الجمعة، 23 نوفمبر 2012

دم الحسين ينتفض في كربلاء

  دم    الحسين ينتفض في كربلاء
شعر : سهيل عيساوي

*************

بين ضلوعه نار الفداء

تلسعه حرقة الغدر

وبيع العقيدة بالدينار

امام روافد اللئم

ترتشق السيوف قارورة من دم اطفاله

وقطرات الماء تبحث عن شفاهه

الرطبة بذكر الله

يعانق الموت بقلب مضيئ

والرأس الذبيح يبوح لحبات الرمل

حكاية الفداء والعقيدة .. والخيانة..

يفترش الرمال الهائجة

يلتحف السماء الغاضبة

ودمه الزكي ينتفض بكربلاء

وتصرخ امرأة هاشمية

في وجه جند الشام

( وا اسلاماه ! وا محمداه! وا علياه ! وا حسيناه ! ويحكم أما معكم مسلم ؟)

فجيب الصمت بالعدم

حسين !!

ايها الفدائي المنتفض

على ذبح الحق في المحراب

تقتسم الانسانية حبك

ويستضيئ الثوار احلامهم

من دمك المتلألأ

على قامة التاريخ


الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

لقاء مع الشاعر والأديب سهيل عيساوي من كفرمندا اجراه حاتم جوعية


لقاء مع الشاعر والأديب سهيل عيساوي من كفرمندا اجراه حاتم جوعية


                                              الكاتب   حاتم   جوعية   والاديب  سهيل   عيساوي




اجرى اللقاء : حاتم جوعيه - المغار - الجليل -

مقدمة وتعريف : البطاقة الشخصية

الشاعر والأديب والمؤرخ الأستاذ سهيل إبراهيم عيساوي , من سكان قرية كفر مندا – الجليل , عمره 39 سنة , متزوج وله أربعة أولاد , أنهى دراسته الثانوية في قرية كفر مندا وتابع دراسته للأكاديمية بعد ذلك , حاصل على شهادة البكالوريوس B.A في موضوع تاريخ الشرق الأوسط والعلوم السياسية , وعلى شهادة الماجستير M.A في موضوع تاريخ الشعب اليهودي من جامعة بن غوريون في بئر السبع , عمل في سلك التدريس في منطقه النقب في مدينة رهط لمدة 9 سنوات , وبعدها عُيِّن مديرا لمدرسة ابن سينا الابتدائية في قريته كفر مندا وما زال إلى الان يشغل هذا المنصب ، وقد عين سنة 2004 ، وسهيل عيساوي كاتب وأديب وشاعر محلي معروف.

أصدر العديد من الكتب والدراسات على مختلف أنواعها الشعرية والأدبية والتاريخية والاجتماعية.

ووُزعت كتبهُ في معظم الدول العربية وفي البلاد , كما انه نشر قسما كبيرا من إنتاجه الكتابي النثري والشعري في مختلف الصحف والمجلات المحلية وخارج البلاد في الدول العربية , وأيضا في الكثير من مواقع الانترنت الأدبية والثقافية محليا وعربيا وعالميا.

يُعتبر سهيل من الكُتاب والشعراء المحليين الكبار ، ولكنه في الفترة الأخيرة بدأ يخفف النشر في الصحافة ، ووسائل الإعلام المحلية بالأدب والثقافة والواسعة الانتشار ، وكان لنا معه هذا اللقاء الخاص والموسع في بيته:



متى بدأت تمارس هواية الكتابة على مختلف أنواعها وهل لقيت التشجيع في بداياتك الأولى؟

بدأت أمارس الكتابة في المرحلة الثانوية ، وتطورت مواهبي وأدواتي الكتابية بعد ذلك خلال دراستي الأكاديمية ، وذلك بفضل اللقاءات المكثفة الأدبية والثقافية مع الأدباء والكُـتّاب الكبار المعروفين محليا وبفضل مطالعتي المتواصلة لمختلف أنواع الكتب الأدبية الثقافية عامّة ، وقد حظيت بالتشجيع من الأصدقاء والمحيطين بي ومن الأقارب ومن الأدباء والشعراء المحليين ، وأيضا من شعراء وأدباء من خارج البلاد من الوطن العربي عن طريق الانترنت والمراسلة.



ما هي المواضيع التي تعالجها في كتاباتكَ؟

أعالج في كتاباتي المواضيع الاجتماعية والسياسية ومواضيع تاريخية وإنسانية شاملة.



أنت تكتب جميع الألوان والأنماط الكتابية (شعر، نثر، أبحاث، دراسات الخ...) أي المجالات والألوان الكتابية المحبذة إلى قلبك وتجد نفسك فيها أكثر ؟

أحببتُ مجال الدراسات التاريخية حيث نجحتْ جميع كتبي ودراساتي التي كتبتها ونشرتها في هذا المجال ولاقت رواجا وإقبالا وانتشارا كبيرا محليا وعربيا حيث العديد من المكتبات الالكترونية كتبت عنها.



كم كتاب أصدرتَ حتى الان؟

أصدرتُ حتى الان 14 كتابا من شعر وأدب ودراسات تاريخية وترجمة.



حظك من الصحافة والإعلام وتغطية إخبارك ونشاطاتك الكتابية على مختلف أنواعها؟

العلاقة ممتازة مع الإعلام المحلي ، وهنالك علاقات واسعة مع وسائل الإعلام في العالم العربي والمواقع الأدبية المختصة ومع العديد من الأدباء والأصدقاء وأنا شخصيا املك أكثر من مدونة موقع شخصي على الشبكة (الانترنت) وأكثر من صفحة في مواقع أخرى كبرى.



رأيك في مستوى الصحافة المحلية ومدى نزاهتها وأمانتها في نشر الإبداع المحلي وغيره؟

هنالك تفاوت في مستوى الصحافة المحلية ، وتفاوت في الزوايا ومستواها وفي مهنية ومصداقية المحررين ومراسلي الصحافة ، وبعض وسائل الإعلام المحلية بحاجة إلى العديد من الإصلاحات الجذرية.



أنت في الفترة الأخيرة لا تنشر إنتاجك الكتابي في الصحف والمجلات المحلية – لماذا؟ هل هناك سبب معين ؟

السبب الأول: عزوف وابتعاد الكثير من القراء عن الصحافة المقروءة.

ثانيا افتقار الصحف إلى زوايا أدبية مختصة.

ثالثا: وجود البديل وهو المواقع على الانترنت والتي هي أكثر شهرة وأوسع انتشارا.



رأيك في مستوى النقد المحلي ؟

هناك أزمة في النقد المحلي ، ونلاحظ أن النقد أصبح عبارة عن تصفية حسابات شخصية وتجريح (محليا) وأحيانا إذا كانت هناك علاقة شخصية جيدة أو مصلحة مشتركة بين الناقد والكاتب فنجد الإطراء والمديح الرخيص ومسح الجوخ لهذا الكاتب أو الشاعر أو على العكس... وكذلك لا يوجد إطلاع من قبل العديد من النقاد المحليين على مدارس النقد المتنوعة وعلى أساليبه وأسسه المقبولة في عالم النقد. وأما في الدول العربية فهنالك نقاد على مستوى عالٍ وأكاديمي ويعالجون النص وليس الشخص.



رأيك في مستوى الشعر المحلي ومن هم الشعراء والكتاب المفضلون لديك، محليا وعلى مستوى العالم العربي ؟

هنالك تراجع كبير في مستوى الشعر المحلي في الآونة الأخيرة بسبب غياب الدعم وتراجع وهبوط مستوى الزوايا المعالجة للأدب والثقافة وشح واضمحلال عقد وإقامة ندوات ومؤتمرات ومهرجانات أدبية شاملة. وحتى هنالك بعض الندوات والمهرجانات التي تقام بين فترات متباعدة كل سنة وأكثر قد يكون الهدف من ورائها هو تجاري او من اجل البروتوكول ومادي ويدعى إليها أشخاص ليست لهم أية علاقة مع الأدب والثقافة والإبداع ، وأما الشعراء والأدباء المبدعين والملتزمين والمبدئيين فلا يدعونهم إطلاقا إلى مثل هذه المهرجانات حتى ولو كان المهرجان أقيم في قريتهم وبلدهم لهؤلاء الشعراء , من المهم عدم استثناء الاقلام الجادة وتكثيف الحراك الادبي المحلي. وهنالك أصوات نعتز بها ونفتخر على المستوى العربي والعالمي مثل: نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم ومضفر النواب وتوفيق زياد والدكتور جمال قعوار وحاتم جوعية وصالح زيادنة وميشيل حداد ويعقوب احمد (من كفر مندا) وصالح احمد وشفيق حبيب والقائمة طويلة.



آخر كتبك كتب مقدمته أديب وكاتب مغربي كبير ومعروف... كيف توصلت إلى هذا الكاتب المغربي محمد داني وكيف تم التعارف بينكما ؟

الكاتب والأديب هو الصديق محمد داني شاعر وناقد كبير ومفتش لموضوع اللغة العربية في المغرب تعرفت عليه من خلال مواقع الانترنت المختصة وقرأ العديد من قصائدي وقرر مفاجأتي انه كتب كتابًا نقديًا عن كتابي وتم طباعة الكتاب هنا في بلادنا ووُزع في المغرب والدول العربية والكتاب بعنوان : "إضاءات في شاعرية سهيل عيساوي".

هنالك عدة جمعيات وروابط أدبية، ما رأيك في هذه التجمعات ولماذا أنت حتى الان غير منتسب لأي رابطة وتجمع أدبي؟

هذه التجمعات قد تكون صحية ولكن بشرط مراعاة الثقافة ودعم الأدب والإبداع المحلي ووصول الصوت النقي والصادق والمبدع إلى الجماهير والناس. وبالنسبة لي شخصيا وبسبب عملي المتواصل كمدير مدرسة فالوقت ضيق جدا ولا يسمح لي بالانتساب والانضمام لمثل هذه المجموعات الأدبية , فالاشتراك بمثل هذه الجمعيات يحتاج إلى التزام والتفرغ من طرف الكاتب والأديب.



ما رأيك في جائزة التفرغ التي تمنح كل سنة لمجموعة من الكتاب والشعراء على جهدهم وإبداعهم الأدبي من جميع النواحي كالنزاهة والأمانة ومستوى لجنة التحكيم ؟

لقد كتبت عدة مقالات عن هذا الموضوع حول وجوب إجراء تغييرات في مبنى اللجان وشفافية عملها والاختيار الأفضل ، وشخصيا أنا تقدمت عدة مرات للحصول على هذه الجائزة وحتى الان لم يحالفني الحظ واعتقد بكل تواضع انه من المفروض أن احصل منذ عدة سنوات مقارنة بمن حصل عليها ، كذلك لا حاجة أخلاقية لحصول الكاتب على الجائزة أكثر من مرة خلال مسيرته الأدبية ، بل عليه فسح المجال لغيره.



هنالك من حصلوا على هذه الجائزة لا توجد لهم أي علاقة مع الأديب والإبداع وهم غير كتاب وأدباء على الأخلاق وهنالك الشعراء المبدعين الذين تقدموا لهذه الجائزة ولم يحصلوا عليها حتى الان، ما هو تعقيبك على هذا ؟

صحيح ان بعض الأسماء حصلت على الجائزة دون أن تقدم المستوى المطلوب أو انقطعت عن الكتابة أو حصلت عليها بفضل العلاقات العامة, ونأمل أن تكون اللجنة التي تشكلت للتقرير والحكم وإقرار الفائزين لهذا العام قد تعلمت من أخطاء اللجان السابقة وان يكون إبداع الكاتب هو مفتاح القرار.



طموحاتك ومشاريعك للمستقبل ؟

أنا في الاستمرار في مسيرة الإبداع والعطاء بما يتلائم مع التغييرات الثورية في العالم العربي وطرق هذا الباب من الناحية السياسية والتاريخية والاستمرار في التواصل مع العالم العربي وكتّابه وأدبائه ومفكريه.







من هم النقادُ الذين كتبوا دراسات عن كتبكَ ، وكيف كانت ردودُ الفعل ِعلى هذه الدراسات ؟؟ .

هنالك عدة نقاد تناولوا نتاجي الادبي اهمهم الكاتب والناقد المغربي محمد داني , من خلال كتابه الهام " اضاءات في شاعرية سهيل عيساوي" الصادر عام 2008 في 98 صفحة , حيث تناول كتابي " قصائد تغازل الشمس "الصادر عام 2003,كذلك الناقد والكاتب حاتم جوعية والذي تناول باسهام ونشر في عدة صحف معظم كتبي مثل بين فكي التاريخ ,وتصبحون على ثورة , حيث نشرت المقالات في عدة صحف ومواقع الكترونية ,كذلك الاديب والصحفي والناقد صالح احمد والذي تناول جميع كتبي عبر مقالات جادة وهادفة نشرت في صحيفة الحركة الاسلامية وعدة مواقع الكترونية , كذلك الاديب مصطفى مراد , الاديب صالح زيادنة , والاديب الراحل الدكتور سليم مخولي , والاديب والناقد غسان حاج يحيى من خلال عدة مقالات نشرت في صحف محلية ,اضافة الى مقالات تصفية حسابات من بعض من يتسلقون شجرة النقد المحلي حاولوا النيل مني لكن اقلامهم تحطمت على اعتاب اسوار الابداع فنالوا من انفسهم سامحهم الله .



أنتَ في الفترةِ الأخيرة بدأتَ تنشر اتنتاجك بشكل مكثف في مواقع الأنترنيت المحليَّة وخارج البلاد وانقطعتَ بشكلٍ شبه كلي عن النشر في الصحف والمجلات المحليه ... لماذا ؟؟

هذا صحيح , لان النشر في مواقع الانترنت اسرع وبلا قيود ولا رقابة , تفتح لك ابواب في دول بعيدة ومواقع لصحف الكترونية في العالم العربي لتصل الى جمهور واسع لم تكن لتصله لولا استخدام هذا العالم الواسع , اضافة الى امكانية حفظ مانشر ونشره مجددا متى تشاء , ثم ان بعض المواقع الالكترونية لها نشرات ورقية ايضا , وهنالك صفحات خاصة بي في المواقع الالكترونية استطع التحكم بها مثل في موقع الحوار المتمدن , والمنتديات الكبرى الشهيرة , اضافة الى مدونتي وصفحتي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ,لكن لا يمكن لاحد ان يقلل من شأن النشر الورقي فله متابعيه وايجابياته واهميته ,وانا انشر في صحف محلية لها مواقع على الانترنت , وهنالك نوع من العزوف عن الادب في بعض الصحف المحلية وهذا امر خطير , لان الادب الجيد تاج الفكر ومتنفس للمجتمع والكاتب والقارئ , حتى لو لم يكن عدد كبير من القراء يتابعون الصحفحات الادبية يجب على اصحاب الصحف عدم حجب الصفحات الادبية فهي روح الجريدة وقد تكون المادة الوحيدة المبتكرة والخاصة والغير مكررة .

كيف كانت ردودُ الفعل على المواد التي تنشرها في مواقع الأنترنت من قبل القراء والمثقفين والأدباء والشعراء ؟؟ .

هنالك ردود فعل ايجابية ومشجعة من قبل ادباء وعشاق الادب وقائمين على صحف , وقد قمت بشر معظم كتبي في مكتبات الكترونية وفي محرك البحث جوجل وقد تلقيت عدة توجهات بالسماح بشر كتبي الالكترونية وخاصة في مجال البحث التاريخي من عدة مواقع مختصة وراقية لاهميتها ولوجود اقبال عليها , بعض هذه الكتب يتصدر مكانة متقدمة جدا في عدد التحميل والقراءة من قبل المتصفحين , مثل كتاب " بين فكي التاريخ " , و " معارك فاصلة في التاريخ الاسلامي " , وثورات فجرت صمت التاريخ الاسلامي " وهنالك من اقام صحفات على الفيسبوك تحمل اسماء كتبي لتعريف القراء عليها وتنزيلها . والمهم ان التفاعل دائم وهنالك امكانية للوصول لاشخاص مثقفين لا تعرفهم , لان العالم اصبح قرية صغيرة فالكتاب الذي يوزع هنا بالف نسخة او اقل من ذلك بكثير , معظم النسخ تهدى للاصدقاء والاحباب والزملاء والمكتبات العامة , بعضها يعتريها الغبار , وبعضهم لا يقرأ منها غير اسم الغلاف , في ظل عزوف معظم الناس عن المطالعة هنا في بلادنا انت الذي تبحث عن قارئ جدي لتهديه كتابك وعادة يكون من الزملاء الادباء او الصحفيين , اما في عالم الانترنت هنالك من يبحث عنك من طلاب علم ومثقفين واصحاب مواقع, وما يثلج الصدر ان الكثير من المواقع تقتبس من ابحاثي وكتاباتي مقالاتي السياسية في ظل الثورات العربية وقصائدي , واحيانا كثيرة يتفق ان اصادف من ينتحل من كتاباتي ولا يذكر اسمي ,وقد اشارت بعض المواقع الشهيرة الى سرقات لاشخاص وصحف قاموا بالسطو على نتاجي بكل وقاحة واشهر هذه المواقع االكترونية موقع " لصوص الكلمة " الكويتي والذي اشار الى سرقة صحيفة الوفاق الايرانية لفصل من كتابي " بين فكي التاريخ " وايضا اشير الى الممثل الذي مثل دور خالد بين الوليد في مسلسل " عمر الفروق " والذي عرض مؤخرا , حيث اشار الممثل الي والى كتابي بين فكي التاريخ , حيث قرأ الكتاب وتأثر مما كتب عن شخصية خالد بن الوليد في مقابلة على الهواء مباشرة في قناة ام. بي . سي .هذه الامور تزيدك اصرارا على تقديم الافضل والمزيد من الابداع لان هنالك من يهتم ويتابع ويستهلك ما تكتبه في عالمنا العربي ومن دول اوروبية واسلامية لم تكن تحلم ان تصلها كتاباتك , ايضا اذكر قبل عام راسلني احد الباحثين في الاسرائليين الحاصلين على درجة بروفيسور والمقيم في الولايات المتحدة ويدرس في اكبر جامعاتها , حول معلومات نادرة وردت في كتابي القيم " الطريق الى كفرمندا عروس البطوف " 2010 ,وطلب شراء نسخة من الكتاب والاتقاء بي لكني رفضت الا ان اهديه كتابي ليكون سفيرا لنا في الجامعات الامريكية وخاصة انه مختص بالاقليات ومنها الاقلية العربية في اسرائيل .

أنتَ رغم مستواكَ ومكانتكَ الأدبية والشعرية لم تحصل حتى الآن على جائزة التفرغ وقد حصلَ عليها من هم دون مستواكَ الأدبي والشعري من الكتاب والشعراء المحليين ... لماذا ؟؟ .

هذا السؤال ممكن ان توجهه الى القائمين على الجائزة , وان كنت اعتقد ان العديد من الزملاء الذين حصلوا عليها يستحقونها بجدارة , لا اعرف بالضبط ما هي المعايير التي تستند عليها اللجنة , ربما حصل على الجائزة بعضهم لاعتبارات ضيقة , انا شخصيا اعتقد اني تعرضت لاجحاف معين في هذا الموضوع لكن كما قيل لي "لا بد ان يحالفني الحظ يوما " اعتقد اني قدمت وساهمت في موضوع الادب المحلي من خلال عدة كتب جادة , في النهاية لا يصح الا الصحيح , المقياس الصحيح هو نتاج الكاتب ونشاطه الادبي والفكري بعدا عن اي تقييم اخر .

أنت في السابق كنتَ نشيطا جدا وتشاركُ في الكثير من المهرجانات والأمسيات والندوات الأدبية والشعرية محليا ... ولكن في الفترة الأخيرة تقلصت نشاطاتكَ ومشاركاتك في هذه الأمسيات والنشاطات الأدبية ... لماذا ؟؟ .

لست ادري هل المشكلة تتعلق بي ام في الحراك الادبي المحلي والذي تقلص , كانت في السابق بعض الروابط الادبية التي تستقطب الادباء والجمهور المتذوق كذلك مراكز جماهيرية وسلطات محلية اليوم الامر اخذ يتناقص رويدا رويدا مما اضر بالحركة الادبية , اذا دعيت اشارك فقد شاركت في يوم اللغة العربية في مدرسة المتنبي الاعدادية وتم تكريمي مع مجموعة من الادباء المحليين من قبل مدير المدرسة المربي محمد جنداوي , وقد تناول الطلاب تناجي واجروا معي مقابلة وقاموا ببناء مجسمات والقوا قصائدي في احتفال مهيب , وكذلك تم تكريمي في مركز الموهوبن في نحف انا والاديب الكبير حنا ابراهيم والكاتب سهيل كيوان , من قبل الاستاذ وهبي وهبي مدير المركز وقد تصدرت كلماتي كتاب خاص اصدره المركز لطلابه الموهوبين بمبادرة المعلمة فردوس غنايم , وقد القي الطلاب قصائدي عن ظهر قلب بسلوب مبدع وجذاب , كذلك تم تكريمي عدة مرات من قبل المجلس المحلي في كفرمندا ومن قبل المركز الجماهيري ومديره الاستاذ عادل سمحات بمبادرة الفنان محمود قدح ,واجرى معي طلاب من مدرسة بئر المكسور الثانوية لقاء وقدموا وظائف جادة عن كتبي , وكذلك طلاب مدرسة البطوف الابتدائية في كفرمندا , صحيح اني اعتذر عن المشاركة في ندوات ادبية اذا كانت على حساب عملي وخلال الدوام المدرسي , زد على ذلك فانا مدير مدرسة ابتدائية وجل طاقتي وجهدي لمدرستي وطلابي .

شعراؤكَ وكتابكَ المفضلون : محليا ، عربيا وعالميًّا ؟ ؟

الحقيقة ان لدينا ادباء يكتبون الدرر ويبحثون عن يسبر اغوارهم , حنا ابراهيم ,جمال قعوار , طه محمد علي , توفيق زياد , محمود درويش ,سميح القاسم , يعقوب احمد يعقوب , صالح زيادنة ,شوقية عروق , مصطفى مراد ,شفيق حبيب ، حاتم جوعيه والقائمة طويلة وانا اقرأ للعشرات منهم واتابع معظم ما يصدر محليا وكل ما يصدره الادباء الاصدقاء , وعالميا احب كتابات نزار قباني

هل أنت راض عن كل ماكتبتهُ من شعر وأدب ودراسات؟؟

بالطبع هنالك بعض الكتابات في بداية الطريق لم تكن ناضجة تماما , صدرت على عجل , لكنه ربما كانت خطوة لا بد منها في شق طريق الابداع الطويل, اصدرت ما يزيد عن 15 كتابا توزعت على النثر والشعر والبحث التاريخي والسياسي , بشكل عام انا راض عنها لكني كل يوم اتقدم خطوة الى الامام من خلال الدراسة والمطالعة والكتابة والنشر واستمع الى الاصوات الجادة من النقاد والادباء والاصدقاء ,وطبعا ان اطمح لتقديم الافضل للقارئ الجاد وهذا الامر يتطلب المزيد من الجهد والاخلاص والمثابرة والابداع وفي النهاية القارئ هو من يقيم قيمة الكتاب وليس الكتاب .



أنتم قبل أسابيع أقمتم مهرجانا احتفاليًّا كبيرًا في مدرسة ابن سينا - بقرية كفر مندا التي أنت مديرها – وكرَّمتم فيه كوكبة من الشعراء ( من قرية كفر مندا وخارجها ) وكنت أنت المسؤول والمبادر لأقامة هذا المهرجان الإحتفالي – حبَّذا لو تحدِّثنا بتوسُّع عن هذا المهرجان .

هذا الاحتفال هو تتويج لمشروع اديب من بلدي , حيث تم استضافة كوكبة من الادباء من القرية من قبل طلاب المدرسة وطاقم اللغة العربية , حيث استمع الطلاب الى تجربة الكتاب الادبية ,الى نصائحهم ونبذه من اشعارهم واجروا مقابلات قيمة مع كل اديب , رأينا من المناسب توثيق هذا العمل الهام والقيم في كتاب " كواكب مضيئة في سماء كفرمندا " بهدف ايصال صوت الكاتب الى بعيد ليصدح في سماء فضفاضة في عالم الادب والابداع , ومن اجل تكريمهم في لفتة كريمة , اضافة الى رسالة للمجتمع ان دور الكاتب المحلي كبير هو الذي ينذرنا ويبشرنا بعينه الثاقبة من خلال طرح قضايا اجتماعية وسياسية وادبية , اضافة الى رغبتنا ان يقوم طلابنا بالاستمرار برسالة الادب المحلي لان الكاتب ضمير الامة وبوصلتها , اضافة للكتاب الذي صدر عن مدرسة ابن سينا الابتدائية في كفرمندا , قمنا بتكريم الادباء المشتركين فيه وهم : يعقوب احمد يعقوب , محمد علي زيدان , محمد مبدا زيدان , محمد ياسين زيدان , موفق عزام , مقبولة عبد الحليم , شكيب عبد الحليم , علي قدح , عمر عرابي وسعيد ياسف , اضافة الى تكريم الادباء المحليين الذين ساهموا مساهمة فعالة في دعم الادبي المحلي ولهم حضور ادبي على الساحة المحلية , الاديب والناقد صالح احمد من عرابة البطوف , والاديب والناقد حاتم جوعية من المغار. وهذه الفعالية كانت ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها المدرسة للمساهمة في نهوض الادب المحلي وغرس حب اللغة لدى طلابنا الاعزاء ’ هنالك ايضا مشروع القارئ الصغير والذي بادر اليه مفتش المعارف الدكتور هاني كريدين , وانا مشرف على تنفيذه على مستوى القرية للسنة الرابعة على التوالي , ومسيرة الكتاب , وكتاب في كل بين بالتعاون مع مركز الكتاب حيث توزع الكتب على الطلاب بسعر رمزي , وورشات الكتابة الابداعية للطلاب الموهوبين , ومجلة ينابيع ابن سينا , واصدرنا كتاب الحلم بالتعاون مع دار الهدى وبدعم من لجنة اولياء امور الطلاب في المدرسة , لطلاب الصف الثاني حيث لاقى الكتاب اهتماما منقطع النظير محليا وعالميا .

طموحاتكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟؟

أنا في الإستمرار في مسيرةِ الإبداع ِ والعطاءِ بما يتلاءمُ مع التغيُّراتِ الثوريَّةِ في العالم ِ العربي وطرق هذا الباب من الناحيةِ السِّياسيَّة والتاريخيَّة والإستمرار في التواصل مع العالم العربي وكتابهِ وأدبائهِ ومفكريهِ .



كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبُّ أن تقولها في نهايةِ اللقاء ؟؟

بالرُّغم ِ من سياسةِ تهميش ِ الأدبِ والأدباء من قبل جمعيات ومؤسَّسات ومجالس محليَّة وبلديَّات إلا َّ أنَّ المسيرة َ الأدبيَّة َ يجب أن تستمرَّ وعلى الكاتب أن يقدمَ الأفضلَ الذي يمثلهُ ويمثلُ الأدب المحلي ، وعلينا أن نجدَ النوافذ َ والقنوات المُتواصلة مع العالم العربي ، نفيدُ ونستفيدُ من التجارب الأدبيَّة والثقافيَّة .

وأخيرا : - شكرًا جزيلا ً على هذا اللقاءِ الرائع يا حاتم وعلى دعمِكَ المُتواصل للأدب المحلِّي من خلال إبراز المواهب الأدبيَّة المحليَّة وتسليط الأضواء على نتاج الأدباء والشُّعراء المحليِّين ، وخاصَّة المظلومين منهم والذين عُتمَ عليهم لأسباب عديدة ومعروفة للجميع وإيصال صوتهم بوسائل الإعلام المحليَّة







أجرى اللقاء : حاتم جوعيه – المغار – الجليل

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

رائحة الموت تعبق بالدار


رائحة الموت تعبق بالدار


الى روح الحاج : طه علي شناوي


بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي


********


رائحة الموت تعبق بالدار


ويده الطويلة


تقطف زهرة من حديقتنا الجميلة


والعيد يخلع ثوبه الجديد


وياتي الخريف بخريف العمر


وتسقط ورقة خضراء


من شجرة باسقة


مصبوغة بالحكمة والوفاء


اه كم تسامرنا


وارتشفنا كؤوس الشاي المعطرة بالميرامية


من يدي ام علي


مذاقها حلو


وانقطاعها مر


وكم طوينا المدن والقرى


بين عكا وحيفا قدس وبئر سبع


وتظل يا ابا علي سنديانة جليلية


جذورها عميقة بالارض


لا تنحني لذاكرة تشيخ


او لعاصفة النسيان


الأربعاء، 11 يوليو 2012

الضمير العالمي في اجازة مفتوحة بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي

ان ما يجري في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية , وشلالات الدم تصرخ في وجه العالم الذي اصم اذنيه امام عويل النساء ودموع الاطفال ,المناظر التي تصلنا عبر وسائل الاعلام المختلفة تقشعر لها الابدان , وفق اكثر من منظمة عالمية لحقوق الانسان والتي تعتمد على شهادات حية من سجناء سابقين وناجين من ماكنة الموت الاسدية , حالات الدمار الشامل لمدن مثل حمص وحماة والرستن وادلب ودرعا ودير الزور  والبوكمال , حالات الاغتصاب الممنهج من قبل اعضاء الاجهزة الامنية في فروع التحقيق والمخابرات المختلفة للنساء والرجال والاطفال والفتيات , واتخاذ الاغتصاب كوسيلة للضغط على المعتقلين لانتزاع اعترافات ولو كانت وهمية او انتزاع معلومات عن اقاربهم , او بهدف الردع والتخويف , والوان العذاب الفريدة مثل نزع الاظافر والصعق بالكهرباء والاعدام الوهمي , وكل صنوف العذاب التي تذكرنا بمحاكم التفتيش في اسبانيا , مذابح للعزل والاطفال وحرق للبيوت والزرع , كل هذا تحت شعار محاربة الارهاب والدولة ونظامها يمارس الارهاب بحرية بحق الشعب , والضمير العالمي في اجازة مفتوحة , اجتماع هنا واجتماع هناك وطحن للكلام وتوزيع جديد للنغمات واالشعارات الرنانة ,واالقتل يزدهر في بلاد الشام والموت مزروع في كل الطرقات , كل هذا في ظل عسكرة الثورة وتشرذم المعارضة السورية الورقية , وتعنت انظمة معينة واصرارها على حماية الاسد ونظامه المستبد ,مثل روسيا والصين تلك الانظمة بالاضافة الى ابتعادها كل البعد عن حقوق الانسان , ايضا لها مصالح مع النظام السوري . حتى لو كان الثمن سحق الارادة الشعبية في سوريا وسحق حقوق الانسان والحريات والمزيد من انهار الدم والجرائم البشعة , ما دام ضمير العالم يغط في سبات عميق

المصدر  :  موقع  الحوار  المتمدن

السبت، 16 يونيو 2012

اغتيال الثورة المصرية وشيك

الاحداث المتسارعة في مصر الثورة , تدعونا للوقوف طويلا امام هذه التطورات السريعة , والتي تشير بوضوح الى وجود من يعبث بمقود الثورة , ويحاول جاهدا محاربة التاريخ والقوى الثورية والرياح التغيير والديمقراطية , ومن ابرز القوى التي لها مصلحة في وقف عجلة الزمن واغتيال احلام الشعب , اعوان النظام القديم من رجالات حزب ورجال اعمال الذين طالما بنوا ابراجهم العاجية على ركام احلام الفقراء , المجلس العسكري ورجاله , لهم مصلحة في تخفيف حدة الثورة وخلق ازمات وهمية واشغال واشعال الثورة في امور هامشية بعيدة كل البعد عن اهداف الثورة المصرية , الهدف استنزاف القوى الثورية وشغلها عن الواقع وعن قضايا الشعب
الحقيقية , والفئة الثالثة هي الجهاز القضائي , ظهر الامر من خلال الاحكام الهزلية على الرئيس المخلوع حسني مبارك وعلى وزير الداخلية السابق حبيب العادلي واعوانه ونجلي مبارك , كذلك حل البرلمان وتمجيد احمد شفيق قبل موعد الانتخابات للرئاسة الجولة الثانية , لا عجب في ذلك لان هنالك تعاونا وثيقا وتنسيقا خفيا بين الجهاز القضائي والمجلس العسكري , لان كلاهما له مصلحة في وقف عجلة الثورة وعودة النظام القديم بثوب جديد , وليس من باب الصدفة اوكل مبارك السلطة للمجلس العسكري عند تركه للسلطة , لانه يعرف العقلية العسكرية والمصالح المشتركة , وان الجيش قادر على كبح جماح اي رياح تهب ولا تروق له , من الطبيعي ان يكون الجيش وكل الاجهزة الامنية تحت امرة السلطة التنفيذية اي الحكومة , وليس العكس , ومن الطبيعي في اي نظام ديمقراطي , ان يكون فصل تام بين السلطات الثلاث , من اجل ضمان حريات الفرد والاقليات , وتطبيق النظام الديمقراطي بقدر كبير , الوضع الحالي في مصر لا يبشر بخير بسبب تعاظم قوة العسكر وانفرادهم بالسلطة وتقزيم الاحزاب والقوى السياسية , وتجاهل رغبة المواطن , والتفكير بعقلية عسكرية لحل المشاكل والقفز على رغبة الشعب المتمثل بمثليه في البرلمان , ان خطوة حل البرلمان واستعداد المجلس العسكري للاستحواذ على القرار امر به خطورة كبيرة ليس على الثورة التي تم تصفيتها على مراحل وتضليل مسارها , بل على شعب مصر العظيم , امام الشعب المصري ثلاثة حقول الغام احلاها مر من الصعب عبورها بسلام , الحقل الاول , الفلول وعودهم من الباب الخلفي من خلال احمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك , والذي رفضه الشعب كرئيس وزراء هل يجبر على قبوله كرئيس للدولة بصلاحيات غير محدودة , فيعيد اركان وافكار ورجال الحزب الوطني الى الصدارة من جديد , وتكون صفعة للشهداء والشباب والثورة والتاريخ , والحقل الثالث , هيمنة الاخوان على مفاصل الحكم في مصر , وان كان حل البرلمان ضربة في الصميم , ومنعهم من الحصول على اغلبية ومحاولة لتقزيمهم بحجة ان القانون باطل , قد تكون كلمات حق لكن يراد بها باطل , وفي نظري اخطأ الاخوان في زج مرشحهم لانتخابات الرئاسة مما الى الى نزع الثقة منهم من قبل قطاع واسع من الشعب الذي ايدهم في انتخابات البرلمان , وتخوف الاقلية المسيحية , والعلمانيين من تحويل مصر الى ايران ثانية , لو ترك الامر لمرشحين مستقلين لكان الامر افضل لمصر والامة العربية عامة , والحقل الثالث والاخطر والذي يعيد مصر الى المربع الاول , الى الدكتاتورية العسكرية , ونزع الشرعية من الثورة والدستور , الى محو انتصار الثورة وتقييد حرية الفرد , هذه الحقل يعيق الثورة المصرية وايضا له انعكاسات على مسار الثورة السورية ,لذا نتفهم التخبط الكبير الذي يعيشه المواطن المصري , والانسان عامة في العالم العربي , لان الشعور بالغدر صعب ومميت , اننا نخشى ان تعكس نتيجة الانتخابات رغبة الشعب المصري , او ان يتم تزوير الانتخابات للرئاسة , وهذا الامر ليس بالصعب لمن طالما زورها عينك عينك , وخاصة انه نفس الاشخاص الذين اشرفوا واعدوا الانتخابات في عهد مبارك ما زالوا يمسكون بزمام الامور , وان حدث هذا الامر المشين , نخاف على مصر وعلى شعب مصر ان يحدث تصادم دموي بين العسكر والحركات الاسلامية وقوى اخرى كما حدث في الجزائر التي راح ضحية سرقة ورفض الانتخابات حوالي 400000 انسان , اننا نتمنى لمصر ان تتعافى سريعا ويعود بريقها بين الامم , وان تحقق الثورة اهدافها كاملة, اذا غابت شمس مصر من فوق الاهرام , تغيب شمس العرب خلف كثبان الرمال .
  عن  موقع الحوار    المتمدن



1

الأحد، 3 يونيو 2012

تكريم الادباء سهيل عيساوي وسهيل كيوان وحنا ابراهيم

تكريم  الادباء   سهيل  كيوان  وسهيل  عيساوي  وحنا  ابراهيم   ونخبة  من  الطلاب   المبدعين  في  مركز  الموهوبين في  نحف

انظر   الرابط

http://www.olnet.co.il/news.aspx?cid=166&aid=930

الاثنين، 9 أبريل 2012

الاديب صالح احمد يمسك بمنابع الفلسفة في كتابه "العمق الفكري والفلسفي





الاديب صالح احمد يمسك بمنابع الفلسفة في كتابه "العمق الفكري والفلسفي
في ديوان العشق والادراك لمعين حاطوم
بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي - كفرمندا
يقع الكتاب في 280 صفحة من الحجم الكبير , طبع في مطبعة الكلمة في دالية الكرمل, وكان الاديب والشاعر والناقد صالح احمد قد اصدر عدة كتب توزعت على الشعر والمسرح والنقد : احلى نداء, شعر 1985 , الصرخة, مسرحية 1987 , سبع عجاف- شعر 1993 , رموز فجر الحرية , شعر 1998, مدارات الروح - شعر 2001 ,الخماسين – شعر 2003 , اما الكتاب الذي بين ايدينا عبارة عن دراسة نقدية لكتاب الشاعر والفيلسوف معين حاطوم , في هذا البحث الجاد يحاول الناقد صالح احمد انصاف الشاعر معين حاطوم والقاء الضوء على كتابه وشعره وفلسفته , في خطوة نادرة وفريدة ومميزة في عالم الابداع المحلي , الذي يعاني من الكساد والعزوف وخاصة في لون النقد الادبي الجاد , وصالح احمد في هذا الكتاب لا يسرد للقارئ فقد محاسن الكتاب ومساربه الفلسفية فحسب انما يجود على القارئ بفهمه للعالم النقد الجاد ودخوله من اوسع ابوابه , فعرض الكتاب يتسم بمهنية والمنهجية , وعمق ودراية وثقافة واسعة , في مقدمة الكتاب يسرد علينا صالح احمد كيف تعرف على الاديب معين خاطوم من خلال مقالة تناولت روايته " النبي رائع الفلسرالي " تحت عنوان : الرجل الذي اتعبه عقله ,في نظره ان معين حاطوم لم يشأ ان يفلسف الامور من خلال كتابه انما انما في هذا الديوان ابعاد فلسفية وفكرية وروحية , يقول صالح احمد " العشق عند معين حاطوم يعني : وهج القلب والنابض ومتوحدا ومتناغما مع انسياب الروح الخفية , وصولا الى اقاصي العقل المختمر في عوالم السجية ..المغموسة في رحيق الروح.. وصولا الى سجية الادراك ..في قلب الحقيقة ." ويامل ان يكون عمله " المتواضع" جهدا يصب في مسيرة ادبنا المحلي , اضافة الى المقدمة يقسم الكاتب كتابه الى ستة مجالس وخاتمة للبحث .
في فصل المجلس الاول وتحت عنوان فرعي " لان الشمس ما كانت " يصف الشمس عند معين حاطوم , فهي تعني الحقيقة البكر , وتشكل جوهر البديهة ,فالليل يتجول في غياب الشمس , الشمس رمزا للحقيقة الساطعة الدامغة ,يرى الكاتب ان الشاعر قصد في قوله " انا الشمس " يقصد انا الحقيقة البكر ولانني النور الذي لا يخفى فيه شيئ الا ما اراده البشر ان يختفي خوفا و عجزا , هذه الكلمات تذكرنا باقوال الحلاج والتي كانت سببا في تصفيته في بغداد عام 922 م على يد خصومه بحجة التطاول على الذات الالهية , قال الحلاج " انا انت بلا شك - فسبحانك سبحاني - وتوحيدك توحيدي - وعصيانك عصياني " قال ايضا " انا الحق " فهمت انه يقصد " انا الله " , وثم يستعرض العديد من مقتطفات الشاعر التي تفيض بالحكمة والفلسفة الوجودية , " حين تتعرى الرحمة مما يسترها - لا ترى - لانها وليدة الحلم والنقاء " يفسر صالح احمد اقوال الشاعر بان الرحمة نقية في الجوهر قبل ان يداخلها الهوى المادي , وعن فلسفة الكمال لدى الشاعر يتطرق الكاتب الى ايمان معين حاطوم بان الروح جوهر وطاقة الموحد ولا يمكن وصف الروح وصفا حسيا وماديا
والانسان في نظره لا يمكن ان يبلغ عالم الكمال الروحاني وهذا سر شقائه وخاصة انه يعرف سر عجزه لذا يصرخ كما قال الشاعر في ديوانه ص 63 : " دعيني اغرس من رحيقك – بارغفة اليقين – فانا العاشق الاكبر - أنا العاشق الأكبر "
اما في المجلس الثاني , وتحت العنوان الفرعي " وحدتي تفيض مني " يتحدث الناقد عن عدة قضايا طرحها الشاعر معين حاطوم مثل الانفصام , الانفصام بالنسبة للشاعر يعني الوحدة والانفصام سبب الفوضى وعدم الاستقرار , ويطرح قضية الشعر , هو ابن السليقة وجنين البديهة روح الابداع في كمال الجوهر اذا اصبح الشعر تصنعا يفارق روح البديهة في قوله ص 75 " في زمن الشعر – لا يضيئ الشعر سراج - ولا ينبلج له صبح – يذوب مقلاة الحواس " , وحقا الشعر المصطنع يسئ للشعر والشعراء ويفرغ رصيد الشاعر ويجلد نهر الشعر بسياط من نار .
اما في المجلس الثالث وتحت العنوان الفرعي : ثرثرة في مقاهي الحلم , يستعرض الناقد صالح احمد عدة قضايا فكرية هامة يتطرق اليها الشاعر مثل التاريخ , توصل الى استنتاج ان معين حاطوم له فهمه الخاص للتاريخ , وان البشر عاجزون عن فهمه او فهم صيرورته وحتميته ودحرجته للاحداث , معين حاطوم من المؤمنين بان التاريخ ولد بميلاد الصيرورة الاولى للكون وحين انفجر الجوهر الكمالي لتنطلق عنه طاقة التشكل النمو والتكاثر ويستند الى قول الشاعر ص 137 , " حين كان التاريخ – يلعب في ساحة كون – المتصدع من عطش خرافي - ينبش الارض – بحثا عن شيئ ينفجر - في وجهه – والذي لم يكن وجها " نلاحظ هنا بصمات الشاعر على الرؤية التاريخية الخاصة وهو يدمج نظريته بنظرية الانفجار العظيم والتي يذهب الى صوابها الكثير من علماء الفلك لكنني شخصيا لا اعتقد بحدوثها لعدة اسباب لا مجال لسردها هنا . ايضا يتطرق الكاتب الى الزمن وتعريفه الفلسفي العميق للشاعر معين حاطوم , فعندما ابدع الخالق الوجود لم يكن الزمن شيئا محددا او محسوسا له ظرفيته وابعاده عندما كان روحا مكنونة في الجوهر الكمالي ,يقول الشاعر ص 152 في ديوانه " حين كان الزمن لا شيئ – لان الشيئ- لم يكن - ليتجسد فيه " ويخلص الشاعر الى فكرة انه عندما صار الزمن محسوسا اصبح يحمل في طياته عناصر فنائه " يا ابناء الحياة – ايها المحدودون – بسلسلة المهجة الكونية - انتم سبحة بين انامل الزمن المماطل الجبري - الساعي - وسببه كهدفه : الاختراق الابدي لاحلام بقائكم " ويتحدث عن النار الطاقة المتشكلة انها ايضا لم تكن شيئا قبل ان ينفجر الجوهر فتتشيأ بفعل الصيرورة , يقول الشاعر في ديوانه ص 162 : " ففي غابر البدعة – لم يكن النار دفء – لم يكن الثلج برد - كان الضد سند الضد – كان الصمت نبض الصوت – كان الجزر – نصف المد " يخلص الناقد الى ان الشاعر معين حاطوم يؤمن بانه لا شيئ ينفصل تماما عن عالم الروح بل الكل يستمد طاقة وجوده من طاقة الروح , وان انفصال اي شيئ عن عالم الكمال الروحي وصفائه انما يعني موته وفنائه , ويتحدث ايضا هن ايمان الشاعر بالحرية والانعتاق فمعين حاطوم يؤمن بان الانسان وحتى الجماد مخير وغير مسير , لانه بتمرد الجزء الناقص على الجوهر الكلي الكامل وانفلاته منه , حمل الجزء صفات الكل الكامل ,ولكنه بدأ يختلف عنه وهذا هو سر نزعة الفناء , الاجزاء التي انفصلت عن الكل ما تزال تحن وتصبو للعودة اليه لكن هذه العودة باتت مستحيلة بعد ان انفجر الكل اي الجوهر الكمالي , كما عبر الشاعر عن فكرته ص16 , " صغ نفسك وتجدد – قالت الروح للجسد " معين حاطوم يجزم بان الحرية قانون كوني واحدث اشكال الطاقة المستمدة من عالم الروح لكن الانسان لا يمكنه ان يبلغ قمة الحرية , لان ذلك من اعلى درجات الكمال , المخلوقات تظل في ظمأ للحرية . ونتيجة ضعف الحرية لدى الانسان يشعر بالضياع والنقص بالاحباط والفوضى والخوف وعدم الامان , ويتحدث عن فلسفة الشاعر حول دحض الشر يستخلص صالح احمد فلسفة الشاعر الخاصة به مثل ان الزمن روح التاريخ , واصل كل شيئ ضده واصل الخير دحض الشر , والروح عالم خفي لا يمكننا ادراكه بقوة العقل او بالحواس , من صراع الاضداد تشكل التاريخ , صراع البقاء يقابلها غريزة الخوف من الفناء , وفي الروح يحيى الجسد فهو جنين الانسان .
المجلس الرابع : تحت عنوان فرعي , سلطنة على اوتار الوجد , يلاحظ ناقدنا ان الشاعر الفيلسوف معين حاطوم يستعرض زبدة وعصارة فلسفته في هذا الباب فتصبح اللفة اكثر شفافية وذاتية ووجدانية , الخطاب يصبح اكثر مداعبة للابداع مع انه يعود على نفس الافكار لكن باسلوب جميل , يسوق لنا مقطع ص 173 " الروح تسكن الارض – قالت – لا موت ...لا انتهاء لاحد ! – انه ارتحال بين الابد والابد – نصفك هنا يتعذب – ونصفك هناك يتجدد – فلا تتهرب – دع ألمك يتهذب – لا تتردد .. - الروح تسكن الارض - تسكنني وتسكنك كي نتوحد " ومن اهم افكاره في هذا الباب انه لا ثبات في الطبيعة , لانه لا ثبات في الحياة , الحزن حالة طارئة , لانه وليد الفعل والافعال هي من تقود الانسان الى الشك واليقين عبر متاهات طويلة , والانسان لا يمكنه الاستغناء عن الحلم والخيال بسبب الاتصال الدائم بعالم الروح , ويحذر الشاعر الفيلسوف من الفكر الخرافي الذي يشوه كل شيئ حتى الاحلام ! , والحلم حالة غيبية , ويخلص الشاعر الى ان الانغماس في عالم المادة الزائف المغري يمكنه ان يفسد الاحلام لانه في غيبة الروح يفسد كل ما هو غير روحي .
المجلس الخامس : تحت عنوان فرعي : صهيل الوجع الجامح , يشير الناقد الى هذا المجلس اكثر جمالية لانه يتحدث عن اشعاعات الجوهر على عالمنا , يتحدث عن الانثى التي تعني النماء والتكاثروتزاوج الارض مع المرأة دليل اتحاد عنصر المادة بطاقة الروح , لتكون الحياة , يقول معين حاطوم " وقيل ان الارض امرأة – ترضع من ثديها الاحياء – وقيل انها الرحم الذي ينجب – والرمس الذي يقتات الاموات – وقيل : انها كل شيئ " . والشاعر ايضا عاشق للروح والطبيعة والجمال , عاشق للكرمل في قوله " لا تحرر أمرك من أمري " يذهب صالح احمد ان الشاعر يقصد انا الطبيعة , والطبيعة أنا ولا وجود للفتنة الا في وجود المفتون , في قصيدة الكرمل ص 252 يقول الشاعر : " الكرمل قلب – يضخ في اوردة العالم شعرا – قالت الحمامة المهاجرة – مصفقة بقلبها المفتون - أعدني اليه يا رونق العمر - في كل الفصول "
والشاعر محق هنا الكرمل يحسن في انجاب الشعراء الكبار الذين يزفون الشعر الجميل للعالم , والكرمل يمثل الطبيعة والجانب الحسي والوجداني للحياة الحمامة هي رمز السلام الابدي وتجدد الحياة بعد الطوفان, وفي موضع اخر ص 253 يؤكد الشاعر الفكرة مرة اخرى " الكرمل قيثار اسطوري النغمات – قالت الحساسين الطائرة - اعطني ايها الزمن فسحة طويلة - لارتوي من هذا الشدو الاخضر - واذوب واذوب – في مقلة اللحن الأبدي " وفي هذا الباب ايضا يخصنا الشاعر بعدة نظريات فلسفية خاصة به منها : الزمن يتحكم بمسيرة الحياة ويحتضن كل تقلباتها , وقضية النجاح والفشل والصعود والهبوط قضية محكومة بعنصر الزمن واجتهادنا فيه وحسن استغلالنا للفرص المتاحة وسرعة التحرك واتخاذ القرار , وما نسميه نحن حياة ما هو الا مجرد صراع الموجودات من اجل البقاء في الحياة , ومنطق العنف والوعيد والتهديد هو نتيجة لحالات ضمور الروح وتبلد المشاعر وانتشاء الذات الغريزية , وفي حالة ضمور الذات الانسانية الواعية , يدب الخلل في كل شيئ ويصبح الانسان يلهث خلف كل بريق يلمع يعتقد انه الامل وفي النهاية يضل الطريق , ومن قمة الجهل يبدأ ميلاد الصحوة , ولا تاثير للروح على سلوكنا الا في ظل الود والحب , اما عن الشعر فله قسط عند شاعرنا فهو رأس الابداع وعنوانه وهو عنصر من عناصر كمال الجوهر , الشعر هو روح الجوهر , الشعر لغة الطبيعة ونغمات الروح في الانسان , وتهذيب لغرائز الانسان , الشعر صوت الروح , وتهذيب للطبيعة , الشعر روح الابداع ولا يكتمل الادراك والوعي الا بالابداع, والشعر يعمل على تهذيب الغرائز والنزعات , الشعر ازلي وابدي , وكان في سر كن فيكون مع انفجار الجوهر , والشعر يفصل بين الجهل والوعي بين الجسد والروح , بين الحلم والحقيقة , ويحذر الشاعر من تراجع الروحانيات الامر يؤدي الى تراجع الادراك والوعي , وفي المجتمع المادي يتفشى الاحباط والصراع الدائم , واقتصار الحلم على الماديات امر خطير واغتيال للحلم , واصبحت حياتنا تحكمها المقاييس المادية , يقول الشاعر ص 280 " الفساد - يافطة معلقة على متاجر النفوس " ويتحدث الشاعر عن المفكرين والفلاسفة وواقعهم وعالمهم , هم المتسلحون بنور الروح واشراقاتها حين يغيب العقل في دهاليز الغريزة والشهوة , ويندر ان يفهم الفيلسوف اهل زمانه ! لانه يهرب يغيب من ظلماتهم لائذا بنور وعيه وادراكه , ولانه يبعث اليهم قبسات من اشراقات روحه, يصعب ان تخترق الحجاب من ظلمات واقعهم , ويظل النور مشرقا حتى يجد من يقتبسه , ويفقه اسراره , وقد يطول الزمن دون ان يحدث ذلك . وكان الشاعر هنا يتحدث عن ذاته .
المجلس السادس , تحت عنوان فرعي , كأني قد جئت منك , في هذا المجلس يحاول الشاعر ان يجمل ما عرضه في مجالسه الخمسه السابقة, لكن بصورة اكثر وضوحا , ومباشرة يحاول ان يشرح ذاته , قصائد المجموعة في هذا الباب اطول الناقد صالح احمد يرجع الامر الى خوف الشاعر من ان لا يفهمه الناس لذا يلجا الى الاطالة بهدف التوضيح , والتعابير اكثر سلسلة ورومنسية , وهذا الفصل هو الاطول بعكس المألوف عادة لدى الكتاب والشعراء , يرجع الناقد الامر ايضا الى هوس الشاعر وخوفه من ان لا يكون قصده اتضح بعد , وانا ارجح انها اشارة ذكية منه ان في جعبته المزيد وذخيرته من الشعر والفلسفة لم تنفذ بعد وما زال في روحه الكثير الكثير من افاضة الشعر والحكمة الازلية , يستعرض ايضا في هذا الباب صورا شعرية جديدة لافكار سبق ان طرحها , ومن اهم افكاره يلخصها الناقد , العقل طاقة مستمدة من كمال الجوهر لكنها طاقة ضئيلة , ونورها خافت وتاثيرها ضعيف , ومهما بلفت طاقة العقل يظل تائها في سراديب الجهل , العقل البشري لا يقر ابدا بعجزه لكنه يبحث له دائما عن مخرج , واننا لا ندرك كل طاقة العقل , - هذه حقيقة علمية لاننا نستغل اقل من 5 بالمائة من عقلنا - !!, لاننا عاجزون عن استغلال عقلنا تخدع الذات بالذات , يمكن ادراك نتاج العقل وافعاله اما العاطفة فلا يمكننا حصر الابعاد والنتائج , واندفاع العاطفة يؤثر سلبا على الوعي , والغريزة حينما تقوى شوكتها تبطل العقل وتتفوق عليه , الحكمة هي التي تضبط العقل والغريزة والعاطفة .
ثم يختتم الناقد صالح احمد كتابه بخاتمة , يتطرق بها الى اهم الافكار التي رفع شعارها الشاعر والفيلسوف معين حاطوم ,
خلاصة : في كتاب صالح احمد يكسر كل القوالب الجاهزة حول النقد المحلي , والتي عادة تعالج الكاتب وتهمل النص , او تعالج النص بشكل سطحي , اكثر ما في الامر اجترار لكلمات الشاعر او الكاتب ,’فصالح احمد اخذ المهمة الشاقة واوغل بها , دون ان يغرق ويسرف في مدارس النقد المختلفة وفي احصاء الكلمات والمفردات , بل عايش النص وامتطى الحرف , قام بعرض الكتاب وافكار الشاعر والفيلسوف بصورة لائقة , اعطت الكلمة حقها وانصفت الشاعر , وهي مهمة غير سهلة وخاصة اننا لا نقف امام كتاب فج او شاعر يجرب القصائد انما شاعر كبير متعمق في الشعر ومبحر الى وراء الافق في عالم الفلسفة وله فلسفته الخاصة وطريقه في فهم الحياة , له رسالة يود ايصالها الى الناس , في كل المعمورة , الاديب والناقد صالح احمد اشبه بالصائغ الماهر الذي يعرض جوهرته النادرة , لكن ليس لكل الناس انما الامر يقتصر على من يفقه في عالم الجواهر وعلى استعداد لدفع الثمين مقابل النفيس , وفي كتابه يمنح القارئ الذي لم يسعفه حظه المتعثر في قراءة ديوان الشاعر معين حاطوم , ليقرأ ما وراء السطور لعل الامر يحثه في البحث عن الكتاب , ويقدم للنقاد على طبق من ذهب نظرة اخرى للنقد وذوق متميز في التحليل والدراسة , مع الاشارة الى الناقد صالح احمد ناقد ملتزم ومع ذلك لم يحاول ان يعارض او يهاجم افكار الشاعر انما عالج النص كما هو بأسلوب جميل لا يخلو ايضا من الفلسفة العميقة والادراك الكبير لعالم الفلسفة , اما الشاعر معين حاطوم فلسفته تدهشنا , وتعيدنا الى افكار افلاطون والمدينة الفاضلة والى سقراط في بحثه عن الحقيقة وفي النهاية لم يدركوا عمق فلسفته فحاكموه وسط زحمة من الجهل و ارغموه على شرب السم , وتعيدنا الى فلسفة الحلاج والذي ايضا قتل في بغداد ظلما بسبب حكمته واليوم يحاول البعض انصافه , وتذكرنا بفلسفة جبران خليل جبران وقصائده الخالدة الباحثة عن الصدق والروح والعدل , وبحكم بوذا الهندي المقتضبة والتي تجبر العقل ان يعتصر الفكر ليفهمها ويحللها وكلما تبحر بها تنبه لامر جديد , كل هذه الطاقات وسط تواضع كبير , والتواضع نعمة لا يفطن اليها الحاسد كما قال الامام علي كرم الله وجهه.
اما ملاحظاتنا على الكتاب انه يخلو من التبويب وتسجيل المحتوى , هذا الامر يريح القارئ والباحث وعنصر مهم في تكوين الكتاب , كذلك عدم تخصيص صفحة لكل فصل جديد مثال الفصل الرابع جاء العنوان في اسفل الصفحة دون اشارة واضحة , وقع بعض الاخطاء المطبعية و هي قليلة جدا , الكتاب يخلو من تعريف عن الشاعر معين حاطوم بطاقته الشعرية ورصيده الادبي او الاجتماعي وهذا فيه بعض الاجحاف للشاعر الكبير , ايضا ينقص القارئ والباحث معلومات اولية عن الديوان والذي بصدده البحث مثل عدد صفحاته اسماء القصائد , دار النشر , سنة الاصدار , حجم الورق ولون الغلاف ولوحاته , كما ان الكتاب لا يتضمن بطاقة شخصية للناقد صالح احمد , مثل العمر والثقافة والنشاط الادبي , لكنه تضمن اصدارات الكاتب وهذا امر هام .
في النهاية كتاب صالح احمد اضافة نوعية لمدرسة النقد وللمكتبة العربية والمحلية ودراسة جادة لكتاب مميز وكاتب فريد يمزج بين الشعر والفلسفة يطوع الفلسفة لخدمة الشعر والشعر لطرق مدارات الفلسفة والحكمة , وعتبة هامة لدخول عالم الشاعر والفيلسوف معين حاطوم .

