السبت، 30 مايو 2015

قراءة في قصة حيفا والنورس - تأليف توفيق فياض ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي

قصة حيفا والنورس ، للكاتب توفيق فياض ، اصدار دار الهدى للطباعة والنشر كريم ، تقع  القصة في  26 صفحة ، بدون تاريخ نشر ، رسومات هنرك خيلينسكي .


القصة :  تتحدث  عن جد يسكن في بيت من الصفيح  على شاطئ بيروت ، وعن بنت صغيرة اسمها حيفا ، لا تحب بيتها كثيرا لانه حار في  الصيف وبارد في الشتاء ، ترافق حيفا جدها في رحته عبر قاربه الصغير لصيد الاسماك ، في احد الايام لم يأخذها معه وقال لها ساذهب بعيدا  اليوم  "هنالك حيفا ثانية خلف  البحر ، جميلة مثلك وتنتظرني دائما " ، حيفا  الصغيرة حزنت زظنت ان جدها  العجوز يحب فتاة اخرى اسمها حيفا ، لكن طائر  النورس الذي يحوم حولها دوما  وضح  لها  الامر ان هنالك مدينة اخرى اسمها حيفا ، ودها ولد وترعرع بها  لذا هي  تحمل  اسمها ، فقد  عندها  فرحت حيفا  الصغيرة ، جلست على الشاطئ تحلم  بحيفا الثانية . 

 توظيف الادب في خدمة السياسة : 

من  خلال قصة الكاتب الكبير توفيق فياض ، يطرح باسلوب ادبي شيق قضية انسانية ، بلا ضجيج ، حيفا  الصغيرة لا  تحب بيتها في بيروت ، لانه  من  الصفيح ، خار في  الصيف وفي الشتاء تتسلل اليه مياه  المطر ، كما  يبدو هي  اشارة لظروف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والشتات ، والقيود المفروضة عليهم حول البناء ، والعمل ، وحرية التنقل . والطفلة السمراء ، تحمل  اسم حيفا ، لان  الجد الطاعن في السن يحب حيفا موطنه  الاصلي ، التي تعانق البحر المتوسط ، كذلك بيروت ، لذا يحب  الصيد والبحر وطيور النورس . 

 حيفا الطفلة : علاقتها  حميمة مع  جدها ، ياخذها دوما معه ، يركبان البحر عبر القارب  الصغير ،  يصارحها بحبه ، وربط بينها وبين حيفا  مدينته ووعدها بالعودة والحديث عن حيا عندما  يعود.
الجد : صفاته حنون ، يحن الى الماضي وحيفا ، فقير  كغالبية الناس  الذين يتركون اوطانهم ، يحب حفيدته ،
طائر النورس ، قام  الكاتب بتوظيف  الطائر ومنحه دورا ايجابيا ، منذ بداية  القصة كان يرافق الجد والحفيدة ، 

في  عمق  البحر ، قام بتوضيح الامر ومنعا  للبس للطفلة ، ايضا يحب حيفا ، رافق الجد في  رحلته  الى حيفا .
لماذا  قرر  الجد الذهاب الى حيفا ؟ ربما  الحنين والشوق يشده  الى حيفا ، ربما لن ينتظر اي  تسوية سياسية ليعود  الى  حيفا ، هو وعد بالعودة الى بيروت  ليحدث  حفيدته ، لا  نعرف  هل  سوف  يصل الجد  الى  حيفا  ام  لا ؟ لان قاربه صغير وهو طاعن في السن ، والبحر هائج وخطر ، هل ذهب ليعود ام لا ؟ لماذا  لم يصحب حفيدته ؟ هل  لصغرها ام لخطورة  الموقف والبحر . 

خلاصة : قصة رمزية ، نجح الكاتب في  طرح قضية سياسية وانسانية باسلوب ادبي جميل ،اللغة جميلة تكثر فيها الاستيعارة والتشبيه  مثال   :" عندما اختفى خلف  الموج" وفي  اخر  القصة   " وحين مالت الشمس الى المغيب ، وتعلقت فوق البحر مثل برتقالة"    ، لا  ابالغ  اذ  قلت  ان  لكل  كلمة وظيفة وايقاع واهمية . ينهي الكاتب قصته بنهاية مفتوحة ممكن فهمها  على اكثر ن  اتجاه . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق