الأربعاء، 23 أغسطس 2017

الموت يغيب الشاعر والاديب احمد حسين

رحل عن  عالمنا  الأديب  الكبير  احمد حسين  ابن قرية مصمص ، وشقيق  الشاعر  الراحل راشد حسين . 

 الشاعر: (والقاص للكبار وللأطفال والمفكر): أحمد حسين إغبارية،في مدينة حيفا، عام 1939،وفي عام  1948 هجرت عائلته من حيفا وعادت إلى الى أم الفحم وبعد ذلك الى قرية: مصمص، واستقرت فيها.
• المؤلفات الشعرية:
1- زمن الخوف. 1977 2- ترنيمة الرب المنتظر. 1978.
3- عنات أوالخروج من الزمن الهجري. 1983. (رواية شعرية)
4- بالحزن أفرح من جديد. 1983.
5- قراءات في ساحة الإعدام. 2004.
6- الزناطيم. 2011. (قصائد مطولة ساخطة)
• المؤلفات النثرية:
7- الوجه والعجيزة.1979. (قصص قصيرة)
8- رسالة فيا لرفض.2003.
9- رسائل على زجاج النافذة الى محمود درويش. 2012.
10- سياقات وقصص أخرى. 2013. قصص قصيرة
11- السفينة والطائرة. 2004. (قصة للأطفال). 12- العروسان هو وهي. 2006. (قصة للأطفال). 13- خادم الدجاج. 2006. (قصة للأطفال). 14- عصفورتان. 2010. (قصة للأطفال). 15- خليل وجليل. د. ت. (قصة للأطفال).
16- أركاد وعيون. د.ت. (قصة للأطفال)
(المصدر  معجم الشعراء في فلسطين 48، من اصدارات اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين 48، اعداد الاديب  محمد علي سعيد)


من قصيدة: امرأتان في قصيدة واحدة

1- امرأة من حيفا
صنعتْ لها سِفرا لتبعدني
وأوطانا لتنسى
كل الذين عشقتهم
كانوا قراصنة عليَّ
وكنت حيفا
   
أتعودُ سيدتي إلى فرحي
وتمنحني يديها
لأقبل الأرض
التي ربيت أحلامي عليها
سقطتْ بلاد فوق مخدعنا
وجاءتنا مهاجرنا ولم نرحل إليها
كل البلاد لنا سوى بلدٍ
كأن الجن تحبسه لديها
   
أتعود سيدتي?!
لديّ حديقة في الظن
أجمل من حدائقهم وأحلى,
ومخابيء الفرح الحزين
ولهفة الخمسين لامرأة بطعم الخبز
أجلس تحت طيبتها وأنسى
ولديّ يأسي من زمان الضفة الأخرى,
وأنك ما تبقى
مني, وأني ما تبقى
ولديّ وجه مسافرٍ
طبع الحنين عليه كل ملامح العشاق,
ضميهم, ـ شوقاً ـ لصدرك, أنت حيفا
وأنا جميع العائدين إليك من أسفارهم
قتلى وجرحى
وأنا انتظارهم الطويل على تواريخ التشرد
وانتظاري...
في الساحة البيضاء,
مثل الصيف مطروحا على تعب البراري
ماذا يريد غيابها مني
وكل سفينة في البحر
حين تتوه تستهدي بناري!
ماذا يريد غيابها مني?
إني أريد عناقها لأموت فيه
وساعديها لاحتضاري,
وهنيهة في حجم راحتها تناولني انحداري
عند النزول,
ووجهها
أتلو مفكرة الحقول به وأبكي
لا لون للرمان إلا في حديقتها
ولا يدنو صهيل الزعتر البريّ إلا حين تحكي
وأجمل وقفة في العين قامتها
كأن النخل ينهض في سريري
إذا نهضت
وأن الأرض ملكي
   
لنا بحران: عيناها ووجدي
وميناءان بسمتها وزندي
وتحت قميصها ضحك الصبايا
على زمن الغدير, إذا تثنت
تساقطت النجوم على المرايا
وطارت نحلة عن كل نهد
   
وكنت سريرها لما التقينا
على شفتيّ, والباقي لدينا
خرائط أدمنت شرح المنافي
لمن لم يدخلوا مدنا تدلت
على صدر الحبيبة كالقوافي
وكل قصائد العشاق عندي
   
ولو كانت بلادا كنت أمشي
على لون النبيذ, وكان عرشي
تألق نجمة, وعلى يميني
مدينة نرجس, وعلى شمالي
بساتين بها ليمون يافا
قناديل معلقة ببالي
وكل سفينة في البحر عندي
   
وإن رجعتْ بنيت على سريري غرفة
وجعلت وجهي بابها
ونسيت في طول انشغالي بالعناق غيابها
ومزجت كل مذاق أيامي بحلو مذاقها
للأرض ظل في النساء
وكل سيدة بحجم ثيابها امرأة
وأوطان بحجم عناقها
أتعود سيدتي ويعدو الموج فوق سريرنا
ونقول: حيفا
لا أرض تحمل إسمنا
رحل الرحيل, كأننا لم نزرع الزيتون في سفحٍ
ولم نحضن صبايا القمح صيفا
ماذا يريد غيابها مني
وقد صار الخروج من السرير لغرفة الشباك منفى
والخروج من القصيدة صار منفى
ماذا يريد غيابها مني
لقد صنعت لها سفرا لتبعدني
وأوطانا لتنسى
كل الذين عشقتهم
كانوا قراصنة عليَّ
وكنتِ حيفا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق