الاثنين، 10 أبريل 2017

قراءة في قصة الوسادة العجيبة ، للأديبة حنان جبيلي عابد


       بقلم   : سهيل  إبراهيم عيساوي

قراءة  في  قصة الوسادة  العجيبة ،  للأديبة  حنان  جبيلي عابد
       بقلم   : سهيل  إبراهيم عيساوي
قصة  الوسادة  العجيبة للكاتبة حنان جبيلي عابد ،اصدار خاص 2016، تقع  في 24  صفحة من الحجم  الكبير ، رسومات جميلة  للفانة منار  نعيرات .
تدقيق لغوي  للدكتو  صالح  عبود .
 القصة : تتحدث القصة عن  طفل صغير اسمه طارق ، عندما أراد ان يخلد  للنوم وأغمض عينيه ، سمع صوتا يناديه ويقول له " أنا هنا ، انهض من سريك وستراني " ، طارق بدوره  قفز من سريره ، فرأى وسادته  قد تحولت الى غيمة  بيضاء صافية ، واسمها  ديمة ، أوضحت له انها  أتت  لتلعب معه ، وتستطيع  ان  تتحول  لأي شكل يريده الطفل ، طبعا طارق  طلب منها ان تتحول الى مثلث ثم مستطيل ، ودائرة ، مربع، وأوضحت له انه باستطاعتها  أن تتحول الى مخلوقات عجيبة ،  لكن  طارق أوضح  لها يخاف من الأشكال الغريبة، فعرضت عليه أن يختار ، فاختار الحصان ، أعتلى صهوة الحصان، وانطلق من الغرفة الى السماء عاليا  وشاهد الحي والجيران والمدرسة ، وشاهد الغيوم ، فغمرته السعادة ، واخذ  يضحك دون توقف ، ثم تحولت الغيمة الى جميع الأشكال التي طلبها من نشر وفيل وزهرة وشجرة ، ثم قررت الغيمة ديمة ان تعود ، لكن طارق بدأ بالبكاء  والخوف سيطر  عليه ، فهدت من روعه بان تحولت الى قوس قزح  والأطفال  كما  الكبار يحبون  قوس قزح بلوحته العجيبة ، فانزلق  طارق الى غرفته  وهو فرح ، فوجد نفسه داخل الغرفة وعلى سريره ، وعادت ديمة كما  كانت وسادة تحت  رأسه .
ما  الجديد  في  قصة الوسادة  العجيبة
-         نجحت  الكاتبة حنان  جبيلي عابد ،  في طرح  موضوع  جديد ، بصورة  سلسلة ، بلغة جميلة ، ملائم  للأطفال .
-         الفنانة منار نعيرات ، نجحت في التماثل  الكبير مع  نص  القصة  إضافة حياة  جديدة للقصة ، وتظافرت  جهودها مع  جهود  الكاتبة في  إيصال  رسالة واحدة للقارئ ، فجاءت الرسومات متناغمة مع روح  النص وابعاده .
-          افلحت  الكاتبة في انهاء النص  بخاتمة سعيدة  ، ومفتوحة ، تترك  للطفل الكثير من  الاستفسارات ، والرغبة في المزيد  من  الاحداث .
-         التلاعب بحجم  وشكل ولون  الخطوط ، خدم  النص وانسياب القصة ، وساهم في تبسيط القصة لجيل الطفولة  المبكر .
-         الانتقال  السريع  بين   الخيال والواقع  من  خلال  مد جسر دقيق  بينهما .
-         تفكير الطفل بسعادة اللحظة ، مقارنة  بالكبار الذين يفكرون في استغلال الخوارق للأمد الطويل مثلا في  قصص مصباح  علاء الدين  والفانوس  السحري  حيث يطلب من  خادم  المارد الغنى الفاحش، بينما طارق طلب من  الغيمة ديمة  ان  تتحول الى اشكال عجيبة وتحلق  به حول  الحي  والمدرسة والسهول والجبال .


رسالة الكاتبة
-         توسيع خيال الطفل ضرورة  ملحة في أدب الطفل من خلال تخيله  الاشكال  الكثيرة والغريبة وتحول الوسادة الى غيمة ثم الى ما يريد الطفل طارق .
-         تعريف الطفل على الاشكال الهندسية : مثلث ، مربع ، مستطيل ، دائرة .
-         الطفل كائن بشري له مشاعر طبيعية كالفرح والحزن والسعادة ، وفق الأحداث التي تواجهه تكون مشاعره يشكل حر دون رتوش او مواربة .
-         تقوية شخصية  الطفل من خلال مبادرته واقتراحاته على الغيمة ديمة.

ملاحظات :
-         حاولت الكاتبة  إضفاء الفكاهة من  خلال القصة  مثال ص 16 ، " فبدأ يضحك دون  توقف "  تظهر الصورة  غير سلسة تبدو بتدخل الكاتبة .
-         صفحات الداخلية للقصة غير مرقمة .
-         العنوان " الوسادة  العجيبة "  على غرار قصة " القداحة العجيبة "  من الحكايات  العالمية    للكاتب  هانز كريستيان اندرسن ، حبذا لو دمجت اسم  البطل الطفل طارق في العنوان  لكان  افضل مثلا  " طارق  والوسادة العجيبة " أو  "وسادة  طارق  العجيبة "

خلاصة :  قصة الكاتبة  حنان جبيلي عابد ،  قصة  موفقة لجيل الطفولة المبكرة ، تحمل عدة رسائل إيجابية ، تهدف لتنمية خيال الطفل وصقل  شخصيته من  خلال تعبيره  الحر عن مشاعره واخذه  زمام المبادرة من خلال  اقتراحاته والتعبير عن  رغباته . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق