مدونة الأديب سهيل ابراهيم عيساوي , تعنى بقضايا الأدب والفن والمسرح والثقافة والأدباء في العالم العربي والاصدارات الادبية ، أدب الأطفال ، النقد ، مقالات ، دراسات ، جوائز أدبية ، ورصد الحركة الأدبية المحلية .بامكانك ايها الكاتب اثراء المدونة بنتاجك الأدبي وأخبارك الثقافية ،من خلال مراسلتنا على البريد الالكتروني : sohelisawi@yahoo.com ص .ب 759 ، كفرمندا 1790700 ، هاتف نقال 0507362495 المواد المنشورة في المدونة لا تعبر بالضرورة عن راي صاحب المدونة
الجمعة، 23 أغسطس 2019
الإنسان في رواية د. سناء شعلان (أدركها النسيان): ما بين العتبة ودهشةِ الختام
صدرت الطبعةُ الأولى للرواية سنة 2018، وما بين سنة
النشر وقراءتي للرواية أشهُر معدودات. وما بينهما مفارقةٌ عجيبة، وهي أن تتزامن
قراءتي لرواية (أدركها النسيان) وانتشارَ فيديو لطفل يتيم يعنَّف من قبل ذوي
قرابته، وقد أحدث الفيديو في حينها صدمة لكل من شاهده. هذا اليتيم، هو أنموذجٌ
لشريحة في مجتمعنا، نضيف إليها اللقطاءَ الضائعين المضيّعين المتصاعدين عددا،
والمشتتين وطنا.إن المبدع هو واحد ممن يتلمسون همومَ الناسِ وأوجاعَهم،
فيشخّصون الداء، لكنهم يدَعُون العلاج والدواء لكل فرد منا لاسيما المختصون،
والمعنيون من أولي الأمر. والرواية التي بين أيدينا هي أنموذج لحالات اجتماعية،
تعيش بيننا، من اليتامى واللقطاء.على عتبة العنوان كتبت الروائية مباشرة: بين علامتي
تنصيص "حكاية امرأة أنقذها النسيان من التذكر"، هي ومضةُ اختزالٍ لفكرة
الرواية أو ثيمتِها الكبرى، ما معنى أن يكون الإنسان يتيما أو لقيطا في عالمنا
العربي؟والصفحة التالية للعنوان: تضمنت ثلاثَ مقولات: نسبتها الروائية
إلى ملحمة "مزامير العشاق في دنيا الأشواق": من عشِق حُجةٌ على من لم
يعشق، ومن تألم حُجة على من لم يتألم، وعندما تحترق الأوطان يصبح العشق محرّما.
وختمت بتعليق "إنه اليتم في كل مكان"ثالوث العشق والوطن والـمَيتم: هي محاورُ متعالقةٌ بُنيت
عليها الرواية" فمن حُرِم الوالدان حُرّم عليه الوطن والعشق.بعد صفحة الإهداء، وفي وسط صفحةٍ مفرغة من كل شيء كُتِب
في وسطها: بصوت نسائي ضعيفٍ متهالكٍ أضناه الشوق "إنني أراكَ"، وفي
نهاية الرواية نسمع صدى صوتِ عاشقٍ كئيب أعياه البحث عن الحبيبة، وفي صفحةٍ مفرغةٍ
كُتب في وسطها أيضا "إنني أراكِ" مسبوقةً بكلمة "البداية".وما بين البداية والبداية، وما بين الرؤية والرؤية
يتوالى ثلاثون نسيانا متسلسلا رقميا، حمل كلُّ نسيان إضاءتين ألْقتا ظلالا على
محتوى النسيان. أولاهما العنوانُ الخاص بالنسيان، وثانيهما نجوم الأوريغامي
الملتمعة في مطلع النسيان (الأوريغامي فن طي الورق).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق