الأحد، 23 ديسمبر 2018

إستعراضٌ لقصَّة " مفاجأة سعيدة " للشَّاعرة والأديبة " ميساء الصّح " - ( بقلم : حاتم جوعيه - المغار - الجليل )

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏أشخاص يقفون‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏



مقدّمة : الشَّاعرةُ والأديبةُ " ميساء الصح " من سكان مدينة عرابة –الجليل ، حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربيَّة ، تعملُ في سلك التعليم منذ عدة سنوات ، أصدرت العديدَ من الدواوين الشعريَّة وقصص الأطفال . وسأتناول في هذه المقالة أحدَ إصداراتِها وهو قصَّة للأطفال بعنوان : ( مفاجاة سعيدة ) من خلال الإستعراض والتحليل .
مدخل : تقعُ هذه القصَّةُ في 28 صفحة من الحجم الكبير - إصدار ( دار الهدى ع . زحالقة - كفر قرع ) ووضع رسومات الكتاب الفنانةُ التشكيليَّة منار نعيرات .
تتحدَّثُ القصَّةُ عن طفل اسمه سعيد يُحبُّ الأرضَ والزراعة ، وتستهلُّ الكاتبةُ القصَّة به وبشكل مباشر ومن دون مقدمات ، وكان هذا الطفلُ يحبُّ رؤية شتلات الخسّ والفجل وهي تنمو وتكبرُ في حاكورة ( حقل) جيرانهم وَيُمَتِّعُ نظرَهُ بمشاهدة هذه الشتلات كلما يكونُ عندَ الجيران لأجلِ اللعب مع صديقهِ أمجد بعد دوام المدرسة وَحَلِّ الوظائف البيتيَّة. وكلما كانت أمُّ أمجد تطلبُ من ابنها أن يروي النباتات والشتلات المزروعة كان سعيد يطلبُ من صديقه أمجد المساعدة في هذا الأمر ، ويقوم هو بريِّ الاشتال، ويشعرُ من خلال هذا العمل كأنَّ النباتات والأشتال مُدينةً له وتشكرهُ وتضاحكهُ وتنشدُ لهُ . وكان حينئذ يقولُ في نفسهِ :(( ما أروع شتلات الخس والفجل تكبرُ رويدا رويدا كطفل صغير تقدم له العناية والطعام ينمو وينمو)).. ويقول في داخله وبين نفسه أيضا:((ليت أمِّي تزرع بعض النباتات لأعتني بها ليتها !. - صفحة 8 )) . وبينما هو متأملٌ ومستغرق في تفكيره فاجأهُ صديقهُ أمجد بقوله : (" إن كنت تحبُّ زراعة المزروعات والأشتال لهذه الدرجة ،فلماذا لا تزرعون بعضَ الأنواع من المزروعاتِ في حديقة بيتكم ؟!. فأجابهُ سعيد: لستُ ادري ولم أسأل أمي وأبي حتى الآن بهذا الموضوع . فقال له أمجد:أنتَ في الكثير من الأمور تعتمدُ على نفسكَ فلماذا لا تزرع أنت؟(تقدم الكاتبةُ هنا نموذجا للمثابرةِ في العمل والإتكال على النفس،ولكي تدخل هذه الصّفة والميزة الإيجابية الى نفسية الطفل المستمع أو القارىء للقصَّة منذ الصغر - صفحة 10 ) . فأجابهُ سعيد وكأنهُ يخاطبُ نفسه ( كما
جاءَ في القصَّة حرفيًّا ): (" أنا ؟؟ ..نعم لماذا لا ؟! ) ( بطل القصَّة هنا هو الذي يسألُ ويجيبُ أيضا على السؤال )... بعد شهر من هذا اليوم والتاريخ يصادف يوم ميلاد أمي ، ولماذا لا أفاجئها وأفاجئُ والدي أيضا بنباتاتٍ أزرعُهَا وتكونُ نمَتْ وكبرت . إنَّ شهرا كاملا منذ الآن سيكونُ هذا كافيا لكي تنمو وتكبر. ويقولُ سعيدٌ لصديقهِ ومشدِّدًا عليه:( أرجو أن يبقى الأمرُ سرًّا بيننا يا أمجد ) فوَعدَهُ صديقهُ بكتمانِ الأمر عن الجميع ... وبقى هذا الموضوع سرًّا بينهما . ورجعَ سعيدٌ إلى بيتهِ مليئًا وَمُترَعًا بالحماسةِ والثقةِ والبهجةِ. وبدأ يشعرُ أنَّ حلمَهُ بدأ يتحققُ منذ هذه اللحظةِ، فالفكرةُ هي بدايةٌ لتحقيق حلم-على حدِّ قول الكاتبة ميساء - وإنها لفكرة ونظرةٌ فلسفيَّةٌ رائعة في الحياة . وتضيفُ وتدخلُ الكاتبةُ أبياتا شعريَّة من نظمها على لسان بطل القصَّة على وزن المُتقارب ( الرومانسي الثوري ) فيها روح النشاطِ والحماس وحب الحياة والحث على العمل لأجل غد جديد جميل مشرق وساحر،ولكي تدخلَ تفنُّنًا وتلوينا وجماليَّة أكثر للقصَّة. وتقول(صفحة 12):
( " أغذّي خيالي ببعضِ الأماني
بزرع ٍ نديٍّ كروضِ الجنانِ
لتزهو حياتي وأشدُو الأغاني
سأرعى نباتا بذات المكانِ
وأسعى وأرنو لحلم ٍ سباني
وأبقى سميرًا لحقلٍ أراني
فيا ربُّ هَيِّءْ بقلبي التهاني
وحقِّقْ مُرَادي بقربِ الثواني " ) .
واقتربَ سعيدٌ من حَصَّالتِهِ التي يوفرُ ويجمعُ فيها النقود (( كما وردَ في القصَّة بلغةِ وأسلوب الكاتبةِ،وقد يفهمُ الطفلُ معنى كلمة الحصَّالة من خلال مجرى الحديث وبشكل تلقائي وتُسمَّى الحصَّالة باللهحة العامية القُجَّة )). وكان يودُّ أن يشتري باقة من الزهور لأمِّهِ بعيد ميلادِها،وفكّرَ قليلا واحتارَ وبدأ يخاطبُ نفسَهُ :أأشتري بهذا المبلغ الصغير المُدَّخر باقة من الأزهار أم بعض الشتلات أعتني بها وتنمو أمام عيني ؟! . بالطبع بعض الشَّتلات " ، ولكن أي شتلات أشتري ؟ . سأشتري شتلات طبيَّة مفيدة ولتكن مفاجاة سعيدة وسارَّة جدا لامِّي وأبي...سأشتري بعضَ الشتلات من النعناع ، فالنعناع يخفّفُ آلامَ البطن ويفتحُ الشهيَّة ويساعدُ في عمليَّةِ الهضم، وأمِّي تحبُّ ادخالها ووضعها في أنواع السلطة المختلفة ، والجميعُ في البيت يفضلون شربَ الشاي بالنعناع ،وبعد أن أزرع أشتال النعناع وتنمو وتكبر
فلن يحتاجوا لشرائهِ من السوق. وقرَّرَ سعيد أيضا أن يزرعَ بعضَ الأشتال من الزعتر، لأنَّ الزعترَ له العديد من الفوائد الصِّحيَّة والطبيَّة ،وهو أحسن علاج للسعال ، ويعملُ على تقوية جهاز المناعة ، وأمُّهُ تستخدمهُ كثيرا وتضعهُ وتضيفهُ مع أنواع السلطاتِ والأطعمة المختلفة ومع المعجّنات والمناقيش .. فالزعترُ يحلّي نكهتها ويحسِّنُ مذاقها وطعمها . وفتحَ سعيدٌ حصَّالتهُ ( القجَّة ) وبكلِّ أريحيَّة وبدون تردُّد أخذ المبلغ الذي بها واستأذنَ والدَه بالخروج مع صديقه أمجد ، وتوجَّهَ إلى بيت صديقهِ أمجد مباشرة واصطحبهُ إلى المشتل القريب واشترى منه بعضَ شتلات النعناع والزعتر بالنقود التي كانت معه، وبعدها رجع إلى البيت . وبعد رجوع سعيد للبيت توجَّهَ مباشرة إلى الحقل ( الحاكورة ) الذي خلف البيت ( لم تقل الكاتبة الحاكورة بل الحقل وربما تعني ان مسافة الأرض الزراعية عند أهل أمجد كبيرة وواسعة جدا...أي حقل كبير ولم تستغل زراعيا )..هذا وقد حفرَ سعيد بعضَ الحفر الصَّغيرة ووضع في كلَّ حفرةٍ شتلة من النعناع إلى أن انتهت جميع الشتلات، وبعد ذلك بدأ يغرس شتلات الزعتر إلى أن غرسها جميعا هي الأخرى..وبعدها أحضرَ قطعة من القماش وغطى بها الأشتال حتى لا يراها والداه .. وبعد ذلك أصبح سعيد كلَّ يوم بعد رجوعه من المدرسة يتفقد الشتلات التي زرعها ويغطيها من جديد ويرجع إلى غرفته ويتابع ويكملُ حلمه المنشود الذي نسجه ونمَّاهُ في ذهنه وخياله، ويتخيَّل أن الشتلات تكبر بسرعةٍ ويراها والداهُ بعد نموِّها وكبرها وسيفرحان كثيرا لهذا الأمر وسيقطفونها ويستفيدون منها كثيرا من النواحي الطبيَّةِ وغيرها منها . وتقول الكاتبةُ على لسان سعيد بطل القصَّة : نقطفها ونصنعُ بها ..( وهنا تتوقف الكاتبةُ عن هذا الإسترسال الخيالي على لسان بطل القصَّة - سعيد - صفحة 19 ) وتنتقل مباشرةً إلى جملة جديدة ومعنى وصورة جديدة... ويبقى سعيد على هذا النحو والوضع من الحبور الفرح الداخلي إلى أن لاحظ وانتبهَ أن الشتلات التي زرعها لا تشبه الشتلات التي عند جيرانهم في لونها وشكلها ونضارتها وحيويتها ، فالشتلات التي زرعها بدأ لونها يميلُ إلى الصفرة ونموها بطيء جدا .
وعندما جاء يومُ عيد ميلاد أمه ، كان سعيد مُرتبكا ومغموما ودخلَ إلى غرفتهِ وجلسَ حزينا وبدا يفكرُ بالوضوع وماذا سيصنع .. فيقولُ بينه وبين نفسهِ:اليوم عيد ميلاد أمي، وقد وَفّرتُ جميعَ النقود التي وفرتها كي اشتري الشتلات التي لا أعلم ماذا جرى لها ولماذا هي تبدو هكذا وكانهاعلى وشك الذبول والموت . وقد لاحظت أمُّهُ تغيّرَ حالهِ ولمَحت اختلالا في تصرفه وبوادر الحزن والحيرة التي تملأ وجهَهُ... وتأكدت أنها لم تخظىء في شعورها وإحساسها ، وهذا ما لاحظهُ وشعرَ بهِ أبوهُ أيضا ، ولهذا قرَّرَ
التوجُّه لسعيد والاستفسار منه حول السبب .. وعندما كان في غرفتهِ طرق والداهُ البابَ بهدوء ودخلا ، وسألتهُ أمهُ عن حالهِ وسبب شحوبه والحزن الذي يعتريهِ في الآونة الأخيرة ، فأجاب سعيد بتردُّد : إنه في الواقع كان يريدُ أن يحضر هديَّة تكونُ مفاجاة سعيدة يفاجىءُ بها أمَّه وأباه في يوم ميلاد أمِّهِ ، ولهذا فتح حصالته واشترى بالنقود التي وفرها بعضَ الشتلات من النعناع والزعتر، وزرعهَا خلف البيت في الحديقة . ( في نهاية القصَّة تستعمل الكاتبة كلمة الحديقة وليس الحقل "صفحة 12 " ) وقد سقاها كل يوم بالماء ، ولكنها لم تنمُ وتكبر مثل الأشتال التي في حديقة جيرانهم .
وقد تفاجأت الأمُّ بهذا الامر والموضوع الذي لم يُعلمها به ابنها، ولم تكن تعلم من قبل أنه زرع بعض الأشتال من الزعتر والنعناع في الحديقة ... ولم تدرِ أتفرح أم تحزن، فأجابت ابنها قائلة: "وكيف لم أنتبه ؟!! تعال معنا إلى الحديقة لنرى ما حدث بالضبط . وخرج سعيد برفقة والديه إلى الحديقة وأزالَ هناك غطاءَ القماش وشاهدَا الشتلات، فالبعض منها ذابل وكان على وشك مفارقة الحياة والبعض قد فارق الحياة فعلا . فسألهُ والدُهُ : لماذا وضعتَ عليها هذه القطعة من القماش ؟؟!!.
فأجابهُ سعيد : كي لا ترياها ( لأمه وأبيه ) وتبقى مفاجاة لكما . فردَّ عليهِ أبوهُ : ولكن كيف ستنمُو هذه الأشتال جيدا وقد منعت أنتَ الشَّمس وأشعتها عنها، فالشَّمُس هي مصدر الطاقة والتي تمكّنها من صنع غذائها،وهي التي تمنح الاشتال اللون الأخضر وتجعلها تنمو بشكلي طبيعي وسليم ( يعطي الأب ابنه هنا درسا في الطبيعة والبيولوجيا "صفحة 25 ") .
فأجابهُ سعيد : لم أدرِ بهذا الشيء الهام ويبدو أنني تسرَّعتُ وأخطأت لأنَّ رغبتي بمفاجأتكما والإعتناء بالمزروعات كانت أقوى من كلِّ شيىء . فأجابهُ والدُهُ :لا بأس عليكَ،وأنا سعيدٌ جدا لانّكَ تحبُّ الإعتناءَ بالمزروعات بالمزروعات، وكذلك فكرتَ بمفاجأتنا، لا عليك وسنزيل قطعة القماش هذه التي وضعتها أنت ، ولكي تتمكن باقي الشتلات التي لم تمُتْ أن تنمو جيدا وبشكل طبيعي .. وسوف ترافقني اليوم إلى المشتل نفسه لكي نشتري مرة أخرى بعض الشتلات من النعناع والزعتر، ولكي نزرعها مكان الشتلات التي ماتت ، وأنتَ ستقومُ ، بدوركَ، بالإعتناء بها ، وانا كلي ثقة ويقين أنها ستنمو. فقالت الأمُّ لهما : ما أسعدني بمفاجاتك يا سعيد، وسوف أشتري لك الجرافة التي كنت دائما تحلمُ وترغبُ في شرائها، وبإمكانك منذ الآن أن تعتني بمزروعاتكَ وتحفر بجوارهما بمساعة الجرافة ، وكم أنا فخورة بك .. ففرخ سعيدٌ كثيرا،وذهبَ مع والدهِ وقاما بشراء شتلات النعناع والزعتر، وزرعاها
بحماس ومتعة. وشكر سعيد والديه كثيرا وتأكدَ وتيقن أن لا شيء سيحول بينه وبين أهدافه الإيجابية والسامية،وأن يمنعهُ من تحقيق حلمهِ،وأنَّ النجاحَ والفوز سيكونُ دائما حليفَ كلِّ مثابر ( جملة حكميَّة تصلحُ في كلِّ ظرف وزمان ومكان وقد استعملتها الكاتبة على لسان بطل القصة بتصرُّف )).. .. وقد كتب سعيد كلماته وأفكاره التي يريدُها بأبيات من الشعر وأهداها لهما (( من نطم كاتبة القصَّة على لسان بطل القصّة وعلى نفس الوزن - بحر المتقارب- صفجة 18 ) :
( لأهلي ثناءٌ وشكرٌ وفير
فقد لازموني بوقتٍ عسيرْ
وزالوا همومي بحبٍّ بشيرْ
فمدُّوا عليَّ بعون نصيرْ
ونمُّوا بفكري وعقلي الكثير
ليخضرّ زرعي لينمُو .. يصيرْ
عليَّ بجهدٍ ودعمٍ جديرْ
لشمسٍ تشعُّ عطاءً كبيرْ
ومن دون هذا سيذوي المَصيرْ
ويصفرُّ زرعي وينوي الهجيرْ
عرفتُ الخطايا تركتُ الخطيرْ
ستزهو الأماني بدأبي الجديرْ
بفضلٍ لأهلي ودعمٍ خبيرْ
فدِمْهُمْ بجنبي إلهي القديرْ
ليبقوا طريقي ودربي المُنيرْ )
وبهذه الأبيات الشعريَّة الجميلة والعذبة والمموسقة والمغناة تلقائيًّا تنتهي القصةُ نهاية جميلة وسعيدة، وفيها تلخيص لمجرى أحداث القصَّة و فحواها وأهدافها الإنسانيَّة والإجتماعيَّة والتربويَّة وأبعادها الوطنية وحب الأرض والزراعة .
تحليلُ القصَّة : كتبَت ونسَجت الأديبةُ والشاعرةُ ميساء الصح هذه القصَّة بلغةٍ أدبية جميلةٍ ومنمَّقةٍ وأنيقةٍ سلسةٍ وعذبةٍ ومفهومة للطفل وعلى لسان بطل القصَّة ومحورها سعيد، ويمتزجُ فيها الأسلوبُ والطابعُ السردي مع الحوار( ديالوج)،بيد أنَّ السَّردَ هو الأكثر شيوعا والمهيمن على عنصر الحوار في أكثر الفصولِ والمشاهد في القصَّة.. وهنالك بعض المشاهد فيها الحوار قريبٌ للطابع السَّردي يخاطبُ بطلُ القصةِ فيها نفسَه ) . وتستعملُ
الكاتبةُ العديدَ من الكلمات الفصحى والصعبة أحيانا، ومن خلال موقعها في الجمل تُفهم بديهيا، ويفهمها حتى الطفل الصغير،مثل جملة : ( تكبرُ رويدا رويدا ) .وهذه الشّطرة من البيت الشعري  فقد لازموني بوقت عسير ).. ولكن هنالك بعض الكلمات الصعبة قد لا يفهم معانيها الطفلُ الصغير وحتى الكبير في السن أيضا،مثل كلمة ( يهرع) وكلمة ( سباني) وغيرها . وهذه القصَّةُ فيها هوالعنصرُ الترفيهي والمُسَلّي هو المُهَيمن والمُلقي ظلاله بشكل واضح ، وقد كتبت المؤلّفةُ هذه القصة لأجل تسليةِ الطفل وترفيهه كهدفٍ رئيسي وأساسي... ومعظمُ قصص الأطفال على الصعيدِ المحلي تخرجُ وتنبثق من هذا المنطلق والإتجاه فقط ، ولا تتطرق إلى جوانب أخرى، ولا تعالج مواضيع وقضايا إنسانيّة وحياتيَّة هامة،وخاصَّة القصص التي تُكتبُ لطلابِ المدارس ، والذين ألفوها وكتبوا نصوصَها يعملون في سلك التعليم ومقيدون بالوظيفةِ ، فلا يتطرقون إلى الجوانب الوطنيَّة والسياسيَّة والإنسانيَّة والتي تعكس واقعنا المحلي..وأما الكاتبة ميساء الصح فلم تكتف بالجانب الترفيهي والمُسلّي فأرادت في نفس الوقت أن تُفيدَ الطفلَ وتعلمهُ وَتُنيرَهُ وتثقفهُ منذ صغره: إجتماعيا ونفسيًّا ووطنيًّا وإنسانيا وتدخل إلى فكرهِ وذهنه العديدَ من المعلوات في الطبيعة والبيولوجيا والسلوكيَّات.. وتحثه وتحفزهُ أيضا على النشاطِ وحبِّ العملِ والإنتاج والإبداع ، وتدخل إلى فكره ووجدانه وضميرة محبة الارض والوطن . وأن تعطيه فكرة وصورةً جميلة ورائعة ومثاليَّة للجوِّ العائلي والأسري في البيت والعلاقة الحميمة والودية وجو المحبة والانسجام والتاغم التام بين جميع أفراد العائلة ( الأب والأم والإبن..أو الأولاد جميعا .( صفحة ) .
إنَّ هذه القصَّة جميلةٌ وناجحة من جميع المفاهيم والمقاييس الأدبيَّة والفنيَّة والذوقيَّة في مضمارالأدب والإبداع،وبالذات في مجال أدب الأطفال، وهي تصلحُ للكبار أيضا لأجلِ أهدافها وأبعادِها المتشعبَّة والمتنوِّعة.. والقصَّةُ واقعية ومن صميم الواقع، ومفادها وفحواها كله إيجابي وَمُضِيءٌ ومشعٌ بالخير واليُمن والبركة والأمل الدؤوب، هي قصة تصبو وترنو وتدعو للخير والمَحبَّةِ وللإبداع ، ويُشيرُ ويتَّجهُ مجرى أحداثها إلى الأمل والحلم المنشود.. إلى غد واعدٍ نظر ورائع مكلل بالجمال والإشراق والسعادة والهناء . إنَّ الأشتال التي زرعَها سعيد ( بطل القصَّة ) ترمزُ إلى أشياءٍ وأمورعديدة في الحياة .. فقد ترمزُ إلى تربيةِ الاطفال ونشأتهم ، فأذا أخذوا التربية الصحيحة والصالحة فبالتأكيد سينمون ويترعرعُون ويكبرون بشكل سليم وطبيعي : جسديا ونفسيًّا وعقليا وذهنيًّا وأخلاقيا وَحِسِّيًّا.. وسيكونون عنصرا إيجابيًّا في المجتمع ويقدمون ، بدورهِم ، الكثيرَ من الإنجازات
والأعمالِ الإيجابية الفذة... لعائلتهم وأهلهم وذويهم أولا ثمَّ لمجتمعهم وللبشريَّةِ جمعاء... والأطفالُ الصغار هم بالتأكيد كالأشتالِ والمزروعات (( كما جاء على لسان بطل القصة - صفحة 8 ))، فأذا لاقت الأشتال التربة والأرضيَّة الخصبة والإهتمامَ والإعتناءَ الصحيح والكافي بها وبنمُوِّهَا .. فسوف تنمو وتكبر بشكل طبيعي وسليم، وتعطي ثمارا صالحة وإنتاجًا وافرًا للناس والمجتمع .. فعندما زرعَ سعيد الاشتالَ ولم يعتنِ بها كما يجب ولم يُعطِهَا الجوَّ والمناخَ المناسبَ حيث غطاها بقطع من القماش لم تنمُ بشكل سليم ومات معظمها ، ولكن عندما سمع بنصيحةِ والدهِ وزرَعا الأشتالَ مع بعض من جديد بشكل صحيح ولم يغطوها بقطع قماش أو بأيِّ شيىٍ آخر فقد نمت نموًّا طبيعيًّا وسليما وكبرت وترعرعت وأعطت النتيجة والهدف المنشود. والطفلُ مثله مثل النبات والأشتال يحتاج للجوِّ الطبيعي السليم وللتعامل الحسن وللتعليم والتهذيب والتقيف الصَّحيح الحضاري والراقي لكي ينشأ نشأة صحيحة وطبيعيَّة ويكون عنصرا إيجابيا في المستقبل ومصدرا ثريًّا معطاء في مجتمعه ..
وترمزُ أيضا قصَّةُ الأشتال ( جميع الأشتال ) - الأولى التي زرعها الطفل سعيد بطل القصَّة وقد يبست لأنها لم تزرع بشكل صحيح وسليم ولم تلقَ العناية الصحية، والاشتال الأخرى التي زرعت فيما بعد بطريقة صحيحة ولاقت الإعتناءَ الكافي والسليم وعاشت وترعرعت وأعطت النتيجة المنشودة والثمار المطلوبة إلى إنتصار الخيرعلى الشر والنور على الظلام ..والمحبة والتسامح على الحقد والكراهية.. ويأتي هذا النجاحُ والتوفيق وكل نجاح وانتصار في أيِّ مجال كان بالمثارة وبتكرار المحاولات والعمل الدَّؤوب وعدم الخمول والكسل واليأس والإحباط..فمن هذا المنطلق والمبدأ يتحققُ الإنتصارُ والنجاح الكبير في ميادين ومجالات الحياة .
هذه القصَّةُ واقعيَّة ومن صميمم صميم الواقع ، وقد تحدثُ وتجري في كل مكان وفي كل مجتمع بحذافيرها، ولهذا قلت عنها مسبقا : إنَّها قصَّة ناجحة ومفيدة ومسلية للأطفال وللكبار أيضا،ولكنها تفتقرُ إلى عنصرهام جدا وهو العنصر والجانب الفانتازي ( الخيالي ) والذي من المفضل أن يكون دائما موجودا في كلِّ قصَّة أو عمل يقدمُ للاطفال، فالطفلُ بطبيعته يحبُّ الأشياءَ والقصص والمواضيع الخياليَّة التي تسليه وتثيرهُ، وتحفز تفكيرَهُ وذهنه وتجعله ينسجمُ ويتفاعلُ أكثر وأكثر مع جوِّ القصَّة ..والكثير من القصص العالميَّة ، وخاصة التي تكتب للأطفال نجدها مترعة ومشعَّة بالعنصر الفانتازي الخيالي ..
ولكن هنالك هنالك جوانب وعناصر عديدة هامة في هذه القصَّة وهي أهم على ما أظن من الجانب الخيالي، والتي تعتبرُ الأساسَ والركيزة لكل قصة ناجحة تكتب للأطفال .
.. وهذه الجوانب هي:
1) الجانبُ الترفيهي المسلي: إنَّ القصَّة بأكملها وبجميع مشاهدها وفصولها هي مسلية وترفيهية ومشوِّقة من الدرجة الأولى . وكلُّ قارىء أو مستمع إليها سيتابع أحداثهَا الدراميَّة بحب وشغف كبيرين حتى النهاية.. سواءً كان طفلا كان أو رجلا كبيرا. 2 ) الجانبُ الفني : هذه القصّةُ على مستوى فنيٍّ عال ، وينعكسُ هذا الأمر في مواضيعها وأهدافها وتسلسل أحداثها وأسلوبها الجميل وسلاستها وأبعادها الجماليَّة والفكريَّة والإنسانيَّة والإجتماعيَّة والفلسفيَّة ، وفي إدخال نصوص شعرية موزونة في أكثر من موضع وموقع في هذه القصة وبشكل فنيٍّ دقيق ومتناغم مع مجرى أحداث القصَّة مِمَّا يخرجُ القصَّةَ من جوِّ الرتابة والرُّوتين المُمِل .
3 ) الجانبُ الأدبي : القصَّةُ كتبت ونسجت أحداثُها بأسلوبٍ وبلغة أدبية جميلة مُنَمَّقَة سلسة، وقد تدخلُ في نفس القارىء المتعة الحسيَّة واللذة الفنيَّة ( وهنالك قاعدة ونظريَّة قد اتفقَ عليها معظمُ الأدباء والنقاد - العرب والأجانب - تقول:(إنَّ الأدب هو الكلام الجيد الذي يُحدثُ في نفس القارىء لذة فنيَّة سواء كان هذا الكلامُ شعرا أو نثرًا )...وهذه القصَّة مزيجٌ من الشعر والنثر،ويحتلُّ النثر أكثر من 80 بالمئة من مساحة القصَّة.لقد أدخلت الكاتبةُ والشاعرة المبدعة ( ميساء الصح) العديد من الأبيات الشعريّة على لسان بطل القصة في أكثرمن مكان وموضع في القصَّة وبشكل تقنيٍّ جميلٍ ومنسجم ومتناغم مع تسلسل أحداث القصَّة وكأستمرار لها ، وفي هذه الأبيات الموزونة والمقفَّاة تلخيص لفحوى القصّة وأهدافها عامة .
4) الجانبُ التعليمي والتثقيفي: هذا الجانب موجود بشكل واضح في العديد من مشاهد وأحداث القصَّة، مثال على ذلك في الحوارالذي جرى بين سعيد ووالدهِ فيقول له والدُهُ:( ولكن كيفَ لها أن تنمو جيِدًا دونَ شمس؟ حيثُ إنَّ الشّمسَ هي مصدرُ الطاقةِ التي تمكنها من صنع غذائها ، تمنحها اللونَ الأخضر وتجعلها تنمو بشكل سليم")..وعندما يذكرُ سعيد بطل القصَّة فوائدَ بعض الأعشاب والنباتات من ناحية طبيَّة ( صفحة 15) حيث يقولُ: (" شتلات النعناع تخففُ آلالمَ البطن تفتحُ الشهيَّة، تساعدُ في عمليَّةِ الهضم ، تحبُّ أمٍّي إدخالهَا في أنواع السلطاتِ المختلفة ، وجميعنا نفضلُ الشايَ بالنعناع " ) . ويقولُ أيضا : ( والزعترُ أيضا هو خيرُعلاج للسعال ، كما يعملُ على تقوية جهاز المناعةِ، وبالتأكيد ستستخدمهُ أمٍّي بأنواع السلطات والأطعمة المختلفة، وكاني أشمُّ رائحة المعجنات بالزعتر " المناقيش ، ما ألذها" )... وتذكر الكاتبةُ هنا على لسانِ سعيد بطل القصَّة أسماء بعض المأكولات الشعبيَّة الفلسطينيَّة كالمناقيش بالزعتر والمعجنات وسلطات الخضار مع النعناع .. إلخ .
5) الجانبُ والبعد الحكمي والفلسفي : تُدخلُ الكاتبةُ العديدَ من العبارات والجمل والمعاني الفلسفيَّة والحكميَّة في كيفيَّة النهج الصحيح للحياة ، والدروس والعبر التي تفهم وتكتسب من اتجاهات ومسارات الحياة وتموجّاتها وتقلباتها..ومثال على ذلك : في جملة ( الفكرةُ هي بدايةٌ لتحقيقِ الحلم - صفحة 12 ) وفي هذا البيت الشعري أيضا (( أغذّي خيالي ببعض الأماني = بزرعٍ نديٍ كروضِ الجنانِ )) . وفي جملة ( النجاح حليفُ كلِّ مثابر ) . وفي هذه الجملة التي يخاطب فيها أمجد صديقه سعيد بطل القصَّة ويجيبه على سؤالِهِ : ( لطالما اعتمدتَ على نفسِكَ، لماذا لا تزرعُ أنت ؟. ) ... إلخ .
6) الجانبُ الوطني: هذه القصةُ تدعو إلى حبِّ الأرض، والأرض هي الهويَّة والإنتماء والجذور والكيان والعِرض، وهي الوطن بمفهومه الواسع والشامل . وتشجعُ القصَّةُ وتحفّزُ القارىء على التمسكِ بالأرض وبجذوره الراسخة والتجذُّر والتعمق بمحبة الارض ، والإعتناء بها والإستفادة منها،وأن لا يتركها بورا وبلقعا دونما فائدة. وتذكرُالكاتبةُ بعض أنواع النباتات والأعشاب الموجودة في بلادنا بكثرة والمفيدة جدا للناس صحيا وطبيا ، وهذه الاعشاب والنباتات ترمز، بل تشيرُ مباشرةً إلى جغرافية وتضاريس الوطن ( فلسطين) وإلى الهويّة الفلسطينيَّة والفلكلور والتاريخ.. مثل نباتات الزعتر والنعناع . وتذكرالكاتبةُ أيضا نبتة الفجل وهي موجودة بكثرةٍ في هذه البلاد .
7) الجانبُ الاسري والإجتماعي والإنساني : القصَّة - كما ذكرت سابقا - تعطي صورة جميلة ومضيئة للجوِّ العائلي والأسري السليم وللإنسجام والمحبة الموجودين بين جميع أفراد العائلة - الأب والأم والأطفال- ( الطفل سعيد وأمه وأبوه ) ..فالطفلُ الذي يقرأ القصَّة أو يستمعُ إليها سيأخذ بشكل مباشر وتلقائي فكرة إيجابية وجميلة للأجواءِ والأوضاع الموجودة داخل بيوت جميع العائلات .. وعائلات أصدقائه وأترابه بالذات وبشكل خاص.. فيتصرفُ بشكل متطابق لموضوع وأحداث القصَّة في حياته اليوميَّة (جو الألفة والمحبة والتفاهم والإحترام ) ) .
القصّةُ تقدِّمُ وتعرضُ الجوانبَ الإيجابيَّة في المجتمع : أسريًّا وعائليًّا وإنسانيًّا أيضا،فالمجتمعُ السليم يبدأ من العائلةِ والأسرة الصغيرة في الداخل ( الأب والام والاطفال ) وبعدها المجتمع ككل، قرويا ومدنيا وعلى نطاق قطري وإقليمي أوسع وأشمل في ما بعد..فإذا كانت معظم العائلات نسيجها وبناؤها سليما وطيبعيا ومتناغما ومترعا بالمحبة والإخاء والوداعة والسلام ، فسيكون المجتمع ككل معافى وسليما وطبيعيا ومتطورا أيضا من جميع النواحي .
الخاتمة : إنَّ هذه القصَّة ناجحة ومميَّزة ومن أحسن وأفضل الأعمال الأدبية التي كتبت للأطفال - محليًّا - وتستحقُّ أن تُوضعَ وتدرج في كلِّ مكتبة في البيت وفي المدارس والكليات وكلِّ مكتب أو معهد ومركز ثقافي ، ويجب أن تدخلَ ضمن المناهج التدريسيَّة وَتُدَرَّسُ للأطفال في المراحل الأولى لأجل مستواها الأدبي الراقي وقيمتها التربيوية والإنسانيَّة. ..وهذه القصَّة قصيرة من ناحة المسافة وعدد الصفحات، ولكنها عريضةٌ بأبعادها وأهدافها السامية . وتضمُّ وتحوي الكثيرَ من الجوانب والأمور الحياتيّة والعلميَّة والسلوكيّة والإنسانيَّة ، وتعطي الإرشاد والتنوير للسلوك والنهج الصحيح في جميع المجالات الحياتيَّة وبشكل غير مباشر... ولقد أرادت الكاتبة الإختصار وعدم الإطالة في مجرى الاحداث ، فلم تدخل الكثير من الشخصيَّات والوجوه واقتصرت القصَّةُ على بضعةِ أشخاص، وهم : سعيد بطل القصَّة ومحورها ، ووالداه ( أمه وأبوه ) وصديقه أمجد وأمه . وكان بإمكان الكاتبة أن تضيف شخصيات أخرى هامة ، مثل : والد أمجد صديق سعيد وأخوة أمجد وأخوة سعيد أيضا الذين لم يرد لهم أي ذكر في القصَّة، وصاحب المَشتل ( الذي يباع فيه الممزروعات والاشتال ).. وغيرهم من الشخصيات. وكما أنَّ مجالَ الحوار ( ديالوج ) لم يكن موسعا فالسَّردُ هو الأكثر انتشارا،والحوارُ كان يدورُ فقط بين سعيد وصديقه أمجد وبين سعيد ووالديه ، ولم تدخلْ وتشرِكِ الكاتبةُ أمَّ أمجد صديق سعيد في أيِّ حوار وحديث، لأجل الإختصار وتفاديا للملل ورفقا بإمكانيات وقدرات الأطفال الصغار الإستعابية الذين سيقرؤون القصّة أو يستمعون إليها حيث أنِّ فكرهم وذهنهم في هذا الجيل الصغير لا يستطيعُ أن يستوعبَ الكثيرَ من المعلومات والأمور المكثفة ، ويصعب عليهم أن يتطلعوا على المزيدَ من الشخصيَّات والمشاه د والمواقف الدراميَّة مرة واحدة . وكان هنالك خطـأ مطبعي واحد قد لا ينتبهُ لهُ القارىء وهو : لقد وضعت المؤلفة اسم
أمجد بدلَ اسم سعيد بطل القصَّة، وذلك عندما كان سعيد في غرفتهِ مغموما وحزينا يفكرُ في ذبولِ واصفرار الأشتال التي زرعها وقد مات معظمُهَا . والنص حرفيًّا كما يلي : (( جاء يومُ ميلادِ أمِّهِ ، وكم كان أمجد متضايقا ، دخلَ غرفته وجلسَ يفكر :" اليوم هو عيد ميلاد أمّي وقد خسرت النقود التي كنت وفرتها حتى أشتري الشتلات التي لا ادري ما بها ؟ ولماذا بدت هكذا..إلخ ). وفي الجمل التي بعدها تذكر الكاتبة اسم سعيد وليس أمجد ..
وأخيرا ولييسَ آخرا : نُهنِّىءُ الشاعرةَ والكاتبة القديرة والمبدعة ميساء الصح على هذا الإصدارالأدبي الراقي وأشكرها لإهدائها لي نسخة من هذا الكتاب،ونتمنّى أن تتحفنا دائما بالمزيد من الإصدارات الأدبيَّة والشعريَّة الإبداعية والمميَّزة .

(

السبت، 22 ديسمبر 2018

صدر حيثا : زيتونة شام للاديب فائق اسماعيل



 Ø±Ø¨Ù…ا تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏



صدر  حديثا   عن  أ .دار  الهدى  بادارة  عبد  زحالقة،   قصة  للاطفال  بعنوان  "  زيتونة  شام "  للأديب فائق  اسماعيل ،  رسومات  الفنان  فضل  الله  فرهود  ، تقع  القصة   في  30  صفحة  من  الحجم   الكبير     غلاف  سميك ومقوى ،  تتناول  القصة   افضال  شجرة  الزيتون  وفوائدها  الجمة من  خلال  قصة   قصة   تتحدث  عن  التراث  العربي  الاصيل ، باسلوب  سلس  جميل . 

صدر  للكاتب    فائق  اسماعيل   في  مجال  ادب  الاطفال  :  

-  بائعة  مناقيش الزعتر
-  عصفور  عين  حوض
-  يسر 
-  فرفورة  وسمور
-  هذا  لوني
-  بئر الثلج.- ذكاء اميرة


شيطان أصبح عبدا A Demon Who Became a Slave ترجمة ب. حسيب شحادة جامعة هلسنكي




في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي سردها الكاهن عبد المعين (إلعزر) بن صدقة بن إسحاق الحفتاوي (١٩٢٧-٢٠١٠، شاعر، معلّم شريعة، خبير/ضليع في قراءة التوراة (מתקן קריאה)، كاهن أكبر ٢٠٠٤-٢٠١٠؛ عنه أنظر https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/02/26/190528.html]  بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم)، صدقة الذي بدوره ترجمها إلى العبرية، نقّحها، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٣٨-١٢٣٩، ١٥ أيّار ٢٠١٧، ص. ٦٦-٦٩. هذه الدورية، التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية والبرتغالية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

الكاهن الأكبر عمران بن سلامة (عمرم بن شلمه) حامي طائفته

هنالك قصص تنضَح بالعِبَر عن طبيعة الإنسان وكيفية الصمود في المحن، لا سيّما عندما يكون عبء طائفة بأكملها رغم قلّة عددها، ملقًى على كاهله. هنا أحكي عن والد جدّي، الكاهن الأعلى العالِم عمران بن سلامة بن غزال (طابيه). حالف السامريين الحظّ قبل مائة وخمسين سنة تقريبًا، إذ في أعسر أوقاتهم أمّ فيهم كاهن كبير بشخص أبي جدّي. تلك كانت فترة عصيبة بالنسبة للسامريين الذين كانوا على حافّة انقراض تامّ، طائفة لم يتعدّ عددها المائة والثمانين نسمة وتعاني من مليون مشكلة، لا سيّما في الشؤون الشخصية. أبو جدّي الذي واكب حياة طائفته بتألّم شديد، لم يقف جانبًا بل كان دائمًا حاضرًا لحلّ كلّ مشكلة، وإذا كانت هناك حاجة لتزويج أرملة ابنة خمسين سنة لشاب ابن عشرين ربيعًا، قام بذلك، بدون تردّد للحفاظ على النسل، المهمّ إدامة ضخّ دم جديد في الطائفة التي كانت في طور الاحتضار.

سياسيًا، لم يكن الكاهن الأكبر، عمران  بن سلامة، على الأقلّ راضيًا عن علاقة الطائفة بالحُكّام الأتراك . كثيرًا ما كان الإنكشاريون الأتراك يُذلّونه، درجة كبريائهم العالية، لم تتناسب طردًا مع درجة فِطنتهم، مقدار كبريائهم كان كمقدار شرّهم. عرف أبو جدّي كيف يشُقّ طريقه باحتراز شديد (يمشي بين قطرات المطر) ودائمًا حاول إيجاد سبيل المصالحة والوئام مع كافّة الأوساط خارج طائفته. لحُسن حظّه ربطته علاقة صداقة متينة مع القنصل البريطاني في القدس، جيمس فين، الذي ساعده غير مرّة في مشكلة تتطلّب حلا عاجِلا. ثمة حكايات كثيرة تدور حول تلك الصداقة بين الكاهن الأكبر السامري والقنصل البريطاني، وأقصّ عليك واحدة منها حول ضابط تركي كان بمثابة شيطان مع السامريين وأصبح عبدًا.

حِصان إسرائيل سراوي

كان للسامري إسرائيل السراوي (يسرائيل هستري)، الذي عمِل سكرتيرًا في قصر الحاكم التركي في نابلس، حصان أصيل واعتنى به جيّدًا وأطعمه أفضل علف. ذات يوم، عندما خرج إسرائيل ممتطيًا صهوة حصانه الأصيل كعادته منذ زمن طويل في نزهة ما بعد الظهيرة، صادف في طريقه ضابطًا إنكشاريًا تركيًا، كان مصدر رعب للسامريين، إذ أنّه تلذّذ كثيرًا بضرب من يصادفه، وخاصّة إذا كان سامريا. مسك الإنكشاري برسن حصان إسرئيل  سراوي الأصيل وطلب منه الترجّل. قال لإسرائيل إنّه مصادِر الحصان لاستخدامه في جرّ عربة نقل. في ورطته هذه استدعى إسرائيل سراوي والدَ جدّي فتقدّم بحذر شديد إلى الضابط التركي وشرح له بمودّة أنّ هذا الحصان أصيلٌ، ولا يجوز ربطه بعربة نقل أو أخرى، وذلك وَفق القانون التركي.

ذلك الإنكشاري الشرّير لم يرغب في سماع كلام والد جدّي فحسب، بل جرُؤ بفرط وقاحته على دفع أبي جدّي وطرحه أرضا. إذلال أبي جدّي كان كنايةً عن وضع يوصف بالقول بلغ السيل الزّبى، أو طفح الكيل. نهض، نفض عباءته، التفت إلى الخلف وطفق عائدًا إلى بيته. أخذ الضابط التركي الحصانَ ومضى في طريقه تاركًا إسرائيل سراوي باكيًا، راثيًا حاله.

شكوى للقنصل البريطاني جيمس فين

 في اليوم التالي بكّر الكاهن الأكبر عمران، وسافر من نابلس إلى القدس. طرق باب القنصلية البريطانية، وما أن لحظه سكرتير القنصل هبّ وفتح له الباب. كان لدى السكرتير أمر من القنصل يقضي بإدخال الكاهن عمران إليه في كلّ زيارة له للقنصلية. قصّ أبو جدّي كلّ ما جرى له البارحة مع الضابط التركي، كيف نهب هذا الشرّير الذي جُبل بدون شكّ بهيئة وبصورة الشيطان، الحصانَ الأصيل التابع لابن الطائفة. صُدم القنصل جيمس فين بسماعه ما حدث للكاهن وهزّ رأسه معبّرًا عن أسفه في نهاية كلّ جملة كان ينطِقها صديقه السامري. بعد أن أنهى الكاهن الأكبر عمران قصّته، ردّ القنصل معبّرًا عن استعداده للقيام بكلّ ما يستطيع لمساعدة صديقه، وأنّه سيُرسل في اليوم ذاته رسالة إلى مكتب وزير المستعمرات، فيها تفصيل بكافّة الأضرار التي لحِقت بالسامريين من جرّاء ذلك الإنكشاري الشرّير. ”انتظر هنا في أحد الفنادق على حساب القنصلية حتى وصول الردّ من وزير المستعمرات، طلب جيمس فين من أبي جدّي. لم يقبَل الكاهن الأكبر عمران هذا العرض قائلًا إنّه لا يُمكنه ترك طائفته أكثر من يوم أو اثنين، وعليه أن يعود إلى نابلس صباح اليوم التالي للوقوف بجانب أبناء طائفته ضدّ ظالميهم المتفاقم عددهم يوميا.

وصلت رسالة جيمس فين إلى وزير المستعمرات، الذي بدوره أرسل على الفور رسالة للسفير البريطاني في إسطنبول، وأمره أن يمثُل بين يدي السلطان عبد الحميد ليعبّر له عن احتجاج وزير المستوطنات، إزاء اعتداء ضبّاط أتراك على سامريي نابلس، وبشكل خاصّ على كاهنهم الأكبر. نفّذ السفير ما أُمِر به. ذُعر السلطان عبد الحميد عند سماعه مضمونَ الرسالة. أمر بالحال إرسال فَرَمان مستعجل وموقّع بيده هو، يقضي بالعثور الفوري على الضبّاط المتّهمين باعتدائهم على السامريين وإعدامهم شنقًا حتى لفظ أنفاسهم عند تلقّي الأمر. أمر السلطان أن يُعلِن حاكم نابلس التركي عن ذلك في احتفال كبير على شرف الكاهن الأكبر السامري، يُقام في حديقة مدينة نابلس.

أصالة روح الكاهن الأكبر عمران بن سلامة

أبو جدّي لم يعرِف شيئًا عن رسالة السلطان، ولذلك استغرب جدًا من قدوم مبعوثي الحاكم على عجل إلى بيته لمرافقتهم بأفخر ملابسه، للقاء الحاكم في حديقة البلدية. ومن المعروف أن الكاهن الأكبر يرتدي أفخر ملابسه، الملابس التقليدية والقلنسوة الحمراء على رأسه. أبو جدّي لبّى دعوة الضبّاط الأتراك ورافقهم. تفاجأ عندما رأى ذلك الضابط الشرّير بين المبعوثين، وهو الذي دفعه وطرحه أرضا، وكان في حالة نفسية صعبة. عندما استفسر الكاهن الأكبر عِمران عن حالته انفجر بالبكاء، وأخبر أبا جدّي ما وراء ذلك الاستدعاء المستعجل. ”حياتي متعلّقة بك!“ قال الضابط بصوت روته الدموع.

إندهش الكاهن الأكبر كثيرًا، عندما رأى كلّ وُجهاء نابلس مجتمعين في حديقة المدينة، وعلى رأسهم الحاكم التركي، ينتظرون مجيئه. عندما دخل، قام الجميع ودعاه الحاكم للجلوس على يمينه. أمر الحاكم بحزم أن يُتلى أمر السلطان على الملأ، وبموجبه كلّ ضابط يُشير إليه الكاهن الأكبر السامري بأنّه اعتدى على السامريين، يجب قتلُه فورًا شنقًا حتى لفظه نفسه الأخير.

ألقى والد جدّي نظرة إلى اليمين وإلى اليسار ثم إلى الأمام وإلى الخلف، ابتسم بوجه مُشرق نحو الحاكم وجميع وجهاء نابلس وضواحيها وقال: لا أرى هنا أيّ قاضٍ تركي اعتدى على السامريين؛ من المعروف أنّ الضبّاط الأتراك محترمون ولا يخطُر لهم إيذاء الطائفة السامرية النبيلة.

إنّك كاهن أصيل حقًّا، قال الحاكم التركي لأبي جدّي وهرع وجهاء نابلس لمعانقته. أمر الحاكم ثُلّة من الجنود بمرافقة الكاهن الأكبر إلى بيته. عند خروجهم من حديقة المدينة ارتمى الضابط التركي على قدمي الكاهن الأكبر وأخذ يقبّلهما وهو يبكي: ”سأكون عبدَك، لأنّك أنقذت حياتي! مُرني لأنفّذ كلّ ما يطرأ على بالك!“. ”هل أعدتَ الحصان لإسرائيل سراوي؟، سأل الكاهن الأكبر المتمرّغَ بغبار قدميه.

قمت حقًّا بذلك قبل أن أُرسلتُ لاصطحابك إلى الحاكم“. لم يلحَقِ الحصان أيُّ أذى. وجلبت لصاحبه علفًا لحصانه يكفيه مدّة سنة كاملة، أنعِم عليّ يا سيّدي الكاهن“ - بكى الضابط بمرارة. ”قف على رجليك، هذا السلوك لا يليق بضابط السلطان “ - قال الكاهن عمران. ”أشكرك على إحسانك لي فأحييتني“ - قال الضابط مضيفًا لذلك سألُبّي من الآن فصاعدًا كلّ مُرادك، ما عليك إلّا أن تأمرَني لأقومَ به على جناح السرعة“.

أمر والد جدّي الضابطَ أن يخدُِمه في بضع قضايا، وعن ذلك سأقُصّ في مناسبة ثانية“.

طبيقات الأسطورة الآرية على مشرقنا بقلم : أ.د. محمد الدعمي



“.. وللتعرف على نزعة آرنولد العنصرية أعلاه، نلاحظ أن فرضية آرنولد الأساس إنما تقوم على التمييز بين جميع الأشياء على الأساس العنصري أعلاه: فهو يميز بين تيارين فكريين شكلا تاريخ الثقافة عبر العالم، وهما التيار الآري، والتيار السامي، مدعيا أن الأقوام الآرية أكثر ميلا للدقة وللعلوم التطبيقية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء..
في مقالتي السابقة ليوم الخميس، “ذوو الدم الحار معاكسا لذوي الدم البارد”، حاولت أن أميز بين الفرنسيين والإنجليز (أمزجتهم وأنماط سلوكهم الجماعي) تأسيسا على آثار البيئة على الشخصية البريطانية الشمالية (الباردة)، من ناحية، وبين آثارها على الشخصية الفرنسية الأكثر سخونة بسبب موقعها جنوبا، مطلة على البحر المتوسط.
للمرء أن يسلم بأن هذه هي نظرية عنصرية قديمة ابتدعت عبر القرون الماضية، خصوصا مع صعود نجم الروح العنصرية “الآرية” على أيدي مفكرين من نمط الكونت جوبينو Gobineaue والفيلسوف Renan في أوروبا.
وإذا كانت هذه النظرية قد تتوجبت بصعود الرايخ الثالث في برلين وبظهور النظرية النازية وعسكرة ألمانيا على أيدي هتلر، فإن على المرء تفحصها بقدر تطبيقاتها علينا في العالم العربي الإسلامي، تجاوزا لاختلالاتها وحذرا من مؤدياتها الخطيرة.
والحق، فإن تخصصي في أدبيات الاستشراق أكاديميا، قد فتح لي الأبواب واسعة لقراءة نصوص مهمة في هذا الحقل.
ربما كان أهم هذه النصوص هو مقالة المفكر الإنجليزي الفذ “ماثيو آرنولد” Arnold الموسومة “مسرحية العواطف الفارسية”، A Persian Passion Play. هذه مقالة عملاقة حجما ونوعا، إذ يحاول آرنولد من خلالها البرهنة على تفوق الجنس الآري، الذي ينتمي هو إليه كإنسان أوروبي أشقر، مقارنة بالجنس السامي، أي العربي واليهودي بخاصة.
وللتعرف على نزعة آرنولد العنصرية أعلاه، نلاحظ أن فرضية آرنولد الأساس إنما تقوم على التمييز بين جميع الأشياء على الأساس العنصري أعلاه: فهو يميز بين تيارين فكريين شكلا تاريخ الثقافة عبر العالم، وهما التيار الآري، والتيار السامي، مدعيا أن الأقوام الآرية أكثر ميلا للدقة وللعلوم التطبيقية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء، من بين سواها؛ بينما تميزت الأقوام السامية (ومنها العرب والعبريون) بأنها أكثر ميلا للغيبيات وللخياليات، الأمر الذي يفسر ظهور الأديان المعروفة بــ”التقليد التوحيدي اليهودي/المسيحي/الإسلامي” بين الأقوام السامية، خصوصا في المشرق العربي. لذا، قرر آرنولد أن يترجم هذا المنطق بالرموز: إذ إنه رمز للتيار العقلاني (الآري) الأول بمدينة “أثينا”، فصارت برأيه منبع الثقافة العقلية المنطقية التي تميزت بها أوروبا عن سواها من بقاع الأرض؛ أما الرمز الثاني الخاص بالذهنية الخيالية الغيبية الذي خص به آرنولد الأقوام السامية، فهو مدينة “القدس”. وهكذا، تصور آرنولد تاريخ الفكر العالمي وهو يدور فقط في مداري المدينتين أعلاه.
هذا، بطبيعة الحال، نزوع عنصري واضح المعالم قصد منه التشويه والإساءة، خصوصا عندما راح هذا الكاتب يطبقه على ظهور الإسلام بين العرب، بوصفه دين، “سامي”؛ إلا أنه ما لبث وأن ادعى أن هذا الدين الحنيف قد تعرض للتحوير والتلاعب حال عبوره صحارى العرب نحو أراضي الأقوام الآرية. ومعنى ذلك، هو أنه كان يؤمن بقوة تأثير العنصر الذي تنتمي إليه هذه الأقوام حتى على طريقة فهمهم وتطبيقهم لشرائع دين واحد، غير قابل للتقسيم. وهذه، بكل تأكيد، محاولة لحرف حقيقة الإسلام الواحدة غير القابلة للتحوير ولا للتلاعب بسبب ضبطها بكتاب مقدس وبتقليد حديث شريف لا يمكن لأحد أن يتلاعب بهما، بدليل قوله تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون”. صدق الله العظيم.

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

من سمات عربية ابن البطريق، بقلم : ب. حسيب شحادة جامعة هلسنكي





سعيد بن البطريق الملكي المذهب، طبيب ومؤرّخ مسيحي، ولد في الفسطاط، أصبح بطريركا على الإسكندرية عام ٩٣٣ واتّخذ لنفسه اللقب اوثوشيوس، وهو الذي سمّى السريان باسم اليعاقبة، تابعي يعقوب البرادعي. تاريخه يصل حتى العام ٩٣٨. أهم آثاره: مختصر في التاريخ العام اسمه نظم الجوهر في التاريخ“. وله ثلاثة مقالات كتبها لأخيه الطبيب عيسى بن البطريق في الصوم المسيحي والأعياد، وله كتاب بعنوان: الجدل بين المخالف والنصراني وكناش في الطب وكتاب البرهان وعلم وعمل. نسيبه يحيى بن سعيد الأنطاكي أكمل كتابه نظم الجوهر  من ٩٣٨ ولغاية ١٠٢٨م. وله أيضا كتاب تاريخ الذيل وفيه سيرة سعيد بن البطريق.

كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق تأليف البطريرك اوثوشيوس/افتيشيوس المكنّى بسعيد ابن بطريق (٨٧٧-٩٤٠؟). كتبه إلى أخيه عيسى في معرفة التورايخ الكلية من عهد آدم الى سني الهجرة الاسلامية. بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين سنة ١٩٠٥ (متوفّر على الشابكة).

 في ما يلي مادّة خام، ما رصدته عيناي من أمثلة لمسائل لغوية موزّعة على علم الأصوات، علم الصرف، علم النحو وعلم المعجم والدلالة. من علم الأصوات هناك أمثلة مثل: حذف الهمزة لا سيّما المتوسّطة أو المتطرّفة مثل وراء > ورى؛ قلب الهمزة واوًا مثل أكيد > وكيد؛ أسير  > يسير، أرّخ  >  ورّخ، أدّب > ودّب ؛ قلب الذال دالًا أو زايًا مثل أذعنت  > ازعنت؛ قلب التاء المربوطة تاءً طويلة؛ خلط بين الألف الطويلة والمقصورة أسقى  > اسقا ؛ قلب السين صادًا مثل سوط > صوط؛ قلب القاف كافًا مثل نقطة  > نكتة؛ هؤلاءي. تصريف خاطىء للأفعال المعتلة مثل رضيوا بدلا من رضوا وسميو بدلا من سمّوا؛ قاتول = قاتل؛ بوقات أي أبواق.

 في النحو هناك شيوع واضح لظاهرة أكلوني البراغيث؛ عدم تطبيق قواعد اللغة المعيارية (MSA) في الإعراب؛ بلبلة في استعمال أوزان الأفعال، مثل أفعل بدلا من فعل وهذا شائع في العربية الوسطى بصورة عامّة؛ أفعل بدلا من فعل مثل أرسل > رسل، أصرف >  صرف، أوعد > وعد، إكثار في استخدام أخرب/أحرق؛ افتعل بدلا من فعل مثل نشب > انتشب؛ استفعل بدلًا من تفاعل مثل: استطول أي تطاول. التذكير والتأنيث، العدد؛ الذيلا تتغير مثل إلّيفي العامية  إلخ. وفي المعجم هنالك معطيات كثيرة جديرة بالاهتمام مثل: أخير =  أحسن، أفضل؛  أسماء الأشهر بالقبطية؛ الحميم = عيد الغطّاس؛ أمّا بعد؛ أشخص = أحضر شخصيا؛ عامة = كلّ/طوال؛ صبّ النوم = نوّم؛ لحق يلحق بنفس المعنى في العامية الفلسطينية اليوم في مثل: بعده ما لِحِقِش يمشُق الزتونات؛ جاب =  من جاء بـ، أحضر؛ أشبق = أكثر شَبَقًا؛ أصاب = وجد، عثر على؛ رجفة/زلزلة = هزّة أرضية؛ باس = قبَّل؛ ألوهيم = الله؛ سيدنا ومخلصنا = يسوع المسيح؛ بربط = عود (آلة موسيقية).

أ) الأصوات

١) الهمزة: حذفها، قلبها واوا/ياءً وكتابتها: وهدت العيون وامتنع المطر، ١٣ (=  هدأت)؛ أوّل ما نبتدء به حمد ربنا وبارينا وخالقنا ومحيينا جل ثناؤه، ٣؛ وكيد، ٣، وانما ورّخ لاوي من دون سائر اخوته، ٢٥؛ فولدت ليّا (= ليئه) ليعقوب روبيل وسمعان ولاوي ويهوذا ويساخار وزابلون، ٢٥؛ فجيوه وذلك عند مغيب الشمس (فجاؤوه)، ٣٠؛ شاول كبس عسكر القبائل الغرباء في الليل فقتلهم، ٤٤، ٥٨، ٦١، ٦٢؛ وبعث شاول بداود في قتال القبائل الغرباء ايضًا، ٤٥، ٤٧؛ وخرج يطلب بالتار (بالثأر) مما ناله، ٥٩؛ واخذت هذه ابنها اليوم فخبّته، ٦١؛ يقرون الكتاب ويفسرونه، ٧٤؛ وبعد بناؤه بسنة واحدة، ٧٦؛ ان توازرتم (= تآزرتم) ظفرتم به وان تشتت امركم طمع فيكم، ٧٨؛ لم يؤدبنا الاسكندر بكلامه مثلما ودّبنا (= أدّبنا) بسكوته، ٨٣؛ فقد ابصرتا عيناي خلاصك الذي هييت (= هيأت) قدام كل الشعوب٠ ٨٥؛ الذي كان اكثر غذاي الزبد والشهد والمخ، ١٠٧؛ من ورى النهر، ١٠٨؛ انهُ كان جالس في مجلسه وبحداه (= وبحذائه) لوح فيه صورة، ١٣٨؛ فقالوا له: نَسَلُك (= نسألك) ايها الملك ان تبني لنا دير لنتحصّن فيهِ، ٢٠٢؛ تلاميذه القايلين به اهل مدينة حماة، ٢١٠؛ وفيه كهف كبير فاختبوا في الكهف، ١١٢؛ ويسلوهم = ويسألوهم، ١١٨؛ فحاربه بالبثينية فانهزم وأُخذ يسيرًا، ١٢٣؛ ليسئل اثناسيوس، ١٣١؛ صحرة واسعة عظيمة، ١٤٢؛ ولذلك كل ما يشاه (يشاؤه) الاب يشاه الابن وروح القدس. ١٧١؛ فجلسوا يتوامرون (= يتآمرون)، ١٧٧، فلمّا ساروا توامروا بينهم في امرهم، ٢١٣؛ كنا قد شائمت نفسك، (= شاءمت) ١٨٩؛ فلما قرى الملك انسطاس كتاب ايليا، ١٩٣؛ ولو اهرقت دماهم، ١٩٥؛ سفك دماكم، ٢٠٠؛ وكانوا هولاء الاساقفة يقولوا ان جسد سيدنا المسيح فانطاسيا اي خيالًا، ٢٠٥؛ بوزراه وقوّاده، ٢٠٩؛ وآخذ بثاره، ٢١٥. من ابتداء الهجرة: لأطمّنه واطمن اصحابه، ٢؛ اخذ ثار حموه، ٨؛ وكانت اهواهم (= اهواؤهم) مختلفة وجماعتهم متفرقة، ٩؛ وانهم جايين الى مصر، ١٢؛ فلما ابطى الفتح عليه كتب الى عمر، ٢٢؛ حتى فرغ من بناهُ والقبة في القيسارية، ٤٢؛ يسئلهم الشخوص (= الامتثال أمامه) اليه لينظروا بيت المقدس، ٧٤؛ فهدت (= فهدأت) الحروب بينهم، ٨٢؛ حتى فرغ من بناهُ والقبة في القيسارية، ٤. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: وعبا القائد الذي حضر من مصر جميع المأخوذ  في اقفاص، ٩٥؛ وروسوا (= عيّنوا رئيسًا) عليهم احمد بن قرهب، ١١٠؛ ان لا يبتدوه بحرب ولا قتال، ١٢١؛ من وكيد المودة، ١٢٨؛ وانه صاير الى بغداد ومنها الى الروم، ١٤٠؛ واطلق ايضًا الرهاين، ١٤٦؛ فطمّنهم واصرفهم الى دورهم، ١٩٨؛ وهو ممّن ابتدى بالاسلام، ٢٢٧؛ وامان الايمة من اباءِ امير المؤمنين، ٢٣٢؛ لنسكنها بهدو وسلامة معَا، ٢٦٤.

٢) ث >  ت،  ذ > د/ز أو بالعكس نتيجة إفراط في التصحيح (hypercorrection): وخرج يطلب بالتار مما ناله، ٥٩ ؛ ومن قبل دلك كان ابوهم يقول انها اختي ابنة ابي وليست ابنة امي، ٢١؛ سياسة رذيئة، ٥٣؛ وبحداه (= وبحذائه) لوح فيه صورة، ١٣٨؛ وكان يوبيانوس الملك حسن الامانة دابًا (= ذابًا) عن دين النصارى، ١٣٨؛ فلما صح وقوي رجع الى اشر مما كان عليه من الرذى (= الرداءة)، ١١٨؛ أظهر دين النصرانية ودبّ (= ذبّ) عنهُ، ١٢٧؛ وبنى ذيارات كثيرة، ٢٠٢؛ ويعان اصحابها على نفقتهم في البدور والقيام بالمواشي، ٢٠٧؛ من ابتداء الهجرة: لتدبّوا عن الامانة المستقيمة، ٣١؛ ان يختار احدق اطباء مصر، ٥٢؛ وكان حادقًا بالطبّ، ٥٢؛ عريض الصدر اكتّ (= كثّ) اللحية، ٦٢. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: أَزعنت (= أذعنت) الى ما التمسهُ واجابت الى الرهبانية. ٢٥١؛ وتخازل (= تخاذل) الروم عن دفعهم وحربهم، ٢٥٦.

٣) ح > ج: جلبة الخيل بدلا من حلبة الخيل، ٨٦.
٤) س > ص: صور المدينة، ١٠٩. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: وضرب اليشع بالصوط، ١٠٧.
٥) ظ > ض: ليقتله ممّا كان في نفسه عليه من الغيض، ١٥٢. من ابتداء الهجرة: بمال موضف ، ٤١.
٦) تاء مربوطة > تاء طويلة،  من ابتداء الهجرة: ايت ارض هذه . فقالوا: ارض مصر. ٢١. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: لمراعات ذلك، ٢٠٢.
٧) ق > ك: من ابتداء الهجرة: وفي عينه نكتة بيضه  (= نقطة بيضاء)، ٦٢.
٨) كِ > كي؛ -تِ > -تي : من ابتداء الهجرة: عليكي السلام يا سوريا، ١٦؛ من انتِ وكيف اجترأتي على الدخول عليّ في هذه الساعة، ٢١٧.
٩) خلط بين الألف الطويلة والألف المقصورة:

 فقد افنا رجال فارس واستباح حريمهم، ٤؛ فلما ابطى الفتح عليه كتب الى عمر، ٢٢؛ فشرب بها واسقا اصحابه، ٧٤؛ من لم تصبه مصيبة فنتعزا، ٨٣؛ ومات يوسف الذي ربّآ المسيح، ٩١؛ ان هذا الموضع ليس يخفا، ٩٣؛ من ورى النهر، ١٠٨؛ فلم يزل يتقرّا (= يتقرى) من موضع الى موضع حتى وافى مدينته، ١٢٢؛ فتمادا في غيّه وعماه وسوء رأيه، ١٥٦؛ فابا ان يرجع عن مقالته فلعنه فلابيانوس، ١٨٠؛ وتخلي من كان عندك من الاسارا (= الأسارى)، ١٩٠؛ وخلا اساراهم (= وخلّى)، ١٩٠. من ابتداء الهجرة:  ومنهم من هرب الى مواضع شتا، ١٤؛ وانما انتم اسارا في ايدينا، ٢٢؛ فأدّوا لنا الجزية ما نرضا، ٢٣؛ تعالا الله علوًا كبيرًا، ٣٦؛ فدخل مصر وجبا الاموال وحملها الى بغداد، ٥٥؛ بنا لهُ قبّة على جبل المقطّم، ٥٨؛ وتنحا عن الكرسي، ٦١؛ فبنا مقياسًا بجيزة مصر، ٦٣؛ ونحّا الصور من الكنائس، ٦٣؛ النهر الذي بنا عليه مدينته، ٦٩؛ وبنا خارج دمشق تحت دير مران، ٧٢؛ وجبا من الكتّاب والقوّاد مالًا نحو الف الف دينار، ٧٧؛ ورجع الى الفسطاط واختفا، ٧٨؛ ونحا انثيمس البطريرك، ٨٠. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: وبنا جملها وباع لاحد عمارتها، ٩٦؛ واستصفا اموالهم وعفى عن عامّة اهلها، ١٠٩؛ وشيدها وتباها في عمارتها، ١١٩.

ب) الصرف

١) صيغ غير عادية:

وجعلته اخير مطلبا واصدق مذهبا، ٣؛ اولاد قاين اللعين القاتول، ٩؛ وكان العجائز منهم اشبق من الشباب والاباء، ٩؛ يوم الثلثاء، ١٠؛ فقالوا: لنبني مدينة ونحصنها بحصو ونبني فيها برجا، ١٧؛ الجبال والمغاير (يقصد: المغاور)، ٢٨؛ فمن شدّة ما صاحوا وبوّقوا (= نفخوا بالبوق) سقط حصن المدينة، ٣٢؛ ومات اخزيا ملك اسرائيل في مرضته تلك ودُفن مع ابيه، ٦٠؛ يقال لاحدتهما (= لإحداهما) ابرا، ٨٨؛ ثلاث مدائن احدتهن الخط التي تلي المغرب من ورى النهر، ١٠٨، فبنى مدينتين احدتهما دوريس فيروز، ١٨٧، ان للمسيح طبيعتين احدتهما، ١٩٧؛ الحيوان والاشجار والقموح، ١٤٢؛ روح الانسان العاقلة الكلمانية (= الفصيحة)، ١٦٢؛ هيولي جسداني والاخر لطيف روحاني. ١٦٦؛ واوراه (= وأراه) انهُ قد رجع عن تلك المقالة الرديئة، ١١٧، فاخذ الطبيب العمامة ودخل على موريق الملك فاوراه ايّاها، ٢١٣؛ مع الباقيين، ١٢١؛ ثم جابني الى ناحية من الصحراء، ١٤٢-١٤٣، فاخذوهُ معهم الى انطاكية وجابهم الى الموضع، ٢١١؛ من بدوء (=  بَدْء) الحمل، ١٦٠؛ فلما تصاففو للحرب (= تصافّوا) ١٨٨؛ وضاددني (= وضادّني) اخي بعد موت ابي فغلب علي المُلك، ١٩١؛ وليس يخلو عن ايتحادهما اعني الجوهرين، ١٩٦؛ وامر ان تحصى عيالات اهل البيوتات والاشراف، ٢٠٧؛ وان تحفر لهم المساقي والقني (= قَنَوات، أَقْنِية) حتى تجري اليها الانهار، ٢٠٧؛ وهرب السودان خازيين محزونين، ٢١٢، ٢١٩؛ وهو ادنوهم ( (= أدناهم) منزلةً، ٢٥٦.
من ابتداء الهجرة: ضربوا بالطبول وبوّقوا وصاحوا، ١٤؛ قد صرتم في ايدينا اسارى، ٢٥؛ المراكب تحمل القموح والشعيرات والحبوب، ٢٧؛ ردّيناها عليهم على ان نهدم كل كنيسة، ٤٤؛ وليس في شيء من العنوانات دعاء، ٥٤؛ واقام بعدهُ لاون الملك في مرضة مرضها عدّة اشهر ومات، ٨١-٨٢؛ احد من هولائك المسلمين، ١٧؛ بمشيئتين غير متضاددتين ولا متضارعتين، ٣٦؛ وقتل الحسين ابن علي ابن ابي طالب بكربله، ٣٨؛ هؤلاءي، وهؤلاي، ٥٥، ٧٢. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: توخيا لقضي (=  لقضاء) حق من سألني، ٩١؛ وكانوا اليهود اشرّ مما كانوا، ٩٤؛وانتشت الحرومات، ٩٥؛ ساعيين بهِ رافعين عليه، ٩٥؛ مشتريين اوقاف الكنائس، ٩٦؛ بتسليم الاسارى، ٩٨، واخذ منهُ من الاسارى عددًا كثيرًا، ١٢٧؛ ثالث وعشرون اشباط من السنة، ١٠٢؛ وبقي البلد على اضطرابة وفتنة، ١٤٠؛ جماعة من اشيخ تلك البلاد، ١٤٠؛ وعبروا تلك الجسورة (= الجسور) فهلك منهم ومن العوام، ١٤٤؛ واحرق بها جماعة اعتصموا في مغاير (= مغاورُ، مَغارات)، ١٦٤، ١٨٣؛ بوقيد (= بوَقود) القنادل (= القناديل) على حوانيتهم ودورهم، ١٨٥؛ ويباطش الحرب بنفسه، ١٨٩؛ لنصارة (= لنصارى) البلد الملكية، ١٩٧؛ الكنائس والديارة (= أدْيِرة، أدْيار) العتيقة والحديثة بمصر، ٢٠٤؛ واستاذ الاستاذين، ٢٠٨؛ امر امير المؤمنين بكتبة (= كتابة) هذا المنشور لنيقيفور، ٢٣٠؛ وازدحموا على باب اليهود ليدخلوا منهُ فمات في الضغطة (= تدافع الزحمة) خلق، ١١٩؛ يخرجون من الكنيسة القاثوليكي، ١٩٦؛ الاسارى، ٢١٣؛ اللذّات الجسدانية، ٢٢٢.

٢) الفعل الناقص:
 فسميوا ابناء الله، فسميوا التابعين لهُ،  ٨، ١٩٥، ٢١٠؛ الذين القيوا في اتون النار، ٧١؛ فسميوا ملوك الطوائف، ٨٥؛ فسميوا النسطورية، ١٥٨؛ بقيو على ما هم عليه، ١٤٧؛ فرضيوا به واخذوهُ ليمضوا بهِ الى انطاكية، ٢١١.  من ابتداء الهجرة: فرضيوا بذلك ودعوا لهُ بالنصر، ٢؛ سمّيوا الخلفاء امير المؤمنين، ٢٠؛ فان رضيوا النصارى ان نردّ اليهم كنيستهم، ٤٤؛ من قوّاد هرون فلقيوا دميان بقرية، ٧٦؛ فقتلوا كل من لقيوا، ٨٠. كتاب يحيى بن سعيد الانطاكي تتبعا لتاريخ سعيد ابن بطريق: الذين لقيوه واستماحوه، ٢٣٨؛.

جـ) النحو

١) الإعراب