نَعودُ للمدرسةِ برفقةِ زميلٍ جديدٍ – وباء الكُورونا (COVID-19)بقلم: لينة بلال أبو حسَّان/ترشيحا
سيكولوجيَّة تربويَّة لقب ثانٍ.
مرَّتِ الأيام
بما فيها من حَجْرٍ منزلي وإغلاق بخطوات ثقيلة، بسبب الوباء الجديد (فيروس
كورونا)، وبعد تلك الأيام الطويلة اقتربت العودة إلى المدارس، فجميع الأهل والطّلبة
بانتظار على أحر من الجمر!!
نعم اقتربت
المدارس ولكن هناك سؤال يلقي بنفسه على أهالي الطلاب والمعلمين!! ألا وهو:
كيفَ نهيّئ
أطفالنا للعودة إلى المدرسَةِ في ظروفٍ غير اعتياديّة والتصرّف بطريقة ملائمة في ظلّ ظروف غير مسبوقة؟
لقد بقي أسبوعان على العودة إلى المدرسَةِ وجميعًا أهل، معلمون،
طلبة وعاملون متأهِّبون لمعرفة كيفَ سيكون نظام حياتنا الجديد المتعلق بالدّوام
المدرسي؟؟ وكلنا يتساءل إن كان أمر الرجوعِ للمدرسَةِ سيتم فعليًا بالوقت المعتاد
أم سيُأَجَّل؟ أو أن أطفالنا لن يعودوا للمدرسة ونعود لتحدي التعليم عن بعد؟!! أسئلة كثيرة ...والجواب واحد: لا نعرف.
فلا نعرف ماذا ستكون القرارات المستقبليّة؟
وهذا ما يجب أن نعتاد عليه خلال الأشهر المقبلة ... حيث التغيير المستمر والمرونة
في التعامل مع أي جديد، فكل القرارات تتعلق بمعدلات انتشار الوباء، إلَّا أنّ هذه
الحال يجب ألَّا تجعلنا نقف مكتوفي الأيدي منتظرين إرشادات خارجية سريعة دون تهيئة
أطفالنا وتوجيه سلوكهم وتعاملهم في المواقف المختلفة.
فالعودة إلى المدرسة ليست كالسَّنوات السابقة؛ بل تختلف اختلافًا كبيرًا، وغالبًا
ما نحتاج كأهل إلى جلسة توعويَّة مع أطفالنا، قد نراهم متحمسين أو غير مبالين أو
غير راغبين؛ لكن مهما كان الحال فلا بُدَّ مِنْ حثِّ أدمغتِهِم أن وقت الجَدِّ قد اقترب
والأهم توسيع وعيهم للتجديدات التي قد تحصل.
ومثل أي عام نبدأ بتنظيم ساعات النوم والاستيقاظ، لنعيد ترتيب وبرمجة ساعة
أطفالنا البيلوجية، كما علينا ترتيب أوقات الطّعام واللعب؛ لِيَسْهُلَ التعامل مع
هذهِ الأمورِ مع اقتراب أيام المدرسة.. وقد حان الوقتُ لتحضيرِ الكتبِ المدرسية
والأدوات المطلوبة وخصّيصًا تحضير الحاسوب الخاص بالطفل؛ لأنه سيكون جزءًا ضروريًا
ولا يمكن الاستغناء عنه، وفي حال لم يتوفَّر عند الطفل أي من الأمور المطلوبة أرجو
التوجه للجهات المعنية؛ للمساعدة في توفيرها
قبل البدء بالعام الدراسيّ.
ومن
المعلوم أن هذا الوباء قد أثّرَ كثيرًا على الحالة الاقتصادية لدى العالم كله، حيث
أدى إلى خسائر مادية كثيرة وخاصة عند الأهالي، فقد يكون بمقدور الأهالي شراء حقيبة
جديدة وأغراض وقد لا يكون بمقدورهم، ولكن يُمكِنُ إقناع الطفل أنه "ليس من
الضروري أن نشتري حقيبة جديدة وأغراضاً جديدةً أو أغراضاً مغرية .. كوننا لم
نستعمل أغراض السنة السابقة وكوننا لم نذهب إلى المدرسة إلا لأشهر معدودة، وأن
معظم التعليم قد يكون إلكترونيًا في حال كان التعليم عن بُعْدٍ وهذا لمراعاة مشاعر
الطلبة الآخرين.
فالحال الجديدة تحتاج إلى نقاش وتنبيه، ودورنا كأهل ضروريٌ وفعّال، لذا
علينا البدء بأسئلة تثير التفكير والتنبيه بأن الوضع ليس مماثلًا، مثلًا (ما رأيك،
هل تود العودة إلى المَدرسة؟ ما شعورك أنَّ العطلة قاربت على الانتهاء؟ أي المواضيع ترغب بالتعلم أكثر؟ هل اشتقت للصّف؟
هل تعتقد أنك ستتعلم داخل الصّف؟ ماذا لو أخبروك أنَّ التعليم سيكون عن بُعْدٍ؟ هل يُعجبك التعليم عن بُعْدٍ؟ هل ستأخذ الأمور
بجدِّية؟ وغيرها) فالأسئلة المتدرجة تعين الطفل على تصّور المواقف الجديدة
والتفكّر في كيفيّة التصرّف فيها.
ودرونا كقادة أو أولياء أمور أو معلمين أن نزرع في عقولهم وقلوبهم مدى
ثقتنا أن الأمر سينتظم -رغم عدم تأكدنا من ذلك- ليشعروا بجديَّة العودة للمدرسة وضرورة
الالتزام بالتعليمات المقترحة.
ومن المهم إيصال التعليمات والتغييرات التي ستحصل تدريجيًا "كارتداء الكمامة
طوال اليوم، احتمالية تقسيم الصّف لصفيّن، التعلم بفترات مختلفة ربما بعد الظُهر، التعلم
عن بُعْدٍ في بعض أيام الأسبوع والبعض الآخر في المدرسَةِ، وجُود معلّمين في الصَّفِ .... وغيرها من مستجدات.
وكي نساعدهم على الالتزام يمكن حثُّهم على ارتداء الكمامة في المنزل لمدة 45
دقيقة مثلاً، وبالتدريج نزيد الوقت حتى يعتادوا على هذا الأمر ليوم كامل.
كما أن تصفُّح الشبكة العنكبوتيّة (الإنترنت) والبحث عن معلومات حول فيروس كُورونا،
والقراءة ومشاهدة مقاطع فيديو مخصصة للأطفال عن الوباء، وقراءة وسماع القصص .. مهم
جدًا حتى يعي الطلبة جدية الأمر، و"قصَّة من أنتَ يا كُورونا؟" تفي
بالغرضِ." ويمكن زيارتها عبر هذا الرابط:
وفي هذه السطور سأورد معلومات مهمة حول الطلاب والفصل
الدراسي ينبغي أن نعرفها:
-
سيُنَبِّهُ المعلمون
بشكل كبير على ترك مسافات بين الطلبة، وسيُشَدِّدُون على تعقيم الأيدي، "فعلينا
أن نصغي لهم وألا نضجر منهم؛ لأنهم لا يريدون إلا سلامتكم" .
-
من المهم تنبيه
الطلاب من الأهالي بمثل "ستشعرون بتوتر المعلمين "بسبب الوضع الجديد، "كونوا
قادة وساعدوهم بالتزامكم" . " كن قائدًا بالقول والعمل"، وقم بحثِّ
زملائِك على التصرف بمسؤولية وجديّة".
-
حافظْ على التعقيم المستمر للأيدي وأسطح الكتابة،
بدورنا كمربين من المهم تعليم أطفالنا الطريقة الصحيحة للعطس وغسل الأيدي.
-
تنبيه الطفل على
عدم إصدار الألقاب بهدف التنفير " أنت كورونا – مصاب بالكورونا وما شابه
" لأن هذا الأمر ينعكس بشكل سلبي على
مشاعر الطفل وعلى العلاقات بين الطّلبة ويؤدي لنوع من أنواع التنمر ويسهله.
-
تنبيه الأطفال
ألَّا يجتمعوا بفرق كبيرة وألَّا يقتربوا للتجمعات الكبيرة في المدرسة وخارجها
وعدم الانصياع لضغط المجموعة في حال وُجِدَ طلبة لا يودّون الانصياع للتعليمات.
-
من غير المُفَضَّل استخدام أغراض الآخرين " تبديل الأغراض أو استخدام صنابير
المياه العامة أو قوارير غير خاصة بنا ".
-
توعية أطفالنا بالقول:
" إن بعض الأطفال سيبتعدون عنا، أو سيرفضون التسليم علينا يدًا بيد أو عناقنا..
ومهمٌ ألَّا نشعر أنَّ هذا الأمر موجه لنا بشكل شخصي وإنما بسبب الظروف الموجودة
وحفاظًا على سلامتنا " وذلك من أجل شعورهم بالراحة وللمحافظة على صحتهم
النفسية.
-
التعلم عن بُعْدٍ
سيكون أكثر جديَّة ولا بد من إعطائه الاهتمام الكامل، فالإغلاق أو الحجر لا يعني
عطلة جديدة.
وإذا
تطرقنا إلى تجهيز المدراس للطلاب، فلن نسأل إنْ كانت المدارس مجهّزة، لأن هذا الأمر
يجب أن يكون مفهومًا ضمنًا بعد مرور ستة أشهر على التعرف على مخاطر الوباء....
لذا اقترح على
طاقم المدارس:
-
أن يُرْفِقَ اسم كل طالب معه بلاصقٍ أو شارة
باسمه ليُعُينَ على التواصل بين المعلم والطالب وبين الطلبة أنفسهم؛ كون الكمامة
ستغطي جزءًا كبيرًا من الوجه.
-
نشر صور.. كلمات...
بمرافق وأروقة المَدرَسَةِ تدل على التباعد بين الطلبة واستخدام المعقمات، وإنْ وَجَبَ
وضع علامات على أرضيات المَدرَسَةِ تساعد الطلبة على فهم المسافات المطلوبة، فهذا
شيء رائع.
-
تعقيم المرافقِ
المختلفة قبل وبعد استخدام الطلبة ووضع أدوات للتعقيم في الصفوف.
-
ألا نثير الرعب
والقلق من خلال التهويل والأخبار التي نسمعها " أي ألَّا ننقلها بطريقة مخيفة".
-
تعزيز الملتزمين
بين الحين والآخر، لتحفيزهم على الاستمرار بالالتزام وليكونوا نموذجَ خيرٍ للآخرين
.
نحن مقبلون على فصل
انتقالي بطبيعته يحمل الفيروسات وتغيّرًا في المناخ، مما قد يُسَبِّبُ العديد من
الأمراض.. ومهم جِدًّا أن نأخذ كامل
المسؤولية في عدم إرسال أولادنا للمَدرَسَةِ
؛ كي لا يلحق الضرر بالطّلبة والمتواجدين في المَدرَسَةِ، ولنحافظ على صيرورة
التعلم لأطول فترة ممكنة.
ومن المهم أن نختم ونُذَكِّر الطفل بقولنا: (أنا أُشَدِّد
عليك لأني أهتم بك وتهمني صحتك كما وتهمّني دراستك فهذه مسؤوليَّة كبيرة، وأنت شخص
مسؤول وقائد) .
ودائمًا، لا ننسى أن أطفالنا أمانة ولا بُدَّ من أخذ الحيطة
والحذر للحفاظ على صحتهم النفسيّة كما صحتهم الجسديّة.
ختامًا:
لا تتردِّوا بالتَّوجُّه لمعلِّمٍ من المدرسة، مرشد تربوي، معالج نفسي، معالج
تربوي أو مستشار وذوي الاختصاص، وغيرهم من الكوادر أو طلب المساعدة هاتفيًّا عند
أي استفسار، كما لا تتردَّدوا بالتَّوجُّه لنا بأيِّ استفسار وسؤال، ونحن في
الخدمة.
نرجو الله
السلامة للجميع وسنة دراسية موقفة ومثمرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق