الأربعاء، 22 أغسطس 2018

رحيل الروائي السوري حنا مينه



توفي  الكاتب  والروائي  السوري  الكبير   حنا  مينه  عن  عمر  94  عاما .يوم الثلاثاء 21 آب 2018
اشتغل حنا مينه  في عدة مهن كحلاق وحمال في ميناء اللاذقية كما مارس مهنة أبائه  كبحار، وكان مصلح دراجات وفي مرحلة من حياته مربي أطفال لدى رجل ثري، الى غاية  وصوله لعالم الصحافة وكتابة المسلسلات للإذاعة السورية.
عرفت علاقته بالكتابة تطورا سريعا من كتابة الرسائل والعرائض الى المقالات  والكتابة الصحفية حتى الكتابة القصصية ثم روايته الأولى "المصابيح الزرقاء"  سنة 1954.
خلف الفقيد حنا مينة أكثر من 44 رواية، ترجمت إلى العديد من اللغات، وكثير منها تحول إلى أفلام سينمائية ومسلسلات درامية سورية.

ولد  حنا مينه في 9 مارس 1924 في مدينة اللاذقية، وعاش طفولة مرتبطة بالبحر  الذي أصبح تيمة قارة في رواياته، ونشأ عصاميا فعرف الكثيرمن المصاعب في حيته.




- جوائز حصل عليها

* جائزة المجلس الأعلى للثقافة والآداب والعلوم بدمشق عن رواية «الشراع والعاصفة».
* جائزة سلطان العويس لمجمل أعماله على عطائه الروائي.
* جائزة المجلس الثقافي لجنوب إيطاليا، عن رواية «الشراع والعاصفة»، كأفضل رواية ترجمت إلى الإيطالية.
* جائزة «الكاتب العربي» التي يمنحها اتحاد الكتاب المصريين.
* وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.

- من أعماله

* «المصابيح الزرق»، رواية، 1954.
* «الشراع والعاصفة»، رواية، 1966.
* «الثلج يأتي من النافذة»، رواية، 1969.
* «ناظم حكمت وقضايا أدبية وفكرية»، سيرة ودراسة، 1971.
* «الشمس في يوم غائم»، رواية، 1973.
* «الياطر»، رواية، 1975.
* بقايا صور»، رواية، 1975.
* «المستنقع»، رواية، 1977.
* «المرصد»، رواية، 1980.
* «حكاية بحار»، رواية، 1981.
* «الدَّقل»، رواية، 1982.
* «هواجس في التجربة الروائية»، خواطر وتأملات، 1982.
* «نهاية رجل شجاع»، رواية، 1989.
* «البحر والسفينة وهي»، رواية، 2002.
* «الأرقش والغجرية»، رواية، 2006. 


من  أقواله   : 


  • «الأدباء العرب، أكثرهم لم يكتبوا عن البحر لأنهم خافوا معاينة الموت في جبهة الموج الصاخب. لا أدّعي الفروسية، المغامرة نعم! أجدادي بحّارة، هذه مهنتهم، الابن يتعلم حرفة أهله، احترفت العمل في الميناء كحمّال، واحترفت البحر كبحّار على المراكب. كان ذلك في الماضي الشقي والماجد من حياتي ، هذه المسيرة الطويلة كانت مشياً ، وبأقدام حافية، في حقول من مسامير، دمي سال في مواقع خطواتي، أنظر الآن إلى الماضي، نظرة تأمل حيادية، فأرتعش. كيف، كيف؟!»
  • -   
  • «مهنة الكاتب ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة. لا تفهموني خطأ، الحياة أعطتني، وبسخاء، يقال إنني أوسع الكتّاب العرب انتشاراً، مع نجيب محفوظ بعد نوبل ، ومع نزار قبانيوغزلياته التي أعطته أن يكون عمر بن أبي ربيعة القرن العشرين. يطالبونني، في الوقت الحاضر، بمحاولاتي الأدبية الأولى، التي تنفع الباحثين والنقاد والدارسين، لكنها، بالنسبة إلي، ورقة خريف اسقطت مصابيح زرق».



الوصية  


أنا حنا بن سليم حنا مينه، والدتي مريانا ميخائيل زكور، من مواليد اللاذقية العام 1924، أكتب وصيتي وأنا بكامل قواي العقلية، وقد عمّرت طويلاً حتى صرت أخشى ألا أموت، بعد أن شبعت من الدنيا، مع يقيني أنه «لكل أجل كتاب». ‏
لقد كنت سعيداً جداً في حياتي، فمنذ أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء، وانتصرت عليه، وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، وإني لمن الشاكرين. ‏
عندما ألفظ النفس الأخير، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتي في أية وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فقد كنت بسيطاً في حياتي، وأرغب أن أكون بسيطاً في مماتي، وليس لي أهل، لأن أهلي، جميعاً، لم يعرفوا من أنا في حياتي، وهذا أفضل، لذلك ليس من الإنصاف في شيء، أن يتحسروا علي عندما يعرفونني، بعد مغادرة هذه الفانية. ‏
كل ما فعلته في حياتي معروف، وهو أداء واجبي تجاه وطني وشعبي، وقد كرست كل كلماتي لأجل هدف واحد: نصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض، وبعد أن ناضلت بجسدي في سبيل هذا الهدف، وبدأت الكتابة في الأربعين من عمري، شرّعت قلمي لأجل الهدف ذاته، ولما أزل. ‏
لا عتب ولا عتاب، ولست ذاكرهما، هنا، إلا للضرورة، فقد اعتمدت عمري كله، لا على الحظ، بل على الساعد، فيدي وحدها، وبمفردها، صفقت، وإني لأشكر هذه اليد، ففي الشكر تدوم النعم. ‏
أعتذر للجميع، أقرباء، أصدقاء، رفاق، قراء، إذا طلبت منهم أن يدعوا نعشي، محمولاً من بيتي إلى عربة الموت، على أكتاف أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتى، وبعد إهالة التراب علي، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة. ‏
لا حزن، لا بكاء، لا لباس أسود، لا للتعزيات، بأي شكل، ومن أي نوع، في البيت أو خارجه، ثم، وهذا هو الأهم، وأشدد: لا حفلة تأبين، فالذي سيقال بعد موتي، سمعته في حياتي، وهذه التآبين، وكما جرت العادات، منكرة، منفّرة، مسيئة إلي، استغيث بكم جميعاً، أن تريحوا عظامي منها. ‏
كل ما أملك، في دمشق واللاذقية، يتصرف به من يدّعون أنهم أهلي، ولهم الحرية في توزيع بعضه، على الفقراء، الأحباء الذين كنت منهم، وكانوا مني، وكنا على نسب هو الأغلى، الأثمن، الأكرم عندي. ‏
زوجتي العزيزة مريم دميان سمعان، وصيتي عند من يصلّون لراحة نفسي، لها الحق، لو كانت لديها إمكانية وعي هذا الحق، أن تتصرف بكل إرثي، أما بيتي في اللاذقية، وكل ما فيه، فهو لها ومطوّب باسمها، فلا يباع إلا بعد عودتها إلى العدم الذي خرجت هي، وخرجت أنا، منه، ثم عدنا إليه.‏
--

حنا مينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق