الجمعة، 10 يونيو 2016

قراءة في قصة " ملك الغابة " تأليف حنا أبو حنا - بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي



قصة "ملك الغابة "، تأليف  الأديب والشاعر المخضرم حنا أبو حنا ، رسومات رعد عبد  الواحد ، تقع  القصة في 38  صفحة وهي غير مرقمة ، اصدار مكتبة كل شيء  سنة الإصدار 2016،  طبعة خاصة لمشروع مكتبة الفانوس والتي توزع مجانا على عشرات  الاف  الأطفال في  الروضات ، بهدف  تحبيب  الأطفال بالكتاب ومشاركة الاهل في  عملية القراءة  لأطفالهم   كما  تحتوي على بعض الفعاليات المقترحة للقصة .

القصة : تتحدث  القصة عن الأسد ملك  الغابة ، الذي يشاهد الحيوانات  المختلفة كالقيلة  والغزلان  والنمور  فيقول انه  اقوى منها وملك  الغابة ويستطيع افتراسها  وأن  الحيوانات  تهابه  وتخاف  منه ، وعلى شاطئ النهر كانت بعوضة تفتش عن طعام  عندما  سمعت  زئير الأسد  اقتربت من ذبابة  وقالت  لها " ما رأيك  في  هذا  الأسد "  قامت الذبابة والبعوضة بإزعاج الأسد  بطنين قوي ، ودخلت الذبابة فتحة منخاره  فاراد قتلها فضرب انفه بقوة أما البعوضة فدخلت في اذنه  ولسعته بإبرتها  فقفز وزأر متوجعا ، وتنتهي  القصة  " ووشوشته  البعوضة ، قل  لي من  هو ملك  الغابة " ؟.


رسالة   الكاتب : 

-         تتحدث  القصة  عن تعجرف والتكبر والتجبر  ، والاستخفاف بالأخرين ، الأسد  استخف بالفيل رغم ضخامته والنمر رغم قوته  وسرعته ، بالغزال  الجميل  والسريع  اصابه الزهو بزئيره  الذي   خافت  وجفلت  منه  حيوانات  الغابة ، ولم  يتوقع  أن  تأتيه  المصائب  من  اصغر المخلوقات  كالبعوضة والذبابة ، حتى اصبح زئيره حزينا  واخذ يقفز كالمجنون  متوجعا ، فعلينا  عدم الاستخفاف بقدرات الاخرين ومها كانوا ، فالحكمة قد  تأتي من  شخص  غير  متوقع  .

-         عدم انكار  نعم  الله  علينا .

-         التعاون  سر  النجاح .

 

-         التواضع  نعمة ، كما  قال  الامام  علي  كرم  الله  وجهه  " التواضع  نعمة  لا  بفطن لها الحاسد " . التواضع  قوة  بعناية ربانية .

 

-         صغر   حجم  المخلوق لا  يعني  ضعفه ، قديما  كان  العرب  لا  يعرفون قيمة البعوضة فهي  كائن صغير لكنها  خطيرة بلسعتها ،بالأمراض  التي يمكن  ان  تنقها  الى الانسان فتفتك به     تنقل طفيليات العديد من الأمراض  مثل، مرض الملاريا  والحمي الدماغية وغيرها ، وهنالك نحو 2000-3000 نوع  من  البعوض ، والبعوضة والذبابة تلقنان الأسد اصعب الدروس ،  حتى أخذ يجر اذيال الهوان والذل ويتألم بشدة   ، ورد في  القران  الكريم في سورة  البقرة

-         " ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ( 26 ) ) 

-          

-          ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ( 26 ) ) 

 

القران  الكريم  حثنا  على التواضع  ونبذ  التكبر

 

 

الآيات الواردة في معنى التواضع:

 

(1) فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {159}

 

(2) لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ {88}

 

(3 وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً {37}

 

(4) وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63}

 

(5) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {215}

 

(6) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {18}

 

احاديث  نبوية تحث  على  التواضع

1) عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني، يومي هذا) الحديث، وفيه: (وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد). رواه مسلم.

 

(2) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من امرئ إلا وفي رأسه حَكَمة [الحكمة: بفتحات: حديد في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه عن مخالفة راكبه ]، والحَكَمة بيد مَلَك إن تواضع قيل لملك: (ارفع الحكمة، وإن أراد أن يرفع قيل لملك: ضع الحكمة أو حكمته). رواه الهيثمي في مجمع الزوائد والبزار وإسناده حسن، والمنذري في الترغيب والترهيب وحسنه الألباني.

 3) عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أخبركم بأهل الجنة ؟) قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: (كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره) ثم قال: (ألا أخبركم بأهل النار؟) قالوا: بلى. قال: (كل عتل جواظ مستكبر). رواه البخاري ومسلم. العتل: الجافي الشديد الخصومة، وقيل: الفظ الغليظ. الجواظ: الضخم المختال في مشيته.



(4) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله). رواه مسلم.


(5) عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها). رواه أحمد في المسند والترمذي وحسنه الألباني.

 

إشارات  ثقافية  وردت  في  القصة :

هذه  القصة تجعلنا  تستذكر  قصة نمرود  الواردة في  القران  الكريم  وفي سفر التكوين  (ونمرود غير مذكور بالقران الكريم بالنص  لكن معظم المفسرين قالوا انه  الملك الذي جادل  النبي إبراهيم الخليل وادعى الإلهية )، استكبر في  حكم  مملكة بابل ، فارسل  الله اصغر الجنود " بعوضة "  التي  دخلت اذنه واسمعته الطنين  القوي حتى صار بضرب بالنعال  حتى  مات .


ملاحظة :  القصة  غير مرقمة الصفحات الداخلية .

خلاصة  :  قصة جميلة  وعميقة ، ملائمة للصغار والكبار رسوماتها  جميلة وواضحة ، توصل  رسالة  قوية للبشر على لسان الحيوانات والحشرات  .

 

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق