الخميس، 29 نوفمبر 2018

مديات “الصداقة” بقلم : أ.د. محمد الدعمي



نتيجة بحث الصور عن سهيل عيساوي محمد دعمي

يأخذ توسيع دلالة لفظ “صديق” مداه الأخطر اجتماعيا، بل وحتى رسميا، عندما “يرزق” الصديقان بطفل أو أكثر أثناء مدة “الاستضافة الجنسية” تحت عنوان الصداقة، وهذه هي ظاهرة شائعة أكثر مما قد يتصور المرء الأمر: ولم يزل المرء حائرا حيال الكيفية التي يسجل بها الوليد أو الوليدة من ثمرات هذا النوع من “الصداقة” في السجلات الرسمية.
مدّ المجتمع الأميركي مفهوم “الصداقة”، ومطّهُ مطًّا، درجة إفراغه من دلالاته النقية الأصل. إذ تحوّل لفظ “صديق” إلى شيء آخر بالمرة. وهذا هو ما جعل العرب والمسلمين في المهجر الأميركي يحذرون من توظيف وصف “صديق” أو “صديقة” عبر حياتهم هناك.
وإذا كان الأوروبيون يمعنون في الإيضاح، خشية اللبس وتحاشيا “للشطح”، باستعمال إضافات إيضاحية (مثلboyfriend و girlfriend)، فإن طبيعة المجتمع الأميركي “الرائدة” والثورية في جميع المجالات لم تأبه بالحاجة إلى الإيضاح أو إلى “المقبلات”، كما يقال: فعندما يقدم الرجل الأميركي رفيقة له لك، أو لأي شخص آخر بصفتها “صديقته”، فإن أحد أهم المعاني لهذه “الصداقة” إنما هو العيش معا وتحت سقف واحد، أي المعاشرة بالاتفاق والمراضاة، دون الحاجة للذهاب إلى الكنيسة أو إلى أية “دائرة أحوال مدنية” لتسجيل العلاقة “كزواج”.
وهكذا، دحر الأميركيون معضلة تعدد الزوجات أو تعدد الأزواج أحيانا، إذ يكون من الممكن أن تتخذ زوجة، في أواسط العمر، ما شابا يافعا قويا صديقا لها، أثناء أو بعد غياب زوجها وفاةً، أو تفريقا أو طلاقا بالثلاث. وإن كانت غنية، فهي تعمد إلى البحث عن مثل هذا “الصديق” على سبيل “استقعاده” فيما تملك من سكن، والإنفاق على حاجاته الاعتيادية، شريطة أن يبقى محافظا على “واجبات الصديق الصدوق” قبل منتصف الليل وبعده. أما الأكثر تسببا بالإحراج بالنسبة للنسوة المسلمات والعربيات في ذلك المهجر، فهو التعريف برفيقة لها، بوصفها “صديقتها”، لأن ذلك قد ينطوي على علاقة جنسية مثلية، وهي غاية ما تخشاه المرأة المسلمة من سوء فهم، الأمر الذي يتطلب الإيضاح ووسائل الإيضاح كي يستقر المعنى الصحيح للفظ “صديق”، أو “صديقة” في وجدان المستمع بدقة.
ويأخذ توسيع دلالة لفظ “صديق” مداه الأخطر اجتماعيا، بل وحتى رسميا، عندما “يرزق” الصديقان بطفل أو أكثر أثناء مدة “الاستضافة الجنسية” تحت عنوان الصداقة، وهذه هي ظاهرة شائعة أكثر مما قد يتصور المرء الأمر: ولم يزل المرء حائرا حيال الكيفية التي يسجل بها الوليد أو الوليدة من ثمرات هذا النوع من “الصداقة” في السجلات الرسمية باسم عائلة الأب، أم باسم عائلة الأم.
وإذا لم ترتكن هذه الصداقة إلى وثاق الاقتران المقدس بالزواج الحقيقي، تبرز ظاهرة “الأم العزباء” Single mother، إشارة إلى ملايين الشابات اللائي رزقن بطفل أو أكثر من خلال صداقة عابرة أو قصيرة كانت قد تفككت (في أغلب الحالات) بسبب تملص صديقها مما يترتب عليه من مسؤولية إنفاق على الأطفال: فهو يفضل الانتقال من صديقة إلى صديقة، بدلا عن الالتزام بــ”صديقة” واحدة وأطفال و”عائلة تقليدية”. هي قد لا تشبع نزواته ولا نزواتها البتة. ولا أدري بالضبط، ما الذي حدث أو سيحدث لتلك الشابة الحسناء العزباء التي فازت بمبلغ يقترب من نصف مليار دولار بورقة “يانصيب” قبل بضعة أسابيع، إذ إني متأكد أنها لن تبقى “أُما عزباء”، بلا زوج، بعد تحولها إلى مليونيرة بين ليلة وضحاها، ذلك أن “صاحبها” السابق الذي منحها الأطفال لا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق