الاثنين، 30 مارس 2020

أطفالنا وفيروس الكورونا: كيفيَّة التَّعرُّف والتَّعامل مع قلق الأطفال في "فترة الكورونا"




أطفالنا وفيروس الكورونا:كيفيَّة التَّعرُّف والتَّعامل مع قلق الأطفال في "فترة الكورونا"

بقلم: لينة بلال أبو حسَّان/ترشيحا
سيكولوجيَّة تربويَّة  لقب ثانٍ




وفاة أول مواطن مصرى مصابا بفيروس كورونا فى إيطاليا بمدينة بيرجامو

لا بدَّ أن نعي أنَّ أطفالنا يعانون من القلق والتَّوتُّر أثناء هذه الفترة، نتيجة الظُّروف الَّتي نمرُّ بها والمتعلِّقة بفيروس كورونا  (COVID-19)، فإنَّهم يستيقظون على هلعنا، وأصواتنا تتهافت، عدد المتوفِّين كذا وعدد المصابين بالمرض كذا.
ولا بدَّ لنا أن نعرف أيضًا أنَّ قلقنا معدٍ "القلق معدٍ رغم أنَّنا نعتقد أنَّه عندما لا نتكلَّم عنه أو أنَّنا لا نفصح عنه، أنَّ أطفالنا لا  يشعرون به ، إِلَّا أنَّه على العكس تمامًا، فأطفالنا أكثر النَّاس علمًا ووعيًا بمشاعرنا". فنحن قلقون على أنفسنا وعلى أطفالنا،  لعدم وضوح نتائج واستمراريَّة هذا الحال، كما أنَّنا لا نعرف كيف سيؤثِّر هذا الفيروس علينا وإلى متى سيستمرُّ وإلى أيِّ مدى ستسوء الأحداث.
 إنَّ توقُّف الدِّراسة الفجائي  وعدم رؤية الزُّملاء والأصدقاء، أمر غير عاديٍّ بالنِّسبة للأطفال، وقد يكون محبطًا للبعض، بالغين وأطفالًا. رغم أنَّنا قد لاحظنا أنَّ بعض الأطفال عبَّروا عن سعادتهم لعدم الذَّهاب إلى المدرسة في الأيَّام الأولى للإعلان عن مدَّة الإغلاق الطَّويلة للمدارس... إِلَّا أنَّ الوضع تغيَّر مع الوقت، كما وأنَّ تواجدهم كأنَّهم في "حجز " لساعات طويلة في المنزل مع جميع أفراد العائلة الكبار، يسبِّب العديد من الصُّعوبات والمشاحنات، ويمكن أن يكون أحد أفراد هذه الأسرة في حجر صحِّيٍّ، مِمَّا يزيد الأمر صعوبة علينا كأهل وعليهم كأطفال.
 كلُّ هذا يؤدِّي بهم للتَّصرُّف بطريقة غير عقلانيَّة وغير منطقيَّة، بعيدة كلَّ البعد عن تصرُّفهم في الأيَّام العاديَّة، ويقومون بردَّة فعل مختلفة غريبة لم يتصرَّفوها من قبل. ومن هذه السُّلوكيَّات الَّتي تصدر عن أطفالنا، النَّاتجة عن القلق وعدم الشُّعور بالأمان:
-          التَّعلُّق والرَّغبة في التَّواجد مع شخص كبير / بالغ،  يوفِّر للطِّفل الرَّاحة والأمان، أو قد يظهر من خلال التَّعلُّق بلعبة معيَّنة أو غرض معيَّن يوفِّر له الطُّمأنينة.
-         إصدار أصوات معيَّنة "تقليد لأصوات الحيوانات أو سيَّارات الإسعاف أو الشُّرطة".
-         البكاء المفرط.
-         النُّكوص لبعض التَّصرُّفات الطُّفوليَّة، كمصِّ الإصبع والرَّغبه في النَّوم في غرفة الأهل.
-         التَّبوُّل اللَّا إرادي.
-         الحساسيَّة المفرطة لبعض الطَّلبات أو الكلمات العاديَّة.
-         النَّوم المفرط / الأرق وصعوبة الاستغراق في النَّوم  (النَّوم المتقطِّع).
-         العزلة لساعات طويلة.
-         آلام المعدة وتوهُّم الإصابة بفيروس كورونا.
قد تتفاوت الأعراض من طفل لآخر، وذلك يعتمد على عدَّة عوامل: أهمُّها، العمر أو هل تعرَّض الطِّفل لنوبات قلق سابقة.
قد يدَّعي البعض ويصف الحالة بكلمات تعبِّر عن هذا الحجر المنزلي بـِ " عطلة صيفيَّة"،  إِلَّا أَنَّنا لو تأمَّلناها، فهي تختلف كلَّ الاختلاف وتبتعد كلَّ البعد عن العطلة الصيفيَّة بالفعل.. فهي غير محدَّدة وأهداف الأطفال لم تنته بعد ولم تتحقَّق. كما أنَّ هذه "العطلة" ممنوع الخروج فيها من المنزل، ولا يوجد نزهات، مِمَّا يزيد الأمر تحدِّيًا وصعوبة وعدم استقرار للطِّفل ووالديه،
فعدم معرفة إلى متى التَّعليم في المدراس غير متاح، يجعل الأهل في حالة تأهُّب تامٍّ وضغط شديد، ويتمُّ تحويله على الأطفال والتَّشديد عليهم في إكمال الموادِّ الدِّراسيَّة وإعادة الأمور غير المفهومة، مِمَّا يزيد قلق الأطفال وعدم استقرارهم، فلنجعل الطَّلبات الموجَّهه لهم محدَّدة ودقيقة، مع تحديد زمن دقيق لإتمام المهمَّة مع بعض المرونة.
فقلق الأهل المستنبط من الموقف الحالي/ السُّوشال ميديا/ وسائل الإعلام، يؤثِّر على فعاليَّة الضَّبط الذَّاتي لهم كعامل رئيسي في تداعي الكلمات والجمل أو الإسقاطات الَّتي تحتوي كلمات مثل (موت/ مرض/ انتحار/ تعب/ آخر العالم/كبار العمر بموتوا/ سجن وغيرها)   مِمَّا  يؤدِّي الى زيادة حدَّة الحال.
فلنغيِّر بعض السُّلوكيَّات الَّتي نمارسها، وإن كانت معاكسة تمامًا لعاداتنا، ونستمرَّ بالعادات الصَّحيحة، فضلًا وليس أمرًا.
 بعض النَّصائح والاقتراحات:
1.    على عكس العادة، يجب أَلَّا نبدأ يومنا وننهيه على شاشات التِّلفاز الإخباريَّة، وألَّا ندع نشرات الأخبار  من مصاردها المتعدِّدة تشغلنا عن نشاطاتنا اليوميَّة، فلنجعل لها ساعة محدَّدة وإن تمَّ مشاركة أطفالنا معنا، علينا أ، نشرح لهم ما نسمع وألَّا ندعهم يتوهَّمون المعنى من تعابير وجوهنا.
فالأخبار لا متناهية وحتى إِنَّ تغطيتها للأحداث تكون بطريقة عاطفيَّة، وتعرُّضنا لها يقلقنا ويقلق أطفالنا، كونها مقرونة بقلَّة خبرتهم وقدرتهم العقليَّة غير النَّامية بآراء الأشخاص وتوقُّعاتهم المستقبليَّة.
2.    علينا كأهل التَّحكُّم بأفكارنا وسلوكيَّاتنا معهم، ولنجعل لنا ساعه نحن كبالغين ننفِّس فيها عن انفعالاتنا ومشاعرنا في جلسة خاصَّة، نتبادل فيها الحديث والنِّقاش في الأمور العائليَّة والماليَّة وغيرها " كالتَّخطيط للأمور المستقبليَّة القريبة" كالمصاريف وقلَّة الدَّخل، توقُّف العمل المؤقَّت، الفصل من العمل وغيرها" وننصح بالنِّقاش في هذه الأمور بعيدًا عن مسامعهم، حَتَّى لا نثقل عليهم بما لا يطيقون، ونحاول إغلاق الجلسة الخاصَّة بطريقة تجعل نفوسنا هادئة، وتساعدنا على مقابلتهم برحابة صدر، مِمَّا يسهِّل علينا التَّعامل معهم بطريقة أكثر واعية ويقظة.
3.    القيام ببرنامج يلائم الجميع، بحيث يتمُّ تخصيص ساعات معيَّنة لكلِّ فرد من أفراد العائلة، ليتمَّ عمله على أكمل وجه دون مقاطعة. وعلينا أن نوضِّح لهم أَنَّ وجودنا في البيت يحتِّم علينا العمل أيضًا، وأنَّ لدينا العديد من المسؤوليَّات ولسنا متفرِّغين بشكل كامل، فعلينا- مثلًا- تحديد ساعات العمل كأهل والدِّراسة للإخوة الأكبر سنًّا وساعات للاجتماع العائلي، ومساحة خاصَّة لنعيد بها توازننا من جديد لتجديد الطَّاقة.
4.    علينا توفير حبٍّ غير مشروط للأطفال، بما معناه أن نحضنهم ونبتسم لهم  مهما كانت الظُّروف، دون ربط ذلك بتصرُّف صحيح منهم أو غير صحيح، مع المحافظة على القوانين المتعلِّقة بالتَّأديب والحزم والالتزام، فالحبُّ غير المشروط لا يعني التَّراخي. فإنَّ الهرمونات الَّتي تفرز أثناء احتضان الطِّفل، تزيد من درجة راحتة واسترخائه مثل إفرازه لهرمون الأوكسيتوسين. 
5.    عندما يواجهك موقف معيَّن كبالغ "كسماع خبر محزن / مقلق، كموت أحد الأشخاص/ ازدياد نسب انتشار فيروس كورونا" قد تزداد عندك درجة القلق، وأنَّه قد يسبِّب لك الهلع أو الخوف، حاول أن تأخد قليلًا من الوقت لوحدك لممارسة تمارين اليقظة العقليَّة"mindfulness"   وتمارين التَّنفُّس "Breathing exercises "، ويمكننا الاستعانة ببعض الموسيقى الهادئة لإكمال هذه المهامِّ، والإرشادات موجودة بكثرة في قنوات اليوتيوب، كما ويمكن ممارسة ذلك مع الأطفال- فقد تعرض البعض منها ممارسات اليقظة العقليَّة في المدرسة- اسـأل طفلك.
6.    قلِّلوا من الألقاب والاستهزاء، ارتبط العطاس بلقب كورونا، مِمَّا  قد يجعلهم يتجنَّبون العطاس ويكبتونه، لكن علينا التَّذكُّر أَنَّ كتم العطس يؤدي إلى حدوث إصابات في الأوعية الدَّمويَّة وعضلات الرَّأس، وإتلاف الجيوب الأنفيَّة وغيرها، فلا تنتقدوهم بشدَّة وحدِّة، حاولوا توجيههم إلى كيفيَّة التَّصرُّف أثناء العطاس وبعد ذلك، كغسل اليدين ووضع مساحيق التَّعقيم.
7.     كن جاهزًا في المرحلة الأولى لأيِّ سؤال واستفسار، واستقبله برحابة صدر، حَتَّى تترسَّخ فكرة أهمِّيَّة الحفاظ على أنفسنا من التَّعرُّض لفيروس الكورونا. ففكرة هضم عقول الأطفال لهذه الفكرة صعبة "كون الفيروس غير مرئيٍّ"، وكأنَّهم يتعاملون مع أمر وهميٍّ فلنحاول تجسيد ذلك من خلال ورشة رسم والبدء بسؤال: كيف تتخيَّل الفيروس؟  اُرسمه... كيف ستقضي عليه... ولنجسد القضاء عليه من خلال الرَّسم الوهميِّ أو رسم بعض الطُّقوس اليوميَّة المطلوبة للمحافظة على النَّظافة.
8.    اِمنح الوقت الكافي للأسئلة والاِستفسار لتهدئة الحال، كن يقظًا عقليًّا مع الطِّفل أصغِ واستمع له، ولا تحكم عليه، حاول مساعدته لوصف مشاعره بالكلمات والتَّعبير عن قلقه، لا تستهزئ بكلامه مهما كان غير واقعيٍّ وغير منطقيٍّ، أعطه كامل الاهتمام 
وابدأ بتقليل ذلك بالتَّدريج، ووجِّهه للعثور على المعلومات من مصادر موثوقة ملائمة لعمره ... قصَّة في فيديو " دركورونا باللُّغة العربيَّة سيرفق مع المقالة".
9.    وافقه على المشاعر الَّتي يتحدَّث عنها، وشاركه مشاعرك، لكن لا تشجِّعه على الاستمرار بها، وذكِّره بأنَّ عدَّة أطفال يشعرون بنفس المشاعر وهذا أمر طبيعي، مِمَّا يساعد على تهدئة الطِّفل، ويؤدِّي به لزيادة قدرته على معالجة مشاعره يومًا بعد يوم، وتقبُّلها والتَّعامل معها بصورة أكثر واقعيَّة، من خلال تعاملنا معها بشكل عادي وطبيعي دون تهويل . وشاركه ماذا يحبُّ أن يفعل للتَّخلُّص من هذا الشُّعور، مع توجيهك ومرافقتك.
10.                       كثير من الأهالي يملُّون: الأولاد يملُّون بسرعة. ونسمع في كثير من التَّوجُّهات "نفدت اقترحاتنا" فقد تمَّ طرح بعض الاقتراحات لفعاليَّات متعدِّدة "لا تنفد وغير متناهية "،  الَّتي تساعد على التَّركيز في اللَّحظة الحاضرة والبقاء متيقِّظين من  خلالها، ننفصل ولو قليلا ونشتِّت انتباهنا عن العالم المقلق مثل: إنشاء لعب  لتحسين الذَّاكرة في مواضيع مختلفة، قراءة قصص، حفظ الصلَّوات والتَّراتيل والأناشيد الدِّينيَّة، تعلُّم الشَّطرنج، تحسين لغة معيَّنة (تكريس يوم لكلِّ لغة، يوم اللُّغَة العَرَبِيّة الفصحى، يوم اللُّغَة الإنجليزيَّة/ يوم اللُّغَة العبريَّة .....ونعزِّز كلَّ العائلة في أن تتكلَّم بنفس اللُّغَة ليوم واحد أو لفترة تحدِّدونها معًا) يمكن تعلُّم لغة جديدة عن طريق الكتب أو فيديوهات تعليميَّة أَيْضًا. 
11.                       إن كان الأهل من الأطبَّاء والممرِّضين وأجهزة الأمن، علينا ومن واجبنا إعلامهم بسبب الغياب الطَّويل لنا، وتعريفهم بعملنا والمجالات الَّتي نساهم فيها لجعل بلادنا أفضل، من خلال الحديث معهم أو تكلفة مرافقهم بشرح ذلك، أو مشاركتهم بقصَّة تحاكي أعمارهم، وأن نشغل تفكيرهم بقوَّة والديهم وتأثيرهم الجميل على العالم.
 علينا نقل الرِّسالة بطريقة إيجابيَّة ومريحة تزيد تفاؤلهم، لتحسين صورهم الذِّهنيَّة عن مكان تواجدنا "مثلًا ليس إنقاذ النَّاس من الموت- بل جعل النَّاس يشعرون بشكل أفضل، فيشعر طفلك  أَنَّكَ بطل/ بعد عودتك: لا تقترب منِّي كلّي فيروس- أعطني لحظة حَتَّ أحضنك بطريقة أفضل... واطلب منه انتظارك والدُّعاء لك، أشعره بمساهمته في قوَّتك.
12.                       تغيير الأفكار غير العقلانيَّة، حاول أن تعيد تفكير الطِّفل بالأمور بطريقة أكثر يقظة. "ماما/بابا... كلُّ النَّاس بتموت في فيروس الكورونا؟ وإحنا كمان رح نموت" السُّؤال للوهلة الاولى مخيف ومضحك وصادم.. أجب على مثل هذه الأسئلة بأسئلة تعيد تفكيره بما يقول مثلًا: اِبدا بسؤال كم عدد  النَّاس في العالم؟ وأعط مثالًا عن نسبة الانتشار ومثلها برسم بسيط. وأدخل لإدراكه أنَّ الفيروس لا يقترب من الأشخاص الَّذين يبقون في المنزل ويحافظون على استخدام المعقِّمات وغيرها..
13.                       بناء قائمة رصد السُّلوكيَّات الجيِّدة من خلال قائمة رصد السُّلوك/ قائمة التَّعزيز مع تحديد التَّعزيزات معًا (يوجد نموذج أسبوعي في نهاية المقال) الأيَّام الخمسة الأولى، ثمَّ عشرة أيَّام، ثمَّ الخمسة التَّالية، وفي اليوم العاشر ليكن التَّعزيز ذا قيمة أكبر بالنِّسبة للطِّفل.
14.                       لحلِّ مشكلة عدم الرَّغبة في النَّوم/ الأرق/ علينا ترسيخ الفكرة لدى الأطفال أنَّ النَّوم يساعد على تحسين جهاز المناعة، مما يساعدنا في القضاء على المرض، ويمنع دخوله إلى الجسم . ولحلِّ مشكلة الكسل والخمول.. فقرة رياضيَّة صباحيَّة تغيِّر من أجواء العائلة وفيها نوع من الفكاهة "الذي يُفيق أوَّلًا يقرِّر لعبة/ أكلة اليوم".
ختامًا:  لا تتردِّوا بالتَّوجُّه لمعلِّم من المدرسة، مرشد تربوي ، معالج نفسي، معالج تربوي أو مستشار وذوي الاختصاص، وغيرهم من الكوادر المساعدة هاتفيًّا، ونتمنَّى لنا ولكم السَّلامة، ولا تتردَّدوا في التَّوجُّه بأيِّ استفسار وسؤال، ونحن في الخدمة.


تمديد فترة الترشح لجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب 2020







تعلن مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، عن تمديد فترة استقبال الطلبات لجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب لدورة العام 2020 حتى 15 نيسان/أبريل 2020، التي تصل قيمتها إلى 20 ألف دولار. والتي تُمنح تقديراً لنتاج علمي متميز في السنوات الخمس السابقة يؤدي نشره وتعميمه إلى زيادة في المعرفة العلمية والتطبيقية، والإسهام في حل مشكلات ذات أولوية محلياً وإقليمياً وعالمياً، ونشر ثقافة البحث العلمي. 
يتم الترشح للجائزة عبر النظام الإلكتروني بعد الإطلاع على شروط الترشح: http://ow.ly/vF3x30qtJT6 

ما الخطب أيها الإعلام العربي؟ بقلم : أ.د. محمد الدعمي


لم أجد مرحلة تخبط و”خفة”، أحيانا، في تاريخ معاصرتي لقنوات وآنية الإعلام العربي، على تنوعها المرئي والمكتوب والمسموع، أكثر وضوحا مما لاحظته مؤخرا، أي بعد تفشي الفيروس المخيف Covit-19، الأكثر شيوعا باسم “كورونا” عبر عالمنا الناطق بلغة الضاد.

من ناحية أولى، برهن هذا الإعلام على إفتقاره لأدوات التحقق العلمي والبحث الصحفي الموضوعي، تلك الأدوات التي رفعت من شأن الإعلام الغربي حد تقرير مصائر ساسة وأوضاع حكومات، بل وحتى شعوب. ودليل هذه “الذيلية” التي عكستها وسائل الإعلام العربية عامة (حكومية وسوى حكومية) إنما يتجسد في اعتمادها التعريب والترجمة، درجة رؤيتي بضرورة إقامة “نصب منحوت ملحمي” للمترجم وللمعرب الذي أدار ويدير عجلة الإعلام الطفيلي؛ أي ذلك الإعلام المعتمد على ما يرفده به الإعلامان الأميركي والأوروبي، بل وحتى نفي الذات. أما النزر اليسير من أنباء “الفيروس” المحلية، التي تقدمها وسائل الإعلام المحلية، فجُلُّها من معطيات البيانات الرسمية الحكومية، من نوع عدد الإصابات هذا اليوم وعدد الضحايا يوم أمس، زد على ذلك ما تجود به حزم النصائح والإرشادات المساعدة على الوقاية وتجنب الإصابة بهذا الفيروس القاتل.
أما الظاهرة “الإعلامية” الأكثر مدعاة للتهكم، وربما للتندر، فتتجسد في التناقض المربك للمستهلك الإعلامي عبر تقديم مسؤول حكومي على الشاشات، مثلا، يقوم بتطمين المواطنين والتخفيف من حدة روعهم عن طريق الدعوة إلى “عدم الهلع” و”تجنب الخوف الهاجسي”، إذ غالبا ما يتبع هذه “الدفقة” الإعلامية أنباء مرعبة عن تضاعف أعداد الإصابات وما بعدها ممن يقضون نحبهم!
وهكذا يبقى المستهلك الإعلامي العربي المسكين حائرا بين خيار تصديق المسؤول الحكومي الصحي والأخذ بنصيحته بتجنب الهلع، من ناحية، وبين التسليم للخوف والرعب من المصافحة والأماكن المكتظة بل وحتى من متابعة مباريات كرة القدم مع أبنائه في منزله، من الناحية الثانية!
وللأمانة، لا يمكن للإعلام المتوازن أن يدق على وترين في وقت واحد، لأن ذلك يعكس غاية التخبط وارتباك الرؤية. وعلى القائمين على وسائل الإعلام الأكثر شيوعا في عالمنا العربي الاختيار بين الاثنين: هل يريدون بث الرعب بين مستهلكي مادتهم الإعلامية، أم هم يرنون لتهدئة الخواطر وتلطيف الأجواء؟ هذا سؤال مهم الآن؛ لأنه هو الذي سيقرر، بالضبط، انتقاء المعلومة وانتخاب دلالاتها، زيادة على استلال المفيد منها.

الأحد، 29 مارس 2020

عتبات الأردنيّة (سناء شعلان) في رواية (أدركَها النسيانُ) د. فاضل عبود التميمي





 
   تسعى هذه (المقالة) إلى الوقوف عند عتبات رواية (أدركَها النسيان) التي أصدرتها الروائية الأردنيّة (سناء شعلان) في العام 2018 عن دار أمواج للطباعة ، والنشر ، والتوزيع في عمّان، وقد وصفتها الروائية  بأنّها  انتصار للذّاكرة الإنسانيّة حيث يقبع الدّرس البشريّ بكلّ تفاصيله القبيحة ، والجميلة في الحياة ، لكنّ النّصر والبقاء يكون حليف الحقّ ، والحقيقة مهما طغت الأكاذيب على التّفاصيل، فهي رواية نقد سياسيّ ، واجتماعيّ، وأخلاقي ،  فضلا عن أنّها رواية (عتبات نصيّة) لما تشتمل على شفرات تحظى بقيمة تشكيليّة، وسرديّة عالية أسهمت في رسم صورة المسرود، وتوجيه القراءة نحو فهم عميق  لطبيعة الإشكاليّة  في مجتمع الرواية .
   أولى عتبات الرواية :(الغلاف) الذي  يُعدّ (أيقونة) تحيل على مضمون ، وتعمل على تسريع الدخول إلى القراءة ، فهي تمتلك شكلا بصريّا يمكن الاهتداء  إلى علاماته اللسانيّة التي تنفتح على جملة عتبات  هي : العنوان ، والأيقونة ، واسم المؤلف ، واسم الدار الناشرة...كان غلاف الرواية قد أشبع باللون الصحراويّ المائل إلى الصفرة ليذكّر بماضي الشخصيّتين (الضحّاك) و(بهاء) اللذين عاشا طفولتهما الأولى في صحراء اليتم والفاقة، وفي أعلى جانبه الأيمن برزت كلمة (رواية) محيلة على مرجعيّة أجناسيّة لها موقعها اليوم في الكتابة السرديّة وتلقيها، وتحتها مباشرة ظهر عنوان الرواية (أدركَها النسيانُ) بحجم كبير أسود اللون دال على الحزن والموت، وهو ينفتح على تركيبيّة  نحويّة مؤدّاها تقدم المفعول به (الهاء) التي تعود على (البطلة) على الفاعل في لعبة التقديم والتأخير التي تحيل على ادراك للنسيان عجيب ! ، وللعنوان وظائف أربع  تمكّن منها النقد السيميائيّ  هي : التعيين: أي تعيين اسم الكتاب الذي به سيشتهر و يُتداول، والوصف : أي تحديد مضمون الكتاب، والإغراء: أي إغراء القارئ باقتناء الكتاب، والإيحاء: أي التلميح بالقيمة الإيحائيّة للكتاب التي تسهم في تقبله ، وهذه الوظائف تبدو واضحة في عنوان الرواية  الذي ينتمي دلاليّا إلى عدم الاستذكار الذي  يتهاون في استرجاع الذكرى ، أو المناسبة فيدعها تتهاوى  بين غياهب الضياع ، والفقد، والبؤس.
  وإذا كان النسيانُ معلوم الدلالة عند المتلقي فإن ضمير الهاء في العنوان يحيله على امرأة يسكت العنوان عن تحديد اسمها  بسبب إيجازه ، وافتقاره إلى التوضيح ليترك أمر تفصيله إلى المتن الذي أخبرنا أنّها (بهاء) مريضة بالسرطان ، وقد آن لها أن ترتاح في مرحلة من عمرها الأخير ، وأن يدركها نسيان الماضي ، في ظلّ حضور مكثّف للحبيب ، ويظهر العنوان ثانية في أقصى اليسار من أسفل الصفحة الثانية للغلاف الداخلي ليكون  سيّد النقش في الصفحة كلّها ، تاركا للروائيّة في قابل الأيام تسجيل إهداء الرواية لمن تشاء على بياض الصفحة الواسع ، وللقارئ أن يجد الغلاف الأخير للرواية مشتملا على صورة الروائيّة ، وهي ساهمة في أمر ما.
   أمّا أيقونة الغلاف فقد توسّطت المساحة الكائنة بين العنوان، واسم الروائيّة ، وهي تشتمل على صورة منزل أوربيّ محاط بالثلج ،وأشجار كثيفة يستدل المتلقي فيما بعد أنّه منزل (الضحّاك) في منفاه الجميل ، وللمتلقي أن يوازن بين اللونين : الصحراوي ، والثلجي ليدرك مقدار المفارقة .
  ما بين العنوان الرئيس ، والثاني تتسّوط صفحة (المعلومات) مشيرة بعناية ببليوغرافيّة إلى رقم الطبعة،  وتأريخها، واسم الروائيّة ، ودار النشر ، ورقم الإيداع ، والرقم المعياري الدولي ، والمواصفات الأجناسيّة للكتاب ، فضلا عن تحديد مسؤوليّة  المؤلّفة ، وحقوق الناشر ، وإيميل دار النشر مصحوبا بأيقونة الدار.
   أخذ عنوان الرواية موقع الصدارة في أعلى  الغلاف الثالث الداخلي ، وتحته  عنوان مواز آخر(حكاية امرأة أنقذها النسيان من التذكّر)،والعنوان الموازي له  سمة  شارحة مهمتها تفسير العنوان الرئيس ، والإحالة  على نوعه النثري، لكنّه في رواية (سناء شعلان) جاء ملتبس الدلالة في لحظة تلقيه الأولى ، فالعنوان الأول يحيلُ على ادراك النسيان فحسب ، وفي العنوان الموازي تتصدّر النص كلمة (حكاية) لتشير إلى قصّة تقليديّة ، أو محكي مشهور يتم نقلُه شفاها ، والحكاية  هنا تتّسع لأن تكون رواية امرأة انقذها النسيان من التذكّر، فالعنوانان يحيلان على تسويغ النسيان الذي كان نعمة الحال لبهاء .
   في صفحة (المقتبس) الذي هو عتبةٌ موجزةٌ مستعارةٌ من خارج المتن دالّةٌ على قصده ، كانت الروائية قد شكّلتها من ثلاثة نصوص أخذتها من ملحمة (مزامير العشاق في دنيا الأشواق) هي: (من عشق حجّة على من لم يعشق ، ومن تألم حجّة على من لم يتألم) و(عندما تحترق الأوطان يصبح العشق محرما) و(إنّه اليتم في كل مكان)، هذه الاقتباسات يمكن تفكيكها بحسب الوصف الآتي : يشير متن الرواية في ص201 إلى أن (مزامير العشاق...) كتابٌ ملحميٌّ من سبعة أجزاء ألّفه الضحّاك ، وهذا يعني أنّ المقتبسات من ابداع الروائيّة ، ولم تكن مستعارة ، وأنّها وصفت على لسان الساردة على أنّها (نجوم الأوريغامي)، وقد استعارتها من فنون يابانيّة  تعتمد طي الورق الملون ، والكتابة على ظهره لصناعة البهجة ، وأن هذه (الأوريغاميّات) تستفتح بها الروائية فصول الرواية أيضا ، ومنها ما كان جزءا من متنها ؟ ولكن  للتذكير بصورة الألم ، والبؤس الذي يواجه الحياة.
  عتبة إهداء الرواية كانت قد وُجّهت إلى الأديب العراقي المغترب (عباس داخل حسن) بتوصيف أفضى إلى أنّه مصلوبٌ تحت سماء القطب مثل نجمة الفينييق ، كناية عن غربته ، فهو بحسب الإهداء : دافئٌ في زمن الصقيع، اسطوريٌّ على الرغم من مواجعه، مخلصٌ للتذكّر ، يرسم دفئا على الصمت البارد...، لاشكّ في أنّ هذا الإهداء قيّمٌ ببعده الجماليّ ذي المظهر التقابليّ الذي يتحكم بالصفة وضدها، فضلا عن أنّه إهداءٌ شخصيٌّ بوظيفة إشاريّة تتعلّق بطريقة الإتصال بالمهدى إليه ، كاشفا عن أهميّته، وطبيعة التواصل معه ، لكنّ هذه العتبة بدلالتها الإحاليّة سرعان ما تتغاير في المتن ص201لتكون إهداء خاصّا من (الضحّاك) إلى حبيبته في صدر الجزء الأول من الملحمة في مفارقة يوجبها السرد الحديث.
  بعد عتبة الإهداء تواجه المتلقي عتبة أخرى : بياض صفحة تتوسطها عبارة (إنني أراكَ) فهذا السواد في بياضه المكثّف نطقٌ صامتٌ  عن حال الضحّاك ، ثم تتوالى سلسلة فصول الرواية التي لم تنصّ (الروائيّة) على أنّها فصول ، فهي بافتتاحيّاتها الاقتباسيّة (الأورتغانيّة) كانت بمنزلة الفصول إلى متن الرواية ، والفصول كلّها بعنوانات دالّة على النسيان، وقد بلغت ثلاثين (نسيانا: فصلا) ، لتُختتم الرواية بعتبة (ما بعد النهاية) مؤكّدة خلوّها  من نهاية تقليديّة ، فقد قدّر لمتنها أن يكون مفتوحا على تأويلات شتى، بدليل نهوض عتبة (البداية) في الصفحة الأخيرة من الرواية بتكرار لازمة (إنني أراكِ) التي كان مكانها الاستهلال مع تغاير في شكل الخطاب بوصفها  نطقا صامتا عن حال بهاء ، وهذا يعطي فكرة عن دوران المتن حول نفسه في حركة سرد مؤسطرة تنتهي فيها الأحداث في نقطة ما ، ثمّ تعود  في شكل دائريّ يسترعي الانتباه والتلقي.
 
 



السبت، 28 مارس 2020

مدائني في شهقة المرايا - شعر : إيمان مصاروة - الناصرة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏يبتسم‏، ‏‏وقوف‏‏‏‏


ما كانَ في قَلبي سوى أثوابكَ اللائي تقمَّصَها فتيلُ الجائعينَ
فلا تسَلْني عن ظِلالي اليومَ
أو زَهْوِ الفراغِ وشوقِ غصنٍ
بثَّ شدوَ الضَّوءِ
في نهري
نعَمْ
أَنا أَوَّلُ المدنِ المسافرةِ الرؤى
أَغفُو على نزفِ الجراحِ
أرى الطَريقَ تجرِّحُ القمرَ الكئيبَ
وفي شفاهِ العشقِ رجْفةُ سنبلاتٍ
صافحَتْها سقسقاتُ الريحِ
هذا الصبحُ يفركُ عينَه
في شاطئِ متموجٍ بأُنوثتي
هذَيانُ روحي ريشةٌ مجنونةٌ !
وبظلِّ أحزانِ المرَايا
بينَ أَسرابِ النَّوارسِ أَنتَ وجهِي
أنتَ في شجَنِ الحكايةِ  ...
موتُكَ المحزونُ لا يخطُو بعيداً عن طقوسِ الشِّعرِ
تفتحُ دائماً بابَ القطافِ
يكون مأْوى شهقَتي العطشَى لبئر النزْفِ
سحرُكَ أَنتَ يبقى بحرَ أحلامي الحنونِ
وأنت تغمرُني بكأسِ الموجِ
تعشقُني
أنا أشكو مع الموتَى
أئنُّ وأَكتوي بالجرحِ
ثمَّتَ قهوَتي تلتذّ في تلك الزَوايا
حيث نارُ الصَّمتِ تُشعلُ بي حنينًا
دمعُ أنثى في زغاريدِ السحابةِ
                                 باركتْ في وجنتَيْكَ معاً رحيلَ الأرجوانِ



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏ايمان مصاروة‏‏، ‏‏‏مجوهرات‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏


الجمعة، 27 مارس 2020

صدر حديثا : دراسات في أدب الأطفال للأديب سهيل عيساوي - دراسة نقدية للأديب حاتم جوعية











صدر  حديثا  : دراسات في أدب الأطفال للأديب سهيل عيساوي - دراسة  نقدية للأديب حاتم  جوعية                                           
                                               
 صدر حديثا عن  دار سهيل  عيساوي  للطباعة  والنشر ، كتاب جديد بعنوان  "  دراسات في أدب الأطفال للأديب الأستاذ سهيل عيساوي - دراسة نقدية  للأديب حاتم  جوعية ، يقع الكتاب في 112 صفحة من الحجم  الكبير ، صمم  الغلاف  الشاعر صالح زيادنة ، الكتاب عبارة عن دراسة نقدية لقصص الأطفال التي  صدرت للكاتب  سهيل  إبراهيم عيساوي : يارا  ترسم  حلما ، جدي  يعشق أرضه ، الأسد الذي  فارق الحياة مبتسما، طاهر يتعثر بالشبكة العنكبوتية ،ثابت والريح العاتية ، احذر يا جدي ، ميار وحبات الخوخ ، بجانب أبي ، الصياد  والفانوس السحري ، في ضيافة رجال  الفضاء ، قبطان في  قلب  العاصفة ،توبة  الثعلب  .                                                                                                        
كتب  المؤلف حاتم جوعية في مقدمة  الكتاب :" إن الأستاذ سهيل له الخبرة والتجربة الطويلة والإلمام والتمرُّس في مجال الكتابة للأطفال.. وتتسمُ  كتاباتهُ على مختلف أنواعِها وأنماطِها ومواضيعها... بالعمق  والسلاسة والجماليَّة والبعد الفني والموضوعيَّة، ونجدُ في قصصه التي كتبها  للأطفال - لجميع مراحل الطفولة - كلَّ العناصر والأسس الهامَّة التي يحتاجها الطفلُ لتغذيتهِ فكريًّا وثقافيًّا ونفسيًّا... بالإضافةِ إلى الجانب الترفيهي الهام الذي  يحتاجهُ الطفل دائما في حياتهِ وسلوكهِ اليومي" .

صدر للمؤلف  حاتم  جوعية                                
-   ترانيم  الحب والوفاء   
- عاشق من الجليل            
- دراسات  في الفلسفة وللاهوت وعلم النفس
-دراسات في أدب الأطفال للأديب سهيل  عيساوي







الأربعاء، 25 مارس 2020

القيم في قصص الكاتبة امال دلة كريني، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي




الكاتبة  امال  دلة  كريني   كاتبة  مخضرمة  للقصص  الأطفال ،  من  أوائل  الكتاب  المحليين  الذين أدلوا  بدلوهم  وساهموا في  اغناء  مكتبة الطفل العربي  ، في  زمن  عز  به  كتاب  الأطفال  ،  نتناول  من  خلال هذه  القراءة  اهتمام  الكاتبة  بالقيم  الأخلاقية والإنسانية                                 
 

                            قصة  حديقة أم علي                                                                        

                - حب  أم علي لحديقتها من  خلال  العناية  بها : زرعت ، نكشت ، قلعت  العشب ، سقت    الأرض ، فكانت النتيجة اخضرت الحديقة  وازهرت                                                  

-   توضيح  نهاية  المتكبر  والتعجرف                                                        
- منحت  الكاتبة  الزنبقة المتكبرة  الفرصة   لتصلح موقفها  من خلال  الاعتذار  للزهرات- الزهرات  قمن  بتقديم  المساعدة  للزنبقة  بالرغم  من  تصرفها المرفوض                  
- أم  علي  صاحبة  الحديقة  قامت  بتقديم  العون  العاجل  من  خلال  سندها  ساق  الزنبقة وربطها  الى عود  قصب  قوي  .                                                               
القصة  تعالج  موضوع  التكبر والاستعلاء من خلال  وقوع  هذا  الشخص بموقف  لا  يحسد  عليه ،  لمجتمع  لا  يتركه  بل  يمد  له  العون  وهو  بدوره  يتعلم  الدرس  جيدا ، وقعت  أحداث  القصة  في  حديقة  أم  على بين  الزهرات  والزنبقة.                                                             


             قصة  طائرة  ورق                                     

            -  لهو  الأطفال بالطائرات الورقية   بعيدا عن الأجهزة الالكترونية  التي  تسرق الوقت  وتأسر  الذهن ، وتستعبد  العقول  فتذهب  ريح  الجسد

  -   قيام  الأطفال  بصناعة  العابهم  بأنفسهم  مما  يمنحهم  السعادة  والمتعة  والتسلية ،  وقد  يكون  الأمر  بدوافع  اقتصادية

    -  تعاون  الأطفال  فيما  بينهم  وتبادل الخبرات في  صناعة  الطائرات  الورقية                                                                 
-              الشيخ   أبو  صابر  يروي  للأطفال القصص ومان  يشرح  لهم  كيف كان أبناء جيله يصنعون  الألعاب  بأنفسهم  ولا يشترونها  من الحوانيت .
-      بعد  تمزق الطائرة الورقية  لم  يقنط الأطفال  بل  صنعوا طائرة  أخرى  جميلة  وحملوها  الرسائل   والامنيات
-      العلاقة  الحميمة  بين  الأم  والطفل  ،  فقد  كانت  تشجعه    وتضمه  وهو  بدوره  كان  يطلب  منها  الاذن  للخروج  مع  طائرته  الورقة  الى  التلة   القريبة

-              احترام  الأطفال  للكبار  بالسن  فعندما  طلب منهم  أبو  صابر  العودة  للبيوت  لان  الشمس  غابت  ،  على  القور  عادوا   الى  بيوتهم .   

          القصة  :  محملة  بعدة  رسائل  اجتماعية   وتعزز  ثقة  الطفل  بنفسه  وتدعو  للعودة  لبراءة  الاطفال  ولهوهم  الجميل  واحترام  كبار  السن.                                                 
        

                              اناشيد   الاطفال    2002

1    انشودة   أنا  ولد   صغير 
   - دعوة   على  لسان  الطفل  للسلام  العادل
- الطفل  يدرك  ما  يدور  حوله  من  أحداث 
- دعوة  لاحترام  عقل  الطفل  


أنا  ولد  صغير

"يا عالم  يلا  هدي 

اولاد صغار  يا  جدي 

بميوتوا  وهني  قدي

بدنا  سلام  ياربي 

سلام  عادل  ياجدي 

ونفرح  يا  شعبي  ويا  جدي

والعالم  كله  حدي 

وين  السلام  ياربي "

2-   الجد   والجدة
-  العلاقة  الطيبة  بين  الاجداد  والاحفاد
-  مرافقة  الطفل  للجد  للتعرف  على  الجيران
- الحفيد  يتمنى  طول  العمر  والصحة  لجده 

      الجد   

 جدي   يا  ختيار 
خذني  معك  ع مشوار
بمسك  ايدك وبستنى
خطواتك  وبتمنى
يطول  عمرك وتهنى
وتشوف  احفادك  كبار 

الجدة 

"يا  ستي  يا ختيارة
خذيني   معاك للحارة
بقعد  حدك  وبتسلى
يحواديثك  مع  الجارة
يطول  عمرك  يا  ستي
ونبقى حدك  نوارة "

****

    3-          عيد  الأم  

- اعتراف  الأطفال  بجميل الأم السمردي 

-  رغبة  الأطفال  بشراء هدية  قيمة  للأم  لكن  بسبب  الوضع المادي يصنعون  هدية بسيطة  ومعبرة  لتقديمها  للأم 

-  تقديم  أغنية  وقبلة  للأم 

"فكرنا  كثير  وتعبنا 

وعن  هدية   فتشنا
رخيصة   يا  حلوة   ما  لقينا
وانت  عارفة  حالتنا
يما  ويش  صاير  فينا "

***

         4-   الولد  النظيف  


-  اهتمام  الطفل  بنظافته  الشخصية 
-  تنظيف  الاستان
- تناول  وجبة  افطار  صحية
- طرح  السلام  على  الوالدين
- والوصول الى المدرسة  بفرح  وسرور  وجاهزية 

***

5-  رايحين  على  الروضة 

"ع  الروضة   احنا  رايحين   قيها  امال  معلمتنا 

فيها  نرسم  وردة  ونهر     فيها  نرسم   سمكة وبحر"

-  احترام   المعلمة وتقديرها

-  أهمية  اخذ  الطفل  زوادة  من  اعداد   امه 

- أهمية  اللعب والرسم 

-  ضرورة  ذهاب  اطفال الروضات  للنزهة  بين  احصان  الطبيعة 

- وصول  الطلاب الى الروضة بواسطة  الحافلة  لضمان  سلامتهم . 

***

       مجموعة  اناشيد   للأطفال  تضم  عدة  اناشيد  لمناسبات  اجتماعية  ودينية  تهتم الطفل والمجتمع  العربي على  لسان  الطفل ببراءة  وصدق  . 

  خلاصة   :  من  خلال  قراءة  ومراجعة  عدة  كتب  للأديبة  امال  دلة  كريني ،  بحثنا  عن  القيم  في  قصصها  ، لأهمية  غرس  القيم  في  نفوس الأطفال  الصغار والمساهمة  في  صقل  شخصيتهم  .
 

المصادر   :   

-  أناشيد  الأطفال ، أمال دلة كريني -أ. دار  الهدى  - كفرقرع،2002

-  طائرة   ورق ،  امال دلة  كريني ، أ.دار الهدى - كفرفرع ،2001
-  حديقة  أم  علي،  امال دلة  كريني ، أ . دار  الهدى-  كفرقرع  ، 2001

                                                                                                    

صدر حديثا وَميضُ الفِكرِ والحِكمَة للأديب صالح أحمد كناعنة

 

 

صدر  حديثا    :  عن  دار  سهيل  عيساوي للطباعة  والنشر ،  كتاب  جديد  للأديب والشاعر  صالح  أحمد  كناعنة ،  يقع  الكتاب  في  176  صفحة من  الحجم  المتوسط ، يضم  الكتاب  في  طياته  حكم  ومواعظ   ،  عصارة  تجربة  عميقة  للكاتب  ، كتب في مقدمة الكتاب   "هي مجموعَةُ خَواطِر. تَحمِلُ مَلامِحَ مِن فِكري وَنَظرَتي للحَياة... مُشبَعَةُ مِن تَجرِبَتي الحَياتِيَّةِ التي شَكلت وَكَوَّنَت ثَقافَتي، حِكمَتي، وَنظرَتي للأُمور، وَوَعيي بِمَسيرَةِ الحَياةِ المُجتَمَعِيَّةِ والإِنسانِيَّة"                                                       

من  جواء  الكتاب      

ظلٌّ هنا... وروحٌ هناكَ

* هي الحياةُ، لا شيءَ فيها يُشبِهُها، إِنَّها على دَرَجَةٍ مِنَ الوُضوحِ بِحيثُ أَنَّها لا تَقسو لِتَلينَ، ولا تَلينُ لِتَقسو... هي لا تَقصِدُ اختِيارَ ضَحاياها، كَما هُم يفعَلون!
๑•ิ.•ั๑
* لِكُلٍّ مِنّا أُسطورَتُهُ الخاصَّةُ، وَكُلُّ مِنّا مَجنونٌ مَفتونٌ بِأُسطورَتِهِ؛ وعَلى طريقَتِهِ الخاصَّةِ، والحَكيمُ فينا مَن يَجعَلُ أُسطورَتَهُ تَنطَلي عَلى نَفسِهِ فَقط، ولا يُحاوِلُ أَن يَجعَلَها تَنطَلي على الآخَرينَ، أَو أَن تَكونَ بَديلًا عَن أَساطيرِهِم الخّاصَّةِ.
๑•ิ.•ั๑
* حينَ أَرقُبُ بِعينِ روحي ما يَفعَلُهُ اختِلاطُ المطَرِ بِروحِ الأَرضِ؛ أُدرِكُ كَم نَحتاجُ إِلى فِكرٍ مُبدِعٍ يُخرِجُنا مِنَ العالَمِ المرئِيِّ إِلى عالَمٍ يَعيشُ فينا، يَسكُنُنا، لا يَملِكُ أَحَدٌ مِنَ البَشَرِ غَيرُنا أَن يَجعَلَهُ مَرئِيًا، أَو يَجعَلَنا نَعيشُهُ.

صدر   للشاعر  والأديب   والباحث   صالح أحمد  كناعنة  : 


1 ـ أحلى نداء – شعر- 1985

2 ـ الصرخة – مسرحية – 1987

3 ـ سبع عجاف – شعر – 1991

4 ـ رموز فجر المرحلة – 1998

5 ـ مدارات الروح – شعر – 2001

6 ـ الخماسين – شعر- 2003

7 ـ مدن المواجع: خواطر شعرية 2010

8 ـ العمق الفكري والفلسفي في أدب معين حاطوم… دراسة، ط1- 2011 - ط2- 2014

9 ـ مرثاة لتضاريس السّلالة؛ شعر، 2014

10 ـ فلسفة معين حاطوم الحسّيّة في السمفُسرديّة _دراسة نقدية تحليلية- آذار-2015

 11 ـ اليوم قمحٌ.. غذًا أغنية، شعر..كانون ثاني – 2016  باللغة الانجليزية  2018

12 ـ ما جئت إلا كي أغني، شعر... 2017

13-   المذهبية   في  الشعر  العربي  - 2019  
14-  دلالة  العقم  والاخصاء في  الشعر  الفلسطيني

  في مجال  ادب  الطفال    


1 ـ مغامرات النحلة سالي، قصة للأطفال، 2018


2 -  افهموني   ديوان  شعر  للاطفال   2018


3- الصياد   الطيب  والسمكة  الملكة  2019 -  قصة  للأطفال 

14-  المدلل   2019  -  قصة للأطفال