خديجة صفوت، الرواية
الجزائرية، اللسانيات وفلسفة اللغة، جدلية السلطة والفن، ومفهوم الشعرية
مجلة الكلمة ـ لندن
تستهل
(الكلمة)، التي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عددها الجديد، العدد 119 لشهر مارس/ آذار 2017،
بأن تنعي لقرائها المناضلة والناشطة السياسية السودانية الكبيرة، التي رحلت قبل أيام من
صدور هذا العدد، وكانت من كتاب المجلة الدائمين، وتنشر آخر أبحاثها التي خصت بها
المجلة قبل الرحيل، والذي يشكل الحلقة الأخيرة من دراسة/ شهادة/ وصية مطولة سبق أن
نشرت حلقاتها في أعداد سابقة. ويستعيد أحد محرريها جزءا من تجربة مسرحي تونسي رسخ
ملامح الواقعية الفنية ورحل قبل شهور. كما يقدم العدد دراستين ضافيتين عن الأصول
الفلسفية للسانيات المعاصرة، تفصل أولاهما إشكاليات اللغة والفكر عند فيتغنشتين
وكيف شكلت منطلقاته التحليلية الجديدة للوضعية المنطقية والتناول الجديد للغة،
بينما تعقد ثانيتهما مقارنة بين دوره في هذا المجال ودور رولان بارت الذي حرر
الدرس اللغوي من الوضعية المنطقية الضيقة، ومن القراءات الحرفية للغة وغيرها من
الحقول المعرفية. ويهتم العدد أيضا بالتنظير النقدي، فينشر دراسة عن تأثير فكر
غاستون باشلار الفلسفي على النقد الأدبي الفرنسي؛ وأخرى عن بنية الأقصوصة القصيرة
أو القصة القصيرة جدا تسعي للتعرف على قواعدها والثنائيات التي تتحكم في بنيتها؛
وثالثة عن تمثلات التاريخ، شخصيات وأحداث في الرواية الجزائرية المعاصرة وما تطرحه
من إشكاليات في أنماط التسريد؛ ورابعة عن مختلف تجليات تقنية التوازي في القصيدة
العربية المعاصرة؛ وخامسة عن مفهوم الشعرية عند الإغريق والعرب القدامى؛ وسادسة عن
دعائم ومفاهيم المذهب الشكلاني في النقد الأدبي؛ وسابعة عن الحركة المستقبلية
الإيطالية وتجلياتها الجمالية.
لكن انشغال العدد بالتنظير
لم يحل دونه والاهتمام بالنقد التطبيقي الذي نال حظه من الاهتمام في هذا العدد حيث
نجد أكثر من دراسة عن مجموعات قصصية متميزة، أبرزها المجموعة الأخيرة للكاتبة
المرموقة مي التلمساني. وأكثر من دراسة عن الشعر ودواوينه الجديدة، وكذلك تناولا
لإنجاز بعض النقاد المعاصرين. فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالنصوص
الإبداعية ومراجعات الكتب، حيث قدم رواية جديدة من تونس، مع قصص من مختلف البلدان
العربية. وباب شعر الذي قدم فيه ديوان شعر من تونس وآخر من فلسطين، وقصائد لشعراء من مختلف البلدان العربية. كما ينطوي
العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب
(الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص ونقد وكتب ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
وتنعي (الكلمة) لقرائها المناضلة والناشطة السياسية السودانية الكبيرة خديجة
صفوت، التي رحلت قبل أيام من صدور هذا العدد، وكانت من كتاب المجلة الدائمين، وتنشر
المجلة آخر أبحاثها التي خصت بها المجلة قبل الرحيل، حول "عبدالخالق محجوب
وتنوع الماركسيات بالمؤتمر العشرين"، والذي يشكل الحلقة الأخيرة من دراسة/
شهادة/ وصية مطولة سبق أن نشرت حلقاتها في أعداد سابقة، ويقارب سمير الفيل تجربة
محمد صالح رجب وكتابة المسكوت عنه، ويقدم محمد الأمين بحري "تمثل التاريخ في
الرواية الجزائرية المعاصرة"، كما تتناول بن زينب شريف "اللغة والفكر
عند فيتغتشتين" من خلال كتابه "رسالة منطقية فلسفية"، ويقدم حيدر
علي سلامة "جدل اللسانيات الوضعية وفلسفة اللغة" من خلال مقاربة
ابستيمولوجية، وتقدم سمر الديوب "الثنائيات الضدية في القصة القصيرة
جدا"، ويكشف ماكس ميلنر تأثير "غاستون باشلار في النقد الأدبي
الفرنسي"، ويكشف عصام شرتح "التوازي في القصيدة المعاصرة".
في باب شعر، تحتفي الكلمة بشهر الشعر مارس، من خلال تقديم ديوان "ما لا
تقوله الفأس وتذرفه الغابة" للشاعر التونسي عبدالفتاح بن حمودة، وديوان قصير
"مجازات" للشاعر الفلسطيني نمر سعدي، الى جانب قصائد الشعراء: عمر صبري
كتمتو، وديمة محمود، وغازي لغماري، وباسم الأنصار. وفي باب السرد تنشر الكلمة
رواية تونسية للكاتب عمر العويني، "العودة الى اليمن"، فيما تقدم نصوصا
للمبدعين: سلام ابراهيم، عمر الحويج، ماهر طلبه، فائزة سلطان، أمينة شرادي، وسيف
الدين بنزيد.
في باب النقد، يتناول عبدالكريم سليم علي "الحركة المستقبلية" من
خلال جدلية العلاقة بين الفن والسلطة، ويقارب مأمون شحادة مواقف المثقف العربي
اليوم في معادلة الاضطراب الفكري، في حين يعالج كريم الحفيان "مفهوم الشعرية
عند الإغريق والعرب القدامى، ويقدم الطيب رحماني دعائم ومفاهيم المذهب الشكلاني في
النقد الأدبي فيما يرى عبدالسلام مرسلي أن مسار عبدالملك مرتاض النقدي قد قاده الى
التعدد المنهجي، ويراجع عبدالواحد مفتاح ديوان "ولاعة ديوجين" حيث
القصائد تضيء مثل حلم، ويكتب عيد اسطفانوس شهادة "على مشارف السبعين.. صدمة
المرآة"، ويتوقف نبيل عودة عند كتاب الناصرة في الوجدان وتسجيل الذاكرة
الجماعية.
في باب مواجهات، يستعيد محرر الكلمة عبدالحق ميفراني مسار الفنان المنصف
السويسي، فيما يفتتح بهاء عبدالمجيد، باب كتب، بقراءة في عالم من السحر يكشف فيها
عن تقنيات السرد، ويكتب شوقي عبدالحميد يحيى عن "حضور الغياب في "موجة
دافئة"، ويقدم هاشم شفيق تجربة الشاعر الفرنسي بيير ريفردي، وفي
"إسقاطات التاريخ وفضاءات الجغرافيا" تقدم سناء الشعلان عملا روائيا
ضخما يغدو سجلا تاريخيا جديدا، أما محمود عبدالشكور فيقارب رواية "صوت
الغراب" حيث التحليق فوق الخطوط المرسومة، وترصد مايا الحاج رؤى "سمر
يزبك" وهي تروي الحرب السورية بلسان مربوط، ويكتب فراس حج محمد عن مجموعة
تتساءل "هل يمكن للكتابة أن تغير وجه العالم".
بالإضافة إلى
ذلك تقدم
المجلة رسائل
وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي
راهن الوضع
الثقافي في
الوطن العربي.
لقراءة هذه
المواد اذهب
إلى موقع
الكلمة في
الانترنت: http://www.alkalimah.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق