الحق، فإن خلاصة ما يحدث اليوم هي قيام حفنة محدودة العدد من التقنيين، بالتعاون مع حفنة محدودة أخرى من الشركات الرأسمالية الكبرى بتشكيل وتوجيه تفكير كتل مليونية من البشر على نحو لا مباشر، معتمدين جاذبية ما يسمى بـ”وادي السليكون” لتوريط وزج الجميع بطرائق تفكير وترقب من نوع واحد، نوع أشبه ما يكون بالسحر.
أطلقت واحدة من المباحثات الروسيات الذكيات عنوانًا طريفًا على ما يجري اليوم عبر العالم الرأسمالي اليوم، وهو “رأسمالية الليدو”. هي لم تقصد الرأسمالية بشكلها السابق الذي تكلم عنه الفيلسوف والاقتصادي الألماني الكبير كارل ماركس بدقة، بقدر ما قصدت ذلك النوع من “التنويم المغناطيسي” الذي يهيمن على الإنسان الحديث اليوم والذي يراكم مليارات الدولارات في جيوب الأغنياء بسرعة ضوئية، مشبهة إياه بهيمنة رقعة لعبة الليدو على بصائر اللاعبين وأبصارهم حد دحرجتها مع تدحرجات النرد على هذه الرقعة. وقد صدقت الباحثة في هذه الملاحظة، خاصة عندما عندما لاحظت كيف ترى الناس أفواجًا في الشوارع العامة وفي الحافلات والقطارات، بل وحتى في الحمامات وقد صودرت أبصارهم وبصائرهم، حرفيًّا، عبر الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي أجهزت على قدرة الإنسان على التفكير والعمل، أي على تطوير المهارات الأساس بنفسه وبمفرده دون الارتكان لمساعدة من أحد.
والحق، فإن خلاصة ما يحدث اليوم هي قيام حفنة محدودة العدد من التقنيين، بالتعاون مع حفنة محدودة أخرى من الشركات الرأسمالية الكبرى بتشكيل وتوجيه تفكير كتل مليونية من البشر على نحو لا مباشر، معتمدين جاذبية ما يسمى بـ”وادي السليكون” لتوريط وزج الجميع بطرائق تفكير وترقب من نوع واحد، نوع أشبه ما يكون بالسحر. ودليل ذلك هو لو أنك حاولت أن تلاحظ الكيفية التي تتم بموجبها عملية اختطاف عقلك أو القرصنة عليه، لتأكدت بأنك، عمليًّا، ضحية مستعبدة اليوم من قبل أشكال هذه الأجهزة: إذ لا تمر بضع دقائق، إلا وعمدت إليها لفتح هاتفك الذكي، على سبيل المثال، للتأكد مما قد ورد عبر بريدك الإلكتروني، وكأنك تتوقع أن تستلم رسالة مهمة في أية لحظة من صديق ما أو زميل عمل، كل دقيقة! ناهيك عن عملية اختطاف أدمغة الصبية والصبايا عبر تكبيلها إلى شاشات هذه الهواتف أو الحواسيب (الكومبيوترات) بسلاسل لا مرئية، ليس في انتظار رسائل مهمة أو في الاطلاع على جديد المعارف، وإنما في ممارسة الألعاب الإلكترونية، تلك الألعاب التي قضت، عمليًّا، على قدرة الشبيبة والنشء على الحركة: تدخل طائرة أو قاطرة فلا تجد من بين المسافرين على متنها من يعرك أي اهتمام، فلا يتجشم أي منهم عناء رفع ناظريه من هذه الشاشات الساحرة لإلقاء نظرة على وجهك! يشبه الناس هنا القطعان في المراعي، إذ لا ترفع رأسها عن الحشائش قط: هي مطأطئة الرأس دائمًا.
هذا شكل مريع من أشكال الرأسمالية لأنه يهيمن عليك وعلى ذهنك على نحو لا شعوري، كما تفعل أنت وأنا بين ساعة وساعة عندما نفتح صفحاتنا على ما يسمى بـــ”الفيس بوك” كي نتابع ما يمور به من كل شيء، بل وحتى من السخافات والتفاهات والبذاءات للأسف. أنت لا تدفع مالًا للـشركة التي تدير الــ”فيس بوك” قط، لذا فإنك تعد ما تفعل شيئًا غير ضار. ولكن عليك أن تدرك من الذي يدفع المال لتدوير وإدامة شركة “الفيس بوك” إنها الشركات الكبرى التي تستفيد من الإعلان والدعاية، ومن استعبادك بهذه الطريقة وتكبيلك بالشاشات الإلكترونية في تمرير ما تريد من شاشات الهاتف الذكي إلى الحاسوب (الكومبيوتر) الذي أضحى متاحًا، حتى بالمجان، في كل مكان من المكتبة إلى المقهى ومن غرفة النوم إلى منضدة العمل. إنه يستعبدك، فلا يمكنك أن تقاوم القوة التي تشدك إلى ما يسمى بالـ”Apps” كل بضع دقائق لترى هل وصلت إشارة من هذا أو من ذاك لأنك إن لم تدقق من آن لآخر، فانك ستشعر بالقلق مما قد فاتك وربما تحس بالفراغ. هذا بكل دقة هو ما يسلب عقول نشأنا من الصبيان والصبايا الذين تختطفهم الألعاب الإلكترونية التي لا بداية ولا نهاية لها، عبر ما يطلق عليه اليوم عنوان gamefication ، فتشل عقولهم الفطنة في دوائر مفرغة من الألعاب والحيّل اللامجدية.
والحق، فإن خلاصة ما يحدث اليوم هي قيام حفنة محدودة العدد من التقنيين، بالتعاون مع حفنة محدودة أخرى من الشركات الرأسمالية الكبرى بتشكيل وتوجيه تفكير كتل مليونية من البشر على نحو لا مباشر، معتمدين جاذبية ما يسمى بـ”وادي السليكون” لتوريط وزج الجميع بطرائق تفكير وترقب من نوع واحد، نوع أشبه ما يكون بالسحر. ودليل ذلك هو لو أنك حاولت أن تلاحظ الكيفية التي تتم بموجبها عملية اختطاف عقلك أو القرصنة عليه، لتأكدت بأنك، عمليًّا، ضحية مستعبدة اليوم من قبل أشكال هذه الأجهزة: إذ لا تمر بضع دقائق، إلا وعمدت إليها لفتح هاتفك الذكي، على سبيل المثال، للتأكد مما قد ورد عبر بريدك الإلكتروني، وكأنك تتوقع أن تستلم رسالة مهمة في أية لحظة من صديق ما أو زميل عمل، كل دقيقة! ناهيك عن عملية اختطاف أدمغة الصبية والصبايا عبر تكبيلها إلى شاشات هذه الهواتف أو الحواسيب (الكومبيوترات) بسلاسل لا مرئية، ليس في انتظار رسائل مهمة أو في الاطلاع على جديد المعارف، وإنما في ممارسة الألعاب الإلكترونية، تلك الألعاب التي قضت، عمليًّا، على قدرة الشبيبة والنشء على الحركة: تدخل طائرة أو قاطرة فلا تجد من بين المسافرين على متنها من يعرك أي اهتمام، فلا يتجشم أي منهم عناء رفع ناظريه من هذه الشاشات الساحرة لإلقاء نظرة على وجهك! يشبه الناس هنا القطعان في المراعي، إذ لا ترفع رأسها عن الحشائش قط: هي مطأطئة الرأس دائمًا.
هذا شكل مريع من أشكال الرأسمالية لأنه يهيمن عليك وعلى ذهنك على نحو لا شعوري، كما تفعل أنت وأنا بين ساعة وساعة عندما نفتح صفحاتنا على ما يسمى بـــ”الفيس بوك” كي نتابع ما يمور به من كل شيء، بل وحتى من السخافات والتفاهات والبذاءات للأسف. أنت لا تدفع مالًا للـشركة التي تدير الــ”فيس بوك” قط، لذا فإنك تعد ما تفعل شيئًا غير ضار. ولكن عليك أن تدرك من الذي يدفع المال لتدوير وإدامة شركة “الفيس بوك” إنها الشركات الكبرى التي تستفيد من الإعلان والدعاية، ومن استعبادك بهذه الطريقة وتكبيلك بالشاشات الإلكترونية في تمرير ما تريد من شاشات الهاتف الذكي إلى الحاسوب (الكومبيوتر) الذي أضحى متاحًا، حتى بالمجان، في كل مكان من المكتبة إلى المقهى ومن غرفة النوم إلى منضدة العمل. إنه يستعبدك، فلا يمكنك أن تقاوم القوة التي تشدك إلى ما يسمى بالـ”Apps” كل بضع دقائق لترى هل وصلت إشارة من هذا أو من ذاك لأنك إن لم تدقق من آن لآخر، فانك ستشعر بالقلق مما قد فاتك وربما تحس بالفراغ. هذا بكل دقة هو ما يسلب عقول نشأنا من الصبيان والصبايا الذين تختطفهم الألعاب الإلكترونية التي لا بداية ولا نهاية لها، عبر ما يطلق عليه اليوم عنوان gamefication ، فتشل عقولهم الفطنة في دوائر مفرغة من الألعاب والحيّل اللامجدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق