بقلم
: حاتم جوعيه - المغار - الجليل
إنَّ كلَّ من
ينظرُ إلى السَّاحةِ الأدبيَّةِ
والثقافيَّةِ والفنيَّةِ المحليَّةِ
اليوم ولهُ ضميرٌ حيٌّ ووجدانٌ
وَحِسٌّ إنسانيٌّ مُرهَفٌ جيَّاشٌ
سَيُصَابُ بالغيظِ والإشمئزاز والقرفِ وبالحُزن والألم لأنَّ
الأوضاعَ والأجواءَ عندنا جميعها غيرُ نظيفةٍ
وغيرُ طبيعيَّةٍ وغيرُ منطقيَّةٍ
..حيثُ نجدُ الكثيرينَ مِمَّن
أخذوا أسماء وألقابا لامعة ً
ووظائفَ ومراكزَ عالية ً ووجيهة ًعلى
الصَّعيدِ الثقافي والأدبي والفنِّي هم
بعيدون مليون سنة
ضوئيَّة عن هذه المجالاتِ وعن
الثقافةِ والإبداع الفنِّي الحقيقي.فمثلا هنالكَ مَن أصبحُوا وبقدرةِ قادر شعراءَ
مقاومةٍ ومناضلين ووطنيِّين أشاوس وهم
بعيدون كلَّ البُعدِ
عن الوطن والنضال، بل هُم في
الخندق الآخر ومع الطرفِ والخطِّ
النقيض ويعملون ضدَّ قضايا شعبهم
وأمَّتِهم من وراءِ الكواليس .
وأمَّا المُثقثفون والشعراءُ
والكتابُ الجهابذة والفنانون المُبدعون الحقيقيُّون المحلِّيُّون فالكثيرون
منهم مجهولون ولا يسمعُ عنهم أحدٌ لأنّهُ
قد مُورسَت ضدَّهم كلُّ وسائل التعتيم
والتشويش الجبانة للحدَّ
من نشاطِهم وعطائهم الإبداعي الإبداعي المُمَيَّز
الذي جاء بعد
تعبٍ وجُهدٍ وسهر طويل
وَكُرِّسَ لأجل خدمةِ
مجتمعِهم وقضايا شعبهم
وللإنسانيَّةِ وللبشريَّةِ جمعاء . والتعتيمُ هذا كان
من عدَّةِ مصادر وجهاتٍ - سواءً سياسيَّة
أو حزبيَّة أو فئويَّة
أو طائفيَّة ... إلخ . وأنا
،بدوري، أومِنُ أنَّ الإنسانَ النظيفَ
الواعي والمُثقف والفنان والمبدع الحقيقي الذي يحملُ
رسالة مُثلى سامية
لمجتمعِهِ وللإنسانيَّةِ وللأجيال القادمةِ ولهُ قلبٌ مُترَعٌ
بالإيمان العميق الصَّادق باللهِ الباري - جلَّت قدرتهُ - ومُؤمن بسُموِّ وأهميِّةِ هدفِهِ ومسعاه وقداسةِ رسالتِهِ لا
تستطيعُ أيَّة ُ قوَّةٍ في
الدنيا مهما كانت أن تمنعَهُ من
التقدُّم وأن تقفَ حائلا وعائقا أمامَ
أداءِ رسالتهِ الإبداعيَّةِ - سواءً
في المجال الكتابي أو العلمي
والفكري والفنِّي . وأنا كاتب
هذه المقالة ( حاتم جوعيه ) أكبرُ
مثال على هذا ، فالكثيرون يعرفون
كم من جهاتٍ حقيرةٍ ورجعيَّةٍ ومأجورةٍ حاولت التشويشَ والتخريبَ عليّ فقد
مُورست ضدِّي محاولاتٌ تخريبيَّة
جبانة ٌ للتعتيم عليَّ وعلى أدبي
وشعري وكتاباتي ولمنع إنتاجي
الكتابي الملتزم من الإنتشار ورُؤيةِ النور وإفادةِ الناس والمجتمع ...ولكن وبفضل
شخصيَّتي القويَّةِ وإرادتي الجبَّارة
ولإيماني الكبير والعميق
باللهِ الخالق - جلَّت
قدرتهُ - وعدالتهِ واقتناعي
وثقتي بقيمةِ وأهميَّةِ ومستوى ما أكتب وما أسعى وأرنو إليهِ من
طموحاتٍ قيِّمةٍ مقدَّسةٍ
وأهدافٍ مثلى نيِّرةٍ
إستطعتُ أن أجتازَ
كلَّ العراقيل والصُّعوبات لأحلِّقَ في سماءِ الإبداع والخلودِ رغم أنفِ
الحاقدين والجبناءِ المارقين وشراذم المُرتزقين ومُسُوخ المُستكتبين
المأجورين . فالذين وقفوا
أو حاولوا الوقوفَ أو فكَّرُوا أن
يقفوا في طريقي ومشواري الإبداعي
دون أيِّ مُبرِّر أو سبب كانوا من
وراءِ الكواليس وليس بشكل مباشر ومن وجهٍ
لوجهٍ، وذلك لجبنهم ونذالتِهم
ولعدم الجرأةِ في مواجهتي
شخصيًّا لأنَّهم يفتقرون إلى
الشَّجاعةِ والقيم والمبادىءِ
والصِّفات الإنسانية وللأخلاق
والكرامةِ والشَّرفِ والنُّبلِ ..ومن منطلق الحقدِ والحسدِ والغيرةِ
ولعقدٍ نفسيَّةٍ ورواسب دفينةٍ
عندهم ... ولتشوُّهٍ وَخَلل في
بنيانِهم النفسي والفيسيولوجي
..وَلِتفوُّقِي الكبير والمٌمَيَّز عليهم : ثقافيًّا وأدبيًّا
وأخلاقيًّا واجتماعيًّا وشكليًّا
... إلخ . فهم في نظر كلِّ مجتمع نظيفٍ
وسليم ومثاليٍّ وفي
نظري أنا شخصيًّا كالحشراتِ غير الضَّارةِ وكالصَّراصير
وما شابَههَا لأنَّهم لا ولم ولن
يستطيعوا أن يضرُّوني
أو يضعوا العراقيلَ
والحواجزَ في دربي
فأستطيعُ أن أمشي على مهل وأنا
مُغمَض العينين وأدُوسَ عليهم بسهولةٍ
وأسحقهم تحت أقدامي وأتابعُ سيري
ومشواري الإبداعي إلى دنيا المجدِ
والخلود . وكما قال َ المثلُ
( الكلابُ تنبحُ والقافلة
تسيرُ ) .
وأمََّا بالنسبةِ
للمقالاتِ والدراساتِ النقديَّة
التي أكتبها فقد يتفاجأ القارىءُ من
أسماءٍ أدبيَّةٍ وشعريَّةٍ
مجهولةٍ، وربَّما لأوَّل
مرَّةٍ يُصادفها ... فأنا قد اخترتُ العديدَ من الكُتَّابِ والشُّعراءِ المحليِّين غير المعروفين
والمشهورين لأعطيهم حقهم وما هُم
أهلٌ لهُ لأنهم
مبدعون ولم تُرَكَّز عليهم الأضواءُ من
قبل وسائل الإعلام المحليَّةِ على جميع
أنواعِها وانتماءاتِهَا ولم
يكتبْ عنهم أو يذكرهم أحدٌ من النقادِ لو بكلماتٍ مقتضبةٍ ، ولأنني
أيضا لا
أسعى وراءَ المصالح
والمآربِ الشَّخصيَّةِ والبيزنس ووراءَ الأسماءِ
اللامعةِ والوجيهة وذوي المراكز والمشهورين لأكتبَ عنهم
وأمدَحهم وأمسحَ لهم الجوخَ
لأنالَ مصلحة أو هدفا
شخصيًّا من شهرةٍ
أو وظيفةٍ كما
يفعلُ غيري من الكتابِ المُستكتبين والنويقدين المَحلِّيِّين . فالكثيرُ
من الأسماءِ الأدبيَّة التي تناولتها وكتبتُ عنها في دراساتي النقديَّةِ هي أسماءٌ مظلومة ٌ عُتِّمَ عليها ولها كتاباتٌ وإبداعاتٌ مُمَيَّزة ٌ ورائع . وهنالكَ القليلُ من
الكُتَّابِ والشُّعراءِ المعروفين والمشهورين على نطاق واسع
الذين كتبتُ عنهم
...وذلك لأجل إبداعاتِهم
ولقيمةِ وأهميَّةِ وجماليَّةِ ما
يكتبون ..وما كتبتُهُ عنهم
كان نقدًا موضوعيًّا
نزيهًا وليسَ مديحًا... وركزتُ على النواحي الجماليَّةِ والفنيَّةِ .
وأريدُ التَّنويهَ أنَّهُ على
الصَعيدِ المحلِّي يوجدُ عندنا كُتَّابٌ وشعراءٌ كثيرون مُبدعون ...ولكن وللأسف ِالشَّديد نحنُ
نعاني على السَّاحةِ
الأدبيَّةِ النقديَّةِ من نقصٍ واضح في عددِ النُّقَّادِ المحليِّين،
فالذين يكتبونَ نقدا أدبيًّا وفنيًّا قد لا
يتجاوزُ عددُهم أصابعَ اليدِ بقليل، والبعضُ منهم غير متمكِّن من أدواتِهِ
النقديَّةِ والكتابيَّّةِ ويجهلُ كليًّا
أسُسَ ونظريَّاتِ النَّقدِ العلمي الموضوعي - القديم والحديث - وقسمٌ منهم يجهلُ
قواعد اللغةِ وصرفها ومحدودُ
الثقافةِ والتفكير . عدا هذا نجدُ
أيضا العديدَ مِمَّن
يكتبونَ النقدَ الأدبي محليًّا
غيرَ نزيهينَ إطلاقا وغير أمناء
وغير موضوعيِّين، فيكتبونَ
حسب المصالح والنزوات
الشَّخصيَّةِ الآنيَّةِ الضَّيِّقةِ،
فإذا كانَ الشَّخصُ الذي
يكتبون عنهُ يعنيهم أو قريبا
منهم فيكيلونَ لهُ المديحَ الرَّخيصَ
والمُبتذل ...وإذا كانوا غيرَ
معنيِّين بهِ ولا
توجدُ لهم مصلحة ٌ معهُ
أو مكسبٌ ما .. أو يحملونَ حقدًا
ضدَّهُ وعندهم حزازاتٌ تجاهه لأسبابٍ مُعيَّنةٍ فيُوَجِّهُونَ
ويُكيلونَ لهُ الشَّتائمَ
والكلمات القاسية ويُحاولونَ
تحطيمَهُ وتشويهَ صورتهِ
للقارىءِ كلِّيًّا: أدبيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا ..حتى لو كانَ مستواهُ الكتابي في قمَّةِ الإبداع .
وحتى القلَّة ُ والنخبة
المختارة،من الذين يكتبون نقدا أكاديميًّا، وهم دارسون للأدبِ والنقدِ بعمق وتوسُّع نجدُهُم في الكثير
من الأحيان أيضا غيرَ نزيهين وموضوعيِّين
وغيرَ صادقين وأمناء لهذه المُهِمَّةِ والرِّسالةِ (( كتابة النقد
الأدبي الموضوعي )) فيأتي نقدُهم
في معظمهِ إمَّا مديحًا رخيصًا
للشَّخص الذي يعنيهم أو هجاءً
وذمًّا وقذفا لِمَن لا
يرُوقُ لهم وعندهم حقدٌ
عليهِ ومواقف وأهداف شخصيَّة
ضدَّهُ .
وهذه الظاهرةُ الغريبة
ُوالرَّهيبة ُوالمُحزنة ُ معًا ( النقد من منطلق المآرب والأهدافِ الشَّخصيَّةِ ) هي السَّببُ
الرَّئيسي المُباشر الذي
دفعَني وجعلني أدخلُ
هذا المضمارَ وأكتبُ الدراسات النقديَّة، واختصاصي واهتمامي كان
في البدايةِ في مجال الشِّعر
والأدب والصَّحافةِ . وقبل أن أتوغَّلَ في عالم النقد والتنظير
والتقييم الأدبي كنتُ قد درستُ وقرأتُ مسبقا
معظمَ الكتبِ والمصادر المُهِمَّة
في موضوع النَّقد - القديمة والحديثة - لكتابٍ
ونقادٍ كبار ( عربا وأجانب ) ،
والبعضُ منها يُدَرَّسُ في
أهمِّ الجامعاتِ المشهورةِ .
وكنتُ مُطَّلعا أيضا على معظم ما
كُتِبَ من شعر وأدبٍ ونقدٍ عربيٍّ
وأجنبيٍّ وأدب مقارن منذ
العصر الجاهلي إلى الآن، وَمُطَّلعًا على
جميع قوانين وأسس ونظريَّاتِ النقدِ العلمي- القديم والحديث .. هذا إضافة ً إلى
موهبتي الرَّبَّانيَّة في الكتابةٍ
التي وهبني إيَّاها الخالقُ ثمَّ
تجاربي الكثيرة والثريَّة -
الحياتيَّة والكتابيَّة ... وكما
عاهدتُ نفسي قبل كلِّ شيىءٍ أن أكونَ مع الحقِّ ومع المظلوم
دائما وضدَّ الظلم والباطل .. وأن أكونَ نزيها وصادقا وأمينا في كلِّ ما أكتبُ
وانتهجَ فقط النقدَ الموضوعي البنَّاء .. حتى إذا لم يُرضِ
جميعَ الأذواق وجميع الفئات.
والنقدُ الأدبي حسب رأيي دربُهُ
وَعْرٌ وشاقٌّ وآفاقهُ
واسعة ٌ وَمُتشعِّبة ٌ وهو أصعبُ بكثير من
كتابةِ الشِّعر أو المقالات والخواطر الادبيَّة والقصص،وهو
بحدِّ ذاتهِ مسؤوليَّة كبيرة ورسالة ٌ عظمى
لمن يتحَمَّلُ مسؤوليَّتها
بجدارةٍ وَمَحبَّةٍ . فالنقدُ قد
يُساعدُ وَيدعمُ ويخدمُ كثيرا ويكونُ للتشييدِ والبناءِ وَلِتقدُّم المسيرةِ
الأدبيَّةِ والثقافيَّةِ إذا كانَ
إيجابيًّا وموضوعيًّا...ولهذا نجدُ
عندَ الكثير من الشُّعوب
والأمم أنَّ مسيرةَ
النقدِ تجاري وتواكبُ مسيرة َ
الشعر والأدبِ والفنّ .. والعكس بالعكس
فقد يهدمُ وَيُشَوِّشُ
وَيُعيقُ مسيرة َ الحركةِ الأدبيَّة
والفكريَّة والفنيَّة إذا
كان غيرَ نزيهٍ
وصادق وموضوعيٍّ وإذا كانَ
النقدُ مأجورًا وَمُسَيَّسًا
وَمُسَيَّرًا لخدمةِ جهاتٍ مُعيَّنةٍ مُغرضةٍ وحاقدة وجبانة
تسعى للتخريبِ على الثقافةِ والادبِ ولتضليل المجتمع والناس كما هو الوضع عندنا محليًّا
وللأسف .
وهنالكَ مِمَّن يكتبونَ النقدَ يُحاولونَ
أن يجعلوا الأبيضَ أسودَ
والأسودَ أبيضَ حسبَ مزاجهم
ومزاج ومخططِ أسيادِهم .. إلخ . وأنا
شخصيًّا أعرفُ بعضَ الأشخاص
من المُسوخ المُرتزقةِ
ولا داعي لذكر أسمائِها لأنَّهُ
ربَّما بهذا أعمل
لها قيمة ً وشهرة ً وهي
في الدَّركِ الأسفل
من الإنحطاطِ الإجتماعي والأخلاقي والسياسي هدفها فقط من
الكتابةِ النقديَّةِ وغيرها من أنماطِ
الكتابةِ هو للتخريبِ على الأدبِ والشِّعر المحلِّي ولإعَاقةِ
تقدُّم مسيرةِ الأدبِ المحلَّي
الإبداعيَّةِ...ولكنَّ هؤلاء المدسوسين
والمُرتزقين غريبي الأطوار
والجبناء والمعوقين والمَرضى من ذوي العقدِ النفسيَّةِ قد
ذابوا بسرعةٍ مثلَ
فقاعاتِ الصَّابون وانتهوا
أمامَ أوََّل مُواجهةٍ
حقيقيَّةٍ مع الإبداع الحقيقي الأدبي والنثري والنقدي
التقدُّمي الموضوعي الهادف والمُلتزم
والبنَّاء .
وَأحبُّ أن أضيفَ لأذكِّرَ البعضَ
من ذوي النفوس المريضة أنَّهُ يوجدُ
لديَّ الكثيرُ من المُؤَهِّلاتِ
العلميَّةِ والثقافيَّة ومن المواهب
والإمكانيَّاتِ والطاقاتِ الفذةِ العظيمة التي
وَهَبني إيَّاها الخالقُ - جلَّت قدرتهُ - غير عالم الكتابة
ومحراب الشِّعر ودنيا الأدب والنقد والصَّحافة
والتي يفتقرُ الكثيرون من الناس إليها ويحلمونَ في
نوالِها ولا يقدرونَ وأستطيعُ من
خلالها لو أردتُ أن أحقِّقَ
الكثيرَ من الإنجازاتِ والمكاسب المادِّيَّة والمعنويَّة وغيرها ...
ولكنَّني وكما يعرفني الجميعُ فالأمورُ الماديَّة والشكليَّة ُ الزَّائفة ُ
والمصالحُ الشَّخصيَّة ُ لا تعنيني ولا
أفكِّرُ فيها إطلاقا . فرسالتي
وطموحي وديني وَدَيْدَنِي دائما هو الجانبُ المَعنوي
والجوهري وإرضاءِ الخالق
ومساعدة الناس والمُجتمع ...وهذا كلُّ
ما يعنيني ويشغلني
في هذا العالم
المادِّي الترابي الزائل الذي نحيا
فيهِ مُؤَقتا بأجسادِنا الأرضيَّةِ
..وأستشهدُ هنا بقول السَّيدِ المسيح عليهِ
السَّلام : ( ماذا ينفعُ الإنسان
لو ربحَ العالمَ كلّهُ وخسرَ نفسَهُ " ) ، وفي قولِهِ - " لكن أطلبُوا
أوَّلا ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ ،
وهذه كلها تُزادُ
لكم " . وفي قولِهِ
أيضا : (" بل أكنِزُوا
لكم كنوزا في السَّماءِ ، حيث لا يُفسِدُ
سوسٌ ولا صدأٌ ، وحيث
لا ينقبُ سارقون ولا يسرقون ،
لأنَّهُ حيثُ يكونُ كنزُكَ هناك
يكونُ قلبُكَ أيضا " ) .
وأنا أودُّ
وَأحبُّ أن أبذلَ حياتي كلَّهَا
وزهرة َ شبابي وطاقاتي وإبداعاتي ومواهبي
لأجل العلم والإبداع
والمعرفةِ ولخدمةِ مُجتمعي
وللإنسانيَّةِ والبشريَّة جمعاء
ولإرضاءِ ربِّي وخالقي
أيضا وقبل كلِّ
شيىء ..الذي برانِي وَوهبني نسمة َ الحياةِ والكثيرَ من
الإمتيازاتِ والمناقب
والمواهب الرَّائعة التي لم يمنحها لكلِّ
إنسان . فآيديلوجيَّتي وفلسفتي
وَمُنطلقي في الحياةِ هو تكريسُ واستثمارُ وتشغيلُ هذه
المواهب الرَّبَّانيَّة حسبِ مشيئةِ
وإرادةِ الرَّبِّ أوَّلا وأخيرًا . فكتاباتي جميعها الشِّعريَّة والنثريَّة
هي أحاسيسي ومشاعري وأفكاري ونبضُ
عروقي وطاقاتي وإيديلوجيَّتي
فتعكسُ ما اكتسبتهُ
من مخزون ثقافيٍّ
غزير ومن تجارب كثيرة
ثريَّة ،على مَدى سنوات،في الحياةِ
العامَّةِ ..وتعكسُ بصدق ووضوح إيماني
وديني وَمُعتقدي وَمَحبَّتي للناس وللخالق . وأنا ، بدوري،أعتبرُ أوَّلَ مدرسةٍ للإنسان
وقبل المدارس التثقيفيَّة والعلميَّة
والفكريَّة هي مدرسة
الحياة .. وكما أنَّ أهمَّ
عنصر وأهَمَّ شيىءٍ
للمُفكِّر والكاتبِ والفنَّان هو أن
يكونَ إنسانا مُؤمنا
قبلَ كلِّ شيىء وصاحبَ
رسالةٍ ومبادىء . فكلُّ علم
وفكر وكلُّ فنٍّ
أو عملٍ ومشروع
إذا لم يحملْ رسالة ً سامية ً وإن لم يكن
مُترَعًا وَمُشِعًّا بالإيمان
وعليهِ اللَّمَسة ُ
السَّماويَّة فهو عقيمٌ ومحدودُ القيمةِ ودونما
أبعادٍ جوهريَّةٍ .. أو بالأحرى
ينقصُهُ نسمة ُالروح ونبضُ الحياة فيكونُ
كالصُّورةِ أو التمثال
المُتقن الصُنع، ولكن لا يوجدُ
فيهِ روحٌ وحياة .
وأمََّا الفكرُ والعملُ الإبداعي الذي يحملُ رسالة ًمقدَّسة
ًوالمُنبثقُ من إنسان وفنَّان مُؤمن
والذي عليهِ لمسة ُ الخالق وتملؤُهُ القداسة ُ والنقاءُ وَمُترعٌ
بروح الإيمان والمَحبَّة السَّماويَّة
فبالتأكيدِ سيكونُ لهذا
العمل والإنجاز أبعادٌ
إيجابيَّة ٌ مُشِعَّة ٌ خالدة ٌ
تُنيرُ على البشريَّةِ جمعاء باليُمن
والخير والرَّخاءِ وليسَ على مجتمع
ما أو طائفةٍ ومجموعةٍ مُعيَّنةٍ من
الناس فقط ...ويكونُ مفادُهُ ومآلهُ
للتقدُّم والرُّقيّ الحضاري
البنَّاءِ لصالح البشريَّةِ وللسَّلام
والمحبَّة الأبديَّة . وكما قالَ الرَّسولُ
بولس في رسالةِ
رومي ( إصحاح 8 عدد 28
) : ( " ونحنُ نعلمُ أنََّ
كلَّ الأشياءِ تعملُ
معا للخير للذين يُحبُّونَ اللهَ ،
الذينَ هم مَدعُوذُونَ حسبَ قصدِهِ " ) .
وأخيرًا -
أتمنَّى أن أكونَ في
كتاباتي ودراساتي النقديَّة
في الشِّعر والأدبِ المحلِّي
قد قدَّمتُ وأضفتُ شيئا
وإنجازًا جديدًا إلى الحركةِ
الأدبيَّةِ والنقديَّةِ المحليَّة
وأسديتُ خدمة ً جليلة ً لقرَّائِنا
ولشعبنا بأسرِهِ . وأتمنَّى أن
تلقى رَواجًا واهتمامًا واسعا
ويكونَ لها وقعٌ وتأثيرٌ
إيجابيٌّ كبيرٌ على جماهير
الناس والمجتمع في هذا
الزَّمن
الضَبابيِّ البائس الذي ضاعت فيهِ البوصلة ُ الحقيقيَّة ُ واختلط َ
الحابلُ بالنابل وانقلبت الحقائقُ والمفاهيمُ
والأمورُ رأسا على
عقب...وأصبحَ الكثيرونَ لا يعرفونَ
التمييزَ بين الغثِّ والسَّمين وما بين القمح والزُّؤَان
والإيجابي والسَّلبي... في زمن
ماتت فيهِ المبادىءُ والقيمُ والمُثلُ وأصبحت المادِّيَّاتُ والبيزنسُ والمصالحُ الضيِّقة ُ والرَّخيصة هي التي
تطغى وتهيمنُ على عقول وأذهان
وضمائر البشر . وآملُ أن تكونَ دراساتي مصدرًا وَمَرجعًا رئيسيًّا لكلِّ المُهتمِّينَ بالأدبِ المَحلِّي من نقادٍ وأدباءٍ
ودارسين ، وخاصَّة ً مَن هُم خارج
البلاد لأنهم لا يعرفونَ
عنَّا الكثيرَ...بل يجهلونَ وضعَنا الأدبي
والثقافي والسياسي أيضا، لأنَّ الكثيرين من الشُّعراءِ والأدباءِ المحليِّي الذين
كتبتُ عنهم وهم مُبدعون
وَمُمَيَّزون فنيًّا لم تصل
كتاباتُهم ونتاجهم الإبداعي
إلى خارج البلادِ ..وحتى على الصَّعيدِ المحلِّي لم تنتشر كتاباتُهم كما يجب وللأسف...
(
بقلم : حاتم جوعيه
- المغار - الجليل )
............................................................................................
ملاحظة : هذه المقاله هي جزءٌ من
مقدِّمةٍ طويلة لكتاب
سيصدر لي قريبا
بعنوان : ( دراسات في الشعر والأدب المحلي ) .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق