قراءة في قصة ضيف الصباح للأديبة ماجدة مازن دراوشة
بقلم : سهيل
إبراهيم عيساوي
قصة ضيف
الصباح ، تأليف الكاتبة ماجدة مازن دراوشة ، رسومات الفنانة نسرين أبو اعليا ،
اصدار مكتبة العم صالح – نابلس ( بدون
تسجيل سنة الإصدار )غلاف سميك مقوى .
القصة تتحدث
عن طفلة صغيرة اسمها تالة ، ذات صباح بارد تتململ في فراشها وعزيف الرياح يضرب من كل حدب وصوب وقد أخافها
صوت نقر كان يطرق على نافذة غرفتها ، شعرت بالخوف والقلف ، تارة تتخيل أنه بابا
نويل يحمل على ظهره كيسا كبيرا مملوءا بالهدايا ، تتخيل أنه خصها بدبدوب ناصع
البياض ، وتارة تتخيل أنه الرجل المتسول الذي جاء طالبا صدقة البارحة ، ليحضر لأولاده
الطعام ، لأن أمها قالت له ان بيتهم مفتوح دوما له ، وتارة تتخيل أنه ابن الجيران
المشاكس " علي " يقذف على النافذة الأحجار ، تختبئ ترتعش من شدة الخوف
تحت العطاء ، تقول من هناك ، لا من مجيب ، اعتقدت
ربما هو صوت طائر نقار الخشب ،وخشيت أن يحطم زجاج النافذة معتقدا أنه مصنوع
من الخشب ، أخيرا نادت أمها ، لكن الأم
مشغولة بتحضير وجبة إفطار شهية وصحية دسمة
، لن تسمعها مع صغير ابريق الشاي ، وتدندن مع صوت فيروز العذب ،الذي يصدح في البيت " رجعت الشتوية
" ، ثم تخيلت تالة أنه صوت طائر العنقاء الخرافي ، بعد كل موت ولادة ، مع ازدياد النقر على
النافذة ، فتحت الأم الباب ونادتها حبيبتي تالة وتدعوها لتناول وجبة الإفطار ، هرولت نحوها وارتمت بحضها ،
صارخة ان هناك من يحاول خطفها ، الأم استغربت اين ذلك ، قالت تالة ومازال الصوت ينقر
على النافذة ، ابتسمت الأم وفتحت الشباك ، قالت الأم " أنه الوسم ، المطر
الأول في الموسم والذي يأتي ليزف لنا بشرى الخير والبركة وينثر لنا رائحة الأمل
والحياة " طلبت تالة من أمها أن ترقص قليلا مع المطر ، فشعرت بالسعادة تغمرها
.
الأسلوب : كتبت القصة بأسلوب جذاب ، ولغة شاعرية ، تنسجم مع عشق الطبيعة ، والشوق
للمطر الأول من الأرض والانسان والطير ، نجحت الكاتبة في وضع القارئ في حالة من
الترقب والتشويق ، ماذا يخيف الطفلة تالة ؟ لماذا هي خائفة ؟ ومن من الممكن أن
يزعجها ؟ ليعود كل منا خفية الى طفولته ليذكر موافق خوف مشابهة جابهته وكيف تخلص
من عقدة الخوف من أصوات ترعبه ، مع الكاتبة كانت تنشر لنا بعض الرموز بحذر مثل
" تمسح نعاسها بغيمة اتخذت من الشباك جارا لها " ص 1 ، " ذات صباح
بارد " ص2 ، "تارة تتخيل أنه بابا نويل "ص 6 ، فعيد الميلاد يطل
علينا في فصل الشتاء ، " الام تدندن على أنغام فيروزيات الصباح رجعت الشتوية " ص 17 . " غيمة هاربة
" ص 17
لغة الكاتبة الشعرية : القصة تعج بالصور الشعرية الموفقة ، الاستعارات
الإبداعية الجديدة ، والثروة اللغوية الجميلة . منها : " جيش الفتاة والدها
" احبكم بقدر ابجدية الحياة " ،
يزدحم بزقزقة العصافير " ص 1 ، تغتسل بأشعة الشمس " ص 1 ، تمسح نعاسها كغيمة
اتخذت من الشباك جارا لها " ص 1 ، " وتعود عيناها تبرقان " ص 12 ، اعترى
المكان هدوءا رهيبا " ص 12 ، " قاضي الشك انصفه " ص 12 ، "
اصبح جسدها الصغير كالقنفذ " ص 12 ، " بخاره يتصاعد كغيمة هاربة "
ص 17 ، " حكاية شغف ودفء " ص 17 ، " ارتمت بحضن أمها كطائر فقد عشه " ص 23 ، ضحكة ساخرة تكتسي وجهها
الجميل ، ص 23 ، " ينثر لنا رائحة الأمل والحياة " ص 25 ، " الأرض عطشى
له " ص 25 ، "كلها شوق "
ص28 .
رسالة الكاتبة من خلال
القصة :
1-
تعرف الأطفال على الوسم وهو المطر الأول
2-
ضرورة عمل الخير والعطف على الفقراء والمساكين من خلال
إعطاء الام المال للمتسول كذلك الطعام لأولاده لدفع الجوع عنهم ، أيضا خلال توزيع
بابا نويل الهدايا على الأطفال في مشفى الرحمة .
3-
أهمية مشاهدة الاخبار ، لمعرفة ماذا يدور حولنا .
4-
أهمية الاستماع للأغاني الأصيلة وللأصوات الفنية
الحقيقية مثل فيروز ، لرفع الذوق الغني والابتعاد عن الأغاني الهابطة
5-
أهمية الأكل الصحي لأفراد العائلة واهمية تناول وجبة
الإفطار صباحا .
6-
صورة الام الداعمة والحريصة والمثقفة كما ظهرت في الصورة
7-
مخاوف الأطفال شرعية وبريئة ، حتى انها تساعد في صقل
الشخصية وتنمية العقل من خلال التحديات والتفكير المتشعب .
8-
السعادة في ابسط الأشياء في
النظر الى المطر والرقص فرحا بهطوله .
9-
على الأهل الانتباه لمشاكسة أطفالهم الذين قد يضايقون
الأطفال والجيران
10 – غرس حب
الطبيعة في نفوس أطفالنا منذ الصغر .
11 تشجيع الأطفال على
قراءة القصص فتالة تقرأ قصص سندباد
ملاحظات :
1-
جاء ترقيم القصة وفق الأرقام الهندية ، التي لم يعد
يعرفها طلابنا اليوم ، وبعض الأرقام لم
تكن واضحة بسبب تغطيتها بالرسومات .
2-
لم تسجل سنة
اصدار القصة ، وتسجيل سنة الإصدار أمر
هام جدا
3-
كتب المؤلفة الاهداء
على صفحتين، قبل البدء بسرد القصة
، وهذا أمر غير مستحب في قصص الأطفال .
4-
أوردت لنا الكاتبة في اخر القصة "المواضيع التي
تناولتها القصة وتعالجها " حسب اعتقادي ، ترك الأمر للطفل والأهل والمربين ، أفضل
اعطاء مساحة كبيرة من الدهشة والتفكير والابداع ، وعدم تقديم وجبة دسمة جاهزة
للقارئ ، لنتركه يبحث ويتخيل ويبدع ، قد يجد
أكثر بكثير من القيم التي أشارت اليها الكاتبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق