الاثنين، 30 سبتمبر 2019

10 روايات تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة "شومان" لأدب الأطفال

10 روايات تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة "شومان" لأدب الأطفال

أعلنت مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم الخميس 26 أيلول، القائمة القصيرة لجائزتها لأدب الأطفال في موضوع "رواية الخيال العلمي للفتيان والفتيات لعام 2019.
ووصلت إلى القائمة القصيرة (10) روايات اختارتها لجنة التحكيم؛ بفضل مواءمتها لعناصر رواية الخيال العلمي؛ بوصفه فناً أدبياً متخيلاً يعتمد على الحقائق العلمية، والرؤية التنبؤية، والتخمين للأحداث المستقبلية.
واختارت اللجنة الأعمال التي وصلت للقائمة من بين (105) أعمال أُحيلت إليها، حيث امتازت الروايات باللغة الأدبية السليمة الجيدة، وبالتشويق والجودة والأصالة والابتكار، ولما فيها من عوالم جديدة بعضها متخيل ولكنه مبني على مسيرة العلم الحديث.
ووصل العمل المقدم للجائزة "نحو النور" للكاتبة هدى محمد شريف بوهراوة (الجزائر)، لتمتعه بلغة جميلة ونص ممتع مشوق وخيال واسع حول اختفاء الشمس، وما يتسبب به من تراجع الحياة التي نعرفها، ولمزجه المدهش لعالم الأسطورة وقوانين العلم.
كما وصلت رواية "سوار الزمن" للكاتبة هدى عبد الرحمن النمر (مصر) للقائمة القصيرة، بسبب لغتها الجيدة والمشوقة وأسلوبها البارع في اختلاط الأزمنة والتنقل فيها. فهي تناقش خاصية السفر عبر الزمن ولو كان عبر سوار متخيل.
أما "الذاكرة الحية" للكاتب السيد محمد فهيم جاد (مصر)؛ فوصلت إلى القائمة، لتمتعها بلغة جيدة ومعلومات حول الحاسوب ومناقشتها نظرية الانتقال في الزمن، مستندة إلى ظواهر كشف عنها العلماء المعاصرون مثل أحمد زويل، وكذلك لمناقشته قضية أخلاقية حول سرقة الذاكرة من الإنسان.
كما تأهلت رواية "فريق السكمنتو" للكاتب أحمد السعيد محمد مراد (مصر) إلى القائمة القصيرة لإثارتها وخروجها عن المعتاد، فيما وصلت "الروبوتات تَدخُلُ الجَنّة" للكاتب الحسن عبد السلام يونس مرصو (المغرب) للغتها الجيدة والجميلة، وأيضاً لسردها المتواصل الذي لا يقطعه حوار، ويدفع الحبكة نحو الهدف الأخير.
وتأهل للقائمة أيضا العمل المعنون "أريد عيونا ذهبية" للكاتبة مارية محمد نصوح دعدوش (سوريا)، فهو يشتمل على تفاصيل جميلة وخيال واسع ولغة عالية، وفيه مراهنة على أمر مهم يتصل بربط الذكاء الإنساني بالتعلم والاطلاع.
بينما تأهلت ميس فؤاد محمود داغر (فلسطين) عن عملها "عوالمُ لانزا"، لتمتعه بلغة جيدة يقابل بين أهمية العلم وتراجعه لصالح المال والقوة، مع شرح مبسط ومفهوم لقضايا علمية تجيب عن أسئلة الحياة والموت وتأثير الوعي على المادة وتجارب الحضارة الإنسانية، وصولا إلى فلسفة ترنو إلى المستقبل.
لكن العمل المعنون بـ"الآنسة كاف عين" للكاتبة ريمه عبد العزيز الغربي بنفرج (تونس)، وصل إلى القائمة، بفضل براعته وطرحه لعلاقة الإنسان بالآلة، وهو مبني على توقعات كبار العلماء، وفي النهاية خيار الإنسان بالفناء عوضا عن التحول إلى آلة.
وتأخذنا الرواية المتأهلة للقائمة القصيرة، والمعنونة بـ"سرقة مخ أذكى رجل في العالم" للكاتب شريف صالح عبده صالح (مصر) حول حياة أينشتاين عن طريق حديثه الخاص عبر شريحة متبقية من مخه، يناقش فلسفته وعلمه ويقارن بين العقل البشري وعبقريته والآلة، كما يعرض لتاريخ مهمل من العبقريات العربية التي تم تهميشها.
فيما تتمتع رواية "نورجاسندا" للأردنية لبنى علي موسى صالح، والتي تأهلت ضمن الأعمال المتأهلة إلى القائمة القصية بحبكة جيدة ومحتوى غير معهود.
بدورها، بينت لجنة التحكيم أن الأعمال بعضها يستند إلى اكتشافات وإنجازات تمت وما زالت تستكمل، وقد تنقلت العوالم بين الفضاء والأرض والبحار والإنسان والطير والعناية بالعلوم على مختلف التخصصات، مبشرة بعالم الآلات والحواسيب.
وكانت أمانة الجائزة، تلقت 400 عمل في موضوع الجائزة من كتاب وأدباء عرب من 23 دولة من مختلف دول العالم، وهي كما يلي، حسب الأكثر مشاركة:(مصر، الأردن، فلسطين، الجزائر، سوريا، المغرب، تونس، سلطنة عُمان، الأمارات، العراق، لبنان، الكويت، اليمن، السعودية، ليبيا، السودان، الولايات المتحدة، تركيا، هولندا، روسيا، السويد، البحرين، كندا)، بالإضافة إلى (109) مشاركات غير مكتملة على النظام الإلكتروني.
ومنذ العام 2006 تعمل المؤسسة على تنظيم هذه الجائزة السنوية للأدباء في الوطن العربي والعالم.
وتعد "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.

الأحد، 29 سبتمبر 2019

“لا تتحرج لأنك عربي" بقلم : د. محمد الدعمي


1

قدمت لي تلك الحسناء اليافعة “صدمة وعي” لم أتوقعها، بحسب جميع المعايير، بعد أن أفصحت لي عما يدور في خلدها: “هل تشعر بالإحراج لأنك عربي؟” مضيفة: “لا داعي للتحرج!”

وقد كان الأدهى هو أنها مجرد رقم في ماكينة العمل الأميركية العملاقة، بوصفها مجرد “موظفة استقبال النزلاء” في “فندق الكلاب”، وهو فندق خاص بإيواء الكلاب مقابل أجور “معقولة”، أثناء اضطرار أصحاب هذه الكلاب للتغيب عن المنزل لسبب ما، كأن يكون السفر أو الرقود في مستشفى.
والحق أقول، ربما زاد هذا المكان، أي Dogs Hotel الذي يقع إلى جانب “دار سينما الكلاب”، حيث تعرض على شاشتها أفلاما خاصة لهذا النوع من الحضور! قفز على بالي كيف نعامل الكلاب في بلداننا “العربية”؛ ثم كيف تواشج ذلك الانطباع كله بقوة “صادمة” أعلاه، خصوصا وأني قد قدمت نفسي في “الاستقبال” كرجل عربي، مفتخرا بنفسي ومزهوا بتراث تاريخي عميق.
وإذا كان هول الصدمة لا صلة له بفندق الكلاب، أو بسينما الكلاب، أو بمستشفيات الكلاب المنتشرة في كل مكان من هذه الحاضرة الأميركية الزاهرة، “فينكس Phoenix”، فإن مصدر الصدمة الحقيقي أتى من حجم وكثافة التشويه الذي تعرض له العرب، أفرادا وشعوبا، بعد انقضاء القرن التاسع عشر على أيدي المئات من الغربيين الذين كان همهم البحث عن مثالب العرب وتضخيمها وليّها بصورة حقود على سبيل ما كان قد تحقق لهم في سنوات تالية، خصوصا بعد الحروب العربية الإسرائيلية (1948، 1957، 1967، 1973)، إذ غدا التحوط (وربما الاعتذار للمعية) بسبب منشأ المرء، عربيا، من إحدى الدول العربية أو نسبة لإحدى القبائل العربية “العاربة” الأصيلة!
وإذا أدركنا الآن جيدا بأن ما ألصق بالعنصر العربي من سلبيات عبر حملات تشويه إعلامية حقود قامت بغسل أدمغة الجمهور الغربي في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، فإن علينا أن ندرك بذات المقدار من الوضوح والقوة طول الطريق الذي ينتظرنا وينتظر ثقافتنا وإعلامنا كي تسلكاه على سبيل تصحيح صورة “عربي التلفاز” وصورة “عربي السينما” اللتين تناولت بهما ذات الموضوع في مقالتين سابقتين لصحيفة (الوطن الغراء) قبل عدة أشهر!
كما أن هذه فرصة إضافية كي أرفع صوتي عاليا للدعوة إلى مشروعي القومي لمركز متخصص لدراسة طرائق تصوير العرب في الإعلام وآنية التسلية الغربية، كالسينما والأفلام المتحركة، وحتى مدن الملاهي من عيار “دزني لاند”! أليس هذا مشروعا استراتيجيا قد يوازي مشاريعنا في حقول المعادن والصناعة والزراعة والتجارة في أهميته؟ خصوصا وأن بقاء الصورة المحرفة للعرب، أفرادا وقوما، لا بد وأن يترك آثاره المظلمة على كافة أنشطة الدول العربية إقليميا وعالميا.
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

السبت، 28 سبتمبر 2019

عناق القديسات بقلم ميسون أسدي





قصة قصيرة







احترف أديب مهنة الحكواتي، فكان يذهب للمدارس ويروي القصص للطلاب، وفي أحد الأيام، بعد أن أنهى رواية قصّتين لطلاب المدرسة في قرية دير الأسد، رافقته في اللقاء طالبة من الصف الثالث تضج بالحياة، طالبة تعشقها العين من النظرة الأولى، فالحياة التي تسري في بدنها تفوق ما في بدن فيل. كانت الطفلة برفقة أمها التي تعمل مربية في المدرسة وهي التي استقبلت أديب لترشده إلى الصفوف.
صعد أديب مع الام وابنتها في المصعد إلى الطابق العلوي وسأل الصغيرة:
  • هل تحبين القصص؟
قالت برقة تحمل نغمة التأكيد:
  • نعم، كثيرًا.
  • وهل تقرئين ايتها الصغيرة؟
أجابت بصوت كريان الحياة:
  • لا.
تدخلت الأم بعدأن شبكت يديها على صدرها وقالت: ان صغارنا متلهّين بالإنترنيت وألعابه.
طبطب أديب بود على كتف الصغيرة وقال لها:
  • سأهديك بعضًا من قصصي للأطفال؟
رافقت الصغيرة الحكواتي أديب كظله وبقيت معه لمدة ساعتين، حصتين كاملتين، والصغيرة مُصغية بكل جوارحها لكل كلمة ينطق بها وإذا تجرأ وقاطعه أحد الطلبة، كانت الصغيرة تصرخ به: صه... وهي تقرّب إصبعها السبابة من شفتيها.
بعد نهاية اللقاء ومغادرة الطلاب القاعة، بقيت الصغيرة الى جانب أديب مبتسمة لسبب ما ابتسامة متأملة وحملت حقيبته الصغيرة ورافقته حتى السيارة. وعندما أهداها بعضًا من قصصه، لاحت سحابة قلق عبر عينيها. ورأى أديب الدموع في عيني الصغيرة فلم يفهم السبب، وكأنها ارادت ان تقول شيئا ما، ثم مشت بضعة أمتار والتفتت إلى الخلف ونادته وقبلته قبلة في الهواء.
رمق أديب الصغيرة بإشفاق صادق، اراد أن ينزل من سيارته ويعانق هذه القديسة الصغيرة التي اسعدته بمحبتها.

***
بعد أن ترك أديب المدرسة، عرج على أمه العجوز الضريرة التي تسكن في قرية ليست بعيدة ليمنحها بضع سويعات يعينها بها بعد ان فقدت نظرها. فهي أكثر النساء تيها ولطفا وحسنا.
وبعد ان حادثها وحادثته طلب منها ان يصحبها في مشوار خارج بيتها بعد ان تهرّب الصغير والكبير في عائلتها من القيام بهذه المهمة. سعدت الأم لهذا الطلب، وزارا معا اخته وبقيا برفقتها ما يقارب أربع ساعات، ثم سال أديب أمه إذا كانت تحب ان تواصل المشوار ليرافقها إلى زيارة أخرى، فوافقت على التو.
قاما بزيارة شقيق الوالدة الذي قارب التسعين من عمره وبقيت الوالدة برفقة اخيها يتناولان أطراف الحديث في شتى الأمور الى ان قاربت الشمس على المغيب، فاصطحب أديب والدته الى بيتها.
كان الوقت قد حان لتدلف الوالدة الى الفراش وأراد أديب العودة الى بيته في المدينة بعد يوم طويل. ألحت الأم بان ينزل معها الى بيتها ويشرب معها كأس شاي، فاعتذر منها بإصرارلأنه تأخر كثيرا عن أولاده وزوجته. ولكن الوالدة ألحت بان يصحبها، فرفض ثانية وثالثة بحجة انه تعب جدا، فما كان من الأم العجوز الا أن اقتربت منه وقالت بصوت بالغت في خفضه: لا أستطيع فتح باب البيت يمّا، استصعب ادخال المفتاح في سكرة الباب.
ارتج الهواء لسماع كلامها، فاضطر الى كبح جماح دموعه وشعر بالخجل، ورافقها ليفتح لها الباب، ثم ذهب الى بيت اخيه الذي يسكن فوقها وطلب من زوجته وجبة عشاء لوالدته. وضع امام أمه صحن ملوخية وخبز وماء. فأكلت حتى شبعت. خلب الحديث لبها مرّة اخرى فعادت الى عفويتها ورغبتها في الثرثرة.
شرب أديب مع والدته الشاي كما طلبت منه، ثم ودعها وذهبت صوب سيارته. وقفت الوالدة تودعه بعينيها الى ان صعد الى السيارة وهي تبعث بقبلاتها ودعواتها له.
أراد أديب النزول من سيارته ليعانق هذه القديسة الكبيرة التي اسعدته بمحبتها.

***
عندما وصل أديب إلى بيته، كان الوقت متأخّرًا، واوى الجميع إلى فراشهم. حط رحاله، ثم أخذ يعب من الماء الموجود في جرّة الفخار، كان ما زال يفكر في أحداث يومه، جلس على مكتبه وأخذ يكتب ما حدث له، فتدفقت الكلمات سيلًا. أنهى الكتابة وأخذ يقرأ ما كتبه، وقد غطى وجهه ظل عبوس ثمّ قطب وهو على درجة من الزعل ولكنه هدأ بعد ذلك وقال لنفسه: يبدو أنّني مفرط الحساسيّة، من سيهتم بهذه الترهات التي أكتبها... كوّر الورقة التي كتب عليها ورماها في سلّة المهملات، وأخذ ينظر إليها من بعيد. لم يصدّق نفسه عندما سمع الورقة الملقية تقول له: أين الثرى من الثريا؟ من أنت لتحكم عليّ إذا كنت سأثير القراء أم لا؟ هل تصدّق أنني كنت سأقوم وأعانقك بعد أن انتهيت من وضع كلماتك على صفحتي البيضاء... هيّا، خذني بيديك ودع القارئ أن يقرّر إذا كانت كلماتك مثيرة أم لا... تعال وعانقني.
حك أديب رأسه، واعيًا بأنّه يتخيّل كلّ ما سمعه، وأنّه لا يسمع سوى أفكاره. تناول الورقة من السلّة ومسدها بيده، ثم كتب عليها بيتين من الشعر، حضراه أثناء تفكيره بالورقة المكوّرة:
عجبتني كلمة من كلام الورق
                        النور شرق من بين حروفها وبرق
حبّيت أشيلها في قلبي، قالت: حرام،
                       ده أنا كل قلب دخلت فيه اتحرق.
 


قراءة في قصة دجاجة دندن للأديب مصطفى عبد الفتاح بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي






قصة  دجاجة  دندن  ،  تأليف  الأديب  مصطفى  عبد الفتاح، اصدار  مكتبة  كل شيء -  حيفا ،  سنة الاصدار  2018 ،  تقع  القصة  في  32  صفحة  من  الحجم  المتوسط  غلاف  عادي ، معدة  لجيل  من 3-8 ،  سنوات ، رسومات الفنان  العراقي رعد  عبد  الواحد .
القصة  تتحدث  القصة  عن  والد دندن  الذي يمتلك  مزرعة  دواجن ،  في  قن بعيد  ومغلق ،  لا تدخله  الشمس ، تعيش فيه  دجاجات  كثيرة ، أحب وتعلق دندن  بجاجة  تعيش  في  قن  والده ،  كثيفة  الريش، جميلة  المظهر ،لون  ريشها بني ، رقبتها طويلة ، لها تاج  صغير على رأسها ، دجاجة دندن ، فخورة بنفسها ، تسير دائما  مرفوعة  الرأس ، لا  تعتدي على أحد ، تضع  بيضة واحدة  كل  يوم ، مع  مرور الأيام سئمت دجاجة دندن الحياة  في القن المغلق ، شعرت بالحزن  ولا  تقوم  باي  عمل  مثمر ، حتى  أن  صاحب المزعة  لا يسمح لها أن  ترقد على  بيضها فهو يأخذها كل  يوم ، فهي لا تتمتع  بنور  الشمس ولا بالطبيعة الخضراء ، تشعر أنها  مسجونة ، مسلوبة  الحرية ، تريد  ان  ترقد  على  بيضها  واحدا  وعشرين يوما  ،  لتخرج  الكتاكيت  الى النور ، تود  لو  تشعر  بطعم  الأمومة ، ذات  يوم  قررت  دجاجة  دندن  أن  تضرب عن  الطعام والشراب ، وقدمت  مطالبها  لصديقها دندن  ، وصارحته  برغبتها  في  الخروج  من  القن  المغلق ، انطوت على نفسها  تذرف  الدموع ، عندما وصل  والد  دندن ، تظاهرت  الدجاجة  بالمرض  وعدم  القدرة  على الوقوف ، وهمست في أذن  دندن  وابلغته  برغبتها الجامحة في  الخروج الى  الطبيعة ، برفقة صديقها الديك  الجميل ، مرت  الأيام  ودجاجة  دندن مضربة  عن  الطعام  والشراب ، لم  تعد  تبيض  البيض ، أراد  والد  دندن  التخلص  منها ، لكن  دندن   نجح  في  اقناعه  بأخذها  هي والديك لتعيش  في حديقة البيت ، وفعلا  بدأت  دجاجة دندن  حياتها  من جديد ، أخذت  تحفر  الأرض بمنقارها  لاستخرج الحب  بعرق  جبينها ، كانت تستمتع  بجمال الحديقة  والأشجار الوارفة مع الديك ، بنى له  دندن قنا في احدى  الزوايا ، تدخله  الشمس  كل  يوم ، وبدأت  تضع  البيض  يوما  بعد  يوم ، رقدت  على  البيض  بينما كان  الديك  يحرسها ويساعدها  على تدبير  شؤون القن واحضار الطعام والشراب ، وفي  اليوم  الحادي والعشرين بدأت  الكتاكيت  تنقر جدار البيض وتطل برأسها  الصغير وتخرج منها . فرح  دندن  وفرح  والده بالكتاكيت الصغيرة  الملونة  وبالبيض  الوفير ، فقرر أن يبني مزرعة حديثة وواسعة ونظيفة تعيش فيها جميع  الدجاجات بحرية  .
رسالة  الكاتب   مصطفى عبد  الفتاح :
-        الحرية   أثمن  قلادة  يمكن ان  يتقلدها  المرء   فهي  لا  تباع  ولا  تشترى ، ولا  يمكن  مقايضتها  بالطعام  والشراب ، دجاجة دندن  استغنت  على الطعام  والشراب  وكادت  تهلك  مقابل  المحاولة  للحصول  على حريتها.
-        التصميم  مفتاح  النجاح ،  دجاجة  دندن  صممت  على  نيل  حريتها ، لم تيأس  ظلت تجرب  حتى  نجحت .
-       الأمومة ،  دجاجة  دندن  كانت  تحلم  أن  تزف للعالم  صيصانا  وأخيرا  تحقق  حلمها
-        رسالة  ان  يكون  الانسان  مسالما  لا  يعتدي  على  غيره ،  تماما  مثل دجاجة دندن
-        أهمية  تجنيد  ،  أشخاص  اخرين  لتحقيق  الهدف  المنشود ،  نجحت  دجاجة دندن  في  كسب ود  دندن ،  حتى  استطاع التأثير  على والده  الذي لا  يرد  له  طلبا .
-        رد  الجميل ،  دجاجة دندن  بعد  أن  حققت حلمها  وانتقلت  للعيش  بين  أحضان  الطبيعة ، جلبت   البيض  بغزارة  لدندن ،  والكتاكيت  الجميلة  لم  تنكر الجميل ، ولم  تتنصل  من وعدها.  
-        الاضراب  عن  الطعام  والشراب  ،  سلاح  ناجح  يحقق  الأهداف  في ظروف  معينة ، وهذه  الفكرة مستوحاة  من  نضال  السجناء السياسيين.
-        الظروف  الطبيعية  للحيوان والطير  أفضل  من  الظروف المصطنعة التي تقيد  حركته  وتفكيره  وانتاجه .
-        لدى  دجاجة دندن  كانت رؤية واضحة وخطوات  ثابتة واهداف  واضحة وخطة  عمل محكمة  لذا  نجحت  في  تحقيق  هدفها  الأسمى وهو كسب حريتها .
-        نجاح  الفرد الطلائعي  قد ينعكس على  المجموعة  كلها ،نجاح  دجاجة دندن ،  في  الحصول  على  حريتها  بالمقابل  زاد  انتاجها  من  البيض  شجع  المزارع  على  تبني  الفكرة برمتها  بل  وتوسيعها  في  بناء  مزرعة مفتوحة وواسعة  ونظيفة  تنال  الدجاجات  بها  حريتها  بالمقابل  سوف  يكسب الفلاح  ويزداد  الانتاج  من  البيض والصيصان .
-        في  كثير  من  الحالات  يمكن  أن  يكسب  الطرفان  معا  وليس  بالضرورة  يجب  التصادم ،  حرية  الدجاجة وتحسين ظروف  معيشتها  لا  يتعارض مع  مصالح  المزارع  .
ملاحظات حول  القصة :
 -  كتب  على  القصة  انها  معدة  لجيل  3-8  سنوات ،  في  اعتقادي  القصة  تناسب  الأطفال  من  جيل 8-10 ،  فهي  تتحدث  عن  الحرية ،  هذه  مصطلحات  كبيرة  واساسية  في علم  السياسة  الاجتماع . وخاصة  ان  هنالك  كلمات  وتعابير  يستصعبها الأطفال  الصغار وردت  بالقصة  امثلة  : ( سئمت  ص  11  ، لتعيش  حياتها  حرة كريمة ص 13 ، انزوت في احدى أركان القن ص 13 ، نظر بطرف عينه  ص 19 ، تربض ص 23 ، أبوابه مشرعة ص25)
-  رسم  شخصية الأب  والأم  في  القصة  تبدو  طفولية ، طفل على هيئة أب  وأم ، تبدو غير  مقنعة للطفل رغم  جمالها . فالأب  يضع  عقالا على  رأسه ، لكن ملامحه  شابة  بوضوح  كذلك رسم  شخصية الأم .

خلاصة :  قصة دندن  للكاتب  مصطفى  عبد  المفتاح  قصة  جميلة ، أسلوبها  جميل  تحمل في  طياتها  رسالة كبيرة  حول الحرية وأهميتها لجميع  الكائنات  وأهمية  الوعي  للفرد  وللمجموعة واثر  الوعي  على  نيل  الحقوق  المشروعة .






الجمعة، 27 سبتمبر 2019

التّجريب في رواية " أَدْرَكَهَا النّسيانُ" للروائية سناء الشعلان بقلم النّاقد: سليم النجار/ الأردن



 
 




على الرغم من اكتشاف الأسس الفنية للعمل الروائي التي أشّرها النقد وحدَّدها – متمثلةً في الاستهلال والموضوعة والشخوص والحوار والحبكة والفعل والصراع والتوازن والأسلوب – فإنّ الرواية مازلت تفتقر إلى تعريف محدد ؛ وذلك لسبب واضح : وهو أنها كُتبتْ وفق بنى مختلفة من التجريب الذي لا يستند إلى قانون .
والتجريب هو معارضة المنْجَز الفني المتحقق ؛ بحثاً عن رؤى جديدة تبغي الكشف عن شكل فني وتقديمه بصيغة تتجاوز المأوف في الرواية نحو أفاق لم تُستكشف من قبل … فكيف فهمت الروائية سناء الشعلان هذا المصطلح وكيف مارسته في عملها الإبداعي ؟.في دراستي النقدية لهذه الرواية سأعتمد على التحليل السيكولوجي بشكل أساسي ؛ كقراءة نقدية تجريبية لاعتقادي بأن الرواية التي تحاكي نفسها بنفسها ؛ كما هو عليه في هذه الرواية ؛ يستدعي بقوة الاعتماد على التحليلات النفسية ؛ حتى وإن كان طبعاً يستدعي توظيف باقي المناهج النقدية الأخرى .
سنبدأ بتلخيص القصة ؛ بشكل تقليدي ؛ لكي نعطي صورتها الأولية القارئ بشكل واضح ومبسط . تدور أحداث الرواية في بيت الأيتام ، بين طفلين يتيمين . الضحاك سليم وبهاء .
ينقسم هذا النص – من الناحية السردية – إلى قسمين ؛ الأول نمطي ؛ والثاني باطينيّ . وينقسم ؛ على مستوى الفضاء الورقي ؛ إلى ثلاثة أقسام ؛ الأول نمطي ؛ والثاني باطني ؛ والثالث نفسي ؛ ومن هنا نقول بأن البعد الباطني ينقسم بدوره كميا إلى قسمين ؛ الأول جاء في بداية الرواية ؛ والثاني جاء بعد الخروج من السرد الباطيني ؛ الذي اختلجه وشطره إلى نصفين ؛ لتبقى برزخا مليئا بعلامات الاستفهام .
تبدأ الرواية نفسيا كما يلي :
"سبعة وستون عاماً لم تسرق من شبابه ونشاطه وابتسامته إلا القليل غير المأسوف عليه من ذلك كلّه ؛ في حين أعطته هناء وخبرة وتجربة وألمعية تفوق هذه السنين الطّويلة المزحومة بالعمل والأنجاز والتّطواف في دنيا الله وأزمان الانتظار وسهوب الكتابة" ص٩
ومن هنا يبدأ التأسيس لتعميق الإشكال الذي سيخرج بالنص من المألوف ؛ وبذل أن يتمكن السارد ( البطل ) من إيجاد مكاناً واضح ؛ يدخل بنا في لغة سردية من هذا النوع :
"تساءل الضّحّاك وهو يغلق المخطوطة أتراه مرّ من أمام شقًة حبيبته دون أن يعرف أنّه قريب منها؟ وهل تراها كانت تجلس على شرفة شقّتها ؛ وهو يتمشّى أمامها في الشارع دون ان تعرف انّه جاء للبحث عنها ؟" ص٢٣٧
بعد أن حرق السارد ما تيسر من المحطات النفسية – في شكل انزياحه آلة السرد الباطيني – انتقل إلى الحديث عن اضطراب يشبه كابوساً غير مفصح عن سببه ؛ والذي جعله يقص علينا أحداثا معروفة على صعيد الشكل ؛ وقعت في الشارع ؛ ولكن على صعيد الباطن يستكمل رؤيته نحو الرسالة التي أراد توصيلها للقارئ عبر صورة حبيبته الضائعة: "ودروبها التي لا تلتقي ؛ وذاكرتها التي لا تحمل لهما إلاّ الألم والضنّي" ص٢٣٧ .
   بيد أنّ الروائية سناء الشعلان أرادت توظيف هذه الأحداث المتخيلة ؛ في بعض التفاصيل الصغيرة ؛ مثل الانتقال من استصعاب فتح نوافذ الذاكرة ؛ في حالة الخيال / الكابوس – إلى استسهالها في حالة الواقع . بعد أن أعربت عن حيرتها من خلال الضحاك ؛ في شكل تساؤلات تستهدف مشكوكية البعد الواقعي للذي يحدث ؛ وتصور أنه قد فوض مسؤولية وعيه ؛ عن الذي حدث ؛ إلى عالم الغيب ؛ ليقطع بذلك الضحاك ؛ عن أي مستفسر عن طبيعة الحدث ؛ ونسبته إلى المشترك الواقعي الملموس ؛ حسم السارد أمره – بشيء من الألم – وبدأ يقص علينا ما تخيله عن حبيبته بهاء ؛ وهو ما عبر عنه: " لكن صيده الأجمل المقدّس كان عندما قابل بهاء ؛ وعشقها واقتنص لحظات جنوحها الكسير ؛ وطبع قبلته على شفتيها ؛ وأطلق لنفسه العنان كي يحبّها دون شروط" ص٢٩٦
     ها هو البعد الباطني للسارد على وشك أن يدخل إلى الحدث الحقيقي ؛ حيث يحتجز شقه الباطني / الاستباقي / الأعجوبي غرفته الوهمية ؛ ليعبث فيها رجماً ورفساً بالغيب ؛ تمهيدا باراسيكولوجيا لقدوم المفسد الأكبر ألا وهو "الزمن" ؛ ليجعله بدوره عبرة لأهل الواقع الملموس من القرّاء ؛ أنه نوع من الاستطلاع الباطني لواقع الحدث .
   يقول السارد : "لقد شاهد الدّهشة في عينيها ؛ وهي تستعدّ للدّخول معه في عالم الدّهشة والنّسيان" ص٦٨ .
     الروائية الشعلان لا تتحدث عن النّسيان والدهشة بمعناهما التقليدي ؛ بل تصورهما كالمطر الطبيعي ؛ حتى تأخذ غيومه ما أخذا  طبيعياً ؛ وتمطر القلب ؛ وتنتج خصوبة قلبية
    لاحظ كيف أقحمت الشعلان كلمة "صوريّة " بهذه القراءة النقدية؛ فهذا التعبير عبارة عن لافتة تدعونا إلى لدخول في سراديب ما هو باطني ؛        وما وراء سردي.
   أمّا كونه باطنياً فلأن السارد يتحدث عن حركة باطنية ؛ بدل الحركة النمطية الفيزيائية المعتادة ؛ وأما كونه ما وراء سردي ؛ فلأن السارد يستهدف الحديث عن إشكالية الكتابة السردية الإبداعية من خلال ” كتبت العاشقة ” ؛ وهذا ما وظفته الشعلان في رؤيتها إلى إشكالية النص الإبداعي ؛ وقد أحسنت بهذا الفعل ؛ فالصورة للعاشقة وهي تكتب ؛ استنبطت أحداث مروعة ولو طبقناها على واقع الكتابة لاكتشفنا أنّها نفس الصور؛ من خيانة ؛ وسرقة ؛ وانتهازية ؛ وبوهيمية ؛ وخسة ؛ ونذالة .
    وعندما انتقلت الكاتبة العاشقة إلى وصف حياتها بعد ان فقدت عذريتها ؛ لشكل ملموس ومحسوس ؛ أصبحت الأحداث صورية ؛ أي أن الرواية ؛ عندما انتقلت إلى السارد ؛ أصبحت صورية : " كتبت العاشقة : وصلتُ الأربعين من عمري ؛ وأدركت أنّها فرصتي الأخيرة لنشر إبداعاتي القصصيّة والرّوائية قبل أن ينقضي الباقي من حياتي" ص195
    ببدو أنّ هذه النقرات قد أصبحت موضوعا مفضلا ؛ متجها نحو المحورة التامة ؛ حتى عندما انتقل السارد إلى عالم الواقع ؛ لقوله في الواقع ؛ من خلال أمنيات العاشقة : "سأكتب سيرتي للضّحاك كي يدرك ما مررتُ به من معاناة ؛ ويعرف كم فقدتُ منّي في الدّرب" ص٢١٦  .
   يبدو أنّ هذه حتمية لا شعورية ؛ يقود إليها الترصد لهذه المفردات . ينتقل السارد إلى تفصيل الحديث عن الموت ؛ في هذا النص ؛ بتعبيره من خلال ما كتبته العاشقة : " كتبت العاشقة : عندما هاجم السّرطان ثدي الأيسر أخذت الأمر على مجمل المزاح والجدّية" ص٢١٧
إن مثل هذا التخفي ؛ عبر دهاليز السرد الباطني ؛ يجعلنا نحس وكأننا نخوض غمار فيلم هوليودي ؛ ولكن ليس في العالم الخارجي الاجتماعي ؛ بل في عالم نفسي يقع في وسط مملكة الظلام والرموز لا تنفع معها العين المجردة ؛ في كثير من الأحيان وإنما لابد من الاستعانة بجهاز الأشعة المناسبة لالتقاطها .
    إلا أنّ هذه الرواية " أَدْرَكَهَا النّسيانُ" ليست قمة جبل سردي يفترض انتصابه في أي مكان ؛ أو في مكان غير محدد ؛ مثل غيره من الجبال التي تحيط بالحوض المتوسط ؛ بل هي قمة سردية لجبل اجتماعي تاريخي تم إرساؤه في أحد عوالمنا . فمن هناك ؛ ومن هناك فقط ؛ يمكن لنا أن نشاهد ما أرادت الروائية سناء الشعلان مشاهدته .


الأربعاء، 25 سبتمبر 2019

صدر حديثا : من حديقة الذاكرة للكاتبة خيرية شناوي .




صدر   حديثا   كتاب  من  حديقة   الذاكرة   للكاتبة  خيرية  شناوي  ،  من  كفرمندا ، لوحة  الغلاف  للفنانة  فيتا  تنئيل ،  يقع الكتاب  في  32  صفحة من الحجم  المتوسط  ، من  مواضيع  الكتاب : عامان  على  رحيل  رفيق دربي ، ثلاث  سنوات  على  رحيل زوجي ، في  الذكرى  الرابعة لرحيلك ، رحلت  وما  رحلت ، ابو علي ، بلدنا  الغالية ، في  ربوع  شرم  الشيخ ، مجموعتنا  والياسمين ، في ربوع  براغ ، المرأة منارة  المجتمع ، كفرمندا  يا بلدي ، أمي الحنونة ، التعليم  أيام  زمان ، ألعاب زمان ، الأعياد  ايام  زمان ، راديو السعادة ، الأعراس ، بئر العين ملتقى النساء ، اقتصاد  االبيت ، انحباس  المطر 
قدم  الناقد  والكاتب صالح  أحمد  كناعنة الكتاب  :"الصدق قرين البساطة وروحها... هكذا كانا من الأزل، وفي هذا سرُّ روعتهما، وسحر تأثيرهما... عندما يتكلم الإنسان، يكتب، ويعبّر ببساطة، بتلقائية، بعفوية... تكون بساطته حضنًا للصدق، ومهدًا للبراءة، وأفقًا للمحبّة...الخالة أم علي، تطلُّ علينا من فضاء البساطة، لتروي ظمأنا بغيث من الصدق، من سحائب البراءة وشموخ المحبّة النقيّة الصافية... في جوٍّ من الطهر وسمو الروح والعاطفة... لتجعل من كلماتها نموذج الدفق العاطفي النبيل الأصيل: فها هي تناجي رفيق دربها وشريك عمرها -رحمه الله- بأصدق وأطهر وأنبل شعور وتعبير:

-         يا أعَزَّ إنسان في الكون على قلبي وروحي
أنا مثل السمكة أبحر في همومي
يا إلهي كم هو لاذع ألم الفراق
أستيقظ صباحًا كل يوم
أسكب لي ولك فنجان القهوة
ولكن دون جدوى! لا صوت منك
ولا إشارة
ويبرد فنجان قهوتك كل صباح
وتمرُّ الأيام مثل غمامة سوداء
بدونك لا طعم للحياة ولا ألوان
أسكب الحبر على الورق لأخرس همومي
وأسكب الحبر على الورق
إخلاصًا لك ولذكراك الخالدة في أعماق قلبي..."
***

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

صدر حديثا : كتاب سقوط نوم الغزلان ، للأديب الدكتور محمد هيبي


صدر حديثا : سقوط نوم الغزلان . قراءة مغايرة في كتاب نوم الغزلان للكاتب محمد علي طه . تأليف الدكتور محمد هيبي . اصدار خاص . يقع الكتاب في 112 صفحة من الجحم المتوسط .من مواضيع   الكتاب :  عن  العلاقة  المحرمة بين  الادب  والنقد وبين الصحافة والسياسة ، وضعنا الثقافي  القائم  وخطوات  قبل  نوم  الغزلان ، القشة  التي  قصمت  ظهر  البعير ، انا  ومحمد علي طه  والنقد ! ، نوم  الغزلان فراءة  مغايرة ،  النرجسية  والغاء  الاخر ، تجاهل الاسماء ، ...



صدر حديثا : تراتيل على وجه الريح ، للشاعر محمود ريان



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

صدر   حديثا : عن  دار  سهيل  عيساوي  للطباعة والنشر ، للشاعر والأديب محمود  ريان ،  ديوان  شعر جديد  بعنوان "  تراتيل على وجه الريح " ، بحلة  قشيبة ،يقع  الديوان في 96 صفحة من الحجم  الصغير ، لوحة الغلاف  للفنانة  د.فرح ترزى ، من  عناوين القصائد : أُغنيةٌ، أسيرُ إليها، انتظار الفجر ، رجل العروبة ، قصيدة  القدس ، أهل الحي ، سليل الروح ، وحدي مع  الايام ،   وأحمل  الراية،  أرى، السّعادةُ،وحدي مع الايام ، يا ألهي، وحدي مع الأيام، نشيدُ الحَرفِ.


   قدم الديوان الأديب والناقد محمد علي  سعيد ،  يحتوي  الكتاب  على  قصائد  وجدانية  وانسانية ، والوجودية ، يطرح  قضايا انسانية  وفلسفية واجتماعية  وسياسية ، يمتاز بأسلوبه السلس ومعانيه العميقة . للكاتب  عدة  اصدارات  في  مجال  الشعر  والنقد  الادبي . كتب الناقد محمد علي سعيد  في  تقديمه للكتاب "  بعد قراءتي المتأنيّة لكل ما كتبه، وجدته يحمل في صدره آمالَ وآلامَ مجتمعه العربيّ المحليّ وشعبه العربيّ، ووجدته يحاول قدر المستطاع أن يوازي في شعره ما بين المبنى والمعنى، فتتشكّل القصيدة أسلوبًا ولغة ومبنًى بما يناسب المضمون، من حيث الجانب الوجوديّ أو الوطنيّ أو الغزليّ أو الفلسفيّ، وذلك بما يتلاءم مع رؤيا الشّاعر في سياقها الزمكانيّ (الزماني والمكاني) وارتباطها بالحدث، وفي كل الحالات فشعره ينم ّبما في داخله من وجع وقلق يحاول أن يشارك القارئ فيه.

إنّ الشاعر يستفيد من تجربته الذاتيّة وتجربة الشّعراء الجيّدين، ومن اطّلاعه على مدارس النّقد الأدبيّ الحديث وثقافته الواسعة (له كتابان في النّقد الحداثي) ويعمل على تطوير نفسه  فتجده مسكونًا بالقلق دائمًا وبحالات وجدانيّة فكريّة"

الكاتب محمود  ريان
من  قرية  كابول، مواليد عام  1973، يسكن  حاليا في  مدينة شفاعمرو ،  يعمل  مدرسا  في مدرسة  المتنبي - طمرة ، حاصل  على  اللقب  الثاني في موضوع اللغة  العربية  وادابها  من جامعة  حيفا  (2014)، نشر  العديد من الدراسات الأدبية في  مختلف الصحف والمجلات ، ونشر  العديد من  القصائد  في  مختلف  المواقع  على الشبكة العنكبوتية وله  كتاب  دراسات  في  الرواية  العربية - تحت  الطبع . 

صدر  للمؤلف  :  


-    1-   حريق الكلمات .شعر  -2008

2 -   جماليات في اللغة والادب ، مقاربات نقدية ،2008
3 -  في انتظار الشمس - شعر - 2001
4 -   مسارات في  الزمن  الجريح - شعر -2015
  5   - رموز الفجر الاتي  - شعر - 2015
6 -  نشيد  الحرف - شعر ، 2017



جموحُ النّفسِ والوقتِ

*
                                      
يتنفّسُ الصّبحُ الهشيمُ
ثمالةَ الوقتِ الأسيفْ!
قُم واسْتَبِقْ خطواتِ همسِ الاِنتماءِ، ففي سياجِ
العمرِ يلتئمُ الرّبيعُ معَ الخَريفِ، وفي هيامِ المدِّ
يلتمسُ الفضاءُ هزيمَ غيمٍ واختيالْ!
****
الرّوحُ تطغى في فضاءاتِ النّداء                                                                                                          وتسلُبُ الفجرَ الهلاميَّ المُسامرَ
ريحَ حُمّى الغيابْ!
النّفسُ تعلو في ثمالاتِ التجلّي
والحُبُّ يشردُ في متاهاتِ الحياةْ!
يستنزِفُ الأوقاتَ همسًا للصّفاءْ!
والموتُ يرْتجلُ اللّقاءَ مسافةً للاِغترابْ...
****
ما كانتِ الأزمانُ غيرَ مجالِ نهْلٍ
للخُرافاتِ البليدةْ...
غُذّي مسيرَكِ يا جباهَ الوقتِ
حيثُ هتافُ عشقِ الصّافناتِ يخطُّ في الفلَواتِ ريحًا،
تنشرُ الأمجادَ غمرَ صراعِها...قد مضى معَ حضرةِ الصّوفيِّ، يعتمرُ المقامَ هناكَ
عشقًا لاِنثيالٍ في حضاراتِ السّلالةْ!
****
ما كانَ وقتي ملمسَ الفجرِ المُواتي لِلحقيقةِ
والرّياحُ تزفّهُ بينَ الخفوقِ ورسمةِ الإبداعِ، حينَ
تعاوَرتْهُ جيوبُ بعضٍ من سَديمْ!
****
هيَ دهشةُ المظلومِ لمّا يُفقدُ الأصلُ المجيدْ
تنداحٌ بعضٌ من حياةْ في مجاهيلِ التجلّي
والمدى مدٌّ زهيدٌ، في عطاياهُ حلولُ الحُبِّ
بعدَ اِنتظارِ الوهجِ من صبرِ الفلاةْ...
****
ها قد نُودّعُ عُمرَنا في كلِّ وقتٍ
فاَرْمِ مأساةَ الحياةِ إلى وداعْ...
فالبُرجُ يعلو فوقَ أغلالِ العذابِ، وأنت في الاِنحسارِ، يدقُّ حولَك
هالةً والرُّكنُ يعلوهُ الغبارُ، يُحيقكَ الوهمُ الأسيفُ.. يُرتِّلُ الأقنومَ؛
أُقنومَ الخلاصِ الوحيدْ!
****
ما كنتُ إلّا حسرةً تتردّدُ كتفًا بصحراءِ النّجيعْ...
الموجُ يكسوني هديرًا هاجعًا
يتلو شهيقَ الوَجد والأوطانْ!
هي هجعةٌ تلتَمُّ فيها كلُّ أصنافِ
المرايا بينَ دَفقي والفُتونْ...
****
صوتٌ منَ الأوهامِ يُغضِبني ويعدو لِلقفارْ
هي زهوَةُ الوَجدِ المُتاخمِ للشّعورِ، يهزُّهُ البُعدُ القريبُ
بِصوتِكَ الحاني يشُدُّ الوقتَ من حينٍ إلى حينٍ
لِبوصلةِ الشّرودْ!
****
قومي لِوعدٍ فيه أنوارُ الحبيبِ
يُعدُّ مهمازًا يُضيءُ الوقتَ رأبًا للسّجايا
ها قد غزاني الوَهمُ آجالًا وآجالًا، لعلّ الوجدَ يحوي
بينَ أظهُرِهِ البدايةَ والحكايةَ في ارتجاعِ الغيبِ، والبُعدُ اِنتظارْ...