الأربعاء، 29 فبراير 2012

استعراض لكتاب تصبحون على ثورة للكاتب سهيل عيساوي بقلم حاتم جوعية - المغار




- استعراضٌ لكتاب " ُتصبحُونَ على ثورةٍ " للكاتب والأديب " سهيل عيساوي " -
( بقلم : حاتم جوعيه - المغار – الجليل )



مقدِّمة ٌ : الشاعرُ والكاتبُ والمؤرِّخُ " سهيل إبراهيم عيساوي " من سكان قرية كفر مندا– الجليل ، حاصلٌ على شهادةِ البكالوريوس ( b.a ) في موضوع التاريخ والعلوم السياسية وعلى شهادة الماجستير ( m.a ) في تاريخ الشعب اليهودي من جامعة ( بن غريون) ببئر السبع . عملَ في سلك التدريس لمدة تسع سنوات في مدينة راهط وفي قرية إكسيفه بالنقب . وبعدها عُيِّنَ مديرًا لمدرسة ابن سينا الإبتذائية في قريته وما زالَ إلى الآن يشغلُ هذه الوظيفة .
أصدرَ 14 كتابًا حتى الآن في الشعر والأدب والبعض في الأبحاث والدراسات التاريخيَّة ... وقد صدرَ عنه كتابٌ للمؤلف والأديب المغربي " محمد داني " سنة 2008 يتناولُ فيه شعرَ سهيل عيساوي ما بين الإستعراض والدراسةِ والتحليل . نشرَ سهيلُ الكثيرَ من إنتاجهِ الكتاب في الصحف والمجلاتِ المحليَّة وخارج البلاد أيضا ، وخاصَّة ً في مواقع الأنترنيت المشهورة عربيًّا وعالميًّا . وهو بحقٍّ وحقيقةٍ شاعرٌ وكاتبٌ وأديبٌ مُبدعٌ وقديرٌ ومؤرِّخٌ مميَّزٌ رائدٌ غزيرُ الإنتاج تركَ بصماتٍ واصحة ً وملموسة ًعلى الحركة ِالأدبيَّةِ والشعريَّة والثقافيَّة والفكريَّة محليًّا وسدَّ فراغا وحيِّزًا لم يسدَّهُ ويملأهُ مؤرِّخٌ وباحثٌ آخر على الصعيدِ المحلي في مجال الدراساتِ التاريخيَّة . مدخلٌ : إنَّ كتابَهُ الذي بين أيدينا الآن بعنوان : " تصبحونَ على ثورة " يقعُ في ( 146 صفحة ) من الحجم الكبير - صدرَ على حساب ونفقة الكاتب ( من جيبهِ ) ، ووضعَ لوحة َ الغلاف ( للكتاب ) الفنان والشاعر يعقوب أحمد يعقوب ابن قرية كفر مندا . ويهدي المؤلفُ هذا الكتابَ القيِّم إلى شهداءِ الربيع ِ العربي وإلى روح ِ الشهيد " محمد البوعزيزي " الذي كان الطليعة َ في تفجير ِ الثورات بتونس لقلبِ نظام الحكم هناك ... وإلى الشهيد خالد سعيد والشهيد الطفل حمزه الخطيب وإلى أصحاب الأقلام الحرَّة وإلى جيل ٍ يحلمُ بغدٍ أفضل . وقد كتبَ مقدمة َ الكتاب الأولى الأستاذ ُ والكاتبُ صالح زيادنه والمقدمة الثانية بقلم الكاتب نفسه سهيل عيساوي .
إنَّ مقدمة َ صالح زيادنه جميلة ٌ وسلسة ٌ وشاملة ٌ ورائعة ٌ صاغهَا بلغة ٍ أدبيَّةٍ منمَّقةٍ يثني فيها ، بدورهِ ، على المؤلفِ وعلى هذا الكتابِ وأهميَّتِهِ التاريخيَّة والتوثيقيَّةِ ويلقي فيها نظرة ً تحليليَّة ً سريعة ً عمَّا جاءَ في الكتاب عن الوضع ِ والواقع ِفي العالم ِالعربي وسبب اندلاع ِالثورات في الدول ِ العربيَّةِ لإسقاطِ الأنظمة ِ الدكتاتوريَّة القمعيَّة وتغيير الوضع القائم الذي عانت وتعاني منه شعوبُ وسكانُ تلك الدول ... ويشيرُ في مقدمتهِ انَّ الكاتبَ سهيل عيساوي سبقَ وأن تناولَ موضوعَ الثورات العربيَّة بشكل ٍ تحليلي وتوثيقي دقيق وموسَّع وشامل في كتب ٍ ومؤلفات أخرى لهُ ... ( الثورات التي قامت في العصور الإسلاميَّة ).. . وفي هذا الكتاب ( المؤلف ) الذي نحنُ في صددهِ أيضا .
وأما مقدمة الكاتب سهيل عيساوي فهي موجزة ٌ وبلغة ٍ أدبيَّةٍ شاعريَّةٍ منمقةٍ ... ويذكرُ فيها الامورَ والمواضيعَ التي يتناولها هذا الكتابُ " تصبحونَ على ثورةٍ " ويشيرُ إلى أسبابِ اندلاع ِ هذه الثورات العربيَّة ... ويقولُ : " إنَّ الثورة َ كانت خبزنا الحافي وأنفاسَنا المصادرة نكونُ أو لا نكون في هذا الوجود ِ فقرَّرنا أن نكونَ ونرسمَ ابتسامة ً عريضة ً في فضاءِ المستقبل ِ ... لكننا نخشى على الثوراتِ من السرقةِ والإلتفاف عليها من قبل ِ العسكر والإنتهازيِّين وتدويلها والإستثمار بثروات الأمَّة ، فعلى الشعوب أن تكونَ يقضة ً حتى تعودَ السلطة ُ للشعبِ " .
إنَّ هذا الكتابَ هامٌّ جدًّا وهو تاريخي وتوثيقي ُمسهب – وجديرٌ بهِ أن يكونَ في كلِّ مكتبةٍ وكلِّ بيتٍ . يتناولُ فيهِ الكاتبُ كلَّ دولةٍ عربيَّةٍ في آسيا وأفريقيا على حِدَةٍ ( الدول التي حدثت فيها الثوراتُ والإنقلاباتُ والهبَّاتُ الجماهيريَّة والدول الأخرى التي على وشكِ أن يحدثَ فيها ما حدثَ في غيرها من البلدان ِ العربيَّةِ لقلبِ نظام ِ الحكم وتغييرِ الوضع )... ويبدأُ الكاتبُ في دراستهِ عن كلِّ دولةٍ عربيَّةٍ بمقدِّمة ٍ وديباجة ٍ كتعريفٍ لها أو بطاقة هويَّة كما أسماها ، مثل : مساحة الدولة بالكيلومترات المربعة ، حدودها ، لغة سكانها ، الديانة المنتشرة فيها ، أهم مدنها ومعيشة سكانها ( الاقتصاد ) ... وحكامها بالتسلسل ... وبعدها يبدأ ويدخلُ في التحليل المسهبِ للوضع ِ السياسي والإجتماعي وكيف اندلعت الثورةُ في كلِّ دولةٍ وقطر عربيِّ .. ثمّ بعدها الإستنتاجات والأمور التي تركتها وخلفتها الثورة ُ . واوَّلُ دولةٍ عربيّةٍ تناولها الكاتبُ في هذهِ الدراسةِ هي دولة " تونس " لأنها كانت في طليعةِ الدول العربيَّة ِ التي نشبت فيها الثوراتُ للإطاحةِ بنطام ِالحكم ِ وتغيير الوضع ِ . فيضعُ الكاتبُ عنوانا ً صغيرًا في بدايةِ دراستهِ : " بطاقة هويَّة " ويذكرُ اسمَ الدولة : " تونس" ومساحتها بالكيلومترات ( 155 ، 162 ) . وموقعها شمال افريقيا . وحدودها : ( المغرب ، الجزائر ، ليبيا ) . والبحر ( منفذها للبحر ) : البحر المتوسط . وعدد سكانها : ( 10 مليون ) . واللغات التي يتكلمها سكانها : (عربيَّة ، فرنسيَّة، وأمازيغيَّة أقليَّة ) . والعملة : دينار . وأما الديانة ( 99 بالمئة إسلام ) ... ويذكرُ أهمَّ المدن فيها مثل : تونس ، القيروان ، بوزيد ، القصرين ... إلخ .. . ويذكرُ أهم الأحزاب فيها مثل ، : الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ، التجمع القومي العربي ، الحزب الإصلاحي ، الحزب الإشتراكي اليساري ... إلخ . ثمَّ يذكرُ أسماءَ حكام ِ تونس بعد الإستقلال ِ وإعلان الجمهوريَّة ، وهم : 1 ) الحبيب بو رقيبه ( 1957 - 1987 ) .
2 ) زين العابدين بن علي ( 1987 - 2011 )
3 ) فؤاد المبزّع ( مؤقت ) - 2011 .
وبعدها يدخلُُ ويتوغَّلُ الكاتبُ في شرح ٍ وتحليل ٍ مُسهبٍ لكلِّ ما يتعلقُ بالوضع والأمور ِ في تونس : السياسيَّة ،الإجتماعيَّة ،الإقتصاديَّة ، النفسيَّة ... وكيف اندلعت المضاهرات والثورات فيها ... ويتحدثُ بأسلوبٍ وبسيناريو درامي عن الشاب التونسي الأكاديمي الشهيد محمد البوعزيزي الذي قامَ بحرق ِ نفسهِ احتجاجا على الوضع ِالمزري في الدولةِ وعلى حياةِ الذلِّ والمهانة ِ التي يحياها مع عددٍ كبير من الشعب التونسي والمعاملة القاسية واللاإنسانيَّة التي عُومِلَ بها والمهانة الشديدة التي تعرضَ لها من قبل ِ رجال ِ الشرطةِ فأقدمَ على إشعال ِ نفسهِ بالنار ِ ليضيىءَ عتمة َ الليل ِ في الوطن الكبير ( على حدَّ قول ِ المؤلف ) ... واشتعلت الثورة ُ السلميَّة ُ الشعبيَّة ُ العفويَّة ُ وحدثَ ما حدثَ وتطوَّرت وتفاقمت الأوضاعُ وامتدَّت الثورة ُ على نطاق ٍ واسع وفي كلِّ بقعة ٍ وزاويةٍ في دولة ِ تونس حتى أطيحَ بنظام ِ زين العابدين بن علي الدكتاتوري .
وبعد دولة تونس يتناولُ الكاتبُ ، في مؤلفهِ، الدولَ العربيَّة َ الأخرى بالتفصيل وبدراسات تحليليَّةٍ مُسهبةٍ مع مقدمةٍ وديباجةٍ كتعريفٍ ( بطاقة هويَّة) لكلِّ دولةٍ على حدةٍ - كما وردَ أعلاهُ عن تونس - أي اسم الدولة وموقعها ، عدد سكانها ، جغرافيَّتها، أسماء حكامها ، ديانتها ، أهم مدنها، إقتصادها ، العملة المتداولة فيها ومعيشة سكانها ومنفذها إلى البحر وحدودها مع الدول الأخرى وأهم الأحزاب فيها وأسماء حكامها قبل اندلاع الثورات فيها ... إلخ .
والدولة ُ الثانية ُ التي حدثت فيها الثورة ُ بعد تونس هي مصر فيتحدَّثُ عن الأوضاع ِ فيها بشكل ٍ مسهبٍ وواسع ٍ ... ويُقدِّمُ ويستعرضُ الكاتبُ معلوماتٍ دقيقةٍ ومفصَّلة عن الشارع ِ المصري اثناءَ اندلاع ِ الثورةِ . ويذكرُ الشعارات والأهازيجَ التي كانَ يرفعها وينشدُها الثوَّارُ في المضاهراتِ والمسيراتِ الجبارةِ ، مثل : " الشعبُ يريدُ إسقاط َ النظام " . " الشعب يريدُ سقوط الرئيس " . أو : " حسني مبارك عارْ عارْ عايز مصر تولع نارْ " ... إلخ .
وإنَّ هذه الهتافات والشعارات تعكسُ الواقعَ المصري وغيره في الدول التي حدثت فيها الثورات - كتونس وليبيا وسوريا وذلك ( الشعارات ) بسخريةٍ وخفة دم وإبداع ... وكيف نجحت هذه الثورةُ بفضل ِ عزيمةِ الشعبِ وإيمانهِ ... ويذكرُ الكاتبُ انعكاسَ الثورةِ في مصر على الأوضاع ِ في الشرق وعلى سياسةِ الدول ِ الأخرى كإسرائيل مثلا ً التي ازدادت مخاوفها ( حسب قول الكاتب) وذلك لأسبابٍ عديدةٍ ، مثلا ً :
1 ) ربما النظام البديل والجديد بعد مبارك لا يهتمُّ لمعاهدةِ السلام ِ بين إسرائيل ومصر ( معاهدة كامب ديفد ) .
2 )مصر كانت تعتبرُ من دول ِ الإعتدال العربي فربما تتغيَّرُ سياستها كليًّا بعد مبارك تجاهَ إسرائيل .
3 ) صفقة الغاز الطبيع بين مصر وإسرائيل حيث كانت إسرائيلُ تستوردُ الغازَ زمنَ حكم مبارك بأسعار ٍ زهيدة ٍ جدًّا من مصر .
4 ) حاجزُ غزَّة الذي ربما قد يغدو مصدرَ عِبءٍ وخطر ٍ لإسرائيل فعن طريقهِ قد يتمُّ تهريبُ الأسلحةِ ( عبر الأنفاق ) لحماس وغيرها... تمَّ الإنفلات الأمني .
5 ) الخوفُ من وصول ِ الإخوان المسلمين إلى الحكم .... إلخ .
ولو أردتُ أن أستعرضَ كلَّ ما ذكرهُ الكاتبُ عن الثورة ِ في مصر وانعكاساتها ونتائجها على جميع الأصعدة والمجالات لما اتسعت هذه الصفحات .
وبعد مصر ينتقلُ الكاتبُ سهيل عيساوي إلى دولةِ الجزائر ... ( لم يحدثُ فيها ثورةٌ بالضبط كما حدثَ في مصر وتونس ) ولكن يوجدُ فيها اضطراباتٌ وتذمُّرٌ ومعارضة ٌ كبيرة ٌ لأجل ِ تغيير ِ الأوضاع ِ فيها ويذكرُ ويشملُ الكاتبُ في حديثهِ عن الجزائر جميعَ الأمور والمواضبع التي ذ ُكرتْ في بحثهِ عن تونس ومصر ، مثل : الوضع السياسي هناك والإجتماعي والإقتصادي ، العسكري ، النفسي ... إلخ .
وبعد دولة ِ الجزائر يتناولُ بشكل ٍ موسَّع ٍ أيضا الدولَ العربيَّة َ الأخرى التي حدثت فيها الثوراتُ والتي مُهيَّأة ٌ لاندلاع الثورةِ فيها وهي بالتسلسل ِ :
1 ) ليبيا - يتحدَّثُ عنها بتوسُّع ٍ منذ اندلاع ِ الثورة ِ حتى الإطاحةِ بنطام ِ القذ َّافي - .
ثمَّ اليمن وسوريا والعراق والصومال ولبنان والسودان ... وبعدها الأنظمة العربيَّة الملكيَّة : المملكة العربية السعودية ، الكويت، الأردن ، المغرب ... وفي النهاية تأتي خاتمة ُ الكتاب .
يشيرُ الكاتبُ سهيل عيساوي أنَّ الثورات العربيَّة أثبتت أننا أمة ٌ واحدة ٌ ( الأمة العربيَّة ) ذات لغة وتاريخ ودين وتراث وأعراف مشتركة على عكس ما كان يروجُ ويشاعُ من قبل الشعوب والدول الأخرى المُعادية أو الحاقدة والكارهة للعرب ( خاصَّة الدول الغربية ) على أنَّ العرب أمة متناحرة ولا همّ ولا دم يربطها مع بعضها ... وما جرى في تونس وبنغازي والإسماعيلية كان له انعكاسات ٌ مباشرة على الرياض وعمان ومسقط والرباط والمنامة ودرعا وغيرها . فكلنا أملٌ أن تنعمَ الشعوبُ العربية بالربيع ِالجديد ونتنفس الحرية بطلاقةٍ وتشرق شمسنا على المعمورة . وان الحكم َ يجبُ أن يعودَ للشعبِ لإضاعةِ وتفويتِ الفرصةِ على جهات عديدة تريدُ سرقة َ فتيل ِالثورة ِ والتسلق على إنجازاتِ الشباب الذين دفعوا بدمائِهم وأرواحهم ثمنَ الحرية لقاء تحرير الوطن ِ من قيودٍ صَدِئةٍ وزنزانةٍ ضيقةٍ وإعادة النبض والحياة إليهِ ( حسب قول الكاتب ) . والوطنُ دائما أكبرُ وأعظمُ من أن يوضعَ في بوتقة ٍ ضيقةٍ تقذفها الريحُ لكلِّ صوبٍ ، فالمجتمعُ الناضجُ فكريًّا وسياسيا وعلميا وإنسانيا واجتماعيا يتكىءُ على سواعد الشباب ... والمرأة ُ التي ناضلت وساهمت وشاركت في الحَسم ِالثوري يجبُ أن تتابعَ المسيرة وتشاركَ وتساهمَ في بناءِ وتشييدِ الوطن وتنالَ جميعَ حقوقِها الإنسانيَّة والحياتيَّة المشروعة غير المنقوصة .
وفي الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب " تصبحون على ثورة " يضعُ المؤلفُ سهيل عيساوي النصَّ الكامل لإتفاقية - معاهدة " كامب ديفد" عام 1977 - التي تحوي عدة صفحات . وقد وقعَ عليها آنذاك كلٌّ من :
1) الرئيس المصري أنور السادات
2) رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن
3) الرئيس الأمريكي جيمي كارتر .

وأخيرًا إنَّ هذا الكتابَ( المؤلف ) هو أوَّلُ كتاب ٍ يصدرُ لكاتبِ وباحثٍ محليٍّ ، وربما على امتداد العالم العربي يتناولُ فيهِ بتوسُّع ٍ جميعَ القضايا القوميَّة والوطنيَّة في هذا الظرف الحسَّاس ِ، في الوقت الحالي ، والهَبَّات والثورات العربيَّة المُضفرة التي أطاحت بالأنظمة ِ العربيَّةِ الدكتاتوريَّةِ الرجعيَّةِ والقمعيَّةِ ، مثل : نظام زين العابدين بن علي في تونس ونظام حسني مبارك في مصر ونظام القذافي في ليبيا.... مع الدراسات والتحليل.. ثمَّ الإستنتاجات واستخلاص الدروس والعبر من الذي حدثَ ومدَى انعكاس هذه الثورات وتموُّجاتها وأبعادها على جميع الأصعدة والمجالات : سياسيا ، إقتصاديًّا ، نقسيًّا ، إجتماعيًّا وثقافيًّا ... إلخ.. على الصعيد المحلي والعربي والعالمي .
وفي النهايةِ أهنِّىءُ الصديقَ الشَّاعرَ والأديبَ المتألقَ المُبدعَ الفذ َّ والمُؤرِّخَ القديرَ والرَّائدَ الأستاذ سهيل إبراهيم عيساوي على هذا المؤلف والإنجاز الرائد والهام الذي أرَّخَ ووَثقَ فيهِ بدقَّةٍ مُتناهيةٍ وبأمانةٍ ونزاهةٍ كلَّ ماجرى مُؤَخَّرًا من وقائع وأحداثٍ جسام ٍ وهَبَّاتٍ جماهيريَّةٍ وأنتفاضاتٍ وثوراتٍ في الدول ِالعربيَّةِ المجاورة ..
فنتمنَّى لهُ ( للكاتب ) العمرَ المديدَ وأن يتحفنا دائمًا بالمزيدِ من الإصداراتِ والإبداعاتِ الكتابيَّةِ – شعرًا وأدبًا وأبحاثا ً وتأريخًا – فمبروك وإلى الأمام - .