*الملايين يشاهدون الأغاني والمشاهد على
اليوتيوب*الآلاف أمّوا القاعات بالعروض الأخيرة*الأعلام المحلي في غفوة عمّا يحصل*
بقلم: ضرار كنانة
*ظاهرة فنية مميزة اكتسحت في الفترة الأخيرة
البلاد وتخطتها إلى العالم العربي. الظاهرة أسمها "فوزي موزي وتوتي"،
حيث تشير معطيات "اليوتيوب" على الانترنيت بأعداد هائلة بالملايين
يدخلون لمشاهدة الأغاني والمشاهد التي تقدم بشكل اسبوعي وعلى التوالي.
عرفت الشاب فوزي سعيد وشقيقته سماهر سعيد منذ
سنوات بعيدة، قبل أن يطلق على نفسه أسم "فوزي موزي" وأخته
"توتي".. كانت بداية هذا المشروع في مطبخ تلفزيون MIX وقد رأى مدير
التلفزيون سامر حمام، مستقبلا كبيرا لهذا الثنائي، وكان ما زال يقدم البرامج
الترفيهية والتي تعتمد على تفعيل الأطفال في حفلات عيد الميلاد وما شابه ذلك،
آنذاك تم إطلاق أسم "فوزي موزي وتوتي" وقد أوكل مدير التلفزيون الفنان
أسامة مصري لكتابة الأغاني للفريق الجديد على أمل أن يظهر في برنامج تلفزيوني
للأطفال.. وفي حينه لم تجري الرياح كما اشتهت سفن المخططين، لكن ما كتب من أغاني
تم تلحينه وأخذ الثنائي "فوزي موزي وتوتي" بتقديمه في حفلاتهم
التقليدية، وقد لاقت الأغاني رواجا لا بأس به.
نقطة التحول عند هذا الفريق كانت عندما تم
فتح قناة خاصة به على "اليوتيوب"، حيث بدأ الانتشار الواسع رويدا رويدا،
وكل ذلك بمساعدة طاقم مهني من الدرجة الأولى، فإلى جانب الحضور القوي للثنائي فوزي
وسماهر (فوزي وتوتي) والنغاشة التي أسرة قلوب الأطفال، عمل معهم طاقم تصوير محترف
من الدرجة الأولى ومصممة للأزياء والدمى رائعة، واستمر الفنان أسامة مصري بكتابة
جميع أغاني الفريق بطريقة مميزة وواعية لعقلية الأطفال، ثم انتقل لكتابة المشاهد
المقدمة على "اليوتيوب" والمشاركة في التمثيل مع الفريق. في نفس الوقت
انضمت الفنانة رنين بشارات/ اسكندر لتشارك في الكتابة والاخراج وأيضا التمثيل
بشخصيتها المميزة "تيتا فوزية".. وخلال ذلك خلق الفنان أسامة مصري شخصية
جديدة وهي "المندلينا" بأغنيتها الجميلة "أنا المندلينا"، حيث
تحولت هذه الشخصية والتي تلعب دورها مجدولين سعيد، الشقيقة الصغرى لفوزي وسماهر،
تحولت إلى جزء هام من عروض الفريق.. في نفس الوقت انضم الشقيقان التوأم عفو وعدي
خوري للمشاركة في العروض والمشاهد وكانا بمثابة انعكاس للطفل الذي يشاهد ويشارك في
هذه الأعمال.
لن ننسى ملحن وموزع الموسيقى الفنان المبدع
كارم مطر، الذي رافق معظم أعمال "فوزي موزي وتوتي" بعد أن قام الفنان
هلال زهر، بتلحين الأغاني الأولى لهذا الفريق، والتي حققت أيضا نجاح باهر، مثل
أغنية "بابا جبلي كلبي" والتي سجلت على "اليوتيوب" أكثر من
مليوني مشاهد حتى الآن.. لقد وضع كارم مطر لمسات فنية مميزة للفريق.. وقد صرح في
حديث بين الأصدقاء أنه بعد مشواره الطويل في عالم تلحين الأغاني لكبار الفنانين،
أخيرا أصبح يسمع الناس تغني ألحانه في كل مكان بفضل العمل مع فريق "فوزي موزي
وتوتي" الناجح.
في العروض الأخيرة والتي ما زات مستمرة على
خشبات المسارح الكبرى في البلاد، كانت المفاجأة كبيرة حتى لفوزي نفسه، فجميع
القاعات امتلأت حتى آخر مقعد والطلبات على التذاكر لم تتوقف واصبحت العروض تتوالى
دون انقطاع.. في نفس الوقت كانت المفاجأة من قبل الإعلام المحلي، فهو في غفوة عما
يحصل ولم يعطي لهذه الظاهرة حقها ولا حتى التفاتة متواضعة.
سر نجاح هذا الفريق يكمن في عدّة مركبات:
المركب الأول- شخصية فوزي موزي وتوتي، فهما
مشاكسان أقرب إلى الغباء الطفولي، يحاولان الابتعاد قز الامكان عن النصائح
المباشرة، حيث تأتي مثل هذه النصائح في بعض الأحيان من شخصية ثالثة، وهما يبقيان
في نفس القالب الذي صمم من البداية، وهو القالب المحبب لدى الأطفال.
المركب الثان
ي- كلمات الأغاني البسيطة والعميقة في نفس الوقت، وقد اختار الفنان أسامة مصري بذكاء كلمات سهلة الاستعمال ومحببة جدا من لغة الأطفال وعالمهم، مما سرّع في حفظها وتكرارها على الألسن.
ي- كلمات الأغاني البسيطة والعميقة في نفس الوقت، وقد اختار الفنان أسامة مصري بذكاء كلمات سهلة الاستعمال ومحببة جدا من لغة الأطفال وعالمهم، مما سرّع في حفظها وتكرارها على الألسن.
المركب الثالث- ألحان الأغاني التي تعتمد على
إيقاع يتلاءم جدا مع أداء الطفل نفسه، وقد أخذ الفنان كارم مطر بالحسبان، أن العديد
من المربيات والأمهات سيقومون بتعليم مثل هذه الأغاني لأطفالهم.
المركب الرابع- الملابس والألوان والدمى التي
تصممها الفنانة ساشا، والتي خلقت شخوص جديدة للأطفال، أصبحت مع مرور الوقت علامة
مميزة.
المركب الخامس- المشاهد الكوميدية على
اليوتيوب وتصوير الأغاني على طريقة "الفيديو كليب"، مما أضاف رونق خاص
ومشوق لأعمال الفريق.
أهم هذه المركبات هو المجهود والصرف بسخاء
على كل كبيرة وصغيرة لهذا الفريق والتي يديرها الفنان فوزي سعيد بمساعدة جميع
أفراد عائلته، ليقدم الأجود والأفضل للأطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق