الخميس، 27 أبريل 2023

اعادة آخاذة جديدة لتراجيديا ماكبث المأساوية/2021: *ترجمة وكتابة وتعليق واعداد الباحث السينمائي المهندس

 اعادة آخاذة جديدة لتراجيديا ماكبث المأساوية/2021:

*يصبح ماكبث المصاب بجنون العظمة بشكل متزايد طاغية مرهوبًا.ثم في مأدبة ملكية، يهلوس ويبدأ يهذي بظهور خصمه اللدود بانكو (مرعوبا منه). ثم قامت السيدة ماكبث بطرد الضيوف قبل تخدير ماكبث. وخلال نشوته ، تمت زيارة ماكبث مرة أخرى من قبل الساحرات الثلاث اللائي يستحضرن رؤية "فلينس" الاستبصارية،الذي أخبره أن يحذر من ماجدوف، وأنه سيصبح ملكًا و"أنه لن يتضرر من أي رجل يولد من امرأة"!

 ثم يأمر ماكبث بذبح أسرة ماكدف بأكملها ؛ فقط "ماجدوف" نجا ، بعد أن فر إلى إنجلترا في وقت سابق... ناجيا بحياته!

**أما سيدة ماكبث المليئة بالذنب والحقد وهي التي حرضته بحماس واصرار مشاركة بالجريمة بعد أن تردد في ارتكابها،فتنزل تدريجياًإلى هوةالجنون بعد أن نلاحظ أنها تمشي في نومها وتهذي وتصرخ.،لكني لاحظت أن "ماكبث" لم يلتزم بخطتها وتعليماتها بشأن تفاصيل الجريمة،فقد أقدمت "خفية" على اسكار الحارسين وطلبت منه ان يمسح دماءالملك بملابسهما ليتم اتهامهما فيما بعد، لكنه يبدو أنه استساغ "مومنتم/اندفاع" غريزة القتل بعد طعنه للملك في حنجرته، فأقدم بلا تردد وتفكيرعلى قتل الحارسين تباعا بلا رأفة!  

***ثم يزور "روس" سراإنجلتراويبلغ "ماكدوف" بوفاة عائلته بطريقة اجرامية بلا رحمة. فيتعهد "ماجدوف" المنكوب بالحزن العميق بالانتقام الشديد، بينما يكون "مالكولم" جيشًا كبيرا بمساعدةانجلترا. ثم في مشهد غريب ساحر وفريد: فقد قطعت القوات الزاحفة أغصانًا من بيرنام وود، واستخدمتها كتمويه، وبدت للعيان من بعيد كغابة متحركة وقد سارت باتجاه قلعة ماكبث في "دونسينان"،محققة إحدى النبوءات السحرية للمشعوذات الثلاث!

****وتموت السيدة ماكبث "لاحقا" بعدأن مشت خلال نومها كما "هلوست" وكشفت أسرار الاغتيال ومعاناة الضمير في هذيان مرضي هيستيري، فيغرق ماكبث في مزيد من اليأس والاحباط.والوحدة لكنه لا يزال مقتنعًا بأنه لا يقهر، فيتحدى ماكدوف في نهاية المطاف في مبارزة حاسمة مصيرية. يعلن ماكدوف خلالها أنه لم يولد من امرأة بشكل طبيعي ولكنه خرج "ممزقا قبل الأوان". رفض ماكبث في البداية مبارزته لكنه وافق في النهاية على تحدي ماكدوف.لكن ماكدوف يهزمه ويقطع رأس ماكبث ، محققًا النبوءة النهائية. فيتم تتويج مالكولم ملك اسكتلندا الجديد. وفي هذه الأثناء، تم الكشف عن أن فلينس ما زال على قيد الحياة ،وقد أبعده روس عن اسكتلندا. ثم يظهر فجأة قطيع من الغربان في مقدمة الصالون المهيب ويمهد الطريق بعنفوان خارجا من نافذة القلعة الشاهقة، ليشير في رسالة مجازية إلى تحقيق نبوءة السحاحرات بخصوص ذرية بانكو.

*****تم تصوير نسخة كوين الجديدة من حكاية شكسبير الدراماتيكية عن القتل والعواقب في اسكتلندا الغامضة ، والتي تم تصويرها بظل أبيض وأسود خصيصا ، تبدو وكأنها أثيرية زاحفة تطفو عمليًا في الهواء ، مع لغة رائعة جذابة تلتصق في الذهن وتتنقل في الريح الباردة. القلعة فارغة بشكل مخيف. وتتجمع الطيور كما لو تم استدعاؤها. ثم الضباب يتدلى مثل عباءة. وضمن كل هذا الجو الرمادي القاتم توجد أجواء عبثية مقلقة.مشحونة بالدراما والتراجيديا فماكبث: الذي يمثله هنا "دينزيل واشنطن"  (من جديد) بارع بتقمص الدور.ومستحوذا لأبعاد الشخصية الشكسبيرية الفريدة  يتحدث أحيانا بصوت خافت ، وأحيانًا يزأر مثل الرعد المتجسد ، ودائمًا ما يجعل الآية الخطابية الجامحة تبدو طبيعية تمامًا. ولا تجد رفيقته المبدعة "ماكدورماند" دائمًا الملاحظات الصحيحة للسيدة ماكبث - فهي أحيانًا تلعب دور شخصية كبيرة جدًا ومغيبة وشاردة ، إذا كان مثل هذا الشيء ممكنًا - لكن الاثنين يخلقان تناغمًا معقدًا فريدا متكاملا؛ يمكنك أن تراه ، في الهواء بينهما ، الزوجين هنا بهذه المشاهد ليسا ابدا كالزوجين الشابين السعيدين المتناغمين  اللذين كانا في السابق. يوما ما!

******أخيرا: فليس من السهل سرقة فيلم من النجمين:"دينزل واشنطن وفرانسيس ماكدورماند"، ولكن في لحظات عديدة من فيلم "مأساة ماكبث" لجويل كوين ، أنجزت هذه الممثلة الخلاقة "الكومبارس"(التي لم تكن عالبال)"كاثرين هانتر" هذا الإنجاز المدهش اللافت للانتباه. نظرًا لأن الساحرات الثلاث اللائي عملن هنا كجوقة مخيفة/خلفية-سردية لمسرحية شكسبير هذه، فإن قواها الخارقة في التحول الجسدي والثني كانت بحق اعجازية كمشاهد "خيال علمي فانتازية"  : فقد شاهدنا التواء جسدها مثل البسكويت المعجون والعنكبوت المتربص بفريسته ثم بدت وكأنها تتحدث من داخل "عرموش" جهنمي مخيف،إنها ساحرة منجمة بحق واقتدار ترى المستقبل وتستبصر المأساة القادمة بلا تحفظ ومواراة وكأنها تنذر الجميع بالخطر القادم. حيث تتحول إلى طائر ، ثم رجل عجوز ، ثم لحالة ثلاثية ؛ طفولية ومرعبة اسطورية في آن واحد. ثم هناك ابداع الهمس المظلم الخاص بها :و"ماكبث القادم" هو نذير شؤم مثل أي جرس يدق ، والدوران المذهل الذي تضعه لنا باسلوب لولبي خارق، ثم مقولتها الهامسة: عن"شيء شرير يأتي ضمن السياق بهذه الطريقة" حيث يمكن تعبئته وبيعه في مزاد سينما الابداع إنه أداء رائع وفريد من نوعه /استعراضي ومسرحي وسينمائي في آن/، ويشكل العمود الفقري البارد الداعم لهذا التكيف الفعال المبهر الآخاذ البالغ الدهشة.

   ******* يسير هذا الفيلم بخطى سريعة على الفور وبإلحاح رياضي مشدود ومتصاعد لاهث ويحتوي على بعض الصور الرائعة - لا سيما معجزة "بيرنام وود" المخيفة القادمة إلى "دنسينان" ، حيث يحمل جنود "مالكولم" أغصان الأشجار فوق رؤوسهم في مسار الغابة المحدود وقدرة تحويل أنفسهم إلى نهر مذهل من الأغصان: في حين أن مأساة ماكبث هي أول جهد إخراج منفرد لجويل كوين /الذي يعمل دوما مع شقيقه المبدع/... فإن هذا الجانب الفريد من تعاونهما الطويل كأخوين يظل ثابتًا ومقدرا وابداعيا.حيث يصبح "فيلم ماكبث" الرائع هذا ثابتًا وعازما ومضطربا وصاحب خطوة استقلالية جديدة مقدرة ، مثل العديد من أبطال الاخوة كوينز ، فشخصية "ماكبث" هنا محاصرة و"وجودية" في ثباتاته وإخفاقاته "القدرية"، فالعالم المقعر  الظاهر على الشاشة فيه انعكاس عميق  للذات التي لا يستطيع الهروب منها وعليه أن يحقق قدره المرسوم باصرار وأن يكمل مشوار الجنون والانتقام المتصاعد بلا هوادة. وبدا الفيلم وكأنه مسرح "سينمائي" - ملتزم بجميع الطرق المسرحية السردية التعبيرية الصحيحة ، فهو يذكرنا بالسينما السابقة العتيقة العظيمة في أعمالها الكلاسيكية الخالدة ، عندما كان صانعو الأفلام بالكاد يخطوون في الهواء الطلق مغامرين ويمارسون السحر الخلاق مع الظل والضوء على المسرح الصوتي الحافل بالمؤثرات المذهلة.المقنعة إنه قصير وحاد ووحشي ومتصاعد بذروته المتوقعة. فهويمتص كل قطرة أخيرة من الحماقة والتذوق  والشغف من "الذبيحة الشكسبيرية" /المستهلكة/ الحافلة بالحكم المصيرية الصادمة، وهو "ينسجم مع القوة القديمة الاسطورية للطقوس السحرية القدرية" التي لا يمكن تجاهلها، حيث أن رمزية "كوين" هنا تتمثل في "تجسيد حرفي لصور الطيور الجامحة التي يستدعيها شكسبير في مسرحيته الخلابة" ... فالسمة المميزة للأفلام التي صنعها مع شقيقه إيثان - كل منها غني وعميق ، أفلام صندوق الألغاز "المثيرة للجدل" هذه التي تستخدم كل عنصر من عناصر التكوين والمزاج ليهمسوا بمعناهم الحقيقي لجمهورهم المتذوق الفريد " من أي وقت مضى ، مع عروض رائعة استثنائية من الفائزين بجائزة الأوسكار "فرانسيس مكدورماند ودينزل واشنطن" في دور الليدي واللورد ماكبث ، وطاقم دعم رائع ومتكامل.

********لكني افضل أخيرا أن اشير بتوازن إلى ملاحظة "توتر كوين المخرج" المرهف من أجل الجدية والتوق والحماس والاحساس...وإلى أهمية الانتقال إلى الجانب الآخر المنسي مع "عواء" هذه الكوميديا/الدرامية غير المقصودة، حيث سمح للممثلين الموهوبين باظهار كل طاقاتهم الكامنة بطريقة استحواذية  متكاملة مستخدما التعابير اللغوية المعبرة والمؤثرات الصوتية والايمائات "المسرحية" الصاعقة ... ، وأخيرا فبمتوسط تقييم 8.2 / 10. يقرأ الإجماع على موقع "الطماطم الفاسدة": هكذا "بقيادة دينزل واشنطن "النجم المتميز" ، فإن مأساة ماكبث تجرد القصة الكلاسيكية إلى أساسياتها البصرية والسردية مما يشير إلى الإشادة العالمية.اللافتة.

********* يحفل هذا الفيلم الرائع الجديد أيضا بالمقولات والتعبيرات البليغة والمعبرة والتي صدرت بمعظمها عن ماكبث كما

عن الشخصيات الاخرى كزوجته والساحرات وخصومه، وقد لاحظت انها تنسجم بالسياق مع قوة الشخصيات

والمواقف وتراجيدية الأحداث وفق التصاعد الزمني: مثل: أنا توغلت بالدماء...عقلي مليء بالعقارب...اذا كنا

سنفشل فلن نفشل! هذه اللوحة تحديدا منحوتة من مخاوفك...ما الحياة الا ظل متحرك...هناك الشرف والحب

والأصدقاء المزيفن كثر...ولكن أيضا والموت واللعنات لا توجد لدي الكلمات، وصوتي يكمن داخل سيفي...ما انجز قد

انجز...اجرؤ على القيام بكل ما هو بطولي، ومن يجرؤ على بذل المزيد! يقولون بأن الدم سيولد الدم

الدماء متواجدة في كل مكان...ثم حرقنا الثعبان ولم نقتله...والتعبير البليغ: النجوم...ثم تخفي الحقيقة  فنيرانك تخفي   لا تدع الضؤ يرى رغباتي... العميقة.

... ثم قول ماكبث الأخير قبل مقتله: سأقاتل بعظامي وحتى يخترق لحمي وبالفعل فهذا ما حدث بل وقد قطع رأسه بسيف خصمه!

*******************************************************************2*ثم هناك أخيرا هذه الدراما التراجيدية الأقدم وهي انتاج “بريطاني-فرنسي-أميركي”، وقد عرضت للمنافسة على السعفة الذهبية لمهرجان كان للعام 2015،:

كن دمويا وجريئا وحازما! *

*بهذه الكلمات المبهمة الغامضة تعلق الساحرات الثلاث على خروج ماكبث من  معركته التي استهل بها هذا الفيلم الملحمي منتصرا!

**مخلصا تماما للدراما الشكسبيرية الخالدة وملتزما بنكهة سينمائية فريدة، يقوم المخرج (جوستين كورزيل) بصنع هذه الملحمة التاريخية الشيقة، مستغلا زخم النجومية الطاغي لمايكل فاسبندر، الذي قدم أداء مذهلا بكل المعايير…انها الاعادة السينمائية الجديدة لمسرحية شكسبير الشهيرة، تتحدث عن مقاتل جسور وقائد ملهم يتم احباطه بقمع شجاعته واندفاعه، ولكنه يستند للرغبة الكاسحة والطموح الجشع للقيام بالدور الذي رسمه له القدر…انه عرض سينمائي مذهل وممتع للحقائق الدرامية التاريخية في زمن الحروب والفتوحات، متناولا واحدا من اكثر الشخصيات “الأدبية” شهرة وجدلا، متحدثا عن الشغف والطموح والخيبة والارتياب بزمن الحروب التي مزقت ذات يوم “اسكوتلندا"!”

***يسحرك كمشاهد الاقتباس السينمائي “الدرامي-الشعري- الملحمي” للمسرحية الاسكتلندية الشهيرة، فيلم دموي وشجاع يحتوي على كم كبير من المشاعر والدماء والبرود، حيث زوجة جميلة طموحة وجشعة مندفعة، لا يوجد من هو احسن من فاسبندر كجنرال قاتل مندفع مع النجمة الفرنسية “ماريون كوتيلارد” بدور الزوجة المهووسة بالسلطة والحكم، لا يوجد قط من يستطيع تقديم هذه الملحمة أفضل منهما؟

****يحفل هذا الفيلم الرائع /2015/ بالاقتباسات “الشكسبيرية” البليغة والمعبرة والتي تصدر  بمعظمها عن ماكبث كما عن الشخصيات الاخرى كزوجته والساحرات وخصومه، وقد لاحظت انها تنسجم بالسياق مع قوة الشخصيات والمواقف وتراجيدية الأحداث وفق التصاعد الزمني وحسب التسلسل:

 أنا توغلت بالدماء…عقلي مليء بالعقارب…اذا كنا سنفشل فلن نفشل! هذه اللوحة تحديدا منحوتة من مخاوفك…ما الحياة الا ظل متحرك…هناك الشرف والحب والأصدقاء…ولكن أيضا “الموت واللعنات”! لا يوجد لدي كلمات، وصوتي يكمن داخل سيفي…ما انجز قد انجز…اجرؤ على القيام بكل ما هو بطولي، ومن يجرؤ على بذل المزيد “لا احد”! يقولون بأن الدم سيولد الدماء…حرقنا الثعبان ولم نقتله…والتعبير البليغ: “النجوم تخفي نيرانك، فلا تدع الضؤ يرى رغباتي العميقة المظلمة”… ثم قول ماكبث الأخير قبل مقتله: “سأقاتل بعظامي وحتى يخترق لحمي”، وبالفعل فهذا ما حدث تماما بمنازلته المثيرة الأخيرة!

*****هذه الدراما التراجيدية العتيقة نسبيا هي انتاج “بريطاني-فرنسي-أميركي”، وقد عرضت للمنافسة على السعفة الذهبية لمهرجان كان للعام 2015، وبالاضافة للدورين الرئيسيين، قام كل من “بادي كونسيداين وسين هاريس وجاك رينور واليزابيت ديبيكي ودافيد ثيوبس ورون أندرسون بأدوار كل من “باركو، ماكدوف، مالكولم، الليدي ماكدوف، والملك دونكان، وروسي بأداء متناغم بديع ومتكامل. وهي بالعموم لا تقل ابداعا عن النسخة الجديدة.


 

******كذلك لا اوافق على التبسيط الساذج للملحمة الذي كتبه أحد الروائيين: “…القائد ماكبث الذي اغتال حاكمه ليجلس مكانه، يشاهده الحارس فيقتله خوفا من تفشي السر، ثم يشاهده ثلاثة حراس آخرين وهو يقتل الحارس، فيقتلهم خوفا من انكشاف أمره، وبين الخرائب المتراكمة في الطرائق  فهو يقتل بجنون كل من يلتفت اليه خوفا من ان يكون قد شاهد القتل…ثم يصل لنتيجة “مضللة” وهو ينهي الاقصوصة كاتبا : “في الليل سقط ماكبث قتيلا وهومضرج بدماءه”! فما هكذا تورد الابل أيها الروائي القدير ؟! ولا يجوز هنا التبسيط؟ وخصوصا ان كانت مآساة شكسبيرية "اسطورية" /فلسفية--انسانية/تعج بالآحاسيس والأهواء والأحداث الجسام والتعبيرات اللغوية "العميقة"الآخاذة كما لاحظنا ضمن سياق عرض الشريطين أعلاه...كما أني أستغرب تطنيش نشر هذا المقال المتعمق في مجلة ثقافية دورية مرموقة ، فيما تنشر احيانا أشعارا هزيلة وقصص مكررة ضعيفة ، مما يشير لضعف الذائقة الأدبية/الفنية/السينمائية لدى فريق التحرير للأسف مع احترامي،فالأدب "الشكسبيري" العالمي الخالد هو مؤشر لرفعة ورقي الذائقة الثقافية عموما، وهو يحفل حقا بالحكم الانسانية والمؤشرات الفلسفية العامة التي تصلح عبر اختلاف الزمان والمكان كما نلاحظ من سياق تفاصيل أحداث هذا الفيلم العبقري المؤثر.وأنا لست محبطا بالحق بسبب عدم نشر مقالي الجميل هذا؟ ، بل اني مسرور لأن ذلك يحفزني لنشره مع مقالات اخرى "مرفوضة" في كتاب جديد شيق باذن الله وتوفيقه...كما اني مع كثرة رفض نشر مقالاتي من قبل بعض المواقع الهامة المقرؤة أصبحت ربما مدمنا على "النبذ والاهمال" ولا أستغرب مثل هذا "التطنيش"  و"الاستهتار المهين" الذي أصبح ربما سمة للتعامل مع "اسمي ومقالاتي"، فحسبي الله ونعم الوكيل وبه وحده استعين، ولا غالب الا الله!





*ترجمة وكتابة وتعليق واعداد الباحث السينمائي المهندس


ماريا ألبير مرعب تفتتح أيام الثقافة العربية في حيفا بأغاني الشيخ إمام

 

ماريا ألبير مرعب تفتتح أيام الثقافة العربية في حيفا بأغاني الشيخ إمام






*الشاعر العراقي مظفر النواب في يوم الافتتاح*

 

*يقيم مركز "بيت الكرمة" في حيفا، ابتداء من 3/5/2023، وحتى 7/5/2023 أيام الثقافة العربية، وذلك بتقديم العديد من الأمسيات الفنية الموسيقية والغنائية، إلى جانب العروض المسرحية لجميع أفراد العائلة.

هذا وستفتتح الأيام الثقافية يوم الأربعاء 3/5 الساعة الخامسة مساء، بأمسية غنائية للفنانة ماريا ألبير مرعب، مع فرقتها الموسيقية، بباقة من أغاني الفنان المصري التقدمي الشيخ إمام، وكلمات الشاعر الثوري أحمد فؤاد نجم.

وسيليها عرض مسرحي بعنوان "إلهي أنقذني من وطني" للفنان غسان عباس، المأخوذة عن أشعار الشاعر العراقي الثوري مظفر النواب.

بعدها وعلى مدار خمسة أيام، ستقام العروض المتنوعة في العديد من المراكز والقاعات المسرحية العربية في المدينة.

 

الوطن والمرأة في كتاب ” رسائل من القدس وإليها”

   بقلم  : سهيل ابراهيم  عيساوي

صدر عام 2022 عن مكتبة كل شيء في حيفا كتاب “رسائل من القدس وإليها” للكاتبين جميل السلحوت وصباح بشير، ويقع في 182 صفحة من الحجم المتوسط، وصمم الغلاف شربل إلياس.

أدب الرسائل ، من أجمل أنواع الأدب، بسبب اعتماده على العفوي





ة والصدق، والفعل والرد الفعل، كما انه يعرض لنا الكاتب بلا رتوش وبلا أقنعة، يكشف قناعات وثقافة الكاتب، وموقفه الشخصي كإنسان وكاتب من عدة قضايا انسانية وإجتماعية، واقتصادية وسياسية.

من خلال هذه الجولة في عتبات الرسائل نطلع على موقف الكاتبين من المرأة

والوطن. كتب الكاتب جميل السلحوت ص 7 ” فنساء بلدتي كثيرات وفاضلات ومن مختلف الأعمار، لكن ما أثلج صدري أن تنبغ كاتبة أديبة من بلدتنا، فهذا شرف لأسرتك ….فزوجتي حليمة جوهر قد سبقتك إلى عالم الأدب والثقافة ” كانت زوجة الكاتب تنشر تحت أسماء مستعارة، لكن عندما تزوجها عام 1981 شجعها أن تنشر باسمها الحقيقي. أمّا الكاتبة صباح بشير فتشير أنها ” أنشطُ في الدفاع عن حقوق المرأة، وكتاباتي تناقش االقضايا الاجتماعية والانسانية . تهدف المؤسسة التي أعمل فيها الى تفعيل دور المرأة ” ص 11 كما أنها تؤكد أنها لم تكتب باسم مستعار ” لكني لم أنشر باسم مستعار فوالدي شجعني على الكتابة حينها ” ص 11 . في نفس الرسالة والصفحة تسأل “، هل كتبت يوما للمرأة أو لها ” فالكاتبة صباح بشير لم تكن قد قرأت للكاتب جميل السلحوت ولا تعرف طبيعة أفكاره ونظرته المرأة، فكان بالنسبة لها من المهم التأكد من موقفه من المرأة وهي في الرسائل الأولى أي قبل أن تسترسل في العلاقة الأدبية معه، وفي نفس الصفحة تشكو له من موقف الصحافة والمجتمع من المرأة “، من خلال المجلة التي أكتب فيها أحاول التغيير في طريقة تمثيل المرأة في الإعلام، أجتهد في محاربة تلك الصورة النمطية للمرأة في إعلامنا الذي يفتقر إلى تغطية مشاركة المرأة في المجال الفكري الثقافي والإبداعي ويتجاهل قضاياها الهامة، مثل تدني الأجور وحقوقها الاقتصادية، واستبعادها من عملية صنع القرار، كما يتجاهل مناقشة القوانين التمييزية ضدها، قضايا التحرش في العمل وجرائم القتل على خلفية ما يسمى “شرف العائلة” ص11-12هنا في هذه الرسالة من عام 2010، نلاحظ أن الكاتبة صباح بلورت موقفها من الغبن والظلم التي تتعرض له المرأة العربية في عدة قضايا، وتعاتب وسائل الإعلام التي تتجاهل قضايا النساء وظلمهن. وهي بحكم عملها في جمعيات ومؤسسات تعنى بقضايا المرأة. أمّا الكاتب جميل السلحوت ، فقد التقط سؤالها حول كتاباته حول المرأة ” فقد انتبهت لذكورية مجتمعاتنا العربية وأنا في سن مبكرة، وأتعاطف بشكل جارف مع قضايا وحقوق المرأة، فلا تستغربي ذلك فأنا ابن امرأة وزوج امرأة وشقيق تسع نساء، ووالد بنتين، وخالاتي خمسة ولا عمّات لي ” ص 14، ثم يشرح لنا الظلم الذي تعرضت له والدته وبنات جيلها، وخاصة الزواج المبكر وعدم ابداء الفتاة رأيها في زواجها، يشرح رد والده على الجاهة التي طلبت أخذ رأي الفتاة فرد والده ” لا رأي لزوجتي وابنتي في هكذا أمر! اذا رفضت بنتي من أرتضيه زوجا لها سأشيل رأسها عن جسدها بالسيف ” ص14. إشارة الى الظلم وعدم احترام رأي الفتاة في أهم قرار في حياتها. بينما الكاتب يختلف عن والده وعن الجيل السابق فقد شجع زوجته على اتمام تعليمها الجامعي، رغم معارضة أخيها ووالده، كذلك علم بناته أيضا، وكتب عام 1978 كتاب “شيء من الصراع الطبقي في الحكاية الفلسطينية”، عن الحكايات الشعبية التي تشيطن المرأة، كذلك في رواية ” ظلام النهار ” 2010، تمحورت حول المرأة، التخلف والجهل، لكنه يعد في روايته القادمة أن ينصف المرأة دون تصنع، ثم كانه يخرج عن النص ويكتب ” لاحظت أن المرأة تعادي المرأة أي تعادي نفسها، فعدا أنها تميز بين أبنائها الذكور وبناتها الإناث، وتغرس في أبنائها التربية الذكورية … المرأة تكيد الدسائس لبنات جنسها، ونسبة كبيرة من النساء المتعلمات والمثقفات لسن بريئات من هذه التهمة “ ص16 وهو يتفق مع الكاتبة صباح أن أجور النساء متدنية، وهذا ظلم، وهنا يتفق مع طرح الكاتبة صباح في رسالة سابقة، نلاحظ ان الكاتب جميل يحمل المرأة جزءا من الظلم التي تتعرض له من خلال تربيتها لأبنائها الذكور، كما انه لم يتطرق لموضوع ” القتل على خلفية شرف العائلة”. الكاتبة الكاتبة صباح بشير سرّت جدا من موقف الكاتب من قضايا المرأة وتحرره من النظام الأبوي البائد ص18. وعبرت عن

نفورها من الزمن البائد الذي ظلم المرأة” أحمد الله أنني لم أخلق ولم أعش في ذلك الزمن الغابر الذي تحدثت عنه ” ص 18. الكاتبة صباح بشير لا تريد أن تلقي جزءا من اللوم على المرأة بل على الرجل ” بسبب تلك الثقافة الذكورية البالية، تتأخر المرأة وتمنع من تسجيل تفوقها على لوحة الأنجازات، فالمرأة الأمّ التي تربي إبنتها على الطاعة العمياء لذكور الأسرة والعائلة، وخدمتهم هي ذات المرأة التي تقول لابنها ” جدع سبع خليك رجل ” فكيف تتوقع منها ان تشجع وتفرح لنبوغ إمرأة أخرى قيادية ناجحة ” ص22، ثم يخلص الكاتب جميل السلحوت ” على النساء أن يعلمن أن الحرية تؤخذ ولا تعطى، ولا يفهم أن الحرية مطلقة مع الانتباه للفوارق الثقافية بين الشعوب والأمم … مع التنبيه الى وجود من يضطهدون المرأة متلفعين بعباءة الدين ” ص 25، ص 33 رسالة من اواخر سنة 2010، تعلمنا الكاتبة صباح بشير عن نيتها في الهجرة الى دولة الإمارات العربية، لا تكشف لنا صراحة عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التحول، لكنها كتبت بعض الرموز ” فالظروف في الوطن لا تساعد الفرد على تحقيق ذاته، بل تدفع به ليغطس في يأس وانشطار بين أهله وذويه ” ص 33. لكن الجميل هنا رغم هجرة الكاتبة صباح بشير الى دولة الإمارات، تاركة القدس خلفها، لكن رابضة في قلبها، حافظت على أدب الرسائل مع الكاتب جميل السلحوت، كذلك هو بالرغم من سفره الطويل والمتكرر الى دول العالم العربية والأجنبية حافظ أيضا على التواصل مع الكاتبة، وطرح العديد من القصايا الأدبية والانسانية والسياسية بشفافية ووضوح.

في الرسائل المتقدمة تخف حدة موضوع حقوق النساء، تتحدث الرسائل أكثر عن رحلات الكاتبين هي للإمارات وهو للولايات المتحدة، ويتبادلان المعلومات والمواقف والمشاعر ولحظات السعادة والانطباعات من الزيارات، لكن الكاتب جميل السلحوت يذكر لنا انه اصدر عام2017، رواية عذارى في وجه العاصفة، ” هي رواية تتحدث عن المآسي التي لحقت بآلاف النساء الفلسطينيات في النكبة عام 1948، ولم ينتبه لهن أحد، فجزء منهن لجأن إلى قطر عربي مجاور في حين بقي خطّابهن في الوطن، أو العكس ، فتزوج الخطّاب من غيرهن في حين بقيت المخطوبات ينتظرن العودة، وأفنين أعمارهن عوانس ” ص66. الكاتب جميل السلحوت هنا أثار أحد المواضيع الإنسانية الهامة والمؤلمة على هامش النكبة.

الكاتبة صباح بشير تعترف أن الوطن يسكنها وتسكنه رغم الانغماس في العمل في غربتها ” بعد أن غادرت الوطن تركت فيه جزءا من روحي، العائلة والأحبة هذا البعد يبث في نفسي الشوق والحزن، فالانسان يظل ناقصا دون الوطن منتظرا عودته اليه، أفتراش أرضه والتحف سماءه ليزهر قلبه، ليزهر قلبه من جديد ويرتوي من فيض نوره، ولتعلم يا صديقي فأنا أعتز بما تكتبه لي، فرسائلك تحمل بين سطورها عبق الوطن وحكايات صادقة ” ص 68. أمّا الكاتب السلحوت فهو يعتبر الاستعمار الفرنسي والانجليزي سببا في الكوارث التي حلت وتحل بالعالم العربي، بسبب تقسيم الأمة العربية الى دويلات ص73، ص 149 يقول الكاتب جميل السلحوت:” أنا من المؤمنين بقداسة قدسنا وقداسة أكنافها التي تطول بلاد الشام كاملة ،بلادنا كما تعلمين ويعلم الجميع مهد الديانات السماوية وموقعها يتوسط العالم، وفيها خيرات كثيرة تتوزع على فصول السنة ” ص149، ثم يتحدث عن التآخي الإسلامي والمسيحي، ” فبلادنا بلاد التعددية الثقافية، إذن فقدسنا كما بقية مدننا تتجاور فيها المساجد والكنائس وينطلق فيه الأذان من المآذن وتقرع فيها أجراس أبراج الكنائس، وهذا التآخي، بين أتباع الديانات من أبناء الشعب الواحد شهادة على حضارة هذا الشعب، الذي هو جزء أصيل من الأمة العربية “ص 150، أمّا الكاتبة صباح فقد كتبت ” ببساطة القول في كل مرة أزورها اكتشف أني مازلت أقيم فيها ولم أغادر، فحين التقيتها يكاد قلبي يترجل من صدري ويقفز؛ ليدوس ترابها، وروحي ترفرف من حولي مسرعة لتعانق فضاءها؛ تأخذني الرهبة أمام هيبتها وتلامس حواسي رائحتها، وأمام أسوارها العتيقة تلك القابعة الثابتة في قلب التاريخ، وتهدأ روحي وأسكن كطفل غفا في حضن أمّه ص153.

نلاحظ ان الكاتبة صباح بشير تطلق العنان لقلمها وقلبها لحب القدس بأسلوب شعري رائع، يشار الى ان الكاتب جميل السلحوت قد قال لها بأن لا مثيل للقدس بين كل المدن ومن الصعب عليها الابتعاد عنها، وحتما انها سوف تعود اليكم فيها وفعلا عادت الكاتبة ثانية الى القدس بعد ترحال وهجرة طويلة .

خلاصة من خلال هذه القراءة لكتاب رسائل من القدس وإليها، قمت باستعراض موقف كل من الكاتب جميل السلحوت والكاتبة صباح بشير، من قضايا المرأة، حيث اتفق الكاتبان منذ بداية الرسائل على ان المرأة العربية تعرضت وتتعرض للظلم من قبل المجتمع، وحاول الكاتبان معالجة هذا الملف الشائك من خلال العمل والقلم. حاول الكاتب جميل السلحوت من خلال رواياته وان يكون نموذجا شخصيا لدعم زوجته وبناته ومن خلال رواياته المدافعة عن المرأة، أمّا الكاتبة صباح بشير فقد حاولت من خلال من خلال عملها في مؤسسات داعمة للمرأة ووسائل اعلام وصحافة، وأخيرا من خلال روايتها الجديدة الصادرة حديثا، اعتقد من خلال موقف الكاتب جميل السلحوت اتجاه المرأة، أطال عمر الرسائل وعمل على بناء لبنة الصادقة الدائمة بين الكاتبين، أمّا موضوع الوطن ايضا فقد اتفق الكاتبان على حب الوطن عامة والقدس خاصة، وان كان الوطن عند صباح بشير اختصر بالقدس وحبها وقدسيتها والشوق اليها، وهي كما كتبت تتجنب الخوض بالسياسة وتقتصر كتاباتها عن مواضيع أدبية واجتماعية ، لكنها استجمعت قوتها وكتبت عن الوطن وحبها للقدس، أما الكاتب جميل السلحوت فيعتبر الوطن كل الوطن العربي، يحبه ويغار عليه من الطامعين الأجانب ومن أبناء الوطن ، يحب فلسطين والقدس والشام وتونس، رغم انه زار اوروبا والولايات المتحدة لكنه ينتقد العالم الغربي ويحمله وزر التخلف والحروب في العالم العربي، وخاصة الاستعمار الفرنسي والانجليزي واتفاقية سايس بيكو، التي قطعت وقسمت الأمة العربية. يمكن اعتبار كتاب رسائل من القدس وإليها ، كتابا ناجحا ضمن أدب الرسائل. بسب امتداده لأكثر من 11سنة وما تضمنه من صراحة، وطرح قضايا جدية مثل المرأة والسياسة والابداع، والوطن ، الثقافة ، الرحلات ، القدس ، وعبر كل كاتب عن قناعته وثقافته ، وتطلعاته وانطباعاته بأسلوب جميل ابداعي ينم عن ثقافته الابداعية خلال هذه الرسائل الهامة. فقد توقع الكاتب جميل السلحوت للكاتبة صباح بشير النجاح في عالم الكتابة والابداع، وخاصة الرواية وهذا ما حدث بعد عام واحد فقد حلقت بعيدا في عالم الأدب والنقد والرواية واصدرت روايتها ” رحلة إلى ذات امرأة.”

لا بدّ من الاشارة الى أن أدب الرسائل يثري المشهد الأدبي من كتب الرسائل ؛ رسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة ، رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ، شطري البرتقالة ، رسائل بين سميح القاسم ومحمود دوريش ، أتخلدني نوارس دهشتك ، رسائل بين وهيب نديم وهبة وآمال عواد ، وطن على شراع الذاكرة ، رسائل بين روز اليوسف شعبان وعمر صبري كتمتو.

الخميس، 13 أبريل 2023

قراءة في قصّة لليافعين بعنوان: "جدّي يعشق أرضه" للكاتب؛ سهيل عيساوي - بقلم : رفيقة عثمان أبوغوش

قراءة في قصّة لليافعين بعنوان: "جدّي يعشق أرضه" للكاتب؛ سهيل عيساوي، 2023 – دارالعيساوي للطّباعة والنّشر


My grandfather loves his Land
 
 صدرت حديثًا قصّة "جدّي يعشق أرضه" للكاتب؛ سهيل عيساوي، وتزيّنت القصّة برسومات الفنّانة: فيتا تنئيل؛ واحتوت على ثلاثٍ وعشرين صفحة من القطع الكبير، والورق السّميك اللّامع، ويغلّف القصّة غلاف من الورق المُقوّى واللّامع. تغطّيها صورة لكف رجل مسن يغرس نبتة بالأرض، ويداه مجبلتان بالتّراب.
   من اللاّفت للنّظر في الرّسومات، تبدو طابعًا غربيًّا، من حيث تصميم البيوت، والمناظر الطبيعيّة، والشّخصيّات؛ برأيي لو رسم الرّسومات فنّان عربي أو فلسطيني، لاختلف الأمر، لأصبغ على النّصوص الرّوح العربيّة، وبالذّات الفلسطينيّة خاصّةً في الرّموز والملامح.
 يُقسم الكتاب إلى قسمين: النّصف الأوّل باللّغة العربيّة، بينما القسم الثّاني عبارة عن نصوص ترجمة القصّة نفسها للّغة الإنجليزيّة؛ قام بترجمتها المُترجم المصري: حسن حجازي حسن.
   تُلائم القصّة لأطفال صفوف السّادسة الابتدائيّة وما فوق، والأنسب لليافعين؛ نظرًا للمستوى اللّغوي العالي، واستخدام بعض المفردات الصّعبة. لكن من الممكن تجيير محتوى القصّة لأجيال دون ذلك، لأهميّة مغزاها.
 تهدف القصّة إلى غرس قيمة أهميّة الأرض للإنسان عند الأطفال، وعدم التّفريط بها مهما كانت الإغراءات الماديّة عالية الثّمن للبيع. هذا الطّرح يُحسب للكاتب؛ نظرًا لِما يدور حولنا من الإغراءات المعروضة للفلسطينيين أصحاب الأراضي بالبيع، لأطرافٍ أجنبيّة أخرى؛ وذلك لتصديق الإدّعاءات بملكية الارض لهم.
 من المهم الدّفاع عن الأرض من اغتصابها من قِبل المستوطنين، مها كلّف الأمر الأرض هي الهويّة التكوينيّة للإنسان الفلسطيني، ومصدر رزقه.
   تحدّث الكاتب عن عدم التّفريط بالأرض في القصّة "جدّي يعشق أرضه"، بشكل عام بدون تحديد الزّمان والمكان، وبدون الإشارة للأرض الفلسطينيّة؛ سواء بالسّرد أو بالرّسومات.
 سرد الكاتب قصّته برمزيّة، دون تحديد الرّجل الطامع في شراء الأرض، وذلك بقوله:
" اقتربت سيّارة سوداء فارهة من حقل جدّي، أطلّ من وراء الزّجاج الأسود، رجل أسمر، لم أشاهد عيونه من خلف نظّارته، طلب منّي استدعاء جدّي لأمر هام".
 نعت الكاتب الشّاري بالرّجل الغريب. ترى! هل هذا الرّجل الغريب هو سمسار أراضٍ ثري؟ أو غير عربي؟ في صفحة لاحقة صفحة 17 قال جدّي "أنا لا أبيع أرضي لأهل بلدي ولا لسماسرة". ربّما قصد بقوله بأنّ الرّجل الغريب هو السّمسار. من الممكن أن يكون متعاونًا ووسيطًا؛ لتسريب الأراضي بعد شرائها للأعداء.
 شخصيّة الجد لم يُحدّد اسمها الكاتب، كذلك الرسّومات لم توضح ملامح الشّخصيّة كاملة؛ بل ظهر كفّا الجد العريضتان تغرسان نبتة بالأرض، وصورة أخرى توضح جبين الجد العريضة وحواجبه الّتي يغزوها الشّيب؛ ولكن تصرّفاته تشير لكونه شخصيّة رجل مسن عربي أصيل، لا يُفرّط بأرضه مهما بلغت الإغراءات الماديّة قائلّا: "اعتاش، وسوف يعتاش الأبناء والأحفاد من بركة الأرض"، "أنا لا أبيع أرضي هي عرضي" أنا لا أبيع أرضي هي وطني".صفحة 22. " هذه الأرض ورثناها جيلًا بعد جيل منذ مئات السّنين، أنا لا أفرّط بهذه الأرض الدّرّة الثّمينة" صفحة 7. هنا مؤكّد بأنّ الأرض هي فلسطينيّة عربيّة.
 استخدم الكاتب العيساوي بعض رموز التّراث العربي، مثل: القهوة المُرّة، عندما دعا الغريب لاحتسائها، فرفض الغريب شرب القهوة، كذلك الرّسمة اوضحت دلّة القهوة العربية مع   فناجين السّادة المُزخرفة. بالإضافة لاستخدام بعض الثّمار المعروفة مثل: الصبر. حبّذا لو تمّ عرض ثمار الزّيتون، والنّخيل، والعنب، وغيرها من خيرات بلادنا المعروفة؛ والّتي تدل على ملكيّة الأرض لأصحابها الفلسطينيين.
 العاطفة بالقصّة جيّاشة، في حب الأرض، والانتماء للوطن، "خذني إلى الأرض حالًا لأغسل عيوني بخضرتها، لتستحم روحي بعطرها الزّكي، لتختلط أنفاسي بأنفاسها، لأروي نبتة تتضرّع إلى الله بعرقي المُتصبّب عشقًا، لأنثر ترابها في عيون الشّامِتين". صفحة 23.
 قصّة "جدّي يعشق الأرض" قصّة ذات قيمة عالية، وجديرة باقتنائها في المدارس؛ لإكساب الأطفال قيمة تربويّة هامّة، في حب الأرض، بل عشقها، والحفاظ عليها من الضياع، وعدم الانصياع للإغراءات الماديّة مهام كانت باهظة الثّمن.
 هذه القصّة ذكّرتني بوصيّة جدّي رحمه الله، عندما قال: " ليست الأرض وحدها هي ملكم لنا، بل سبع طبقات أرضيّة تحتها، وسبع طبقات فضائيّة، هي ملك لنا؛ فاحرّصوا عليها من الضّياع".
تمّت بحمد الله


الأربعاء، 12 أبريل 2023

انحسار فنون «السيرة بقلم : أ.د. محمد الدعمي كاتب وباحث أكاديمي عراقي




 لا يبارح المرء الصواب عندما من يذهب إلى أن هناك العديد من الفنون في طريقها إلى التلاشي والانقراض بسبب «الإنترنت» (شبكة المعلومات الدولية)، وذلك تقهقرًا أمام هذه الشبكة العنكبوتية المتنوِّعة والممتدَّة إلى كل بيت ومكتب مهما كان موضعه!

لذا، أتوقع انحسار فنون «السيرة» و»السيرة الذاتية» مع تزايد الاعتماد الفردي والمؤسسي على الإنترنت، بدليل ظهور ما يطلق عليه بـ»السيرة الرقمية» Digital Biography، كما أطلق عليها في الولايات المتحدة الأميركية: فإذا توهَّمت بأنك بمفردك أمام الحاسوب وبمنأى عن الآخرين عندما تتعامل مع الإنترنت وتفتح الصفحات المتنوِّعة بحُريَّة، دون رقيب، فإنك ترتكب خطًا فادحًا، خصوصًا بعد أن مدَّت أجهزة المخابرات والاستخبارات الكبرى عيونها وأذرعها إلى كل مكان وعبر هذه الشبكة التي تمنحك الشعور الوهمي بأنك إنما تعمل وحدك فقط!
ودليل ذلك، هو أن أجهزة حفظ الأمن (كالشُّرطة والشُّرطة السرِّية) غالبًا ما تعمد إلى مراجعة سيرة الشخص المطلوب معرفته وإماطة اللثام عن عبراته وسكناته، وذلك من خلال فتح ملف سيرته الرقمية!
السيرة الرقمية تكشف اهتمامات المرء، ومنها الاهتمامات والهوايات الأكثر خصوصية وفردية، خصوصًا تلك التي لا يريد المرء كشفها للآخرين: فإذا ما كان ذلك الشخص مهتمًّا بالجريمة أو بالتجسُّس أو بالقضايا الإباحية، فإن سيرته الرقمية هي خير دليل وأقصر ممرٍّ لمعرفته وللكشف عن مستوراته وتوجُّهاته بدقة متناهية. لذا، لا تدخِّر الأجهزة الأمنية أعلاه جهدًا للوصول إلى كل ما من شأنه إماطة اللثام عن حقيقة الشخص الذي يُشكِّل «هدفًا» أمنيًّا أو سياسيًّا مهما كان بُعده الجغرافي، خصوصًا وأنه يتوهَّم بأنه يعمل بمفرده (دون علم أحد) وهو في غرفته أو بمكتبه الخاص. وهكذا، علينا أن نتذكر دائمًا بأن أجهزة الرصد والتنصُّت والاستشعار عن بُعد إنما هي لنا بالمرصاد دائمًا، خصوصًا عندما يأتي الأمر لمعرفة دقيقة عن «الهدف» الأمني أو الجرمي بدقة، علمًا أن الأجهزة المتخصصة أعلاه لا تدَّخر الجهد ولا المال لمعرفة كل شيء عنك حتى عندما تكون في الحمام، إذا ما تطلب الأمر ذلك: فاحذر!

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي








*فيلم "الزي":"ذا آوت فيت" اعداد الكاتب السينمائي مهند عارف النابلسي/عمان-الأردن

 






*فيلم "الزي":"ذا آوت فيت" :

أناقة واجرام وخبث ونهاية غير متوقعة في استحضار ذكي مدهش وعصري لنمط هيتشكوك الاخراجي الغامض والشيق والهادىء:

THE OUTFIT

R 

2022, Mystery & thriller/Crime, 1h 45m

85%

TOMATOMETER167 Reviews

92%

AUDIENCE SCORE250+ Verified Ratings

 


*نادرًا ما تأتي الأفلام بأناقة مثل شريط "الزي":"The Outfit" ، فهنا وقائع جريمة محكمة لا يمكن التنبؤ بها باستمرار ، مصممة بنفس الدقة الموجودة في ثنايا البدلة البسيطة المخادعة عند صاتع الملابس الأنيق . فمن المدهش أن هذا هو أول فيلم سينمائي للكاتب "غراهام مور" منذ أن فاز فيلمه الرائع "The Imitation Game" حول الحرب العالمية الثانية بجائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس في عام 2015. هنا ، يفترض أيضًا أن توجيه الواجبات لأول مرة وبتوازن وقص وخياطة قطعة وثنايا قماشية فاخرة في ذات الموقع ، وهو متجر خياطة أنيق يبدو أقل من القيمة الحقيقية المتوقعة بنفس الاجتهاد الذي جلبه للفائز بالجائزة المذكورة أعلاه.


*جزء من متعة الزي:"The Outfit" هو سلوكه المتجدد ذاتيًا باستمرار والذي سيبقي المشاهدين في حيرة ودهشة من أمرهم حتى اللحظة الأخيرة. ومن الرائع أن ترى غراهام على كرسي المخرج ، وهو ينسق ألغاز الفيلم بعين يقظة. في الواقع ، ما كان يمكن أن يكون مسرحية يتحول هنا إلى شيء سينمائي سحري بين يديه (تماما كخياطه الماهر الذي يحول القماش الفاخر لبدل رائعة).- فهناك الكثير من التفاصيل في ما يختار مور إظهاره مقابل إخفاءه ، والوجه الذي يركز عليه وكيف يعمل على اخفاء المشاهد المتوقعة. ومما يثير الإعجاب بنفس القدر أزياء الفيلم ، التي صُنعت بدقة مذهلة من قبل مصمم الأزياء الشهير "زاك بوزين". وفي النهاية ، تترك شعور الزي"The Outfit" وكأنك رأيت شيئًا ثريًا وساحرًا وفاخرًا. بالنسبة للفيلم الذي يمارس فيه هذا الخياط "المهني=الأنيق" نشاطه التجاري من خلال هذه الموارد المحدودة ، يعد هذا انتصارًا كبيرًا "غير متوقع".كما أن أحداث الشريط كلها تتم في المتجر!
*فإذا كان بإمكان الجميع فقط أن يظلوا سلسين وعمليين مثل الفصل الافتتاحي للفيلم. ولكن بينما تتدفق القطع على مدار يوم أو نحو ذلك (ومرة أخرى ، في مكان واحد) ، فقد اكتشفنا وجود عائلة إجرامية متنافسة ، وهي منظمة إجرامية من النخبة تسمى "الزي" والتي يريد بويلز أن يصبح جزءًا منها بالإضافة إلى جرذ "واشي" محتمل ، الذي  يسجل محادثات تدين أشخاصا ونبدو كشيئً جديدً يتنافس الجميع على اقتنائه ما يسمى كاسيت حيث يسعى البعض  لتمريرها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي لكشف المستور وتحقيق ادانة شخصية لا يريدها أحد من اللاعبين المعنيين. فما الخطأ الذي يمكن أن يحدث عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل القتل والمال والرهانات الرومانسية والغموض والماضي؟
*في الواقع ، عمل مور وشريكه جوناثان ماكلين في انجاز عجائب لافتة مع سيناريو "الزي" من خلال حبكة تزداد ثخانةً وتشويقا وتعقيدا تدريجيًا والتي نادرًا ما تظهر شقوقها. إنه لغز يشبه المتاهة لفيلم "غير عادي" اطلاقا، فيلم يدعو الجمهور بسرعة إلى جولة متضمنة من أسرار تتفكك داخل مصنع شيكاغو الغامض المليء بالدخان الحميمي الذي يرتدي ملابس زبائنه الفاخرة الأثرياء في الخمسينيات من القرن الماضي. فالسيد "ليونارد بورلينج" هو السيد الذي يقف وراء هذا المصمم الصغير الغامض والماهر والحصري (مارك ريلانس ، الذي كان شديد الصلابة بشكل مزعج ووجهه البوكر كما كان في "جسر الجواسيس" تماما والذي لا يستطيع ممثل ىخر تقليد انطباعاته الوجهية المعبرة) ، وهو قاطع/صانع ملابس مقتدر تدرب وغادر منزله في لندن من أجل حياة جديدة بعد الحرب العالمية الثانية. ومن الواضح أن النازيين كانوا السبب الرئيسي لرحيله كما يبدو. فالجينز الأزرق (على الرغم من أنه لم يكن شيئًا راسخًا في ذلك الوقت) هو الذي تسبب بإيقافه عن العمل ، كما يقول ، لكن شيئًا آخر.خفي نكتشفه لاحقا ضمن السياق هو ربما السبب الرئيسي لمغادرته لندن حينها لكن المايسترو سارتور وجد أخدوده الجديد المرغوب مرة أخرى في مشغل Windy City الخاص به رغم كل الصعاب ، بعد مأساة سرية. وطالما أنك لا تسميه خياطًا – الذي هو الشخص الذي يقوم فقط بحياكة البنطال وإصلاح الأزرار؟ - ويرغب دوما بان يشار إليه بدقة على أنه قاطع/مفصل ملابس ، فسيكون كل شيء على ما يرام ظاهريا بطريقة تعاملك معه، لكن الأمر اعقد من ذلك بكثير ويحفل بالمفاجاآت!

*
ظاهريًا ، يبدو أن مثل هذه الدلالات هي أكبر دراما في حياة Burling التي يمكن التنبؤ بها ، حيث يقضي معظمها في غرفة خلفية مفصلة بشكل رائع (مرتدية اللمسة السحرية لمصمم الإنتاج  البارع"جيما جاكسون" بألوان ترابية من الكريمات والجمال والأقمشة والقصات وأدوات الخياطة ..الخ/وعلى فكرة فهذا التصميم الانتاجي تفتقده معظم الأفلام العربية ربما، وهو الذي يعمل على اضفاء صبغة واقعية جذابة للسيناريو/ ) ، فحول طاولة التقطيع الذي يعاملها Burling كسرير عمليات لأنه يعمل بلفائف من القماش الفاخر بدقة جراحية. (في واحدة من أكثر المشاهد التي يتضمنها الفيلم لاحقًا ، تأتي هذه الإشارة إلى ثمارها فعليًا خلال بضع دقائق من التوتر المذهل (الحافل بالدلالةوالمغزى والغموض ).

*
لكن لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى ندرك أن الحرفي القديم مختلط بأكثر من مجرد الغرز وأنماط القطع. لملابس رجال العصابات ، ولا سيما عائلة بويل - فرئيس سيمون راسل بيل الذي يبدو معتدلًا على ما يبدو مع روي وابنه المدلل ريتشي (ديلان أوبراين) ورجالهم الداخليون فرانسيس (جوني فلين) ومونك - يزورون مخيطته الأنيقة بشكل متكرر ، مستخدمين ورشته كمركز اتصال آمن لإسقاط الرسائل والطرود لأفراد عائلاتهم المجرمين.الآخرين المخفيين فيما يحافظ Burlingبورلنغ على مكانة منخفضة بقصد وخبث ويهتم بشركته الخاصة جنبًا إلى جنب مع حالات المجيئ والذهاب الملتوية هذه، في محاولة لوضع مثال على شكل الأب الحنون لمساعدته الشابة في المتجر "مابل" (زوي دويتش الرائعة) ، التي يراها كابنة له. وفي هذه الأثناء ، فهي تتميز ببراءة الفتاة ظاهريا فقط فيما تملك إحساسًا بالخبث الأنثوي/الخفي الاجرامي ربما ، فإنها أي الفتاة الجميلة هذه "مابل" لديها خططها الخاصة. حيث لا يمكنها الانتظار للخروج من شيكاغو وربما لتتجه إلى باريس.كما تحلم . ويبدو أنها ملتزمة جديا وبحزم وثقة وبراعة بفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق أحلامها.

*لا أتذكر حقيقة اسم فيلم هيتشكوك القديم المميز الذي يتم فيه التصوير ضمن "لقطة طويلة واحدة" تقريبا، والذي يتماثل مع هذا الشريط لحد ما تقريبا مع اختلاف التفاصيل ، من حيث حدوث القصة ضمن مكان واسع فسيح وصولا لقتل شخص وتخبئة جثته في صندوق طويل (يستخدم للجلوس) كما حدث هنا مع ابن زعيم العصابة المتنمر، كما علينا أن لا نتجاهل رباطة جأش "بورلنغ" المحترف بخياطته لثقب رصاصة في بطن نفس الشخص "المقتول فيما بعد" أدت لنزيف  حاد مستمر من بطنه! حيث قام بالعمل بهدؤ من الجهتين وكأنه "يظبط" بدلة زبون مستعجل، ولا ادري سبب تجاهل النقاد لهذا الشبه اللافت مع شريط هتشكوك (سوى قلة معرفتهم السينمائية الشاملة الموسوعية)!

*
يتبع The Outfit نمطًا تشويقيا معهودا لأفلام العصابات التقليدية، لكن نضارته المستجدة تكمن في ذكاء ومفاجأة السيناريو. مثل البدلة المصنوعة جيدًا ، فهي ليست من الطراز القديم وحسب- لكنها كلاسيكية وجذابة وانيقة

*********
كان فيلم الزي وقتًا ممتعًا! فالكثير من طبقات الشخصيات التي لن تتخيل أبدًا أن تستثمر فيها ،ولكنك تجد نفسك مأخوذا في القصة. ويثبت "مارك ريلانس" مرة أخرى مدى امتلاكه لأي شخصية يقوم بها...انه بالمحصلة مفاجأة سارة مدهشة.

*
ابتكر الكاتب والمخرج Grahame Moore قصة مثيرة مفادها أن كل شيء وكل شخص قد لا يكون على ما يعتقد أنه كذلك... مثل أفضل البدلات من "Savile Row" ، فإن The Outfit  "الذي يسرع النبض"،هو نموذج لذلك. فضعه بثقة مع أندر المهارات مع مفاجأة أو اثنتين "مذهلتين" في جعبته.

*
وفي سياق يصعب فيه التعبير عن أي مشاعر دون حوار مكثف ، يتقدم "رايلانس" بطمأنة مريحة ونظرة تواصلية معبرة للغاية.ويثبت انه ممثل قدير فريد...

*اعداد الكاتب السينمائي مهند عارف النابلسي/عمان-الاردن



 

الأربعاء، 5 أبريل 2023

عربية وفاكهة الغربة للشاعرة ولأديبة الدكتورة ميساء الصح

 

أهدتني الأديبة والشاعرة الدكتورة ميساء الصح ، ديوانها الجديد " عربية وفاكهة الغربة " ، الصادر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع - عمان. 
يقع الكتاب في 150 صفحة من الحجم المتوسط ، غلاف سميك مقوى ، قدم الكتاب الباحث والناقد الدكتور رياض كامل ، جاء بها " الديوان إضافة نوعية إلى مجمل الإبداع ، الانثوي الفلسطيني ،وليس مجرد إضافة كمية … تعمل الشاعرة على توظيف الحكايات والأساطير العربية  والعالمية مثل حكياية ليلى والذئب ،وتحيل كثيرا على قصص الأنبياء  كما وردت في القرآن الكريم ، بالذات في سورة يوسف ، إن تأثيث النص الشعري بالإحالات على نصوص أخرى سابقة ، أو تعزيزه وإثرائه بالرموز والتحالفات الثقافية ، قد يرهق القارئ العادي ، لكنه يجلب المتعة للقارئ المتمرس ، يبدو أن الشاعرة ميساء الصح تؤمن بقارئها الضمني الذي يقيم داخل النص كما يرى المنظر الالماني وولفجانج  ايزر  ، نخلص الى القول ، بأن الشاعرة ميساء الصح قادرة على خلق هوية شعرية خاصة بها ، لها فيها نبرة صورتها الشعري ، ولها فيها لغة تحمل مميزاتها الثقافية ، ولها فيها موقف إجتماعي ووطني وفكري يحمل ختمها. " 
من عناوين القصائد ؛ درب المطر ، تجليات الذات بين الحماسة والاتزان ، أخوة يوسف ، هذا حبيبي فاشهدوا ، إلى بلدتي عرابة ، إلى بلدة سخنين ، إلى قرية دير حنا ، رؤى ، حضور ، حمامة السلام ، ذكر الله ، بلادي ، في رثاء البروفيسور فاروق مواسي ، شرك الحبيب ، حب الأنام ، الجرح الأخير ، بيروت ، سنمار ، ملاك ، القدس ، تعال إلي ، المعلم.











الكاتب الساخر زياد سليمان شليوط يهديني كتابين


أهداني الأديب زياد سليمان شليوط ، كتابه الجديد .. السيئ .. الأسوأ  .. 
يقع الكتاب في 84 صفحة من الحجم الصغير ، تصميم  شربل الياس ، صدر الكتاب عام 2020،
يتحدث الكاتب عن وجهة نظره في الحياة والسياسة والمجتمع ، بكل صراحة ووضوح دون رتوش أو مواربة أو اختباء خلف الكلمات. 

أما الكتاب الثاني بعنوان ،" عجايب يا صندوق ، الصادر عام 2013 , يقع الكتاب في 86 صفحة من الحجم المتوسط ، من عناوين المقالات ؛ أحزابهم وأحزابنا ، موسم الانتخابات ، مابين المناقصة والنقيصة ، حوار بلا بداية ولا نهاية ، مرض الكرسي ، عاملونا مثل ما تعاملوا موتاكم ، حديث السلام الشاروني ، من حذاء الطنبوري الى حذاء الزبيدي ، جماهيرية الاعلام العظمى ، المعلم المثالي ، نحنا والبلفون صحاب ، لما يسدل الستار ، انجازات على الورق ، مين اكذب منك ، آلو سيادة الرئيس ، على رسلكم ايها المرشحون ، أحلام رئيس . فنجهل فوق جهل الجاهلينا.