الثلاثاء، 2 أبريل 2013

قراءة في قصة حسان صديق الحية ، تأليف ميسون اسدي ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي

حسان  صديق  الحية ، قصة  للاطفال   من تـأليف  الكاتبة  ميسون  اسدي ، رسومات فينتا تنئيل   ، تدقيق  لغوي الاستاذ جورج جريس فرح ، اصدار  دار  الهدى  بادارة  عبد  زحالقة ، الطبعة  الاولى  2012  ، يقع  الكتاب  في 28  صفحة  من  الحجم  المتوسط  غلاف  سميك    صفحاتها  الداخلية ملونة  ومزينة  بالرسومات   الرائعة .

القصة  :  تحكي  القصة  حكاية  حسان ذلك  الفتى  الموهوب  في  عدة مجالات ، من  بينها  العزف  على  الشبابة ، بالرغم  من انه  لم يكن  من  الطلاب  البارزين في  المدرسة  الا  ان  الجميع احبه لتميزه  في   مجال  عزف  الشبابة  فاتحف  الطلاب  في  الحفلات  المدرسية والاستراحات بانغام شبابته  ،  زاد  اهتمام حسان  بالشبابة  وخاصة  عندما  شاهد برنامجا  تلفزيونيا عن  ذلك  الرجل  الهندي  البسيط   الذي   يعزف  والحية  ترقص  على  انغام  الشبابة ، وكي  يجدد  له  والده  حاسوبه القديم  باخر  جديد  ومتطور ، اشترط  عليه  والده  ان  يوفر  نصف  الثمن ،  فعمل  حسان  في  اسطبل جاره القريب  من  البيت خلال العطلة  المدرسية ، هناك  صادف  افعى  غير  سامة  في  النهاية  وضعها  في  كيس  خيش  وعرضها  امام  الاصدقاء  الذين  لم  يكونوا   يعلمون  ان  هنالك  افاعي  غير سامة  وممكن  ان  تكون  صديقة  الانسان  ، فتبدد  خوفهم من  افعى  حسان  وراحوا  يلاطفونها   بشغف  وحب  في  الاستكشاف ، وتعاهدوا   على  انشاء جمعية للدفاع  عن  الحيات وصمموا  لها  شعارا  خاصا عبارة  عن  شكل  افعى .

رسالة  الكاتبة  :  الكاتبة  ميسون  اسدي  من  وراء  القصة  غرست  عدة  اهداف  تربوية  بصورة  جلية  لتصل  الى  الاهل  والاطفال  والمجتمع  .

- ان  90 بالمائة  من  الحيات  غير  سامة  ولا  يجوز  التعميم  ووتعريضها  للاذى  من  قبل  الانسان،لهذا  امطرتنا  الكاتبة  بزخات  من  المعلومات  الدقيقة عن  الحيات ،مثل  مكانتها  اليوم  بالهند  فهي وسيلة للترف والغناء والفرح ،الحية  لا  تقوم  بايذاء  الانسان  اذا لم يات  بحركة مفاجئة ، او  اعتدى  عليها او  عبث بجحرها او  اقترب  من صغارها ،   صوتها  فحيح    وتعيش  في جحر ، لا  تقاتل  الا  للدفاع  عن  النفس لا تعتدي  لمجرد الاعتداء  والبطش  وفي  مصر القديمة  كان  يتم  تبجيل الافاعي   والدليل   ان  بعض  الالهة  اتخذوا  لانفسهم  صورة  الحية ، وعثر  الاثريون  على  معابد   للافاعي   وان  في  اليونان كانت  الحية  الهة  الطب  واسمها اسكليبيوس ، وما زالت  الحية حتى  يومنا  هذا شعارا  للطب  والصيدلة في جميع  انحاء  العالم .جلدها  ناعم ،  في  النهاية  تقترح  الكاتبة  تؤسيس جمعية  لحماية  الحيات  ولزيادة  الوعي  لدى  الناس  لان  الجهل  عدو  الانسان .
-  الحاجة  الى  ملاحقة  التكنولوجيا  ، فوالد  حسان  اشترى  له  حاسوبا جديدا  ليعرف  الابن  المزيد  عن  الحياة ،  طبعا  من  المفروض  توجيه  الاولاد  لاستغلال  التكنووجيا  لاغراض سامية  وايجابية لخدمة  العلم  والمعرفة .
-    تمنية  الموهبة :  من  المهم  تنمية  وتغذية  الموهبة  لدى  الاطفال  وليس  بالضرورة  صاحب   الموهبة  هو  طالب    متفوق  في  دروسه   وهنا  اشارة  للاهل  والطلاب  والمدرسين  بمنح  الفرص  لكل  طالب  ليعبر  عن  نفسه  وينمي  مواهبه  وحسان  وجد  التشجيع  من  المدرسة  والبيت  والاصدقاء .
-  ضرورة  تحمل  المسئولية  من  قبل  الولد  في  المجال  الاقتصادي  فحسان ناصف  الوالد  ثمن  حاسوبه  الجديد .
-  لا  مانع  من  عمل  الاولاد  في  العطلة  الصيفية  لمشاركة  الاهل  المصاريف  شرط  ان  يكون  العمل  قريب  ولا  يشكل  خطورة  على  سلامة   الطفل .
-  اللهو  واللعب  في  المدرسة  ليس  على  حساب  الدروس .
- اهمية  الكتاب  :  رغم  وجود  الشبكة  العنكبوتية ، حسان  استعان بالاساس  بالكتب لمعرفة المزيد  عن  الحيات .
- اهمية  التلفاز  وتاثيره  على  الاطفال 
- ضرورة اكتساب  المعرفة  عن  الامور التي  نخشاها  مثال  هنا  الافاعي   ربما  نغير  افكارنا  اتجاهها
-  ممكن  ان  تحول  العدو  الى صديق  اذا  فهمته  ولم  تقدم  على  التعرض  له 
- بامكان  الاطفال  المبادرة  بامور  حسنة  وخاصة اذا  كانت تشغلهم  فبادروا الى  انشاء  جمعية  ورسم  شعارها .
- دعوة للتعرف على  حضارات  اخرى  عريقة مثل  المصرية والاغريقية والهندية ، كذلك هنالك  اشارات  ثقافية ودينية منها  قصة  ادم  وحواء والافعى.
-  تعريف  بالشبابة : هي  الة موسيقية مصنوعة من  القصب وعلى  جانبها عدة  ثقوب عندما ينفخ  حسان تصدر منها اصوات  حنونة تلامس  القلوب .
اللغة في  قصة  ميسون  اسدي :  تكثر  الكاتبة  من  استعمال  لغة  مكثقة  وجميلة  والامثلة  كثيرة  في  هذه  القصة  :   ص 2  " اصوات  حنونة تلامس  القلوب "  ص 6 " تجمد  في  مكانه " ، وص 6   " اطلت بعنقها الطويل وزحفها  البهي والوانها المتلألئة يزحف  بخط  متعرج " ، وص 6 ايضا  " فكاد  قلبه  يتوقف  عن  النبض "  ، تنأى بنفسها "  ص 9 ،  وص 10  "  استحوذت  افعى  الاسطبل  على  تفكيره "  وص 13 " استل شبابته "  وص 13 "  لم  تصدر صفيرا  او  فحيحا  او  جلجلة " ،    وص 13 " تشقلب بين بالات  القش " وص 14  عزف موسيقاه بروحه "   و ص 14  " انسابت امامه  برشاقة "  وص14 " تعرف  طريقها  عن  ظهر قلب "، وص 17  "ترقص  بجمالها  الاخاذ" ، وص 17  " في  ظل  شجرة الخروب الوارفة "  وص 18  "  بعد  العرض  انهالوا  عليه  بوابل من  الاسئلة "
 وص 21  "  لعب حسان  دور الاستاذ الفقيه " .
   من  هذه  الصور  الكثيفة  والصور  الجميلة  تشير  الى  تمكن  الكاتبة  من  اللغة  وامطارنا   بزخات    من الصور  الشعرية ،  الى حد الاغراق    التي  تزيد  القصة  جمالا . 

ملاحظات  على  هامش  القصة :
-    ص 22  خطأ  مطبعي  في  كلمة بالذات  -
  -  كيس  القماش :  عندما  وضعها  بكيس  القماش  الربط  جاء  متاخرا  قليلا  وبلا  وصف ،  كان  بامكان  الربط  بشكل  افضل  ص 14 .
- اعطاء  اسماء  لاصدقاء  حسان :  الكاتبة  محنتهم  اسماء  في  نهاية  القصة  اجمل  ان تعطيهم   اسماء  وتستمر  حتى  نهاية  القصة او  من البداية  تكرمهم  باسماء  جميلة  وهذا  افضل  طبعا مثال   تقول  ص 18" لكن  قائدهم  اغلق فمه "  وص 21  تمنحه  اسم خالد .
- استعمال  كلمة زمرة  "قائد  هذه  الزمرة من  الطلبة "  لها  مدلولات  سلبية  اكثر  منها  ايجابية ،  ممكن  استبدالها  بكلمات  احلى .

خلاصة :  قصة  جميلة    لها  اهداف  تربوية  واجتماعية  وتعليمية  جمة ، حاولت  الكاتبة  الدمج  بين  النص  الادبي والنص  المعلوماتي ،   ومناسبة  للاطفال, ومثيرة للقراءة   والمطالعة   والدراسة ،  الرسومات  جميلة عكست  تسلسل  الاحداث  وتغيير  تعابير  الوجوه .


صدر  للكاتبة   ميسون  اسدي : 
-    فايقة  ونعسان
- بيت  بيوت

- تيعا تيعا بيتك  بيتك
-  فضائي في  دير
- موعد  مع الذئب
- مكسورة  ايدها
- فتوش
-  حروف  حكاياتي
- الرمان  المر
- تفاحة جلال
- نطنط   نهار
-  كيف  اصبحت  ممثلة
-  حسان  صديق  الحية
حجلة الجبل
مسابقة  الاخوة  الاثني  عشر
- الصرصور المغدور
الحمار زكزوك






                                     الفنانة فيتا تنئيل                  تعاون ونجاح                             الاديبة   ميسون  اسدي     الصورة   من  موقع  بقجة                        


 
       الصورة  عن  موقع  بقجة
الكاتبة  ميسون  اسدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق