الأربعاء، 11 مايو 2016

قراءة في قصة النافذة الثرثارة للكاتب رأفع يحيى - بقلم سهيل ابراهيم عييساوي

قصة  النافذة  الثرثارة  ،  تأليف الدكتور  رافع  يحيى ، اصدار  مركز أدب الأطفال براعم الزيتون ، مكتبة  كل  شيء ، حيفا  2016 ، تقع  القصة  في  30  صفحة ، وهي  غير مرقمة . رسومات   جميلة للفنانة ،هيفاء  عبد الحسين ،  القصة معدة للأطفال من سن 3-8  .

القصة  :تتحدث  عن أم الزوز ، التي تعيش في بيتها بسعادة وفرح ، لكنها  كانت تعاني من مشكلة واحدة  فنافذة البيت ثرثارة ، وتسبب لها المشاكل ، لأنها تخبر الجيران بأسرار البيت ، وتنقل اخبار الجيران ، تحاول أم الزوز بشتى الطرق لجم فاه النافذة لتقلع عن عادتها السيئة ،لكن  سرعان  ما  تعود  النافذة الى عادتها  القديمة ، ف  نهاية  القصة توفق  ام  الزوز في  التوصل  الى حل مع  النافذة التي  ارادت  ان  تترك  البيت وترحل ، حيث  اعادتها  الى  البيت واشترت لها ستارة جميلة وعطرتها برائحة عطرة ، منذ ذلك  الحين  عاشت النافذة بسعادة واحبها الناس .

أسلوب الكاتب: حاول  الكاتب الدكتور  رافع يحيى اتباع  الأسلوب  الفكاهي والساخر ، لإدخال البهجة الى نفوس الأطفال  الذين أزهقتهم  الحياة  ، طعم الفرح ، بسبب ما يدور من ماسي في  العالم  العربي ، وحاول  ابتكار صور ومشاهد مضحكة منها :

- ضحكت النافذة الثرثارة وقالت اذا  سمعت كلام  الجيران سأخبرهم بأنك تشخرين

- ولا تعرفين طبخ  الكوسا

- تضحكين وانت نائمة

- سأغلفك بأكياس  السكر والبطاطا

- فاشترت أ ربعة دواليب وتركت البيت لتتجول في الشوارع .

- اصطدمت  النافذة بصناديق للأسماك .

نلاحظ ان  الكلمات  والمواقف  كانت  ساخرة  أكثر منها  ضاحكة ، كذلك  اختيار اسم  البطلة "أم  الزوز" ، فيه الكثير من الشعبية والعفوية والبساطة والسذاجة .

رسالة  الكاتب :

- أراد  الكاتب  كسر الأسلوب القصصي الرائج لأدب  الطفل، كالوعظ والتربية والتلقين ، وطرح أسلوب جديد يهدف لإمتاع  الطفل  بالقصة وترك بصمة وابتسامة على شفاه الأطفال .

- انتقاد  النميمة والثرثرة  التي تتبعها بعض  النساء في  المجتمع  العربي .

- المحافظة على النظافة .

- البيوت  أسرار ، ضرورة الحفاظ على الأسرار الأسرية .

- ليس كل  ما يقال صحيحا أو ما تراه عيونك بالضرورة يتماثل مع  الحقيقة .

- حبل  الكذب  قصير ، مهما حاول  المرء  أن يظهر عكس جوهره  ، الا أن هنالك  من يعرف الحقيقة.

-  ينتقد  قيام الكثير من النساء بالاعتماد  على المأكولات الجاهزة والادعاء ان هذه  المأكولات  من صنع يدهن !

- يجب ان يتعايش الانسان  مع ذاته ومع  الحقيقة.

- يمكن احتواء الاخر وتقبله بالتفاهم واللطف .

ملاحظات :

-  صفحات القصة  الداخلية غير مرقمة

- الخط  كبير جدا ، وهنالك فراغات بين  الكلمات ( بسبب  ضرورات الجرافيكا )   في  بعض  الصفحات   فقط  ثلاثة كلمات في  السطر .

-  جاء  في  بداية القصة أن أم الزوز تعيش في  سعادة في  بيتها ، ويتضح لاحقا انها لم تكن سعيدة بالمرة بل  تعاني الأمرين ، كان  بإمكان  القول أن تصرفات النافذة  الثرثارة تعكر سعادتها .

- الجيل  المناسب للقصة ، ;كتب الناشر في مستهل  القصة أن  الجيل المناسب هو من 3-8 ، نعتد أن  الجيل الأنسب  هو 7-10 سنوات  ، حسب اللغة والمضمون والأبعاد .

خلاصة : قصة النافذة الثرثارة ، قصة مناسبة للأطفال ، من حيث اللغة والأسلوب والمضامين ،  الفكرة جديدة ومبتكرة ، والكاتب الدكتور رافع يحيى ، صاحب قلم وتجربة عميقة في مجال أدب الطفل ، كما أن الرسومات  جميلة ومعبرة ومنسجمة بشكل تام مع أحداث القصة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق