ويكبر هذا الطفل الذي هو معظمنا ويصبح في المدرسة
الابتدائية وهناك يلتقي بزملائه الذين تلقوا تربية شبيهة بأنهم الأفضل ، فيتشابكون
للحصول على أي شيء يُعرض عليهم وكل واحد فيهم يعتقد أنه الأولى ... ويجتهد
المربّون في المدرسة أن يساووا الخلافات بينهم . ومن المربّين من يحلو له تفوّق
طالب على آخر . ومن المديرين من يولي اهتماماً خاصاً ليس راغباً بل خاضعاً لأبناء
الذوات .
كبرنا جميعاً على مصطلحات مثل الزعيم والمختار والرئيس
والمدير . كبرنا ولكن قسم منا ما زال يتقوقع في مفاهيم الماضي بأن الرئيس يحيي
ويميت ولا يتحرك شيء في البلد الا بأمره . هذا المفهوم حذا ببعض كبار السن أن
يرشحوا أنفسهم للمنصب الآمر والناهي المحيي والمميت ... ولكن الحقيقة منصب الرئيس
لا يتعدى عن كونه مديراً لمؤسسات البلدية ومشرفاً عليها ومجبراً أن يعطي الحقوق
لأصحابها مستحقيها .
الشعور بالتميز في الطفولة يجعل الكثيرين يحسدون الرئيس
ويسيئون بكلامهم لشخصه ليس لسبب سوى أنهم لا يعرفون ما هي صلاحياته ويحتل المنصب
الذي حلموا به في صباهم .
من واجبنا ان نربي أطفالنا على حب العلم وليس على حب
الزعامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق