السبت، 12 فبراير 2022

سلمى" مجموعة شِعريَّة جديدة للشَّاعر العَروضيِّ محمود مرعي





وُلِدَتْ سَلْمى فَطابَ الوِصالُ.. وَجَنى الوَصْلِ جَنِيٌّ حَلالُ
كتب الأستاذ الأديب فهيم أبو ركن صاحب دار الحديث للإعلام والطِّباعة والنَّشر: "ما زالت دار الحديث للإعلام والطِّباعة والنَّشر تتبنَّى إصدار كتب على نفقتها الخاصَّة، وهي كتب الشَّاعر العروضيِّ الخبير اللُّغويِّ والموسوعيِّ الثَّقافة الأستاذ محمود مرعي، لما لهذه الكتب من قيمة أدبيَّة ومستوى رفيع من الإبداع الأصيل.
فقد تسلم الشَّاعر محمود مرعي، ظهيرة اليوم، الثُّلاثاء، مجموعته الشِّعريَّة، الموسومة بعنوان "سلمى"، الَّتي صدرت عن دار الحديث للإعلام والطِّباعة والنَّشر، وهي مجموعة انفردت بالشِّعر دون النَّثر. تقع الـمجموعة في 144 صفحة من الحجم الوسط (ولولا كورونا الملعونة لتصوَّرنا معًا صحبة سلمى)".
كتب مقدِّمة الـمجموعة الأديب والباحث الفلسطيني محمد داود كبها، وممَّا قال في تقديمه: «منذ قرون؛ مال الشّعراء إلى ذكر محبوباتهم في شواطئ القصائد وأعماقها، وخصّصوا لهنّ مكانة رفيعة وحيّزًا واسعًا؛ حتّى باتت المرأة جزءًا لا يتجزّأ من منظومة القصيدة وجمال الشّعر ورونقه وعبيره وبساتينه الغنّاء، فذاك اقترن اسمه بعبلة وذاك رقّ قلبه لعفراء، أحبّوا عزّة وليلى ولبنى وبثينة وولّادة وبلقيس، ونظموا على شرفهنّ القصيدة تلو القصيدة، حتّى أصبح القارئ منّا عاشقًا حائرًا.
غير أنّنا نقف اليوم أمام هيامٍ من نوع آخر! نقف في حضرة "سلمى" وعلى أعتابها الخضراء باحثين عن درّها وعسجدها، طامعين بشربة ماء من واحتها الصّافية وينابيعها العذبة.
سلمى الّتي قال عنها ربّان الدّيوان إنّها وحي الشّعر وبداياته وخاتمة المطاف، هي غزالته الحسناء الّتي تسكره بجمالها وهي الشّفاء لمهجته الهائمة، هي الطّريق القويم والدّرب الصّادق الصّريح الّذي لا اعوجاج فيه، هي الحقّ الّذي أرادوا طمسه، والعدل الّذي وأدوه، هي القَدَر الّذي تفرّد بالعطاء، هي تاج الشّعر المقدّس.
سلمى الّتي ألفاها مزيجًا بين إنسية ومَلَك، مزيجًا لا يمكن تفسيره، هي نفسها الّتي اعتبرها زهرته الرّيّانة، وعاطرته السّاحرة المتّصلة به كما تتّصل الروح بالجسد، فيراها شمسًا وخفقًا وضوء الصّباح، يراها طبيبًا ينعش الرّوح ويشفي القلب، وهي الّتي ستحتفي معه بالوصال بعد التّنائي.
وحرصًا على سلامة الشّعر ورفعة الذّوق ومداد الكلمات فإنّنا نجد ربّان السّفينة يبدأ مجموعته مُحذّرًا من ضياع الشّعر وتقهقر اللّغة، فنجده يتعهّد لسلمى الّتي اعتبرها خير نساء الأرض وخير لغات الكون بالإخلاص والوفاء.
ولا عجب أن تكون سلمى قصيدة العرب وعمود الشّعر، فهو يبثّ شكواه إليها ويعلن براءته من كلّ مظاهر الحشو في الشّعر والقوافي، ويرفض كلّ عادات الانتحال والسّرقات الأدبيّة، ثمّ إنّه يُعلي صرخة احتجاج ورفض لكلّ مشاهد فوضى الشّعر والأدب على منصّات التّواصل وما يعقبها من إعجابات وإطراءات ومجاملات، ويبيّن موقفه من الشّعر الحديث وآيات الحداثة».
وكتب تظهيرًا لها الأديب الشَّاعر فهيم أبو ركن وممَّا قال: «الشّاعر العروضي محمود مرعي الّذي أتحفنا بالعديد من الكتب القيّمة بأساليب أدبيّة مميّزة، في النّثر، البحث، الشّعر والمقامات.
يتحفنا هنا بديوان "سلمى"، وهو مجموعة شعريّة أبدع في سبك قصائدها وسكبها في قوالب البحور الشّعريّة المختلفة، ليقدّم لنا حديقة غنّاء، زاخرة بزهور القصائد المنوّعة، عاطرة بنكهاتها الإبداعيّة، مفعمة بصورها الشّعريّة الأخّاذة وأفكارها المبتكرة، المعبّرة عمّا يختلج في نفس الشّاعر، متأثّرًا بمحيطه وقضايا شعبه ومجتمعه.
مَنْ هي سلمى؟ حبيبته التي تغنّى بها كثيرا؟
إنّ اختيار الشّاعر لاسم "سلمى" ليس عبثًا ولم يأتِ صدفةً، فهو يحمل إيحاءاتٍ عديدةً، عدا عن جمال الاسم، شهرته، عراقته وانتشاره عند العرب، وثمَّة أسطورة عربية تحكي عن حبّ أجأ لسلمى وتسمية جبلين قرب المدينة المنوّرة في جزيرة العرب على اسميهما. إن اسم سلمى من الأسماء العربيّة النّسائيّة العريقة، واسعة الانتشار، ومن أشهر من وردت بهذا الاسم (سلمى زوج سعد بن أبي وقّاص، بنت خصَفَة بن ثقْف بن ربيعة).
من جهة أخرى تغنّى العديد من الشّعراء بهذا الاسم ومنهم الشّاعر الجاهليّ نهشل بن حريّ، الّذي يخاطب محبوبته قائلاً:
إنَّا محيّوك يا سلمى فحيِّينا..وإن سَقيت كرام النّاس فاسقينا
ويبدو أنّ شاعرنا محمود من شدّة شغفه وحرصه على اللّغة العربيّة ناداها باسم "سلمى" – كما يظهر في قصائد الدّيوان - وتغنّى بها بتميّز وناجاها وخاطبها فأبدع في نثر درر المعاني ومدهش الصّور بلغة عالية وأسلوب راقٍ وأوزان محكمة، كيف لا؟ وهو الشّاعر العروضيّ الخبير».
ألف مبارك هذا الإصدار الثَّريّ ومزيدًا من العطاء الأدبي المثمر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق