الأربعاء، 24 أبريل 2013

قراءة في قصة نطنط نهار ، تأليف الكاتبة ميسون اسدي ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي

نطنط  نهار :  قصة ميسون  اسدي ، معدة للأطفال ،   رسومات الفنانة القديرة فيتا  تنئيل ،  تدقيق لغوي  الاستاذ جورج جريس فرح ،  اصدار أ دار  الهدى - كفرقرع بإدارة عبد زحالقة ،سنة الاصدار 2012 ، تقع القصة  في 28 صفحة  من  الحجم المتوسط ، غلاف سميك  مقوى وصفحات داخلية ملونة ومزينة بالرسومات .  

القصة : 
   من  بحر الخيال المحض  وهي حكاية عن جنية اسمها " نطنط نهار " وهي  فتاة  جميلة  تعشق الحياة  بشدة  منذ نعومة  اظافرها ، قبل  زواجها  المقرر  من  ابن  عمها " خمخم أمان "  ووفق قوانين الجان  عليها  ان  تمر  بعدة  مراحل  لتصبح جاهزة للزواج ودخول العش  الزوجية ، عليها  القيام  برحلة حول  العالم  للتعرف على الجفرافيا  وطبائع  الناس  والجن ، تصادف خلال رحلاتها مجموعة من البشر وتستغرب من تصرفاتهم،  صادفت  احد الاطفال  يتعرض  للظلم من  قبل اترابه ، عندها طلبت  نطنط نهار من  ملك الجان تحويلها الى  طفل صغير لتستوضح سبب توجع الطفل وسبب الاعتداء  عليه ، عرفها الولد على  نفسه وعلى  اهل  قريته " شرشرة "   وعن   النظرة الفوقية لبعض المجموعات على مجموعات أخرى، مما يولد التفرقة العنصرية، الأمر الذي ينتقل إلى الصغار دون أن يعرفوا لماذا لا يحبون الآخر المختلف. وبطريقة الجنية السحرية تقوم بحل المشكلة بعد أن فقد الجميع حاستي النظر والسمع.. ،  فلا  يمكن للصغار ان يسمعوا ما  يتفوه به الكبار ، ولا  تتلوث افكارهم  ، ولم  يعد بوسع كبار  السن من الفئتين  التمييز بين قوم وقوم ، بسبب العمى الذي اصيبوا  به بتوجيه  من  الجنية  التي وضعت  لهم القطرة العجيبة في  ماء  البئر ، فعاد الاولاد يلعبون معا  في المدرسة وانقضى عهد  التميز الى  غير  رجعة ، ثم  تذكرت  بعد فترة من  الزمن ان  تضع  لهم  القطرة  السحرية  في  عين الماء ليعود  البصر والنظر  الى  اهل  القرية لتعم  السعادة   . واما  هي  تزوجت  من  حبيبها وخطيبها ابن  عمها  واقيم  لهما  عرس  كبير، ولا  يزالان يعيشان معا  بسعادة وهناء  ، وكذلك  اهل  قرية شرشرة يرتعون بالسلام وامان الى  يومنا  هذا .   
 
 
 
رسالة   الكاتبة  :  -  وجوب  القضاء  على  ظاهرة  العنصرية المتفشية بين  الناس  على اختلاف اجناسهم  ،لان الناس سواسية كاسنان المشط ،  وتوصلت  الكاتبة  الى  حقيقة مرة  ومفادها  ان  الاطفال  الصغار  ينفذون ما  يقوله  ويفكر  به  الاهل  الكبار ،  لذا  قررت  في  البداية ان تجعل  جميع  اطفال  القرية  يفقدون حاسة السمع  لفترة  زمنية  ثم  فقد  الكبار  البصر فلم  يعد  احد  يميز  بين  طفل  وطفل  وشخص  وشخص ، وهكذا  تم  حل  البغضاء والنظرة  الفوقية لمرة  واحدة  والى  الابد ، لذا الكاتبة  تشير بوضوح  انه  من  اجل  القضاء على العنصرية والتميز  ربما نحن بحاجة  لقطرة  سحرية  لم  نتوصل  اليها  بعد  ،  لكننا يجب  ان نخاطب جميع  فئات  المجتمع  لكنه  لا  يعقل  ان  نعلم الصغار  في  المدرسة ، والكبار  يلوثون افكارهم  في  البيت فتنقل عدوى الافكار  الخاطئة من  جيل  الى  جيل  . لذلك  من خلال  الجنية  ورغبتها  في  الزواج   من  المهم  اختيار  الزوج المناسب بنفسها  والتريث بموعد العرس قدر  المستطاع  حتى تتعرف على طباع  الناس وتغترف من  ينابيع  الحياة وتجارب  البشر ،  لذا  تزوجت  من حبيبها  الذي  انتظرته  وانتظرها  طويلا  اشارة الى  الوفاء والاخلاص .
 
 
ملاحظة  على   هامش  القصة :  ورد  في القصة  ان  عمر  الجنية التي  كانت  تستعد  للزواج من  حبيبها وكان  عليها  اجتياز  عدة مراحل  وفق  قوانين الجان هو  ثلاث عشر عاما  ، هو  سن  المراهقة  ،  نخاف ان  يفهم  انه  ايضا  هو  سن  التفكير بالزواج لدى  البشر وخاصة عند الفتيات ، ايضا  الكاتبة لم  تحدد  كم بلغ  سن نطنط  نهار عندما دخلت العش الزوجية .   
 
خلاصة  : الكاتبة ميسون  اسدي في قصتها نطنط نهار تطرح قضية جوهرية وشائكة ، تصرخ يوميا امام  البشرية ،وهي النظرة الفوقية والعنصرية عند بعض الفئات وكانهم خلقوا   من مادة اخرى وهذه  الافكار المسمومة  تنتقل من  جيل  الى جيل دون  ان يتم  وضع حد  لها ، والكاتبة استغلت عالم الخيال  لطرح المشكلة وايضا  حلها  طبعا لم  يكن  واقعيا ، لكنه حلم كل واحد  يؤمن بالخيروالسلام والعدل.                      
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 غلاف  الكتاب
 
 
 
 
صورة  الكاتبة  ميسون اسدي   والفنانة  فيتا تنيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق