إذا كانت مسيرات مؤيدي “أسطورة التفوق الأبيض” التي ارتطمت بجدران مسيرات مضادة قبل أشهر عدة قد أذنت لهذه التهم بأن تطفو على السطح، فإن ما صرح به الرئيس في اجتماع بالبيت الأبيض مع عدد من أبرز أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين قبل بضعة أيام قد أطلق هذه التهمة إلى الآفاق، سياسيا وإعلاميا، درجة احتجاج الرئيس الحالي لمنظمة الدول الإفريقية على ما تفوه الرئيس به..
أ.د. الدعمي كاتب وباحث أكاديمي عراقي
لم يعد ما كان يتداوله السياسيون والإعلاميون الأميركان همسا حول تهمة “العنصرية”، الموجهة للرئيس دونالد ترامب، سوى أصوات مسموعة جهارا عبر الآنية الإعلامية يوميا، درجة اضطرار الرئيس الإعلان على صفحات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بأنه “أدنى شخص عنصرية”، على سبيل ذب التهمة (التي تعد خطيرة هناك) عن نفسه.
أما أسباب وبواعث تكرار هذه التهمة (همسا، ثم جهرا)، فقد كانت من هفوات “زلات اللسان” التي اشتهر بها الرئيس ترامب مذ توليه منصبه قبل أكثر من سنة. وإذا كانت مسيرات مؤيدي “أسطورة التفوق الأبيض” التي ارتطمت بجدران مسيرات مضادة قبل أشهر عدة قد أذنت لهذه التهم بأن تطفو على السطح، فإن ما صرح به الرئيس في اجتماع بالبيت الأبيض مع عدد من أبرز أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين قبل بضعة أيام قد أطلق هذه التهمة إلى الآفاق، سياسيا وإعلاميا، درجة احتجاج الرئيس الحالي لمنظمة الدول الإفريقية على ما تفوه الرئيس به في الاجتماع أعلاه.
وخلاصة ما قاله الرئيس في الاجتماع الساخن أعلاه إنما هو: “لماذا نسمح بهجرة الأفراد من دول إفريقية سوداء، أو دول شبه ملونة البشرة (كهاييتي) إلى الولايات المتحدة”، داعيا المجتمعين والجهات المختصة إلى تشجيع هجرة “الشقر طوال القامة” من الأوروبيين، بدلا عن إيواء الهايتيين المصاب أغلبهم (حسب زعمه) بمرض “الإيدز”! هو يقول إن على أميركا أن تقبل هجرة النرويجيين، على سبيل المثال، بديلا عن المكسيكان أو الأفارقة. هو لم يلاحظ أن أغلب سكان الدول الإسكندنافية الراقية كالنرويج والدانمارك لا يرغبون بالهجرة إلى دول أخرى بسبب ما يتمتعون به من مستوى حياة عالٍ.
والحق، فقد لوحظ أن الصحافة قد امتطت هذا الإعلان ذريعة لاتهام الرئيس بأن ما كان يقصده عندما رفع شعار “لنجعل أميركا عظيمة ثانية” أثناء انتخابات سنة 2016، إنما كان يعني: “لنجعل أميركا بيضاء ثانية”، بمعنى أنه قد واشج بين عظمة دولته، من ناحية، وبين بقاء الجنس الأبيض غالبا على البنية السكانية للولايات المتحدة، من ناحية ثانية. وهو جزء من جهد الرئيس ترامب لضبط الحدود ومنافذ الدخول إلى بلاده بأنواعها. وبطبيعة الحال، يتولد عبر الحدود الجنوبية ثمة شعور مكسيكي “بالدونية” في هذا السياق لأن بناء جدار على الحدود مع المكسيك إنما يعني أن الرئيس يصر على اتهامهم بما وجهه إليهم جزافا خلال حملته الانتخابية، 2016.
وهو ذات الموضوع المعقد الذي يناقشه البيت الأبيض مع الكونجرس الآن على سبيل تجنب “خانق” “إغلاق الحكومة الأميركية” Government Shut Down، بسبب استعصاء الأعضاء الديمقراطيين على برامج الرئاسة دون إيجاد حل لمعضلة “الحالمين” التي ناقشناها في مقالة سابقة لـ(الوطن) الأسبوع الماضي. بل إن هذا الاستعصاء يزداد تعقيدا لأن الرئيس ذاته مصر على عدم إيجاد حل قانوني لهؤلاء “الحالمين”، دون موافقة الديمقراطيين على بناء جدار فصل على طول الحدود مع المكسيك. وهكذا تدخل السلطتين التنفيذية والتشريعية بواشنطن العاصمة “متاهة” لا مخرج منها بالمعنى الدقيق للفظ خلال المستقبل المرئي!
لم يعد ما كان يتداوله السياسيون والإعلاميون الأميركان همسا حول تهمة “العنصرية”، الموجهة للرئيس دونالد ترامب، سوى أصوات مسموعة جهارا عبر الآنية الإعلامية يوميا، درجة اضطرار الرئيس الإعلان على صفحات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بأنه “أدنى شخص عنصرية”، على سبيل ذب التهمة (التي تعد خطيرة هناك) عن نفسه.
أما أسباب وبواعث تكرار هذه التهمة (همسا، ثم جهرا)، فقد كانت من هفوات “زلات اللسان” التي اشتهر بها الرئيس ترامب مذ توليه منصبه قبل أكثر من سنة. وإذا كانت مسيرات مؤيدي “أسطورة التفوق الأبيض” التي ارتطمت بجدران مسيرات مضادة قبل أشهر عدة قد أذنت لهذه التهم بأن تطفو على السطح، فإن ما صرح به الرئيس في اجتماع بالبيت الأبيض مع عدد من أبرز أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين قبل بضعة أيام قد أطلق هذه التهمة إلى الآفاق، سياسيا وإعلاميا، درجة احتجاج الرئيس الحالي لمنظمة الدول الإفريقية على ما تفوه الرئيس به في الاجتماع أعلاه.
وخلاصة ما قاله الرئيس في الاجتماع الساخن أعلاه إنما هو: “لماذا نسمح بهجرة الأفراد من دول إفريقية سوداء، أو دول شبه ملونة البشرة (كهاييتي) إلى الولايات المتحدة”، داعيا المجتمعين والجهات المختصة إلى تشجيع هجرة “الشقر طوال القامة” من الأوروبيين، بدلا عن إيواء الهايتيين المصاب أغلبهم (حسب زعمه) بمرض “الإيدز”! هو يقول إن على أميركا أن تقبل هجرة النرويجيين، على سبيل المثال، بديلا عن المكسيكان أو الأفارقة. هو لم يلاحظ أن أغلب سكان الدول الإسكندنافية الراقية كالنرويج والدانمارك لا يرغبون بالهجرة إلى دول أخرى بسبب ما يتمتعون به من مستوى حياة عالٍ.
والحق، فقد لوحظ أن الصحافة قد امتطت هذا الإعلان ذريعة لاتهام الرئيس بأن ما كان يقصده عندما رفع شعار “لنجعل أميركا عظيمة ثانية” أثناء انتخابات سنة 2016، إنما كان يعني: “لنجعل أميركا بيضاء ثانية”، بمعنى أنه قد واشج بين عظمة دولته، من ناحية، وبين بقاء الجنس الأبيض غالبا على البنية السكانية للولايات المتحدة، من ناحية ثانية. وهو جزء من جهد الرئيس ترامب لضبط الحدود ومنافذ الدخول إلى بلاده بأنواعها. وبطبيعة الحال، يتولد عبر الحدود الجنوبية ثمة شعور مكسيكي “بالدونية” في هذا السياق لأن بناء جدار على الحدود مع المكسيك إنما يعني أن الرئيس يصر على اتهامهم بما وجهه إليهم جزافا خلال حملته الانتخابية، 2016.
وهو ذات الموضوع المعقد الذي يناقشه البيت الأبيض مع الكونجرس الآن على سبيل تجنب “خانق” “إغلاق الحكومة الأميركية” Government Shut Down، بسبب استعصاء الأعضاء الديمقراطيين على برامج الرئاسة دون إيجاد حل لمعضلة “الحالمين” التي ناقشناها في مقالة سابقة لـ(الوطن) الأسبوع الماضي. بل إن هذا الاستعصاء يزداد تعقيدا لأن الرئيس ذاته مصر على عدم إيجاد حل قانوني لهؤلاء “الحالمين”، دون موافقة الديمقراطيين على بناء جدار فصل على طول الحدود مع المكسيك. وهكذا تدخل السلطتين التنفيذية والتشريعية بواشنطن العاصمة “متاهة” لا مخرج منها بالمعنى الدقيق للفظ خلال المستقبل المرئي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق