الخميس، 9 مايو 2019

المقص المسحور تأليف شاكر صبري رسوم احمد محمد السروي


كان هناك ثلاثة من الإخوة الأشقاء شادو ومادو ورادو الثلاثة من أسرة واحدة وأبناءً لأب
واحد قد توفي منذ عدة أسابيع والثلاثة لا مصدر لهم من الرزق كان أبوهم رجلا بسيطا
وفقيرا وكان يكد ويعمل من أجل أن يأتي لهم بالطعام والرزق ، أما أمهم فهي مريضة
وطريحة الفراش وتحتاج إلي دواء ورعاية ومن أين لهم بهذه الأموال ولا عمل لهم وهم
ما زالوا في مراحل التعليم  الابتدائي المختلفة.
 اجتمع الثلاثة ذات يوم وهم يفكرون ماذا يصنعون
وكيف يتصرفون  في هذا الموقف العصيب ؟
قال مادو لا بد لنا من حل ، لا بد أن نفكر سويا في وسيلة لإنقاذنا من الجوع إننا نريد أن نكمل تعليمنا إننا متفوقون .
قال شادو : ليس لنا حل فالحل عند الله الخالق الرازق وليس لنا حيلة
ظل الثلاثة في حالة من الصمت
قال رادو : إنه لا يوجد معنا حتى مبلغ بسيط من المال لكي نحلق به شعرنا.




 قال مادو : تذكرت شيئا ما سوف أذهب لإحضار المقص الجديد الذي كان قد
أاشتراه  والدنا رحمه الله    لكي  نقطع  به الاقمشة   و كان قد وقع  علي  الارض  وابتل فسوف احضره  لنقوم بتنظيفه  حتي  لا يصدأ    إن وقع عليه الماء .
 وعلي الفور قام مادو بإحضار المقص  واخذه  اخوه شادو  لتأمله   وبينما هو يمسك به تحرك  المقص في يده فخاف مادو وخرج مهرولا إلي إخوته قال المقص لا تخف يا بني فأنا  مقصٌ  مسحورْ






أحبكم كلكم وأخاف عليكم من الفقر وسوف أساعدكم علي التخلص من حالة الفقر التي تعانون منها قال شادو في لهفة هل ستعطي لنا أموالا كثيرة ؟
قال المقص المسحور: لا و لكن سوف أصبح حلاقا لكم وما عليكم إلا وضع المقص
علي الرأس ثم أقوم أنا بإكمال الباقي ولكي أريكم مهارتي في الحلاقة سوف أقوم بحلق
شعركم أنتم الثلاثة فأنا أعلم أنه لا يوجد أي مال معكم لحلق رؤوسكم وانطلق المقص
ليحلق لهم شعرهم وكان كل واحد منهم مرآة أخيه وتأكدوا أن هذا المقص مقصا مسحوراوأن الله عوضهم خيرا بعد وفاة والدهم
 قاموا بعمل إعلان في القرية عن فتح محل حلاقة
وضحك أهل القرية عليهم وقالوا متي تعلمتم الحلاقة هل دفعكم الفقر إلي خداع الناس
 وقال لهم أصدقاؤهم في المدرسة ألم تجدوا عملا طيبا غير الحلاقة إنها مهنة رديئة
ولم يعبأ الإخوة الثلاثة بأي من هذه الأقوال وجربوا وتأكد الناس من جودة حلاقتهم ومن
مهارتهم وفضلوهم علي غيرهم من الحلاقين وزاد الطلب عليهم فأصبح لهم محل راقي
في البلدة وتحسنت الأحوال المادية فاشتروا منزلا كبيرا لهم وشفيت أمهم تماما من
المرض الذي كانت تعالج منه




ويكبرا الاولاد  شيئا فشيئا   واشتروا محلا ثانيا ولكنهم كانوا قد تعلموا الحلاقة الحقيقية وبدلا من أن يعتمدوا علي    المقص اعتمدوا أيضا علي مهارتهم الشخصية ولم يترك الثلاثة العلم ولا المدرسة فكان  كل واحد منهم يبذل قصاري جهده في تحصيل العلم وتفوقوا أيضا في دراستهم ,
أصبحت أسرة الثلاثة الأشقاء من  الأسر  المعروفة  داخل القرية  بانها  اسرة  الثلاثة  المهرة
واصبح عندهم  خير وفير ورزق كبير وبعد أن أتقن الثلاثة الأشقاء المهنة جاء المقص ذات يوم وقال لهم إنني الآن :
قد أديت دوري معكم وأنقذتكم من الضياع وما علي إلا أن أغادر المكان معكم وأذهب إلي آخرين يحتاجون إلي مساعدة 
 قالوا له نعم أنت أديت دورا عظيما لنا ولكن إن ذهبت إلي حلاقين آخرين لتساعدهم فسوف نخسر نحن لأنهم سيكونون أمهر منا ،قال لاتخافوا سوف أذهب إلي آخرين في بلدة غير بلدتكم ولكن لن أذهب إلا إلي أفراد مخلصين ويحتاجون إلي المساعدة وتركهم المقص المسحور وهم في غاية الامتنان له  والشكر علي ما قدم لهم من خدمة لا تُنسي 
مع كل هذا  لم يكن الابناء الثلاثة  مقصرين في العلم فقد كانوا  يجتهدون
ومرت الأيام وكبر الأولاد الثلاثة الأشقاءوهم يمارسون العمل ويدرسون ولا يفرطون في دراستهم وأصبح الثلاثة علماء ناجحين ومتميزين في مجالات مختلفة أفادت العلم والوطن أما الأول شادو فقد أصبح عالما في الطبيعة، والثاني رادو فقد أصبح طبيبا ناجحا والثالث مادو فقد أصبح عالما في الهندسة الوراثية






كل هذه  الاحداث   كانت عبارة عن حلم قصير حلم به مادوا  الابن  الاكبر 
بعد  وفاة  والد احد  اصدقائه    وقال الحمد لله  ان والدي  ما زال  حيا ويسعي ويكد من اجل   رعايتنا   وراحتنا  ولا ينقصنا شيء  والحمد  لله
ولكن    لا قدر الله   لو حدث ومات  والدي مثل والده    من سينفق علينا
كانت هذه هي الافكار  التي  دارت في راس  مادو  
 وانتهت بهذا الحلم  العجيب
ولكن تمر الايام وينجح الاولاد الثلاثة  في الدراسة ويتفوقوا  ويحقق  كل واحد منهم   
ما راه   مادو  في حلمه  لهم 
وحكي  لهم الحلم     وتعجبوا   جميعا   من  نهايته السعيدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق