الأحد، 10 يناير 2016

ازمة الهوية في العراق


 

تعقيبا لما تفضل به الدكتور الدعمي في مقالته الاخيرة التي نشرت في صحيفة الوطن العمانية تحت عنوان (أزمة الهوية في العراق)

اجد نفسي ملزماً بوضع نقاط على بعض الحروف التي خلت منها مقالة الدكتور الدعمي حين تناول الحديث عن أزمة الهوية بين المكونات الثلاث الرئيسة التي يتكون منها الشعب العراقي و كما يأتي :

١- ان احدا لا يختلف في وجود أزمة الهوية في العراق بعد عام ٢٠٠٣ وظهور انتماءات المكونات كافه سواء كانت انتماءات أصيلة او فرعية في داخل المجتمع العراقي بعيداً عن الهوية العراقية التي تحرص الحكومة على إظهارها وتسميتها هوية واحدة توحد كل أبناء العراق من شماله الى جنوبه كشعار يرفع في يافطات المناسبات الدينية والوطنية والمحافل السياسية والثقافية وفي اروقة المؤسسات العلمية والتربوية والخدمية ، بعيدةً كل البعد عن تطبيقه في توزيع المناصب السياسية والتنفيذية العليا والدنيا بين الكتل والأحزاب المختلفة الانتماءات العرقية والمذهبية والقومية التي تنطلق منها كأساس فاعل في سباق الانتخابات البرلمانية والبلدية.

٢- ان اجتياح داعش الى المناطق الشمالية والغربية في العراق اظهر بشكلٍ او بآخر أزمة  الهوية الحقيقية التي ينتمي اليها سكان هذه المناطق والتي تتمثل بالأكثرية السنية على حدود المناطق الكردية ومدى تعاطيهم مع هذا الغزو ان كان تعاطياً إيجابياً الذي رحب واستقبل وهيأ واحتضن وسهل لمختلف المجرمين من جنسيات وهويات بعيدة كل البعد عن الهوية العراقية والعربية حتى،  او سلبيا في بعض الأحيان كما في قضاء حديثة الصامد.

 كما وكشف النوايا الضعيفة لسكنة هذه المناطق في مقاومة احتلال داعش منجرين وراء مشاريع قادتهم السياسين المدفوعة الثمن من اجل ابعادهم عن الهوية العراقية وجرهم الى بعدهم العربي والاقليمي في محاولة لتقسيم العراق وطمس هويته  بعدما عرفوا بمقاومتهم الشرسة للاحتلال الامريكي، وشتان بين الاحتلالين. 

٣- ان مشروع الدولة الكردية في ظل قيادة مسعود برزاني احدث تغييراً نمطياً في شعور الكرد حول اشكالية وازمة هويتهم الوطنية او القومية فصار التبايبن والتخبط هو السائد في مواقف السياسيين الكرد تجاه الأحداث الاخيرة او في تصريحاتهم امام وسائل الاعلام المختلفة اذا ما تعرضوا الى سؤال يحرجهم في تقرير مصير الشعب الكردي. خصوصاً بعد التحالفات التي اجراها اقليم كردستان مع قوى عالمية واقليمية بعيداً عن موقف المركز من هذه التحالفات. والتي لا تخلو من التامر على هوية العراق الأصيلة .

٤- ان الاندفاع الوطني والعقائدي الذي أظهره الشيعة ومرجعياتهم الدينية كافة في محاربة داعش والتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الوسط والجنوب ذي الغالبية الشيعية واحتضانهم مئات الألاف من سكان المناطق الكردية والسنية  الذين هجروا قسراً وأبعدوا عن مناطقهم وبيوتهم، وكذلك الحرص الكبير والتفاني لابناء الطائفة الشيعية في ترك مناطقهم وأعمالهم وعوائلهم للالتحاق في الدفاع عن أراضي العراق وشعبه الا دليلٌ على ان هذا المكون هو المكون الوحيد الذي لا يعاني من أزمة في هويته العراقية التي ينتمي اليها بغض النظر عن المذهب والدين منطلقين من هويتهم العراقية التي ينتمون اليها ووحدة الاراضي العراقية ووحدة شعبه المقاوم لمخططات التقسيم والتدويل.

هذه النقاط يجب ان تراعى اثناء الحديث عن أزمة الهوية في العراق وأرجو ان يتسع صدر الكاتب لهكذا ملاحظات تجعل الحقيقة اكثرُ نصوعاً.

Mudhafer  Alrubai

Director of Iraqi Cultural Center

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق