السبت، 16 يونيو 2012

اغتيال الثورة المصرية وشيك

الاحداث المتسارعة في مصر الثورة , تدعونا للوقوف طويلا امام هذه التطورات السريعة , والتي تشير بوضوح الى وجود من يعبث بمقود الثورة , ويحاول جاهدا محاربة التاريخ والقوى الثورية والرياح التغيير والديمقراطية , ومن ابرز القوى التي لها مصلحة في وقف عجلة الزمن واغتيال احلام الشعب , اعوان النظام القديم من رجالات حزب ورجال اعمال الذين طالما بنوا ابراجهم العاجية على ركام احلام الفقراء , المجلس العسكري ورجاله , لهم مصلحة في تخفيف حدة الثورة وخلق ازمات وهمية واشغال واشعال الثورة في امور هامشية بعيدة كل البعد عن اهداف الثورة المصرية , الهدف استنزاف القوى الثورية وشغلها عن الواقع وعن قضايا الشعب
الحقيقية , والفئة الثالثة هي الجهاز القضائي , ظهر الامر من خلال الاحكام الهزلية على الرئيس المخلوع حسني مبارك وعلى وزير الداخلية السابق حبيب العادلي واعوانه ونجلي مبارك , كذلك حل البرلمان وتمجيد احمد شفيق قبل موعد الانتخابات للرئاسة الجولة الثانية , لا عجب في ذلك لان هنالك تعاونا وثيقا وتنسيقا خفيا بين الجهاز القضائي والمجلس العسكري , لان كلاهما له مصلحة في وقف عجلة الثورة وعودة النظام القديم بثوب جديد , وليس من باب الصدفة اوكل مبارك السلطة للمجلس العسكري عند تركه للسلطة , لانه يعرف العقلية العسكرية والمصالح المشتركة , وان الجيش قادر على كبح جماح اي رياح تهب ولا تروق له , من الطبيعي ان يكون الجيش وكل الاجهزة الامنية تحت امرة السلطة التنفيذية اي الحكومة , وليس العكس , ومن الطبيعي في اي نظام ديمقراطي , ان يكون فصل تام بين السلطات الثلاث , من اجل ضمان حريات الفرد والاقليات , وتطبيق النظام الديمقراطي بقدر كبير , الوضع الحالي في مصر لا يبشر بخير بسبب تعاظم قوة العسكر وانفرادهم بالسلطة وتقزيم الاحزاب والقوى السياسية , وتجاهل رغبة المواطن , والتفكير بعقلية عسكرية لحل المشاكل والقفز على رغبة الشعب المتمثل بمثليه في البرلمان , ان خطوة حل البرلمان واستعداد المجلس العسكري للاستحواذ على القرار امر به خطورة كبيرة ليس على الثورة التي تم تصفيتها على مراحل وتضليل مسارها , بل على شعب مصر العظيم , امام الشعب المصري ثلاثة حقول الغام احلاها مر من الصعب عبورها بسلام , الحقل الاول , الفلول وعودهم من الباب الخلفي من خلال احمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك , والذي رفضه الشعب كرئيس وزراء هل يجبر على قبوله كرئيس للدولة بصلاحيات غير محدودة , فيعيد اركان وافكار ورجال الحزب الوطني الى الصدارة من جديد , وتكون صفعة للشهداء والشباب والثورة والتاريخ , والحقل الثالث , هيمنة الاخوان على مفاصل الحكم في مصر , وان كان حل البرلمان ضربة في الصميم , ومنعهم من الحصول على اغلبية ومحاولة لتقزيمهم بحجة ان القانون باطل , قد تكون كلمات حق لكن يراد بها باطل , وفي نظري اخطأ الاخوان في زج مرشحهم لانتخابات الرئاسة مما الى الى نزع الثقة منهم من قبل قطاع واسع من الشعب الذي ايدهم في انتخابات البرلمان , وتخوف الاقلية المسيحية , والعلمانيين من تحويل مصر الى ايران ثانية , لو ترك الامر لمرشحين مستقلين لكان الامر افضل لمصر والامة العربية عامة , والحقل الثالث والاخطر والذي يعيد مصر الى المربع الاول , الى الدكتاتورية العسكرية , ونزع الشرعية من الثورة والدستور , الى محو انتصار الثورة وتقييد حرية الفرد , هذه الحقل يعيق الثورة المصرية وايضا له انعكاسات على مسار الثورة السورية ,لذا نتفهم التخبط الكبير الذي يعيشه المواطن المصري , والانسان عامة في العالم العربي , لان الشعور بالغدر صعب ومميت , اننا نخشى ان تعكس نتيجة الانتخابات رغبة الشعب المصري , او ان يتم تزوير الانتخابات للرئاسة , وهذا الامر ليس بالصعب لمن طالما زورها عينك عينك , وخاصة انه نفس الاشخاص الذين اشرفوا واعدوا الانتخابات في عهد مبارك ما زالوا يمسكون بزمام الامور , وان حدث هذا الامر المشين , نخاف على مصر وعلى شعب مصر ان يحدث تصادم دموي بين العسكر والحركات الاسلامية وقوى اخرى كما حدث في الجزائر التي راح ضحية سرقة ورفض الانتخابات حوالي 400000 انسان , اننا نتمنى لمصر ان تتعافى سريعا ويعود بريقها بين الامم , وان تحقق الثورة اهدافها كاملة, اذا غابت شمس مصر من فوق الاهرام , تغيب شمس العرب خلف كثبان الرمال .
  عن  موقع الحوار    المتمدن



1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق