الجمعة، 17 يونيو 2016

قراءة في قصة "ياسمين والوحش" للأديبة عبير الطاهر



    بقلم  :  سهيل إبراهيم عيساوي

القصة   من  تأليف  الكاتبة الأردنية عبير الطاهر ، رسومات ملونة  وجميلة للفنان أديب مكي ، اصدار دار المنهل ، (بدون تسجيل سنة اصدار ) ، تهدي الكاتبة قصتها  الى "  دارة الطاهر .. وابنتي ياسمين " ، تقع  القصة في 24 صفحة من  الحجم المتوسط .

القصة :  بسبب هطول الأمطار قررت ياسمين بعد  التشاور مع  أمها اللعب بالألوان  بعد أن وضعت المريول ، رسمت أخاها الصغير يشد شعرها ،والشجر والبيت ، عندما ملت  من الرسم ، لونت وجهها بالون الأحمر رأت وجهها مخيفا ، فشعرت بالفرح والرضى وصبغت يدها باللون الأسود ، دخلت غرفة أخيها الصغير وقالت له  أنا  الوحش لكنه ضحك وعرفها ، كذلك حاولت  دب الرعب في  قلب قطتها لكن القطة لم  تكترث بالأمر ، فقررت الذهاب الى الأم لتغسل وجهها ويدها ، كانت الأم تقرأ  كتابا ، فتظاهرت الأم بالخوف " وحش وحش يا  الهي  من  أين  جاء  الوحش "  هنا  ضحكت  ياسمين من  الأعماق  وعانقت  أمها .

رسالة  الكاتبة  :

-         منح  الأطفال فرصة للتمثيل والمرح  وعدم التعامل  معهم ككبار بل  منحهم فرصة التمتع بالطفولة وشقاوتها وحلاوتها وبساطتها ونكهتها  البرئية والصافية .

-        تشجيع  المطالعة ، الأم  خلال وقت فراغها  كانت تعانق وتتصفح  الكتاب  لتكن  قدوة لطفلتها  لم تصورها  الكاتبة منهمكة في  المطبخ او نائمة  أو تحتسي القهوة مع  جارة ثرثارة نمامة .

-         الغيرة والعنف بين  الاخوة ، الأخ  الأصغر يشد أخته  من شعرها ، ورسومات الأطفال  تعبر عن واقع .

-        الرفق بالحيوان ، في بيت ياسمين قطة تعيش برخاء واحترام   نائمة على كرسي، والقط كائن ذكي ، يعرف  ما  يدور حوله .

-        تصرف الأم الحكيم وقلبها  الواسع ، بالرغم ما قامت  به  ياسمين من  الرسم على وجهها وصبغ يدها بالون الأسود ، وما يترتب على الأمر من فوضى واتساخ للملابس والأرضية ،  لاحظنا الأم لم تعاتب، لم تضرب ،لم تصرخ في  وجه ياسمين ، بل عانقتها بحنان ومحبة وتفهم لاحتياجات الطفولة الطبيعية، والرغبة في اللعب واللهو والتجريب لصقل شخصية طفل مثابر مفكر يحب الحياة.

-        الاقتصاد والاستحداث ، ذكر في  القصة أن الطفل الصغير كان  يلعب بسيارته  القديمة ، وهنا  رسالة  للأهل والمجتمع أن  الطفل يمكنه اللعب بألعابه القديمة ويستمتع بها ، وليس بالضرورة شراء لعب جديدة كي ندخل الفرحة لقلبه ، أيضا  ضرورة  محافظة الأطفال على ألعابهم الخاصة فيمكن لهذه الألعاب  البقاء لمدة زمنية طويلة .

-        دور الأب في  القصة  قام  بشراء جزمة حمراء لياسمين  دلالة  على اهتمام الأب بذوق  صغيرته ، الجزمة الحمراء إشارة لقصة "ليلى الحمراء "

خلاصة : قصة ياسمين والوحش ، قصة ناجحة للكاتبة عبير الطاهر ، وعنوان موفق ، والعنوان عتبة النص ، نجحت  المؤلفة في جذب واستفزاز القارئ ، وشده حتى نهاية القصة ، كما انها طرحت حزمة من  المواضيع ، الرسائل القصيرة الخاطفة الاجتماعية والاقتصادية ، أسلوب الكاتبة سهل  ومفهوم وممتع ، الرسومات عكست وكملت النص بدقة متناهية ، الكاتبة عبير الطاهر ، مجربة وصاحبة خبرة وأوسمة في  مجال أدب الطفل .

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق