الأربعاء، 28 فبراير 2018

التسلية والطرافة والفضول مقابل الافتقار للعمق المشهدي والذكاء والابتكار السردي: مهند النابلسي


النسخة الحديثة/2015/ من سلسلة "رجل التدمير" الشهيرة):
"تيرمينيتورس غينيسيس"

التسلية والطرافة والفضول مقابل الافتقار للعمق المشهدي والذكاء والابتكار السردي:
هيمنة الروبوتات والعودة بالزمن!
*بالعام 2029 يقوم قائد المقاومة الانسانية المسلحة جون كونر (الممثل جيسون كلارك) بحملة عسكرية كبيرة  ضد ما يسمى "سكاي نيت" (الذكاء الروبوتي الصناعي) الذي يهدف لابادة ما تبقى من البشر، بعد ان أدت حرب نووية ماحقة  بابادة أكثر من ثلاثة مليارات انسان، وسيطرة "البشر الآليين المتحولين" على بقايا الجنس البشري (وهذه النقطة تحديدا عولجت بشكل سردي سطحي ولم تكن مقنعة)! وقبل ان تنجح المقاومة بمحاولتها، يتم تشعيل آلة الزمن التي ترسل "مبيد آلي" يسمى "تي 800" رجوعا للعام 1984(زمن اصدار النسخة الاولى اللافتة من هذه السلسلة)  لقتل والدة جون"سارة كونر" (الممثلة ايميلي كلارك)، ثم يتطوع الساعد اليمن لجون  وهو كارل ريس (جاي كورتيني) للسفر بالزمن للوراء لحمايتها من الاغتيال...وعند دخول كايل للمجال المغناطيسي للماكينة المرعبة، ينطلق الهجوم المدمر على جون، وتشحن ذاكرته بذكريات مؤثرة لطفولته بالعام 2017.
*...ومع وصولنا للعام 1984، يتم تعطيل سكاي نيت (تي 800) من قبل سارة والحامي الآلي الشهير (الممثل آرلوند شفارزنجر بعودة لافتة طريفة)، وهو  الذي تمت برمجته بعناية وارساله لحمايتها منذ ان بلغت التاسعة من عمرها. ثم يصل كايل بعد فترة وجيزة ويهاجم بضراوة غير متوقعة من قبل الآلي "تي-ألف" (الممثل البارع لي بيونغ-هن)، ولكن سارة و"الحامي" شوارزنغر  ينضمان ساعيان للقضاء على "تي-ألف" باستخدام حامض مذيب شديد الفعالية، ويكشفان بأنهما قاما بانشاء "آلة زمن" مطابقة لسكاي نيت، وبأن سارة تخطط بدورها للسفر رجوعا للعام 1997، وهو نفس العام الذي سيتولد فيه "وعي" لماكينة الزمان "سكاي نيت"...ويقتنع كايل حينئذ بأنه تم تغيير المستقبل عندما راوده حلم برؤية طفولته، وينجح باقناع سارة للسفر معا للعام 2017 كبديل للمحاولة البائسة لايقاف عمل "سكاي نيت".
*بالعام 2017 تتواجه سارة وكايل مع الشرطة المحلية بمطاردات لاهثة وحابسة للانفاس بالطريق السريع لسان فرانسيسكو، وفيما تتم معالجة الجرحى ، نعلم ان سكاي نيت أصبح الان يسمى "غينيسيس"، وهو مشروع تشغيل عالمي سري، ثم يظهر جونكونر وينقذ سارة وكايل، ثم يظهر الحامي فجأة ويقتل جون، كاشفا بأنه نسخة مطورة للمبيد "تي-3000"، وبعد أن يعود كايل بالزمن، يظهر سكاينيت بشكل متطور جديد ك"تي-5000"(الممثل مات سميث) متخفيا كعضو في المقاومة، ويسعى  لأن يهاجم جون لتحويله لمبيد، مزودا اياه بنظام نجاة "سيبيري"، معيدا اياه بالزمن لمساعدتهم لتطوير "الغينيسيس".
*وعندما يتمكنون من النجاة، يجهز الثلاثة انفسهم (سارة وكايل والحامي شوازنغر) ويحضرون قدراتهم لتدمير"الهيكل السيبيري الهائل" لمشروع "غينيسيس"...ثم يتوجهون باقدام لمركزالعمليات (الهيد كوارتر) للمواجهة المرتقبة الحاسمة مع الروبوت الآلي الضاري "تي-3000"، وبعد مطاردة مثيرة بالهليوكوبترات يتمكن الحامي شوارزنغر منتفخيخ مروحية ال"تي-3000" متسببا بسقوطها ودمارها، ولكن الروبوت العنيد الشرس ينجو باعجوبة من الحادث، ويتمكن من دخول المجمع السيبيري، حيث ينجح باللحظات الأخيرة من ضبط العد التنازلي للآلة السيبيرية الهائلة لثلاثة عشر ساعة وخمس عشر دقيقة، وينجح الثلاثة كايل وسارة والحامي شوارزنغر من زراعة قنبلة فتاكة في النقاط الحساسة للمجمع الضخم، كما يتمكنون من أسر الروبوت "التي-3000" في المجابهة الأخيرة، ثم يقوم شوارزنغر بحشر خصمه العنيد في ثنايا الحقل المغناطيسي الضخم لآلة الزمن، ويتم تدمير كليهما، ولكن قبيل الانفجار الضخم بثواني فقط يقوم التي-3000 بالقاء بقايا الحامي "الروبوتي أيضا"  لحاوية سائلة ضخمة بالجوار، ويتمكن كايل وسارة من الوصول "للبونكر" المحصن أسفل المجمع، قبل ان يحدث انفجار هائل، ثم يظهر كالعادة الروبوت الحامي شوارزنغر لينقذهما ويقودهما للخارج من خلال الركام الهائل ...يسافر الفتى "تريو" لمنزل طفولة كايل، ليخبره عن شخصيته الفتية الفضولية، وتنتقل الأحداث للعام 2017، ثم يذهب الثلاثة سارة وكايل والحامي شوارزنغر للريف الشاعري الجميل حيث يتبادلان قبلة فيما ينظراليهما الحامي بفضول مصطنعا ابتسامة "آدمية" عريضة، ونعلم بأنهم أصبحواالان بآمان بعدنجاتهم من كارثة "الغينسيس" الذي تعرض للدمارالهائل، والذي نجا بدوره بفضل تواجده بغرفة ضخمة محصنة!
الروبوتات "العاطفية" ضد الروبوتات"الميكانيكية"!
*تم تصويرالشريط طوال أربعة أشهر بنيواورليانس باسلوب مقارب لطريقة اخراج الفيلم الأصلي بالعام 1984، وتم انجاز حوالي 900 مشهدا بمؤثرات خاصة للروبوتات القاتلة (تي 1000و3000و5000)، وشملت مشاهد شيقة لطيران المروحيات والمطاردات اللاهثة ولانفجار المجمع "السيبيري"، وتم تحقيق مؤثرات تجريبية ناجحة لتبيان كيفية احتراق المعدن (مكون الروبوتات) بواسطة الحوامض ووهج الألمنيوم المحترق، كما تم تصوير مشاهد موازية لسان فرانسيسكو تضمنت جسر"البوابة الذهبية" الشهير، وتم ايجاد توافق مذهل ما بين شخصيتي شوارزنغر العجوز والشبيه الشاب (الممثل بريت آزار) والشخصية الكمبيوترية الثالثة، علما بأن الشبيه قد أبدع باتقان الحركات الخطرة، كما أبدعت كل من ايميليا كلارك بدور سارة كوبر بل وتفوقت بالأداء، وجاسون كلارك بدور جون كوبر، وجاي كورتيني بدور كايل ريس، ثم المحقق ج.ك. سيمونس بدور المحقق اوبريان، وكايو اوكيني بدور داني دايسون، ويبدو وكأن هذا الفيلم قد ختم أخيرا هذه السلسلة التي استنفذت رسالتها نهائيا بهذا العمل "المتواضع" نسبيا!
مراجعات نقدية سلبية مقابل استرجاع النكهة والحنين للفيلم الأصلي(1984)

*يبدو الفيلم وكأنه غرق باسطورته وأصبح سجين الرواية الأصلية لتحفة كاميرون الاولى، ولكن بالقليل من النكهة والمذاق والبساطة كما الذكاء والعمق والاثارة، ولم تنجح الادارة الباذخة للمخرج الان تايلور ولا كتاب السيناريو "لاتا كالوجريد وباتريك لوسير" من انقاذ الفيلم من التعقيد المشهدي وانعدام المنطق المتسلسل للأحداث فأغرقوا المشاهد بالغموض والتيه، مما استدعى التطرق للتفاصيل السردية الدقيقة للشريط  ، كما بدا ضعف التشويق واضحا مقابل لقطات ساخرة طريفة أتحفنا بها شوارزنغر طوال الفيلم، محاولا استعادة أرثه السينمائي الساخر الشهير المتمثل بعبارته المعهودة "سأعود!"، كما تمثلت باسلوب نطقه البارد للجمل وبابتسامته العريضة المصطنعة، وحتى بحالة "الرجفان" (غير المتوقعة والتي تؤشر لمرض الباركنسون الذي يتعرض له كبار السن) التي تعرض لها أثناء شحنه للرصاص بالبندقية، وكأنه يقدم لنا هنا صورة جديدة غيرمعهودة لكائنات روبوتية "مسنة" ذات بعد انساني-عاطفي!
*استمتعنا بالكثير من المطاردات والانفجارات والمعارك والقتل والتشويه الروبوتي، ووجدنا انفسنا امام مزيج سينمائي حافل، دامجا بنجاح الخيال العلمي الجامح والصراعات القاتلة والأكشن المتقن، ولا يمكن تجاهل اللمسات الساخرة للروبوت (البشري) شوارزنغر، اما سلاح الفيلم السري فلم يتمثل بالسفر المكرر عبر آلة الزمن ولا بالروبوتات القاهرةالعنيدة، وانما بأداء الممثلة الصاعدة الشابة "ايمليا كلارك" التي يفيض وجهها جمالا وطيبة، والتي أظهرت قدرات تمثيلية قوية واعدة تبشر بميلاد نجمة جديدة...يتضمن الفيلم رسائل تحذيرية من خطر تحكم الآلات بالبشر مستقبلا، كما أنه يقدس تركيبة الاسرة التقليدية كخلية بشرية سرمدية، ويعيد شوارزنغر طوال الفيلم عبارة ذات مغزى: أن تكون عجوزا ليس معناه أن تكون "عديم الصلاحية" وربما يهدف من وراء ذلك لتبرير دوره "المحدود" بالفيلم، كما يختم الفيلم بعبارة غامضة: المستقبل ليس محددا!
مهند النابلسي
كاتب وناقد سينمائي






ذا سيركل (الدائرة)(2017) بقلم : مهند النابلسي// كاتب وناقد سينمائي






:
"المعرفة جيدة، لكن معرفة كل شيء هي الأفضل": انفلات وسائل التواصل الاجتماعي "مستقبلا" لتتجاوز كل الأسرار والخصوصيات والحريات الشخصية!
The Circle (2017)
PG-13 | 1h 50min | DramaSci-FiThriller | 28 April 2017 (USA)

2:27 | Trailer
فيلم تشويق من بطولة كل من ايما واتسون (هاري بوتر)، توم هانكس(سولي)، وجون بويجا (حرب النجوم/استيقاظ القوة)...عندما يتم توظيف العشرينية المنحدرة من طبقة متوسطة ماي هولاند (ايما واتسون) لتعمل في شركة تقنية عالمية كبرى، مختصة بالسوشيال ميديا، تجد في ذلك فرصة العمر السانحة، وعندما تتدرج  في المناصب، يعجب بأدائها مؤسس الشركة ايمون بيلي ( توم هانكس)، ويطلب منها ان تنغمس في تجربة عملية فريدة لتخطي حدود الخصوصية والفردانية والحرية الشخصية...ثم نكتشف أن مشاركتها بحماس في هذه التجربة الفريدة وتبعات ذلك من قرارات، قد بدأ يؤثر على خصوصيات وحيوات أصدقائها وصولا لخصوصية حياة والديها الكهلين ووالدها المريض، وحتى يكاد يمس الانسانية جمعاء...انه شريط مشوق يجمع الدراما بالغموض، ومن اخراج "جيمس بونسولدت" وكتابة "ديف ايجرز"، استنادا لرواية شهيرة، فيلم مليء بالاحباط والتشاؤم، يكشف لنا مساوىء الشفافية المطلقة التي تقود للفضائح والكوارث، رابطا الأسرار والخصوصيات بالكذب والخديعة... انها ثقافة التواصل الاجتماعي الفاضحة لكل الخصوصيات ومجاز ذكي فاضح لتغول هذه الثقافة الآن ومستقبلا، تكمن المفارقة هنا في قيام "ماي" اخيرا باستخدام "أدوات الدائرة" ذاتها ضد مؤسسيها الخبثاء، لتفضح سلوكياتهم واسرارهم الشخصية ومراسلاتهم الألكترونية الخفية، ولكنها تفعل ذلك قسرا وبجسارة وبلا صلاحيات ومن منطلق اليأس، لينتهي الفيلم بشكل غامض ومفاجىء ومجازي: "الدائرة" هي شركة "سوشيال ميديا" تمزج بطبيعة عملها ما بين كل من "جوجل وفيسبوك وتويتر" تحت شعار جديد "المعرفة جيدة، لكن معرفة كل شيء هي الأفضل! يتماثل دور  توم هانكس هنا بدور بيلي مع منهجية الراحل "ستيف جوبز" في رؤياه الحماسية للمستقبل، وبطريقة استعراضه اللافتة، فهو يقدم سحرا عفويا مشهديا بطريقة ادائه الفريدة، اما "جون بويغا" فقد قدم دورا داعما ولكن بلا معنى، والفيلم مكرس "لبيل باكستون" الذي توفي في شباط الماضي، والذي أبدع بدوره القصير المعبر كوالد ماي المعاق، والذي يعاني من مرض "التصلب العصبي المتعدد".
تنبهر ماي تماما عندما تعاين المكاتب الفارهة المفتوحة، ومرافق الطعام الزجاجية الشاهقة، والمساكن الأنيقة المريحة لاولئك اللذين يقضون لياليهم في العمل الدؤوب، كما تشعر بالسعادة لمشاهدتها للمرافق المضيئة التي تعمل ليلا، ولسماع الموسيقى الرائعة من فضاءآت العشب المضائة، ناهيك عن تنوع الأنشطة الرياضية والنوادي وممارسات الهوايات واماكن الترفيه المتعددة، وحتى حوض السمك فهو مليء بالأسماك الملونة النادرة المدهشة...لم تصدق ماي حالها وقدرت في سرها الحظ الكبير الذي هيأ لها فرصة العمل في الشركة الأكثر تأثيرا في أمريكا، ولم تأخذ بجدية مدى التناقضات خارج حرم الشركة، ولا حتى أسباب لقاءها المفاجىء مع شخص غريب ناقم، ترك العمل مستاء لأنه يتعرض لفضح الخصوصية وانتهاك حرية الاخرين، ثم حتى مع دورها المتضخم في "الدائرة" وطريقة مجابهتها للجمهور ودعم المدير التنفيذي الحماسي لها...اذن ما بدا وكأنه قصة طموح فتاة عشرينية مثالية متحمسة، انتهى تدريجيا ليثير تساؤلات عديدة حول الذاكرة والتاريخ والخصوصية والشفافية، وصولا للديموقراطية وحدود التدخل بحيوات الاخرين الشخصية ومدى المعرفة المسموح بها...الخ.
الفيلم بمثابة "عرض هجين" لشركات التواصل الاجتماعي، حيث يتماثل دور هانكس مع الرئيس التنفيذي لشركة تويتر "جاك دورسي" بتمثيله لعبقرية هذه التكنولوجيا الشيطانية (فهذه الأجهزة اللوحية ليست مجرد أجهزة آيباد عادية بل أكثر من ذلك/من حوارات الفيلم المعبرة)، كما أن شخصية "بيلي" الهجينة المركبة لا تتماثل مع شخصية تقنية كاريزمية واحدة،  فلديه تماثلا مسرحيا لافتا مع حركات مؤسس آبل الراحل "ستيف جوبز" بكاريزميته وبساطته المباشرة التفاعلية، كما بهندامه اللارسمي البسيط الشبابي، وهو قادر على الوصول للموظفين بعرضه لأقراص ملونة من الألمونيوم، تزينها الشعارات البيضاء المتوهجة، ثم بطريقة تبجحه الاعلاني الاستعراضي بقدرته على معالجة جميع الأمراض، واطلاق امكانيات البشر بلا حدود، كما بتبنيه لاسلوبية مدير الفيسبوك  "مارك زوكربيرج"، ثم باستخدامه للغموض لجذب الجمهور لطرح الأسئلة، عندئذ يظهر "الوجه البشع" للشفافية عندما تتحول لسلاح قاتل ضد قادتها والمنادين بها، ولكن الفيلم يحافظ على قوته المجازية عندما ينتهي بشكل غامض قابلا للتأويل...
انه فيلم "رؤيوي" بامتياز، يتحدث عن "يوتوبيا" تقنية قادمة، عندما تتحول الراحة الرقمية لكابوس مؤرق، مثل "سحق الخصوم والسعي لتراكم الثروة بكل الوسائل"، فالبطلة المتحمسة أصبحت لا تملك الا ثلاث دقائق فقط للذهاب للمرحاض بلا رقابة، ونجد الدليل حاليا متمثلا بحالات بث جرائم القتل بصنوفه، وكذلك الممارسات السادية الشريرة وحالات الانتحار على الفيسبوك، مما يؤكد صحة مزاعم هذا الشريط "التحذيري" ورسالته الخطيرة، اما الطريف والجديد هنا فيتمثل هنا بكاميرا "بعد النظر" الكروية الصغيرة، التي يمكن تركيبها ببساطة في أي مكان، لتبث لاحقا وبشكل انتقائي ما يسمى ايضا "فيديو بعد النظر" وهي التي اطلقها المدير بحماس امام الحضور الكبير للجمهور الشغوف، مطلقا شعارا وهميا "نحن نسعى لشفاء كل الأمراض فلا حدود لامكاناتنا"...ثم اطلاق مقولة مفادها أن "الأسرار هي مجرد أكاذيب خفية وهي تسمح بانتشار الجرائم وبعدم المحاسبة"، وبالرغم من ذلك فقد نجحت ماي بالهروب فيما كان القمر بدرا وركبت قارب "الكاياك" وذهبت خفية في بدايات الليل لزيارة والديها، واطلقت فيما بعد  بحماس دعوة تمثل قناعة والتزاما لارضاء مديرها الخبيث: "سأكون شفافة جدا وسأحمل كاميرا بعد النظر دائما معي للتجسس الكامل على الحياة الشخصية للآخرين وكشف أسرارهم وحتى طريقة تنظيف الأسنان!
فتح حساب الزامي والبحث عن "مجرمة هاربة" وانسان عادي للتعقب:
والمقصود هنا فتح حسابات الزامية لحوالي 241 مليون ناخب امريكي من خلال دوائر الحكومة،  "فنحن بحاجة لديموقراطية حقيقية لأول مرة في التاريخ"؟! ولا حاجة ابدا للمحافظة على الخصوصية وهذا سيؤثر تلقائيا على الحيوات الخاصة للأصدقاء والبشر العاديين، كما يفضل دوما الكشف عن الأجندات الشائنة، هكذا أخذنا موافقة 22 بلدا للبحث عن الحقائق وكشف الجرائم، وسأكشف لكم طريقة عمل هذه الكاميرا المدهشة، حيث وخلال 22 دقيقة فقط سنكشف مكان مجرمة هاربة من العدالة، وسيشاهد ذلك مليار انسان...بالفعل لقد وجدنا المشبوهة الهاربة "فيونا" القاتلة في الجنوب الاسباني وقبضنا عليها...ثم كيف سنبحث عن انسان عادي خلال عشر دقائق فقط، هكذا تطلب منهم أن يلاحقوا بلا هوادة صديقها الخجول ميرسر "قاتل الوعول وصانع القربان"، حيث نشاهده يهرب جزعا  بسيارته من الجموع الملاحقة له، ليتعرض لحادث سير مريع ويموت، ويصيبها شعور كاسح بالذنب والندم الشديد...ثم ما مصير "تاي لافيت" (جون بويجا) المبتكر للنظام والكاره له والهارب منه ندما واشمئزازا؟...يجيب مدير الشركة المتحمس بأن  نظام الملاحقة الحثيثة هذا يسمح بتحسين مستوى الخدمات العامة وتجنب  حوادث السير بانواعها وترميم الأشياء والأمكنة المغلوطة، ولكن "ماي" وربما انتقاما تقلب "الطاولة" على رأسيهما (ايمون الداهية الخبيث ومساعده الصامت دوما المؤسس المشارك توم/باتون اوسوالت) في المشاهد الأخيرة المعبرة، فتتبع بريدهما الألكتروني، وتكشف اتصالاتهما وتتبع حركاتهما، ويكون رد فعلهما تلقائيا وغير متوقع "لقد قضي علينا"! وينتهي الفيلم بنهاية مفتوحة غامضة ومجازية، حيث تعود ماي للقارب والمجداف وهي تنظر للافق مع نظرات حزينة تائهة ومحيرة !
ملخص نقدي:
 لم يلقى هذا الفيلم مراجعة نقدية عادلة في اعتقادي ( 4 من عشرة)  وقد استغربت حقا من تدني درجته، وقد وجدت أن هانكس وشريكه "اسوالت" (الصامت دوما) لم يأخدا دورهما على مأخذ الجد، وربما كان ذلك مقصودا لتأكيد عناصر "الدجل والتخويت والاستخفاف لكي لا اقول المبالغة" الكامنة في هذه المسرحية "الاورويلية" الساخرة والعبثية، والدالة على التوقعات المرعبة لمجتمع "الرقابة " المستقبلي القادم، مع التأكيد على البعد الدرامي والكارثي والغرائبي، بدا الطرح السينمائي ساذجا أحيانا وربما كان ذلك مقصودا ايضا، حيث رسالة الفيلم واضحة لا لبس فيها، فهي توجه نقدا لاذعا وواقعيا لوسائط الميديا الاجتماعية السائدة، وتحذر من تغولها وسيطرتها الكاسحة على كافة انماط حياتنا وحريتنا وخصوصياتنا، انه خيال علمي واقعي ومحتمل، يعرض "ديستوبيا رؤيوية" تحذيرية لما يمكن ان يحدث مستقبلا عندما تنفلت الامور من ضوابطها وعقالها وتتغول وسائل وتقنيات "التواصل الاجتماعي"، وهو يتحدث باختصار عن "فاشية" واستبداد التقنيات الرقمية، وانتقالها للتجسس واقتحام الخصوصيات وتدميرها للحريات الشخصية بحجة "الشفافية والديموقراطية والفضول وانتهاك الأسرار"، كل ذلك اعطى قيمة فكرية وفنية فريدة لهذا الشريط لأنه يحذرنا من الدمار القادم الذي بدأنا نشاهد بوادره في الكثير من الحالات والأمثلة هنا وهناك!

مهند النابلسي// كاتب وناقد سينمائي // mman2005@yahoo.com

A woman lands a dream job at a powerful tech company called the Circle, only to uncover an agenda that will affect the lives of all of humanity.
Director:
Writers:
 James Ponsoldt (screenplay), Dave Eggers (screenplay) | 1 more credit »
Stars:



الحذر من تفشي "ظاهرة مستر جاردنر " بقلم /مهند النابلسي/عمان-الاردن



"ادعاء المعرفة والتضليل والتنظير وتزييف الحقائق"!

منذ سنوات عرض فيلم أمريكي كوميدي لافت بعنوان " مستر جاردنر" او "التواجد هناك"، وتتلخص قصته الغريبة بسرد حياة "مستر جاردنر" اي الحدائقي البسيط السابق الذي كان يعمل بمنزل احد الأثرياء، فبعد أن يغادر المنزل الذي قضى فيه جل حياته وهو يعمل باخلاص بعد وفاة صاحب المنزل، وعدم رغبة الورثة الطامعين في الاحتفاظ به...
يقوده حظه الجيد الى ان ينتقل للاقامة في منزل ثري آخر متنفذ بعد حادثة سير طفيفة، حيث تشفق عليه زوجة الثري الجميلة والتي تشعر بالملل، كما يعجب به صاحب المنزل السياسي الكبير "المريض- المتقاعد" نظرا لما يتمتع به من كاريزما "كلامية" وبراءة طبيعية و"مواهب فلسفية خلاقة"! وينتهي الأمر بأن يصبح وريثا له بعد وفاته (كما يوصي زوجته للاحتفاظ به في قصر الثري)، بعد أن ينال اعجاب وحب زوجة الثري أيضا، ويكاد يصبح مرشحا محتملا للرئاسة الأمريكية ، بعد أن يجترح بنهاية الفيلم معجزة المشي فوق الماء على بحيرة! وتتلخص المفارقة الكوميدية في هذا الشريط السينمائي اللافت (1979) بأن مسترجاردنر عامل الحديقة البسيط يتحدث بديهيا دوماعن جدوى الزراعة وتقليم الأشجار والسقي وباسلوب يحفل بالسذاجة والتلقائية، بينما يصر الآخرون بعناد على أن يفهموا أنه يتحدث مجازا عن الحياة والفلسفة والسياسة، هكذا يسقطون عليه ثوب الفهم والعمق والحكمة وهو أبعد ما يكون عن ذلك...وحتى صمته البليد وايماءته الغبية يفهم منها أنها تخفي معارف لغوية متعددة الى ان يبالغ أحد خبراء اللغات فيدعي أن "مستر جاردنر" يعرف خمس لغات على الأقل، بينما هو في حقيقة الأمر عاجز عن استيعاب لغته الانجليزية، ويكاد يكون اميا! وحتى خبرات"جاردنر" الحياتية فهي محدودة وقاصرة، وتكاد لا تتعدى معرفته للامور التي يشاهدها على جهازالتلفزة، وهي هوايته الوحيدة بعد انتهاء عمله!
ان اللذي دعاني للحديث عن شريط "مسترجاردنر" هو ما اشاهده في حياتنا العربية البائسة حاليا من فوضى وانتشار وتكريس واضح لهذه الظاهرة اولا لغرابتها ثم لتوافقها مع المثل الشعبي الدارج "شر البلية ما يضحك"! فنحن نلاحظ تصاعدا بيانيا في أدعياء الخبرة وعدد المتظاهرين بالفهم في كافة مناحي حياتنا بلا استثناء، حتى نكاد جميعا نتحول لخبراء أفذاذ، وقد تغولت هذه الظاهرة مع بدء الربيع العربي الخائب وانتشار ظاهرة "التحليل الاستراتيجي" الذي يهدف لتضليل مشاهدي الفضائيات وقراء الصحف وتوجيه أفكارهم، حيث يبدو الحماس مرتبطا بحب الشهرة والظهور، كما ربما بسخاء "الدفع المالي" من مؤسسات وجهات موجهة ماكرة! ..فمستر جاردنر "الخبيث هنا" مختبىء داخل شخوصنا ومستعد دوما للظهور والتنظير والتضليل والثرثرة...فهوالذي يقودنا للتحدث باستمرار عن أشياء ربما لا نستوعبها تماما ، وهوالذي يدفعنا للادعاء بالمعرفة  بمجالات بعيدة عن ادراكنا، انه وراء اندفاعنا المجنون لاحراز جوائز عن اعمال ليست أصيلة او ربما "مسروقة" ومنجزة على عجل ومسلوقة! وهو ربما وراء طغيان الرغبة بتبوء المناصب الرفيعة بلا كفاءات وقدرات موازية، ولا شك ان "مستر جاردنر" العربي اكثر خبثا من النسخة الأجنبية  فهو يلهث وراء الشهادات والجوائز والمناصب والظهور والادعاء والاستعراض بلا كلل اوملل مع القليل من الجهد والاتقان، ومن خبرتي أعرف مديرا عاما نال منصبه بفضل قدراته على المجاملة والفساد المقنع "والواسطة والمحسوبية"، بل نجح باستنفار عدد كبير من موظفي مؤسسته وغيرهم ليكتبوا له رسالة الدكتوراة، التي منحت له من جامعة بريطانية مرموقة!
/مهند النابلسي/عمان-الاردن
عضو رابطة الكتاب الاردنيين والاتحاد العربي لكتاب الانترنت
 mman2005@yahoo.com
الفيلم هو تحفة سينمائية من اخراج هال أشبي وتنافس بالدور الرئيس الراحل بيتر سيلرز على الاوسكار ولكنه لم ينله، كما أبدعت شيرلي ماكلين بدور زوجة الثري ميلفين دوغلاس، وبقيت مشاهد المشي فوق الماء غامضة وفريدة (بنهاية الشريط)، وعلق بيتر سيلرز على تقمصه العبقري للدور قائلا: عندما لا اتقمص شخصية ما أكون لا شيء!   
  -/10 
Ratings: 8.1/10 from 43,012 users 
Reviews: 
262 user | 88 critic
Chance, a simple gardener, has never left the estate until his employer dies. His simple TV-informed utterances are mistaken for profundity.
Director:
Writers:
 Jerzy Kosinski (novel), Jerzy Kosinski (screenplay),1 more credit »
Stars:
Movie Info
Having lived his life as the gardener on a millionaire's estate, Chance (Peter Sellers) knows of the real world only what he has seen on TV. When his benefactor dies, Chance walks aimlessly into the streets of Washington D.C., where he is struck by a car owned by wealthy Eve Rand (Shirley MacLaine). Identifying himself, the confused man mutters "Chance...gardener," which Eve takes to be "Chauncey Gardiner." Eve takes him to her home to convalesce, and because Chance is so well-dressed and ... More
PG2 hr. 10 min.
Directed By: Hal Ashby
In the much-discussed final sequence of "Being There,'' Chance casually walks onto the surface of a lake. We can see that he is really walking on the water, because he leans over curiously and sticks his umbrella down into it.
When I taught the film, I had endless discussions with my students over this scene. Many insisted on explaining it: He is walking on a hidden sandbar, the water is only half an inch deep, there is a submerged pier, etc. "Not valid!'' I thundered. "The movie presents us with an image, and while you may discuss the meaning of the image it is not permitted to devise explanations for it. Since Ashby does not show a pier, there is no pier--a movie is exactly what it shows us, and nothing more,'' etc.


The classic test of Artificial Intelligence has been: Can a computer be programmed to conduct a conversation that seems human to another human? "Being There'' is a film about a man whose mind works like a rudimentary A.I. program.
His mind has been supplied with a fund of simplistic generalizations about the world, phrased in terms of the garden where he has worked all his adult life. But because he presents himself as a man of good breeding (he walks and talks like the wealthy older man whose house he lived in, and wears the man's tailored suits) his simplicity is mistaken for profundity, and soon he is advising 

ملخص النصائح العشرين للكتاب المرموقين بقلم : مهند النابلسي



كيف تصبح كاتبا عظيما من وجهة نظر"ستيفن كينغ":
نموذج "جونتنامو" ليوسف زيدان!
ابق متزوجا وانعم بصحة وعش حياة جيدة، امتلك الشجاعة للتخلي عن الأجزاء والجمل المملة، والتي لا تضفي قيمة للمضمون، عاين كتابتك بعدالانتهاء ولا تستعجل النشر، اكتب كل يوم وتعامل مع الكتابةعلى محمل الجد،  لا تقلد اسلوب كاتب آخر، واعتبر الكتابة كنوع من التخاطر، لا لزوم للكحول او المخدرات، خض المخاطر ولا تبقى بدائرة الآمان...لا تسهب باعطاء المعلومات، حاول ان تسرد القصص الواقعية (التي تعتبر بمثابة الجهاز العصبي للكتابة الناجحة)، تعمق باتقان فن الوصف، واعتمد البساطة والجاذبية، لا تبالغ بالاهتمام بالوقائع، تجنب الاستطراد والفقرات الطويلة المشتتة، تجنب الادعاء والاصطلاحات والرمزية المبالغ بها لتفادي "الاحساس الزائف بالعمق"، انفصل عن العالم وحول الكتابة لفعالية "حميمية" وتجربة ابداعية، تأكد من "الحفر" بعمق، وعالج الامورالمستعصية، وتعامل مع القصص كالمستحثات، اكتب لذاتك ولتحقيق البهجة وليس طمعا بالجوائز والثناء، لا تضيع وقتك في محاولة ارضاء الناس، واسعى للصدق والصراحة...عبر (بعناد) عن وجة نظرك وقناعاتك، استعد للمزيد من الاخفاقات والمحبطات والمخاطر والطاقة السلبية الجارفة، وكن متفائلا وايجابيا ومكافحا ولا تستسلم بسهولة، اما آخر نصيحة فهي: توقف عن مشاهدة التلفاز أو قلل من ساغات مشاهدته، وبدل ذلك: اقرأ قدر الامكان...اقرأ كثيرا واكتب كثيرا من المسودات والهواجس...أما انا فسأقدم نصيحتين هامتين: اكتب روايتك او قصتك وكأنك تتخيل فيلما سينمائيا مشوقا، وبلغة حافلة بالصور فنحن في عصر "الصورة الناطقة والصامتة"، ثم "ازرع" المفاجآت بنصك الروائي، ومهد لحدوثها!
ولو حاولنا اسقاط هذه النصائح القيمة على واقع الكتابة الراهنة، لوجدنا الكثيرمن الكتاب لا يحفلون بمراعاتها، لذا فمن النادر أن تجد كتابتهم (وخاصة الروائية) الصدى المتوقع لدى القراء (وبعض الكتاب العاشقين للشهرة أصبح مستعجلا ويكتب للحصول على الجوائز  المجزية والمكافآت المالية)، حيث يتسلل الملل للقارىء في حالات كثيرة، لانعدام ما اسميه"البعد الجاذب" بالرواية، فالسرد اما مكرر ووصفي وخطابي ونمطي غير مبتكر، ولا يضيف القيم والمعلومات للقارىء، كما لا يصدمه بمعرفة "نوعية" جديدة، وتفسير فذ للأحداث، كما لا يراعي الوجدان الروحي والبعد الوجودي للقارىء، حيث ينغمس الكاتب بقصصه ونرجسيته متجاهلا الآخرين، كما أن البعض يقحم بنصه الروائي او القصصي المنولوجات الشخصية والهلوسات وعذاباته المتراكمة، ناسيا أن القارىء شخص آخر ربما لا يعنيه كل هذا اللغو والحشو والاستطراد... مركزا نصب عينيه (فقط) للحصول على ثناء النقاد وحصد الجوائز الأدبية "المتكاثرة" هذه الأيام، وكمثال فقد حضرت مؤخرا فيلما ايطاليا شيقا (الجنوب لا شيء) يتحدث عن تداعيات وممارسات المافيا بالجنوب الايطالي، وبشكل هامس ومعبر وبميزانية متواضعة، ودون أن  نشهد قطرة دم واحدة او مشهد عنف حقيقي، والفيلم "الذكي" يتحفنا بلقطات "خلابة" تستحق ان تكون لوحات فنية معلقة، كما يتحدث عن "ثقافة الصمت" التي تزرعها المافيا لتخويف وابتزاز السكان المحليين، وكيف نجحت البطلة المراهقة بالتخلص منها!


وكمثال على الابداع الروائي، اسوق تجربة الروائي والمفكر المصري يوسف زيدان، برواية "جونتنامو" (على سبيل المثال) ، فهو يذهل القارىء "ببحث ذهني مضني" وبمعلومات غريبة وصادمة عن واقع المعتقل الشهير، ويلقي الأضواء على "المعاناة الرهيبة" وشتى الممارسات وردود الأفعال وبطريقة "حيادية" موضوعية، كما يثري المعرفة والوعي بكثرة التفاسير الدينية المدعومة بالنصوص القرآنية، ويكاد يدخل القارىء لدهاليز هذا المعتقل الرهيب، وكأنه يصور فيلما سينمائيا شيقا بكاميرا "فيديو" لا تغفل عن ادق التفاصيل والممارسات الشائنة، ولا يتجاهل الغوص للمشاعر والانفعالات والحسرات والهواجس مهما كانت غريبة وغيرمتوقعة، هكذا تنجر مأخوذا لاكمال الرواية بشغف وفضول...
تتطرق الرواية لتفاصيل سجن واعتقال شاب سوداني "بريء" في معتقل "جونتنامو" الشهير (لسبع سنوات)، وتتناول جملة أحداث "شيقة" ومواضيع "غير معروفة" وطروحات "غريبة"وجدلية منها: ظروف الحبس الانفرادي، الضرب المميت المسكت، حادثة الانتحار الثلاثي، سر"النابالم" كسلاح سري للسجناء، قصة "محب الحور" التونسي، ممارسات الطالبان: حجب النساء والعبث بالغلمان (باتشابازي)، ممارسات شياطين الانس والجن، قصة "زوبعة" امرأة ابليس الولود، الولد البوسني  ومارد الجن، الأفعال الغرائبية بسورة الكهف: قتل الغلام وخرق السفينة واقامة الجدار...خطب الجمعة وصراعات السجناء مع بعضهم ومع الحراس، فحش الحراس والحارسات وقسوتهم واذلالهم المهين الفاضح للمعتقلين، ممارسات "الزنجية" الفاتنة سالي، ولوج عمود النهار في باطن الليل، فوهة البركان المهتاج، خيانة "مهيرة" وهروبها  مع حارس جزائري، أنفاس المكان، أيام "سارة" الشقراء الجميلة المتفهمة...ثم تفاصيل الاقامة المؤقتة بلندن، ومنحة الأربعين الف دولار! أما الغريب فهو عدم احتواء النص الروائي لأية ممارسات تعذيب خاصة (كما ورد بالاعلام مؤخرا حول قيام وكالة المخابرات الأمريكية باتباع وسائل تعذيب جديدة "غير نمطية ")...فكيف غاب ذلك عن ذهن ومخيلة الكاتب الحاذق؟!


مهند النابلسي
*أضاف زيدان: «جربت الفكرة فى الرواية، وكل الأماكن الموجودة بالرواية حقيقية ما عدا الشخصيات التى بها، وظللت أبحث عن معاناة الناس، فالبحث الذهنى هو التفكير فى الإنسان»

اقرأ المزيد هنا:
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=04092014&id=58818a56-5dc7-4b3c-bda5-84ad7a614d9b
**ختم زيدان روايته: «هذا السحاب الأبيض يذكرنى بالبهجة القديمة البيضاء. كأن كل ما كان، ما كان... ها هى الطائرة تهبط، فتنطوى مع هبوطها أيام الظلم والظلام، والحسرات التى لن تعود. أيامى الآتية ستمتلئ بفرح... وأمل... ونور»، انتظارا لرواية الثلاثة «نور

اقرأ المزيد هنا:
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=04092014&id=58818a56-5dc7-4b3c-bda5-84ad7a614d9b

ادارة جمعية الزيتونة تقر برنامج ثقافي وطبي




 اقامة عيادة طبية ومركز للغات في ام الفحم.
ام الفحم- روما – في خطوة استراتيجية أثارتها ادارة جمعية الزيتونة ومقرها قرية سان نازاريو في إيطاليا وضمنها برنامجاً ثقافياً طبيا في مدينة ام الفحم . وصرح الدكتورالشاعر صلاح محاميد ابن ام الفحم الذي يدير الجمعية منذ ربع قرن في ايطاليا ان ضمن برنامج الجمعية للعام 2018 اقامة مركزاً ثقافياً طبياً يشرف عليهما اطباء فحماويون ومثقفون يهمهم مصير مدينتهم المكافحة والسلام العالمي .
ويذكر ان لجمعية الزيتونة الكثير من النشاطات الدولية التي وجدت لها اصداء واسعة لدى الاتحاد الاوربي حيث تواصل  الدكتور صلاح محاميد رئيس الجمعية مع القيمين في الاتحاد الاوروبي واستقبل  العديد من رسائل الإطراء  والحث على العمل المشترك من مكتب رئيس الاتحاد الاوروبي السيد كلاوديو يونكر وقام بلقاء مع المستشارالثقاقي في بروكسل للإتحاد الأوروبي السيد فالتير زامييري  حيث نوقشت آلية  العمل الثقافي لإحلال السلام بين الشرق والغرب ثقافياً وقدم محاميد خلال اللقاء منشورات الزيتونة للسيد زامبييري .
هذا وقد تلقت الزيتونة رسائل إطراء من ممثلية الإتحاد الأوروبي في إيطاليا لمنشوراتها الأدبية الإنسانية وعُينت خلال لقاءات نقاط تفاهم بين العقلية الأوروبية والعربية الفحماوية.
وبالموازاه تنشط الزيتونة بالتواصل مع جهات خيرية اوروبية وعربية لإنجاز مشاريع علمية ثقافية تصبو للسلام العالمي ومنها تحديد وثائق تفاهم مع رئيس الآكاديمية العالمية فيديريكو الثاني في نابولي ، السيد دومينكوكانوني والذي ينشط في نشر افكار الامبراطور فيديريكو الثاني الموصوف ب " الإمبراطور الروماني ذو العقل الإسلامي".
والجدير بالذكر تعيين محاميد سفيراً والمرجعية لآكاديمية فيديريكو الثاني للعالم العربي وقد تواصل محاميد مع قيمين في العالم العربي وحقق تجاوباً بناءً من جهات عديدة ، للتفاعل مع مشاريع الزيتونة في مصر ، المغرب ، تونس ، الكويت وخاصةً مع الشيخة السلطانة من أم القرى، مكة المكرمة ، المنحدرة من بني حرب ، ذات الأحاسيس الجياشة للأعمال الخيرية العالمية وذات الحرص على إنسانية الرسالة العربية الإسلامية العالمية من خلال مشاريع الزيتونة. 
وصرح الدكتور صلاح محاميد ان الزيتونة تنوي تعمير ام الفحم والعالم العربي بالخير والبركات من خلال نشاط ثقافي علمي إقتصادي واسع يخدم اهالي ام الفحم والقرى المجاورة والعالم العربي والإنسانية ، حاثاً على جمع شمل المثقفين العرب في البلاد في خدمة بلدانهم التي تعاني من التمييز والعنف والتنكيل والاضطهاد.
يقول الدكتور الشاعر صلاح محاميد :" تراودني الذكريات وتحثني: طبلة الشيخ خليل من اعالي حارة الخضورفي بلدي ام الفحم ، خلال رمضان المبارك. همسات امي ، حربية الزيتاوي، حين توقظني  للسحور،  تراتيل أبي ، محمود كساب المحمادي وحضور الشيخ خليل بعد ان جاب القرية مع طبلته لإفاقة الناس للسحور وتناوله وتبريكاته السحور في بيتنا ، طرف حارة المحاميد في ام الفحم ، الدعاء والنية للأعالي. لحظات يهمني توثيقها للإنسان والتاريخ!ويهمني وأسعى حاليا لتشييد جامعة بإسم فيديريكو الثاني في أم الفحم، ذاك الإمبراطور السياسي الأوروبي( 1194_1250) والذي استند وأعتمد الفكر العربي في تسييس أمبراطوريته مؤسساً اول جامعة اوروبية في نابولي منتهجاً الفكر الأندلسي وقد عُين من قبل السلطان العربي مالك الأيوبي ملكاً للقدس. هذه الفترة العسيرة حيث يقر الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة لدولة المسخ المسماة تنكيلاً بإسم عليه السلام يعقوب إسرائيل ، ستدلي الزيتونة بطرحها لتقول ، إسرائيل – يعقوب عليه السلام لنا وليس للصهاينة. وسنعمل لإنشاء جامعة فيديريكو الثاني في فلسطين حيث فيديريكو ملكاً مقبولاً لها"
بروكسل حزيران 2017 مع السيد فالتر زامبييري رئيس المكتب الثقافي لرئيس اللإتحاد الأوروبي كلاوديو يوتكر



تكريم بلدية سان نازاريوعام 2008 مع رئيس البلدية السيد الدكتور بومبييري.





مع رئيس آكاديمية فيديريكو الثاني يناير 2017 خلال حفل تعيين صلاح محاميد سفير ومرجعية الأكاديمية للعالم العربي 

الثلاثاء، 27 فبراير 2018

سناء الشعلان قلم يمطر حكايا الحرمان سوار يطوق قصص تعج بالحياة

 

د.نهلة الجمزاوي  / الأردن










في أرض الحكايا تقف مذهولا لتصدق ما ظنته سناء في طفولتها أن هناك أرضا للحكايا، لتجد نفسك في غابة خصبة خضراء تعج بالحكايا الغريبة القريبة.. اذ تأخذك الى عالم ألف ليلة وليلة الحالم وتطوح بك لتزجك في أزقة الواقع اليومي المعاش بكل تفاصيله وعبر قلم تنساب منه الحكايا بسلاسة حبات المطر، اذ تجد نفسك في عالم من الإثارة والدهشة أمام بساطة الحكاية وقربها الى نفسك حتى لتحسب أنك عشتها يوما ثم سرعان ما تنزلق من بين يديك الحكاية لتقع في شرك حكاية أخرى تشبهك أو تشبه جارك أو صديقك أو فيها بعض من ملامح حيك وبلدتك.
ما قصدته هنا أن سناء استطاعت أن تنغمس في الواقع النفسي والإجتماعي العربي حد التفاصيل لتخرج بقصص ملونة مثقلة بعذابات القهر والحرمان للنفس البشرية.
لم تكن سداسية الحرمان في مجموعتها القصصية أرض الحكايا وحدها تعبر عن "الحرمان من الحاجات الإنسانية الأساسية المهمشة" بل إن همّ الحرمان جاء ليطوق قصصها كسوار لا تحجبه التورية أو محاولة الإلتفاف على شكل القصة أومضمونها.. المغاير فيما طرحت سداسية الحرمان أن بطل القصة كان رجلا والرجل حسب مجتمعنا له الحق في اطلاق العنان لرغباته الإنسانية الى أقصى حدّ، وكم ظلم الرجل في المبالغة عند معالجة هذه القضية أدبيا أوبحثيا من قبل أقلام لا حصر لها عددا وزمنا، ذلك لأن المعروف والمتفق عليه أن الحرمان قضية تتعلق بالمرأة فحسب.
معالجة المسكوت عنه في سداسية الحرمان جاء فعلا بالجديد الذي ينصف هذا الكائن المسكين الذي طالما نشهر أقلامنا في وجهه على أنه المتربع على عرش لذات الحياة الإنسانية، اذ تطيح به سناء لتضعه على أرض الواقع وتكشف عن حقيقة أمره وتسلط الضوء عبر مشاهدات درامية عن مكنونات نفسه التائقة الى الحياة والمعبأة بالفراغ والحرمان، ذاك الحرمان الذي كثيرا ما تأبى عليه رجولته التعبير عنه.. وعبر صور وأشكالاً كثيرة يعج بها مجتمعنا تجعل من الحرمان وحشا يقود الإنسان أحيانا الى الجريمة والعنف أو يتركه حطاما انسانيا لا يدرك مصابه أحد، فمن الرجل الأسطوري في الجزيرة الى فتى الصالون الواقعي المعاش ترتسم صورة الحرمان جلية بين السرد والمولوج فتقول: "يعزف بيديه على أنوثة الزبونة كما يعزف الموسيقار على آلته الأثيرة يتخيل الزبونة امرأته هو بالذات يخلق وجلاتها وألوانها كما يشتهي هو بالذات، يتركها آلهة للجمال، تطير الزبونة فرحا ورضا بما فعل وتنقده اكرامية سخية لتطير الى حضن رجل ما، ويبقى في فوضى أنوثتها المغادرة"
في أكاذيب البحر والنوارس تجعل المرأة شريكا في الحرمان وضحية أيضا فتبدأ قصة بطلتها بالعبارة الجازمة: "حرام أن تعشق حرام أن تشتهي" هذا هو الدرس الأول الذي لقنه لصبية الطائفة عندما كان معلما طفلا".
ثم يأخذ الحرمان أشكال مختلفة في قصص المجموعة ليتمثل في كل شرائح المجتمع طفلا وامرأة، أفرادا وشعوبا، ويتجلى بصورة كاريكاتورية ساخرة في قصة "الباب المفتوح"
عندما أخذتنا لمشهد من ألف ليلة وليلة لترسم صورة السلطان السمين ذي الجواري الحسان حين أمر باعدام طفل حلم بشرب الحليب الذي تستحم به جواري السلطان.. اذن هو وجه آخر من وجوه الحرمان حيث الفقر الذي تنتجه الظروف السياسية والطبقية حيث مسخ الإنسان وتحويله الى شيء مجرد من الحاجات الطبيعية التي فطر عليها...
في الجدار الزجاجي يتجلى الحرمان بأقسى صوره عند فصل الطفل عن أمه فيكون جدار النافذة الزجاجي للسيارة التي أقلت أمه عند الرحيل هو السبب الأول في تعرفه على ملامح الحرمان، تقول: "جدار زجاجي رقيق كما رقاقة كنافة هو أول من أذاقه الحرمان"، ثم ترسم سناء صورة واقعية لمأساة يعيشها آلاف الأطفال في مجتمعنا ممن يقعون فريسة فقدان الأم والحياة في ظل زوجة الأب الظالمة حد الإجرام دون عين اجتماعية تترصد لهذه المشاهدات لتنقذ أطفالا أبرياء يلاقون عبر بيوت مسقوفة محترمة ما لا يلقاه سجين سياسي في معتقل العدو.. هنا تسلط سناء ضوء قلمها على مشهد من مشاهد تلك المأساة الإجتماعية لترسم عذابات طفلين عايشا ذل الأم واقصائها قسرا عن حياتهما لإحلال زوجة الأب الغليظة المتوحشة لتذيقهما ألوانا من الذل والحرمان.
الزجاج هنا حاجز منيع لكنه يشف عما خلفه، وهنا تأتي فلسفة "الزجاج" كونه حاجزا فاصلا لكنه يكشف عن كل ما يدور حوله.. مما يعمق الشعور بالحرمان ويزيد من حدة العذاب أن يرى الإنسان ما هو محروم منه أمام ناظريه.. وتتعدد صور الجدار الزجاجي ليأخذ أشكالا متعددة فيصبح سجنا له عندما تحبسه زوجة أبيه بين زجاج النافذة وقضبانه الحديدية ليفصله عن أخته عيشه وهو يشاهد تعذيبها على يد زوجة أبيه وعن الأطفال الذين يمارسون حياتهم الطبيعية باللعب في الحارة، كما هو حاجز يفصله عن أخوته من ابيه الذين يرفلون في ثياب الطفولة المكللة بالعناية والدلال كما يحول دون ايصال شكواه الى أبيه، تقول: "بقي الجدار الزجاجي عملاقا لحرمه من أبيه وأمه ومن طفولته التي تفر ببطء... "في كل ليلة يحلم بأنه حطم ذلك الحائط الزجاجي الملعون ".
هنا يبدأ في مقاومة حائطه الزجاجي بالحلم بتحطيمه خاصة بعدما شعر بعجزه الشديد حيال انقاذ أخته التي أحرقت نفسها في محاولة للخلاص.
الزجاج مرة أخرى يتمثل في صندوق المستشفى التي وضعت به عيشة للعزل يقف أمام رغبته في لمسها وتقبيلها ليشكل حاجزا جديدا أمام رغباته ومصدرا لتعميق ألمه ومعززا لفكرة هروبه الى خارج سجن زوجة أبيه.
وبعد الهرب في محاولة للخلاص يتجلى الجدار الزجاجي مرة أخرى ليفصله عن الدفء وأسباب الحياة وهو يرقد محاولا التماس الدفء ملتصقا بنافذة صاحب العمل ليموت متجمدا حالما بأمه وبالدفءخلف الجدار الزجاجي الذي حال في النهاية بينه وبين الحياة.
اذا هي رحلة المعاناة والحرمان تتمثل في فصل الإنسان عن رغباته وحاجاته هي في مرمى نظره ورؤيته مجسدة ذلك في "الجدار الزجاجي " الذي يعمق الحرمان ويزيد من الشعور بالظلم.
في ملك القلوب حيث محاولة اللجوء الى السحر لفك طلاسم مصدر الألم لنكتشف ببساطة أنه الحرمان ثانية وأن الحب هو التعويذة السحرية الوحيدة للتغلب عليه وهنا دخول بطريقة شفيفة الى النفس البشرة للبحث في مكامنها والوقوف على احتياجاتها ببساطة ويسر ودون تعقيد..
"ذاب ملك القلوب سعادة وأورقت القلوب عشقا وسعادة وكتب في سفر السحر الأعظم كلمات حب سحرية جديدة"
في "البلورة" تعود سناء لرسم صور أخرى من صور الحرمان حيث العلاقة بالوطن وبالآخر المتمثلة بالحرمان من الحرية حرية التواصل مع الحبيبة حرية التعبير عن رأيه حرية الرفض لفكرة الحرمان ذاتها
"حرم من كل شيء، بداية حرم من حنان اسمه أم وأب فيما بعد حرم من حنان التي أحبها بقدر حب الأصداف للبحر ابتعد عن حبيبته البحر لكنه بقي ما بقي يحمل في داخل صدفته صوت هديرها ورائحة ملوحتها.. "
"فيما بعد سجن لأنه قال "لا للحرمان" كان غريبا في وطنه وعدوا في سجن الخذلان"
مرة أخرى يعود الزجاج ليمثل قيدا على البطل من خلال البلورة الزجاجية السحرية التي يستخدمها ضابط المخابرات ليراقب البطل ويحاصر حريته وكما وقف الحائط الزجاجي حائلاً بين الطفل ورغباته في قصة الحائط الزجاجي وقفت البلورة حائلا بين الرجل وحريته وسببا لمعاناته ليتحول من سجن الوطن الى سجن أضيق هو سجن البلورة الأكثر ضيقا ومحاصرة من السجن الذي ضم جسده فالبلورة تحاصر روحه التائقة الى الحرية "وأصبح سجين البلورة، كان يعرف أن كل كلمة يقولها تنقل إليهم... " اذا حاول التخلص من سلطة البلورة فلم يفلح الا بالإنتحار.. ثم تتوالى التداعيات.. ليكتشف الضابط صاحب البلورة أنه يقع أسير بلورة أكبر مما يقوده للإنتحار أيضا، اذا هو الموت يعود من جديد كصيغة للرد وليعبر عن ضعف صاحبه أمام الحائط الزجاجي الحائل دونه والحياة.
تتناسل الحكايات بأشكالها المختلفة وتنطلق راكضة في "أرض الحكايا "وتتفنن سناء في رسم صور وأشكال لأبطال أخرجتهم من قلب الأرض وأسرجتهم خيول الخرافة لتعود بهم منكسي الرؤوس أمام سطوة الواقع على الإنسان لتخرج بهم محملين بعناء بحثهم الدؤوب عن حقهم الفطري في الحياة محاولين فض سوار الحرمان الذي يطوق أعناقهم.





هوامش البحث:
 


سناء شعلان: أرض الحكايا، ط1، قطر، الدوحة، 2006.