الأربعاء، 13 أبريل 2016

د.سناء الشعلان ضيفة شرف في الهند وتكريم لها في مركز الدراسات العربية والإفريقية في نيودلهي








شاركت الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان باسم الجامعة الأردنيّة في مؤتمر"الاتجاهات المعاصرة في الأدب العربي الحديث" كضيفة شرف،وقد احتضنت جامعة جواهر لآل نهرو هذا المؤتمر العريق في العاصمة الهندية نيودلهي بالشراكة مع مركز الدراسات العربية والإفريقية واتحاد أستاذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند بحضور نخبة عملاقة من العلماء والباحثين.وكانت مشاركة الشّعلان في المؤتمر عن المشهد الأردني الإبداعي في حقل التجريب لاسيما في مسار الفنتازيا،وقد قالت في معرض ورقتها البحثيّة:" لعلّ حركة التّجريب التي يشهدها المشهد الإبداعي العربيّ هي الاتجاه الأبرز والأهم،ويشهد الإبداع العربيّ حركة تجريب كبيرة على مستويي الشّكل والمضمون،وهذا الاتجاه له حضوره الواضح الذي تميّز بخصائصه وأشكاله،كما كان له مبرّرات توظيفه،وقد استخدم لغة خاصة وسرديات محدّدة تتناسب مع هذا الاتجاه الذي طغى حتى على الاتجاه الواقعيّ والكلاسيكي واخترق منظومتهما.وذلك انطلاقاً من أنّ التجريب جاء ليفتح الباب على مصراعيه لرفض الأشكال الجاهزة للفكر أو لطرق التعبير عنه. فالتّجريب يقدّم تصوّراً خاصًّا للواقع يمتح ابتداءً من أرض الحدث، ويستعين بمعطيات التراث والتاريخ وشواذ الأحداث في بناء توليفة سرديّة تتمخّض عن بنية سرديّة لا تخترق الحقيقي والواقعي، بل توازيه، وتلتقط بذكاء وانتقائيّة فنّية وفكريّة مواقف خاصّة منه، وتضخّمها أو تزيحها إلى حيث الضوء لتشرّح الواقع اليومي، وتعرّي مواقفه، وتجعلنا أمامه وجهاً لوجه. ولا شكّ أنّ هذا التيّار ينطلق من منطلقات الحداثة التي تؤمن بكلّ جديد ، ذلك الجديد القلق الذي لا يكاد يولد حتى يصبح قديماً ،ويبحث عن شكلّ يستولد منه ؛ ليقوم على أنقاضه . فالحداثة"وليدة الوعي بضرورة التفسير ، والخروج من النمطية.واستمرار تطوّر الأنواع . وهي لا ترتبط بالزمن فقط إذ "لا يمكن اختيار مؤلفين من القرن العشرين كي يتمّ التأكد من حداثة فكرهم؛ ففي كلّ لحظة زمانية تتعايش لحظات من الماضي القريب أو البعيد، مع الحاضر وحتى مع المستقبل. وقد قام مركز الدراسات العربيّة العربيّة والإفريقيّة في جامعة جواهر لآل نهرو بتكريم الأديبة سناء الشعلان بدرع المركز التقديري في حفل خاص أعدّ ذلك تقديراً لجهودها الإبداعيّة والأكاديميّة والتواصليّة والحقوقيّة والإنسانيّة على هامش تقديمها لمحاضرة عن المشهد الإبداعي الأردني فضلاً عن تقديمها لشهادة إبداعيّة عن خصوصيّة تجربتها،وذلك بحضور السفير الأردني في الهند الأستاذ الدكتور محمد محمود حسن جوارنة وسفير بعثة جامعة الدول العربيّة مازن المسعودي،ورئيس مركز الدراسات العربيّة والإفريقيّة الأستاذ الدكتور رضوان الرحمن،والأستاذ الدكتور مجيب الرحمن الندوي مدير المؤتمر،والأستاذ الدكتور أسلم إصلاحي،ونخبة من العلماء الهنود والبحثين المتخصصين باللغة العربيّة في الجامعة وفي المركز. وقد قدّم الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن الندوي الشّعلان لجمهور الحاضرين،وقدّم إطلالة مستفيضة عن تجربتها وإبداعها،وتوّقف عن أهم منجزاتها وجوائزها واستحقاقاتها،في حين عبّر الأستاذ الدكتور رضوان الرحمن مدير مركز الدراسات العربيّة والإفريقيّة عن سعادته وفخره باستضافة المركز للشعلان التي تعدّ علامة في المشهد الإبداعيّ العربيّ والبحث العلمي الرّصين،وقد شاطره هذا الترحاب والتعبير عن السعادة الدكتور قطب الدين الندويّ الذي قدّم كلمة ترحيبية بالشعلان وبالضيوف الحاضرين للتكريم باسمه وباسم أعضاء هيئة التدريس والباحثين في المركز,وأنهى سفير بعثة جامعة الدول العربيّة التكريم بكلمة له تؤكد على اعتزازه العربيّ بالأديبة الشّعلان،وشكر سعيها للتواصل مع المشهد الهندي- العربيّ بكثير من الاهتمام والتواصل والتقدير،وهو مشهد جدير بالاهتمام والتواصل لما له من دور كبير في بناء الحضارة العربيّة الإسلاميّة. كما استضافتها الندوة الدولية " نهرو وآزاد والدول العربيّة والفارسيّة"كضيفة شرف،وذلك في أحضان جامعة كلكتا العريقة،حيث قالت في معرض تقديمها لورقة عملها،وإدارتها لأكثر من جلسة في النّدوة بعد أن قدّمها للجمهور وعرّف بها وبمنجزها مدير المؤتمر ورئيس قسم اللغة العربيّة في الجامعة الأستاذ الدكتور إشارت علي ملا :" إنّنا هاهنا نجتمع هنا لننطلق من هذا المؤتمر نحو المزيد من إنسانيتنا وتواصلنا وتعاوننا الإنسانيّ المنشود الذي يقوم على عرى متينة من العلاقات التاريخيّة الأصيلة والطويلة والتّاريخيّة والمشرقة بين الهنود والعرب والفرس،وهو ثالوث قدّم كلّ واحد فيه للآخر الكثير من التقدّم والدّعم.بيننا أرث عملاق من التّاريخ المشترك،في ماضينا وأحلامنا ووجوهنا بل وقد يكون في دماء الكثير منا تجري دماء الآخر،تلك القوافل لا زالت تسعى بيننا،أولئك العلماء والمبدعون والمبرّزون المشتركون يشكلون قاسماً عملاقاً خالداً بيننا،والحاضر القريب أو البعيد نسبياً جمعنا في الكثير من الظروف والمواقف والأفكار والرؤى والأحاسيس المشتركة والدّاعمة. الآن أتكلم إليكم وأشعر أنّ مولانا آزاد يقيم كلامي بفصاحته الثاقبة،فأشعر بالقلق من تقيمه،وهو الفصيح الثائر المعلم،وأدرك روح جواهر لال نهرو في كلّ مكان حيث المنجز للإنسان الهنديّ والعطف عليه،وتحسين ظروفه ومعاشه كما يجب،وبين رفيف الروحين أرى الهند بأهلها ومستقبلها وآمالها،أرى إيران بقلبها وإرثها". كما استضافت جامعة مليّة الإسلاميّة في قسم اللغة العربيّة في محاضرة متخّصصة مطوّلة في جمهور علماء وباحثي جامعة مليّة الإسلاميّة في قسم اللغة العربيّة حيث عرّف بها الأستاذ الدكتور محمد أيوب الندوي رئيس القسم ،كما قدّم الأستاذ الدكتور عبد الماجد القاضي جهودها وإنتاجاتها لجمهور الحاضرين حيث تحدّثت الشعلان عن اتجاهات الأدب في المشهد العربيّ المعاصر،وقالت في معرض حديثها:" ليس هناك كلمة أخيرة في المنظور الإنساني تجاه عالمه المتغيّر،إذن إنّ الحقيقة الكبرى أنّ الإنسان هو المتغيّر الحقيقيّ،وأنّ العالم هو الثّابت بمعنى ما،أيّ أنّ الحقائق هي ثابتة،والرؤى هي المتغيّرة،ومن هذا المنطلق لنا أن نطلّ على أهمّ ملامح الاتجاهات المعاصرة في الأدب العربيّ الحديثة،ونحن نسلّم أنّ الرؤية هي تشكّل خاص للوعيّ،وأنّ زاوية النظّر تحكم المنظور،وأنّ اختلاف وجهات النّظر هو من يشكّل القيمة الحقيقيّة للمحاك الفكريّ والتّواصل الإنساني،وأهم ملامح الاتجاهات المعاصرة في الأدب العربيّ وفق رصدي للمشهد العربي الحديث بكلّ ما فيه من معطيات وإبداعات وتجليات يمكن حصرها فيما يلي:أولاً: التّجريب والحساسيّة الجديدة وأزمة الشّكل وبنائيات المعمار الإبداعيّ، ثانياً: الغوص في مجتمعيّة الأدب وتحطيم الحدود التقليديّة للواقعيات المختلفة فيه،ثالثاً: استدعاء الموروث الإنسانيّ والاتّكاء عليه في استيلاد الشّكل الإبداعي الجديد،رابعاً: تداخل الأجناس وتلاقح الأشكال وفوضى التجنيس.خامساً: الأدب الرّقمي أو التّفاعلي أو الالكتروني ومتاهة الإبداع،سادساً: استيقاظ الذاتيّة وسبات الخيال العلمي.سابعاً: غزو أدعياء الأدب للمشهد الإبداعيّ عبر الشّبكة العنكبوتيّة. كما استضافتها الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا في ولاية جامو وكشمير في محاضرة عن إبداعها وعن المشهد الإبداعي العربيّ،وقد قدّمها لجمهور الحاضرين الأستاذة الدكتور رئيسة قسم اللغة العربيّة في الجامعة د.عرفاني رحيم التي أشادت بإبداع الشعلان،وتطرّقت لرصد ملامح هذا الإبداع،مبدية سعادتها وسعادة الجامعة باستضافة الشعلان في محاضرة خاصّة لها يحضرها جمهور علماء قسم اللغة العربية وعلمائها،وقد ذكرت الشّعلان في معرض حديثها عن خصوصيّة المشهد الإبداعي العربيّ " إنّ هناك ملامح مهمّة في المشهد العربيّ الحديث في خضم اتجاهاته الكبرى في التشكيل والرّؤية،وهي:1-المشهد العربيّ الحالي تضمحل فيه ظاهرة المبدع النّجم،ولذلك لم نعد نرى الشاعر النجم،أو الروائي النجم،بل دور النجوميّة موزّعة بالتّفاوت على الجميع،وما عاد هناك عمالقة وآباء كما شهد المشهد العربيّ في القرن المنصرم2- كثرة الأشكال الوليدة والهجينة في المشهد العربيّ نتيجة سعار استيلاد الشّكل الجديد،ولعلّ الفنون الومضات والفنون التفاعلية والمونودراميّة هي الأشهر في هذا الصّدد.3- جنوح الكثير إلى التّخريب والتشويه والتهريج تحت غطاء الحداثة والتجريب.4- اضطلاع الكثير من المبدعين بالكتابة في أكثر من جنس دون أن يحققوا نجاحاً باهراً في أيّ منها،أو النّجاح في جنس واحد على حساب الإخفاق في الأجناس الأخرى.5- شيوع أوهام الموت والتجديد والحياة والبعث في مسيرة الكثير من الفنون والأجناس،فالحقيقة أنّه ليس هناك عصر الرّواية أو الشعر أو أيّ فن آخر،وليس هناك زمن أفول أيّ منها،بل هذا العصر مثل العصور جميعها هو عصر العمل المميز،كما هي الأزمان جميعها هي أزمان الأعمال الإبداعيّة المميزة.6-معاقرة الكثير من النّقاد لكتابة الفنون التي يتفرّغون لنقدها من منطلق ظنّهم المغلوط أنّ من يقيّم العمل الإبداعي يستطيع أن ينتجه على غراره أو أفضل منه،وهذه التّجارب في غالبيتها السّاحقة تبوء بالفشل الذّريع؛فالنّقد عمليّة تختلف في خصائصها وأدواتها وملكاتها عن عملية الإبداع الخالصة.7-الكثير من المتخصصين الذين يملكون أدوات إبداعيّة ينطلقون من تخصّصاتهم ومعارفهم النقديّة أو التخصصيّة في إنجاز إبداعاتهم،فتكون صورة تطبيقية لما يعرفون،ويشتغلون عليه،وهذا يؤثّر في الغالب على جودة العمل الفنّي،وإن كان في بعض الحالات يكون لصالحه. وقد أعربت الشّعلان عن سعادتها بهذه الزيارة التاريّخية- بالنسبة لها- للهند في ظلّ مشاركتها المهمة –لها- بوصفها ضيفة شرف في مؤتمر"الاتجاهات المعاصرة في الأدب العربي الحديث" في جامعة جواهر لال نهرو وفي ندوة " نهرو وآزاد والدول العربيّة والفارسيّة" في جامعة كلكتا،كما شكرت جميع الجامعات الهنديّة التي دعتها بحفاوة كبيرة لإعطاء محاضرات فيها عن تجربتها الإبداعيّة والبحثيّة وعن خصوصيّة المشهد الإبداعي العربيّ لا سيما الأردنيّ منه،كما عبّرت عن فخرها وغبطتها بالتعرّف على جمع غفير من علماء اللغة العربيّة والباحثين فيها في الهند لاسيما في ظلّ تكريمها المهيب في مركز الدراسات العربية والإفريقية في نيودلهي،وعدّت هذا الزيارة بوابة للمزيد من التواصل الأردني الأكاديمي والإبداعي مع جمهور العلماء والباحثين في حقول علوم العربيّة والشّريعة الإسلاميّة في الهند.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق