الأحد، 21 أبريل 2013

قراءة في قصة ابي في بيت وامي في بيت ، تاليف عواطف بصيص أبو حيّة ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي

أبي  في  بيت  وأمي   في بيت   ، تأليف  عواطف بصيص أبو حيّة، بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي ،    رسومات لؤي دوخي . اصدار : مكتبة كل شيء  2012



القصة :  تتحدث  القصة  عن مشكلة تكتسح الوسط  العربي  بصورة جنونية ،  رامي طفل يعود  من  المدرسة ويسمع المحادثة بين  الوالدين  ، كما  كان  يسمعها  من قبل  في  البيت  دائما  تعلو  الاصوات وتترك  الام  البيت  لايام  عند بيت  اهلها  ثم تعود ، تطلع الام  الولد  على  ما  حدث  وعلى  الخطوات  المستقبلية ،  الاب سوف  يترك  البيت وتظل  الام  والابنة الصغيرة ورامي  في  البيت ،تراود  رامي عدة افكار  " أَخَذْتُ أَسْأَلُ نَفْسي الْكَثيرَ مِنَ الْأَسْئِلَةِ: أَيُّ حَياةٍ تَنْتَظِرُني بَعْدَ الْيَوْمِ؟ كَيْفَ سَأَتَمَكَّنُ مِنَ الْعَيْشِ بِدونِ والِدي؟ مَنْ سَيَأْتي إلى الْـمَدْرَسَةِ لِيَسْتَلِمَ شَهادَتي عِنْدَ نِهايَةِ السَّنَةِ الدِّراسِيَّةِ؟ كَيْفَ سَأَحْتَفِلُ بِعيدِ ميلادي بِدونِهِ؟ ماذا سَأَفْعَلُ عِنْدَما أَقْلَقُ لَيْلًا أَوْ أَسْتَيْقِظُ فَزِعًا مِنْ حُلُمٍ مُرْعِبٍ؟ فَكَّرْتُ في نَفْسي كَثيرًا، وَفَكَّرْتُ بِهِما... لِـماذا لا تَنْتَهي مَشاكِلُ الْكِبارِ بِسُرْعَةٍ وَسُهولَةٍ مِثْلَما تَنْتَهي مَشاكِلُ الصِّغارِ؟ أَلا تَكْفي كَلِمَةُ «آسِف» لِيَعودَ الْكِبارُ عَلى عَلاقَةٍ حَسَنَةٍ مَرَّةً أُخْرى؟ يا إلهي! كَيْفَ سَتَكونُ حَياتي مِنَ الْيَوْمِ وَصاعِدًا؟ تَرَكَ أَبي الْبَيْتَ، وَأَخَذَتْ تُراوِدُني مَشاعِرُ الْخَوْفِ وَالْقَلَقِ دَوْمًا."
  لكن  الامور   سارت  بعكس  ما  توقع ، يتحدث مع  والده كل يوم ويحتفل بعيد  ميلاده مرتين مرة  مع  الوالد  ومرة  مع   الوالدة ،صحيح  ان  رامي كان  يود  ان لا  ينفصل الوالدين  لكن  هذا  حال  الدنيا  .


رسالة  الكاتبة : الكاتبة  عرضت  الواقع  بلا  رتوش ،  من  حيث  حالات  الطلاق المتفشية ، لكنها  حاولت تجميل  الواقع ومنحه صورة  جميلة وتقبل  الطلاق  كامر عادي واجراء روتيني ، غير معقد ،  لم  تقع مشاكل بين  الاب  والام  خلال فترة الانفصال ، الاولاد  لم  يتضرروا ، بل  انتظمت  الامور مثل  الساعة الالمانية ، محبة  رامي لوالديه  ظلت على  حالها ، تنصح الكاتبة  باستغلال  الامور  الايجابية من  الامور  السلبية  التي وقعت ،  وتتمنى على  لسان  الطفل  لو  كان  الكبار  يفكرون  مثل  الصغار  بلا  احقاد وتسامح ،  اشارة  ان  الكثير من  حالات  الطلاق  يمكن تفاديها .  الكاتبة لا  تحاول محاربة ظاهرة  الطلاق  انما تقبلها كما  هي  ومحاولة  تجميلها  واستغلالها بشكل  ايجابي وقد  يكون  الطلاق في  حالات كثيرة حلا  للطرفين  والملاذ  الاخير، وان الطلاق ليس  نهاية  العالم ، بل  هنالك امكانية للتعايش مع  الطلاق واستخراج العسل من العلقم .

صدر  للكاتبة : 









ملاحظات  على  هامش  القصة :  هنتاك  تخوف  ان  يفهم  ان  قصد  الكاتبة   هو اعطاء ضوء  اخضر  للازواج للراغبين  في الانفصال والطلاق ، لان  بعضهم يردعهم خوفهم على  مستقبل  اطفالهم  ،  وفق  القصة يربح ايضا  الطفل  من  الطلاق  من  خلال الاحتفال بعيد ميلاده مرتين !!  بالمقابل  خسر  العيش  تحت  سقف واحد  مع والديه ، خسر الحنية والدعم المعنوي والنفسي وايضا  المادي ، صحيح  ان  الكاتبة صورت  الظاهرة  من زاوية اخرى  لكنها  لم  تحاول  منعها من  خلال  استغلال الاطفال كجسر  للحل  او  ضغط  الاقارب   او  الدين او  المجتمع ، في الواقع  اصبح  الطلاق في  الاسرة هينا وممكنا بكل  سهولة  وسط تصفيق وتشجيع من  المحيط وسط تبريرات رخيصة ، والخاسر الاكبر هم الابناء الاطفال الابرياء  ، سوف يتوزع  قلبهم بين الاب والام والخالة وزوج الام ، والكل  يحاول استغلالهم ، الام  قد تطلب الاموال  الطالئة من  مطلقها  لتربيتهم  والاب يحاول ان  يثبت  دوما  ان  الام  لا  تقوم بدورها وهنالك اهمال بحق  الاولاد ، اضف الى ذلك  التحريض من  كلا  الطرفين  الواحد  على الاخر .    القضية ليست  بهذه  البساطة   كما تم  تصويرها  في القصة ،  ربما  لدى  مجتماعات  اخرى  للطلاق صورة  اكثر  وردية هنالك  تفاهمات  تنفذ ووعود  تحترم وحقوق  الاطفال    تحترم بصورة افضل  بعد  الطلاق ، لكل  للاسف  في  مجتمعنا  العربي مفهوم  الطلاق خاطئ لدى  الطرفين اضافة الى  تدخل  الاقرباء والجيران  في  القضية  مما  يزيدها  تعقيدا  وضياعا . . القصة قد  تكون مناسبة اكثر  للعائلات التي قد عبرت الى  مرحلة الانفصال ، الانفصال هو  ليس نهاية الكون ، انما  هنالك  حياة  تستمر  للاب والام والاولاد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق