عيوني
 
تماما مثلما سافرت  بعيدا عني
 
 وانا  غارقه  في وحدتي،
 
اشكو الليالي والزمان على فراقك
 
 يا اعز انسان في الكون على قلبي وروحي
 
 انا مثل السمكة  ابحر في همومي
 
يا اللهي كم هو لاذع الم الفراق
 
 استيقظ صباحا كل يوم
 
 اسكب لي ولك فنجان من القهوة
 
 ولكن دون جدوى لا صوت منك لا اشارة
 
 ويبرد فنجان قهوتك كل صباح،
 
 وتمر الايام مثل غمامة سوداء،
 
 بدونك لا طعم للحياة ولا ألوان،
 
 اسكب الحبر على الورق  لأخرس همومي ،
 
 واسكب الحبر على الورق
 
اخلاصا لك ولذكراك الخالدة في اعماق قلبي .
 
وأَخيرا اطلب من الله عز وجل ان يدخلك فسيح جناته…



 

الخميس، 26 سبتمبر 2013

قطر الندى- للأديب د. مصطفى عطية جمعة


عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، صدر للأديب والناقد والأكاديمي " د. مصطفى عطية جمعة " مجموعته القصصية الجديدة « قطر الندى ». المجموعة تقع في 208 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن اثنتين وعشرين قصة قصيرة؛ موزعة على خمسة أقسام. تصميم الغلاف: مريم سليم. « قطر الندى » هي الإصدار الإبداعي الثامن للدكتور مصطفى عطية جمعة، والثامن عشر في مسيرته الأدبية والفكرية، حيث أصدر من قبل ثلاث روايات، ومجموعتين قصصيتين، ومسرحيتين، بالإضافة إلى عشرة كتب موزعة في النقد الأدبي والإسلاميات وأدب الطفل. في هذه المجموعة، يسبح "د. مصطفى عطية" في أجواء الواقع الشعبي في مصر، مستحضرًا حقبة زمنية سابقة من حياة الحارة المصرية، قبل عقود خلت، اختفت كثير من معالمها مع هجمة العولمة والحداثة. حيث تطوف بنا قصص المجموعة في مواقف الطفولة المبكرة، بكل براءتها وسذاجتها، وهي تكتشف العالم من حولها؛ الكبار والصغار، النساء والرجال، ترصد ما يدور بالخلجات ويعتمل بالنفوس، والأهم أنه لا يقف عند اللحظة الآنية للموقف القصصي، بل يبحر مع الزمن ليعمق الشخصيات في حياتها السابقة، ثم يبحر مرة ثانية ليقدم مآلها بعد سنوات، فزمن القصص يجمع بين زمن الموقف / اللحظة، وزمن الشخصية الممتد في مستقبل حياتها.. وما بين الزمنين؛ والأحداث وصراع الشخصيات، يظهر واقع الحياة بكل شجنها وصخبها وفرحها وأيضًا شغبها؛ في سعي لقراءة الحياة والقبض على بعض من رؤى البشر التي تصنع فلسفتهم في يومياتهم والتي تمتد لتكون نبراسًا لهم فيما تبقى من أعمارهم. من قصص المجموعة : الشاشة الفضية / الختمة الشريفة / منديل الحلو / رؤية رمضان / صندوق الحليب عربة كارّو / يا ورد على فل وياسمين / شوكولاتة وأنـَّات / الشاي في السِّكة . مصطفى عطية جمعة mostafa_ateia123@yahoo.com • روائي ومسرحي وناقد وباحث أكاديمي • عضو اتحاد كتاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة. • جوائز دولية : - جائزة مختبر السرديات بالأسكندرية، عن بحث " اختراق الوعي في سرد محمد حافظ رجب "، 2011م. - جائزة اتحاد كتاب مصر ( علاء الدين وحيد في النقد الأدبي ) عن كتاب اللحمة والسداة، 2011م. - جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، في أدب الطفل، عن رواية المحطة الفضائية الدولية، ومسرحية سفينة العطش، 2011م. - جائزة المركز الأول في النقد الأدبي، مسابقة إحسان عبد القدوس، القاهرة 2009م. - الجائزة الأولى في الرواية، دار سعاد الصباح، الكويت، 1999م. - الجائزة الثالثة في النقد الأدبي، جائزة الشارقة، 2000 م. - الجائزة الثانية في الرواية، نادي القصة، القاهرة، 2001 م. - الجائزة الثانية، لجنة العلوم السياسية، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1999م، بحث مصر والعولمة. - الجائزة الثالثة، مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة / البحرين، 2002 م، بحث مؤشرات التطور الديمقراطي في البحرين. - أربع جوائز عن بحوث فكرية في مسابقة الكويت الدولية الإسلامية، - ثلاث جوائز عن قصص قصيرة في مسابقة الكويت الدولية الإسلامية - جائزة ( المركز الثاني ) في مسابقة الشخصيات الخيرية في الكويت، 2007م. • صدر له : 1- وجوه للحياة، مجموعة قصصية، نصوص 90، القاهرة، 1997م 2- نثيرات الذاكرة، الجائزة الأولى في الرواية، دار سعاد الصباح، القاهرة / الكويت، 1999م 3- دلالة الزمن في السرد الروائي، نقد، جائزة النقد الأدبي، الشارقة، 2001م 4- شرنقة الحلم الأصفر، رواية، الجائزة الثانية في الرواية عن نادي القصة المصري، 2002، ومركز الحضارة العربية،2003م. 5- طفح القيح، مجموعة قصصية، مركز الحضارة العربية، القاهرة، 2005م. 6- أشكال السرد في القرن الرابع الهجري، نقد، مركز الحضارة العربية، القاهرة، 2006 7- أمطار رمادية، مسرحية، مركز الحضارة العربية بالقاهرة، 2007م. 8- هيكل سليمان ( إسلاميات )، دار الفاروق للنشر، القاهرة، 2008م. 9- ما بعد الحداثة في الرواية العربية الجديدة، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2010. 10- نتوءات قوس قزح، رواية، سندباد للنشر، القاهرة، 2010. 11- اللحمة والسداة، نقد أدبي، سندباد للنشر، القاهرة، 2010 12- الرحمة المهداة، خلق الرحمة في شخصية الرسول ( ص)، إسلاميات، مركز الإعلام العربي، القاهرة، 2011 م. 13- مقيم شعائر النظام، مسرحيات، دار الأدهم للنشر، القاهرة، 2012م. 14- قطر الندى، مجموعة قصصية، مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2013م. 15- الظلال والأصداء، نقد أدبي، مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2013م. 16- الحوار في السيرة النبوية، مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2013م. 17- سفينة العطش، مسرحية للأطفال، مكتب التربية العربي، الرياض. 18- المحطة الفضائية الدولية، رواية للأطفال، مكتب التربية العربي، الرياض. • تحت الطبع : - الوعي والسرد، نقد أدبي، سلسلة الكتاب الفضي، نادي القصة، القاهرة. - الفصحى والعامية والإبداع الشعبي : قضايا وجماليات. - جامع الأمة، الحسن بن علي، رواية للأطفال، الهيئة المصرية العامة للكتاب. - الحكيم والصبيان، مسرحيات للطفل. ا

قراءة في قصة يارا ترسم حلما ، ـبقلم علي حسين قدح


قراءة في قصة يارا ترسم حلما للأديب : سهيل ابراهيم عيساوي بقلم : علي حسين قدح- كفرمندا
أطل علينا الأستاذ سهيل عيساوي ، بقصته الأدبية الجديدة " يارا ترسم حلما" والتي اعتبرها قصة تربوية من الطراز الأول وليس المقصود هنا شكلها الجميل وخطها الواضح والرسوم المعبرة التي تتراقص بين صفحاتها وإنما اقصد المضمون والحق أقول عندما قرأتها تذكرت أيام الجامعة عندما كان يشرح لنا المحاضر أهمية السؤال الجوهري للطالب: ماذا تحلم أن تصير في المستقبل؟ وأحيانا كان المحاضر يطلب منا أن نغمض عيوننا لبضع دقائق لنحلم ثم يأخذ في سؤال كل طالب ما هو حلمك؟ تبدأ القصة عندما دخلت المعلمة يارا غرفة المعلمين بخطوات واثقة تعلو وجهها الابتسامة فرحة لصوت الجرس الموسيقي ومشت إلى غرفة الصف "الثالث أ " بتفاؤل كبير وبهجة وسرور وحيّت طلابها. وهنا تبدأ المفاجأة فقد تذكرت المعلمة يارا ماضيها الجميل عندما تعلمت في الصف الثالث عندما طلبت معلمتها " سارة" منهم ان يغمضوا عيونهم لمدة دقيقة ويتخيل فيها كل طالب ماذا يحلم ان يصبح في المستقبل. من الابداع في القصة ان كل طالب له حلمه الخاص ولم الاحظ ان طالب قلد صاحبه كما يحدث احيانا أي ان القصة هنا تشجع الطالب على الابداع وان يحلم ماذا سيصبح حسب رغبته وميوله لان التقليد الأعمى يقتل الطموح ويحد من التفكير والإبداع ، ولكل طالب عالم مستقل وحلم خاص. ولمحة عابرة عن مهن التي حلم بها الأطفال: مهندس، صحافي، طبيبة أطفال، طبيبة أسنان، طيارا مدنيا، تاجر، نجار، ممرضة، تاجر سيارات، رسامة، لاعب كرة قدم، صاحب حظيرة أبقار، عالم فضاء، مذيعة في التلفاز، محام، ممثلة، مهندس، شرطي، مستشارة تربوية، امام مسجد، شاعرة، منقذ على شواطئ البحار، موظفة في البنك، مصورة، فلاح، بناء، معلمة.، وهي مهن حيوية لخدمة ابناء المجتمع وبناء مسقبل زاهر . فإذا كان طلاب الثالث يحلمون بهذه المهن فان مستقبل مجتمعنا سيكون بألف خير. وكنت اتمنى لو ان الذي حلم ان يكون فلاحا اضاف جملة " سأحافظ على ارض ابائي وأجدادي ولن ابيعها ابدًا". فيا حبذا لو اعتنى الاباء بأحلام أطفالهم على مدار سنوات تعليمهم لكي ينمو الحلم ويكبر ويتجذر في عقولهم وصدورهم لان التعليم "سبيرالي" دائرة تتوسع وعندما نساعد على منع التسرب وترك المدرسة في الاعدادية والثانوية، أما عندما يتعهد البيت والمدرسة هذا الحلم فانه يكبر ويجدد حلمه حتى يصبح حقيقة واقعية ، كما حدث ليارا عندما حققت حلمها الذي حلمت به طوال حياتها عندما كانت في الصف الثالث وبكت يارا عندما صفق لها الطلاب وسالت دمعة من عينيها! تصوير رائع للإنسان الذي يفرح عندما يحقق هدفه الجميل وتبتل وجنتيه بالدمع انها دموع الفرح، ومهنة التعليم اشرف المهن واهمها قاطبة. ان اختيار الاسماء كان موفقا ومتناغما مع مهنة الحلم على سبيل المثال لا الحصر مهدي امام مسجد ليتحدث عن هداية الناس . محافظ يحلم ان يكون شرطيا يحافظ على النظام! مها: تحلم ان تكون مذيعة في التلفاز وهكذا... الى الامام ايها الأديب المبدع وحبذا لو تتدج بتوسيع الحلم الى الطلاب الكبار حيث للأسف تتخرج الأفواج من الثانوية وبعضها يتخبط بالنسبة لإكمال تعليمة يتخبط بشكل عشوائي في الدجى لأنه دفن حلمه في المهد!

السبت، 21 سبتمبر 2013

لأمسية الأدبية الافتتاحية للموسم الثقافي لجمعية الشروق المكناسي


الأمسية الأدبية الافتتاحية للموسم الثقافي لجمعية الشروق المكناسي المنظمة يوم 14 شتنبر 2013. بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي 2013/2014 واحتفالا باقتراح يوم 12 شتنبر يوما وطنيا للثقافة نظمت جمعية الشروق المكناسي يوم السبت 14 شتنبر 2013 بالمركب الثقافي محمد المنوني بمكناس أمسية أدبية اشتملت على ثلاث فقرات. اشتملت الفقرة الأولى على تقديم الرؤية المستقبلية لعمل جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة. في بدايتها رحب الأستاذ خليفة بباهواري رئيس الجمعية بالحضور ثم بدأ بعرض الرؤية المستقبلية للجمعية ومن ضمنها اقتراح الاحتفال باليوم الوطني للثقافة كل يوم 12 شتنبر لكي ينطلق الموسم الثقافي باكرا بغية تعزيز الممارسة الثقافية على الصعيد الوطني. وقدمت ورقة جمعية الشروق دواعي هذا الاقتراح كالتالي: إيمانا منها بالقوة الاقتراحية التي هي سلطة الفاعلين الجمعويين، وبدور العمل الجمعوي خاصة والثقافي عامة في تطوير المجتمع، وبلا إمكانية أي تغيير مجتمعي واجتماعي بدون ممارسة ثقافية قوية، وإسهاما منها في التأكيد على ضرورة الفكر المبادراتي لتطوير المجتمع، وفي الدفع إلى تنقية الأجواء الفكرية في البلاد، وفي وضع هياكل وطنية مؤسسة لمشروع مجتمعي مشترك بين كل التوجهات والتيارات المجتمعية. تقترح جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة 1- إعلان يوم 12 شتنبر من كل سنة يوما وطنيا للثقافة والممارسة الثقافية، 2- جعل هذا اليوم انطلاقة للموسم الثقافي السنوي لكل الفاعلين الثقاقيين في البلاد، 3- خلق هيأة وطنية لتنسيق البرمجة الثقافية على طول السنة وعلى امتداد رقعة الوطن، تدعو جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة، 1- كل الفاعلين الثقافيين بمختلف مشاربهم إلى الانخراط في هذه المبادرة ذات الطابع الوطني، 2- اعتبار كل الأشكال الثقافية والمواقف القيمية جزءً لا يتجزأ من النسيج الثقافي الوطني، 3- الدفاع عن مشروع ثقافي وطني تندمج فيه كل المكونات الثقافية المغربية. بعد ذلك أعلن رئيس جمعية الشروق المكناسي عن انطلاق العمل بمركز الشروق للأبحاث والدراسات (مشاد) والذي جاء في ورقته التقديمية: في إطار تطوير أشكال اشتغالها، وانفتاحا على الطاقات الفاعلة، ودعما للمجهودات المبذولة من طرف الباحثين المجددين، وسعيا للمساهمة بفعالية في إرساء قواعد البحث العلمي المتحرر من كل أنواع القيود والتبعية، و في إطار خلق حوار ذي أبعاد ثقافية وعلمية وإنسانية، وإيمانا منها بدور مؤسسات البحث في تطوير المجتمعات، تعتزم جمعية الشروق المكناسي إنشاء "مركز الشروق للأبحاث و الدراسات (مشاد)" ضمن التأطير القانوني للجمعية. ويشتغل المركز بهدف: 1- تشجيع البحت المنفتح على التجارب الإنسانية والعلمية. 2- تشجيع البحث خارج المؤسسة الأكاديمية. 3- تشجيع البحت المندمج العابر للمواد (transdisciplinaire). 4- تطوير البحث النظري في العلوم الإنسانية والحقة. 5- تطوير هامش التكامل بين العلوم الحقة والعلوم الإنسانية. و سيعمل المركز على تحقيق هذه الأهداف بواسطة: أ- تنظيم ندوات علمية تتم الدعوة للمشاركة فيها عبر طرح أرضية علمية لكل ندوة. ب- إقامة موائد مستديرة مفتوحة. ج- تأطير محاضرات متنوعة. د- نشر أعمال الندوات والموائد المستديرة والمحاضرات. هـ- تجميع ونشر مقالات ودراسات وأبحاث المنضوين للمركز. بعد ذلك عرج الأستاذ خليفة بباهواري على الخطوط العريضة للبرنامج السنوي للجمعية والذي يضم أنشطة إشعاعية وأخرى داخلية. فالجمعية ستنظم هذه السنة - ملتقى الشروق العربي الحادي عشر للمبدعين تحت شعار: "سؤال الوجود في الشعر العربي المعاصر"، - ولقاء الشروق العربي الثامن للقصة القصيرة تحت شعار: "محكي الذات ومحكي الموضوع في القصة القصيرة العربية المعاصرة"، - ومهرجان الشروق الخامس للتراث الشعبي تحت شعار: "أي منعش لأي سائح في مغرب القرن الواحد والعشرين"، "، - ومهرجان الشروق الأول للفكاهة تحت شعار: " ضحِكٌ يبني". بالإضافة إلى هذه الأنشطة التي ستمتد ليومين أو أكثر، ستنظم الجمعية لقاءات أدبية لتقديم الإنتاجات الأدبية الجديدة بالإضافة إلى أيام دراسية سيخصص أحدها لتكريم الدكتور المهدي المنجرة إذا تم الاتفاق على ذلك. كما ستنفتح الجمعية على مجموعة من الفضاءات التربوية لتشجيع القراءة والعمل الثقافي والتطوعي. وأكد رئيس الجمعية على إصرار هذه الأخيرة هذه السنة على إنجاح فكرة النشر الورقي الذي تعتزم الدخول إليه من الباب الواسع إسهاما في تطوير الممارسة الثقافية الوطنية والعربية. بعد انتهاء الأستاذ خليفة بباهواري من تقديم رؤية الجمعية ومشروع برنامجها السنوي فتح باب النقاش الذي ركز على موضوع الدخول الثقافي وعلى الرؤية المستقبلية للجمعية. ولغنى المناقشة سنخصص لها تقريرا خاصا. الفقرة الثانية: تأبين الراحل الزجال محمد الراشق... انطلقت الفقرة التأبينية بطلب رئيس جمعية الشروق المكناسي الحاضرين بالوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على روحي المرحوم محمد الراشق والمرحوم الدكتور سلم يفوت الذي علمت وفاته قبل قليل من انطلاق الأمسية الأدبية. بعد ذلك ألقى الزجال احميدة بلبالي كلمة تأبينية مؤثرة في حق الراحل محمد الراشق ذكر فيها بصداقتهما المتينة وبارتباطهما المشترك في التيه بالزجل. وأشار إلى تميز محمد الراشق بامتلاكه أدوات الكتابة الزجلية بأشكالها الثلاثة. الملحون والتقليدي والحديث. وأضاف احميدة بلبالي أن الراحل تميز أيضا بكونه دارسا متعمقا للثقافة الشعبية حيث قدم العديد من المقالات والمداخلات بشأنها بالإضافة إلى عمله الإداري الذي جعل منه مسئولا ثقافية متميزا ومنشطا دائم الحضور ترك بصمته في الساحة المحلية بمدينة الخميسات؛ وكان آخر تنظيم أشرف عليه هو إحياء أمسيات أدبية متميزة كل أربعاء من شهر رمضان المنصرم. ثم توقف المتدخل عند شخصية محمد الراشف الإنسان الذي كان يقبل حياته كما هي دون تبرك دون شكوى، ولم يكن يغضب لنفسه، ولكن كان غضبه إذا ما بدا يرتبط بالشأن العام وبغيرته على الثقافة وعلى البلد. وأشار إلى أن الراحل كان زوجا وفيا وطيبا وأبا حنونا وقد ترك المشعل الإبداعي بين يدي ابنه الأكبر الذي ترعرع في أحضان الكتابة الزجلية وهو الآن يكتب الزجل. وتحدت احميدة بلبالي عن معاناة الراحل مع المرض وأشار إلى مسألة طريفة وقعت مع الراحل في آخر أيامه، عندما قام بعد الأصدقاء بعيادته وكان تعبا جدا. وبعض لحظات من القراءة وتبادل وجهات النظر حول ما قرئ إذا بالراحل يبدو وكأنه استعاد عافيته ونشاطه. بعد احميدة بلبالي ألقى كل من الشاعرين حسن العايدي والحسن حاجي قصيدتين زجليتين في رثاء محمد الراشق رحمه الله قبل أن يتركا المجال لقريبه محمد يابا الذي أشار إلى الحضور الأسري لمحمد الراشق مع المرحوم أبيه ومع أمه وإخوته وباقي أفراد عائلته المقيمة بمكناس. وتحدث عن دور محمد الراشق في توجيهه هو شخصيا باتجاه الدراسة والقراءة والعمل الجمعوي. وشكل حضور عائلة وأقارب الراحل محمد الراشق لهذه الأمسية ولفقرة التأبين بالخصوص نفسا عميقا تخلله ذرف الكثير من الدموع التي كانت دموع رحمة لفراق الراحل سي محمد الراشق تغمده الله برحمته. الفقرة الثالثة: قراءات شعرية. تناوب على منصة القراءة كل من عبد الله فراجي ومليكة بنضهر ومصطفى السملالي وإيمان الونطدي ومحمد البلبال بوغنيم واحيدة بلبالي الذي قرأ نصا للراحل محمد الراشق والحسن العابدي ومصطفى الشاوي والحسن حاجي ورضا إبراهيم وخليفة بباهواري. قبل انطلاق اللقاء وزعت جمعية الشروق المكناسي كتيبا صغيرا تضمن بالإضافة إلى المسائل التنظيمية نبذة من سيرة الراحل محمد الراشق ونماذج من دراساته و قصائده الزجلية.

فرقة عرابة للدبكة تحتل الصدارة في الصحافة اليونانية بالإجماع!


فرقة عرابة للدبكة تحتل الصدارة في الصحافة اليونانية بالإجماع! *علم المجلس المحلي في عرابة يرفرف إلى جانب الأعلام الدولية!!*عرابة في المقدمة وباقي الدول من خلفها!!*الجميع يريد أن يعرف عن عرابة وعن المركز الثقافي "محمود درويش"* *عرابة- من أسامة مصري- عادت إلى البلاد- بعد أن حصدت نجاح كبير في المهرجان الدولي للرقص الشعبي في اليونان- فرقة الدبكة من عرابة التابعة للمركز الثقافي على أسم الشاعر الفلسطيني الراحل "محمود درويش" في القرية. وفور عودتها إلى البلاد، تسلم مدير المركز الفنان محمود أبو جازي- الذي رافق الفرقة بجولتها هناك- رسالة من مدير المهرجان ثاناسيس فوسنياكيس، جاء فيها: "لقد احتلت عرابة الصدارة بإجماع الجمهور والصحافة اليونانية.. مبارك لكم ولعرابة وللجليل وجميع أعضاء الفرقة والقائمين عليها. وسيكون لنا الفخر أن تقبلوا دعوتنا لكم في السنة القادمة، لأن مهرجان هذه السنة تميز بحضوركم وعروضكم.. وتحياتي لكل فلسطين". وفي حديث مع مدير المركز الفنان محمود أبو جازي، قال في بداية حديثه وهو ما زال يعيش حالة الأنفعال والنشوة لما أنجزته الفرقة: "سأخبركم كيف تصنع المعجزات.. وكيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء". ثم أضاف مسترسلا: إنها لحظة حدثت خلال ألاحتفال الثالث والأخير، للمهرجان الدولي للرقص الشعبي والفلكلوري، في مدينة خانيوتيس اليونانية. والاحتفال الأخير كان بمثابة العرض المركزي والختامي للمهرجان. وكنت متوتراً بعض الشيء خلال سفرنا بالباص لهذه المدينة، لكن أعضاء الفرقة لم يتوقفوا عن الغناء طيلة الوقت، وكانوا ينشدون بكل فخر واعتزاز ألاغاني الوطنية والحماسية (موطني، بلادي، منتصب القامة امشي، وعلي الكوفيه) وما إلى هناك من الأغاني التي ترفع نسبة الأدرينالين بدمك- هذه الأغاني كانت تصدح بالشارع اليوناني- كنت أرغب أن يكون عرضاً رائعاً ومميزاً كما العرضين السابقين في مدينة فوكييا بجانب مدينة سالونيكي. فخلال المسيرة الكرنافالية ونحن في الصدارة نقود الفرق المشاركة إلى ارض المهرجان، كان عشرات الصحفيين يركضون حولنا لتصويرنا ونحن نغني، ازداد توتري لأن طلابنا لم يتعودوا على هذا الكم الكبير من الاهتمام وأنهم " طلابنا" يقودون المسيرة وخلفنا كل الدول المشاركة مع أعلامها، وفي المقدمة علم وشعار مجلس عرابة المحلي. ثم علم اليونان ثم بولندا ثم علم تركيا وهكذا.. إنها لحظة تشعرك بالعظمة وتدخل التوتر إلى إحساسك رغم أنفك. كان هدفنا تعريف الجمهور على تراثنا وفلكلورنا الشعبي الفلسطيني بمستوى فني رفيع يضاهي الفرق الأوروبية، من خلال تقديم الرقصات، على أنغام الموسيقى والأغاني العربية الأصيلة. فقبل كل عرض، كنا نتحدث إليهم ونبث فيهم الثقة ونعطيهم الدعم الكافي ونشعرهم بمحبتنا لهم وفخرنا بهم وكانت تمر الأشياء بشكل طبيعي، لكن هذه المرة لا أعرف بدأت أخاف عليهم من كثر حبي لهم وفخري بهم.. وحتى لا أمرر توتري لهم تركتهم يغنون كل الوقت. **عرابة تقود باقي الدول! وهو ما زال منفعلا، يقول أبو جازي: خلال المهرجان، كنا نتقدم على الدول وعلى الفرق خلال المسيرة إلى ارض ألمهرجان- نعم كنا نحن بالصدارة طيلة المسيرة الكرنافالية إلى ارض المهرجان، بدا العرض وتقدمت بولندا بعدة فرق ورقصات، ثم تركيا ثم رومانيا، ودخل المقدم ليقدم فرقتنا ويشرح عن بلدنا عرابة البطوف، وعن الفرقة التي تحمل اسم محمود درويش باللغة اليونانية.. ضمن البرنامج، كان محدد رقصتين لكل فرقة.. صعد أعضاء فرقتنا إلى ارض المسرح للتقديم، وعلى وقع الأغاني الوطنية قدمنا الرقصة الأولى وكانت رائعة.. ولكن هنا حدث ما لم يكن متوقعا.. وخوفي أن يحدث شيئا ما يشوه جماليه العرض قد حدث فعلا واللحظة المفزعة فرضت نفسها بمنتصف الرقصة الثانية والتي كانت عبارة عن الدبكة الفلسطينية وكان شبابنا بقمة تألقهم.. حدث عطل فني بأجهزة الصوت اخرس الموسيقى العربية الأصيلة!.. وبدون موسيقى لا يمكن للعرض أن يستمر.. توقف شبابنا عن الرقص ونظروا باتجاهي والسؤال بأعينهم: ماذا حدث؟؟ ما العمل؟؟ تبادلوا النظرات فيما بينهم.. كانوا مصممين على الاستمرار!! لا يمكن لأي قوة بالعالم إيقافهم.. وكان يجلس بجانبي مدرب الفرقة عماد دراوشة، الذي تعب معهم وبتدريبهم على مدار سنوات.. يا لها من لحظه!! الثواني تمر كأنها سنوات.. كان واضحا أنهم عازمين على الاستمرار.. ولكن أين الموسيقى؟؟ وهنا تدخل الجمهور اليوناني الذي وقف على قدميه وقدم الإيقاع الموسيقي العربي الملائم للدبكة من خلال التصفيق الملائم للإيقاع العربي الذي سمعه قبل قليل!! وشبابنا بدأوا بالرقص على هذا الإيقاع حتى نهاية الرقصة.. وكانت هذه اللحظات أجمل لحظات المهرجان، وأكثرها تألقا وإبداعا.. هذا التزاوج الرائع بين الثقافة اليونانية والثقافة الفلسطينية أنجب إبداعا وتميزا طغى بجماله على المهرجان واكسبه ميزة حضارية كانت بقمة الروعة!!! انتهى العرض بعد أن قدم شبابنا تحيتهم وشكرهم للجمهور وخرجوا من ارض المسرح، ولم يتوقف الجمهور اليوناني والوفود الأجنبية عن التصفيق.. وهتافهم بصوت عال "برافو فلسطين...برافو... برافو"- شكرا لك أيها الشعب اليوناني العريق والأصيل. الكثير من الجمهور اليوناني ومن الوفود الأجنبية كانوا يسألون للتعرف أكثر على عرابة الجليلية وأين تقع على الخارطة وطلب معلومات أكثر، وفي أوقات الفراغ كان جميع أعضاء الوفد العرّابي يشرح للعديد من الناس عن بلدنا وعن شعبنا، لأن بعضهم أراد المعرفة وبالتفصيل. عندها شعر كل واحد منا بأنه سفير لبلاده ليس فقط من خلال العروض وإنما بالتواصل والشرح والإجابة عن الأسئلة، وأعضاء وفدنا العرابي جميعهم كانت لديهم الثقافة والوعي الكافي لتقديم الشرح وترك انطباع جميل ومميز عن شعبنا.