عرض ومراجعة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
עבד
אלרחמן מרעי, العربية في إسرائيل, ואללה בסדר. דיוקן לשוני של הערבים
בישראל, עורך: רוביק רוזנטל. ירושלים: כתר, 2013, 254 עמ‘. מסת‘‘ב: 6–2120–07–
965–978: ISBN, מחיר קטלוג 92 ש‘‘ח. (A Linguistic Profile of the
Israeli-Arabs).
هذا الكتاب خاصّ من نواحٍ عدّة؛ مؤلِّفه عربي، الدكتور
عبد الرحمن مَرعي، ابن مدينة قلنسوة الذي كتب أطروحة دكتوراته في جامعة بار إيلان
في تل أبيب، عن تأثير الحريري على سفر
تحكموني ليهودا الحريزي (١١٦٥-١٢٢٥)، محاضر في الأدب العبري في المعهد الأكاديمي
العربي للتربية في بيت بيرل وباحث في التلاقح المتبادَل بين العربية والعبرية؛ لغة
الكتاب هي العبرية وحتّى المادّة العربية الواردة فيه نُقْحِرَت بالحروف العبرية
من حيث الحروفُ والحركات، والرسم العربي يظهر في كلمات ثلاث فقط في عُنوان الكتاب؛
موضوع الكتاب أُشير إليه بثلاثة أسماء.
يحتوي الكتاب قيد العرض والمراجعة على ستّ وثلاثين مقالة
قصيرة شبه صحفية، بمعدّل أربع صفحات في كلّ مقالة، حول تأثير العبرية في العربية
الفلسطينية في البلاد (العَبْرنة والتَّعَبْرُن)، والعلاقة بين هاتين اللّغتين
الساميتين، وفذلكة تاريخية وثيمات أخرى كما سيبين لاحقًا. مادّة هذا الكتاب تخصّ،
في المقام الأوّل، الأقلية العربية الفلسطينيةَ في إسرائيل، مليون ونصف المليون
نسمة تقريبًا، إلّا أنّه مكتوب بالعبرية، ولذلك لن يكون في متناول يد شريحة كبيرة
من هذه الأقلية، لا سيّما النساء والمسنّين ومن لا يُجيد العبرية في البلاد وهم
كُثر. لا ريبَ في أنّ نقل هذا الكتاب إلى العربية أمر ضروري بالنسبة لهذه الأقلية
بخاصّة وللعرب بعامّة. لا عِلمَ لي بمعالجة الموضوع المطروق: العنصر العبري لغةً
وموقفًا في عربية فلسطينيي العام ١٩٤٨، في نطاق كتاب، إذ أنّ كلّ ما كُتب عن هذا
الموضوع: لغة الأكثرية الحاكمة والمتقدّمة وإرهاصاتها على لغة الأقلية العربية الأصلانية، حتّى اليوم
عبارة عن مقالات صحفية كثيرة جدّا. من مؤلّفات الدكتور مَرعي: العربية والعبرية في
الماضي والحاضر؛ التربية اللغوية وعبرنة أسماء البلدات والأدب العبري في الأندلس
بين التقليد والتجديد.
يتكوّن الكتاب من ثلاثة أجزاء: حول سِمات العربية
المخلوطة (المتعبرنة/المعبرنة، أيضًا أدناه)، وفيه ثلاثة عشر فصلاً (ص. ١٣-٦٨)؛
إيديولوجيا وسياسة وتربية ويضمّ اثني عشر فصلًا (ص. ٧١-١١٥) وتاريخ العلاقات
العربية العبرية وفيه أحد عشر فصلاً (ص. ١١٩-١٦٢) ومن خاتمة (ص. ١٦٣-١٦٤) وثبْت
للمراجع بالعربية (وردت مترجمة للعبرية!) وبالعبرية والإنجليزية، قرابة المائة
والستّين مرجعًا. لم يُذكر من هذه المراجع في ثنايا الكتاب إلا فيما ندر بعكس ما
تُمليه طبيعة الأبحاث العلمية المعاصرة. وأخيرًا، أُدرجت قائمة/مِسرد أبجدية/أبجدي
لمظاهر العبرنة والتعبرن دُعيت/دعي بـ-”معجم العربية المخلوطة” دون مبرّر علمي (ص.
١٧٦-٢٥٤) وفيها/وفيه حوالي ٢٤٠٠ لفظة أو عبارة مثل אֶגוֹ (الأنا،
الذات), אדיש
לאללה (غير مبالٍ بالمرّة، مش هامُّه شيلي، مش في هَلْوارد), בסדר (حسنًا، على ما
يرام، ماشي، تمام)، יישר
כוח (لا فُضّ فوك، مبروك، يسلم تمّك)، כדאי (من المستحسن،
بستاهل)، לא
מגיע לו (لا يستحقّ، بطلعلُش)، מנתח (جرّاح)، סתם (مجرّد، هيك،
بسّ هيك)، תתחדש
(مبروك، تعيش وتهري).
هدف هذا الكتاب، كما يذكر المؤلِّف نفسه في المقدّمة، هو
“رصد تطور اللغة العربية لدى عرب دولة إسرائيل منذ العام ١٩٤٨ وحتّى اليوم، وكذلك
بحثها بشكل جذري وبمنهجية وبعمق” (ص. ٩ وقارن ما ورد في الخاتمة، ص. ١٦٤، “بحث
تكّون اللغة الجديدة). هل تحقّق هذا الهدف ولأي مدى، هذا سيكون محور العرض
والمراجعة فيما يلي.
في الجزء الأوّل نجد العناوين التالية: عرب يتحدّثون
بالعبرية ولماذا؛ تسمية العربية المخلوطة، كيف تُستعمل، حضورها في الحيّز العامّ؛
ترجمات الاقتراض (loan
translation)؛ كتابة العربية المخلوطة ونَقْحَرتها،
وجودها على الشابكة، في السينما والتلفزيون، في الترجمات وفي النتاج الفلسطيني؛
أسماء الأولاد العرب في البلاد.
في الجزء الثاني أُدرجت هذه العناوين: إعرف عدوّك،
العربية والعبرية، إيديولوجيتان متصارعتان؛ وضع العربية في إسرائيل؛ تعرّض
البرلمان الإسرائيلي للعربية؛ تربية العرب اللغوية في البلاد؛ روح الشرق غريبة
عنّا: معارضة تدريس العربية في التعليم الحكومي؛ عربيتي خرساء: انفصال/انسلاخ
اليهود الشرقيين عن جذورهم العربية؛ عربي يحاول الوصول إلى شفاعمرو: قضية كتابة
اليافطات بالعربية؛ عَبْرنة أسماء القرى والبلدات العربية؛ وضع العربية في الضفّة
الغربية؛ عرب إسرائيليون في الدول العربية؛ حرب العام ١٩٦٧ وعدوان حزيران: الأقطار
العربية والعبرية؛ هُويتي هي لغتي: جدال العرب حول العربية المخلوطة.
في الجزء الثالث ترد هذه الفصول المعنونة بـ: جدلية
قريش: ولادة اللغة العربية؛ لغة المثقّفين ּأو اللغة المشتركة أو
لغة بين بين و”اللغة البيضاء” (لا مصدر
لهذه التسمية وقل الأمر ذاته، كما نوّهنا سابقًا، بالنسبة لحالات لاحصرَ لها في
الكتاب، ص. ١٢٣، ١٢٥، ١٣٤؛ أنظر؛ http://anwaralmarefa.blogspot.fi/2010/09/blog-post_18.html,
http://www.azzaman.com/?p=73337) أي لغة بينَ بين: العربية المكتوبة
والمنطوقة؛ وحدة اللغة هي وحدة الفكر، الجدل حول العربية الفصحى؛ لهجات العربية؛
صورة العربية الفلسطينية والفروق بين لهجاتها؛ تأثير العبرية الكلاسيكية - لغة
الِمقرا/العهد القديم، على العربية؛ تأثير العربية في العبرية الكلاسيكية؛ تأثير
الشعر العربي على شعر اليهود في القرون الوسطى؛ تأثير العربية على إحياء العبرية؛
تأثير العربية الفلسطينية على العامّية العبرية الحديثة (slang).[أنظر
مثلا: Haseeb
Shehadeh, Arabic Loanwords in Hebrew (18
pp.). Studia Orientalia 111 (Helsinki, 2011), pp. 327-344.]
إنّ نظرة خاطفة على هذا العدد الكبير من المواضيع، ذات
المركّبات اللغوية والسياسية والاجتماعية والتاريخية والتربوية والقومية
والفلسفية، كافية لتُري متصفّح هذا الكتاب مدى شمولية الطرح وإمكانية عمقه أو
تعميقه، إذ أنّ كلّ موضوع من المواضيع آنفة الذكر، قد يصلُح لأن يكون مادّة لكتاب
كامل أو رسالة لدرجة/شهادة الماجستير (عبارة “لقب أوّل، ثانٍ، ثالث” أصبحت شائعة
في البلاد بتأثير العبرية (תואר ראשון, שני, שלישי) ومثل هذه الاستعمالات,
calques, تدفع عربية البلاد إلى الأسرلة أو العبرنة
والتعبرن؛ إنّها غيرمفهومة في الدول العربية، أو بعبارة أدقّ، لمن لا يعرف
العبرية. الحفاظ على العربية المعيارية الحديثة كعامل موّحد للعرب جميعًا يحتّم
على العرب تجنّب مثل تلك الاقتراضات الدلالية قدر الإمكان) ذات عشرات الصفحات على
الأقلّ. مع هذا، لا شكّ أن المؤلِّف قد بذل جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلاً في إعداد
هذا المؤلَّف وعرض نتاج عمله هذا بلغة عبرية سليمة وواضحة (وقعت بعض الهفوات
والشوائب مثل ص. ٨ س. أخير؛ ص. ١٠ س. ٧؛ ص. ١٥ س. ١٠؛ ص. ٣٩ س. ٤؛ ص. ٥٤ س. ١٢).
وعند ذكر اللّغة، عليّ أن أُشير إلى نقطة مبدئية لفتت انتباهي وهي: هل على الكاتب
العربي بالعبرية أن يستعمل الخطاب اليهودي العادي دائمًا؟ أم أنّ له أن يختار الألفاظ
التي تعكس ما يؤمن به وتعبّر عن موقفه ووجهة نظره إزاءَ بعض المواضيع؟ ويُنظر في
ص. ١٠٨-١١٠. أمثلة على ذلك: מלחמת ששת הימים (ص. ١٤، ١٦، ١٠٦، ١٠٨، ١٥٧، حرفيًا: حرب ستّة
الأيّام/حرب الأيّام الستّة، يُشار إليها بالعربية بعدّة أسماء مثل: حرب ١٩٦٧،
النكسة، حرب يونيو/حزيران), לשם מילוי מצוות העלייה לרגל (ص. ١٠٧،
حرفيًا: من أجل تأدية فريضة الحجّ، لماذا لم تُستعمل كلمة واحدة شائعة ومعروفة
لليهود أيضًا وهي: الحجّ؟ وهي بالأصل دخيلة في العربية من العبرية) والأمر ذاته
ينسحب بالنسبة لكلمة שטחים
(ص. ٦، ٩٩، حرفيًا: “مِساحات، مناطق” إلا أنّ المقصود هنا هو “الضفّة
الغربية لنهر الأردن” المعبَّر عنها عادة في العبرية بالاختصار יו‘‘ש ּأي “يهودا
والسامرة”) وكذلك ישו
(عبارة عن آختصار في العبرية الحديثة ימח שמו וזכרו = ليمح اسمه
وذكره؛ الجدير بالذكر عدم وجود لا هذه اللفظة ישו ولا ישוע في قاموس إبن
شوشان) بدلا من ישוע، ص. ٦٧, בארץ ישראל، ص. ١٥٥. في
بعض الأحيان اختار الكاتب تبنّي استخدام لفظة حيادية في خضمّ العلاقات “الحامية”
ما بين أولاد العمّ مثل אירועי
1948 (ص. ٨، أحداث الـ- ١٩٤٨ بدلا من “حرب التحرير أو حرب
الاستقلال” في الخطاب اليهودي وبدلاً من “النكبة، حرب ١٩٤٨” في الخطاب العربي). في
مثل هذه العبارات، تنكشف هُوية الكاتب أمام
القارىء النجيب. من الواضح أنّ عرض المؤلِّف لمادّته الثرية لا يمكن
تسميتُه ببحث لغوي بل أمامَنا استعراض شبه صحفي عامّ شائق لجوانبَ عديدة ذُكرت
أعلاه، متعلّقة بعربية البلاد المحكية ومدى تغلغل العبرية فيها، لا سيّما على
المستوى المعجمي. من نافلة القول أنّ البحث اللغوي المحض له أسسه ومناهجه الخاصّة
ووجوب تبويب المادّة بناءً على فروع اللّغة الأساسية: علم الأصوات واستخدام
النقحرة العالمية IPA
أو تلك المستخدمة في دائرة المعارف الإسلامية، علم الصرف، علم النحو، علم الدلالة
(morphology,
syntax, semantics)، ومثل هذا لا وجود له في الكتاب ואללה בסדר. يبدو لي أنّ
هذا الكتاب قريب من هذه الناحية من كُتب مُحرّره السيّد روبيك روزنطال.
بصدد ترتيب فصول الكتاب، قد يكون من الأنسب لو قُدّمت
بعضها على البعض الآخر أو أُضيفت مواضيع معيّنة بدلاً من مواضيعَ أخرى، على سبيل
المثال، استهلال الكتاب بلمحة عن العرب في
البلاد ثمّ التطرّق للأسماء المختلفة التي أُطلقت على عربيتهم ووضعها القانوني في
البلاد كلغة رسمية ثانية، أمّا في الواقع فلا وجود رسميًا لها تقريبًا، والتعريج
على محاولات أعضاء كنيست في الماضي والحاضر رمت إلى إلغاء وضع العربية القانوني
كلغة رسمية ثانية. بعد ذلك قد يعرّج على الصلات المتبادلة بين العربية والعبرية
قديمًا، ولا سيّما في العصور الوسطى في الأندلس، العصر الذهبي (תור הזהב, golden age) حيث بزغت لغة عبرية
شكلاً، وعربية روحًا لحدّ بعيد، والمثال البارز على ذلك ترجمات آل تيبون، يهودا بن
شاؤول ابن تيبون (אבי
המעתיקים أي أبو الناقلين/المترجمين وليس אבי המתרגמים كما ورد في
الكتاب ص. ١٤٩) ابنه شموئيل ابن تيبون
وحفيده موشه ابن تيبون، ومن المعروف أن عبريتهم دُعيت باسم “עברית משוערבת” (عبرية
مُقَحطنة/مُعَربنة، إن جاز التعبير) ويبدو لي أنّ عربية البلاد المحكية بلهجاتها
المتباينة (الجليل، المثلث، النقب، لهجة البدو/المدن/الفلّاحين) تسير في نحو مشابه
“عربية مُعَبْرنة أو متعبرنة” إلا أنّ هذا التأثير لم يمسّ صرفَ العربية، وهو في
الأساس، أهم سمة في اللغة. هذا النمط اللغوي الهجين، إذا ما استمرّ في التهام هذا
الكم الهائل من الدخيل العبري في شتّى المجالات والمناسبات، فإنّه سيتحوّل، لا
محالة، إلى لغة لن تكون مفهومة بالكامل لا للعربي، الذي لا يعرف العبرية، ولا
لليهودي الذي لا يعرف العربية، وعليه ستكون هناك حاجة لترجمتها، كما جرى لترجمات
آل تيبون العبرية التي تُرجم بعضها إلى العبرية الحديثة، مثل ترجمات الراب اليمني
يوسف قافاح (ت. ٢٠٠٠). باختصار، ثمّة مواضيعُ كثيرة أُدرجت في الكتاب رغم أنها لا
تمتّ بصلة وثيقة بموضوع الكتاب، مثل تعليم العربية في الوسط العبري؛ “تطليق”
اليهود الشرقيين لعربيتهم؛ وضع العربية في الضفّة الغربية؛ عرب إسرائيليون (أظنّ
أنّ الكثيرين من عرب البلاد لن يختاروا هذه التسمية) في بلاد عربية؛ الدول العربية
والعبرية؛ عبرية العرب. أضف إلى ذلك معظم الجزء الثالث من هذا الكتاب. كما أنّ
القارىء كان يطمح مثلاً إلى الوقوف على ما أنجزه مجمع اللغة العربية في الناصرة في
هذا المضمار، بالرغم من سنوات عمله القليلة. ومن الواضح أيضًا، أنّ لهجة النساء قد
غمط حقّها في هذا الكتاب (أنظر ص. ١٣٨). وكذلك الأمر إزاء عدم التطرّق لجهود بعض
العاملين في هذا الحقل مثل الأستاذ فاروق مواسي (البديل من العبرية، كلمات عربية
مقترحة لألفاظ عبرية شائعة. حيفا: مكتبة كلّ شيء، ٢٠١٤؛ يُذكر أنّ مدوّنات هذا
الكتاب الخمسين كان قد شُرع بنشرها على الشابكة منذ بداية العام ٢٠١٢) والدكتور
إلياس عطا الله (واقع اللغة العربية وتحدّياتها، العربية بين الثنلغوية وقسرية
الرباعية اللغوية في: أعمال المؤتمر الأول لمجمع اللغة العربية. القدس: مطبعة
الشرق العربية ٢٠٠٤، ص. ٨٠-١١١) والشيخ رائد صلاح وآخرين (اللّغة العربية في
الداخل الفلسطيني بين التمكين والارتقاء. أم الفحم: مؤسّسة الرسالة للنشر
والإعلام، ٢٠٠٨). أضف إلى ذلك ضرورة إدراج عربية اليهود “أبناء البلد” والشرقيين
ضمن مواضيع هذا الكتاب. وأخيرًا غياب فصل ولو قصير يلخّص فيه ما كُتب عن الموضوع.
ثمرة الجهد الأساسية في هذا الكتاب هي، في تقديري، جمع
الِمسرد اللّغوي، قرابة الـ ٢٤٠٠ لفظة أو عبارة . هذه المادّة الخام بحاجة لتبويب
وغربلة ونقاش وإيضاحات وفق خطّة معيّنة، إمّا حسب الحقول الدلالية (semantic fields)
أو صيغة المادّة المقترضَة، اسم، صفة، فعل، حرف، ثمّ لا بدّ من التفريق بين أنماط
هذا الدخيل مثل اقتراض اللّفظة كما هي أو عبر تبديل طفيف يتمشّى وروح العربية مثل
“بيليفون، بلاديلت، كوبات حوليم” إذ لا وجود للصوت [پ p] في العربية
من جهة والاقتراض الدلالي من جهة أخرى وهو، في الواقع، أكثر خطورةً على اللغة
المقترِضة مثل: “حرب الأيام الستّة، بشتغل صعب كثير، كلّ اثنين وخميس، ختم مطاطي،
بقرات مقدّسة، على مستوى العيون، تدفيع الثمن، ولكن المشكلة بأل التعريف، تعال
نسكّر الموضوع، فعبرت دورة في هذا المجال، سيّارة جمع النفايات تعلو في النار في
شوارع شفاعمرو، القطار الخفيف” إلخ. (من ملفّ محفوظ في حاسوبي بناءً على قراءاتي
في صحف البلاد واستماعي للمذياعين: راديو الشمس النصراوي وصوت إسرائيل المقدسي
بالعربية). لا يذكر المؤلّف أيّة معلومة حول منهاج جمع هذا المسرد الكبير، وهل قام
هو به لوحده، أين، كيف ومتى، إلاّ أنّه يذكر ما يقابل ذلك الدخيل العبري بما
تقدّمه “اللهجة الرائجة في منطقة المثلّث” (ص. ١٧٦). كما ولا يجد القارىء عادةً
أيّة معلومات عن مدى انتشار هذه اللفظة أو العبارة أو تلك، ولدى أيّة شريحة
سكّانية في البلاد؟ قد يكون هذا المسرد مادّة خام أساسية لأطروحة دكتوراة. مثالان
على ذلك: استعمال “إنْبَسَل” أي נפסל، أهو شائع في المدن والقرى والبلدات العربية بصورة
عامّة أم أنّه مقتصر، جرّاء سبب موضوعي، على مِنطقة محدّدة وهي الطيرة وقلنسوة،
حيث زراعة التوت الأرضي كانت مزدهرة، وفي حالة إرجاع بعض هذا المنتوج الزراعي
لأصحابه لعدم صلاحيته يقولون “التوت إنبسل”. قد يكون هذا الاستعمال غير مألوف لدى
شباب اليوم. والمثل الثاني “بطّحت
السيّارة”، وهنا أيضًا المبنى عربي والجذر عبري، أي “أمّنت السيّارة” والسؤال
المطروح هو نفسه: ما مدى شيوع هذا الاستعمال؟ أليس مقتصرًا على مدينة الطيرة؟(أشكر
صديقي الدكتور علي وتد، مدير المعهد الأكاديمي بيت بيرل، الذي لفت انتباهي إلى هذين المثلين اللّذين لا
وجود لهما في عاميتي).
يلاحظ أيضًا في هذا الكتاب عدم التفريق بشكل واضح بين
أنماط أو مستويات العربية المختلفة، فطبيعة هذا الدخيل اللّغوي العبري يختلف نوعًا
وكيفًا وكمًّّا من مستوىً لآخرَ ومن مِنطقة لأخرى ولدى الطوائف المختلفة (الجليل، المثلث، النقب، المسلمون ومنهم البدو
في الجنوب وفي الشمال، المسيحيون، الدروز، الشركس، الأرمن، السامريون، اليهود
أبناء البلد والشرقيون)، ففي اللّغة العربية المعيارية نادرًا ما يعثر المرء على
أمثلة من هذا الدخيل، وقل الأمر ذاته بالنسبة للشعر، اللهمّ إلاّ في
الاقتباسات، في حين أنّه شائع ومتغلغل
حتّى النخاع، مثلاً لدى المنخرطين في جيش الدفاع الإسرائيلي والشرطة إلخ. وكذلك
لدى المحامين والأطباء ومدرّسي الموادّ العلمية في المرحلة الثانوية وطلبة الجامعات.
إنّ “غزو” العبرية للعربية المتفاقم بمرور
الزمن ليس نتيجة عجز وقصور لغوي، بل له دوافع وأسباب أخرى اجتماعية ونفسية، مثل
الظنّ بأنّ العنصر العبري في الجملة العربية ينمّ عن مركز متقدم اجتماعيًا ”شوفوني
يا ناس بحكي افرنجي كمان”! (أنظر مثلا: حسيب شحادة، “العبرنة تتفاقم دون مسوغات
لغوية”، ٢٠١٢؛ على هامش زيارة مسقط الرأس مؤخرا، ٢٠١٢، على الشابكة وكذلك http://www.ahewar.org/eng/show.art.asp?aid=604).
وقد غدت هذه الظاهرة اللّغوية النفسية (psycholinguistic) بمثابة
عادة مستشرية لدى الكثيرين من عرب البلاد بوعي أو بدون وعي. بناءً على تجربتي
المتواضعة يمكنني القول إنّ الشخص الذي يستعمل مثل هذا الدخيل عندما يتلقّى من
محادثه المقابلَ العربي، يكفّ بعد ذلك عن الإتيان بهذا السيل الجارف الهجين. كما
أنّه من الجدير بالملاحظة والرصد أنّ عرب الديار المقدّسة الساكنين في خارج البلاد
لا يُدخلون كلماتٍ عبرية في كلامهم العادي إلّا فيما ندر وينسحب الأمر ذاته عند
اللقاء بعرب آخرين. في هذا العصر المعوْلم أصبح كلّ شيء تقريبًا في متناول اليد
وبسرعة، وكأنّك تضغط على الزرّ فيتعطّل الفكر والتفكير، أمامك كلمات شائعة يسمعها
ويقرأها الجميع في وسائل الاتّصال والبثّ المتنوّعة، وعليه فلماذا عليّ أن أُتْعب
ذهني في إيجاد ما يسدّ محلَّها في لغتي العامية أو المعيارية؟ التلقي بدون جهد، أن
تكون سلبيًا، أن تظهر معاصرًا تواكب الزمن على حساب أمور أخرى هامّة وجوهرية في
تكوين الذات والهُوية القومية والشخصية. تمعّنتُ في هذا المسرد وفي غيره من الدخيل
العبري في محكية عرب الـ ١٩٤٨ ولم أجد مسوّغًا لغويًا واضحًا لاستعماله، اللهمّ
باستثناء بعض الألفاظ الموغلة في اليهودية، وهذا شأن عامّ في كلّ لغات البشر
الحيّة والطبيعية، والسؤال الجوهري يكون حول مدى
حجم هذا الدخيل وهل اخترق بُنية الكلمة؟
مما لفت انتباهي بشكل خاصّ، ما قاله المؤلِّف عن الهدف
المرجو من كتابه هذا، وقد ذكرته أعلاه. كتب ما معناه: “رصد تطوّر العربية المحكية
منذ عام ١٩٤٨ وحتّى يومنا هذا”. هذا هدف طموح جدًّّا وفق كل المقاييس، ولا علم لي
بأيّ بحث تناوله مباشرة لا من قريب ولا من بعيد. الحقّ يقال، لم يحظ هذا الموضوع
الهامّ والشاقّ بأيّ شكل من العرض والبحث والتحليل في هذا الكتاب، إذ لا وجودَ
لفصول تُعنى بهذا الموضوع. أوّلاً، نقول إنّ سبعة عقود من الزمن تقريبًا في عمر
الشعوب واللّغات هي فترة قصيرة جدًّا لا تسوّغ إجراء بحث لغوي حقيقي. آخذًا هذا
بعين الاعتبار، وددتُ التعريج على بعض نقاط أساسية في هذا المجال. كلّ لغة آدمية
حيّة تكون في حالة حراك دائم، تندثر فيها كلمات وتنبثق كلمات أخرى نتيجة عواملَ
عديدة متعلّقة بمستجدّات العصر والعلاقة مع الغير. أذكر أنّنا في الجليل الغربي،
وبالتحديد في قرية كفرياسيف، كنّا نستعمل في خمسينات وستينات القرن الماضي كلماتٍ
كثيرة دخيلةً من اللّغة الإنجليزية نتيجة
لوجود الانتداب البريطاني في فلسطين. من هذه الكلمات أُثبت في هذه العُجالة
هذه العيّنة العشوائية: راديو، أوطومبيل، فوطبول، بوسطة، تراك، بلكون، كالار،
چَلَن، بوسوكليت، موتورسايكل (طُرطيقة)، تْرين، تكسي، كورْبة، بوليس، الإم بي (MP = military police)
تراكتور، وينچ، چول، چولرْجي (اللاحقة -جي تركية الأصل للتعبير عن المهنة)، باك،
هاف باك، سِنتر، نِتْ، ريفري، هانس، بنلتي، أُفْ سايد، چير، بريك، كلتش، ستيرنچ،
بنك، رادار، صالون، جنتلمان، ليدي، موديل، جاكيت، بوط، إكسبرس، كْريم، سندويتش،
هاي، باي، فايَر بليس، فايل، ريڤيرس، بنْشَر، كرت، مساج، تيليفون، تليغراف إلخ. من
الواضح، أنّ بعض هذه الكلمات قد اندثرت أو ندَر استعمالها في الكلام اليومي وحلّت
محلّها كلمات أخرى مثل: السيّارة بدلاً من الأوطومبيل والبريد بدلاً من البوسطة،
وكلمات أخرى ما زالت حيّة على ألسنة الناس مثل: البلكون في المحكية والشرفة في
اللّغة المعيارية وقلِ الأمر نفسه بالنسبة لباي وإلى اللقاء، الراديو والمذياع،
الترين والقطار. أذكر أن جدّي، رحمه الله، الذي عاش مائة عام تقريبًا وتوفي عام
١٩٧٧ كان يستعمل لفظة “السِّكِّه” بمعنى القطار: “أجيت سيدي بالسكّه”؟ كان يسألني
عند زيارتي للقرية قادمًا من القدس حيث درست في الجامعة العبرية. يحضرني هنا قول
جدّتي، رحمها الله أيضًِا، “يلا تَروح أعالي العضْمات”، بمعنى ها أنا ذاهبة للنوم،
للتدفئة). ومن العبارات والألفاظ التي غدت نادرة أو اختفت تقريبًا لعدم وجود ما
تعبّر عنه أو لاستبدالها بألفاظ أخرى في لهجة كفرياسيف، على سبيل المثال، يُمكن
ذكر: طربونة الدخّان؛ إبرة البريموس؛ عمّر اللوكس/الطُّبّاخ؛ الجورَعة؛ بُسْترينتي
عليك؛ تحميص القهوة (أبقي من يحمّصها اليوم في القرى حتّى)، كُبّة حيلة (بدون
لحمة)؛ قلّيط (خبر القوالب، خبز يهود). في
لهجة القدس، من ناحية أخرى، استُبدلت اللّفظة “شِشْمة”، تركية الأصل التي تعني
“صنبور الماء” بالمرحاض، بيت الخارج، بيت الأدب إلخ. في حين أنّ الصفة “حَزيط” بمعنى
“مِسكين” قد اندثرت. (أنظر: חסיב שחאדה, מבעיותיה של
המילונאות העברית לערבית המדוברת, לשוננו, מ‘‘ג, תשל‘‘ט, 52–70, עמ‘ 56
וראה: המזרח החדש, כ‘‘ח, תש‘‘מ, חוברת 3–4, 327–330, עמ‘ 330؛ Moshe Piamenta, Hazi:t
’unfortunate‘ Decaying element in colloquial Arabic, In: Arabic and
Islamic Studies, Ramat Gan: Bar Ilan Departmental Researches, Bar Ilan
University, 1, xlvi-xlviii & 260 ).
بغية عرض صورة شاملة ودقيقة، بقدر الإمكان، عن العربية الفلسطينية في
البلاد، لا بدّ أوّلاً من القيام بثوتيق هذه اللّهجة لدى المسنّات والمسنّين من
ناحية، والاستعانة بما تُقدّمه لنا الأبحاث اللغوية المتوفّرة منذ القِدم وحتّى
اليوم. وفي المرحلة اللاحقة تُجرى المقارنة مع ما هو موجود في أيّامنا لدى جيل
الشباب.
في خلال قراءتي لهذا الكتاب، رصدت عيناي مجموعة كبيرة من
الملاحظات، حيث لم أجد الدقّة المطلوبة أو وجود حاجة لصياغة أخرى أو خطأ واضح أو
ترجمة خاطئة أو نَقْحَرة غير سليمة، مثلاً ما يلي: أين أمثلة التأثير الصرف العبري
على العربية المحكية، ص. ٨؛ “تلميذ” أصلها عبري، ص. ٩؛ وجوب صياغة السطرين الخامس
والسادس في الصفحة ٩ من جديد؛ ד נחצית ليست ذ، بل ظ، ص. ١٠؛ “العرب في إسرائيل
يتحدّثون بالعبرية ويكتبونها ويفهمونها” ص. ١٣، هذا تعميم يجب تجنّبُه وقل الأمر
ذاته بالنسبة للادّعاء القائل بأنّ “العرب
يحترمون ويقدّرون اللّغة العبرية كونها لغة هامّة…” ص. ٧٢؛ الفرق واضح بين “معرفة”
لغة و”التمكّن” منها، ص. ١٣ وانظر ص. ٣٧؛ הייתה? ص. ١٤ س. ٨؛ נופל بمعنى “يقع،
يحدث” موجود في عبرية الأندلس، ص. ١٥؛ هذا التمكّن من اللّغة أو السيطرة عليها
بحاجة لبعض الإيضاح، ص. ١٦، ١٩؛ ربما كان המגע أنسب هنا من החיכוך، ص. ١٦؛ أظنّ
أنّ “ثلاّجة، برّاد” هما اللفظتان الشائعتان في الوسط العربي وليس פריג‘ידר، ص. ١٨؛ يبدو
لي أنّ التسمية “اللّغة العربية الإسرائيلية” (مثل ערבית יהודית) هي سياسية
أكثر منها لغوية، يُمكن القول مثلاً “عربية عرب الـ ٤٨/الداخل”، ص. ٢٢؛ هل المذيع
عربي أم يهودي؟ ص. ٢٥؛ לבתה
ص. ٢٦؛ “يمكن سماع” أم “سمع فلان…”، ص. ٢٨؛ מכתב وليس מעטפה, ص. ٢٨؛ אִלְעוּרַש، أهكذا حقًّا
تُلفظ في قلنسوة؟ אִלְגֻפְרָן
أم אִלְע‘פְרָן؟ ص. ٢٩؛ לחמניות נהגה !, أهذا هو
ترقيق؟ ص. ٣٣؛ אני
לומד، ص. ٣٦؛ אִמְבּירִח, ص. ٣٠ و אִמְבָּרִח ص. ٣٧؛ בִּדִי, בִּדִּי، ص. ٣٨، كان
من الأفضل استخدام علامة الشدّة العربية بدلاً من “الدَّچيش” العبري الذي لا يعني
الكثير اليوم من حيث اللفظ؛ في حالات كثيرة خصوصية مثل التالية كان من الواجب
الإشارة إلى المصدر: يعلو السؤال، لازم تتحچر في المقعد الخلفي، ص. ٣٨-٣٩، عبرت
الامتحان، ص. ٤٣؛ חובה
وليس חובר
ص. ٣٩؛ لماذا التشكيل بالحطاف پتاح، ص. ٤٢ س. ١؛ أحقًّا “يوجد” يستعملها في
الأساس الأولاد، أم أنّها مجرّد ترجمة المقابِل العبري יש؟ ص. ٤٢؛ פִי אִלוּ בִּיץ‘ ּأهكذا اللفظ
في قلنسوة؟ يبدو لي أنّ عبارة “في إلُه بيضات” شائعة في عربية الجليل ولا أرى أيّ
تأثير خارجي، ص. ٤٣؛ نقحرة غير سليمة مثل “الدورية الخضرا”، “المثليين والمثليات”،
ص. ٤٥، سار بلچان برملة، إلّي بِدو يبيع،
ص. ٥٧، مخرب، ص. ٦٢ س. ٢ من الأسفل
وص. ٦٣ س. ٥ من الأسفل أيضا، “تغيرات” ص. ٦٤ س. ٣ من الأسفل، כּמאִל، ص. ٦٧، ص.
١٤٢ إسّا وأخواتها، الأخيرة والآخرة ص. ١٥٢؛ صحيح أنّه في راديو الشمس لا يُترجم
ما يقال فيها بالعبرية إلى العربية، وقد انتبهت لهذه الظاهرة غير المقبولة منذ
مدّة وأرجو أن يتفاداها العاملون هناك، ص. ٤٦؛ “كُلَهُم”/ ص. ٤٧ س. ١٠؛ أحقًّا
الشبكة العنكبوتية متوفّرة في كلّ بيت عربي في البلاد؟ ص. ٥٣؛ ירחם על وليس ירחם את (بتأثير
العربية؟)، ص. ٥٤؛ ترجمة غير دقيقة “أحلى بلد… إلخ.” ص.٥٦، “سار پلچان برمله”،
“تجيب הסעה يا عمّي”، ص.
٥٨، مالك، ص. ٦٧؛ “אִלְקוחות’?
ص. ٥٩؛ ערבית
עברית، تسمية غير موفّقة في نظري، ص. ٦٢؛ كلّ الأسماء الشخصية
العربية ذات معنىً/معانٍ، ص. ٦٥؛ لا بدّ من التمييز بين أسماء مثل ”إسحاق،
إبراهيم، يوسف” و”نعيم “ و”أديب”، ص. ٦٥؛ فالمجموعة الأولى دخيلة من العبرية،
الاسم الثاني مشترك بين اللّغتين العربية والعبرية في حين أن الاسم الأخير عربي
الأصل أدخله إليعزر بن يهودا (١٨٥٨-١٩٢٢) إلى العبرية الحديثة؛ الاسم “إسماعيل”
مشتقّ من الأصل العبري ישמעאל
، أنظر مثلاً سِفر التكوين ١٦: ١١، ص. ٦٦؛ هل تسجيل الاسم الرباعي للعربي
في البلاد في هّويته الشخصية ما زال ساري المفعول والأمر هذا غير موجود في الهوية
اليهودية؟ ص. ٦٦؛ “عيسى”، في الواقع، ليس اسم “يسوع” (لا يشو!) العربي بل هو ما
يستعمله العرب المسلمون عادةً، ص. ٦٧، ١٤٦؛ “العربية هي لغة الأمّ واللّغة القومية
الأساسية بالنسبة للمواطنين العرب في إسرائيل…” ص. ٧١، تفتقر هذه الجملة إلى
الدقّة المتوخاة، كما لا يخفى على كلّ متمعن فيها. عن أيّة عربية نتحدّث وما
المقصود من الصفة “الأساسية” هنا ، أهناك أخرى ثانوية مثلاً؟ من المفروغ منه أنّ
اللّغة العربية المعيارية (Modern Standard Arabic, MSA) ليست لغة
أمّ أيّ عربي، إذ أنّ لغة أمّه هي لهجته المحلية، وقارن ما ورد في هذا الصدد في ص.
١٢١؛ רשמיות מדומה أم رسمية على
الورق” ص. ٧٤ وقارن ص. ٧٥، ٧٨، ٨١، ١٦٣؛
وقد يتساءل المرء لماذا لا يُلقي أعضاء الكنيست العرب خطاباتِهم بالعربية؛ הכישורים השפתיים أم הלשוניים، ص. ٨١؛ ההישג החמור أم رّبما ההישג הנמוך، ص. ٨٢؛ ما
مدى صوابية القول بأن التمكّن من العربية المعيارية مؤشّر على الاعتزاز والافتخار
إلخ. ص. ٨٢؛ “راس العمود” هو שער שכם وليس שער יפו، أي “باب الخليل”، ص. ٨٩؛ أراد الكاتب أن يكتب חתימת הסכמי השלום وليس עריכת …، ص. ١٠٦؛ لا
بدّ من إعادة صياغة الجملة: הערבית … ערב، ص. ١٠٦؛ السؤال الجوهري بالنسبة لاستعمال
عربية مُعَبْرنة لا سيّما بمصر هو مدى انتشار هذه الظاهرة وينبغي تجنّب التعميم،
ص. ١٠٦-١٠٧؛ الصراع الأساسي هو الفلسطيني الإسرائيلي وليس العربي الإسرائيلي، ص.
١٠٨؛ مجرّد إلحاق ألـ التعريف بلفظة عبرية مثل הסתדרות لا يحوّلها
إلى كلّمة عربية، ص. ١١١؛ כתב העת “الجديد” وليس الصحيفة، ص. ١١٣؛ הלכה שבעה...השמיות/ ص. ١١٤؛ النحو
قسم من القواعد، ص. ١١٥؛ تكرير מדע، ص. ١٢٠؛ أحقًّا “العربية المعيارية هي
المنطوقة/المحكية في العالم العربي”، ص. ١٢٠؛ الضاد غير الموجود في لغات أخرى هو
ضاد آخر، ص. ١٢٠، ويُنظر مثلاً في الكتاب
لسيبويه، ج. ٤، تحقيق عبد السلام محمد هارون، القاهرة: الهيئة المصرية العامة
للكتاب، ١٩٧٥، ص. ٤٣٢-٤٣٣، ٤٣٦، ضاد تصبح لاما، ص. ٤٨٣؛ لستُ أعلم ما تاريخ
مصدر الادّعاء بأنّ عدد الناطقين بالعربية في العالم يصل إلى أكثرَ من ٢٥٠
مليونًا أو ١٧٠ مليونًا، ص. ١٢٠-١٢١، العدد الصحيح اليوم قد يصل إلى أربعمائة
مليون عربي ونيّف؛ الحقيقة أنّ اللّغة العربية المعيارية الحديثة ليست لغة موحّدة مائة بالمائة وهي هامّة أيضًا
بالنسبة للمسيحيين العرب فهي ركن رئيسي من أركان القومية، ص. ١٢٤؛ القول بأنّ
النحو غير هامّ في العامّية كما هو في الفصحى فيه نظر وغير دقيق، كلّ نمط لغوي له
أصوله وقواعده اللغوية وإلا لانعدم التواصل بين أهل اللغة، ص. ١٢٤؛ القول بأن
معجم/مفردات العربية الأدبية مستقرّ/ة بدون تغيير غير صحيح، ص. ١٢٥؛ الأكاديمية
الفلسطينية أين؟ ص. ١٢٨؛ وحدة اللّغة العربية المعيارية إجمالاً لا توحِّد العرب
جميعًا إذ أنّ المتمكّنين منها لا يشكّلون الأكثرية في العالم العربي، ص. ١٢٩؛
القول بأنّ اللّغويين العرب لم يُولوا اللّهجات العربية أيّة اهتمام فيه تجاوز ما
ورّبما كان من الأدقّ التصريح بأنّ ذلك الاهتمام غير كافٍ، ص. ١٣٢؛ تفسير لفظة
“الشبّيحة” ليس دقيقًا، ص. ١٣٥، اللّفظة مأخوذة من “الشَّبْح” أي ربط الشخص بين
عصويْن لجلده ومن هنا “الشبّيح” بمعنى الجلّاد ثمّ بمعنى التهريب والبلطجة؛ لغة
المثقّفين والعربية الحديثة أمران مختلفان، ص. ١٣٨؛ هل قصد المؤلِّف بـ”العربية
الكلاسيكية” هو “العربية المعيارية الحديثة” ؟، ص. ١٣٨؛ כמו כ‘ (q)!؟ ص. ١٣٩؛ القاف تُلفظ
عينًا في بعض الأحيان في لهجة دروز يَركا مثلًا (هذه الظاهرة الصوتية موجودة أيضًا
في الآرامية: ארקא,
ארעא بمعنى الأرض) ص. ١٣٨؛ لا بدّ من التمييز بين [ز] مرقّقة
و [ز] مفخّمة مثل بوزا/بوظه، الأولى بمعنى فمها، تعبير فظ والثانية معروفة، من أصل
تركي، نفس الشيء بالنسبة لـ”زاهره” و”ظاهره”، ص. ١٤٠؛ أمامنا ظاهرة “الإمالة” أي
تحوّل الفتحة إلى كسرة مثل “طاولَة” تُلفظ في بعض اللّهجات “طاوْلِه”، ص. ١٤١،
استعمال חיריק
מלא مبنيّ على النقحرة العبرية؛ لا أرى أنّ “بالمرّة” خاصّة
بلهجة المثلّث إذ أنّها شائعة في لهجتي الجليلية مثل “شيلي” أو “شيلي بيلي”
للتأكيد، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”حم” و’’شوب”
šōb
وليس šūb و”اندهس
واندهك”، ص. ١٤١؛ תופעה
של ריבוי מילים לאותו דבר بكلمة واحدة הנרדפות، ص. ١٤٢؛
سورة الإسراء = פרשת
מסע הליל, ּأليس كذلك، ص. ١٤٣؛ التونجي لا التنوچي، ص. ١٤٣؛ تشكيل
بيت علي السيّد سلمان النجفي بحاجة لتصحيح فالكلمة الأخيرة هي الفاعل، ص. ١٤٦؛ המפגש مرّتين بدلاً
من המפגש בין في ص. ١٤٨ س.
٣ من الأسفل؛ د و ض، دمير وضمير، ص. ١٤٩؛ حركة لا حَرَق، ص. ١٤٩؛ الإحالة (הנגיד, 1966: 73) مغلوطة إذ لا
وجود للاسم هنچيد في قائمة المراجع وكان على الكاتب إحالة القارىء إلى: דב ירדן, דיואן שמואל הנגיד, בן תהלים
וכו‘. ירושלים: יוניון קולג‘ פרס, תשכ‘‘ו, עמ‘ 72–73 وإثباته في
ثبت المراجع إذ لا ذكر له!!، ص.١٥٢-١٥٣، وينسحب الأمر ذاته بالنسبة للأمثلة
اللّاحقة في ص. ١٥٣؛ החרשים وليس העיוורים، ص. ١٥٤؛
تشكيل “فعثرتُه/وعثرتُه” هو السليم، ص. ١٥٤؛ סיפא مذكّر، ص.
١٥٤؛ إعادة صياغة: יום
הנכבה הוא שם חלופי ליום העצמאות הישראלי, ص. ١٥٧؛ مقابل
“صلحة” بالعبرية هو ‘‘פיוס,
התפיסות’’، ص. ١٥٨؛ هل حقًا כל הכבוד من العربية؟
(أنظر مثلاً: רוביק
רוזנטל, מילון הסלנג המקיף. ירושלים: כתר, 2006, עמ‘ 178).
أخيرًا، وبالرغم من الشوائب والمآخذ الجوهرية المذكورة
أعلاه، أقول إنّي وجدت متعة في قراءة هذا الكتاب، الذي يتطرّق لموضوع يهمّني
كثيرًا رغم أنّه ليس بحثًا لغويًا، ولذلك خصّصت له وقتًا كافيًا وجهدًا ملائمًا.
أميل إلى الاعتقاد، أن مصير/مستقبل العربية الفلسطينية (المحكية) في البلاد بعد،
لنقل قرن من الزمان، منوط بعدّة عوامل، من أهمّها: موقف أهل هذه اللهجة إزاء ظاهرة
التعبرن والعبرنة والتأسرل والأسرلة هذه ومدى حفاظهم الفعلي عليها. للشعراء
والأدباء والمثقّفين دور محوري في الحفاظ على لهجتهم وتطويرها. ومن ناحية أخرى هناك
عامل خارجي، وهو مصير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق