ربما أن ما يحدث اليوم في واشنطن هو شكل من أشكال الانقلابات على سلطة الرئيس دونالد ترامب من خلال إدانته باقتراف أفعال غير قانونية، قد يستحق قضاء بعض الوقت في السجن بسببها، وهي توظيف بعض من أموال الحملة الانتخابية لإسكات بائعات هوى ولضمان صمت الآخرين حول صلة رومانسية بين المرشح ترامب وحسناء من فريق حسناوات الـــ”بلاي بوي”..كنا نتخيل خلال سبعينيات القرن الماضي بأن الانقلابات “الصلي” (بمعنى المتكررة بسرعة) في دول العالم الثالث، بإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، إنما كانت تصمم وتصدر أوامرها من غرفة عمليات افترضنا وجودها في مقر وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، متخيلين أن هناك بضعة “خبراء صناعة انقلابات” في هذه الوكالة يدخلون هذه الغرفة عند الحاجة، ولا يخرجون منها إلا بعد إذاعة البيان الأول في إحدى عواصم الجمهوريات الجديدة في أحد الأقاليم المنكوبة أعلاه.
ومرد ذلك الاعتقاد كان (على أغلب الظن) هو الانقلاب الذي حدث في العراق سنة 1963، الذي وصف نجاحه أحد الانقلابيين أنفسهم، بالقول: “لقد جئنا على قطار أميركي” (علي صالح السعدي). ومذاك كان دائما ما يراودنا الشك في إخلاص الانقلابات العسكرية عبر أغلب جمهوريات دول العالم الثالث الفتية، على تنوعها، خصوصا بعدما حدث من انقلاب بمعاونة الــCIA في سانتياجو/تشيلي ضد الرئيس سلفادور اللندي، إذ لم يخفِ الانقلابيون بقيادة الجنرال بينوشيت تعاونهم مع المخابرات المركزية في سبيل التخلص من نظام اللندي اليساري.
لم يكن يخطر على بالنا، ونحن لم نزل شبانا يافعين، أن يحدث انقلاب في أي من دول كبرى كالولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي حقبة ذاك، نظرا لما تتمتع به هذه الدول من استقرار ومؤسسات دستورية عريقة تحكم وتشرف على أي تغير سياسي مهما كان نوعه. إلا أننا ما فتئنا وأن اكتشفنا إمكانية حدوث انقلابات في دول كبرى من النوع أعلاه، بدليل محاولة الانقلاب التي فاجأت العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، من قبل ثلة من قادة شيوعيين سابقين أرادوا إعادة الحكم السوفييتي والتشبث بما تبقى من المنظومة الاشتراكية. إلا أن هؤلاء أخفقوا في تدوير العجلة إلى وراء.
والحق، فإننا، بسذاجة مفرطة، كنا نعد الانقلاب انقلابا عندما يحدث على نحو يشبه ما حدث في بغداد وفي سواها من عواصم دول العالم الثالث: أي أن تتحرك وحدات عسكرية على المراكز الحكومية الحساسة كالقصر الرئاسي ودار الإذاعة والمطار قبل أن تذيع “البيان رقم 1″ مع بضعة أناشيد وطنية على سبيل التمويه على هوية الانقلاب. هذا ما لا يمكن أن يحدث في الدول الكبرى، ذات المؤسسات المستقرة والعريقة، خصوصا الديمقراطية منها. إن الانقلابات هناك تحدث على نحو صامت (لا دبابات ولا مصفحات ولا جنود ولا بيانات). هي تحدث عندما تتم إزالة المنظومة الحاكمة أو الشخص الحاكم من سدة الحكم، دون الحاجة لأي شكل من أشكال الضوضاء.
ربما أن ما يحدث اليوم في واشنطن هو شكل من أشكال الانقلابات على سلطة الرئيس دونالد ترامب من خلال إدانته باقتراف أفعال غير قانونية، قد يستحق قضاء بعض الوقت في السجن بسببها، وهي توظيف بعض من أموال الحملة الانتخابية لإسكات بائعات هوى ولضمان صمت الآخرين حول صلة رومانسية بين المرشح ترامب وحسناء من فريق حسناوات الـــ”بلاي بوي”، Play Boy، وهكذا. إن من يتابع ما يحدث اليوم من الذين جايلوني “الختيارية”، لا بد أن يتذكر الكيفية التي تمت بواسطتها إزاحة الرئيس ريتشارد نيكسون إثر فضيحة “ووترجيت” على بداية السبعينيات. لذا، فقد فهمنا اليوم أن الانقلابات في دول كبرى من هذا النوع، ممكنة، ولكنها “غير”، لو
ومرد ذلك الاعتقاد كان (على أغلب الظن) هو الانقلاب الذي حدث في العراق سنة 1963، الذي وصف نجاحه أحد الانقلابيين أنفسهم، بالقول: “لقد جئنا على قطار أميركي” (علي صالح السعدي). ومذاك كان دائما ما يراودنا الشك في إخلاص الانقلابات العسكرية عبر أغلب جمهوريات دول العالم الثالث الفتية، على تنوعها، خصوصا بعدما حدث من انقلاب بمعاونة الــCIA في سانتياجو/تشيلي ضد الرئيس سلفادور اللندي، إذ لم يخفِ الانقلابيون بقيادة الجنرال بينوشيت تعاونهم مع المخابرات المركزية في سبيل التخلص من نظام اللندي اليساري.
لم يكن يخطر على بالنا، ونحن لم نزل شبانا يافعين، أن يحدث انقلاب في أي من دول كبرى كالولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي حقبة ذاك، نظرا لما تتمتع به هذه الدول من استقرار ومؤسسات دستورية عريقة تحكم وتشرف على أي تغير سياسي مهما كان نوعه. إلا أننا ما فتئنا وأن اكتشفنا إمكانية حدوث انقلابات في دول كبرى من النوع أعلاه، بدليل محاولة الانقلاب التي فاجأت العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، من قبل ثلة من قادة شيوعيين سابقين أرادوا إعادة الحكم السوفييتي والتشبث بما تبقى من المنظومة الاشتراكية. إلا أن هؤلاء أخفقوا في تدوير العجلة إلى وراء.
والحق، فإننا، بسذاجة مفرطة، كنا نعد الانقلاب انقلابا عندما يحدث على نحو يشبه ما حدث في بغداد وفي سواها من عواصم دول العالم الثالث: أي أن تتحرك وحدات عسكرية على المراكز الحكومية الحساسة كالقصر الرئاسي ودار الإذاعة والمطار قبل أن تذيع “البيان رقم 1″ مع بضعة أناشيد وطنية على سبيل التمويه على هوية الانقلاب. هذا ما لا يمكن أن يحدث في الدول الكبرى، ذات المؤسسات المستقرة والعريقة، خصوصا الديمقراطية منها. إن الانقلابات هناك تحدث على نحو صامت (لا دبابات ولا مصفحات ولا جنود ولا بيانات). هي تحدث عندما تتم إزالة المنظومة الحاكمة أو الشخص الحاكم من سدة الحكم، دون الحاجة لأي شكل من أشكال الضوضاء.
ربما أن ما يحدث اليوم في واشنطن هو شكل من أشكال الانقلابات على سلطة الرئيس دونالد ترامب من خلال إدانته باقتراف أفعال غير قانونية، قد يستحق قضاء بعض الوقت في السجن بسببها، وهي توظيف بعض من أموال الحملة الانتخابية لإسكات بائعات هوى ولضمان صمت الآخرين حول صلة رومانسية بين المرشح ترامب وحسناء من فريق حسناوات الـــ”بلاي بوي”، Play Boy، وهكذا. إن من يتابع ما يحدث اليوم من الذين جايلوني “الختيارية”، لا بد أن يتذكر الكيفية التي تمت بواسطتها إزاحة الرئيس ريتشارد نيكسون إثر فضيحة “ووترجيت” على بداية السبعينيات. لذا، فقد فهمنا اليوم أن الانقلابات في دول كبرى من هذا النوع، ممكنة، ولكنها “غير”، لو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق