قراءة في قصة ميمي والصبي الأحدب تأليف : فاطمة كيوان
بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي
قصة ميمي والصبي الأحدب ، تأليف الكاتبة فاطمة
كيوان ، اصدار دار الهدى كريم
2019 ، رسومات حسام الدندشي ، تتحدث
القصة عن ميمي فتاة فائقة الجمال ،
ذات عينين زرقاوين وشعر أشقر ، طويل ينسدل متدليا على كتفها كسنابل القمح ، فطنة وذكية ، تحب المرح مع
اصدقائها في المدرسة ، ترقص
البالي وتغني ، تحظى بدعم
كبير من أهلها ، لكنها
تشعر بالتعالي والغرور على الاخرين ، لدرجة الاستهزاء ، دون مراعاة
شعور الاخرين ، تمس بمشاعر ابن
صفها أحمد ، الذي ولد مع حدبة في
ظهره ، يحتاج الى مساعدة
زملائه في حمل حقيبته
الثقيلة ، لكنه يملك ذاكرة قوية ،
فعال ويشارك في البرامج التربوية المدرسية ، خلوق ، محط اعجاب
الطلاب والمدرسين ، يساعد المدرسين حين تعترضهم مسائل تقنية ، فنية ، مثل اصلاح
هواتف ، أو تنزيل تطبيقات ، أو معالجة مشاكل في حواسبهم ، لذا اطلق عليه التلاميذ لقب "المخ " ، وهذا اللقب كان يزعج ميمي ، خلال
شهر اذار بينما كان الصف منشغل في
التزيين واعداد الهدايا
للأمهات بمناسبة عيد
الام ،قالت ميمي لأحمد " هديتك
محدودة مثلك ، فانت لا تتقن تغليفها ، بالطريقة الصحيحة " مما
ترك جرحا عميقا في قلب
احمد ، فاجهش البكاء ، واخذ يفكر
لماذا خلقه الله بهذه
الإعاقة لكن صديقه سنبل نجح
في دعمه والتخفيف
عنه ورافقه الى البيت للعب
معا على لعبة " البلايستيشن "
أما
ميمي استيقظت على
وقع حلم مفزع ، أن
أحمد رش شعرها بعلبة
الرش السحرية وصورها ونشر
الصورة عبر صفحات الفيسبوك ، وقصت على أمها كيف اساءت لأحمد ، شرحت لها
انها أخطأت بحق زميلها
وانه يتمتع بأخلاق حميدة
ولا يقوم بمثل هذا العمل ، قررت ميمي ان
تصلح خطأها بان بادرت الى احتفال الصف بعيد
ميلاد أحمد ، ونشرت الدعوة
عبر صفحتها على الفيسبوك ، وساعدتهم مربية
الصف على تنظيم
الاحتفال وتزيين الصف وهدية لأحمد مرفقة بصورة فتوغرافية
له وكثير من الامنيات ، وقدمت ميمي
لأحمد الهدية واعتذرت
منه على تصرفاتها وتقبل أحمد اعتذارها ، وأخيرا احتفلوا
بعيد الأم بحضور الأمهات بسعادة وهناء .
رسالة الكاتبة
- - لا يحق لأي
طالب الاستهزاء بالطلاب الاخرين
وخاصة اذا كانوا
أصحاب إعاقة منذ
الولادة
- من المفضل الابتعاد
عن زواج الأقارب وفي حالة زواجهم عليهم اجراء فحوصات
طبية خاصة قبل الزواج لتقليل من
احتمال انجاب أطفال
مع اعاقات
- على الاهل القيام بدور كبير في
توعية ولادهم والتوجيه
نحو القيم الإنسانية
والفضيلة
- التسامح يزيل الكراهية والترسبات بين
الفرقاء ، فقد سامح
احمد ميمي على تصرفاتها
الجارحة نحوه
- صاحب الإعاقة في
كثير من الأحيان
يملك من كنوز
المعرفة والخبرات الكثيرة
، فقط على المجتمع
تطويرها واستغلالها
- للمدرسة وللمربي دور
كبير في الحد من
ظواهر التنمر ورفض الاخر المختلف من خلال
برامج توعية على مدار السنة
- على أصحاب الإعاقة تقبل ذاتهم
وتطويرها ، من خلال اهداء
طلاب الصف لأحمد صورته
الفوتوغرافية.
ملاحظات حول القصة
:
- المؤلفة أكثرت من اغداق الصفات
الحميدة على ميمي
، رغم انها تمثل
عنصر الشر والطرف
الذي يرتكب الأخطاء فهي : فتاة رائعة
الجمال ، ذات عينين زرقاوين ، شعر
أزرق طويل ، ينسدل متدليا على كتفيها كسنابل
قمح ، فطنة وذكية ، تحب المرح مع اصدقائها وصديقاتها ، موهوبة ، ترقص
الباليه ، نغني ، يدعمها أهلها كثيرا ص 4 ، أيضا هي مبادرة وقائدة للصف ، لها تأثير كبير على
طلاب ، تحسن استعمال الفيسبوك ،
تعرف كيف ومتى تعتذر اذا
أخطأت . اغداق كل هذه الصفات الجميلة من حيث الجسد والصوت
والذكاء والمهارات الاجتماعية العديدة ، يخيل للقارئ ان ميمي هي البطلة ، مما يجعل
القارئ يتماهى معها ومع
تصرفاتها وان كانت مرفوضة.
- الكاتبة اقحمت موضوع
عيد الأم ، في قصتها
مع انه لا يخدم تسلسل الأحداث ، بدليل يمكن
الاستغناء عنه ، ثم توجهات وزارة
المعارف ، تدعو الى
تغيير الاسم واطلاق
اسم "يوم العائلة " ، لمنع من المساس بعدد من الأطفال الذين فقدوا امهاتهم او امهاتهم تركتهم لاي سبب ، وساروا في
دروب اليتم المبكر .
- الكاتبة قامت
بتغييب شخصية المربية ،عندما قامت ميمي بجرح مشاعر أحمد ، الذي
اجهش بالبكاء ،لم يجد معه سوى صديقه سنبل
الذي دعمه ورافقه
للعب في بيته ، لكن
الكاتبة عادت واستدركت الامر عندما قرر
الصف الاحتفال بعيد
ميلاد أحمد ، ظهرت المربية بدور إيجابيي وساهمت
في التخطيط للاحتفال
ونجاحه.
- - ورد في
القصة ص 17 ، ان
احمد وسنبل " لعبا
معا في حجرة أحمد على "البلي ستيشن " في
نظري هذا ترويج للعبة خطيرة
تبث الكثير من
العنف ، ومن الممكن ان يقلده
أطفالنا ، كذلك خطر الادمان ، والتسمر لساعات طويلة
أمام الشاشات المضيئة، مما يضر بالعيون ، والجسد ، والفكر وتطور
العقل والحركة ، إضافة
الى سلب الطفولة والجلسات العائلية ، لو
قاما بالعب بالكرة ، أو الجري ، أو التحدث أو
قراءة قصة ، أو رسم لوحة
لكان أكثر توفيقا .
- - لم تشر الكاتبة الى الدور
والدعم الذي تلقاه أحمد من اسرت على عكس التوضيح بالنسبة
لدورعائلة ميمي في دعم ابنتهم ، ما عرفناه
عن عائلة أحمد ورد ص 14 من خلاله حواره مع
ذاته " ما ذنبي في أن والدي بينهما قرابة قوية ، واني ولدت هكذا نتيجة أحد الامراض
الوراثية التي تنتقل للأبناء عبر الأجيال ؟
ولم لم بخضع والدي للتحاليل الطبية قبل الزواج لتفادي ولادة أولاد مختلفين ؟ "
.
- اسم القصة "
ميمي الصبي الأحدب " من
خلال عنوان القصة هنالك ابراز لأسم
ميمي واخفاء لاسم
أحمد والتعويض عنه
بلقبه " الصبي الأحدب " كان
من المفضل ابراز
اسمه أحمد ، ربما ارادت الكاتبة لفت انتباه القارئ الى مضمون القصة ، واخيار اسم اكثر جاذبية للقارئ ، لكن العنوان
فيه اقصاء للبطل أحمد .
أيضا عنوان القصة
يذكرنا بأحدب نوتردام: رواية رومانسية فرنسية من
تأليف فيكتور هوغو تتناول أحداث روايته التاريخية كاتدرائية نوتردام باريس.
كعادتك.. مبدع... تدقق في كل التفاصيل... تقرأ بعين وفكر المربي الناقد... والناقد الوجه الغيور على الجمهور القارئ..
ردحذفأبدعت وأحسنت استاذ سهيل..
لك التحية والتقدير...
ولأختنا الكاتبة تهانينا ومباركتنا ... وأمنياتنا بمزيد من الابداع والعطاء المثمر
الأديب والصديق صالح احمد كناعنة . بارك الله بك شكرا على كلماتك الطيبة . هدف القراءة هو ادب الطفل ورقيه لتعود الفائدة لأطفالنا .
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفجميله
ردحذف