الاثنين، 29 يوليو 2013

ما أرخص الدم العربي !!


ما أرخص الدم العربي !! بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي ما أرخص الدم المصري ... ما أرخص الدم السوري... ما أرخص الدم العراقي ... ما ارخص الدم الصومالي القائمة طويلة ...وقاتمة كثيرا ما تجول في خاطري وتتجول في شرايين دماغي ، بعض الاسئلة التائهة التي قلعت شرش الحياء وتمردت على الصمت الذي يخيم على عالمنا العربي من المحيط الى الخليج ، لماذا هي النظرة الدنيوية للإنسان العربي ؟ من قبل نفسه ومن قبل الحكام ، ومن قبل الاخرين وخاصة الغرب ، من قبل وسائل الاعلام العربية والاجنبية ، لماذا هذا التفسير الضيق لحقوق الانسان ! لماذا هذا التنكر لأبسط حقوق الانسان ، لا نتحدث عن الحق في التمثيل السياسي الشفاف من ترشيح وانتخاب ، لا نتحدث عن حرية الصحافة ، لا نتحدث عن حرية التعبير ، او الحق في التنقل او حرية العمل او الحق في التعليم او حرية العبادة ، انما نتحدث عن الحق في العيش بكرامة واحترام الانسان لكونه انسان ،عدم اعتقاله تعسفيا وتركه دون محاكمة عادلة يقبع في غياهب السجون ،وان قدم للمحاكة تكون صورية ، واحيانا لا يعرف مكان احتجازه ولا يرافقه في محاكمته التعسفية أي محام ،عندما تقترب الحقوق من فم الاقليات على اختلافها في شرقنا العربي تتغير المفاهيم ، كأنهم اغراب ، الحرية تعني المساواة امام القانون ، ومنح حتى الافضية للأقليات ودعمهم للمحافظة على نسيج الوطن والنسيج الاجتماعي وليس استغلال التفوق العددي لأقصاء الاقليات العرقية او الدينية ، وسن قوانين مجحفة بحقهم ، ان مفهوم الديمقراطية للأسف ضيق في عالمنا العربي ،ودائما نحمل الاستعمار على اشكاله السبب ، واذناب الاستعمار والانقلابات العسكرية ، والامن القومي ، ومكافحة الارهاب ، والقضية الفلسطينية ، والعقلية العربية ، كي نتملص من استحقاقات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وقد يقول قائل ان الديمقراطية فيها مناقب ومثالب ، نعم وقد تفرز ما لا يرضاه البعض ، لكن الديمقراطية هي افضل نظام توصل اليه الانسان ، وقد نبت وتطور هذا النظام بمفهومه الاولي منذ اكثر من 2000 سنة في اثينا حين كانت الديمقراطية مباشرة ،والاسلام كان الاقرب الى الديمقراطية ، فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، تم اختيار الخلفاء الراشدين من بعده من خلال مجلس استشاري ضم كبار الصحابة ثم تتم البيعة من قبل سائر المسلمين في المسجد ، الى ان جاء معاوية بن ابي سفيان وحول الامر الى خلافة بالوراثة محصورة في بني امية ، الموضوع شاسع وكبير ، لذا اود طرح بعض القضايا التي طفت على السطح في الآونة الاخيرة ، عند مقتل عشرات من المتظاهرين المصريين عند قصر الاتحادية بيد العسكر وقوات الامن ، وفي حادثة المنصة بالقرب من رابعة العدوية ، بغض النظر عن قيام بعض المعتصمين بمحاولة اغلاق شارع معين وان كان حيويا ، في النهاية ، وقعت مذبحة وقتل ايضا ما يزيد عن مئة وجرح ربما المئات او الاف على يد قوى الامن المصرية وربما ايضا بعض البلطجية والخارجين عن القانون المناوئين لانصار الرئيس المعزول مرسي ، نحن امام مشهد دموي واعتداء على ابسط الحقوق وهو الحق في التظاهر السلمي او الاعتصام ، وكنا قد ظننا ان هذا الحق اصبح مكفولا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، لكن يا فرحة ما تمت ، حيث تم تشريع القتل ودعمه من قبل القضاء الذ ي صمت وقوى الجيش والشرطة واجهزة المخابرات ، وطبعا بدعم وصمت القسم الاخر من الشعب الذي دعم الانقلاب أي انقلاب 30-7-2013 ،وكان من قتل هم شعب اخر او يعيشون في كوكب اخر ، هم في النهاية مصريين فقط تختلف معهم سياسيا وربما تتفق معهم في كثير من القضايا الجوهرية ،والغريب في الامر ان الصحافة المصرية الرسمية من صحف وقنوات فضائية تبنت برمتها تقريبا رواية الداخلية ووزيرها محمد ابراهيم ، والتي تحمل الضحايا ذنب موتهم وليس غريبا ان يتم رفع دعوة قضائية ضدهم او التشهير بها حتى وهم تحت القبر ، الغريب اين اختفت في ليلة وضحاها حرية الصحافة ؟ اين اسس الصحافة ؟ اين الرواية والرواية المضادة ، لماذا استمرت القنوات المصرية في البث العادي والغناء واستضافة الراقصات وعرض المسلسلات التركية والغرامية ، والدم المصري ينزف حتى لو كان من قتل بدم بارد من الطرف الاخر سياسيا ولا يتفق مع رأي مالك المحطة ، هل تعني حرية الصحافة تجاهل صرخات واهات ودماء شريحة كبيرة من الشعب المصري ، اين دور القضاء في تقديم كل مجرم للعدالة ؟ ، اين دور النيابة العامة والشرطة في حماية المتظاهرين ام ان دور الامن فقط في حماية من يتظاهر في ميدان التحرير وبدعوة من الفريق السيسي؟ وما هو تعريف مصطلح " ارهابي" انه مصطلح فضفاف مثل ذمتنا واسع مثل المحيطات ويتغير وفق قواعد اللعبة ، باسم هذا المصطلح تم احتلال وتدمير العراق اعظم دولة عربية انذال ، باسم الارهاب تم تمزيق الصومال ، وباسم الارهاب تم تدمير افغانستان وشعبها ، وباسم الارهاب يتم اعتقال وقتل الاف الابرياء ومنهم اطفال ونساء وشيوخ في كل ارجاء العالم ،هل كل من يتظاهر مع الشرعية في مصر هو في خانة الارهاب ؟ لماذا نخلط بين ما يجري حقا في شبه جزيرة سيناء من اعمال ارهابية حقيقية واعتداء على الجيش المصري وفوضى عارمة وبين ما يجري في القاهرة من حراك شعبي حقيقية واختلاف في المواقف ، لماذا نستعمل سلاح نزول الناس في الشوارع من كل الاطراف في مصر لحسم الامور؟ هذا لا يعقل ، وهنالك طرق اكثر حضارية تتفق مع اصول اللعبة السياسية هنالك صناديق اقتراع واستفتاء وبرلمان او مجلس شورى ومجلس شعب ، لماذا يجمع القادة صلاحيات السلطات الثلاث في ايديهم ويتم الاستبقاء عليها ، من اسس النظام الديمقراطي الفصل بين السلطات الثلاث ( القضائية ،والتفيذية،والتشريعية ) ، ولماذا يتدخل العسكر في بلادنا في السياسة ! كنا نظن ان عهد الانقلابات العسكرية قد ولى وان دور العسكر قد انحسر وخاصة بعد ثورات الربيع العربي ، لكن ظننا خاب ، في سنوات الخمسين والستين من القرن الماضي كان الانقلابات العسكرية تتم بحجة دعم القضية الفلسطينية لتخدير الشعوب وتغييبها ، واليوم طبعا ولدت مصطلحات جديدة تتماشى مع العصر ،باسم الامن القومي والقضاء على التطرف والارهاب ، لست ادري هل نراهن على وعي الشعوب ام لا ؟ من يصنع الفساد ؟ من يصمت على الفساد ؟ ومن يدعم الدوس على حقوق المواطن ؟ من يحارب التحول الى الديمقراطية ؟ من يقوم بإلغاء الاخر وشطبه عن الوجود ؟ من يقوم بالتضيق على الاقليات العرقية والقومية والدينية والسياسية والفكرية ، لماذا نكفر الاخر ، لماذا يرضى الكاتب والصحفي ان يستكتب ، لماذا يصم اذنه عن صرخات واهات امام مكتبه وجنازة جاره ؟ لماذا لا يقدم كل صحفي وكاتب وسياسي وشيخ أي كان للمحاكمة في حال ثبوت تحريضه على القتل والعنف ؟ لماذا يموت الحق ببطء في بلادنا ، اه ما اصدقك ايها الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور صاحب قصيدة " الناس في بلادي " ، وكم اصاب الشاعر الكبير نزار قباني في وصف حالتنا ، في الغرب عندما يموت مواطن عادي وخاصة اذا كانت عملية قتل، تعزف الصحف الرسمية والغير رسمية الموال الطويل ولا يهدئ لها بال الا بإقامة لجان تحقيق رسمية قراراتها ملزمة وتقديم كل اصحاب القرار للمحاكمة العادلة ، وعادة يقدم الوزير او صاحب الشأن استقالته استعدادا لمجابهة الجمهور والقضاء ، وعندنا في الوطن العربي يموت المئات يوميا حتى لا يتم ذكر اسمهم الصفحات الاولى من الصحف تتجاهلهم يفضلون نشر صورة لراقصة ام مغنية – مع تقديرنا لعمهن – في مصر موت وقتل واعتداء وانتهاك لابسك حقوق الانسان التي سحقت – وفي سويا مات حتى الان اكثر من 100000 مواطن سوري منذ اندلاع الثورة السورية والتي بدأت سلمية لكنها وللأسف سرعان ما تم عسكرتها بالمقابل الة القتل الرسمية تدك المدن وتهدمها فوق رؤوس من بقي من اهلها اضافة الى تشريد الملايين من السوريين الى الاردن وتركيا ولبنان وداخل سوريا ، ماتت الطفولة وتشردت وضاعت سوريا صاحبة التاريخ والمجد فدمشق احتضت الدولة الاموية مدة 90 عاما من تاريخ امتنا ، والعالم صامت اين التغطية الصادقة والشفافة لكل ما يجري هناك ؟ اين الصحف ؟ اصبح القتل اجترار وهم اقصى ما يقال في بعض وسائل الاعلام قتل 130 واعدم ميدانيا 20 مواطنا ، وفي العراق كل يوم تفجير وقتل تارة في احياء ذات اغلبية شيعية وتارة في مساجد واحياء سنية ، ودولة عاجزة عن حماية مواطنيها ، وعاجزة عن لجم ارهابها اتجاه مواطنيها وقمعهم وعاجزة عن توفير الدعم والامن من ارهاب بعض الجماعات المسلحة ، اكان لنا عراق ، العراق كانت دولة تزخر بالمشاريع والحياة العراق دولة نفطية غنية اين سكانها ؟ اين امنها اين هيبتها ؟ اين مكانتها ، تمزقها الخلافات المذهبية اللعينة ، ولعن الله من ايقظها من سباتها ، لم يكن من السهل التمييز بين سنة وشيعة فيها ، اما اليوم استقطاب بارز ، وخطر تمزق دولة العراق الى دويلات ما زال يلوح بالأفق، صحيح ان العراق قبل سقوط بغداد وصدام كان يعاني السكان من القمع ، لكن هل نبدل القمع بقمع افظع وندمر الدولة باسم الحريات ولا ننال غير دكتاتورية وشرذمة وفساد وقمع للحريات واضطهاد للأقليات الدينية والمذهبية وتفجيرات وارهاب يحصد ارواح الابرياء . خلاصة : كن نتوهم في ظل ثورات الربيع العربي ، ان يحصد المواطن العربي الكثير من الحريات واولها الحق في العيش الكريم والمحافظة على كرامته وحقوقه الكثيرة مثل حرية العبادة والعمل ، والمساواة امام القانون ، حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة ، حرية اقامة احزاب وحركات سياسية ، المشاركة الحقيقية في ادارة الدولة ،ومحاربة الفساد ،اضافة الى تحسين ظروف معيشته وامنه الشخصي ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، لعدة اسباب ربما لأننا لم نصل الى الوعي الكامل الة مفهوم ماهية هذه الحقوق وتطبيقها على ارض الواقع ، ولان هنالك قوى تحارب هذا التغيير بسب خوفها من فقدان نفوذها وقوتها السياسية والاقتصادية ، وهنالك ثورة مضادة ، وهنالك قوى خارجية تعبث بالأمور حتى غطاء وهمي ومسميات غريبة ، لأنها تخشى ان يمتد الوعي الى اراضيها وهنالك تضارب في المصالح بين قوى اقليمية ، لان الفساد يمتد الى جذور عميقة من الصعب اجتثاثه بجرة قلم او بنية صافية ، للشر اعوان لا تعرفهم ولا تعرف مكائدهم وخبثهم ، بين كل هذا يضيع انجاز الشباب ورغبتهم بعيشة كريمة ، لان الشباب بحكم اطلاعهم على العالم من خلال شاشة الكمبيوتر والشبكة العنكبوتية فالعالم قرية صغيرة ، يعرفون انواع الانظمة والحريات وقوة الشباب ،فما اصعب ان يتبدد حلمهم ويموت امام انظارهم ،وعودة الى عنوان المقالة ، " ما ارخص الدم العربي " اترك لك اخي القارئ الجواب والاستنتاج والقرار والحكم....

الخميس، 25 يوليو 2013

كتب الأديب والناقد صالح أحمد عن قصة "يارا ترسم حلما " للكاتب سهيل عيساوي


قصة رائعة... تمزج بين الحلم والواقع... بل تجعل من الواقع حلما جميلا ... ومن الحلم واقعا مستقبليا مشرقا... لغة بسيطة شيقة... تمزج بين الشّفافية والطموح.. الشّفافية: ببساطة الألفاظ ، وقربها من العالم الإدراكي للطفل... ومن مخزونه اللغوي العام.. والطموح: بأن جاءت الكلمات على بساطتها بتراكيب تضع الطفل أمام تحد لنفسه.. "انا قادر على كتابة جمل كهذه" أروع ما في القصة خروجها عن المألوف.. بمعنى: الابتعاد عن التّنظير.. الابتعاد عن المثالية.. الابتعاد عن الخيالية المفرطة.. الابتعاد عن لغة الاملاءات (الفرض).. الخروج من عالم الأمثولة (على لسان الحيوان).. ولوج عالم الحلم الواقعي للطفل.. والتمحور حول الأنا المنشود (المأمول في عالم الأمنية والحلم) للطفل... حمل الطفل على عملية تفريغ ذاتي.. سكب المشاعر.. التعبير عن الذات الحالمة بصراحة وطلاقة.. تقدم للمعلم نموذجا لإمكانية حمل الطفل على التعبير عن الذات... في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المطالبة بضرورة حمل الطفل على التعبير عن ذاته، حلمه، خياله.. في سن مبكرة.. وعدم اعتراضه.. بل تشجيعه.. والتركيز على جمالية ما ينطق به (مهما كان بسيطا أو ساذجا) ما يجعله يداوم التفكير
في ما يحلم.. ولا يخشى الحلم... وبالتالي لا يخشى التعبير عنه... فتح نافذة لتوعية الاطفال على حتمية الاختلاف: كلنا نختلف.. ولهذا أحلامنا تختلف.. وهكذا واقعنا وظروفنا تختلف.. وتفكيرنا يختلف.. ولكن يجمعنا أنّنا كلنا نحتاج كل إلى الآخر.. لأنه لا يوجد إنسان قادر على إتقان كل شيء..ما يجعله محتاج لغيره بالضرورة... كل مهنة ضرورية، مهمة، وقيّمة.. انتباه المعلم لهذه النقاط.. يثري حصة التربية... ويثري قدرات الطلاب على الحوار.. وعلى الاختلاف باحترام وتقبل.. كون الاختلاف طبيعي بل ضروري. الخاتمة.. قصة رائعة، تفتح مجال الحلم.. وتطوير الخيال للطفل.. تعلم الطفل ضرورة الاختلاف وحتميته.. وأن اختلافنا يطورنا. كل يحتاج الآخر.. هكذا يتقدم العالم؛ بالاختلاف.. الحلم جميل.. لا تخف من الحلم.. حلمك قيّم .. جميل عظيم.. تعال نتحدث عنه لنعرف كيف نطوره ونحققه.. كل مهنة مهمة.. مفيدة وقيّمة.. المهم أن يحبها صاحبها ويقتنع بها، ويحترمها، ويتقنها...

على ضفاف نهر الأدب ، كتاب جديد للأديب سهيل عيساوي


على ضفاف نهر الأدب كتاب جديد للأديب سهيل عيساوي صدر كتاب " على ضفاف نهر الأدب "، قراءة في عالم الكتب والكلمات ، بصيغة وحلة الكترونية ، يقع الكتاب في 212 صفحة من الحجم المتوسط ، قدم الكتاب الاديب صالح الزيادنة ، ورد في التقديم " كتاب "على ضفاف نهر الأدب" لزميلنا الشاعر والأديب سهيل ابراهيم
عيساوي، استوقفني في بداية الأمر عنوانه فهو يعرف كيف ينتقي أسماء جميلة ومعبرة لكلّ مولودٍ يضعه من هذه الكتب النفيسة، التي يُفرغ فيها وطابَ قريحته ويسكب فيها زبدة معرفته وتجاربه، وهو كاتبٌ متمرس سلخَ من عمره سنين طويلة في مجال الأدب كاتباً وشاعراً ومؤرخاً وناشطاً لا ينتهي من جيِّدٍ إلا صبا للأجودِ". الإهداء  - إلى الأدباء والشعراء في كنف كلمة الحق  - إلى عشاق الأدب بألوانه الزكية وقامته الشامخة  - إلى أصدقاء الكتاب وأنصاره في كل مكان  - إلى كل من يعرف طعم الحرف الحر  - إلى روح الشاعر جمال قعوار  - إلى روح الشاعر مصطفى مراد يقسم الكاتب كتابه الى اربعة ابواب .فكان الأول: "في محراب الشعراء"، والثاني: "الغوص في عالَم الكتب"، والثالث: "إطلالة على عالم أدب الأطفال"، والرابع: "الكاتب في عيون الصحافة". الباب الاول يتناول به عدة شعراء وهم : صالح زيادنة فارس من الصحراء ،د. سليم مخولي الحركة الأدبية تفقد احد فرسانها، د. جمال قعوار - دمعة حارة على رحيله، رحيل الشاعرومصطفى مراد وايام من الذاكرة.والباب الثاني يتناول عدة كتب قيمة وهي اليسار المصري والصراع العربي الاسرائيلي ،للدكتور يوسي اميتاي ، وحنا ابراهيم شاعر مثقل في عروبته في ديوان صرخة في واد ،والعمق الفلسفي في ديوان العشق والادراك لمعين حاطوم للكاتب صالح احمد ، والالم في شعر يعقوب احمد يعقوب ، والباب الثالث يتناول دراسة 26 قصة للأطفال و مقدمة شاملة تحت عنوان "ادب الاطفال رسالة وامانة " ثم يتناول القصص التالية العنزات الثلاث - قصة عالمية ،الحلزون الذي اضاع حلمه-هديل ناشف ،نهر المحبة - أمل زعبي ،السمكة التي ما ارادت الن تكون سمكة - باول كور ،امي في بيت وابي في بيت - عواطف بصيص حية ،الأسد والحطاب -د .نجيب نبواني ،الهدية السحرية -نبيهة راشد جبارين،اوزو وموزو من بلاد كاكاروزو- افريم سيدون ،الارنب زرزور - الطتور احمد سليمان ،اجمل الأطفال - احمد سليمان ،الصوص الحكيم - مينا عليان حمود ،الزرافة الظريفة - نادر ابو تامر ، الريشة السحرية - نادر ابو تامر ، مسابقة الاخوة الاثني عشر -ميسون اسدي، كيف اصبحت ممثلة - ميسون اسدي، نطنط نهارك - ميسون اسدي، حسان صديق الحية - ميسون اسدي ،الصيصان السحرية - رافع يحيى ،مغني المطر - زكريا محمد ،شكرا - عليا صافية ،من هو صديق راني- جودت عيد ،تعال العب معي -صفا عمير ،حليب وشوكلاطة - سهيل كيوان ،الحلم - مجموعة من طلاب صف الثاني مدرسة ابن سينا ،الظلم لا يدوم - زهير دعيم ،غفران وعاصي.اما الباب الرابع يتناول حوارات صحافية اجريت مع الكاتب ، لقاء صحفي اجراه الصحفي عبدالله زيدان لصالح موقع فلسطينيو 48 بمناسبة صدور كتاب الطريق الى كفرمندا ،ومقابلة صحفية اجراها الصحفي الليبي صابر الفيتوري لصالح صحيفة الجماهيرية الليبية ، وحوار صحفي اجراه الصحفي والاديب حاتم جوعية ونشر في عدة مواقع على الانترنت وصحف محلية اضافة لدراسة حول كتاب تصبحون على ثورة ايضا كتبها حاتم جوعية وتناقلتها عدة صحف ومواقع على الشبكة العنكبوتية . يشار الى ان الكاتب اصدر عدة كتب توزعت على النثر والشعر والبحث التاريخي والنقد وقصص الاطفال . للحصول على الكتاب عبر مكتبة نون الالكترونية على الرابط التالي : http://www.nooonbooks.com/catalog/product/view/id/42350/s/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B6%D9%81%D8%A7%D9%81-%D9%86%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8/

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

كتاب " الطراز المذهب في نوادر اشعب "


صدر مؤخرًا عن أ دار الهدى - كفر قرع -، ودار الفكر ومقرها الاردن ، كتاب للباحثيْن الدكتور نادر مصاروة (رئيس قسم اللغة العربيّة في أكاديميّة القاسمي) والدكتور غالب عنابسة (رئيس قسم اللغة العربيّة في كليّة بيت بيرل)، تحت عنوان الطراز المذهب في نوادر أشعب، والكتاب بمثابة دراسة وتحقيق لمخطوطة قد حصل عليها المؤلفان من جامعة ييل في الولايات المتحدة الاميركية، يقع الكتاب في 139 صفحة من الحجم المتوسط ، والكتاب يعرض ويتحقق من احدى المخطوطات النادرة التي كتبها وجمعها يوسف بن محمد الميلوي المعروف بابن الوكيل المتوفي 1689 ورد في مقدمة الكتاب ، ص 1 " لا شك لدينا ان الدراسات بشكل عام لها اهميتها والادبية والاجتماعية والحضارية ،لكن من جانب اخر لقد اغفل الباحثون الدراسات التاريخية في هذا المضمار، واهتموا بالجانب الفكاهي ،والاجتماعي ، واذا اخذنا بعين الاعتبار بان الفكاهة ، النادرة ، الادب ، الهازل بشكل عام هي من الاجناس الادبية التي حظيت باهتمام كبير نسبي لدى مختلف الشعوب ، فان العرب كسائر الشعوب اهتموا نسبيا بهذا الادب ( gener ) بالرغم من وجوده في دائرة الادب الغير رسمي ( non standard) اذا كان هذا المصطلح مقبولا لدى بعض الباحثين المعاصرين" الكتاب يعتمد على عشرات المرااجع العربية والاجنبية ،الكتاب يضيف الجديد للقارئ العربي والمكتبة العربية وللمهتمين والدارسين لهذا اللون الادبي. اخترت لكم هذه النادرة من نوادر المخطوطة " غذى اشعب جديابلبن زوجته حتى سمن ،ثم جاء به الى اسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد فأداه له وقال له : انه لابني من الرضاع لأنه رضع لبن زوجتي ولم ار من يستاهله غيرك ،قال فأمر اسماعيل بذبحه واقبل عليه اشعب فقال : المكافأة، فقال: ما عندي اليوم شيئ لكن عد الي فلما ايس له منه قام من عنده فدخل على ابيه جعفر بن محمد ثم جعل يشهق حتة التقت اضلاعه ثم قال له : اخلني قال ما معنا احد يسمع ،فقال له ان ابنك قد وثب على ابني فذبحه وانا انظر اليه ، قال: فارتاع جعفر وصاح ويلك ماذا تريد ؟ قال والله ما لي في اسماعيل حيلة ولا يسمع هذا سامع بعدك فجزاه خيرا وادخله بيته ،واخرج له مائتي دينار، وقال خذ هذه ولك ما تحب ،قال وخرج الى ابنه اسماعيل وهو لا يبصر من الغم فاذا به في مجلسه وهو مسرور، فلما رأى اباه انكر مجيئه وقام اليه ،فقال يا اسماعيل بئسما فعلت بأشعب قتلت ولده ،قال فضحك ، وقال ابنه جاءني بجدي من صفته واخبره الخبر ،فاخبره ابوه بما كان منه وما دفعه اليه من مال ،فكان جعفر بعدها يقول لأشعب رعبتني رعبك الله ،فيقول اشعب روعه ابنك والله اياي في الجدي اكبر من روعتك انت في المائتي دينار".

الأحد، 21 يوليو 2013

احجز نسختك الالكترونية من قصة " يارا ترسم حلما " عبر موقع نون


الان يمكنك شراء نسختك الالكترونية من قصة " يارا ترسم حلما " للاديب سهيل عيساوي ، عبر موقع مكتبة نون الالكترونية ، عبر الرابط التالي http://www.nooonbooks.com/catalog/product/view/id/42155/s/يارا-ترسم-حلما-/

السبت، 20 يوليو 2013

لقاء بين الكاتب اللبناني إلياس خوري وبين أهالي دير الأسد


*أمسية تكريم خاصة للمناضل الراحل سعيد صالح عبد الهادي الأسدي*المطالبة بإطلاق أسمي إلياس خوري وسعيد الأسدي على شارع وموقع في القرية* *أقيمت مساء يوم الجمعة 19/7/2013 في المركز الجماهيري في قرية دير الأسد، أمسية خاصة لتكريم الروائي اللبناني إلياس خوري، وبطل روايته المناضل الراحل سعيد صالح عبد الهادي الأسدي، ابن قرية دير الأسد. وقد حضر الأمسية العشرات من أهالي القرية، وبرز من بينهم عائلة المناضل سعيد الأسدي، الأبناء والأحفاد، وبرز أيضا كوكبة من الأدباء والشعراء والفنانين من القرية وخارجها، والذين قدموا من مناطق بعيدة للاحتفاء بالمكرمين. تولى عرافة الأمسية الفنان أسامة مصري، وتخلل الأمسية وصلتان فنيتان قدمها كل من الفنان يحيى أبو جمعة والفنانة منال موسى والفنان محمود بدوية، وقد افتتح الأمسية بكلمة ترحيبية من رئيس المجلس المحلي نصر صنع الله، وقدم الأديب حنا إبراهيم مداخلة عن الكتاب وعن بطل الرواية الذي عرفه شخصيا وقدم له قصيدة كان قد رثاه بها عند وفاته قبل سنوات مضت. وقد جرى حوار مباشر بين الكاتب الياس خوري من لبنان بواسطة "السكايب" والذي حاوره الشاعر سامي مهنا، وكان الحوار مطولا ورائعا ألهب الحضور بالتمتع والاستماع بتجربة الكاتب خلال روايته "باب الشمس" ونظرته السياسية تجاه ما يجري في عالمنا العربي وفي فلسطين خاصة. وتحدث الكاتب عن علاقته بالمرحوم طيب الذكر البطل سعيد صالح عبد الهادي. ثم تم عرض فيلم قام بتسجيله طاقم المركز الجماهيري لرجال ونساء عاصروا المرحوم ورفيق دربه الحاج نهار الأسدي والحاجة أم علي الخطيب وحاورهم الفنان يحيى أبو جمعه. وفي نهاية الحفلة قدمت باقة ورد استلمها عائلة المرحوم سعيد صالح وأولاده وباقة ورد للكاتب الكبير الياس خوري، وشكر الكاتب الياس خوري الكاتبة ميسون أسدي التي كانت على اتصال مباشر معه من اجل هذه الأمسية النادرة التي حظي بها أهالي قرية دير الأسد، وطالب احد المشاركين في الأمسية بإعطاء اسم شارع في قرية دير الأسد على اسم الكاتب الكبير الياس خوري واسم المرحوم سعيد عبد الهادي على ساحة العين. يشار إلى أن المبادر لهذه الأمسية وصاحبة الفكرة هي الكاتبة ميسون أسدي، وعمل على تنفيذها بجانبها بنجاح لجنة مكونة من: حنا إبراهيم، لافظ أسدي، جابر أسدي، عرفات حرب، يحيى أبو جمعة.

الخميس، 18 يوليو 2013

احجز نسختك الالكترونية من كتاب الطريق الى كفرمندا عروس البطوف ، من مكتبة الارتقاء المعرفي


احجز نسختك الالكترونية من كتاب " الطريق الى كفرمندا - عروس البطوف ، تأليق سهيل ابراهيم عيساوي، عبر مكتبة الارتقاء المعرفي ، ومقرها في المملكة العربية السعودية ، وهذه المكتبة نافذة تطل على العالم العربي . على الرابط التالي http://iktab.com/bookstore/book/book_detail/577

الاثنين، 15 يوليو 2013

قصة يارا ترسم حلما ،في طريقها الى مكتبات العالم العربي


تم التوقيع مؤخرا على عقد بيع قصة يارا ترسم حلما ،قصة للأطفال ، بين المؤلف الأديب المنداوي سهيل ابراهيم عيساوي ، وشركة المفكرون الجدد ومقرها في المملكة العربية السعودية ، مدة العقد خمس سنوات ، على أن يباع الكتاب الكترونيا من خلال مكتبة نون المنبثقة عن شركة المفكرون الجدد ، القصة : تقع القصة في 36 صفحة ،تزينها رسومات الفنان محمد ابراهيم زيدان ،تتحدث القصة عن أحلام الأطفال والطلاب ، وكيف يمكن للطفل ان يتمسك بها حتى يحققها وينعم بها ، ويخدم المجتمع والانسانية ، وعن دور الأهل الايجابي ، ودور المعلم والمدرسة في توجيه وتعزيز شخصية الطالب لينال مراده ، ولكل طالب فرصة ومكانة وامكانية في التخطيط للمستقبل ورسم معالم الطريق بوضوح، والتعرف على العديد من المهن الحيوية في مجتمعنا وبمثابة توجيه مهني مبكر للطفل ، القصة تحمل في طياتها العديد من القيم الانسانية والتعليمية وتزخر بالمواقف والأفكار الجميلة التي تقوي شخصية الطفل وتساهم في صقلها. مكتبة نون الإلكترونية: هي أحد خدمات شركة المفكرون الجدد، وتعتبر مكتبة نون الإلكترونية منظومة إلكترونية متخصصة في عالم الكتب والثقافة، تمتلك خبرات واسعة في هذا المجال. كما أنها متعاقدة مع أكثر من 500 دار نشر في العالم العربي، تحتوي حاليا على الاف الكتب إلكترونية، ويتم رفع حوالي 100 كتاب جديد يوميا لبلوغ 1.000.000 كتاب عربي على الأنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية. تمتاز عناوين الكتب المتاحة من خلالها بغزارة موادها وتنوع حقولها العلمية والثقافية والادبية والدينية وغيرها من المجالات الأخرى يشار الى ان الكاتب سهيل عيساوي ، اصدر عدة كتب توزعت على النثر والشعر والبحث التاريخي وقصص الاطفال.وهي : • وتعود الأطيار إلى أوكارها شعر -1994 • نظارتي(تأملات) – 1996 • فردوس العاشقين (شعر وخواطر) 1996 • وتشرق أسطورة الإنسان- شعر 1998 • بين فكي التاريخ – بحث تاريخي 1999 • غسان2000 (دراسة عن الشاعر غسان حاج يحيى) 2000 • أوراق متناثرة مقالات 2003 • قصائد تغازل الشمس – شعر 2003 • ثورات فجرت صمت التاريخ الإسلامي – بحث تاريخي 2005 • النحت في ذاكرة الصحراء (مواقف وذكريات) 2007 • معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي (بحث تاريخي) 2008 • عندما تصمت طيور الوطن (شعر) 2009 • ألعاب زمان، 60 لعبة شعبية، مشترك مع د. أمين مقطرن، وفيقة أيوب،محمد جنداوي . 2009 - الطريق الى كفرمندا عروس البطوف ،2010 - دراسة شاملة - تصبحون على ثورة – دراسة – 2011 - على ضفاف نهر الأدب ،قراءات في عالم الكتب ،2013 قصص للأطفال : - يارا ترسم حلما ، 2013 - 4 مجموعات تحت الطبع . صدر عنه: إضاءات في شاعرية سهيل عيساوي للكاتب المغربي محمد داني. 2009 البريد الالكتروني للكاتب : soelisawi@yahoo.com

الجمعة، 12 يوليو 2013

صدر حديثا " في مهب الريح " للأديب صالح الزيادنة


أصدر الشاعر والأديب والباحث صالح الزيادنة كتابه الحادي عشر والذي حمل اسم "في مهب الريح"، ويقع الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن مطبعة جميديا في مدينة رهط، صورة الغلاف يظهر فيها الشاعر محاطاً من كل جانب بأعماله الأدبية التي أنتجها عبر أكثر من عقدين من الزمن، ويحتوي الكتاب في طياته مقالات كُتبت على يد العديد من أصدقاء الشاعر من شعراء وأدباء من الداخل ومن بقية أقطار العالم، وكانت كتاباتهم إما ناقدة لما نشره في كتبه، وأما موجهة وناصحة ومرشدة في أحيان أخرى، وقد نشرت هذه المقالات في صحف محلية وقطرية وعالمية بالإضافة إلى المدونات والمواقع الالكترونية المختلفة، وقد قام شاعرنا بجمعها في كتاب أطلق عليه اسم "في مهب الريح"، الكتاب قد قُسِمَ إلى أربعة أبواب: الباب الأول ما كتب حول مؤلفات الشاعر، الباب الثاني حول المقابلات الصحفية المختلفة، الباب الثالث ما كتبه الاديب صالح زيادمة عن الشعراء والأدباء أنفسهم والباب الرابع والأخير يشمل قصائد ترجمت للغات عدة. ولا شك أن محتوى الكتاب يلقي الضوء على زاوية مهمة وحقبة نيرة من حياة الشاعر الأدبية والفكرية ، ومرجعا لكل ناقد وباحث ودارس لأدب الصحراء والنقب ونتاج الاديب صالح زيادنة ،يعتبر صالح زيادنة الرائد في اصدار الكتب من ابناء النقب والاكثر غزارة ،حيث اصبحت كتبه من اهم المراجع في موضوع العادات والتقاليد والتراث لدى البدو في النقب ،وقد نال على جهده عدة اوسمة وجوائز . صدر للكاتب صالح الزيادنة : جمر .. ورماد،قافلة على الطريق،من الأمثال البدوية،أنغام حائرة،حكايات من الصحراء،عبارات ومصطلحات من البادية،المأكولات الشعبية في النقب،المرأة العربية في النقب، الغناء والموسيقى عند البدو، من كل وادٍ عصا.

صدر حديثا : كتاب وفاة سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام - من مخطوطات الادب الشيعي -


اصدر كّلّ من الباحثين د. نادر مصاروه ود. خالد سندواي المحاضران في أكاديميّة القاسمي كتابا بحثيّا تحت عنوان:"وفاة فاطمة الزّهراء عليها السلام"، وقد صدر الكتاب عن دار جرير عمّان ودار الهدى – ع.زحالقه كفر قرع.. ويقع الكتاب في 371 صفحة تقريبا اعتمد بالأساس على مخطوطة نادرة تم الحصول عليها من معهد الدراسات الإسماعيليّة في لندن. وقد قدّم الباحثان لهذا الكتاب بمقدّمة بينا فيها أهداف هذه الدراسة الغاية منها الوقوف على شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام والدخول في تفصيلات ترجمتها عند السنّة والشيعة، بهدف الوصول إلى حقيقة الفروق الجوهريّة في شخصيتها، والتي تساهم في حدّ كبير في فهم طبيعة العلاقات الخلافيّة والاتفاقيّة بين معتقدي السنّة والشيعة، وقد توخّت هذه الدراسة متابعة شخصية فاطمة وحضورها في الروايات التاريخيّة والدينيّة والأدبيّة في مصادر الأخبار والتاريخ والأدب عند السنّة بالمقارنة مع حضورها في المصادر الشعية، والتي يعتمد عليها الشيعة الإماميّة من خلال أخبارهم ورواياتهم التاريخيّة والدينيّة والفكريّة والأدبيّة. وقد طرح الباحثان تساؤلات عدّة منها: هل هنالك ما يمكن تسميته شخصيّة "فاطمة الشيعيّة" مقابل "فاطمة التاريخيّة" أو "فاطمة السنيّة". وهل شخصية "فاطمة الشيعيّة" هي التي تظهر تفاصيلها وجوانبها المتعددة في مصادر الشيعة الإماميّة، أم شخصيتها التاريخيّة والسنيّة التي تتوافق مع الترجمة التاريخيّة لفاطمة والتي تتبناها السنّة في مصادرهم التاريخيّة وغيرها. ثم تلاها قسم التحقيق الذي اعتمد على مخطوطة قديمة تتحدث عن حياة السيدة فاطمة عليها السلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاتها ودفنها. وقد وثق الباحثان هذا البحث بمصادر كثيرة، العربية منها والأجنبية مما يجعل البحث في مستوى بحثيّ علميّ عال. وفي مقدمة الكتاب تم التوضيح ان العديد من الكتب اصدرت حول الموضوع" لكن ان يعتمد هذا الكتاب على مخطوطة نادرة تلقي الضوء على جانب من حياتهاوع زوجها علي كرم الله وجهه،وعلى خادمتها فضة النوبية، التي تروي قصة حزن فاطمة على والدها سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وحتى وفاتها هو الذي يعطي الكتاب اهمية خاصة" ص 9 ، اما اهم المواضيع التي يتناولها الكتاب : ،ترجمة فاطمة في المصادر القديمة ،اسماء فاطمة والقابها العديدة ،فاطمة في الفترة المدنية هجرتها وزواجها من علي بن ابي طالب ،سيرتها مع علي ،وفاة النبيوبيعة ابي بكر الصديق ودورها في البيعة ،وفاة فاطمة ودفنها وموضع قبرها فضائل فاطمة ومعجزاتها ،ايات قرآنية في فضلها وفضلها في ضوء الحديث ،منزلتها عند الشيعة،مصحف فاطمة والاختلافات حوله فضة النوبية ، ترجمة رواية المخطوطة فضة النوبية ،فضة النوبية في البحث المعاصر ،الادب الشيعي وحكاية وفاة فاطمةالزهراء ، تحقيق الكتاب ،نماذج مصورة من المخطوطة المعتمد عليها في التحقيق ،

قراءة في قصة " ملابس احمد ..تصرخ " تأليف ليلى حجة ،بقلم سهيل ابراهيم عيساوي


قصة ملابس احمد تصرخ ، تأليف ليلى حجة ،رسومات اليزابيت محاميد ، تنقيح لغوي الدكتور بشارة خوري ، يقع الكتاب في 24 صفحة ،اصدار مركز ادب الاطفال في اسرائيل سنة الاصدار 2009 . القصة : تتحدث عن ملابس الطالب احمد ابن الثامنة من العمر يتعلم في الصف الثالث ابتدائي ،مشكلته الوحيدة انه يحب الحلو والاكل الغني بالنشويات والسكريات ،والغريب في الامر ان الكل يشجعه على هذا النوع من الاكل من اصحاب وجيران ، بدأ وزنه بالزيادة وتضايق بنطلونه وقميصه ،وصارت الملابس تتضايق وتخاف من التمزق ،ايضا احمد شعر بالضيق في البداية لان ملابسه ثمينة بدأ يتخلى عنها بأخرى جديدة ،لكه شعر ذات ليلة بالألم والمغص الشديد واخذه واديه الى الطبيب وهنالك شخص الطبيب المشكلة وهي مشكلة السمنة زيادة الوزن ،وقدم له النصائح الذهبية كيف يخفف من وزنه وتعود الرشاقة الى جسده ،بدأ احمد بتطبيق تعليمات الطبيب والتي سرعان ما حصدت ثمارها فاصبح اكثر رياضيا وعاد الى ملابسه الجميلة التي تخلى عنها،وفرحت ثيابه واصحابه اندهشوا بالتغييرات الايجابية في ملابسه ومعنوياته والانجازات الرياضية التي حققها خلال المنافسات الصفية والمدرسية. رسالة الكاتبة : - الانتباه الى مشكلة السمنة لدى الاطفال - المشاكل الناجمة عن السمنة : صحية واقتصادية واجتماعية ونفسية على الطفل والعائلة - اعطاء الطفل القرار في التحدي وشرح المخاطر التي تنتج عن السمنة - المفهوم الخاطئ لدى الجيران والعائلة والاصحاب للصحة البعض يعتقد ان الصحة هي الوزن الزائد والقدرة على الاكل ملاحظات : الكاتبة نجحت في تأنيس الثياب انها تتضايق وتتألم وتصرخ وتصيح وتتمزق ، وتفرح ، وهذا الامر اضفى على القصة عناصر جديدة فأصبحت الملابس عاملا ايجابيا في تحفيز احمد الاهتمام بصحته ورشاقته. هذه القصة تشبه الى حد بعيد قصة حكاية نصوح ، التي عرضناها هنا من حيث الفكرة ومن حيث طريقة علاج المشكلة والنهاية السعيدة والحل عن طريق زيارة الطبيب والطبيب بدوره يقدم النصائح للطفل بشكل مباشر والطفل يطبق التعليمات بحذافيها ويتغلب على مشكلته . خلاصة : قصة جميلة تعالج مشكلة السمنة بطريقة ذكية وليست فاضحة ومحرجة وبأسلوب ظريف . اسئلة مقترحة للقصة : - لماذا تضايقت وصرخت ملابس احمد ؟؟ - لماذا شجعت الجارة احمد على تناول الحلويات ؟ - لماذا تمنت الجارة لو كان ابنها يأكل مثل احمد ؟ - لماذا زار احمد الطبيب ؟ - كيف نجح احمد في العودة للرشاقة وتحقيق انجازات رياضية ؟؟ - سجل حوارا بينك وبين ملابسك - هل نجحت الكاتبة في ايصال رسالتها ؟ - لماذا تعتبر السمنة مشكلة ؟؟ - اقترح حلولا جديدة لمحاربة السمنة ؟

صدر حديثا " الحب كافر" للكاتبة ميسون اسدي


صدر حديثا عن أ دار الهدى -كفر قرع بادارة عبد زحالقة ،مجموعة قصصية جديدة للكاتبة ميسون اسدي ، تحت عنوان " الحب كافر " يقع الكتاب في 116 صفحة من الحجم المتوسط ،صمم الغلاف الخارجي والرسومات الداخلية الفنان اسامة مصري ،اسماء القصص القصيرة التي يضمها الكتاب : الحب كافر،عندما تكلمت دنيا زاد ،عن بنات افكاري ،مريم ،حمالة الدلع ،عائدة من حيفا ،سر عند الضوء الاحمر ،حب وزفاف الاصدقاء ،باص الريح الشرقية ،اميرة ومروة. وكانت الكاتبة ميسون اسدي صدر 22 قصة في مجال ادب الاطفال ،ومجموعات قصصية : - كلام غير مباح ،عن بنات افكاري ،لمم حريم ، حكاوي المقاهي. تمتاز الكاتبة بطرح قضايا ساخنة واجتماعية بصورة مغايرة للمألوف وباسلوب ادبي مبتكر

الخميس، 11 يوليو 2013

قراءة في قصة لماذا تخلتلف الوان البشر ؟ تاليف مفيد صيداوي ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي


قصة : لماذا تختلف الوان البشر : تأليف مفيد صيداوي ،رسومات اليزابيت محاميد ،تدقيق لغوي الدكتور بشارة خوري ،غلاف خارجي مقوى وملون ،اصدار مركز ادب الاطفال العربي في اسرائيل ،يقع الكتاب في 16 صفحة - بدون ترقيم ، من الحجم المتوسط ، سنة الاصدار 2005 القصة : تتحدث عن جدة ماهرة تجديد سرد القصة واسمها فرحة ،ذات يوم سألت سلوى جدتها لماذا تختلف الوان البشر ؟وعلى ذمة الجدة ان الله خلق ادم فمل ادم من الوحدة لذا طلب من الله ان يكون له اصدقاء واخوة فكان له ذلك وخلق الله الناس بألوانهم المختلفة الابيض والاسود والاصفر والاسمر ...وعلى الفور ربطت سلوى بين القصة واولاد صفها وبنات صفها ، من مختلف الطوائف والالوان ..ما اجمل الوان البشر.... رسالة الكاتب : - الوان البشر غاية انسانية - الانس متساوية ولا يجب التفضيل على اساس اللون ومعروف ان العديد من البشر يقف حاجز اللون امام مواقفهم وادوارهم الاجتماعية والسياسية واحيانا التمييز بين الاخوة بسبب لونهم - لا يجب التفضيل على اساس الدين او العرق - حكايات اجدادنا مفيدة وفيها الحكم - اهمية طرح الاسئلة من قبل الاطفال وتعامل الكبار معها بجدية - الجمال هو جمال الروح وليس جمال الجسد ملاحظات على هامش القصة : الفكرة ممتازة وعالمية لكن صياغة القصة وسلاستها وافتقادها لأحداث ومواقف اضعف متانتها حيث افتقدت عنصر التشويق . - الكاتب يطرح موضوعا شائكا وجوابه ليس مفهوم ضمنا ، وان جاءت الاجابة على سؤال الحفيدة ببساطة ، هنالك اكثر من وجهة نظر علمية ودينية وفلسفية حول الموضوع قال تعالى في كتابه العزيز : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

قراءة في قصة حكاية نصوح ،للكاتبة عواطف بصيص ابو حية


قصة حكاية نصوص ، تأليف عواطف بصيص نصوح ،رسم لؤي دوخي ،اصدار مكتبة كل شيء ،سنة الاصدار 2010 تقع القصة في 28 صفحة ،تتحدث القصة عن ولد سمين ،فهو يتناول وجبة الفطور الغنية والتي تشمل ،البيض والحليب والخبز والكعك، وفي الاستراحة يأكل زوادته وفي طريق عودته من المدرسة ايضا يتوقف عن الدكان لشراء الحلوى ،وخلال مشاهدة البرامج التلفزيونية ايضا يتناول المسليات وقبل النوم يناول وجبة العشاء ،يأكل بين الوجبات الطعام الغني بالدهون ولا يسمع كلام امه التي تحاول نهيه عن ذلك لكنه لم يقتنع ،وذات يوم خلال جولة مدرسية تمكن النحل من لسعه دون اترابه لأنه لم يستطع الهرب مثلهم بسبب لياقته البدنية المتردية ،زار الطبيب وهنالك الطبيب عالجه ونصحه ببرنامج غذائي متزن ، وبعد اشهر استعاد نصوح رشاقته وحيويته والاهم استعاد اسمه وليد . رسالة الكاتبة : - اهمية الاعتناء بالغذاء السليم لأطفالنا - الرشاقة والصحة تنجي احيانا من الاخطار مثل لسع النحل في القصة. - اهمية الاستعانة بالطبيب لان نصوح اقتنع بكلام الطبيب اكثر من كلام امه - من المهم ان يقوم الاهل بتوجيه الاولاد وعدم الافراط بالمصروف - اهمية حل الواجبات المدرسية - اهمية فرك الاسنان قبل النوم وبعد الاكل - الحل عادة يأتي بعد تعرض الشخص لمخاطر جادة ملاحظات على هامش القصة : - اين دور المدرسة والمعلمة عندما لحق بالطلاب سرب النحل واين المعلم عندما عبث الاولاد بخلية النحل ، لماذا لم تقدم الاسعافات الاولية لنصوح !!!هل يعقل ان يترك الطلاب بهذه الصورة ؟ - عندما زار نصوح وامه الطبيب ، الطبيب اسهب اكثر مما يلزم بالشرح عن طريقة انقاص الوزن وعن الوجبات والمسليات والهرم الغذائي ، لو ترك الامر لنصوح ليجرب بنفسه اقوال الطبيب لكان افضل للقارئ. خلاصة : قصة جيدة لتوجيه الاهل والاطفال نحو الغذاء السليم والتربية على الصحة والنشاط لان في النهاية الاهل والطفل والمجتمع من يدفع ثمن اهمال صحة الاطفال او الافراط في الغذاء والدلال المفرط وترك الحبل على غاربه فيما يخص استغلال والوقت وجودت التغذية، تمنح الطفل الاحساس بانه بإمكانه التغلب على مشكلة السمنة وهي مشكلة العصر. صدر للكاتبة : - حكاية نصوح - ريما في مأزق - امي في بيت وامي في بيت - كيس العيد الهارب - حكاية صديقتين - ماذا ابتلعت امي - حكاية بذره - حكاية زيتونة - هدية امي - يارا وكومة الاشواك - نور وقشرة الموز

الأحد، 7 يوليو 2013

رحيل الشاعر والاديب مصطفى مراد وايام من الذاكرة، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي


رحل الشاعر الكبير مصطفى مراد عن عالمنا وانتقل الى جوار ربه ، مساء الاربعاء 2013.7.4عن عمر يناهز 55 عاما، الشاعر والكاتب والصحفي مصطفى مراد ، له بصمات قوية على الادب المحلي ،مارس الصحافة وعرف عنه الجسارة في طرح القضايا الساخنة ولا يهاب لومة لائم، المهم عنده نصرة المظلوم وكشف المستور من فضائح وسرقات وصفقات وامور مشبوهة او تستحق الوقوف ،وشاعر لا يهادن يطرح القضايا الوطنية والانسانية ،بأسلوب عذب ولغة متينة فيها الكثير من الابتكار والتجديد والابداع ،عرفت مصطفى مراد الانسان والشاعر عن كثب ،من خلال مجلة الطلائع التي كان يصدرها بنكهة خاصة لكنها سرعان ما احتجبت عن الانظار، وهذا الامر كان سببا في مكالمة هاتفية تلقيتها من الراحل ، وفي نفس الوقت عام 1996 ، كنت قد اصدرت كتابي الصغير " نظارتي - تأملات " وقد حاز هذا الكتاب على اعجاب الشاعر رغم صغير حجمه وقلة عدد صفحاته،لان للشاعر مصطفى مراد روح فلسفية متمردة قوية،تماما مثل الاقوال التي جاءت في كتاب نظارتي ، ودعاني لإصدار كتبي القادمة عبر دار النشر الطلائع التي اسسها ، وكان قد اصدر العديد من الكتب لكبار الشعراء من خلال دار الطلائع ، منهم حنا أبو حنا ، د. تيسير الناشف ـ رئيس قسم الترجمة للعربية في الأمم المتحدة، عبد الرحيم عراقي ، عبد العزيز أبو إصبع ، أميمه جبارين، عبد الرازق أبو راس، سهيل عيساوي، يعقوب احمد وآخرين كثيرين. وبلغ عددالكتب التي صدرت عبر الطلائع 51 كتابا وهي انجاز هام ونافذة للأدباء والشعراء ،وكان مصطفى مراد رجل قنوع ،ليس مثل البعض يضيق على الكاتب ،كان الشروط مريحة وتصب في صالح الكاتب ، الا ان امر التوزيع كان وما زال عصيا لأنه بحاجة الى الية للتوزيع والنشر ،ومن وكان عدول مصطفى مراد عن الاستمرار في اصدار الكتب ،ضربة موجعة للحركة الادبية المحلية ، لأنه في فترة زمنية قصيرة نافس اكبر دور النشر المحلية ،اضاف كتب نوعية للمكتبة العربية ،ولم يقف الامر عند اصدار الكتب ،بل كان يتبعها بعقد ندوة حول الكتاب ومحاولة تقديم يد العون للكاتب في عملية التسويق والبيع ،ونشر خبر صحفي حول اصدار الكتاب ،وكان يعتني بإخراج الكتاب وتصميمه بحلة بهية مهما استغرق معه الامر من عناء ووقت ،ثم اقام منتدى الطلائع في ظل غياب أي تجمع ادبي فعال ، فكان يجمع عشرات الادباء كل مرة في مدينة او قرية وخاصة في مدينة الناصرة ،فهي قلب الحدث الثقافي ونبض الشارع وعاصمة الجليل المتوجة ،وقام المنتدى بعقد اثنتين من الندوات احتفالا بإصدار كتبي ، الندوة الاولى التي عقد بالتنسيق مع الاستاذ محمد جنداوي الذي كان مشرفا على الحركة الثقافية في القرية من قبل المركز الثقافي ،كانت في المجلس المحلي بمناسبة صدور كتاب " اوراق متناثرة " 2003 والذي صدر عن دار الطلائع ، والندوة الثانية ايضا عقدت في نفس المكان ،بمناسبة صدور كتابي " ثورات فجرت صمت التاريخ الاسلامي" 2005 ، وكان يحرص كل الحرص على تجنيد اكبر عدد من الادباء تحت راية منتدى الطلائع ،للأمانة التاريخية والادبية ايضا قام مصطفى مراد بالمبادرة لمهرجان الشعر الفلسطيني الاول والذي عقد في كفر مندا بحضور مهيب من قبل اكثر من 150 اديبا وشاعرا مع عدد من الضيوف والشعراء الكبار ،وتم توزيع العديد من نتاج الكتاب كهدية على المشاركين والضيوف ، كان المهرجان ملتقى للتعارف وتبادل الخبرات والتقاء الاحبة بعد غياب طويل وانقطاع بسبب مشاغل الحياة،والنجاح الذي حصده مصطفى مراد والشعراء المشاركين في مهرجان الشعر الاول اغراه للبحث عن بلدة اخرى تستضيف الشعراء وتحتفل بشعرهم فكانت مدينة طمرة وايضا كان مهرجانا قويا وحظي بتغطية اعلامية ومشاركة واسعة بين اوساط الادباء ، الا ان المهرجان الثالث لم يكن موفقا والذي عقد في احدى مطاعم الناصرة ،وكان لي الشرف الكبير في متابعة ومرافقة الراحل في مراحل شتى من التخطيط لهذه المهرجانات ، ومرة اخرى توقفت المهرجانات الادبية ربما لان حماس الرجل خفت او لعوامل خارجية ،وايضا هذه الخطوة كانت ضربة في خاصرة الشعر وقريحة الشعراء ،فكانت المهرجانات تتم على مدار يوميين، منبرا لكل شاعر او من يدعي فحولة الشعر او عابر من جانب نهر الشعر النابض،ومصطفى مراد ، كنت ادعوه من الاخوة الشعراء للمشاركة في الندوات التي كانت تعقدها رابطة اقلام الجنوب في مدينة بئر السبع او مدينة رهط حيث كنت ادرس بين السنوات 1995 حتى 2003 ،كان ياتيناعلى جناح السرعة ليتحفنا بقصيدة او اثنتين يمثل منتدى الطلائع او باسمه الشخصي ،فكان حظ طلاب جامعة بئر السبع وفيرا لسماعهم قصائد من حناجر صادقة مثل مصطفى مراد،وسعود الاسدي،طه محمد علي ،غسان حاج يحيى،عطالله جبر ،احمد هيبي، محمود دسوقي ، صالح زيادنة ،جبر ابوصهيبان ،ومحمود ابو عظية من الجنوب،وغيرهم ،لا اذكر اني قصدته في المشاركة في امسية ادبية وردني خائبا،وعندما عدت من النقب وفزت بمناقصة مدير مدرسة ابن سيناالابتدائية في كفرمندا ،توطدت اواصر الصداقة بيننا،فكانت الزيارات البيتية بيننا، وكنت كلما زرت مدينةالناصرة اعرج على بيته الكائن في يافة الناصرة ،نتجاذب اطراف الحديث،القضايا الادبية المحلية الكتب ونشاط الكتاب والصحف ،اخبار الاصدقاء ويعدني بزيارة حين يصير في بحبوحة من الوقت !! مصطفى مراد رجل سهل عليه تحمل المسؤولية اذا وقع في خطأ ما   يخرج  من  الموقف بشيء من روح الدعابة ،اذكر انه الح علي اقامة امسية تكريمية لي في كفرمندا، وبعد تردد طويل وافقت ،وقد دعا عددا من الشعراء والادباء ،فقلت للعريف من الاجدر ان يتحدث الشاعر مصطفى مراد بقراءة نقدية للكتاب لأنه الاقدر هنا وصاحب منتدى الطلائع وهو العقل المدبر للأمسية ، ولم اكن اعرف انه كان يرغب ان يتحدث اخر المتحدثين ، بدأ يستعرض الكتاب بجسارة كانه يحفظه عن ظهر قلب ، ثم قال لكني الوم سهيل انه لم يتناول ثورة سبرتاكس أي ثورة العبيد في روما وهي قبل الميلاد، انا شخصيا صدمت لم اجد جواب منعا للحرج ،لكن الجمهور كان قد حصل على نسخة من الكتاب هدية من قبل المسؤول عن الثقافة الممثل القدير محمود قدح ،صرخ باعلى صوته الكتاب يا استاذ مصطفى اسمه ثورات اسلامية! كان بإمكان الاستاذ مصطفى التصويب والاستمرر في التحليل ليصول وليجول ،لكنه اثر الوقوف والاعتراف انه خطط مراجعة الكتاب في السيارة قبيل الوصول الى كفرمندا ،لكن الحديث اخذهم ،فأضمر ان يتحدث اخر المتحدثين ليختلس الوقت في تصفح الكتاب وتذكر اهم ما جاء به ، لكن عريف الاحتفال الاستاذ محمود شريف افسد عليه حيلته بقوله والان مع كلمة الشاعر مصطفى مراد ،فضحك الجمهور من اعماق قلبه على صراحته المتناهية ، وفي موقف اخر، ارسل لي عندما كنت في جامعة بئر السبع مخطوطه "الله والناس" وانا من الذين لا يحبون الدخول في الامور الدينة المفرطة الحساسية حفاظا على مشاعر الاخرين وتجنبا لغضب الله،وفي امور نجهلها ولا نملك الاجوبة الكافيةعليها،وقد كتبت للشاعر ردا فيه تحفظي على بعض ما ورد في الكتاب من مصطلحات واقوال ،ضمن المجموعة القصصية ،لكني ذهلت عندما وصلني بالبريد الكتاب الذي صدر للتو ، وقد وضع كلماتي على الغلاف رغم معارضتها بعض فحوى الكتاب ، الى جانب اقوال عدد اخر من الكتاب ورأيهم في الكتاب وهم : جورج فرح ،مصطفى مرار،غسان حاج يحيى،محمد حمد ،وديع مرجية ، كان بإمكان الكاتب مصطفى مراد ان يلمع كتابه الجديد فقط بكتابات من يهلل له ويطبل ويزمر لكتابه لكنه احب ان يسمي الولد باسمه، لكنه دائما كان يمضي وينفذ ما يجول في خاطره،واذكر انه شارك مع كوكبة من الشعراء في اتحاف طلاب مدرستنا بأشعاره وهنالك صورة تذكارية تجمع هذه الكوكبة نشرت في اكثر من موضع ،ومصطفى مراد صادق الشبكة العنكبوتية واعتلى امواجها العاتية وامسك بقرنيها جيدا حتى اصبح الغواص الماهر ،اذكر انه في البداية انه لم يكن يكترث بالنشر بالنت ولا بالمواقع ، وقد انشأ لي الشاعر الصديق صالح الزيادنة موقعا على الشبكة عام 1996 ، وكان هذا من بدايات المواقع وقد قررت وقتها تكريما لمصطفى مراد وما قدمه لي شخصيا من دعم وللحركة الادبيةعامة ، ان انشر له كتاب الاشياء والاسماء وهو عبارة عن قصائد ،فاعجب بالأمر وشكرني لاحقا لان النص الاصلي ضاع منه وهكذا حفظ الموقع قصائد ديوانه من الضياع وساهم الامر بنشر على المواقع ، ثم صرنا نتعرف معا على مواقع ومنتديات افتراضية،كانت مساهماته غزيرة مثل شتاء كانون ،لكنه سرعان ما كان يطرح قضايا عديدة بعضها يثير ادارة الموقع يتم فصله وطبعا انا اتضامن معه واحتج على فصله من المنتدى فيتم ايضا فصلي واقصائي تعسفا فقط لأني اتضامن معه واحيانا كنا ننتسب معا ، فل صاحبنا كثرة الفصل ، فتدارسنا اقامة منتدى كبير يضم الاقلام الجادة ، لكني اعتذرت بسبب مشاغلي اليومية والادارية فلا وقت لدي ،فقرر اقامة منتدى من المحيط الى الخليج ، ونجح في استقطاب العديد من الكتاب من شتى دول العالم بعضهم عرفناهم في منتديات اخرى وجد في المنتدى المزيد من حرية التعبير والكثير من التشجيع لان مصطفى مراد كان يحث الجميع على الكتابة والتعليق وهو بنفسه يحاول المشاركة بعشرات الكتابات يوميا ، اضافة الى مشاريع جادة منها اصدار كتب ورقية لقصائد مترجمة مثل كتاب الشاعر الدكتور يوسف شحادة المقيم في بولندا والذي اشتركت في كتابه بالغة البولندية، وكتاب اخر باللغة الايطالية للدكتورة اسماء غريب المقيمة في ايطاليا ،وغيرها من الكتب والدراسات الالكترونية والورقية ، اضافة لاتباعه اساليب ديمقراطية وعدم تمسكه بملكية المنتدى ،ومحاولة تعزيز ودعم المشرفين على زوايا المختلفة، قد يكون النجاح الملفت في المنتدى ابعد كاتبنا عن الكتابة الورقية فتوقف عن اصدار الكتب الورقية وانشغل يالعالم الافتراضي فرحا بالأصدقاء الجديد والكتاب والمترجمين من كل بقاع الارض ، كعادته مصطفى مراد ينجح في صنع المستحيل . اعترف اني حزين على فقدان صديق ، لم اراه منذ بضع سنوات ، بسبب انسحابي من المنتديات الافتراضية،لاسبابي الخاصة ،ولم اعلم بوفاته الا بعد اربعة ايام ، وهذا بحد ذاته اشارة الى تعتيم اعلامي،قليلة هي المواقع التي نشرت الخبر عبر الانترنت،في نظري موت شاعر اعطى واعطى طيلة حياته، يستحق الالتفات والوقوف ، وربما انشغل العالم في نفس اليوم بالإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي ،على يد العسكر، فاختفت اخبار الادب والادباء بعيدا ،قبل ساعات كنت ابحث في مكتبتي عن كتب للشاعر الراحل جمال قعوار ، والذي رحل عنا ايضا قبل عشرة ايام ، لاكتب عنه كلمة حق ، فصادفت كتاب الشاعر الراحل مصطفى مراد ، لم اكن اتوقع ان اعود اليه هو الاخر لاقتبس منه ، لأنه مات ورحل عنا ، اعترف اني عثرت على الخبر صدفة اثناء البحث عن شيء اخر ، واعترف اني لم اصدق بحثت في مواقع اخرى بالكاد وجدت الخبر فدخلت الى منتداه فوجدت الخبر مثبت ، ايضا الاعضاء في المنتدى غير مصدقين، يصعب التصديق ان الشاعر مصطفى مراد رحل عنا بهذه السرعة ،لقد خلية نحل جيش يعمل بسواد رجل واحد ، يخطط وينفذ ما يجول بخاطره من افكار بسرعة قبل ان تبرح الافكار مكانها وتفتر الهمة. خلاصة : مصطفى مراد علم من اعلام الادب وشاعر يشار اليه بالبنان ، على مساهماته على الصعيد المحلي في رعاية الادب ورقيه من خلال محاولاته الجادة في نشر الادب واصدار الكتب وعقد المهرجانات الادبية وتكريم الادباء والاحتفاء بالكتب وإصدار المجلات الادبية ، انشاء المنتديات الافتراضية التي جمعت مئات الكتاب، جاد وعنيد في تحقيق اهدافه ،يقول ما يؤمن به ولا يخاف لومة لائم ،يأثر الجميع على نفسه، كان بإمكانه اصدار عشرات الكتب الخاصة به ، لكنه فضل تقديم يد العون لغيره، كان يود ان يجمع ما كتب عنه في كتاب واحد كما قال قبل ان يموت !! لكنه لم يفعل ، وهي دعوة لجمع خير ما كتب عنه لتكون مرجعا للدارسين. اذكر ان اكتشفت ان احدى دور النشر في الاردن قامت بطباعة وبيع كتابه " قال البحار المدهش " لكنه لم يأبه بل سر اخذ الجانب الايجابي في الامر أي اعتراف دار النشر بشاعرته وانتشار ادبه ،لم يفكر ولو للحظة في مقاضاتهم او حتى معاتبتهم .يحارب بكل ما اتي من عزم واصرار من اجل فكره ومبادئه ولا يهم من معه من "ضده" لا يتزحزح قيد انملة عن مبادئه ومواقفه النارية،رجل عصامي ،صاحب ارادة مثل الصخر الجليلي اذا اضمر على هدف بذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيقه،لا يكترث لجهد او تعب ،عاش حياة عريضة كلها عطاء للحركة الادبية والفكرية والسياسية لمراجعة الموروث واحداث تجديد ومراجعة للمسلمات الادبية ،وساهم مساهمة لا تنكر في احداث حراك فكري سواء على الصعيد المحلي من خلال الاصدارات الادبية والندوات والمهرجانات اوالمنتديات الادبية التي استقطبت الاف المشتركين من كل بقاع الارض، قد يتفق او يختلف البعض حول افكاره واسلوب طرحه ، ولكن هنالك اجماع ان الرجل حالة فكرية استثنائية قد لا تتكرر.














في قصيدة " انا" من ديوان الاشياء والاسماء ، وهي اكثر قصيدة يعتز بها يقول :






 أنـا (1) أنا الطفل الذي سيموت طفلاً \ وما ضيّعتُ وجهي في الزحامِ وما مرّغتُ روحي في هباءٍ\ وما غبّرتُ قلبي في الرّغـامِ ولستُ أموتُ باقٍ في النوايا \ وفي شغفِ الترائب والعظامِ يهزُّ الله جذعَ المرْيَمـاتِ \ وينفخُ روحَه بدرَ التمام فيسطعُ في سماء الشوق ضوءٌ \ هلاليُّ الوَسامةِ والتسامي فلسطينيّ من ماء الكـرامِ \ ومن دمِهِم ، إلى ماء الكرامِ (1996) أنا (2) مبحرٌ للأبدْ \ عمرُهُ خنجرٌ أخضرٌ \ والشطوطُ زبدْ \ والمنايا رَصَدْ. \ يا الشطوطُ زبدْ \ مبحرٌ للأبدْ \ يا المنايا رصدْ\ لا يموت الذي،\ حجرا، أو ولدْ،\ عمرُهُ خنجرٌ أخضرُ. 20/5/2001 وفي كتاب " قال البحار المدهش الصادر عام 1996 هنالك قصيدة تحت عنوان "الرجل الذي لا يموت "وهو يتحدث عن نفسه " انا عرفت الرجل الذي لا يموت \ انا احببته \لم يكن بروفيسورا \لم يكن رجلا حديديا\كان بسيطا مثل نقطة الحبر\ صريحا مثل شهوة الجنس \وكان يقول: الفدائيون مثلنا\واليهود مثلنا\ ولم يحصل على جائزة. وفي قصيدته عن الكتابة يقول الكتابةُ عُرْيٌ تعاليتَ فاصهَلْ على صهوةِ الريحِ يا عارياً كالحقيقةِ كالروحِ، واصعَدْ الى المستحيلْ. تعاليتَ... هذا العراءُ مَداكَ تعاليتَ.. فاركض هناكَ صهيلاً يُدَوِّي.. يقولُ.. يقولْ: "أنا الآخرونْ وهُمْ لو يشاؤونَ مثلي وهُم لو يشاؤونَ أغنيةٌ لا تَبيدْ". والكتابة حلمٌ.. أريدُ.. أريدُ.. أريدْ شظايايَ.. كلَّ شظايايَ.. أعجنها مثلما شئتُ.. أنثرُها مثلما شئتُ.. أصنع من رغوة الحلم وجهي الذي أرتضيه ولا يتغير.. وجهي الوحيد والكتابة موت سعيدْ ولكنني لا أقول وداعا.. أقول: تجيء الصواعقُ مهما تجيءُ.. وتركض فيك الحرائقُ.. مهما تضيءُ.. وأعلنُ: "سوف أعود".. وسوف أعود. والكتابةُ عمرٌ يموتُ المغني، ويبقى النشيدْ وتولدُ أزمنةٌ للجنونِ وأزمنةٌ للتمنّي ويبقى النشيدْ فما ضرَّ إنْ خانتِ الكلماتُ وإنْ داهمَتْكَ الحياةُ وما ضرّ إنْ...... إنني أبدأُ الآنَ عمري الجديدْ 

 لعله بهذه الكلمات القليلة يلخص حياته العريضة الحافلة بالعطاء الادبي.






الخميس، 4 يوليو 2013

مصر تدخل في نفق مظلم


مصر تدخل في نفق مظلم بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي انظار العالم كانت تتجه في ثورة 25 يناير الى القاهرة القلب النابض للامة العربية ، وسجل اهل مصر الانتصار الكبير على الذل والفقر والهوان والرجعية ،مما عزز صورة مصر في قلوب الملايين ، وتسارعت الاحداث في مصر الى حين اجراء انتخابات ديمقراطية للرئاسة فاز بها الدكتور محمد مرسي الذي يمثل حزب العدالة والحرية المنبثق عن حركة الاخوان المسلمين ، وقد نشرت مقالة قبل اكثر من عام قبيل الانتخابات المصرية ، اشرت الى الخطأ الذي اركبه جماعة الاخوان المسلمين بدفعها احد مرشحيها لانتخابات الرئاسة ، لان مصر في تلك المرحلة تحتاج الى رئيس معتدل ومستقل لا يمثل أي حزب سياسي لا علماني ولا متدين ، لا شك ان الرئيس المنتخب مرسي وقع في سلسلة اخطاء سياسية وادارية ، بحكم افتقاره للتجربة والديمقراطية الحديثة ، وتكتل خصومه ضده ،ومن ابرز الاخطاء التي وقع بها الرئيس مرسي : محاولته الاستحواذ على السلطة القضائية وتقزيمها ، وضع الدستور بدون توافق كل القوى السياسية رغم ان الشعب صوت لصالح الدستور وبقي اختلاف على بعض البنود ، اقالة عدد من القضاة ومن بينهم المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود ، تعيين هشام قنديل رئيسا للحكومة وهو شخصية صغيرة السن والتجربة ، فشل ضم عدد من الاحزاب الغير محسوبة على التيار الاسلامي ، ضعف الناحية الامنية وخاصة في شبه جزيرة سيناء ، وانعدام الامن للمواطن ، انسداد الافق السياسي وفشل الحوار بين اطياف اللون السياسي ، الانشغال في الازمات الخارجية ومصر تعاني من الكثير الكثير من الازمات الداخلية والخارجية ،الفساد المستشري في مؤسسات الحكم بينها السلطة القضائية الاعلام ، الاقتصاد المصري بدأ يهتز وفقد الجنيه الكثير من قيمته بسبب سحب وتهريب الاموال الى الخارج وهروب المستثمرين وضعف السياحة ، وقيام محمد مرسي باتخاذ قرارات سريعة غير مدروسة في السياسة لا يكفي ان تكون صادقا انما الاهم ان تكون حكيما . واضافة الى قوى اقليمية عديدة لم ترغب في تولي مرسي والتيار الذي يمثله مقاليد الحكم لان نجاحهم سوف يزلزل العروش ويضعف الكروش ، لذا سارعت هذه الدول التي التهنئة بسقوط حكم مرسي وبالتأكيد سوف تلوح بدعم الاقتصاد المصري لأنها اصلا حزنت على سقوط مبارك وزمرته .. بالرغم من الاخطاء التي وقع بها الرئيس المصري محمد مرسي ، الا انه انتخب بشكل ديمقراطي ، ولم يكمل مدة الحكم الدستورية ، وتم اقصائه بانقلاب عسكري مهين من قبل وزير الدفاع الذي عينه السيسي ، صحيح هو نفسه العسكر الذي مهد الطريق لوصول الاخوان للحكم ، لكن هذه المرة هنالك من يؤيد شرعية الرئيس وهنالك من يعارض سياسته وحكمه ، اقصاء الرئيس بهذه الصورة المهينة ، تعيد الى الاذهان حكم العسكر ما زال يخيم على مصر ، ولن يتركها في أي ظرف ، تطرح عدة تساؤلات شرعية ، من يخضع لمن ؟ العسكر للرئيس والحكومة ام العكس ؟ وهل كلما نزل ملايين الى ميدان التحرير يجب اسقاط النظام ، وهل مصلحة الوطن مصطلح فضفاض ؟ ام له مقاسات خاصة نفصلها على من نشاء وقت ما نشاء ، هل وظيفة الجيش التدخل في الازمات السياسية ام حماية الحدود ؟ هل الديمقراطية تقف عند فوز الاسلاميين ؟ وهل حقا حاول الاسلاميين الاستحواذ على كل السلطات في مصر ؟ ولماذا حاول العسكر عند الاعلان عن الانقلاب واقصاء الرئيس التستر برجال الدين المسلمين والمسيحين ، هل للتغطية وللتأكيد انهم ليسوا ضد الدين كدين انما ضد تسييس الدين ، لماذا تم حبس 300 من قيادات الاخوان ومنع المئات من السفر ؟ لماذا تم اغلاق القنوات الفضائية الموالية للرئيس من الناس وغيرها بينما القنوات التي تحرض على المؤيدين للرئيس مرسي بقيت تهلل وتشمت وتستبيح الدم المصري ، اذا كان لا بد من ضبط الاعلام يجب ان يطبق على الجميع ، هل لا نستحق نحن العرب الديمقراطية ولا نجيد ممارستها كما قال الرئيس الروسي بوتين ان الديمقراطية تجوز فقط في الغرب ؟ وهل الحل في مصر اجراء مليونية بعد كل خطوة بعدة كل مقابلة وبعد كل اقالة وبعد كل خطاب ؟ وهذه الملايين التي لا تعمل تضر بالاقتصاد المصري والامن القومي والناتج القومي والسياحة وتزيد من الاحتكاك بين الناس وقد وقعت عدة حالات اغتصاب واعتداء على النساء في ميدان التحرير وقد سقط العشرات من القتلى من المعسكريين والشرطة لم تحرك ساكنا أي دولة في العالم لا تسمح باعتصامات على مدار العام لشل الدولة واي دولة لا تسمح بالفوضى التي كانت وبالبلطجة الموجودة ، وهل الخطوة التي قام بها الجيش صحيحة اخلاقيا وسياسيا وتاريخيا وامنيا ودينيا ودستوريا ؟، وهل هذا كان الحل الوحيد واليتيم ، الانقلاب بهذه الصورة اضر بصورة مصر واضر بالديمقراطية الوليدة بل دفنها في مهدها ، كما يبدو ان مفهوم الديمقراطية لدى البعض هو هش وسطحي وشكلي وصوري ، الديمقراطية تشمل فصل السلطات الثلاث عن بعضها وان يكون الجيش تحت امرة السلطة التنفيذية وهي الحكومة المنتخبة والمساوة بين جميع الافراد ، واعطاء الحريات الشخصية للفرد مثل الحرية السياسية والدينية وحرية التنقل والحق في المعرفة وحرية الصحافة واستقلال القضاء وتداول السلطة بصورة سلمية عبر صناديق الاقتراع . ان الانقلاب العسكري الذي حدث هو انقلاب عسكري وليس ثورة تصحيحية كما يشيع البعض لأنه اقصى الرئيس المنتخب واعتقل رئيس الوزراء وقيادات اسلامية وكم افواه الصحفيين ومنع حرية السفر للأخرين ونصب اخرين. وهذا تم بيد العسكر وان كان تشاور مع البعض صحيح ان الجيش نفى ان يكون طامعا بالسياسة والحكم لكن من يصدق هذا ،العسكر يمسك الخيوط منذ زمن وسوف يظل يجثم على انفاس المصريين ويحصى اهاتهم يتهرب منها ، خسارة ان الامور وصلت الى هذا الحد من الاستهتار بالعقل العربي والمواطن المصري والانظمة الديمقراطية ، وقد اشرت في كتابي " تصبحون على ثورة " الصادر عام 2011 ، ان كثرة الاعتصامات والمظاهرات من الافرازات سلبية لثورة يناير 2010 ، وها هي الاعتصامات تجزء وتفتت من عضد الدولة وتستنزف مقدرات مصر التي بحاجة الى كل جهد وساعة عمل وتركيز في محاربة الفساد والبناء والتطوير ، الديمقراطية المباشرة التي كانت بذرة الديمقراطيةالحديثة في اثينا - اليونان قبل 2000 سنة لم تعد مجدية اليوم ، هنالك الديمقراطية التمثيلية والتي تعني وضع ادارة البلاد بيد خبراء وسياسيين عبر صناديق الاقتراع ، ولا بد من حصول الاقليات والنساء والشباب على تمثيل لائق . في رأيي ان الجماهير التي هتفت لإسقاط مرسي واستعانت بالعسكر سوف تندم والديمقراطية التي حصل عليها الشعب في ظل الثورة سوف تتبخر في المستقبل ، وان المفهوم الخاطئ للثورة والانقسام الحاد والكفر بالتيار الاخر وتدخل العسكر في الحياة السياسية والتدخلات الخارجية في الشؤون المصرية كلها عوامل سوف تنخر بدولة مصر واهلها . لا احد ينكر ان مرسي ارتكب الاخطاء العديدة لكنه لم يمنح الفرصة الازمة وليس من العيب اجراء انتخابات مبكرة للرئاسة اذا شعر الحاكم ان هنالك تذمر في الشارع وانسداد الافق السياسي ، لكن ما طلبته المعارضة ليس انتخابات مبكرة انما الغاء الانتخابات لأنه حكم سنة وبقي له ثلاث سنوات من المكن اجراء انتخابات بعد مرور ثلاث سنوات . وهل الديمقراطية تعني اقصاء التيار الاسلامي ، هل الثورة جاءت قبل ميعادها كان مبارك كثيرا علينا !! هل تحب الضحية جلادها لهذا الحد !!! لماذا نكذب الكذبة ثم نصدقها !! لماذا لا نتعلم من دروس الشعوب التي مرت بالتجربة الديمقراطية ، لماذا تهول لإعادة عقارب الساعة الى الوراء دائما . وكلنا امل ان تنجح مصر في تخطى المرحلة الحرجة والنفق الذي دخلته بديها المكبلة ، والعودة الى المسار الصحيح والديمقراطي ويكون ما حدث درسا للقوى السياسية المختلفة بضرورة نبذ العنف والعمل السياسي من خلال المؤسسات المنتخبة والهيئات القضائية وليس عبر الاحتكام للشارع والذي سرعان ما ينقلب على الجميع فالشارع المصري اشبه بحالة الطقس يتبدل وفق اتجاه الريح .واي رئيس منتخب سوف يصطدم مع الجيش وصلاحياته الفضفاضة وكل رئيس يحاول الخروج من القمقم سوف يطيح به العسكر كما حدث مع مرسي ، وليس من المستبعد ان تكون المؤسسة العسكرية قد اضمرت الشر والغدر للرئيس مرسي لقيامه بإقالة الطنطاوي وعنان في رغبة للإعادة الهيبة للمؤسسة العسكرية وكان الانقلاب على مرسي رسالة لكل رئيس قادم مفادها بان المؤسسة العسكرية هي اهم قلعة واخر حصن وبقرة مقدسة لا يجوز مناقشتها ولا مراجعتها ولا مناقشة صلاحياتها ولا عملها ، وكل من يفكر في تقزيمها يجد نفسه خارج التاريخ وفي قفص الاتهام ، مصر بحاجة اليوم الى اعادة الاوراق والمصالحة العامة ووضع مصلحة الوطن وفق المصالح الضيقة للسياسيين ، وطي صفحة التشرذم ومشاركة كل اطياف المجتمع المصري في ادارة البلاد ، وعدم اقصاء التيارات الاسلامية ولا حتى ما يسمى ببقايا النظام السابق او ما يسمى بالفلول يجب دمجهم من جديد في ادارة المجتمع المصري ، واسترداد مقاليد السلطة من يد جيش خوفا من الاستحواذ والالتصاق بالسياسة ومن المهم ان يعود العسكر الى مهامه الطبيعية .

الأربعاء، 3 يوليو 2013

لديوان " أحزان الوجيب " للشاعر الدكتور " جمال قعوار "


لديوان " أحزان الوجيب " للشاعر الدكتور " جمال قعوار " - ( بقلم : حاتم جوعيه - المغار - الجليل ) مُقدِّمَة : هذا الديوانُ " أحزان الوجيب " هو المجموعة ُ الثانية عشرة التي يُصدرها المرحومُ الشَّاعر الدكتور " جمال قعوار " - رئيس تحرير مجلَّة " المواكب " المحتجبة ورئيس رابطة الكتاب العرب في إسرائيل . والمُحَاضر في اللغةِ العربيَّة والأدب العربي لفترةٍ طويلة في كلِّية دار المعلِّمين – حيفا وفي جامعة حيفا . الديوان يقعُ في 159 صفحة من الحجم المتوسط – صدرَ عن " دار الأسوار العكيَّة " – بإدارةِ السيد يعقوب حجازي – ويضمُّ قصائدَ عديدة مُتنوِّعة في المواضيع : الغزليَّة والوطنيَّة والوجدانيَّة والإنسانيَّة ... إلخ . وجميعُ القصائد موزونة، البعضُ منها كلاسيكي تقليدي والبعضُ على نمط شعر التفعيلة . مدخلُ : الدكتورُ الشَّاعرُ جمال قعوار حاصلٌ على شهادةِ الدكتوراه في الأدب العربي وأطروحتهُ للدكتوراه في إعرابِ القرآن الكريم ، ولم يكن في يوم ٍ ما عضوًا في مجمع اللغةِ العربية رغم مقدرته الفذة وإلمامِهِ الواسع وتبحُّرهِ في اللغة العربيَّة .. وهو يكتبُ الشعرَ منذ ستين سنة ونيِّف ، ويُعَدُّ في طليعةِ الشُّعراء المحلِّيِّين المُبدعين والمُمَيَّزين فنيًّا بشهادة الجميع ويُعتبرُ نموذجًا أوَّليًّا ومثالاً ساطعًا دائمًا للذينَ عُتّمَ عليهم إعلاميًّا ، على الصَّعيدِ الأدبي المحلِّي ، رغم مكانتِهِ الأدبيَّة والثقافيَّة والإجتماعيَّة المرموقة كالعديدِ من زملائِهِ الرُّوَّاد والجهابذة المُبدعين أدبيًّا وفكريًّا وثقافيًّا ، مثل : راشد حسين ، فوزي عبد الله ، داود تركي ، شفيق حبيب .. وغيرهم من قبلِ الجهاتِ والأطر التي تدَّعي اليسارَ والوطنيَّة وجهات سلطويَّة . ورغم ذلك إستطاعَ شاعرنا أن يجتازَ ويخترقَ أسوارَ التعتيم ويتألَّقَ كالنجم في سماءِ الإبداع ويُحققَ شهرة ً وانتشارًا واسعًا ليسَ محلِّيًّا فقط ... بل على صعيدِ العالمِ العربي والغربي . والجديرُ بالذكر أنَّ رئيسَ إتحادِ الكتاب في الأردن " فخري قعوار " هو قريب الدكتور جمال قعوار ومن عائلتهِ وكانت تصلهُ مجلَّة " المواكب " الأدبيَّة وتصل أيضًا إلى مراكز وجهات عديدة إعلاميَّة وفكريَّة - عربيَّة وعالميَّة - ، وأنا ، بدوري ، كنتُ أكتبُ فيها دائمًا وكنتُ أحرِّرُ فيها زاوية اللقاءات والريبورتاجات ( التقارير ) الصحفيَّة . يمتازُ شعرُ جمال قعوار بشكل ٍ عام ، في جميع دواوينِهِ ، بجودةِ السَّبك وبقوَّة اللغةِ وجزالتها وبدقَّةِ التعابير والتماسك في بناءِ الهرم الشِّعري والتكثيف في المعاني والتفنُّن في ابتكار الصُّور الشِّعريَّة والإكثار من إستعمال اللآلىءِ والجواهر والكلمات الفصحى النفيسة والمنمَّقة ، فهو يملكُ ثروة ً لغويَّة ً كبيرة يفتقرُ إليها الكثيرون من الشُّعراء المحلِّيِّين . وكما أنَّ لهُ مُعجمهُ وعالمهُ الشِّعري الخاصّ فلا يكتفي ، بدورهِ ، بالقوالب والأشكال الشعريَّة الجاهزة والمُستهلكة ، بل دائمًا يأتي بالجديدِ والمُبتكر والمُمَيَّز بلاغة ً وبيانًا وتشبيهًا واستعارة ً وتوجُّهًا وأسلوبًا . وجميعُ ما كتبهُ " جمال قعوار " من شعر كانَ موزونا ( كلاسيكيًّا أو تفعيلة ً) فهو مالكُ مقاليد اللغة وشواردها وبواطنها وخفاياها من ناحيةِ العروض والصَّرف والنحو ... إضافة ً إلى موهبتهِ الشِّعريَّة الفذة ، وقلَّما تجتمعُ هذه الأشياء في شخص ٍ – وهي : المقدرة اللغويَّة والتبحُّر في شوارد اللغة وقواعدها وصرفها ونحوها وفي علم العروض ثمَّ امتلاك الموهبة الشِّعريَّة ( ملكة الفن والشِّعر) والثقافة العامَّة الواسعة . فهنالك مثلاً : سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي اللذين كانا عالمين ُمتبحِّرَين في اللغةِ العربيَّة ولكنهما لم يستطيعا أن يكونا شاعرين ، أمَّا شاعرنا جمال قعوار فهو أستاذ ودكتور في اللغةِ العربيَّة ونحوها وآدابها وفي نفس الوقت هو شاعرٌ كبيرٌ وَمُميَّزٌ عن أقرانهَ من الشُّعراءِ فنًّا وإبداعًا وأسلوبًا . لنرجعَ إلى ديوانهِ الذي بينَ أيدينا ( أحزان الوَجيب ) ففيهِ شاعرنا يُعالجُ العديدَ من المواضيع والقضايا التي َتهُمُّ كلَّ إنسان ، ونجدُ الطابعَ الوجداني والرُّومانسي الحالم والشَّفافيَّة َ المُهيمنين على جميع أشعارهِ مهما كانت مواضيعُها وتشعُّباتها وأغوارُها . وسأركِّزُ الأضواءَ على بعض ِ القصائد فيهِ . يستهلُّ شاعرنا ديوانَهُ بهذين البيتين وهما إهداء الكتاب – بعنوان : ( لكِ يا زينبُ ) – حيث يقولُ : (حَسِبُوا فؤادي للغواني مَلعَبَا أنا ليسَ قلبي في المَحَبَّةِ قُلَّبَا أنا لستُ أعشقُ غيرَ حُسن ٍ واحدٍ ما كلُّ كحلاءِ اللواحظِ زينبَا ) . هوَ يتحَدَّثُ عن حبيبتِهِ التي تمتازُ عن غيرها من الفتيات الأخريات فمنَ المُستحيل أن يتنكَّرَ لها أو ينسى حُبَّهَا ويلهو بإخرى ، ففؤادُهُ ليسَ ملعبًا للغواني ، بل هو مُلك حبيبته " زينب " فقط . وقد تكونُ زينبُ عندَ شاعرنا رمزًا وتوظيفا بلاغيًّا وإستعارة ً ويعني بها الأرضَ والوطنَ والهويَّة َ والإنتماء... التي تجسِّدُ كلَّ شيىء وتعني كلَّ شيىء فيلتقي هُنا مع زملائِهِ من شعراءِ الأرض والمُقاومةِ الذينَ كتبُوا الكثيرَ للأرض ِ والوطن وَشَبَّهُوا الأرضَ بالفتاةِ الجميلةِ وبالحبيبةِ ( في فترةِ الخمسينيَّات حتى أواخر السبعينيَّات من القرن الماضي ) ، مثل الشُّعراء : محمود درويش ، راشد حسين ، هايل عساقله ، فوزي عبد الله ، شفيق حبيب ، سليمان دغش وسميح القاسم وعزّ الدين المناصرة وكمال ناصر وفوزي الأسمر وحنا إبراهيم .. وغيرهم . وفي قصيدتِهِ بعنوان : ( مقدمة - صفحة 7- 11 ) – على بحر الخفيف - يتحدَّثُ فيها عن نفسِهِ وشعرهِ ولواعِجِهِ الذاتيَّة بنبرةٍ وبنفحةٍ صوفيَّةٍ مُتألِّمَةٍ تحملُ في طيَّاتِها الفجرَ والأملَ المُشرق . ويتنساءَلُ : هل الأسَى سيظلُّ يطغى وييُهَيمِنُ على ملامح ِ وجهِهِ ، وهل الرَّجاءُ سيخيبُ في أوْهَامِهِ لأنهُ الزَّهرُ المُتفتّحُ في الأضاحي ، والندى لم يكن يجفّ عن أردانهِ فكيفَ سيجفُّ شذاهُ مثلَ جميع ِ الأضاحي . ويتطرَّقُ في هذهِ القصيدةِ إلى قضيَّةِ النقدِ المحلِّي غير النزيه والموضوعي ...النقد الهدَّام الذي لا يرتكزُ إلى معرفةٍ وإلمام وأسُس ٍعلميَّة ، فيقولُ مثلاً : (لن تفتَّ الرِّياحُ من صدقِ عَزمي أو يحطَّ النقَّادُ من إلهامي ليسَ للنقدِ عندنا أن يُحَابي ويبثَّ السُّمُومَ في الأحكام ِ يَدَّعي الرَّائِعاتِ في عَبَثِ القول ِ وَيَرمي بالسَّخيفِ حُلوَ الكلام ِ غيرَ أنَّ السَّناءَ يبقى سَناءً وَيظلُّ الظلامُ سَجْفَ الظلام ِ ). هوَ يتحدَّثُ هُنا عن قضيَّةٍ محلِّيَّةٍ هامَّةٍ كما ذكرتُ أعلاه ، وهي قضيَّة ُ أزمة النقد المحلِّي الموضوعي الأكاديمي البنَّاء . ولا توجدُ لدى معظم ِ الذين يكتبون النقد محلّيًّا أيَّة ُ كفاءاتٍ وعلم ٍ ودرايَةٍ في هذا المجال... بل هم يجهلونَ حتى الأوزان الشعريَّة وأصول النحو والصَّرف وقواعد اللغة العربيَّة التي هي أساسُ وحجرالزَّاوية وأبجديَّة ُ النقد كمرحلةٍ أولى، بل البعض منهم لا يعرفون كتابة الإملاء ... ولكنَّ هؤلاء النويقدين المتطفلين بفضل المنابر الإعلاميَّةِ المشبوهةِ والصفراء التي تقفُ معهم وتدعمُهُم وتساعدُهُم يَبثُّونَ خزعبَلاتهم وهذيانهم وعقدَهم الدفينة من خلالِها ويصدرونَ وينشرونَ أقوالهم وهذيانهم وكلامَهم الرَّخيص الذي يُعَبِّرُعن فكرهِم السَّقيم والمحدود ضدَّ جهابذةِ البدعين من الشُّعراءِ والأدباءِ الكبار الملتزمين والوطنيِّين المحلِّيِّين . وفي نفس ِ الوقت يُكيلونَ المديحَ الرَّخيصَ للشُّوَيعرين المستكتبين والمُرتزقين أمثالهم اللذين يحبونَ في مجال ِ الأدب والشِّعر . ولكنَّ شاعرنا المرحوم الدكتور " جمال قعوار " هو شاعرٌ جهبّذ ٌ عُملاقٌ فذ ٌّ كانَ لا يكترثُ ولا يهتمُّ لأولائكَ الرُّعَاع ِ من مسوخ النقدِ المُدَّعين والمُتطفلين على دوحةِ الأدب والنقدِ بفضل ِ انتماءاتِهم الفئويَّة والحزبيَّة والسلطويَّة وبفضل التنظيمات والجهات والأطر المُهلهلة والبائسة التي ينتمونَ إليها . ويقولُ الشَّاعرُ جمال قعوار متحدِّيًا أولئك الذين يعجزونَ أن يأتوا مثلهُ بديع ِ الكلام وروائع البيان والفنِّ وسحر البلاغةِ والبديع اللفظي والمعنوي : ( يا دَواعي الإيمان ِ بالحَرفِ هاتي روائِعَ الشِّعر ِ خافقَ الأعلام ِ دائِرًا في حَدائِق الحُبِّ يحمي دولة َ الحُبِّ من نعيبِ الكلام ) . وأمَّا أنا ( حاتم جوعيه ) فقد قلتُ هاجيًا النويقدين المحلِّيِّن المستكتبين أيضًا في إحدى قصائدي : ( " وَمُسُوخُ النقدِ في الدَّاخِل ِ هُمْ عُملاءٌ وكلابٌ جُبناءْ ) . ولنرجع إلى شاعرنا الدكتور جمال قعوار فينهي قصيدتهُ الرَّائعة َ هذهِ بالحبِّ والغزل فيقول : ( ليسَ أحلى من ثغر حسناء هَامَتْ وَغزَا قلبَهَا رقيقُ الغَرَام ِ) . وأمَّا في قصيدتِهِ ( حديث القمر – صفحة 19 – على بحر الكامل ) فيتحدَّثُ فيها عن الألم الإنساني والظلم الذي يُعانيهِ البشرُ من بعضهم البعض ، فهذا الألمُ يأتي من عالم ٍ فقدَ المروءةَ وكلَّ القيم ، ومن كلِّ ظالم ٍ لا ينظرُ في العواقب ... حتى الأحبَّة الذين يخونونَ أحبَّاءَهم ويختارونَ الخيانةَ والغدر، فيقولُ : ( مِن أينَ يأتينا الألمْ // مِنْ عالم ٍ فقدَ المُرُوءَةَ والقِيَمْ // مِن ظالم ٍ جهل العوَاقبَ إذ ظلمْ ؟ // أمْ مِن حبيبٍ جَارَ واختارَ الخيانة َ واعتمَدْ ؟ // ويرى أنَّ المآسي موجودةٌ منذ بدايةِ الخليقةِ فيقولُ : (غيرُ المآسي في تواريخ الخليقةِ ما وَرَدْ // صَلبُوا المحبَّة َ والسَّماحة َ والفِدَا // في جسم ِ فادي الخلق ِ يشقى الجسَدْ // ) . ويعني بفادي الخلق : السيِّد المسيح عليه السَّلام الذي فدَا البشريَّة َ من خلال عذابهِ وصلبهِ . وفي هذه القصيدةِ نجدُ الفلسفة َ والحكمة َ يشوبُهُما القلقُ واليأسُ والحُزنُ ، فيقولُ : (" والعقلُ في الإنسان ِعُضوٌ غيرُ مُكتمل ٍ سقيمْ // والناسُ كلُّ الناس ِ ينتهي عُمرُهُم موتٌ أليمْ // لتعودَ هذي الأرضُ خاوية ً كما كانت وليسَ مِنْ أحَدْ // ") . إنَّ شاعرنا يرى حتى العقلَ الذي هو أسمى عُضو ٍ في جسم الإنسان غيرَ كامل ٍ . ويستعملُ في هذه القصيدةِ بعضَ الأمثلةِ القديمةِ المألوفة للتأكيد ولإثباتِ ما يبغيه ويقصدُهُ كالمثل القائل : ( المُجير لأمِّ عامر ).. وأمُّ عامر هي الضَّبعة التي غدرت بمجيرها وبمضيفها كما وَردَ في إحدى القصص القديمة . فيقول جمال قعوار : ( لقيَ المُجيرُ لأمِّ عامر ما أعدَّ لهُ // فلم ينجُ المُجَارُ ولا المُجيرْ // ) . وفي قصيدة (" أرقام " – صفحة 39 - 49 ) يتحدَّثُ عن الحياةِ العصريَّة المُمِلَّة وديناميكيَّة العمل الفيزيائي والميكانيكي والرُّوتيني القاتل ، وأنَّ الإنسانَ العاملَ في مصانع الإنتاج أصبحَ مُجرَّدَ رقم ٍ لا أكثر ولا فرق بينهُ وبين الماكنة والآلة المُرَقَّمَة التي تعملُ بإستمرار ليلَ نهار ولا يوجدُ لها أيَّة ُ مشاعر أو عواطف أو قلبٍ وروح ، فالناسُ اليوم هم أصبحوا مُجرَّدَ أرقام ٍ بلا معنى جوهريٍّ وبلا كيان وهويَّة ذاتيَّة وإنسانيَّة كُرِّسُوا للعمل ِ المُتواصل المُضني وللإنتاج لأجل ِ الغير ... لأصحاب العمل والقائمين عليهِ ( أصحاب المصالح والبزنس ) . فهدفُ البشر والناس اليوم ( معظمهم ) الجانب المادي فقط وأهملوا الجانبَ الرُّوحي والعاطفي والإنساني . يقولُ مثلاً : (" أسفي على زمن ٍ تضيعُ بهِ الرُّجولة ُ والأمومة ُ والوفاءْ // ويجدُّ البحثَ من إغضابِ وجهِ اللهِ من أجلِ الغنى والأغنياءْ // ).. إلخ . وأمَّا في قصائدِهِ ومقطوعاتِهِ الغزليَّة فجميعها تمتازُ بالصدق وبالعاطفةِ الجيَّاشةِ ... ونجدُها رقيقة ًعذبة ً زاخرةً بالمعاني العميقة والصُّور الشِّعريَّة الجديدة المُشرقة والمُكثَّفة بأضوائِها السَّاحرة . يقولُ في قصيدة ( " فلقة قمر " - صفحة 77 ) : ( " يا فلقة َ القمر ِ المُنير ِ تدفَّقي مطرًا على صدري فما أحلى المَطَرْ واستسلِمي لوصال ِ أصدق ِعاشِق ٍ نذرَ الليالي للغرام ِ المُبتكرْ ) . ويفقولُ في قصيدةٍ أخرى بعنوان ( " جراح الطبيب " – صفحة 105 – على بحر المديد ) : (" لم يَرْو ِ شُبَّاككِ أخبارَهُ منذ ُ رَوَى الأيَّامَ دمعُ الغريبْ فمِنْ خُفوق ِ القلبِ يصحُو مَدًى يلهثُ من خلفِ خُطاهُ المغيبْ ") . أمَّا في قصائدِهِ الوطنيَّة فيتجلَّى بوضوح نبرة ُ الغضب على المُحتلِّين واستنكارُه وشجبُهُ لما يقومونَ بهِ من عَسفٍ وظلم ٍ وبطش بحقِّ شعبنا وأهلنا وأطفالنا في الضِّفَّةِ والقطاع ، فيقولُ مثلاً في إحدى قصائدِهِ : ((" ماذا تريدُ عصابة ُ الدُّخلاءِ من أهلي ؟ // وأهلي يطلبونَ العيشَ أحرارًا على أرض ِ الجُدُودْ // وَهُمُ الصُّمُودُ ... هُمُ الصُّمُودْ " )) . إنَّ أهلهُ وشعبَهُ في الضفَّةِ والقطاع والشَّتات على حقٍّ في نضالِهِم وكفاحِهم ، وَصُمودُهُم الأسطوريُّ أصبحَ مثلاً ونبراسًا للبشريَّةِ وللأجيال . وفي قصيدةٍ أخرى لهُ بعنوان: ( " الحُبُّ والحجارة " – صفحة 181 – 122- على بحر الكامل ) وهي قصيدة ٌ على نمطِ التفعيلة ، يتحدَّثُ فيها عن الحُبِّ والتضحيةِ والفداءِ وعن طفل ِ الحجارة الذي يُطاردُهُ الجنودُ ... وعن مُعاناةِ الأهل في الضِّفَّةِ وقطاع غزَّة وما يُكابدُونهُ من جلاوزةِ المحتلِّين وعسفهم وبطشهم ... فيقول في هذا : ( " قلبي على طفل ٍ تحاورُهُ الجنود // بكلِّ أسلحةِ الجنود // قلبي على شيخ ٍ أحاطوا بيتهُ بالغاز ِ فاختنقَ الضُّحَى // وَذوَت على الأعوادِ أنفاسُ الوُرودْ // قلبي على حُبلى على الطرقاتِ أجهضَهَا الغُزاةْ // يا أيُّهَا الأطفالُ ! يا أبطالُ ! // هُبُّوا حطِّمُوا هذا الذي يدعونهُ عصرَ الحضَارَهْ // واسترجعُوا عصرَ الحِجَارَهْ // " )) . كما أننا نجدُ شاعرنا في بعض ِ قصائِدِهِ يأخذ ُ بعضَ الشَّخصيَّات التاريخيَّة والأسطوريَّة ويُوظِّفها في قصائدِهِ ، مثل : ملك الحيرة عمر بن هند التنوخي الذي كانَ يُلقَّبُ بمُضَرِّطِ الحجارة لِظلمِهِ وقسَاوتِهِ وطغيانِهِ وقد قتلهُ الشَّاعرُ عمرو بن كلثوم التغلبي . وزيد الخيل بن المهلهل النبهاني الطائي الذي اشتهرَ بفروسيَّتِهِ وشجاعتِهِ وكانَ طويلَ القامةِ يُقبِّلُ الحِسانَ وهُنَّ على الهوادج ... وهو إبنُ عمِّ حاتم الطائي الذي اشتهرَ بالجودِ والكرم . فيقولُ شاعرنا مثلاً : ("عمرو بن هندٍ انتهَى // وبقيَ زيدُ الخيل ِ // تشتاقُهُ حِسانُ الهَوادج // " ) . وهنالكَ قصيدةٌ أخرى لفتت انتباهي في الديوان بعنوان : ( " عن الشِّعر والشَّمس " - صفحة 96 – 97 ) – على وزن مجزوء الكامل ( المرفل ) ففيها يتحدَّثُ عن شعراء اليوم الذين معظمهم لا يعرفونَ الأوزانَ ولا قواعد اللغةِ والنحو ويفتقرونَ للموهبةِ الشِّعريَّة الفطريَّة فتأتي أشعارُهُم وكتاباتُهم ركيكة ً ضعيفة ًهجينة ً وهي ليست شعرًا ولا ُتعتبرُ عملاً أدبيًّا . فهؤلاء الذين نحنُ في صددِهم شَوَّهُوا شكلَ ووجهَ الأدب والشِّعر ... يقولُ الدكتور جمال قعوار : (" يا وَيْحَ وَجْهَ الشِّعرِ إنْ خَلعَ الكريمُ الأصل ِ جلدَهْ وَبَنى الحُرُوفَ هَجينة ً مِن غير ِ أرض ٍ مُسْتمَدَّهْ أينَ الرَّوائِعُ َتستعيدُ بها بديعَ للشِّعر ِ مجدَهْ ") .. إلخ . وفي نهايةِ هذهِ الدِّراسةِ المُختصرةِ أريدُ القولَ : إنَّ شاعرَنا المرحوم الدكتور " جمال قعوار " هو في طليعةِ الشُّعراءِ الفلسطينيِّين المحلِّيِّين المُبدعين والمُجَدِّدين والرُّوَّاد المتميِّزين فنًّا وأصالة ً ومقدرة ً وإبداعًا منذ الجيل الأول - جيل النكبة (عام 1948 ) - إلى الآن . وهو أوَّلُ المتمكنين والضليعين والمتبحِّرين في اللغة ِ العربيَّة دون منازع ٍ بالرغم من كونهِ لم يكن مرة ً عضوًا في مجمع اللغة العربيَّة المُعيَّن والمَدُعوم من السُّلطةِ .. ويُعتبرُ أيضًا نموذجًا أوَّليًّا للشُّعراءِ الكبار الملتزمين والمبدعين الذين حاولتْ بعضُ الجهاتِ المشبوهة والآثمة بوسائل إعلامها الصفراء التعتيم عليهم وعلى أدبهِم وإبداعهِم ، ولكنها لم ..لم تستطعْ . وشاعرُنا ينتمي حسب منهج وأسلوبِ وطابع كتاباتِهِ إلى المدرسةِ الشِّعريَّة الغنائيَّة الحديثة ، ويلتقي في شعرهِ وتجديداتهِ ومواضيع ومستوى كتاباتِهِ وأبعادها الفكريَّة والفنيَّة والفلسفيَّة والتجديديَّة مع كبار الشُّعراء العرب في الدول العربيَّة الذين أغنوا وأثروا المدرسة َ الشِّعريَّة الحديثة الغنائيَّة الأصيلة بروائعِهم وخرائِدِهِم الخالدَة ، مثل الشُّعراء : عمر أبو ريشه ، نزار قبَّاني ، إبراهيم ناجي ، فاروق شوشه ، نجم الدين صالح ، وجيه البارودي ، صالح جودت ، سليمان العيسى ، إبراهيم طوقان ، حيدر محمود ... وغيرهم .