الخميس، 9 مايو 2019

الحمامة العجيبة تأليف شاكر صبري رسوم روان وائل عبد السميع دربالة















حاتم تلميذ ذكي وعبقري يحاول دائما ان يتعلم الجديد في مجال العلم وكثيرا ما يقرأ في الكتب الخاصة بالبحث العلمي للصغار ومعرفة المزيد .
وبينما هو يشاهد التليفزيون إذ سمع عن وجود اكتشاف علمي لمادة كيميائية جديدة يتم حقنها في الكائن الحي فيصبح حجمه اكبر وعن مواد اخري يتم بها حقن الكائن الحي فيصبح حجمه اصغر علم حاتم انها تباع حديثا في مستلزمات الادوية البيطرية ويستخدمها مربوا الماشية للحصول علي حيوانات اكبر حجما ولكن تحت اشراف طبيب وبنسب معينة . فكر حاتم في كيفية احضار هذه المادة العجيبة قال حاتم إن عندنا عش للحمام فوق سطح منزلنا ويمكن أن أحقن به حمامة من الحمام الموجود عندنا . واجرب ولكن كيف احضرها ؟ وهل يسمح لي الطبيب البيطري بالحصول عليها ؟












ولكن قال سأعمل حيلة للحصول عليها وذهب الي الصيدلية البيطرية واعطي للطبيب ورقة مكتوب عليها اسم المادة وقال للطبيب ان والدي يطلب منك هذه المادة . كان حاتم يعلم سعرها جيدا من وسائل الاعلام ولم يكن حاتم يردي كمية كبيرة بل بضعة جرامات تكفي لتجربته مع حمامة واحدة وتعجب حاتم لقد اعطاه الطبيب هذه المادة ولم يسأله ولم يقلق الطبيب من وجودها مع حاتم ولكن حاتم رد علي اسئلته الداخلية وقال ان هناك ثقة ما بين الطبيب وبين والدي وهو لن يصدق انني يمكن ان استخدمها بمفردي . واجته حاتم الي المنزل علي الفور ليقوم بتنفيذ تجربته التي كان متشوقا اليها علم حاتم ان وضع بعض قطرات من عصير الليمون المركز علي المحلول يؤدي الي زيادة في الحجم بسرعة كبيرة ربما تعادل مرات عديدة . كان حاتم يريد ان يجعل من الحمامة حمامة كبيرة ولهذا جهز عصير الليمون معه وجهز اداة يضع بها الليمون نقطة نقطة وجهز المحلول واثناء وضع اربع قطرات ليمون نسي ووضع ثمانية او اكثر فقط ضغط علي الاداة التي يقوم بالتنقيط بها وجهز الحقنة وطلب من احد الجيران الذي عنده خبره












بإعطاء الحقن ان يحقن له هذه الحمامة وجهز له الحقنة والدواء واعطي الرجل الحقنة للحمامة ولم يكن يدري ان حاتم يقوم بتجربة خاصة به . ترك حاتم الحمامة وحدها في حجرة خاصة بها وترك لها طعاما ووجدها تلتهم الطعام بكميات كبيرة فكان في الصباح والمساء يأتي لها بالطعام . البحث يقول بان الحيوان يتم نضجه بعد اسبوع من تناول الدواء وبدا حاتم يلاحظ ما يحدث علي الحمامة من تغيرات كل يوم تزداد تضخما وفي نهاية الاسبوع وجد حاتم ان الحمامة قد كبرت بشكل مثير لقد اصبحت الحمامة في حجم الخروف واصبح جناحاها كبيران جدا .












بقيت من المادة جزءا قليلا منها مع حاتم واصيب حاتم بنزلة برد شديدة ونسي هذه المادة في محلول مائي في حقنة صغيرة وبينما كانت الممرضة تقوم بإعطائها الحقنة التي وصفها له الطبيب ظنت ان هذا المحلول هو الماء الخص بالحقنة فأذابتها فيه ثم اعطتها حاتم . وانصرفت ولم تدري شيئا نظر حاتم بعد ان اخذ الحقنة ان العبوة قد فرغت فسال الممرضة فقالت بانها افرغت محتويات الحقنة فيها وظنتها المياه التي توضع في الحقنة . اصيب حاتم بالذعر وقال ماذا افعل ؟ ولكنه قال يجب ان ننتظر حتي اًصبح معافي من نزلة البرد التي اصابتني وبعدها اقرر ماذا افعل وانتظر حاتم حتي تم شفاؤه تماما من البرد ولكنه وجد نفسه بدأ يصغر في الحجم ولم يشعر احد من من حوله بذلك فقد كان الامر بسيطا ولكن بعد اسبوع وجد حاتم نفسه قزما لم يعد احد يعرفه فقد
كانت الجرعة كبيرة اكبر من اللازم ووجد حاتم نفسه في حجم الحمامة بينما اصبحت الحمامة في حجم حاتم صعد حاتم مباشرة الي سطح المنزل ودخل الي الحجرة التي ترك فيها الحمامة بعد ان اصبحت كبيرة الحجم ونظر اليها وقال لماذا لا اصعد علي ظهر هذه الحمامة  ؟










 انني اصبحت خفيفا وقد اصبحت هي كبيرة لم يكن يعلم حاتم بان الباب مفتوحا وبمجرد ان تسلق حاتم علي ظهر الحمامة انطلقت الحمامة وطارت بعيدا كانها تستعرض قوتها التي لم تشعر بها قبل ذلك . كان حاتم في غاية الفرح بما حدث من ناحية ومن ناحية اخري كان في غاية الحزن لما حدث له فقد اصبح قزما ولكن قال يجب ان اتجاهل ذلك واعيش مع الواقع الحالي . الحمامة كانت تطير والجميع ينظر اليها ويتعجب ما هذا الطائر العجيب ؟











 كان حاتم يري نظرات الاخرين الي الحمامة ولم يكن احد يعلم ان حاتم فوق ظهرها فقد كان صغير ا لدرجة ان البعض كان يظنه فار او قطا فوق ظهرها . كان حاتم يمسك بريشها وتعجب حاتم من ما يحدث الناس تنظر للحمامة من فوق سطوح المنازل ويصورها البعض بالمحمول وبالبعض بالكاميرات وهو ينظر اليهم هو الاخر ولكنه لم يستطع ان يحضر محموله معه ليقوم بتصوير هذه المناظر الرائعة . طارت الحمامة ثم حطت اخيرا علي سطح منزل ابن عمه سمير وفتحي كانا في مثل سنه وبينما كانا يقفان علي سطح المنزل بعد ان فرغا من اطعام الحمام الخاص بهم اذ حطت الحمامة الضخمة علي منزلهم فزعوا اول الامر ولكنهما وجدا انها حمامة ضخمة وتعجبا حين رأيا شيئا صغيرا فوقها ظنوه قطا ولكن حين اقتربوا منه وجدوه ينادي عليهم بصوت ضعيف وصدموا فقد وجدوا انه ابن عمهم حاتم انزلوه وقاموا بربط بالإمساك بالحمامة وادخلوها في حجرة خاصة وحدها ولم تقاومهم بل كانت مطيعة وسهلة الاستجابة معهم وحكي حاتم لهم ما حدث .

ولم يعلم احد من الاسرة بما حدث لحاتم ولكن سمير وفتحي قررا ان يجربا نفس تجربة حاتم و قاما بنفس الخطوات التي قام بها حاتم بالضبط وبعد ايام اصبح الثلاثة اقزاما وكل هذا يتم دون علم احد من افراد الاسرة واتجهوا جميعا الي سطح المنزل وقالوا يجب ان نصعد الي ظهر الحمامة ونركب فوقه حتي تطير بنا واحضر سمير معه جهاز المحمول حتي يقوم بتصوير المناظر الجميلة وقام بتصوير الحمامة ومعها حاتم وافتحي عدة صور قبل  انطلاق وطلب منهما ان يقوما بالإمساك به جيدا اثناء التصوير والحمامة تطير حتي لا يقع وصعدا علي ظهر الحمامة ومعهم حبل صغير بمجرد الصعود علي ظهرها يجروا الحبل فينفتح الباب . وطارت الحمامة بهم وكانوا في غاية السعادة والفرحة ولكنهم وجدوا ان رجلا امسك ببندقيته وهم بتصويبها ناحية الحمامة ليصطادها وصوب البندقية وانطلقت الرصاصة تجاه حاتم ومنها الي الحمامة التي ستقع علي الارض وستموت وسيموت الثلاثة
وهنا صرخ الثلاثة سنموت سنموت سنموت .
استيقظ حاتم وهو يصرخ ويقول سنموت سنموت    
حيث كان قد  اخذته سنة من نوم حيث كان حاتم مريضا بالأنفلونزا وقد تناول الدواء وكان ذلك بعد مشاهدة التليفزيون ومشاهدته لبرنامج عن الجديد في العلم وعن محاولة اكتشاف العلماء لمادة تقوم بتكبير جسم الكائن الحي ولكن العلم لم يتوصل بعد الي هذه المادة التقط حاتم انفاسه وحمد الله انه لم يصبح قزما وانه هو واولاد عمه بخير وقرأ آيات من القرآن وشرب كوبا من الماء
 وعاد الي نومه   في هدوء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق