الجمعة، 6 أبريل 2018

حرب النجوم: هجوم المستنسخين بقلم مهند النابلسي









حرب النجوم: هجوم المستنسخين(2002)(2):
حوار ضعيف ورؤيا استباقية!
بعد مرور عقد من الزمان على تعرض الكوكب تابو لما يسمى "وعيد الشبح"، يتم تنصيب "بادميه أميدالا" (الممثلة ناتالي بورمان) عضوا بمجلس شيوخ جمهورية الكون كممثلة عن هذا الكوكب. لكن مجموعة "انفصالية" متمردة، بقيادة الكونت دوكو(كريستوفر لي) تحاول اغتيالها بواسطة روبوتات مستنسخة. ونظرا لعدم كفاية فرسان "الجداي" المكلفين بالدفاع عن الجمهورية، يطلب المستشار بالباتين (الممثل أيان ماكديارميد) مساعدة عاجلة من جانغو فيث (تيميرا موريسون)، الذي يعد بدوره بأن يتولى جيشه الكفؤ المؤلف من "مستنسخين" ايجاد حل جذري للمسألة!
في هذا الأثناء يتابع الجداي المخضرم "اوبي-وان كينوبي (الممثل ايوان ماكريغور) تدريب الجداي الشاب أناكين سكايووكر (الممثل هايدن كريستين)، الذي يحب  امبدالا بالسر ويخشى ان يبعده التدريب عنها، كما أن اوبي  يسافر سرا لكوكب "كامينو" لطلب المساعدة وتحضير جيش من الحيوانات "المستنسخة"... أنا شخصيا ولسبب غامض لم احب هذه السلسة اطلاقا ولم اتحمس لها بالرغم من شغفي بأفلام الخيال العلمي، ولكنه عرضها بنسخة عصرية جديدة وبتقنية "الدي الثلاثية" جذبني اخيرا لمشاهدتها بالرغم من مضي اكثر من عقد على اصدارها الأول بالعام 2002
، ومما لا شك فيه ان هذا الجزء الثاني افضل من الجزء الأول، حيث لم يكثر المخرج جورج لوكاس من الشخصيات، كما كان الحال مع الجزء الأول، حتى لا يتعقد الأمر بالنسبة للمشاهد، وقد استفاد بريان سنغر مخرج فيلم رجال الاكس من هذه الميزة، فركز بفيلمه المبهر الجديد "أيام المستقبل الماضي" فقلل من عدد الشخصيات الرئيسية حتى يتذكرها المشاهد، ولا يتوه مع خصائص الشخصيات وتداخل الأحداث وعقدة الحبكة، كما انه وتماما كما شاهدنا بشريط رجال الاكس حدد دورا "وظيفيا" للمؤثرات الخاصة ولم يقصد بها الابهار وحسب.
لكنه عكس فيلم "رجال الاكس" فقد استرسل  بالثرثرة والحوار لدرجة المبالغة حتى تمنينا أن تلجأ هذه الشخصيات للصمت بحالات عديدة، وحتى نتمكن من الاستمتاع بالمشاهد وتأمل مغزاها، كما ان الشريط يفتقد تماما لأية تعبيرات لافتة وجمل رومانسية تعلق بالذهن! شئنا ام أبينا فقد اسس جورج لوكاس بسلسلته هذه لجيل جديد لاحق من افلام الخيال العلمي يستند للتصميم الدقيق المتقن للمشاهد، والشخصيات الخيالية المعبرة، وكذلك لأنماط جديدة مبهرة من المؤثرات "البصرية-الصوتية" الحافلة بالفانتازيا. كما سيسجل له بمستقبل الأيام الريادة والاستبقاية بطروحاته المتوقعة عن مجموعة دسمة من افكار الخيال العلمي وغزو الكواكب والمجرات المستقبلي، وكذلك لأفكاره الخصبة المرتبطة بأساليب التفكير ومصائر البشر وصراعاتهم وانماط اسلحتهم ووسائل الاستنساخ والروبوتات، وحيث سنلاحظ أن التقدم والحضارة الانسانية لن يقفا عائقا أمام أحقاد ورغبات  وشرور البشر الشيطانية المتأصلة جينيا بالحامض النووي للمكون الانساني، وكما نلاحظ ذلك بمنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين من الثورات والمؤامرات والصراعات والمذابح والانتهاكات التي تحركها أحقاد استعمارية استيطانية ورأسمالية متوحشة، وتنفذها أدوات "سلفية-تكفيرية-ظلامية" بمحاولة فاشلة لاعادة استنساخ التاريخ الدموي مغلفا بالتسلط والقدسية!

مهند النابلسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق