السبت، 30 أبريل 2022

ذهب/2022: تحفة سينمائية "صحراوية" تطرح اشكالية الجشع والنجاة والغدر: بقلم مهند النابلسي


  

*في المستقبل القريب البائس ، يصل مسافر وحيد يُدعى "فيرجيل" (انه نفس اسم حارس الجحيم حسب "جحيم دانتي")  إلى موقع استيطاني ويدفع للرجل المحلي الداهية "كيث" لنقله إلى منطقة "تنجيم واعدة" تُعرف باسم The Compound. وخلال السفر عبر صحراء غير مضيافة/حارة مجدبة وتحفل بالآفاعي والعقارب والعواصف الرملية/ ، اكتشف الاثنان في النهاية كتلة صلبة ضخمة من الذهب في منطقة نائية. بعد الفشل في استخراجه بأدواته الأساسية وشاحنته ، يوافق فيرجيل على البقاء مع الذهب بينما يترك كيث لمحاولة العثور على حفارة. ترك فيرجيل وحيدًا في الصحراء مع محدودية الطعام والماء والاتصال اللاسلكي ، ويبدأ في التدهور جسديًا وعقليًا مع ظهور جنون العظمة. يجعل نفسه ملجأ من الشمس باستخدام قطع من طائرة تحطمت، وينتهي به الأمر وقد قتل أمرأة "شك بها" لأنها اكتشفت مبررات وجوده في ذلك المكان وصارت تلمح "للجشع الخفي المستفحل في النفوس" ولامكانية الذهاب لواحة قريبة، ثم فقد تدريجيا متطلبات معيشته من ماء وغذاء وكاد يفقد عقله وقدرته الحركية وقد اصابه "الجفاف والاعياء الشديد"...كما انغرس "وتد خشبي" داخل جسمه أحدث نزيفا كبيرا داخل امعائه/ وذلك بتاثير هروبه من العاصفة الرملية العاتية/ مما أحدث له نزيفا قاتلا، وقد فقد الأمل بقدوم رفيقه لينقذه بعد ان تاخر كثيرا /ربما بقصد وبسؤ نية/، وأخيرا هاجمته الكلاب المتوحشة بضراوة ونهشت أمعائه تحت اشعة الشمس حتى الموت، كما لاحظنا تردد صديقه الجشع الخبيث بانقاذه بعد أن اقترب منه لمسافة قصيرة وكان يراقبه بالمنظار المكبر... ثم تقتل هذا الأخير الاخت الزبالة التوأم/الثانية بسهم مفاجىء غادر، بعد ان ظهرت قبل ذلك لصديقه الجريح عارضة المساعدة، وهكذا ينتهي هذا الشريط الاسترالي الصحراوي اللافت الذي يدعى "ذهب"/2022. يطرح هذا الشريط 



الشيق/الذي لم يلقى الرواج المطلوب/ عدة تساؤلات "وجودية" عن جشع البشر وأنانيتهم وشكهم المتبادل ببعضهم البعض وغدرهم الباطني الخفي، ويشير للعناد والاصرار والرغبة الكاسحة بمواجهة الصعاب للحصول على الثروة والنجاة الفردية... مع الحد الأدنى من بريق الأمل في ظل صعوبات وتهديدات بيئية ومكانية متكاثرة وغير متوقعة ولا تحتمل: الممثل الشاب "زاك ايفرون" يتقمص دور المدعو "فيرجيل"/الداخل للجحيم بارادته/ بشكل مذهل حتى من بداية مشيته العرجاء وهندامه المتقطع وشكله اليائس وهيئته الرثة البائسة.. وطبعا فهو لا يطمح طبعا في منافسة "المتبجح الوسيم الشهير" دي كابريو صاحب تحفة العائد، كما أن شخصية "كيث"/أنتوني هايس/ السائق الخبيث الداهية في منتصف العمر، تبدو تماما "كحارس الجحيم"، وهو نفسه المخرج المقتدر/المتواضع/ الذي قدم هذه التحفة سينمائية ببساطة وأمتعنا بمشاهدتها...

م.هاني رشيد صلاح/كاتب سينمائي فلسطيني/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق