السبت، 6 ديسمبر 2014

دراسة لقصة " الصياد والفانوس السِّحري " - للأطفال - للكاتب والشاعر الأستاذ " سهيل عيساوي - بقلم حاتم جوعية

-   دراسة  لقصة  " الصياد  والفانوس السِّحري " -  للأطفال  -   للكاتب والشاعر الأستاذ " سهيل عيساوي   - بقلم   حاتم  جوعية
                                        

                                             


مقدِّمة :  قصَّة  "الصيَّاد والفانوس السِّحري " -  للأطفال .. ( كتبت  لجميع أجيال الطفولة ) من تأليف الأديب والشاعر الأستاذ "سهيل عيساوي"،  تقعُ  في 28 صفحة من الحجم الكبير، إصدار دار الهدى .. راجعَهَا لغويًّا الأستاذ   " أحمد شدافنه " .. ووضعَ  صورة َ الغلاف  والرسومات الداخلية   للكتاب الفنانة ُ التشكيلية  " فيتا  نتئيل "  . 
مدخل :  تتحدَّثُ القصَّة ُعن صيادٍ  كادح  ومجتهدٍ  يعيشُ  في قريةٍ  صغيرةٍ نائيةٍ على  شاطىءِ البحر بهدوءٍ  وراحةٍ واطمئنان  مع أفرادِ عائلتهِ .. وفي كلِّ صباح يودِّعُ هذا الصياد ُ أطفالهُ  وزوحته  ويأخذ  شباكَ الصيدِ  ويركبُ زورَقهُ الصغير وينطلقُ  بهِ  عرضَ البحر ليصطادَ  الأسماكِ  مصدر رزقه الوحيد وقوت عيالهِ...ولم  يكن الصيدُ سهلا ومتوفرا دائما  له ..فأحيانا  كان  يصطادُ  الكثيرَ من الأسماك وفي الكثير من الأيام  كان  يعودُ  خائبا وبشباكٍ فارغة .
 وحدثَ ذات  يوم انَّهُ ألقى شباكهُ في عرض البحر وعندما أعادَها رأى شيئا غريبا وغيرَ مألوفٍ  في قبضتها  فوضعهُ وتحسَّسهُ بريبةٍ  وخوفٍ  وإذا  بهِ فانوس قديم .. فمسحَ الفانوسَ بيدهِ  ولم يكن يعرف  ماذا سيحدثُ  من  نتيجةِ  هذا التصرف ، وإذا  بماردٍ  كبير  مخيف  يخرجُ  من  فوَّهتِهِ  فانعقدَ  لسانهُ وكادَ أن  يغمى عليهِ من الخوف .. فقالَ  لهُ  المارد : أيها الصيَّادُ الطيِّبُ  أنا  خادمُ هذا الفانوس  ومنذ آلاف السنين وأنا أنتظرُ من  يفكُّ أسري  حتى أتيتَ أنتَ  وكنتَ السَّببَ في خروجي من هذا السجن  ( الفانوس الذي سجن فيه )  ..  فأجابهُ الصيَّادُ :
( "  ماذا تريدُ منِّي ؟ ! أتريدني أعودُ  سالمًا ؟ ....
فأجابهُ الماردُ  : -  سوفَ  أمنحكَ فرصة ً لتطلبَ  ثلاث أمنياتٍ ...
فاستغربَ الصيَّادُ  وتعجَّبَ ... حقًّا ؟  أشكركَ كثيرا .
فقالَ لهُ الماردُ  : أطلبْ .
وكانَ طلبُ الصيَّادِ  في الأمنيةِ الأولى :أريدُ أن  تبني لي قصرًا جميلا رائعا مرصَّعًا بالذهب والفضةِ  وفيه الكثيرُ من الحراس  والخدم  وحولهُ  الحدائق والجداول  وتنصبني ملكًا على مملكةٍ  كبيرةٍ  .
والأمنية الثانية : أرجو  أن  أرجعَ  شابا  يافعا ...  وأمَّا  الأمنية  ُالثالثة  فأنا لا أطلبها الآن  ، بل أريدُ  تأجيلها  لوقتٍ  آخر .
  وفي لحظاتٍ  لم  يتوقعها الصيَّادُ  شاهدَ  نفسَهُ  ملكا في لباس الملك  وعليه التاج  المرصَّع  بالذهب  وحوله  حاشية  كبيرة  والعديد  من الخدم  والحشم  والمساعدين  والحراس .  وأصبحَ القصرُ الواسعُ  وزمامُ  المملكة  وأمورُهَا كلها بيديهِ . فرحَ الصيادُ  كثيرا لهذا التحول..من صياد فقير إلى ملك  عظيم الشان  يمتثلُ لأمرهِ ولمشيئتِهِ القاصي والداني...وتمرُّ الأيامُ  وتزدادُ مشاغلُ وأعباءُ الملكِ ( الذي كان صيادا) وتتهافتُ الزوارُ والفودُ وأصحابُ القضايا   إليهِ  للبثِّ  فيها ... وتزدادُ  مطالبُ  الشَّعبِ  المُمِلَّة  وتتفاقمُ  الأعباءُ  الجسامُ  التي  تنحني لها  الجبالُ  فيشعرُ الصيادُ بعدَ  العزِّ والجاه  الذي  بُهرَ  بهِ  في البدايةِ بالملل والتعبِ واليأس والإحباطِ  وازدادَ أرقهُ  وحزنهُ واكتئابُهُ  وسئمَ الحياة َالجديدة التي رآها كالقشور في مظهرها الخارجي..كرهَ السيادة َوالعزُّ  والمجدَ والسؤددَ  وفي حقيقتها وجوهرها التعب والإرهاق  والأرق والتفاني .. فكان معظمُ وقته يقضيهِ في تدبير وإدارةِ  شؤون وأمور المملكةِ والرعيَّةِ  ولم  يكن  لديهِ وقتٌ  لتناول الطعام  أحيانا أو التفرُّغ  لبيتهِ  وعائلتهِ ( أولاده وزوجته ) وكأنَّ  حياتهُ  ليست  لهُ .. ولهذا  فقد  قرَّرَ  باستدعاءِ الماردِ خادم الفانوس السحري  من  جديد  ليُخرجَهُ من  هذه الدوامةِ  وهذه الحياةِ الرتيبةِ والمملةِ التي لا يريدها .. فظهرُ  لهُ الخادم  من القمقم بعدَ  أن  مسحَ الفانوسَ بيديهِ  كما  حدثَ معهُ أول مرَّةٍ  بالصُّدفةِ..وسألهُ الماردُ  بعد أن  ظهرَ  لهُ : هل  تطمحُ وتطمعُ  في المزيدِ من المال  والجاه والرخاءِ والسؤددِ والحياة .. فأجابهُ الصيَّاد : لا  أريدُ  كلَّ هذا.. بل سئِمتُ من هذه الأشياء... ولي  عندكَ أمنية وحيدة  وهي :  ( أريدُكَ أن  ترجعَني  وتعيدني  كما  كنتُ  في  البدايةِ  صيادا...أريدُ  أن أعيشَ  بسعادةٍ  وهدوءٍ  وسكينةٍ  بدون  غوغاءٍ  في  كوخ صغير مع عائلتي  وقاربي  وشباكِ الصيد.. وهذا ما حدثَ..حيث لبَّى الماردُ  طلبَ الصيَّاد. ويعودُ الصيَّادُ إلى  كوخه ولقاربهِ الصغير ويصطادُ الأسماكَ في عرض البحر ..وترجعُ السعادة ُ الحقيقيَّة ُ إلى قلبهِ  ووجدانِهِ  مع  عائلتهِ وأولادِهِ ...  و تنتهي  القصَّة ُ بهذا الشكل المفاجىء  وغير المتوقع .
تحليلُ القصَّة : -  هذه القصَّة ُ مشابهة ٌ للكثير من  القصص  والأساطير  في كتاب ألف ليلة  وليلة  وغيره التي تتحدَّث عن الفانوس السحري أو مصباح  علاء الدين السحري الذي يحصلُ عليه صيادٌ أو فلاح أو فقير ُمعدم  ويظهرُ لهُ  ماردُهُ  خادم الفانوس  ويُلبِّي  طلباتهُ  : كإعطائهِ  المال  الوفير والزوجة  والأولاد  والجاه والسؤدد  والمُلك .. إلخ .   وبالتأكيد الكاتب سهيل عيساوي قرأ  بدورهِ  الكثيرَ  من  القصص  التي  على   هذا  النمط   عن   المصابيح السحريَّة  والمرصودة  وماردها  الذي يخرجُ  ويلبي  طلبات  الذي  يحصلُ على الفانوس ويحتفظ به،وجميع تلك القصص تنتهي نهاية سعيدة  بمفهومها  الشكلي والمادي  بالغناء والرخاءِ  للشخص الذي يحصل على هذا الفانوس ويكون خادمُ الفانوس تحت تصرفهِ ورهن مشيئتِهِ . والكاتبُ سهيل عيساوي لم يكتفِ بالجانبِ والهدفِ  الترفيهي والمُسَلِّي لوحدهِ  من هذه القصص التي على هذا الشكل... ولهذا فهو  يدخلُ إلى هذه القصَّة  شيئا  جديدا  من  خيالهِ وإبداعهِ ، يضيفُ  عناصرَ  وتقنيات  وأمورَ   أخرى  أعمق  وأكثر أهميَّة  من الجانب الترفيهي المحض  والمسلي  للأطفال  وللكبار والذي  يكون من  دون  قيمةٍ   تعليميَّةٍ  وتثقيفيَّة  وإنسانيَّة   وفلسفيَّة   للذين  يحبُّون  الإستماع   إلى الأساطير  والخرافات .   لقد  تطرَّقَ  سهيل هنا  إلى  موضوع  القناعةِ والإكتفاء  وأنَّ  السعادة  الحقيقيَّة  لا  تكمنُ  ولا  تتحقق  في  المال  والغنى  وسكنى  القصور  واقتناء وامتلاك العقارات والخدم والحشم ...وهذا ما أراد أن يثبتهُ  ويؤكدَهُ  للجميع - للكبار والصغار-  وبما  رَواهُ  عن الصياد الفقير  الذي بعد أن أصبحَ  ملكا  وآمرًا  وناهيا  يتحكمُ  في البلاد والعباد  وجدَ  في   نهايةِ المطاف أن حياة َ المُلكِ  والجاهِ  والغنى  هي عبءٌ  ومأساة  لهُ   فكرهَ الروتينَ المملَّ  والأعباءَ  وأرادَ  أن  يعودَ  ويرجعَ  للطبيعةِ وللبحر وللكوخ  وللوداعةِ والبراءةِ  والعيش بهدوءٍ و سكينةٍ  وأن يأكلَ خبزَهُ  بتعبٍ  وبعرق جبينهِ  مع أولاده  وزوجتهِ ... وهذه القصَّة ُ من  ناحيةِ  البناءِ  والشكل  هي  قصيرة ٌ جدًّا وكان  بإمكان  سهيل عيساوي أن  يتوسعَ  أكثرَ... ولكنهُ  كتبها  للأطفال الصغار... فالإختصارُ  والإقتضابُ  هو أفضلُ  لهم  لتبقى  أحداثها وتفاصيلها  راسخة ً في  أذهانِهم ...لأنهُ  كلما  طالت  القصَّة ُ يضعف  ويقل إستعابُ الأطفال  وحفظهم  لجميع  المشاهد والأحداث  فيها ... ولعدم  الملل أيضا . والقصة كُتِبَتْ باللغةِ الفصحى وأسلوبُها  الشكلي وإطارُها  الخارجي  جميل  وسلسل   وفيها  العديدِ   من  الإستعاراتِ   البلاغيةِ   والمصطلحاتِ والتعابيرالأدبيَّة المنمقة، ولكنها  مفهومة  حتى  للطفل  الصغير ، فمثلا  في ( صفحة 1 )  يقولُ :
( " حيث  تطبعُ  أشعة ُ الشمس  قبلة ً  دافئة  على  وجنتيهِ  الحمراوين  كانَ      يودِّعُ أطفالهُ وزوجتهُ بمحبَّةٍ ، ويهرولُ نحوَ شباكهِ وقاربهِ  الصغير ويركبَ البحرَ الهائج  ليبحثَ عن رزقهِ . ( لغة أدبيَّة جميلة  صافية  مترعة ٌ ومشعَّة  بالفنيَّة ِ والرَّشاقةِ  وليست  كلماتٍ  وجملا عادية وسردا ) .
   ويوظفُ سهيلُ  بعضَ المصطلحاتِ والأمثلةِ  القديمة.. وليس بإمكان  كلِّ  طفل  وحتى  بعض  الكبار لأول  وهلةٍ  معرفة  معانيها ... ولكن من  خلال  وجودها  وموقعها  في الجملةِ  بشكلها  وبتوظيفها  الصحيح   يُفهمُ   ويدركُ معناها وهدفها ، مثل : ( يعود بخفيِّ حنين) - مثل قديم من العصر الجاهلي .
يقولُ الكاتبُ  صفحة ( 19 )   :  (" تارة  يعود  إلى البيت  والشباك   ثقيلة بالأسماك ، وتارة يعودُ بخفيِّ حنين  وبشباك  فارغة ) .
  ولقد أدخلَ في القصَّةِ العديدَ من الكلماتِ الفصحى والصعبة أحيانا ، مثل :
(  وتوجَّس ) ،  (فوَّهَ ) ، (  يافعا ) ،  ( مُحيَّاه )  ،    ( وحبور غامر) ،   (  يهرول ) .. إلخ  .
        وكما ذكرَ أعلاه : إنَّ هذه القصَّة  تحوي  في طيَّاتِها العديدَ من الأبعادِ والأهدافِ الهامَّة ، مثل :
1 – البعد الإنساني  والتمسُّك  بالمبادىء والقيم  .
2 – القناعة والإكتفاء  بالقليل  .
3 - الجانب والبعد الفانتازي الخيالي:والقصَّة هي أسطورة وخيال بحد ذاتها ...وهنالك  الكثيرُ  من  الأساطير  العربيَّة   والشرقية   كالفوانيس  السحريَّة والمطلسمة   والمارد  والجن   وطائر العنقاء (الرخ ) وحوريات  البحر ... الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة وغيرها  .. والأجانب  لقد أخذوا العديدَ من هذه  القصص وما يشابهها  ووظففوها لأعمال  دراميَّةٍ  كبيرةٍ  وعالميَّة   وفي قصص الأطفال أيضا  .
4-  عنصر  وطابع الإيمان  : يظهرُ هذا الجانبُ وينعكسُ بشكل غير مباشر من خلال التواضع  والوداعةِ  ورفض حياةِ  الترفِ  والجاه والعزِّ  والسيادةِ والمُلك  والإقتناع والرضى بالقليل  وبالحياةِ الهادئة  المسالمة . 
5-   الجانب الترفيهي   والتسلية   وعنصر التشويق  .
   وبإختصار : يريدُ أن  يقولَ  ويؤكدَ  لنا  الكاتبُ  في هذه القصَّة إنَّ  المالَ أساسُ  كلِّ  الشرور والمشاكل  كما  جاءَ  في الكتاب المقدس  ولا  يستطيعُ الإنسانُ أن  يخدمَ  ويعبدَ سَيِّدين  معا  في  نفس الوقت الله والمال ، وبإمكان الإنسان أن  يكونَ سعيدا ومستقرًّا في حياتهِ من دون أن يكون غنيًّا  وتفكيره فقط  في الماديَّات ، فالسعادة ُ  ليست  بالماديَّاتِ  بل  بالروحانيَّات ( السعادة الحقيقيَّة هي تكمن في الحياةِ المضمَّخةِ بأريج  الإيمان  والملتزمة بالمبادىء والقيم والمثل وليس  بالركض والهرولةِ والتفاني  والتهالك  من أجل  جمع  المال وتكديسة  وبناء القصور  وتكبير الثروة والعقارات وغيرها ) .
    يوظفُ الكاتبُ بعضَ العناصر من الطبيعة  وأشياءً  ملموسة  أخرى  لها علاقة مع الطبيعةِ  والحياةِ  عدا البحر والشمس مثل : الكوخ  وشباك الصيد   والقارب والأسماك...إلخ .  والبحر يرمزُ ويشيرُ هنا إلى الصمتِ والغموض  والمجهول .. وخوض  البحر  والإبحار إلى  العمق  يرمز إلى الكفاح  والكد لنيل  لقمة  العيش  بتعب  وشرف   وبعرق  الجبين ... فالبحرُ هنا هو ميدان ومعترك  الحياة  ويحتاج  إلى  ملاح  ماهر ليخوضَه .  والكوخ  يرمزُ  إلى  التواضع والوداعة والسلام  وإلى الحياةِ الساجيةِ البسيطةِ والوديعةِ التي كان يحياها أجدادُنا الفلاحين  قبل عقودٍ  من السنين  دونما  مشاكل  ونزاعات ..  وبعيداعن الضوضاء وصخبِ المدينةِ والماديات الزائفة والزائلة... والبحر يرمزُ  أيضا عدا غموضه  إلى الإكتشاف.. وركوبُ  البحر هو الصراع من أجل البقاءِ  وللكد والجهد   والعمل  بعرق  الجبين  لتحقيق  السعادةِ  والحياةِ   الهانئةِ ... وأنَّ  الإنسان  بعرق  جبينهِ  يحصل ُعلى اللقمةِ  النقيَّةِ  والشريفةِ والهنيئةِ .. وأما من  يحصل على رزقهِ  من  دون  تعب  وبمصادر  وطرق  ملتوية  ومشبوهة  وغير  نظيفة  حتى  لو أصبح  هذا  الشخص  من  خلال  هذا  المجال  المذكور غنيًّا  وملكا  وحاكما   فلن   يشعرَ  بالسعادةِ  الحقيقيَّةِ  والهناءِ والإستقرار والراحة النفسيَّةِ المنشودة  والسلام  الداخلي .. وهذا  ما  نراهُ  اليوم عند العديدِ من الأشخاص  في شتى المجتمعاتِ  الذين  يصبحون  أغنياء  بين لحظةٍ وأخرى وبرمشةِ  عين وبطرق غامضةٍ ومشبوهةٍ  وغير نظيفة ...  ولكن  هؤلاء  لا   يكونون   سعداءً  في  حياتِهم   وتتراكم  عليهم  المشاكلُ  والهمومُ  والرزايا . وأما الكادحون  والذين  يتعبون  ويشقون  في سبيل  لقمةِ  عيشهم  وبشرف  وبفضيلةٍ حتى  لو  كان  وضعُهم  الإقتصادي  صعبا  وليس على  ما  يرام  فإنهم   سعداء  ويهنؤون ويستمتعون في اللقمة التي  يأكلونها  وفي  كأس  الماء الذي  يشربونه  من  عرق  جبينهم .. وهذا  هو  الهدف والرسالة الأساسيَّة من هذه القصََّة . والقصَّة بصياغتها  ونسجها وبنائِها هي  جميلة  وَمُسَليَّة وترفيهيَّة  للكبار وللصغار ولغتها جميلة  وعذبة ومنمَّقة ومستواها  الفني راق  من  دون  مراء وليست مُجَرَّدَ  سردٍ  وصفِّ ورصِّ  كلام  كالعديد  من قصص الأطفال وغيرها .
وأخيرا :  هذه  القصَّة ُ ناجحة ٌ وفيها  كلُّ  المقوِّماتِ  والأسس  التي تعطيها الجماليَّة  والتألقَ  وتوصلها  لمصافِ  التمّيُز  والإبداع ..وتستحقُّ أن تترجمَ  للغاتٍ أجنبيَّة  وأن  تُوضَعَ  في  جميع  المكتباتِ  أيضا .  وأطفالنا اليوم  هم  بحاجةٍ إلى  مثل هذه  القصص .. والحركة ُ والساحة ُ الأدبيَّة  المحليَّة  أيضا  تفتقرُ إلى  الكُتَّابِ والأدباءِ  المبدعين  في  مجال  قصص الأطفال  كالأستاذ  سهيل عيساوي  الذي جاء ليسدَّ  فراغا  وحيزا كبيرا  في هذا المضمار على الصَّعيد المحلي . 
وفي النهاية : أشكرُ الصديقَ  الأستاذ سهيل عيساوي  لإهدائهِ  لي نسخة من هذه  القصَّة .... مبروك  له  على هذا  الإصدار  وعقبال  إصدارات  أخرى  إبداعيَّة  للأطفال وغيرها في مجالاتِ الأدبِ والشعر والدراساتِ  والأبحاثِ والترجمة . 
  

                                  


 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق