الجمعة، 14 أكتوبر 2016

وفاة الشاعر المصري الكبير فاروق شوشة عمر ناهز 80 عاماً

  الأديب الكبير  فاروق شوشة الذي وافته المنية صباح اليوم   الجمعة 14-10-2016،    ساهم في احداث  ثورة في تاريخ اللغة العربية،    
  • فاروق محمد شوشة (مصر).
  • ولد عام 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط.
  • حفظ القرآن, وأتم دراسته في دمياط. وتخرج في كلية دارالعلوم 1956, وفي كلية التربية جامعة عين شمس 1957.
  • عمل مدرساً 1957, والتحق بالإذاعة عام 1958, وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 ويعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
  • أهم برامجه الإذاعية : لغتنا الجميلة, منذ عام 1967, والتلفزيونية: (أمسية ثقافية) منذ عام 1977.
  • عضو مجمع اللغة العربية في مصر.
  • رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون, وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين.
  • شارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية .
  • دواوينه الشعرية : إلى مسافرة 1966 ـ العيون المحترقة 1972 ـ لؤلؤة في القلب 1973 ـ في انتظارما لا يجيء 1979 ـ الدائرة المحكمة 1983 ـ الأعمال الشعرية 1985 ـ لغة من دم العاشقين 1986 ـ يقول الدم العربي 1988 ـ هئت لك 1992 - سيدة الماء 1994 - وقت لاقتناص الوقت 1997 - حبيبة والقمر (شعر للأطفال) 1998 - وجه أبنوسي 2000 - الجميلة تنزل إلى النهر 2002.
  • مؤلفاته منها : لغتنا الجميلة ـ أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي ـ أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي ـ العلاج بالشعر ـ لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة ـ مواجهة ثقافية ـ عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية).
  • حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986, وجائزة محمد حسن الفقي 1994, وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997
  • ألف عنه مصطفى عبدالغني كتاب (البنية الشعرية)
  • وحصل جائزة النيل لعام 2016 وهى أهم جائزة يحصل عليها أديب مصري.


  • نماذج   من  قصائده  

    الرماد أمامك‏..


    الرماد أمامك‏..‏
    والبحر خلفك‏..‏
    فاترك - لمن خلعوك- الخلافة
    هذا زمان لدهماء هذا الزمان
    يعيثون فيه فسادا
    ويرجون منه امتدادا
    ويحيون‏...‏
    يرتكبون صنوف الخطايا
    وفي طيشهم يوغلون
    فلا يستدير إليهم أحد‏!‏
    الرماد يسود‏..‏
    تقدم‏...‏
    وكن واحدا لا نصيب له
    في الرهان
    ولا شوكة تستفز‏,‏
    وإلا‏...‏
    فأنت الحصاة التي تفسد الزيت
    في آلة الناهبين‏,‏
    وأنت البلاء المسلط‏,‏
    أنت الدمار المسيطر
    حاذر
    فرأسك أول ما سيطير
    إن ارتفع الرأس عن شبره المفترض
    أو تجاوز أبعد من كتف القانص
    المعترض
    أو تأمل بعضا من اللوحة المدهشة
    مشهدا‏,‏
    مشهدا‏,‏
    كازدحام الأفق‏..‏
    بالجياع الذين يبيعون أعمارهم
    لاقتناء رصاصة
    والصغار الذين يسيرون تحت النعوش
    لكي يكبروا في القبور
    والشيوخ الذين يؤهلهم عجزهم
    لابتلاع المرارة
    وتهوي الأوابد عبر المفاوز
    وهي تنقب عن طلل في الرمال
    هنالك‏..‏
    تصبح عولمة الفاتحين شظايا
    وبعض زجاج تهشم
    فوق الرؤوس المليئة بالكبر
    لاتمتلك الآن غير الخشوع
    لسيدها الموت
    يدفعها في اتجاه العناد
    وفي لوثة الكبرياء
    لعل الجراح يرممها الثأر
    والثأر نار بغير انتهاء‏!‏
    ‏***‏
    الرماد انطلق‏..‏
    هل تطيق لصهيون هيمنة لاترد‏!‏
    وهل تتنازل عن قدس أقداسك
    المستباحة؟
    هل يطمعونك حتى تكون شريكا
    وأنت الذي يتحلق حولك
    كل الذين يرونك خيط الرجاء
    إلي وطن مستباح
    وأرض
    وخاتمة ــ حرة ــ للمطاف؟
    هل تخون دمك؟‏!‏
    إنه وطن ساكن في شرايين قلبك
    ملتصق في وتينك
    مشتعل في رؤياك
    ومخضوضل في جبينك
    مرتسم في يقينك
    منطلق في جناحيك
    محتشد في قرارة ذاتك
    مستمسك بالضلوع‏!‏
    فانطلق‏..‏
    لا رجوع‏!‏
    ‏***‏
    ولا حائط غير جلدي
    ومتكأ غير مائك
     مسرجة غير وجهك
    أنت الرفيق الذي لايخون
    وأنت المعين الذي لا يضيق
    وأنت الدليل الذي لا يضل
    وأنت الزمان القديم الجديد
    الزمان الذي ليس عنه بديل‏!‏
    فلتطل هجمات الرماد القبيح
    وليضع مرة واحدة
    مابدا واهنا من رجاء شحيح
    وليفز بالغنيمة من يهرعون
    ومن يؤجرون
    ومن يهتفون‏..‏
    لايهم‏!‏
    وحدك الآن‏..‏
    تبقي مدى الدهر
    أنت الحقيقي‏,‏
    أنت الصحيح
    وأنت الجميل الجليل‏!





    بغداد يا بغداد


    كيف الرقاد ! وأنت الخوف والخطر
    وليل بغداد ليل ماله قمر !
    ها أنت فى الأسر : جلاد ومطرقة
    تهوي عليك وذئب بات ينتظر
    وذابحوك كثير ؟ كلهم ظمأ
    إلى دماك ؟ كأن قد مسهم سعر
    أين المفر؟ وهولاكو الجديد أتى
    يهيئون له أرضا فينتشر
    أنى التفت فثم الموت ؟ تعزفه
    كفان بينهما التاريخ ينشطر
    بغداد حلم رف واستدار
    كما يزف طائر
    نأى به المدار
    وحينما قصدت بابها الوصيد ذات يوم
    على أضيع فى رحابها الفساح
    أسلمت نفسى للهوى القديم واستكنت
    فتحت هذه الحجارة المهمشة
    يرقد
    -في شوارع الرشيد والمنصور أو أبى نواس -
    جميع من قرأت من نجومها
    ومن رجالها الأقمار
    ومبدعى ديوانها المملوء بالفتوح
    والأفراح والجراح والعمران
    والخراب والفنون والجنون
    والثورات والثوار !
    وليلها المزهر فى سماء عنفوانها !
    كأنه نهار
    وها أنا
    أسير بين الكرخ والرصافة
    أبحث عن عيون هاته المها
    أسأل كيف طاب لابن الجهم
    موسم الغرام ؟ والأشعار !
    وحينما تمتد ساعة التسيار
    أعود من مسيرة الأشواق
    مستلقيا على ضفاف دجلة
    والسمك المسجوف يشعل الحنين
    والتذكار
    أسير فى تزاحم الوجوه والرفاق
    هنا توقف أيها الدليل
    فهذه مكتبة المثنى
    تفتح أبوابا من الكنوز
    تنفض الغبار
    عن كتب مطوية عتيقة
    لما تبح بما حوته من غرائب الأسرار
    وتنزل الستار !
    أبحث فى بغداد والعراق
    عن شاعر يعيش لحظة المحاق
    ويدرك الأفول
    والذبول
    ملء عيون لم تزل
    تعيش لحظة انتظار
    لقادم يجئ ؟ عله ؟
    أو لا يجئ
    وما الذى يحمله الغد الخبئ
    من ظلمة ؟ ومن دمار !
    وهل ترى ينبه الصحاب والرفاق
    إلى الغد الذى يلاحق الصغار !
    أبحث فى بغداد والعراق
    أبحث فى لفائف الذهول والإطراق عن صاحب وعن دليل
    يرشدنى إلى مواطئ القدم
    لواحد من عترة الأخبار
    كان إذا مشى ؟ وإن أشار أو تكلما
    فوجهه الوضئ يمنح الوجود
    دارة وأنجما
    يعطيه أنسه وحسه
    ومجلسه ..
    وكان من شذا يديه تورق العطور
    وتهطل الخيرات والثمار
    ومن جنى لسانه تساقط اللآلئ
    عقدا من النجوم
    كأنه فيض الندى ؟ تغتسل القلوب فيه
    أو كأنه در البحار !
    أبحث عن هذا الحكيم
    فى زمن للتيه والضلال والنزق
    لعله الحلاج...
    أو لعله الجاحظ ؟
    أو أبو حيان...
    أو واحد لا نعرفه
    فى موكب النفاق والخديعة اختنق
    أبحث عن هذا الحكيم
    لعله يعود بالضياء للحدق
    لعله ينجى من الغرق
    من قبل أن يهدم ذاك المسرح الكبير
    وتنزل الستار !
    ******
    دار السلام ! وهل جربته أبدا
    وأنت قنبلة بالهول تنفجر
    طاشت رصاصاتك اللاتى قذفت بها
    فى كل صوب ؟ فزاغ العقل والبصر
    كيف ارتضيت خنوعا لا مثيل له
    والروح فى قبضة الطاغوت تعتصر
    كم نافقوك ؟ وكم صاغوا ملاحمهم
    والحلم يطوى ؟ وظل المجد ينحسر
    داست سنابك جلاديك فوقهمو
    فالناس صنفان : مقتول ومنتحر
    ياكم جنيت وقد أبقيتنا بددا
    فى أمة ساد فيها الذل والخور
    ماذا ترومين ؟ جلاد وعاصفة
    ونحن بالصمت والخذلان نعتذر
    جيكور ماتزال ؟ والسياب
    يبحث فى الشناشيل التى تهدمت
    عن ابنة الحلم ؟ وعن جبينها الوضاء
    مازال واقفا يصيح :
    كيف ارتضيت أن تكونى للطغاة
    سدرة ومتكأ ؟
    وأن يعشش الخراب فيك سيدا ملكا
    وصبح الزمان داجى الرؤى ؟ محلولكا !
    يا ويل من أن ببابهم أو اشتكى
    فصار للكلاب عظمة ؟
    ومضغة لكل من روى ومن حكى !
    وفى البعيد يضرع النخيل ؟ والهواء
    منعقد ؟ كأنه أنشوطة المخنوق
    ساعة الإعدام ..
    ثم شئ ضاغط ؟ كهجمة الوباء
    وقع الدرابك التى تهتز بالغناء
    كأنه النشيج ? أو لعله البكاء
    الأرض قد ضاعت
    فأين طلة السماء !
    وأين وجه شارد قد هام فى العراء
    وأين ظل ؟
    كان فى جيكور ظل باذخ وماء !
    وكان نخل شامخ ؟
    فيه شموخ العراق
    وكان صوت هاتف يفترش الآفاق
    وينشد الأطفال من قصيدة السياب :
    يا مطرا يا حلبى
    عبر بنات الجلبى
    يا مطرا يا شاشا
    عبر بنات الباشا
    يا مطرا من ذهب !
    الموت فى جيكور ؟ فى جنين ؟
    فى الأقصى ؟ وفى بيسان
    وموكب الدمار يسحق النخيل والزيتون
    ويخرس الأطفال فى عرائش الكروم
    ويطفئ النجوم
    ويملأ الحلوق بالرمال
    بغداد
    يا بغداد
    يا بغداد
    يا روعة الحلم الذى .. هل يستعاد ؟
    ترى يصيح الديك فيك من جديد
    ويصدح الناقوس والأذان !
    وتشرق الشمس على دروبك السجينة
    وهل ترى ينداح فيك من جديد
    صوت أبى تمام
    مبددا كآبة الأحزان
    من قبل أن تضيع عمورية المحاصرة
    ملء دفاتر الهوان !
    هذا يهوذا قادم فى شملة المسيح
    ولص بغداد الجديد طائش غرير
    يحلم بالمجد ؟ وبالفتوح
    أم أن هولاكو يعود فى زماننا الكسيح
    مراوغا ؟ كعهده ؟بالغمز والتلميح
    أمامه الأعلام والأوهام والبيارق
    وخلفه الحشود والرعود والصواعق
    تسد عين الشمس ...
    يظنها..
    تستر وجهه القبيح !




    للاستماع   الى  مئات  الحلقات  المسجلة   حول  لغتنا  العربية  
    http://tessgilette-zamene.blogspot.co.il/2010/05/522.html

     

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق