الخميس، 9 أغسطس 2018

في رثاء عنقاء الشعر



إلى روح الشاعر الكبير
محمود درويش

الحزنُ يختمِرُ في العُيون

والأرضُ التي أحبَبْتَ تحتبِسُ الدُّموع

بين رماِل النَّقَبِ وجبالِ الجَليل

يا أيُّها الفارسُ الأوّلُ

يا أيُّها الشاعرُ الأوَّلُ

أنت مُتَّ وَلَمْ تَمُت

ما دامَتِ القضيَّةُ تسكنُكَ حتَّى الثَّمالة

وتسكنُ مخيماتِها المخنوقة َ في قارورَةِ الأيّام

ما دامَ الحسّونُ يستعيرُ شِعْرَكَ وَصَوْتكَ

ما دُمْتَ تُغَنِّي لِحَيْفا والبحرِ جدائلَها

قصائدُك مرافئٌ للشُّعراء

منارةٌ شامخةُ تحاورُ فلسفةَ الأشْياء

وانحرافَ التاريخ

بَكتكَ يا محمودُ كلُّ ألْسُن ِ الأرض

وأزهارُ البريَّةِ تعزف

مواويلَك الحزينةَ بين شروقِ الشَّمسِ ومغيبِها

أرجوحةُ الوداع

يا عنقاءَ الشِّعر

هواءُ الجليلِ العَليل

خليطٌ مِنْ أشعارِكَ وأنفاسِكَ ووقْعِ أقدامِك

يتوقُ لاحتضانِكَ الأبَديّ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق