الأربعاء، 24 مايو 2017

ندوة أدبيّة احتفاء بالكاتب مصطفى عبد الفتاح وروايته الجديدة: "جدار في بيت القاطرات"



اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين ومجلس كوكب أبو الهيجاء المحلي يقيمان أمسية أدبية حواريّة احتفاء بالكاتب وروايته، في قاعة المدرسة الثانويّة في بلدة الكاتب، فقد غصت القاعة بالعشرات من أصدقاء الكاتب من أعضاء اتحاد الكرمل وأهالي قريته ومحبي الادب.
افتتح الأمسية وأدارها الكاتب سعيد نفاع أمين عام الاتحاد نفاع، بكلمة موجزة من بين ما قال فيها: تجذّر لدينا الادعاءُ أن ناسَنا لا يقرأون، فانهزمنا أمام هذا الادعاء وانكمشنا على بعضنا في أمسياتنا، دون أن نتعبَ أنفسَنا بالتفتيش عن الأسباب عميقا، فلعلنا مثلا أضعنا نحن الطريقَ في الوصول إلى الناس ؟! ندواتُنا هذه عند الناس وفي بيوت الناس هي لا شكّ البديلُ عن انكفائنا في صوامعنا نادبين: "الناس لا تقرأ!".
وأضاف:قبل أن أعطيَ الكلامَ، لا أراني مخطئا أو متطفّلا إن أعلنت وباسمِنا جميعا، عن تقديم هذه الندوة، الذي تصادف إعلان المتابعة عن إضراب التضامن مع أسرى الحريّة مع انعقادها، عربونا لنصر أمعائهم المحتّم . فقوبل هذا الإعلان بالتصفيق.

أمّا رئيس المجلس المحلي السيد زاهر صالح، فقد رحب بالحضور مؤكدا على الاستمرار في الرؤية الشمولية لموضوع الثقافة والتعليم ووضعها في سلم أولويات السلطة المحلية، وهنأ الكاتب متمنيا له المزيد من الابداع مقدّما له ومعه أعضاء المجلس، منذر حاج ومروان أبو الهيجاء وموظفي المجلس طارق صالح واحمد محمد أبو الهيجاء درع المجلس المحلّي تقديرا لعطائه. واختتم كلمته بتوجيه تحية التضامن الى اسرانا البواسل في معركتهم من اجل تحقيق مطالبهم العادلة والانسانية.
ثم القت الكاتبة اسمهان خلايلة عضو إدارة الاتحاد ولجنته الثقافيّة، كلمة وتحية ادباء الكرمل منوهة الى الدور الداعم والكبير للاتحاد في تنفيذ مشروعه الثقافي الرائد في الورشات الأدبية في مدارسنا ومكتباتنا العامة، حيث يعمل الاتحاد على احياء ايام اللغة العربية والالتحام بشبيبتنا وطلابنا جيل الغد لتعريفهم بالأدب المحلي ومبدعينا، مشيرة الى الاهداف الثقافية التي وضعها الاتحاد نصب عينه للنهوض بثقافتنا الوطنية والحفاظ على موروثنا وارثنا الثقافي وهويتنا ولغتنا. ثم اختتمت خلايلة كلمتها مهنئة الكاتب مصطفى عبد الفتاح بإصداره الجديد.
وفي مداخلته النقديّة أسهب الكاتب محمد هيبي في استعراض ونقد الرواية بأسلوب مهني مكثف، مشيرا الى ما تحمله الرواية من تشبيهات لجدار الفصل العنصري الذي لا ينفك بطل الرواية يتساءل: لم لا يزول الجدار؟ واكد هيبي ان الكاتب قد اجاد توظيف المكان، وان الرواية هي حكاية مواجهة بين السلطة الاسرائيلية الغاشمة والفلسطينيّين هنا، وقد ثمن العمل الروائي مشيرا إلى أن ان الكاتب عبد الفتاح قد قفز قفزة نوعية نحو مستقبل روائي مشرف.
هذا وقد ساهم في الجزء الحواريّ من الأمسية كل من الكتاب بطرس دلة وعبد الخالق اسدي وعصام خوري بمداخلات قصيرة اغنت النقاش حول الرواية.
اختتم الأمسية المحتفى به الكاتب مصطفى عبد الفتاح بكلمة شكر للحضور ولكل من ساهم وشارك في اخراج الأمسية الى حيز التنفيذ، وبعدها قدم مداخلة قصيرة سلط فيها الضوء على بعض الجوانب الهامة من تجربته الروائية والأسباب التي قادته لكتابة هذا العمل الروائي وأضاف: " الكتابةُ الأدبيةِ الإبداعية انماِ هيَ تعبيرٌ صادقٌ عن لحظاتٍ وجدانيةٍ عميقةٍ تسيطرُ على حواسِ الكاتب وتنطبعُ في اعماقِه الإنسانيةِ، فتُحيلَها في لحظةِ صفاءٍ ذهنيٍ الى كلماتٍ يحاولُ ان يجعلَها تُشعُّ نوراً ادبياً خالصاً يقدِّمَهُ الى قارئِه، حُزماً من نورٍ على طبقٍ من حبٍ، يقبلَهُ العقلُ فكراً ويستسيغَهُ القلبُ شوقاً، وترضى به النفسُ مطمئنَّةً".
واضاف: ان فكرة كتابة الرواية " جدار في بيت القاطرات" كما هي امامكم، داعبت افق خيالي منذ سنين طوال، صور من الماضي رسمت الحاضر وشكلت المستقبل، حملها وعيي سنينا، كان دافع الكتابة قويا شديدا جارفا، هي فترة غريبة، حَمَلَت في طيَّاتها مدا ثوريا جماهيريا جارفا يدعو الى التأمل والانبهار بمنجزاته، وفي نفس الوقت تراجعا قياديا سلطويا رهيبا يصل حد الخيانة والتسليم. من جهة كان يوم الأرض الخالد عام 76، وما تلاه من نهوض ثوري ومد جماهيري من اجل عدالة اجتماعية، ومن الجهة الأخرى كانت زيارة أكبر زعيم دولة عربية الى بئر السبع وتوقيع معاهدة سلام مذلة ما زالت عصارتها تقطر في افواهنا سما زعافا يعيش شعبنا اسقاطاتها الى يومنا هذا.
هذا وكان رفاق درب الكاتب من أبناء بلدته وخلال الندوة كرّموا الكاتب رفيقهم بهديّة رمزيّة، تقديرا. وفي النهاية قدّم اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينييّن ممثلا برئيسه الكاتب فتحي فوراني ونائبه الشاعر عبد الرحيم الشيخ يوسف بتقديم درع الاتحاد للكاتب المحتفى به.




































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق