عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام؛ صدر للشاعرة العراقية المقيمة في السويد "سهام عبد الرزاق الجابري" مجموعتها الشعرية الأولى « زفاف وحرب ورحيل ». المجموعة تقع في 104 صفحة من القطع المتوسط، وتضم خمسًا وعشرين قصيدة متنوعة، كان النصيب الأكبر منها للشعر الشعبي باللهجة العراقية.قدَّم للديوان الأديب والناقد "هيثم نافل والي"، ومما جاء في مقدمته : ( عندما نمسك بالقلم؛ يتسللل المزاح هاربًا، موليًا ومعطيًا لنا ظهره، ولا يبقى لنا مواسيًا غير الجدية الملتزمة التي نسعى لتحقيقها كلما ساح حبر قلمنا على الورق الأبيض ساعيًا لتخديش نقائه الدائم غير المنتصر، وعزاؤنا صدقنا وهو الذي يسعفنا ويقلل من ذنوبنا البريئة التي تتعدى على عذرية الأوراق فليطخها حبر أقلامنا مجبرين. تعرفنا على السيدة سهام الجابري عن طريق كتاباتها قبل شخصها، فحزرناها وتحققت لنا نبوءتنا في إنسانية أفعالها، وشفافية منطقها ولسانها، ونقاء سريرتها، وطيبة قلبها وعطفها وهي الأم الرحوم الودود التي تخاف على الجميع وكأن الجميع أبناؤها.. هذي هي السيدة سهام بلا رتوش أو ألوان لمن يريد رسمها بصدق يصل حد الإيمان. تنوعت قصائدها في مضامينها وأنواعها، أوزانها وقوافيها؛ منها الشعبي العراقي الذي يمتاز بلونه ورائحته التي تشبه رائحة الهيل وعطره، يفوح منها الوجدان ومن بين ثناياها الشوق والحرمان... وقصائد الحُر الذي تهتز له أعمدة البناء والأركان، لصدقه وإنسانيته ومعالجاته الفكرية المستلهم من موهبتها وفطرتها الربانية التي وهبها لها الخالق وميزها عن سواها دون حساب... فجادت وأبدعت في محاكاتها وتفسيراتها ونقدها.. كما تمتعت بنفسها الشعري العميق الذي لا نجده بسهولة لمن زاملها الشعر ورطن بأبياته. رغم بساطة كلماتها، وجدناها تخاطب القلب همسًا، يفتح لها ردحًا.. وهي تنطق بأجمل ما عندها من عذابات النفس ولوعتها التي حملتها ذكرياتها وتاريخها وكل ما تعلق في ذهنها المتقد التواق للجمال وإنسانية الإنسان....). من قصائد الديوان : جنوبية أنا من قلب ميسان / يا كلبي بعد كافي ويزيني قَهَر / عِندَ رَحيلي إبغُربِتي لِيَّ وِصِّيَّه إلهَلي عُرسٌ ويتمٌ وضَياع / إهجَرِت حَبيبي الوطن وإسكَنِت نَزّالْ / العراق هَوِيَتي / البنجة ودجلة الخير عِتاب للقَدَر والزمن الغدار / جسمي إهناه بالأردُن وكلبي باقي إبغداد / يَللّي طالَت غيبتِج يردوني انسَهْ العراقية في أسواق النخاسة / إبعَدِت عن الوطن غَصُب ومشيت/ بالغُربَه دار الزَمَن لكن ما نسينَه
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق