الأربعاء، 29 أبريل 2015

ثورة الزنج: الصفحة الثانية بقلم أ.د. محمد الدعمي


الثلاثاء، 28 أبريل 2015

الشارقة القرائي للطفل" يناقش حضور الأساطير في أدب الطفل


تستحوذ الحكاية الشعبية والأساطير على مساحة جيدة في أدب الطفل، لتشكل مصدراً لمجموعة الشخصيات والأبطال التي عادة ما تتضمنها قصص الأطفال، فما حققته هذه الحكايات من حضور في قصص الأطفال شكل محاور بحث في ندوة "الموروث والراهن" التي نظمتها، أمس الاثنين (27 ابريل) هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي يقام حالياً في مركز اكسبو الشارقة ويختتم في 2 مايو المقبل.
حاول المشاركون في الندوة التي أدارها فؤاد قنديل، التمييز بين طبيعة الحكاية الشعبية والأساطير، وأكدوا على قدرة هذه الحكايات على تعريفنا بثقافة الآخر، في حين دعوا إلى ضرورة العمل على جمع الحكايات الشعبية الموجودة في الصدور وتوثيقها كونها تمثل جزءاً من التراث الانساني.
عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام، في دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، أشارت في مداخلتها إلى أن المكتبات تعج حالياً بالكثير من التي تتناول القصص العالمية، والتي يقبل عليها الطفل في العالم العربي، وقالت: "المشكلة أن هذه القصص لم تكن نتاج بيئة الطفل العربي الذي لم يتمكن من التعايش معها، ليبدأ بالبحث عن شكل اخر يشبهه، لنجد أن الطفل اصبح يكتب لنظيره". وعملت عائشة في ورقتها على التمييز بين الحكاية الشعبية والاسطورة. وقالت: "الفرق أن الحكاية الشعبية تقيم حدوداً فاصلة بين عالم الانسان وعالم القوى الخارقة وترتكز على هموم الانسان العادي، كما أن الحكاية الشعبية في صيغتها الاجمالية تنتمي إلى مرحلة متأخرة جداً بالقياس مع المرحلة التي تنتمي اليها الاسطورة، فهي تمثل ـ أي الحكاية الشعبية ـ وجهة نظر المجتمع المتطور الذي أقر بما يميزه عن الطبيعة"، وأشارت إلى أن البطل الانساني يمارس دوراً مهماً في الحكاية الشعبية على عكس الاسطورة التي نجد إنها نسيج آخر يبحث في ظواهر الكون وتتناول تنظيمه من قبل الالهة وتعالج مشكلاته الكبرى ولا تتعرض للإنسان إلا في سياق تبعيته للآلهة التي ترمز للقوى الكونية، فضلاً عن أنها تمثل نظرة المجتمعات القديمة إلى فكرة تشكل الكون. وقالت: "الحكاية الشعبية تتناول حقلاً محدوداً من اهتمامات الانسان الاجتماعية التي تمثل طموحاته والتي تكون في الاساس نتاجاً لاحتياجاته".
أما الكاتبة هولي ويب فتناولت الموضوع من واقع تجربتها الشخصية في التأليف والكتابة، وقالت: "أنا لم اؤلف كتباً مستلهمة من الأساطير بشكل مباشر، وانما حاولت في كتاباتي أن اقدم وصفاً خيالياً وفنتازياً لا يخرج عن الاجواء المعاصرة التي نعيشها، وبتقديري أنه من السهل جداً أن نجد مثل هذه الامور حولنا". وتابعت: "أعتقد أن معظم كتب الأطفال حالياً تعتمد على هذه الاساطير، وعبر البحث نجد أن معظم المواضيع التي قدمت كانت تختلف كلياً عن الاشياء والاحداث التي عشناها". وأضافت هولي ويب: "نحن أبناء التراث سواء اردنا ذلك أم لا، سواء تلك التي ورثناها عن اجدادنا أو الاساطير الاغريقية التي وصلتنا عبر التاريخ، وسنظل طوال الوقت أوفياء  لها، ولكن ذلك لا يمنع أن نكتب عن عالمنا المعاصر، والاستعانة بالتاريخ الذي يجب توظيفه ضمن حياتنا اليومية"، وأشارت إلى أنها كتبت ضمن قصصها عن حوريات الماء في فينيسيا، والتي تصورت انهن يخرجن من الماء لينثرن الجمال على ارصفة هذه المدينة الجميلة.
وعلى النسق ذاته، جاء حديث جوليا جونسون التي قالت: "أنا لست كاتبة أكاديمية وإنما كافة مؤلفاتي تأتي من القلب"، وأضافت: "في الحقيقة لدينا الكثير من الاساطير والقصص والخرافات والحكايات الشعبية، وبتقديري إنها تظل متجانسه على الرغم من اختلافها، لا سيما وأنه يوجد بينها قاسم مشترك يتمثل في أن كافة ابطالها دائماً ما يواجهون التحديات والمعوقات". وتابعت: "نحن نعيش حالياً في قرية صغيرة، ونتقاسم الكثير من القصص التي تسهل علينا التعرف على ثقافات الآخر ودياناته وكذلك شكله وطرق تفكيره، وعالمنا حالياً مليء بالقصص التي لم تكتب بعد، ولا تزال تعيش في نفوسنا وعقولنا، وأعتقد أنه حان الوقت لأن نوظف قدراتنا جميعاً في سبيل توثيق هذه الحكايات".
في المقابل، أشارت د. سعاد مسكين المتخصصة في النقد الادبي في مداخلتها إلى أن الحكاية الشعبية لعبت دوراً في تشكيل وعي الطفل وبناء شخصيته، معتبرة أن الحكاية الشعبية التي دأبت الجدات على سردها، تساهم في تشكيل جوهر وكينونة الطفولة البكر. وقالت: "لا يمكن فصل ما أسست إليه الحكاية الشعبية عن الذاكرة الجمعية التي خزنها الراوي الشعبي في ذاكرتنا عبر التاريخ، الأمر الذي يدعونا إلى اعتبار السرد الشعبي ممارسة واعية بالكتابة الموجهة للطفل، والتي بدأت ارهاصاتها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، نتيجة عوامل انتشار التعليم واقتباس بعض الأعمال العالمية وترجمتها وانتشار الاعلام". ومن خلال ورقتها بينت د. سعاد مسكين أنها حاولت رصد مجموعة من الاعمال بدءاً من رفاعه الطهطاوي وحتى الان، لتصنفها ضمن ثلاث مراحل مختلفة، وقالت: "من خلال هذا التصنيف وجدت بأن مجموعة الاعمال هذه اسهمت معاً في انتاج نصوص حديثه تقوم على الاقتباس أو ترجمة نصوص عالمية أو تلخيص متون الحكايات الشعبية بشكل مبسط، بهدف محاكاة العمل الانساني العربي لكي يتعرف الطفل على تراثه وتاريخه".

وظيفة الثقافة الآن بقلم أ.د. محمد الدعمي



” إن ما أحاول أن اضعه على كاهل الثقافة ليس بالعبء اليسير تدبره، لأن الثقافة في سياق حالنا المخيف الذي تمتطيه آلهة الكراهية والضغائن إنما يتطلب الكثير من الجهد المستنير المرتكن الى ثوابت معرفية رفيعة تمنح المثقف مبررات النزول من علياء برجه العالي الى الجمهور الذي لم يزل يحسن الظن به وبوظيفته حتى اللحظة.”
ـــــــــــــــــــــــــ
إذا ما استحال الدين المسيس مصدراً سبباً للعصبيات الطائفية هذه الأيام؛ ومن ثم دافعاً للصراعات، حد الحروب وسفك الدماء. لِمَ، إذاً، لا نحاول عبر عالمنا العربي الإسلامي، نصف الممزق ونصف المنهار، أن نجد ما يمكن الإرتكان اليه لمعالجة أمراض مجتمعاتنا ومسببات نكوصها وتخلفها.
لاريب في أن هناك من سيزعم بأننا ينبغي أن نلجأ الى الفلسفة، الأخلاقية خاصة، ما دام الدين قد حيدت وظيفته السلمية البناءة من قبل العصبيات المسيسة المذكورة أعلاه التي منحت مجتمعاتنا ما لا تقوى على تفسيره وصده بقوة، وأقصد الشبكات الإرهابية، على تنوعاتها وتباين أهدافها وأدواتها.
إذاً، يتاح أمامنا، في العالمين العربي والإسلامي، درس الفلسفة الأخلاقي، ذلك الدرس المقطر بدقة من خبرات أجيال وأجيال العقول الجبارة، من سقراط حتى تشومسكي، ومن أرسطو حتى الإمام الغزالي، في حدود ثقافتنا المحلية. بيد أن السؤال الأكثر أهمية، بعد اتخاذ الفلسفة أداةً للإصلاح، يتلخص فيما إذا كان هناك من الشبيبة والنشء من يمكن أن يرتجع الى كتب الفلسفة العملاقة التي كساها غبار الزمن منذ عقود دون أن تمس، وكأنها مواد مكهربة أو مسرطنة، للأسف. هل هناك من شبابنا من يستطيع أن يطلب كتابا فلسفيا من أمين مكتبة جامعته، دون أن يفلت من تندر اصحابه به وبتطلعاته، غير التقليدية: فهو حال شاذة، لأنه يفضل أن يقضي ساعات طوالا مع كتاب يسجل ما قاله أو كتبه القدماء الراقدون تحت التراب الان، أقول يفضل ذلك على أن يقضي ما يساويه من الأطوال الزمنية مع الثقافة العربية الشائعة اليوم؛ أي ثقافة أرتال الراقصين والراقصات المهتزين خلف مطربة تنشد للحب (اللاعذري) أو تنشد: “أخبارك إيه حبيبي؟” ولكي تقتنع بما اذهب إليه، صديقي القاريء، تصفح الزوايا الثقافية في آنيتنا الإعلامية التي لا تنكر تحولها الى أدوات دعاية تخدم مموليها، بلا مسؤولية في أحيان كثيرة.
إنه لمن نافلة القول في سياق بحثنا عن دواء لداء مجتمعاتنا، أن نتشبث بالثقافة الحقة، بمعنى الثقافة الإصلاحية المنبعثة من دواخل مهاداتنا الإجتماعية على سبيل إنارة الحاضر واستشراف المستقبل بشيء من الأمل.
إن الثقافات العربية/الإسلامية تقف اللحظة على مفترق طرق: فهي أما أن تبقى مشلولة، بلا حول ولا قوة، كي تحال الى رفوف المتاحف والمكتبات الجامعة لغبار الزمن؛ وإما أن تتفعل للاضطلاع بدور إجتماعي ذي بال.
إن ما أحاول أن اضعه على كاهل الثقافة ليس بالعبء اليسير تدبره، لأن الثقافة في سياق حالنا المخيف الذي تمتطيه آلهة الكراهية والضغائن إنما يتطلب الكثير من الجهد المستنير المرتكن الى ثوابت معرفية رفيعة تمنح المثقف مبررات النزول من علياء برجه العالي الى الجمهور الذي لم يزل يحسن الظن به وبوظيفته حتى اللحظة.
إن المهمة المجتمعية هي بدرجة من الأهمية والخطورة، ان مثقفنا لا يمكن أن يضطلع بها بمفرده. إن قرن الثقافة بالإصلاح إنما يتطلب جهداً فرقياً، وليس فردياً. المهمة المتشبثة بثقافة فاعلة ينبغي أن تبدأ من تطوير نخبة ثقافية Cultural Elite من النمط الذي لا تغمض له عين إلا بعد أن يضخ للجمهور شيئاً من تنوره ودرسه الأخلاقي. ولأن تطوير نخبة ثقافية لا يمكن أن يتحقق على نحو تلقائي فضفاض، تضطر الحكومات الراشدة الى خلق البيئة الموائمة لثقافة إصلاحية ذات دور عملي. لست أقصد الدور اللامجدي الصادر من مجمعات إعلامية دعائية، ولا من مراكز علمية لا تحسن سوى عقد المؤتمرات وإقامة الولائم على شرف الحضور، وإنما أقصد المساعدة على تكوين “مركز دماغي” Brain Center، عارف ومؤهل لمباشرة أحوال مجتمعاتنا رصداً وتحليلاً وعلاج. مثل هذه النخبة الثقافية ينبغي أن تعتصر تراث الثقافة العالمية، دون أدنى تلويث شوفيني، على سبيل إستخراج خلاصات تمنح عالمنا العربي الإسلامي موطيء قدم في مسيرة التقدم والبناء الكونيين.


الاثنين، 27 أبريل 2015

فعاليات متعددة حول قصص ميسون أسدي

في مدرسة ليوبيك في حيفا:







***الطلاب اليهود يتقدمون لامتحانات البجروت في اللغة العربية، يترجمون ويغنون ويرسمون ويبنون المجسمات ويناقشون قصص الكاتبة ميسون أسدي: "بنت الامواج"، "فتوش"، "موعد مع الذئب"، "الحمار زكزوك"، "حسان صديق الحية"، "سليمة"، "تفاحة جلال"، "مكسورة ايديها" و"كيف اصبحت ممثلة"***

*التقت الكاتبة ميسون أسدي مع طلاب من صفوف الثواني عشر في مدرسة ليوبيك الذين يدرسون اللغة العربية وسيتقدمون بخمس وحدات للبجروت في اللغة العربية. خلال هذا اللقاء يتاح للطلبة اليهود الالتقاء مع الكاتبة وتوجيه الأسئلة لها، بعد قراءتهم لقصص ميسون وترجمتها للغة العبرية. تقدم هذا العام (30) طالبا يهوديا لامتحانات البجروت في اللغة العربية من بينهم ستة عرب، ويعد اللقاء مع الكاتبة ومناقشة قصصها جزء من العلامة النهائية للطالب.
شارك في هذا اللقاء لفيف من المربين من المدرسة، منهم: يونتان بار اون- معلم اللغة الانجليزية، وايلانة بن حورين- مركزة مواضيع البجروت في المدرسة، ويهوديت يتسحاقي- سكرتيرة المدرسة.
يشار إلى أنه كان هناك عدّة لقاءات مع الكاتبة وقد اشترك في اللقاء الأخير كل من: نتان، ابراهيم، زيف، شاكيد شنيتسر، شاكيد جافني، شاي، كفير، يوأف، شير، عنبال، جالي، هيلا، بن، وكورال.
افتتحت اللقاء المربية ساريت ملتسر، مركزة اللغة العربية في مدرسة "ليوبيك" والتي تحضّر طلبتها للبجروت باللغة العربية وتهتم بتوجيه الطلاب لتوثيق العلاقة بين اللغة العربية والعبرية وتدأب على تربية الطلبة لمبادئ وقيم التسامح وتقبل الآخر والتقارب بين الطلبة اليهود والعرب عن طريق اللغة العربية وآدابها، ولها نشاطات عديدة ومتنوعة في هذا المجال. وأشارت المربية ساريت بأن هذا اللقاء يدور حول قيم تنبثق عن قصص ميسون أسدي، وهي قيم اخلاقية تتعلق بمواضيع متعدّدة من العدل وكسر الطابو والآراء المسبقة والتفاهم بين الناس ولقاء الثقافات.
وأضافت ملتسر: هذه القصص تم ترجمتها الى اللغة العبرية ونحن في المدرسة نمد جسر بين الثقافات، فكل واحد منكم عمل وترجم قصة معينة ونحن نستمع الى هذه القصص والى القيم الجمالية التي فيها.
الطالبة اوفير، والتي تعاني من متلازمة اسبرجر- التوحد- قرأت وترجمت قصتي "تفاحة جلال" و"سليمة"، حيث انفجرت بالبكاء خلال القراءة لأن قصة "سليمة" تتحدث عن فتاة مع متلازمة داون، وتذكّرت أوفير بأنها هي نفسها كانت غير مقبولة على الآخرين لأنها مختلفة.. اما قصة "الرمان المر" فقد ترجمتها الطالبة زيف والتي قدمت اغنية بالمغربية عن الأم، يقول مطلعها: "انت امي وحياتي يا امي ليش مشيتي".. الطالب شاي وهو أيضا طالب يعاني من مشكلة التوحد، قرأ قصة "حسان صديق الحية" ولخّصها وقال أنه عرف من خلال القصة معلومات جمة عن الحية. الطالبان كورال ونتان ترجما قصة "موعد مع الذئب".. أما شير فترجمت قصة "فتوش" وحضّرت بنفسها سلطة الفتوش للطلاب.. وعنبال قامت بترجمت "ارنوبي يبوح بسره" ونوّهت مستغربة كون هذه القصة موجّهة للصغار.. وقام بترجمة قصة "الحمار زكزوك"  كل من كفير وهيلاه.. واما قصة "مسابقة الأخوة الاثني عشر" فقد ترجمت على يد شيكد.. وقامت جالي بترجمة قصة "بنت الأمواج".. أما إبراهيم، فقد ترجم قصة للكبار بعنوان "واحد قهوة وتنين شكر وواحد ساعة من الحريّة!" من كتاب "حكاوي المقاهي".
شارك في اللقاء الطالب بن كيزل من الصف الحادي عشر، الذي عمل ولحن مقطوعة نثرية للكاتبة ميسون أسدي، بعنوان "سأحدّثكم عن بيت الكبير" باللغتين العبرية والعربية وأشار بن كيزل إلى أنه يؤمن بالتقاء الحضارات والثقافات، خاصّة الثقافة العربية والعبرية ويؤمن بالسلام والتعايش بين الشعبين.
وقد تحدثت الكاتبة ميسون أسدي عن نكبة الشعب الفلسطيني وحق العودة، وتحدّثت عن قريتها دير الأسد، وقرية الكساير المهجرة التي جاء ذكرها في قصة "الرمان المر" وعن وضع العرب في اسرائيل وأيضا عن موضوع البيئة محليًا وعالميًا. وكان اللقاء نسبيا هادئا، مقارنة بما كان في لقاءات سابقة عند التطرق للمواضيع السياسية مع الطلبة.
ومن الجدير ذكره، بأن الكاتبة ميسون أسدي والمربية ساريت ملتسر، تربطهما علاقة وثيقة من أجل العمل على التعايش الحقيقي بين العرب واليهود، خاصّة في حيفا.

ووجهت للكاتبة عشرات الأسئلة حول النصوص التي كتبتها. ودام اللقاء بين الطلبة والكاتبة، على مدار ثلاث ساعات متواصلة.. وفي نهاية اللقاء قدمت الطالبة أوفير، هدية رمزية للكاتبة، وهي عبارة عن قلادة صنعتها بنفسها.

شحّادون يا بلدي بقلم: ميسون أسدي

من شكاوي المبدعين في الأرض-1
شحّادون يا بلدي


أعتقد.. بل أنّني على يقين.. حينما يلاحظ بعض الأهالي أنّ لدى أبنائهم ميولًا فنّيّة أو أدبية، يقومون بتشجيعهم بقدر المستطاع، آخذين بعين الاعتبار أن ما يقومون به هو مجرّد هواية، إلى جانب المهنة التي يطمحون إليها، دون أخذ ميول الولد الحقيقية بعين الاعتبار.
تتّجه طموحات الأهل دائمًا نحو المواضيع الأكاديمية المربحة، مثل الطب والهندسة والمحاماة وما إلى ذلك. لكن بمجرد أن يفكّر الطالب بأنّه سيصبح كاتبًا أو فنانًا أو شاعرًا، وأن تكون هذه مهنته المستقبليّة، تبدأ العقبات. فبعد التروي وإمعان الفكر، تتكشف نوايا الأهل الحقيقية، وتدلهمُّ سماؤهم، وهنا ينقلب التشجيع إلى تحطيم، بجميع الحجج والمعاذير، بأن مثل هذه المهن دونية المكانة والمركز، ولا تطعم خبزًا، متجاهلين بأن الابن سيقوم بالتحدي بجميع الوسائل المتاحة وغير المتاحة، ويبدأ صراع الأجيال. ينتصر في هذا الصراع الأهل غالبًا، لأنهم يجلسون على خزنة التمويل، لكنّ الابناء أصحاب الإرادة القويّة، يسيرون بطريقهم التي رسموها لأنفسهم حتّى النهاية.. يقوم الكثيرون منهم بخداع أصحاب الخزنة (الأهل)، ويوهمونهم بأنهم يسيرون على الدرب التي رسموها لهم، لكنّهم في الحقيقة ينفّذون ما يطمحون إليه ويتنسمون نسيم الفن والأدب. وحتّى يصل أحدهم إلى عالم الأدب والفن ويصبح من بين المعروفين، يكون الثمن باهظًا، مسيرة عذاب ينفطر لها الفؤاد. لكن في النهاية، يعرفهم الناس، يقرأون لهم، يشاهدون أعمالهم وأعمال غيرهم.
بعد أن يصبح المبدع من المشاهير، تنقلب حالة الأهل، ويبدأون بالافتخار به: هذا ابني.. هذا ابن عمي.. قريبي وجاري، وينسون أنهم أنفسهم كانوا عائقًا أمامه في ما مضى، وتأخذ الأستار ترتفع سترًا بعد ستر..
سأكاشفكم بما أضمر دون مواربة أو خفاء.. الطّامة الكبرى تكون عندما تبدأ بعض المؤسسات بدعوة هذا الكاتب أو الفنان أو الشاعر إلى المدارس والمراكز الجماهيرية والنوادي وغيرها، لا يأخذون بعين الاعتبار، أن هذا المبدع يحتاج إلى المال لكي يعيش مثله مثل باقي البشر. يطالبونه أن يتطوع، بينما في نفس الوقت لا يطلبون من أي طبيب أو محام أو اي من أصحاب المهن التي تدرّ الكثير من المال وتلقّت الدعم من الجميع في أثناء فترة تعليمهم، وهكذا يبقون الفقير فقيرًا والغني أغنى.
ولأن المبدعين يتعاملون مع المثاليات، فانهم يقومون أحيانا بتلبية طلب مؤسسة معينة، تنشد عونهم، ويحضرون بدون تقاضي أجر، آخذين بعين الاعتبار بأن هذه ضريبة الشهرة بلا مداورات أو محاورات رغم أنهم يعيشون أيام فاقة، ولا يجدون أحيانا ثمن علبة سجائر وقدح من القهوة. ولأن الفنان المبدع ذو كرامة فانه يأبى أن يمرغها بالتراب، ولا يفتأ يمنّي النفس بأن يصبح يومًا ما من كبار المبدعين.
***
في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم السبت، ذهبت إلى السوق لأتسوق واشتري بعض الخضار، فالأسعار رخيصة جدًّا في نهاية الاسبوع، لأن يوم الاحد يأتي بعد السبت، وهو اليوم الذي تقفل الحوانيت فيه أبوابها، لذلك تبدأ الأسعار بالنزول حتّى يتخلص منها أصحاب الحوانيت ولا تبقى مخزونة لديهم ليوم الاثنين.. حين دخلت حانوت الخضروات، التقيت صدفة مع المربية كفاح، وهي التي كانت قد درّست ابنائي في صغرهم، امرأة جمّة المطامع، تشتعل نيران حقدها على كل ما يحيط بها. التقطتني جهارًا نهارًا، رمقتني بنظرات غضب، وصاحت بصوت أسبغ عليه الانفعال تهدّجًا ملحوظًا..
-  أنا غاضبة عليك، تصرفك لا يليق بشخصك، أصبحت إنسانة مادّيّة، ترفضين أن تأتي إلى مدرستنا للقاء الطلبة مجانًا، مع أنّك قبل سنتين، دخلت إلى كل صفوف الرابعة والخامسة بدون مقابل، فماذا عدا ممّا بدا، تخادعين وتتظاهرين بالعفاف. أين مثاليّاتك أيتها المادّيّة؟
- جلّ ما طلبته منكم مبلغ رمزي، تغطية لما أدفعه من جيبي لأصل إليكم!
- ولكنك في الماضي، لم تطلبي أجرًا وطوّقنا عنقك بأفضالنا؟
- أيّة أفضال؟
- لقد عرّفنا الطلبة وأهاليهم على إبداعك!
- شكرا لكم ايتها المربية، عفا الله عما مضى، اليوم، عشرات المدارس تطلبني ولا استطيع زيارتها دون تعويضي عن تكاليف السفر وعن تعطيل شغلي الذي أعتاش منه..
- تغيّرت كثيرًا أيتها الكاتبة، أصبحت مغرورة..
- كما أعلم، راتبك أعلى من راتبي، فهل أستطيع دعوتك كمربية أجيال لتقديم محاضرة وتسافرين بسيارتك لمدة ساعتين ذهابًا وإيابًا من أجل المثاليات التي تتحدثين عنها؟
- لا، وألف لا، لأنني لا أحب السفر.. ثمّ ان مهنة المعلم هي مهنة شاقّة جدًّا ومضنية، ولا يمكنني أن اتطوّع وأن أتبرع للغير مجّانًا أو بمقابل ذلك.
- لا أستطيع أيّتها المربية، أن أعطّل عملي وأسافر بسيارتي وأخسر يوم عمل كاملا من أجل التطوّع، وكان عليكم أن تشكروني لأنني لبيت طلبكم وتطوّعت في السابق، واستضفتموني في السنة الماضية وكنت عند حسن الضيافة.
تغيّرت لهجة المربية وقالت: الحقيقة، انني أخبرت طاقم المعلمين بما أمليته عليّ، بأنّنا لا يمكننا أن نستضيفك مرّة أخرى ومجّانًا، ولكنهم في النهاية استضافوا مبدعًا آخر ودفعوا له ثلاثة أضعاف ما طلبته أنت.
شعرت بثقل ظلها، وفقر أفكار هذه المربية، وهي تجرّني إلى عالم المماحكات والمشاحنات التي أنا في غنى عنها.. على مرأى ومسمع منها، قلت لبائع الخضروات الذي سمع ما دار بيني وبين المربية، بعد أن تفتّق ذهني عن فكرة: أيّها البائع الطيب.. هل تستطيع أن تعطيني الخضروات مجّانا، لأني أريد أن أدفع من جيبي أجرة الطريق إلى مدرسة صديقتي هذه، وسأخسر يوم عمل في مكان عملي..
أجاب البائع بجدّيّة مصطنعة: أستطيع أن أعطيك حبّة من كل نوع، ولكن عليك أن تدفعي ثمن الباقي..
نظرت إلى المدرّسة وقلت لها: لقد أعطيتكم الحبّة المجّانية في السابق، وعليكم الآن أن تدفعوا ثمن الباقي...!


صدر حديثا : الحوار في السيرة النبوية للدكتور مصطفى عطية جمعة

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للأديب والناقد والأكاديمي "د. مصطفى عطية جمعة" كتابه الجديد « الحوار في السيرة النبوية : { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ».
الكتاب يحمل الرقم (20) في إصدارات المؤلف، ويقع في 160 صفحة من القطع الكبير، ويهدف إلى ترسيخ مفهوم الحوار كسبيل وحيد بين أبناء الحضارات والثقافات المختلفة للتلاقي المعرفي وفهم الآخر، من خلال دراسة ثقافة الحوار في الدين الإسلامي الحنيف، انطلاقًا من المعطيات المعرفية للحوار : لغويًا وفلسفيًا واجتماعيًا وعلميًا.
يتناول الكتاب السيرة النبوية العطرة، والأحاديث النبوية الشريفة التي اعتمدت الحوار وسيلةً ومصدرًا معرفيًا أساسيًا في الدعوة ونشر الإسلام، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم فيلسوفًا يناقش قضايا نظرية بحتة، بل هو مبعوث من الله تعالى إلى البشرية جمعاء بالقرآن والتوحيد، وهو مُرَّبٍ لأصحابه، مهذب لسلوكهم، جعل حياته: ليلا ونهارًا، سلما وجهادًا، وسيلة للتحاور بين الناس، وتعريفهم بدينهم، وترسيخ قيم العقيدة ومفاهيم الشريعة في أعماقهم، وتحبيبهم في الخير.

تتضمن الكتاب ثلاثة فصول رئيسة:
الفصل الأول : تناول مفهوم الحوار بوصفه إطارًا معرفيًا، وآلية في التلاقي بين العقول، وكيفية تناول القرآن الكريم للحوار، ثم أخص ما تميز به أسلوب الرسول لغة وتراكيب وبناءً، وهو ما تميز به الرسول وجعل أسلوبه سهلاً ممتنعًا، يقتبسه الأديب ويحتج به اللغوي ويستشهد به الفقيه. 
الفصل الثاني : تناول أشكال الحوار وبنيته في الأحاديث النبوية ، وسعى المؤلف من خلاله إلى حصر أشكال الحوار النبوي، وكيف أن المتحكم في تكوين كل شكل هو : غرض الرسول، ثم الموقف الذي تطلب أن يتكون هذا الشكل. 
الفصل الثالث : وتناول أبرز فئات المجتمع والشخصيات التي حاورها الرسول صلى الله عليه وسلم في مسيرة دعوته، ولم يكن الهدف في هذا الفصل الحصر لمختلف الفئات، بقدر ما هو التركيز على أسلوب الرسول في دعوتهم والحوار، وطريقته في تناول القضية الواحدة بجوانب متعددة، حسب مستويات المخاطبين والمتناقشين معه، فجاء الحوار مع : المشركين، والبسطاء، وحول تقلبات النفس المسلمة في الحياة.
 
• • • • •

 


  
د/ مصطفى عطية جمعة


 روائي ومسرحي وناقد وباحث أكاديمي عضو اتحاد كتاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة. جوائز دولية : 
- جائزة مختبر السرديات بالأسكندرية، عن بحث "اختراق الوعي في سرد محمد حافظ رجب"، 2011م.
- جائزة اتحاد كتاب مصر ( علاء الدين وحيد في النقد الأدبي ) عن كتاب اللحمة والسداة، 2011م. 
- جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، في أدب الطفل، عن رواية المحطة الفضائية الدولية، ومسرحية سفينة العطش، 2011م. 
- جائزة المركز الأول في النقد الأدبي، مسابقة إحسان عبد القدوس، القاهرة 2009م. 
- الجائزة الأولى في الرواية، دار سعاد الصباح، الكويت، 1999م.
- الجائزة الثالثة في النقد الأدبي، جائزة الشارقة، 2000 م.
- الجائزة الثانية في الرواية، نادي القصة، القاهرة، 2001 م. 
- الجائزة الثانية، لجنة العلوم السياسية، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1999م، بحث مصر والعولمة.
- الجائزة الثالثة، مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة / البحرين، 2002 م، بحث مؤشرات التطور الديمقراطي في البحرين.
- أربع جوائز عن بحوث فكرية في مسابقة الكويت الدولية الإسلامية، 
- ثلاث جوائز عن قصص قصيرة في مسابقة الكويت الدولية الإسلامية
- جائزة ( المركز الثاني ) في مسابقة الشخصيات الخيرية في الكويت، 2007م. 
  الإصـدارات : 
1- وجوه للحياة، مجموعة قصصية، نصوص 90، القاهرة، 1997م
2- نثيرات الذاكرة، الجائزة الأولى في الرواية، دار سعاد الصباح، القاهرة / الكويت، 1999م
3- دلالة الزمن في السرد الروائي، نقد، جائزة النقد الأدبي، الشارقة، 2001م 
4- شرنقة الحلم الأصفر، رواية، الجائزة الثانية في الرواية عن نادي القصة المصري، 2002، ومركز الحضارة العربية،2003م.
5- طفح القيح، مجموعة قصصية، مركز الحضارة العربية، القاهرة، 2005م.
6- أشكال السرد في القرن الرابع الهجري، نقد، مركز الحضارة العربية، القاهرة، 2006
7- أمطار رمادية، مسرحية، مركز الحضارة العربية بالقاهرة، 2007م. 
8- هيكل سليمان ( إسلاميات )، دار الفاروق للنشر، القاهرة، 2008م. 
9- ما بعد الحداثة في الرواية العربية الجديدة، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2010. 
10- نتوءات قوس قزح، رواية، سندباد للنشر، القاهرة، 2010. 
11- اللحمة والسداة، نقد أدبي، سندباد للنشر، القاهرة، 2010
12- الرحمة المهداة، خلق الرحمة في شخصية الرسول ( ص)، إسلاميات، مركز الإعلام العربي، القاهرة، 2011 م.
13- مقيم شعائر النظام، مسرحيات، دار الأدهم للنشر، القاهرة، 2012م.
14- قطر الندى، مجموعة قصصية، مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2013م. 
15- الظلال والأصداء، نقد أدبي، مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2014م. 
16- سفينة العطش، مسرحية للأطفال، مكتب التربية العربي، الرياض.
17- المحطة الفضائية الدولية، رواية للأطفال، مكتب التربية العربي، الرياض. 
18- رواد فضاء الغد، روايتان للأطفال، نشر: منتدى الأدب الإسلامي، المركز العالمي للوسطية، الكويت 2014م. 
19- لكل جواب قصة ، مسرحيات للأطفال، نشر: منتدى الأدب الإسلامي، المركز العالمي للوسطية، الكويت 2014م. 
20- الحوار في السيرة النبوية، مؤسسة شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2015م.
 تحت الطبع : 
- الوعي والسرد، نقد أدبي، سلسلة الكتاب الفضي، نادي القصة، القاهرة.
- الفصحى والعامية والإبداع الشعبي : قضايا وجماليات.
- جامع الأمة، الحسن بن علي، رواية للأطفال، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- الإسلام والتنمية المستدامة، (إسلاميات). 
- البنية والأسلوب، دراسات أدبية ونقدية.
شعرية الفضاء الإلكتروني : ( قراءة في منظور ما بعد الحداثة ) . 
 
• البريد الإلكتروني : mostafa_ateia123@yahoo.com                        mostafa_ateia1234@hotmail.com
 

الأحد، 26 أبريل 2015

الفَجْرُ الضَّائِع -

   
                        (  شعر  :  حاتم  جوعيه  -   المغار - الجليل  )


أيُّ   كنهٍ  وَراءَ  تلكَ  المَجاهلْ        إنَّ    كوني    وقائعٌ    وَمشاكلْ
دربيَ الشِّوكُ كم  سَلكتُ  عليهِ         أتلظَّى .. وفي  اللهيبِ   أناضلْ
لم  أجدْ  في الحباةِ  لحنا  بديعًا        ضاقتِ الأقطارُ  بي..ثمَّ المنازلْ
قد  سئمتُ  الحياة َ من بعدِ لهوٍ        وَغدا العُمقُ  فيَّ  بالحُزن حافلْ
أيُّ عيش ذا والأسى في كياني         ذابتِ الرُّوحُ  والدُّموعُ  هواطلْ
أيُّ سرٍّ هنا ..وَكُنهُ  وجودي ؟       هل سأقضي الحياة َ رهنَ المعاقلْ
هل سأبقى على الوجودِ صراعًا      يتحدَّى  اللَّظى   وقيدَ   السَّلاسلْ
أينَ فجري؟ ولفظة ُالحقِّ صارتْ     لم  يقلها   سوى   أبيٍّ    وباسِلْ
أينَ  حُلمي؟ ..وَحُلمُنا  أخمدَتهُ        غِيَرُ  الدَّهر   والسُّنونُ  الطوائلْ 
فاستقينا  مِنَ  الأسى ما  استقينا       ونما  فينا  الصَّبرُ  فالظلمُ  زائلْ 

كنتُ في فردوس  الخلودِ نشيدًا       كم  ترنَّمتُ مع  مسير  الجداولْ
كم  سبتني الحِسانُ  فالقدُّ عذبٌ       والشُّعورُ الجذلى  حقولُ  خمائلْ
كنتُ في عالم  منَ السِّحر لحنا       باعثا  في النفوس عزمَ  الزَّلازلْ
كنتُ ما كنتُ إذ بيومي تهاوى       ذابَ عطري وفجرُ عمريَ  زائلْ
قد فقدتُ السُّرُورَ  والعمرُ  بدرٌ      والقوامُ  الجميلُ   كالرُّمح   ماثلْ قد فقدتُ المُنى وأحلامَ  عُمري       وغدَا   كلُّ    ما   أنمِّيهِ     زائلْ
من  طموح إلى العُلا بل إلى المجدِ  ..إلى الفجرِ المُرتجى والمَشاعِلْ
فلذا قد  كبرتُ والحُزنُ  يكوي       في فؤادي وفي جروحي الدَّواملْ
فاستحالَ  الغناءُ   رجعَ   نواحٍ        والنشيدُ  الأبيُّ    َندْبَ     ثواكلْ
فاعذروني إنِّي شببتُ مع  الحُزن     دمائي   على   شفار   النَّواصِلْ 
فاعذروني ما عُدتُ  صلدًا  قويًّا      فأنا    طينٌ ... والمصيرُ   لقاتِلْ

إيهِ  يا أمسَ الحُبِّ يا  نفحَ  خُلدٍ       فاحَ  في القلبِ  عطرُهُ   المُتناقلْ 
بُدِّلت    أيَّامي     دُجًى    أبديًّا       فأنا  الآنَ   في  الجحيم   أواصِلْ    
أقفرَ  الخصبُ  فاستحالَ   خرَابا    وربيعُ الوجودِ في الأرض ماحِلْ
وَتراءَى  الشَّقاءُ  يرقصُ رقصًا      هَمَجيًّا   على  دروبي   الطَّوائِلْ
وَتراءَى الوُجودُ في عين نفسي      دونَ  معنى  كأنَّهُ   وشكُ   زائِلْ
أحْرُفِي الحُمرُ قد غدَتْ في سوادٍ    وشعاراتي      قُيِّدَت    بالسَّلاسِلْ
ألفُ عُذر فأنملُ الشِّعرِ لا تعرفُ     صبرًا   أمامَ     حُزن    الثواكلْ
ألفُ   عُذر  إذا   فقدتُ  اتزاني     وَغدا الجسمُ مُنحني الظهر هازلْ
قد قضى دهري أن أظلَّ غريبا     في لظى الحُون والضَّياع أوَاصِلْ   


السبت، 25 أبريل 2015

جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل تعلن النتائج




اعلنت  الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل  نتائج الدورة السادسة  وفيما يلي لمحة عن  مختلف الجوانب المتعلقة بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل في دورتها السادسة (2015). • لجنة التحكيم: د. فاطمة الأخضر. د. جليلة الطريطر. عروسية النالوتي. حافظ محفوظ. عبد الرحمان مجيد الربيعي (ممثل الالكسو) • الفائزون بالجوائز • الجائزة الأولى (7 آلاف دينار) عمار محمود (سوريا) • الجائزة الثانية (4 آلاف و500 دينار) محمد أحمد عبد الجواد ظاهر – الأردن • الجائزة الثالثة (2 ألفا دينار) لطفي الحجلاوي (تونس) محمد آيت ميهوب (تونس) • عدد المشاركين (65 مشاركة) 52 مشاركا من الكتاب والأدباء 13 مشاركا من الشباب

 عناوين القصص الفائزة:
1 رحلة السفينة
2 فراشتان من فلسطين
3 حروب بلا أعداء


امسية تكريمية للأديبة حنان جبيلي - عابد في مركز محمود درويش في الناصرة بمناسبة اشهار كتابها مزاجية مفرطة


في مركز محمود درويش في الناصره نظمت أمسيه أدبية فنية لتكريم الكاتبه المبدعة حنان عابد جبيلي ،على أنغام الموسيقى مع الفنان المتميز درويش درويش التي اعطت للأمسيه رونقا جميلا، وتلتها مقدمه الأمسيه الاعلاميه وفاء يوسف ،بتقديم لمحه عن  الكاتبة  عن مجموعتها القصصيه ״مزاجيه مفرطه״،  الصادرة عن دار راية للنشر في  حيفا ، وأيضا تحدث الأديب مفلح طبعوني عن عمل الكاتبه، وكان للدكتور صالح عبود مداخله مطولة، تحدث بها عن المجموعه القصصيه  بشكل مسهب وعميق، وعن الابداع الفكري للكاتبه والافاق الواسعه والاحساس المرهف في المجموعة والبصمة الخاصة للكاتبة في مجموعتها الاخيرة مزاجية مفرطة ، تلاها مداخلات ونقاش من قبل الحضور   حول المجموعة القصصية  الرمز والدلالة والأبعاد ،  وحول مسيرة الكاتبة وبرامجها الأدبية المستقبلية  وحول دور المبدع في المجتمع، وفي  مداخلةللناطق الرسمي باسم البلديه ، مستشار رئيس البلديه السيد سالم شراره  قال :بان بلدية الناصرة، ستدعم  الابداع في مدينه الناصره بشكل عام ، وتشجع الكاتبه في مسيرتها وتدعمها ، ولن تدخر جهدا في دعم الحركة الأدبية ،  في  نهاية الأمسية تم التقاط  صور تذكارية ، يشار  الى أن  للكاتبة  حنان جبيلي عابد ،عدة كتب توزعت على ،أدب الأطفال ، شعر، نثر ، قصص قصيرة ،  مسرح،  خواطر ،وكانت الأديبة قد حازت  على جائزة الأبداع الوزارية عن فرع القصص الأدبية  لعام 2014.

نبذة عن حياتها :

 من  مواليد  مدينة  الناصرة
- تعمل  مربية  لجيل  الطفولة المبكرة
- حاصلة على  اللقب  الأول  في  موضوع  التربية
-  حاصلة  على  اللقب  الثاني  في  موضوع جودت  البيئة  من  جامعة حيفا
- مرشدة لمربيات  الأطفال  في  وزارة  المعارف
مرشدة  للكتابة  الابداعية  في  عدة   مراكز ومدارس في  الوسط  العربي

صدر  للكاتبة :

- باسل  والنظارة - قصة  للأطفال
- حلمت  حلما  غريبا - قصة  للأطفال
- أنا معلمة أمي - قصة للأطفال
-معلمتي  تنتظر مولودا - قصة للأطفال
- وداعا  يا  سمكتي - قصة  للأطفال
- أمي وابي منفصلان - قصة للأطفال
  -  بمبومة والحذاء-  قصة للأطفال
-  سأكون -  شعر
 - رفيف  الروح - شعر

بلا  عنوان -  مسرحية  ، بالاشتراك  مع  المخرج خالد  عواد ، عرضت  على  خشبت  المسرح .





























اديبة

 

الجمعة، 24 أبريل 2015

تهاوي الأبطال الأميركيي ، بقلم البروفيسور محمد الدعمي


أ.د. محمد الدعمي
تتواشج “البطولة” في الثقافة الأميركية بالشهرة: فالرئيس غالبًا ما يعد بطلًا، كما هي حال فنانات هوليوود؛ فهن بطلات نظرًا لما اجتذبنه من أضواء ومساحات إعلامية عبر آنية الإعلام. وكذا الحال مع المغني “الفيس بريسلي” والملاكم “محمد علي كلاي” ورجل الفضاء “آرمسترونج” والممثلة “لوسي”، من بين سواهم من أبطال الذائقة الأميركية الخاصة بهم فقط. وإذا كان تمجيد الأبطال غالبًا ما يقاس بالمال الذي تتيحه “البطولة” لهم، فإن المال لا يقوى على إنقاذ البطل عندما يتهاوى في أية لحظة، حال اكتشاف وتعميم الإعلام ذاته خللًا “بطوليًّا” كان قد شاب حياة ذاك البطل الخاصة والعامة، فيكون الارتطام بسبب السقوط من أعالي النجومية إلى الأرض عنيفًا بدرجة تسمح لإعلان الإعلام والجمهور انقلاب حبهما إلى كراهية، فتكون صورة النهاية المأساوية الأرسطية للبطل التراجيدي كاملة الأبعاد.
للمرء أن يلاحظ ذلك وهو يراجع قرار المحكمة الخاصة التي أصدرت حكمًا بعقوبة وضع الجنرال ديفيد بترايوس، من أبرز “أبطال العسكريتارية” الأميركية المعاصرين على الإطلاق، تحت المراقبة الدقيقة لعامين بسبب كشفه أسرارًا أمنية، وهو يعمل مديرًا لوكالة المخابرات المركزية، لعشيقة له. لم يأخذ القضاء جاذبية عشيقة بتراويس الحسناء، التي لا تقاوم، بنظر الاعتبار، فعد التساهل في كشف الأسرار الأمنية جريمة تستحق العقاب. وهكذا سقط مدير المخابرات المركزية الأميركية من علياء أخطر جهاز استخباري في العالم إلى قعر الحياة بسبب غلطة مع حسناء تستحق عناء “الانفتاح”.
لا تختلف هذه الحال كثيرًا عما حدث للرئيس السابق بيل كلينتون وهو رئيس أقوى دولة في العالم، إذ كادت علاقته العاطفية بموظفة البيت الأبيض، مونيكا ليونسكي، تسقطه على نحو عنيف إلى الأبد. ولم يزل شبح هذه الغلطة يلاحقه ويلاحقه، والآن يلاحق سمعة زوجته، السيدة هيلاري، مهددًا مستقبلها السياسي كمرشحة لسباق الرئاسة للعام القادم.
لقد خدمت احتمالات سقوط الرئيس كلينتون على نحو مدوٍّ تذكيرًا بسقوط بطل سياسي أميركي آخر، وأقصد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون الذي حاول جاهدًا التغطية على أمره بالتجسس على الحزب الديمقراطي لتوظيف ما يحصل عليه من معلومات لمكاسبه السياسية، الأمر الذي كشفه صحفيان فشاعت الفضيحة بعنوان فضيحة “ووترجيت” عبر العالم كي تضغط على الرئيس بكل ثقلها درجة الإعلان عن استقالته في سابقة تاريخية لم تحدث من ذي قبل. هذا يعني أن الأبطال على الطريقة الأميركية بلا حصانة، قابلين للتهاوي في أية لحظة يرتكبون بها خطأ يماط اللثام عنه. لذا فإن هؤلاء الأبطال غالبًا ما يعذبهم هاجس التلصص على حياتهم وإمكانية إسقاطهم من قبل المنافسين أو الكارهين الذين يبقون يترصدون البطل المطلوب إسقاطه طوال سنين علهم يظفرون بما يكفي لإهانته ومن ثم إيقاعه في “دائرة النسيان” بديلًا عن “دائرة السحر” البطولية.
من هؤلاء الذين قد يتساقطون على نحو مدوٍّ في القريب العاجل يبرز الممثل الأسود المشهور “بيل كوزبي” Cosby الذي يعد برنامجه جزءًا من متطلبات البيت والأسرة الأميركية اليومية لعقود بسبب شعبيته. قبل بضعة أشهر تشجعت حسناء متوسطة السن لتعلن على ملأ الإعلام الأميركية بأنها قد كانت ضحية استغلال هذا الممثل العجوز قبل عشرات السنين لأنه استغل توثبها للشهرة عبر برنامجه كي يدس مادة مخدرة في كأس مشروبها المرطب ليغتصبها وهي غير واعية. والغريب في هذه الحكاية هو أنها لقيت ما يؤكد إعلانها عبر كشف عدد كبير من حسان الممثلات والفنانات أنهن كن يستيقظن صباحًا في بيت النجم المشهور أعلاه ليجدن أنفسهن عاريات بعد أن قدم لهن “المقسوم” من عنفوانه الجنسي!
ويناضل “كوزبي” اليوم، معًا مع زوجته، كي يبعد هذه الاتهامات التي قادت إلى إلغاء العديد من عقود فنية تقدر بملايين الدولارات، مراهنًا على إمكانية أن يبتلع النسيان فضيحته من خلال رفض الرد على الاتهامات أو مجرد إنكارها.
زد على هذه الأمثلة بروز نماذج لنواب في الكونجرس من الذين استغلوا مناصبهم ونفوذهم لإشباع رغبات عاطفية أو للاستفادة من الأموال التي كانوا يحصدونها للاستمتاع بسفرات سياحية وفنادق ومطاعم فاخرة، دون إعلام الناخبين أو دوائر الدولة بذلك.
إن البطولة على الطريقة الأميركية تجعل المرء يشعر وكأنها بطولة مصنوعة من الورق لأنها سرعان ما تنكمش وتتشوه حال تعرضها لصدمة قدرية أو مبيتة.