الاثنين، 22 فبراير 2016

قراءة في قصة العيد الذي لم أشترك فيه

تأليف :  الدكتور أحمد هيبي
بقلم  : سهيل إبراهيم  عيساوي
***
تقع  القصة في 22  صفحة من  الحجم المتوسط ، غلاف سميك ، لوحات الفنان إيليا بعيني ، إصدار  مركز أدب الأطفال العربي  في إسرائيل ، 1997 .
القصة : تتحدث  القصة عن يوميات طفل اسمه  نعيم ، يمهد الكاتب للقصة  ويحاول  تجنيد القارئ قبل سرد  القصة " هل تتخيل عزيزي القارئ أن يمر عليك عيد يحتفل به جميع أخوتك ، وأنت لا تحتفل ؟  " ثم يعرفنا  الطفل على نفسه ، عمره 4 سنوات ، وهو اصغر إخوته ، طفل مدلل جميل وسمين وخفيف دم ، ثم يقص علينا  ما حدث معه ومع أبيه وإخوته كيف تسللوا وذهبوا لشراء الحاجات المدرسية دون أن يرافقهم ، عندما شعر بمكيدتهم اخذ يصرخ ويبكي ، ومع  عودتهم مع  الوالد ، ومعهم  الكتب والدفاتر والمساطر والحقائب  الجميلة ، الطفل نعيم حصل  على  الكلام  المعسول ،وأما إخوته حصلوا على الكتب والدفاتر والتجاليد ، حاول الطفل الاندفاع  والحصول على شيء من الغنائم لكن دون جدوى خرج  صفر اليدين  ، جاء  عيد   المدرسة  لم  يحتفل نعيم مع  إخوته . لان  إخوته  يذهبون إلى  المدرسة باكرا على رؤوس أصابعهم وهو نائم كما حدث في  السنة  الماضية .
رسالة  الكاتب :
-         الاهتمام  بمشاعر الطفل  الذي لا  يعرف بعد م  هي  المدرسة ومحاولة امتصاص غضبه .
-         الطفل  الصغير له مشاعر وأحاسيس يعرف ما يدور حوله
-         افتتاح السنة الدراسية بالنسبة للكاتب والعديد من  الطلاب بمثابة عيد هام .
-         الطفل يصور الأحداث من خلال زاويته الخاصة .
-         هنالك صراع خفي وعلني بين الطفل وأهله ، يمر عبر مضيق الغيرة بين الأخوة  والحسد ، والرغبة في المساواة .
-         حاجة الأهل إلى  فهم مشاعر الطفل وحاجته  إلى التسوق والحصول على أغراض خاصة به ، والحاجة الملحة إلى الصراحة والصدق لان حبل الكذب قصير " الطفل يعرف ماذا يخطط الأهل .
أسلوب الكاتب : اتبع  الكاتب احمد هيبي أسلوب سردي مشوق ، مزج به بين العامية ، والفصحى ، واستعمل الكثير من الكلمات الدارجة ، ليقربنا ربما من  جو القصة  ويكسر الجليد اللغوي، واحيانا كان الأمر  على حساب النص ، كذلك استعمل الأمثال  الشعبية ،و مهد للقصة بمقدمة ليجند القارئ إلى جانب البطل " نعيم " وكي يجذبه إلى الأحداث .
كلمات  عامية وردت في  القصة :
-         "ناصح " ص4
-         يفوت فيها اثنان "  ص6
-         "صندل مقبوع " ص 6
-         "قشاطه " ص 6
-         "افقع "  ص 8
-         "أخي المفجوع ". ص 8
-         " لأ هياهن جايين " ص 10
-         " طيب ..بفرجيهن لما يروحوا .. ليش ما اخذوكاش معهن "  ...ص10
-         افرك بعيني  "  ص 12
-         " انت مش رايح على المدرسة " ص 14
-         " امبلا  انا رايح " ص 14
-         " بعدين ناخذها ..ونعطيك اياها : ص14
-         " استنا يا نعيم ..استنا يما ، هذول للمدرسة .." ص 16
-         " شوف شو جبتلك  يا نعيم شنتة "  ص 18
أمثال شعبية وردت في  القصة :
-         "ليس في بيتنا خبز ولا زبدة"
-         "خرجت من المولد  بلا حمص"

مصطلحات موفقة وردت في  القصة :
-         أشكو لك مظلمتي " ص 4
-         " كأنها عروس التركمان " ص 6
-         "منتوف الشارب" ص6
-         "تحلقت حول والدي" ص 8
-         "صرخت صرخة مدوية"  ص 10
-         "سقطت بين ذراعي أمي"  ص 10
-         "تنتظر عثرتي" ص 10
-         "تهدئ من ثورتي"  ص 10
-         "نصيبها من  المؤامرة "  ص10
-         "دفعت نفسي من يدها " ص 12
-         "صوت الهمس اللئيم" ص 14
-         "أعرضت عنه" ص 14
-         "فحبست أنقاسي" ص 14
-         "يقسم هذه الغنائم" ص 16
-         "الكلام المعسول" ص 16
-         "فاندفعت كالمجنون" ص 16
-         "لم استطع أن أتمالك نفسي"  ص16
-         "كلامه يغيظني"  ص 16
-         "هجمت كأنها  حارس مرمى " ص 18
-         "المشاعر السوداء " ص 20
-         "يتغامزون مثل لصوص علي بابا "ص 20

ملاحظات  حول  القصة :
-         القصة غير مرقمة الصفحات   وهذا يصعب على القارئ والطفل خاصة ، وعلى الباحث
-         تم تظهير القصة بكلمة للراحل الدكتور نعيم عرايدي ، حيث تكشف  الكلمة الهدف من  القصة ، ومضمونها ، مثل هذه الخطوة غير مستحبة  في قصص الأطفال لأنها تفسد على الطفل فرحة اللقاء بالقصة وحروفها .
-         في القصة الكثير من الكلمات العامية  ، مما يحدث البلبلة لدى الطفل.
-         في القصة خلط بين اللغة الفصحى المتميزة (كما أوردنا في الأمثلة المقتبسة من القصة ) تشعر أن الكاتب تارة يتحدث بلغته ككاتب وتارة  بلغة الطفل نعيم ، بلغته المحدودة والمقتصرة على عالمه  الخاص المرصع بالطفولة البريئة والساذجة .
-         وردت بعض الأوصاف القاسية بحق الأب والإخوة  مثل " شيخ العصابة – أبي العزيز " ، وقد تجمع حوله أولاده المتآمرون " ،"مثل لصوص علي بابا "، "أخي المفجوع " .
 خلاصة : الدكتور احمد هيبي ، كاتب مبدع ، له بصماته على الساحة الأدبية ، وصاحب فكر فلسفي عميق ، وأسلوبه القصصي مميز ، يمتاز بالواقعية المرة ،وأسلوبه  الساخر  يبحر بعيدا في عمق النفس البشرية محاولا سبر أغوارها ، في قصته " العيد  الذي لم اشترك فيه " ، يطرح قضية الطفولة المبكرة ببساطتها وتعقيداتها ، الصراع الداخلي الذي يمر به الطفل ، والصراع مع أفراد العائلة على الذات وحدودها على الصدق ومفهومه ، وعن فرحة النضوج ، و"عيد افتتاح السنة الدراسية"، بأسلوب مشوق ، وان كنا نختلف معه في قضية إدخال كلمات عامية ومن اللغة المحكية في النص ، والمباشرة الصريحة ، ووفق في استدراج  القارئ منذ بداية القصة ، وان كان في بحر القصة بعض المشاهد تعود على نفسها ، ولكنه يعود  ويفلح في إقفال القصة بذكاء ، وقليلة  هي القصص المعدة للأطفال التي  تتحدث عن  مشاعر الأطفال الحقيقية ورغباتهم المكبوتة والتي يحاول الكبار قمعها عنوة.
أسئلة  حول القصة :
-         ما هو العيد الذي لم يشترك به الطفل نعيم ؟
-         هل تؤيد استعمال الكاتب للغة المحكية في قصته ؟
-         هل أفلحت العائلة في فهم نفسية الطفل نعيم ؟.
-         ما رأيك في دور الأم ؟

-         لماذا  استشاط  الطفل   غضبا على امتداد صفحات القصة ؟

-         لماذا قال الطفل خرجت من المولد بلا  حمص ؟
-         هل وفق الكاتب في اختيار العنوان ؟
-         اختر عنوانا أخر للقصة ؟
-         صف علاقة الطفل نعيم بأخوته ؟
-         اختر نهاية أخرى للقصة ؟
-         هل الغيرة بين الأخوة مشروعة ؟ علل
-         هل يعرف الأهل أن الطفل يفهم ما يدور حوله ؟
-         هل في اعتقادك نقل لنا الطفل وجهة نظره أم الحقيقة كما هي ؟
-         لماذا ربط الكاتب بين العيد وافتتاح السنة الدراسية ؟
-         كيف كنت تتصرف لو كنت مكان الأب ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق