السبت، 16 مايو 2020

الصورة الشعرية الشاعر يوسف مفلح إلياس أنموذجا ، بقلم ايمان مصاروة

الصورة الشعرية
الشاعر يوسف مفلح إلياس أنموذجا


إن التصوير الشعري مرتبط حتما  بالإبداع الفني وتكمن ميزة الشاعر  وفنية صوره  حين ينجح بالتحليق في إقامة علاقة انسجام ما بين الأشياء حتى يجعل الجامد ناطقاً ومتحركاً، وبهذا نستنتج أن الصورة عنصرٌ هام من عناصر بناء القصيدة، بل هي  ذات وظيفة شعورية تتجسد من خلال مشاعر الشاعر وأحاسيسه وعواطفه وخياله، وعليه لابدَّ للصورة من أنْ تخلق الاستجابة عند المتلقي، وكأنه "أي المتلقي"  مشاركٌ في إبداع النص مع مبدعه الأول الشاعر.

والتصوير الشعري هو الذي( يعبر بالصورة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية وعن كل ما هو  محسوس من المشهد المنظور والنموذج الإنساني والطبيعة البشرية، حيث يرتقي بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحياة الشاخصة أو الحركة المتجددة، وبذلك نجد أن المعنى الذهني هيئة أو حركة والحالة النفسية لوحة أو مشهد والنموذج الإنساني شاخص حي والطبيعة البشرية مجسمة مرئية)(1).
 واعتمدت المفاهيم النقدية القديمة الصورة الشعرية " أساسا في المفاضلة والتمييز بين الشعراء، فما من شاعر قدم على غيره إلا وكان سبب تقديمه متعلقا بمدى تمكنه من دقة التشبيه أو حسن الاستعارة ورجاحة الكناية". (2)
  فهناك من اتفق مع هذا وتوسع فيه وذهب بعيدا في تفصيله  ودراسته وبحث ونبش فيه فقال إن  (الصورة الشعرية واحدة من الأدوات الأساسية التي يستخدمها الشاعر الحديث في بناء قصيدته وتجسيد الأبعاد المختلفة لرؤيته الشعرية، فبواسطة الصورة يشكل الشاعر أحاسيسه وأفكاره في شكل فني محسوس وبواسطتها أيضا، يصور رؤيته الخاصة للوجود وللعلاقات الخفية بين عناصره)(3)    

وتأكيدا لهذه الأهمية،  نجد من يقول أيضا بان (الصورة الشعرية على درجة كبيرة من الأهمية في الشعر إلى الحد الذي يعتبرها معه البعض تعريفا للشعر، فيقال إن الشعر تعبير بالصورة أو انه تفكير بالصورة وتعبير بها)(4).
فهي لغة محسوسات منظورة وليست تصورات، و تسوية توصلت إليها لغة الحدس التي تنقل أحاسيس الجسد، (وهذا يجعل  الصورة الشعرية مقياسا لتأكيد أهمية الشعر ووظيفته، وتفضيله على غيره مثل النثر، فالصور الشعرية  هي الجوهر الأساسي ليست مجرد أخيلة لما ندعوه بلغة الحدس، فالشعر يسير على قدميه فيجوب بك الأرض كلها، أما النثر فقطار يوصلك إلى مقصدك)(5).
والشاعر يهدف إلى تشكيل إدراكه الجمالي للحياة وفق تصوره الخاص وهو يعبر بذلك عن تجربته الشعرية الخاصة، وهنا سيواجه الشاعر حاجزا يقف أمام سبيله هذا يتمثل في النظام اللغوي الشائع والمتعارف عليه في الاستخدام مما يضطره إلى أن يخلخل هذا النظام
كاسرا جموده ومشكلا في الوقت ذاته علاقات لغوية جديدة تستند إلى رؤيته الخاصة وهذه
إن العلاقة اللغوية الجديدة والخاصة تمثل الصورة الشعرية)(6)، فالصورة الشعرية إذن (هي خلق جديد لعلاقات جديدة في طريقة جديدة من التعبير)(7)
ونتفق مع من يقول إن (الصورة الشعرية جوهر التجربة والأداة الفذة للتشكيل الجمالي، والحل الوحيد لأزمة اللغة التي تواجه الشاعر حين يحاول تصوير رؤيته الخاصة وإدراكه الخاص لواقعه)(8).
وتعد الصورة الشعرية  (واحدة من ابرز المقومات الفنية للقصيدة باعتبارها الجزء الأكثر فنية في بنية القصيدة والذي لا يمكن أن ينفصل أو يتخلخل توازنه مع الأجزاء الأخرى)(9) وهذا على وفق النظرة الفنية للقصيدة ككل وللصورة الشعرية كجزء منها .
وان الطريقة التي يبني بها الشاعر صورة نوعية لعلاقات التضاد والتماثل بين جزئيات الصورة وبين الصور الجزئية كلها، لا تكشف فقط عن منهج البناء للصورة، وإنما عن أسلوب في التفكير والتعبير وموقف من العام)(10).
وقد التفت النقد الحديث إلى ظاهرة جديرة بالتأمل فوقف عندها ومنحها أهمية بالغة تلك هي الصور المتنامية والمتتابعة في القصيدة الواحدة ولم يكن الاهتمام بتلك الصور بأقل من الاهتمام بالأسلوب والطريقة التي تتداخل وتتلاحق بها تلك الصور (فالقصيدة الحديثة جسم عضوي مصاغ من مجموعة من الأعضاء أو الجزئيات هي الصور وطريقة تداخل هذه الصور وتعاقبها هي التي تمنحها في النهاية الصورة الكلية لهذا الجسم القادر على الفعالية

فالتشكيل الصوري يجب من خلاله الابتعاد عن الأنماط المألوفة، وهذا كفيل بخلق حالة من  الدهشة والانفعال والتأمل لدى القارئ وعليه تكون (مهمة الأديب الناجح. أن يخرج عن السياق المألوف إلى سياق لغوي مليء بالإيحاءات الجديدة)(11).
أما طريقة التداخل بين الصور أو الصلة التي تربط في ما بينها ليكون تعاقبها متجانسا ومستساغا فمرده إلى استمرارية الدهشة ودوام الانفعال وحيوية العاطفة، إن (كثرة الصور في بعض النماذج وتراكيبها وترادفها ليس معيبا في ذاته فان الأمر متوقف على مدى نفاذ التوتر الانفعالي أو العاطفة الشاعرية التي توحد بين الصور والأفكار الماثلة، وإذ ذاك نرى المساق يعد خيالنا للتقبل، فحيوية المساق ذاتها تؤدي بنا إلى ألا نفطن إلى كثرة أو معضلة بين الصور)(12).
ومن وجهة نظر نقدية معاصرة تظهر أهمية الانفعالات ودورها في العمل الإبداعي من خلال ما قاله برجسون من أن(جوهر الإبداع هو الانفعال) (13)، وقريبا من هذا القول أيفور ارمسترونج ريتشارد الذي يقول إن :- (الصورة اثر خلفه الإحساس)(14).
وأما أهمية الصورة الشعرية فتتجلى لنا من خلال وظيفتها التي يحددها احد الباحثين عندما يقول :- (تعد الصورة الشعرية ابرز الأدوات الشعرية التي يستخدمها الشاعر في صياغة تجربته الشعرية. فيها تتجسد الأحاسيس وتشخص الخواطر والأفكار وتتكشف رؤيته الخاصة عن العلاقات الخفية والحقيقية في عالمه وهي أيضا وسيلة معرفة النفس وأقاليمها الغامضة وارتباطها بأشياء العالم)(15).
ونرى أن  الأدب وعلم النفس يشتركان كلاهما في الاهتمام بذات الأمر من خلال  "المشاعر الإنسانية وان اختلفا من حيث الأسلوب والطريقة" (16).
علما أن الشعور من التشكيلات الصورية مردها إلى:- (وجود صور لاشعورية تكمن في العمل الفني وتأتي هذه الصور من المستويات اللاشعورية للعقل)(17).

والمفروض أن النظرة  الداخلية التي يعتمد عليها الشاعر مزيج معقد من مناظر مرئية وغير مرئية شعورية وغير شعورية، وفيها خطوط وألوان وأصوات من كل ما تقذف به العاطفة ومن كل ما ينبع من النفس من فكر وعلم وحلم وخيال)(18) .
ويتميز الشاعر المبدع بقدرة فائقة صياغة صورته الشعرية ويكون قادرا على(أن يوقظ فينا أعمق الإحساسات الجسمية من جهة وارفع العواطف الأخلاقية وأسمى المعاني الفكرية)(19)
وهذه من وظائف الصورة الشعرية المهمة التي ترفع من شأنها وقيمتها (فالصور التي تكتفي برصد التشابه الحسي بين أطرافها وتسجيله ليس لها كبير اعتبار في ضوء المفهوم الحديث للصورة الشعرية ووظيفتها,فوظيفة الصورة في إطار هذا المفهوم هي تجسيد الحقائق النفسية والشعورية والذهنية التي يريد الشاعران يعبر عنها)(20)
إن الصور الشعرية هي(الوسائل التي يحاول بها الأديب نقل فكرته وعاطفته إلى قرائه وسامعيه)(21). وهكذا تبرز لنا أهمية العاطفة في تشكيل الصورة الشعرية ومن الباحثين من يعتبرها أساس الصورة  أي العاطفة التي منبع الشعر منها، إذن (فالعاطفة هي أهم ما في الصورة الأدبية، وهي الأساس حيث تشرح خواص الصورة وتنقل تأثيرها(22)
و نجد  أن هنالك من يقول في سياق النظرة النقدية الحديثة بالاتجاه ذاته(أصبح جمال الشعر يقاس بمدى قدرة الصور فيه على حمل المشاعر المختلفة ونقلها بتأثيراتها إلى الآخرين)(23)!!.
ونفهم من ذلك أن الصورة الشعرية أصبحت مجرده من الفكرة أو المضمون ولكنه يعني اقترانهما وكأنهما امتزجا امتزاجا يصعب التفريق بينهما أي أن(الفكرة تنحل بكاملها في التصوير)(24).
ولهذا الدور المهم الذي تقوم به الصورة الشعرية ضمن السياق العام للقصيدة فقد أكدت الدراسات النقدية الحديثة على الصورة للحد الذي أوصلها للسيادة على القصيدة(أصبح الشعر الحديث يقوم على الصور حيث استبدت الصورة بالشعر دون الحدث بل أن كثيرا من الشعر أصبح صورا لا حدث فيها)(25)
وتؤدي الصورة وظيفتها على أتم وجه حين تكون العاطفة متأججة على كل مساحة العمل الشعري، وعليه فلا انفصام بين الصورة والعاطفة لان(العاطفة بدون صورة
عمياء والصورة بدون عاطفة فارغة)(26).
وبما أن العاطفة تكمن في أعماق الشاعر فعليه توجب أن يجهد نفسه لكي يحسن نقلها وإيصالها لأنها هي التي توضح خواص الصورة، وتنقل جمالها وتأثيرها)(27).
ويكون هدف الشاعر الحديث أن تمتاز قصيدته بالإبداع وان تحمل رؤية جديدة للوجود تتضمن من الخصوصية ما يؤهلها لذلك، وهذه هي مهمة الصورة الشعرية فبواسطتها يلفت نظرنا الشاعر إلى عوالم خفية، (وهو بذلك يستخدم من اللغة ما يجعل صوره تشير إلى انتمائها له وهذا الانتماء يمثل خصوصيتها التي بمقدارها ترتفع قيمة القصيدة الفنية)(28).
فلا انفصام أو انفصال  بين الصورة الشعرية واللغة، بل يمكننا أن نقول أن الصورة الشعرية هي تشكيل لغوي ولكن يبقى السؤال عن  ما هي السمات الفنية للغة الشعرية؟ .
الصور الفنية

وتعتبر الصور الفنية قوام الشعر الحديث، ولا بد من توفرها في القصيدة الحديثة ، وتختلف عن النظم العادي، بحيث تعتمد على التخييل والقدرة على استخراج أدوات فنية من أشياء تمر على الخاطر وهي ( ابنة الخيال الشعري الممتاز الذي يتألف عند الشعراء من قوى داخلية تفرق العناصر وتنشر المواد ثم تعيد ترتيبها وتركيبها لتصبها في قالب خاص حين تريد خلق فن جديد متحد  ومنسجم (29)، والصورة الفنية بالنسبة لشاعرنا يوسف مفلح إلياس، ليست فقط الأدوات البلاغية، ولكنها تتجاوز ذلك بكثير إلى الاعتماد على  الكلمة الموحية وعلاقاتها الدلالي. ويسمى هذا لدى بعضهم بالتجسيد والتشخيص والأنسنة، ونجد كثيرا في القصائد التفعيلة  للشاعر، فقد أنطق الموجودات وأنسنها وخلع عليها صفات الحركة والنشاط لتكون شاهدة على  ما يراه  الشاعر وفي قصيدته ألكفُّ الغليظة يقول:-
تتساقطُ الزهراتُ في الوادي
نودِّعُها بسيلٍ من كلامٍ
من دموعٍ جارفة
ونروحُ نلقي بالملامةِ
فوقَ ظهرِ العاصفة
أهيَ العواصفُ من أراقت عطرَها؟
أهيَ العواصفُ من أباحت كسرَها؟
أم أنَّ أيدينا الغليظةَ
من أطاحت بالزهورِ الحالمات؟
قلبت لياليها المنيرةَ حالكاتٍ حالكات
بترت سعادَتَها فغابت من ألم
سلبت براءَتَها فتاهت في العدم
شقَّت جراحًا حارقاتٍ حارقات
في كلِّ حينٍ نازفة
ونروحُ نلقي بالملامةِ
فوقَ ظهرِ العاصفة
الكفُّ من صنعت شرورًا إنّما
سهلٌ علينا أن نلومَ العاصفةَ

هذه القصيدة تحتوي على صور عديدة تدخل في باب التجسيد، فقد صور الشاعر الأزهار  أنها تكسر \ تودع \ تباح \ نازفة \   ومن الجمل الشعرية الواضحة أيضا \ بترت سعادتها \وسلبت براءتها \فتاهت بالعدم\ ، كل ذلك يحصل من قبل الموجودات في الطبيعة،   كالعواصف \ والأزهار\ والليالي \ والزهور \ الخ وهذه استعارات عناصر دلالية متحركة  من أجل إيصال الفكرة إلى المتلقي بأجمل حلة شعرية، وفي هذا السياق الذي يضج بالأشجان، حيث تتكئ اللغة على مفردات جامدة لتصبح محسوسة، حيث ورد في قصيدة الشاعر الكثير من الألفاظ وهدفها الوصول إلى الجماهير وشحْنها بالمشاعر الإنسانية المتأججة بالعاطفة، التي تبدو مربكة عند الشاعر وقد أجاد عكس هذه الصورة من خلال استعمالاته للكلمات التي تدل على ذلك، منها تتساقط\ نودعها\ دموع\ جارفة \ الملامة\ العاصفة\ العواصف\ أباحت\ كسرها\ الغليظة\ حالكات\ ألم \ العدم\ حارقات\ نازفة\ الملامة\ العاصفة\ الخ وبنفس الطريقة نجد الكثير من التشخيص وتخلع عليها أثوابا عدة لها رموز لا تخفى كما في قوله في قصيدته حالةٌ مَرَضيَّة:-
          كاحتضارِ النَّارِ في جوفِ الأتون
كانطفاءِ النّورِ رجفًا
في قناديلِ الليالي الرَّاجِفَة
كاصفرارِ التّينِ في صدرِ الخريف
كانفصالِ الزَّهرِ عن غصنٍ لَوَتْهُ العاصفَة
هكذا الحُبُّ يموت
قبلَ أنْ يصحو يموت
فقد صور شاعرنا الحالة المرضية بجراحاتها، وتنظر إلى الأفق فترى الحب بعيدا وقبل أن يصحو يموت، كما أنها تحمل النار رمزية واضحة للاحتضار والموت بعد أن تشتعل، وكذلك اصفرار التين في الخريف والذي يدلل على حالة مرضية مستعصية نهايتها الموت الحتمي ويؤكد ذلك في قوله :- هكذا الحب يموت \ قبل أن يصحو يموت،  ومن أمثلة اعتناء الشاعر بالتصوير الفني، وبذلك يرسم الشاعر لوحة شعرية تفيض بالأحاسيس محققا المقولة المشهورة بأن التصوير الفني هو رسم بالكلمات حيث يتابع ويقول.:-
في قلوبٍ حالِكاتٍ مُفعماتٍ بالعطايا الزّائفَة
لا تُصدِّقْ يا صغيري
ما تزُفُّ لنا الحكايَة
مهنةُ الرّاوي التَّعيس
أنْ يُجمِّلَها النّهايَة
يا صغيري هل يُساوى
بينَ مظلومٍ وظالم؟
بينَ مقتولٍ وقاتل؟
بينَ مُحتَلٍّ وثائر؟
عِلَّةٌ عمياءُ تكوي صدرَنا
علةٌ تُدعى انحباسًا للمحبَّة
وارتجاجًا في العدالَة
واحتجابًا للضمائر
 كما نستشف من إبداعات الشاعر  يوسف مفلح إلياس، مهارة كبيرة في استعماله للعروض وحفاظه على  الوزن، وهذا راجع إضافة لذلك إلى توفره للمسات عصرية، وبلغة شعرية بسيطة لا حشو فيها ولا غريب.
القصيدة  التفعيلة تعطي آفاقا لا محدودة للتحليق في سماء الإبداع ولا تشكل أية قيود على صاحبها  أو تمنعه من التوسع في ميدان القول، والدليل على ذلك  أنه يكتب دون تكلف  في الأداء، ولا إقحاما للتفعيلات والقوافي أو الخروج عنها ووضعها في غير محلها.
         
 وما نلاحظه أن قصائد الشاعر يوسف مفلح إلياس على اختلاف غيره فهي تنبع من الذات، حيث  يبث فيها همومه ومناجاته وأحزانه، حتى تبدو قصائده العمودية نوعا من المونولوج الذي يحاول به تخفيف أحزانه، علها تضيء روحه وتطرد عنه الحزن مع ذكر ما في نفس وشخصية والشاعر يتمتع بسمات الإنسان النقي والمتزن الذي يتمتع به، هذا ما نستنتجه من قراءتنا لقصيدة "
فيكَ ما يكفي".
فيكَ طفلٌ يرتدي ثوبًا نقيّا
فيكَ كهلٌ لم يزلْ يعدو شقيّا
فيكَ جودُ النهرِ مبسوطِ اليدين
فيكَ بخلُ البدرِ بينَ غمامتين

صورة الممدوح

والمدح هو ذكر لمحاسن الخصال عند الشخص وذكر لصفات يؤكدها ويضاعف منها، كالشجاعة والكرم والإيثار والعفة... الخ(30) وسبيل الشاعر في المدح أنْ يسلك الإيضاح والإشادة بذكره للممدوح وأنْ تكون معانيهِ جزلة، وألفاظه نقية غير مبتذلة، ومراعاة التقصير والتجاوز والتطويل(31).
 وقد أصبح فن المدح في العصر الماضي والحاضر رائجاً لسببين رئيسين ، الأول تذوق رجال الدولة للشعر وثانيا تعمدهم جمع الشعراء من حولهم لأغراض دعائية مما دفع رجال الدولة إلى التقرب ممن يمدحهم الأمر الذي دَفعَ ويشهر بالخصم ومع تطور الحياة تطور الشعر في المدح وكما نرى شاعرنا يوسف مفلح إلياس يعدد من صفات الرجولة بما يليق بالممدوح ويقول :-
فيكَ صبرُ البحرِ، والصدرُ الرحيب
فيكَ جهلُ النارِ في الحقلِ العشيب
فيكَ شدوُ الطيرِ، نسماتُ السحَر
فيكَ صوتُ الرعدِ، زخَّاتُ المطَر
فيكَ همسُ النايِ، ألوانُ الأصيل
فيكَ عنفُ الريحِ تلهو بالنخيل
فيكَ طيعُ الصقرِ فيكَ منَ الحمام
فيكَ ما يكفي لينهزمَ الظلام

إن الشاعر الأصيل يحمل دائما مبدأ إدخال الجديد المبتكر في قاموس المعترف به والمقبول والمعروف. والشاعر هنا يكرر كلمة فيكَ ووجود بنية للتكرار في القصيدة هو مؤشر على إصرار الشاعر على إعطاء هذه الصفات للممدوح، وهنا يأتي دور الناقد لإثبات الشاعر من غيره وتمييز الغث من السمين ومعرفة قدرة الشاعر المبدع على مواصلة رحلة الشعر في عصرنا الذي تتقلب فيه المفاهيم وتتغير ودور الناقد كالقاضي يجب أن يتجرد من مواقفه وأهوائه ولا بد أن يكون معياره الصدق الخالص على الدوام.

الصورة التشبيهية

ويُعدّ التشبيه أبسط أنواع التراكيب البلاغية المؤدية لخلق الصورة، (وهو شكل من أشكال التعبير اللغوي توفرها اللغة عبر منافذها البلاغية للمتكلم، فهو علاقة مقارنة تجمع بين طرفين لاتحادهما أو اشتراكهما في صفة أو حالة  أو مجموعة من الصفات والأحوال(32).
هذه العلاقة (قد تستند إلى مشابهة حسية، وقد تستند إلى مشابهة في الحكم أو المقتضى الذهني الذي يربط بين الطرفين المقارنين من دون أن يكون من الضروري أن يشترك الطرفان في الهيئة المادية، أو في كثير من الصفات المحسوسة(33)
فالعلاقة الرابطة بين طرفي التشبيه وإن تعددت صفاتها المشتركة لا تتداخل معالمها ولا يتحد أي منهما أو يتفاعل مع الآخر بل يظل هذا غير ذاك ومتمايزاً عنه، لأن علاقة الاقتران تبحث أساساً في شكل خارجي، ويظل التمايز قائماً بين المشبه والمشبه به.
وتعد أداة التشبيه المظهر العملي لهذا التمايز لأنها بمثابة الحاجز المنطقي الذي يفصل بين الطرفين المقارنين ويحفظ لهما صفاتهما الذاتية المستقلة(34)
إن التشبيه في جوهره ثمرة مخيلة الإنسان التي يغذيها تباين النفوس ويشعبها اختلاف البيئات
فمن غير الصحيح أن نظن أن الصور التشبيهية هي أشكال زخرفية جيء بها لتجميل الكلام، بل جاءت لإيضاح المعنى وبيان الفكرة وجلاء ما خفي منها وتقريب البعيد إذ أن الشاعر في صوره التشبيهية يتحول إلى ما يشبه صانعاً جديداً للغة، فهو يسمي الأشياء بغير أسمائها ويصفها بصفات أشياء أخرى، معبراً عن علاقات فكرية جديدة(35) ولا سيما إذا أبرز التشبيه صوراً موحية تأخذ أبعاداً نفسية.
وعلى هذا الأساس ينجح التشبيه الذي يعتمد على نظر خارجي مقترن بنظر داخلي وهذا هو واقع الصورة التشبيهية،  إذ إن سموها ينعقد عند نقطة تمثلها داخلياً (36).
وأتخذ  الشاعر يوسف مفلح إلياس التشبيه في تشكيل الكثير من صوره وهو في أغلب تشبيهاته لم يخرج عن الذوق العربي من حيث استعمال أدوات التشبيه وطبيعة طرفيه ورسم الصورة التشبيهية التي تقرب المعنى وتزيد التعبير جمالاً.
والظاهر على تشبيهاته تأثره بالطبيعة مما يجعل الصورة لصيقة بالتجربة الشعرية وانعكاساً لإحساس الشاعر ومعاناته. بجميع عناصرها فكان لها الأثر الفاعل في نسج تشبيهاته إذ يأتي المشبه والمشبه به من هذه العناصر كما في قوله في قصيدته ولي الطريق:

أمشي كيوحنَا، وأُنشدُ مثلَ عصفورٍ
يحلِّقُ رغمَ أغربةٍ يساندُها الظلامُ
وما طوى
الخ


وهكذا في قصيدة يخشى عليها شبه جمع الأنفاس بالطفل الذي يقرأ الكلمات الخ
يجمعُ الأنفاسَ يقرأُها
كطفلٍ يقرأُ الكلماتِ
في صدرِ الجريدَة....الخ

وفي قصيدته حالةٌ مرضيَّة" نلاحظ تكرار التشبيه عنده حيث يقول:-

كاحتضارِ النَّارِ في جوفِ الأتون
كانطفاءِ النّورِ رجفًا
في قناديلِ الليالي الرَّاجِفَة
كاصفرارِ التّينِ في صدرِ الخريف
كانفصالِ الزَّهرِ عن غصنٍ لَوَتْهُ العاصفَة
هكذا الحُبُّ يموت
قبلَ أنْ يصحو يموت

وزاد الصورة جمالاً حين ربط بين احتضار النار وجوف الأتون\وكانطفاء النور رجفا في قناديل الليالي الراجفة وهكذا حيث يضيف الشاعر يوسف مفلح إلياس ويقول:-  وكاصفرار التين في فصل الخريف \ وكانفصال الزهر عن غصن لوته العاصفة ، وتبرز هنا أداة التشبيه الواضحة والبارزة الكاف "ك"  ويتابع في مقارنة جميلة يشبه بها الغاب على أنها أجمل من قلعة صفراء في قصيدته " ليلى البيضاء " حيث يقول:-
الغابُ أجملُ يا صغيرة
من قلعةٍ صفراءَ
والعقد الماسي،  والزهر والثوب  ومن طوق شَعر وهنا تجسيد  للجمال ما بين الزهر والعقد الماسي والثوب الآسر وطوق الَشعر والتاج والضفيرة التي تعود لطفلة صغيرة كم نجح في هذا الربط الذي يخص الجمال وقد يلجأ أحيانا إلى الإتيان بصورة التشبيه خاليةً من الأداة ووجه الشبه وهو ما يطلق عليه التشبيه(البليغ) والصورة الغالبة التي يرد عليها هذا النوع من التشبيه كما في قصيدته ليلى البيضاء ، وفتح باب التأويل مما كسب التشبيه قوةً وروعةً وتأثيراً(37)
وهذه المفارقة بين طرفي التشبيه تزيد من جماله وتمنحه سمة شعرية، لأن النقاد يرون في التفاوت والاختلاف الكبيرين بين طرفي التشبيه سبباً في الشعرية الحق(38)
فهو يشبه الذئب بأنه أرحم من فاسد نزع الفؤاد\  وكذلك يشبه الغاب أنها أجمل من قلعة صفراء\ وكذلك نرى هنا جمالية رائعة في التشبيه حيث يقول:-
الخبزُ أشهى يا صغيرة
من وجبةٍ مُزِجتْ
بطعمِ القيدِ ، طعمِ السُّهدِ
واصطبغتْ بلونِ الجمرِ
وانكسرتْ على شرفِ الأميرة
ويتابع
الزهرُ أنقى يا صغيرة
من عقدِ ماسٍ نافرٍ
من ثوبِ أسرٍ فاترٍ
من طوقِ شَعرٍ قاهرٍ شكلَ الضفيرة
الزهرُ أنقى فامنحيهِ مقامَ تاجٍ يا صغيرة

ولعل درجة( التباعد بين الطرفين المشبه والمشبه به  والمقارنة بينهما قد أسهمت في الرفع من المستوى التخيلي في الصورة إذ إن عناصر التشابه بينهما تبدو بعيدة، إلاّ أن يجتهد المتلقي في ربط هذه الصلة بتأول عناصر التشابه وتخيلها) (39)، ولا سيما حين يصف الشاعر المشبه به بصفة من صفات المشبه الذي يكون للإنسان وكأن يقول " الزهرُ أنقى فامنحيهِ مقامَ تاجٍ يا صغيرة" وهكذا برزت عند شاعرنا هذه الميزة التي لجأ إليها الشاعر يكوّن صورة تلقي بظلال نفسه، فتحمل في طياتها أبعاداً شعورية وعاطفية كبيرة.
ويتضح أيضا في شعر يوسف مفلح إلياس  أهمية صورة العاطفة،  وفيها الألفاظ  التي  أتت متساوقة مع هذه الصورة الإيحائية ، حيث شاعت في قصائده مجموعة من الألفاظ التي ارتبطت بتجاربه الوجدانية ، ومن هذه الكلمات  يتضح جيدا أنه كان يعيش بحالة متأججة بالعاطفة، وقد تنوعت دلالاتها وصورها بحسب السياقات التي وردت فيها، ففي قصيدة"  الذراع الخضراء" نجد العاطفة متدفقة وتبرز في ألفاظ عديدة منها:-
مدّي\ فوقَ\ وجهي\ امسحي\ بنور\ فاض\ صدري\ قلبي\ كطفل\ يحبو\ اسحبي\ الأحزان\ المغيب\ أخمدي\ الخائفات\ وأبعدي\ النجوم\ الزاهيات\ غصونكِ\ مصباحا\ الصفاء\ الحياة\ تبتسم\ السماء\ ترنو\ الغناء\ الخضراء\ الخ .
ومن قصيدة الذراع الخضراء جاء أيضا : -

تلكَ النجومُ الزاهياتُ
على غصونكِ قدِّميها
ليلةَ الميلادِ مصباحًا
ينيرُ القلبَ يمنحُهُ الصفاء
وهديَّةً للقادمينَ إلى الحياة
فلمثلِهم ترنو وتبتسمُ السماء
كدْنا بأن ننسى تقاسيمَ الغناء
مدّي الذراعَ ذراعَكِ الخضراء
ويسمى هذا لدى الشعراء بالتجسيد والتشخيص والأنسنة، غصونكِ\ يمنحهُ\ ينيرُ\  ترنو\  مصباحا\ تبتسم \ ذراعكِ \ الخضراء \ الخ ونجد ألكثير من النماذج في قصائده، يُنطِقُ فيها الشاعر الموجودات ويؤنسن ويخلع عليها صفات الحركة والنشاط،  لتكون شاهدة على مجريات  الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر. وأحداث كثيرة تمثل كذلك  معاناته، حيث تعرضَ للخذلان والظلم والمعاناة وهو يكابر صابرا صامدا أمام كل ما يجري ويقول في قصيدته ربَّما - من يدري؟.
هاربٌ من زحمةِ الأسماءِ
من صوتِ الطبول
هاربٌ من فارغٍ فوقَ المنصَّةِ
ليسَ يدري ما يقول
هاربٌ من بسمةٍ صفراءَ
نازلتِ الخريفَ بنظرةٍ
سوداءَ فازتْ بالذبول
باحثٌ عن نقطةٍ بيضاءَ
في سِفرِ الحياة

ونلاحظ في قصائد يوسف مفلح إلياس أنها نابعة من الذات وتتضح همومه وأحزانه ومناجاته وصبره على ظروفه من خلال قصائده وألفاظه منها :- هاربٌ \ باحثٌ \ زحمةِ \ صوتِ \ الطبول \  سوداء\ الذبول \ الخريف \ حيث ندرك  ذلك من خلال حزنه وبحثه المتكرر في سفر الحياة الخ ، و يحاول بقصائده تخفيف أحزانه والتسلي بمناجاة روحه علها تطرد عنه  هذا الحزن الكبير  ويبحث عن زورق نجاته ليعش قرير العين ويتعدى  والإرباك النفسي وان كان طارئا كما يقول:-
باحثٌ عن زورقٍ
من بينِ أمواجٍ يبشِّرُ بالنجاة
باحثٌ عن زهرةٍ
حجبَ الحياءُ جمالَها
وعبيرُها ملأَ الجهات
ثابتٌ في مبدَئي
إنّما الإنسانُ أغلى ما يكون

إن مقياس نجاح الصورة يتمثل في قدرتها على نقل العواطف والأفكار بدقة وأمانة، (فالصورة هي العبارة الخارجية للحالة الداخلية، وهذا هو مقياسها الأصيل وكل ما نصفها به من روعة وقوة إنما مرجعه هذا التناسب بينها وبين ما تصور من عقل الكاتب ومزاجه تصويرا دقيقا خاليا من التعقيد فيه روح الأديب وقلبه بحيث نقرؤه كانا نحادثه ونسمعه كانا نعامله)(40)
وعلى هذا فان الشعراء الأكثر إبداعا هم أولئك(الذين يقدرون على إثارة العواطف المختلفة في نفوسنا بدرجة قوية)(41). ونلاحظ ذلك في قصيدة "وليَ الطريقُ " يقول :-
أمشي وينتفضُ الغبارُ على الطريقِ
ولا أُبالي
أمشي وأمسحُ عن جبيني
عن عيوني ما تعلَّقَ
قائدي قلبي، وقلبي صادقٌ
عندَ الإجابةِ عن سؤالي
أمشي وعيني لا ترى
إلّا انبعاثَ النورِ من غابٍ
تنافسَ والجبالَ على احتلالِ  الشمسِ
والأُفُقِ الرحيبِ فخابَ خابَ وإن نوى

من أهم الصور الشعرية لا بد التطرق إلى  العنصر الباطني وفيه تظهر أفكار المبدع ونفسيته التي هزتها تجربة عميقة.
وأما العنصر الظاهري:- فغالبا ما يكون من العالم المحسوس، فقد قيل إن الصورة الشعرية،  هي كل شيء تقوى على رؤيته أو على سماعه أو لمسه أو تذوقه حتى، والصورة الناجحة هي التي تأتي من تحويل المعاني المجردة إلى هيئات وأشكال تنتقل بالحواس حيث يقول في قصيدته يخشى عليها(42).

ما بينَ قاسٍ مثلَ موجٍ
قد تخاصمَ والسَّكينَة
ما بينَ صافٍ مثلَ وجهِ النَّهرِ
في ليلٍ غفتْ فيهِ الرِّياح
تاهتْ بهِ الخطواتُ
ناداهُ الطَّريقُ وعادَ يحملُهُ
إلى حلمٍ بدا برقًا خفيفًا
ثمَّ راحْ - يطلقُ الأنوارَ
في كلِّ الجهات
يحتاجُها وهيَ التي قد شرَّعتْ
بابًا لدنياهُ الجديدَة

 وكذلك ألانفعال: الذي يجعل المبدع يتأمل تجربته، وتكون  مرتبطة بالشعور والحواس أبداً.
انهضْ لعازر
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ الزهورُ تموتُ حولَ النهرِ
صارَ النهرُ دربًا للفناء
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ الطيورُ تموتُ من عطشٍ
لموسيقا وماء
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ البخورُ يفرُّ من وجهِ الهواء
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ البحارُ تغيَّرت أشكالُها
كيفَ السهولُ تبدَّلت أحوالُها
كيفَ الجبالُ تحرَّكت
وبكفِّها ضربت آساطيرَ الليالي الباردات
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ الحياةُ تمازجت آلوانُها
كيفَ اللغاتُ تقاربت ألحانُها
كيفَ الطريقُ إلى النجاةِ
يضيعُ في كلِّ الجهات
انهضْ لعازرُ كي تشيرَ
إلى طريقٍ قائدٍ نحوَ الحياة
إضافة إلى أن  القيمة التي تنتجها الصورة هي تنظيم التجربة الإنسانية عامة، وتحقيق وحدة الوجود(43).
ويتابع أيضا في قصيدته "ولي الطريق" :-

لا الريحُ تمنعُني، ولا دربي يضيقُ
ولن يضيقَ فلم أزل
أمشي على جسرٍ يجمِّلُهُ العمل
ما دامتِ الأيامُ تجري
ما دامتِ الأنسامُ تسري
ما دامتِ الأحلامُ تنسجُ ثوبَ فجري
لي أنْ أرتِّبَ ما تزاحمَ
من مشاهدَ في المقَل
وليَ الطريقُ لكيَ أقودَ أقودَ أمري
صوبَ آفاقِ الأمل

ونجد أن الشاعر يوسف مفلح إلياس قد  أدى مهمته على أحسن وجه مازجاً التراث بالمعاصرة بعيداً عن القوالب الشكلية. وطالما تعلقت هذه المهمة بماهية الشعر كونه جنسا من الأجناس الأدبية ووسيلة من وسائل المعرفة.

انهض لعازر
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ البخورُ يفرُّ من وجهِ الهواء
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ البحارُ تغيَّرت أشكالُها
كيفَ السهولُ تبدَّلت أحوالُها
كيفَ الجبالُ تحرَّكت
وبكفِّها ضربت آساطيرَ الليالي الباردات
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ الحياةُ تمازجت آلوانُها
كيفَ اللغاتُ تقاربت ألحانُها
فان صور الشاعر نابعة أولا من فكره  المنفتح و حياته الخاصة وما يحيط بها من إرث ثقافي ومعرفي وخبرة حياتية لا يمر بها إلا وقد لونها بلون عاطفته الجياشة، ولتشير القصيدة إلى  ألصوره المليئة بذخائر الفكر الذي آمن به وعمل من اجل إثباته  من الخاص للعام،  والصفات التي تميزه بين الشعراء وبعددها  بفنية راقية وصور كشفت عن ملامح شاعريته والتي وظفها لتجسيد معالم ذلك النتاج المميز ، إذ نجد في السطور تلاحقاً  للصور الشعرية قلما نجده عند غيره فيقول في قصيدة البسمَة:-

زهرةٌ بيضاءُ في كفِّ الصَّغيرَة
قُبلةٌ ضاءتْ على موجِ الضَّفيرَة
من فراشَة
قطرةٌ للطَّلِ تستبقُ الصَّباح
نقرةُ الدُّوريِّ فوقَ النَّافذَة
عِطرُ زنبقةٍ تُشاكسُها الرِّياح
دمعةُ العذراءِ في يومِ الزِّفاف
بحَّةُ الأُمِّ السَّعيدَة
نظرةٌ من جدَّةٍ تكسو الحفيدَة
نقلةٌ كسرتْ توقُّعَ قارئٍ نَهِمٍ
تنبّأَ بالنِّهايَة
واجتيازُ رتابةٍ بسطتْ بِضاعتَها
على جَسَدِ الرِّوايَة
إن الصورة الشعرية هنا إبداع فني يخاطب الشاعر  يوسف مفلح إلياس من خلالها  الروح والإحساس والخيال معا، فيكون تأثيره في إنماء الجمالية الفنية لها، فيضيف كل جديد بتشبيهه في خيالنا وروحنا ويشيع فينا مكونات خيالية جديدة مادية ومعنوية لم يسبق أن أحسسنا بها أو أن لمسناها في خيالاتنا من قبل حيث يتابع :- .
جملةٌ خرجتْ تُسرِّحُ شعرَها
تخطو على شطِّ القصيدَة
همسةٌ منها إليَّا
أنتَ من أهوى
وأنتَ جعلتَ أيَّامي ملَّونَةً رغيدَة
والشاعر في هذا المنحى أو النهج في خلق الرمز بصورها المختلفة وتحرر من اللغة وقواعد دلالاتها وعمقها  وبنائها، وابتكر ذلك من خلال جاهز يته لنقل كل ما يعتلج به فؤاده ويضطرب صدره بدقة ووضوح كبير.
وتكون القصيدة برزت من خلال خلق مسافة التوتر بين مكوناتها  من لغة وصور وفنية وعمق ودلالات وانزياح الخ، وعلى صعيد تصوري  وأيضا ينبع منها النص الشعري الكامل. لذا فقد تركت الصورة الشعرية انطباعا أساسيا في عملية هذا  الخلق الشعري والإبداعي المتميز والهام . وبذلك يكون الشاعر يوسف إلياس قد  تحرك شعريا بقوة الملاحظة والدراسة والاستقصاء لتفاصيل العالم المادي وبقوة الخيال، والتصوير،واللغة، والثقافة والتراث،  فقد تعقب كل هذه العلاقات الخفية  من أفكار بوصفها عناصر ذاتية والأشياء بوصفها عناصر موضوعية من ناحية أخرى وبذلك نجح في إبراز الصور الشعرية بشتى أنواعها دون تكلف.

المعجم الشعري

ويعني استخدام الشاعر لمجموعة مفردات أو تراكيب يشكل بها مادته اللغوية، أي نقل هذه الألفاظ من حالتها التقريرية الثابتة إلى حالة إيمائية تنبض بالحياة والتجدد، لذا وجد هذا المعجم صداه عند الشاعر لأنه شديد الصلة (بلغة العصور جميعاً(44). ففي كل عصر تظهر ألفاظ جديدة وتختفي أخرى، نظراً لارتباط اللغة بقوانين التطور، فالشاعر الحاذق هو الذي(ينمي أسلوبـه الخاص تبعا لذوقه ومزاجه(45) فضلاً عن تأثره بالتطورات الحضارية التي تنعكس بصوره الشعرية.
وكانت الحرية الشعورية "دافعاً محركاً لقرائح الشعراء ورؤاهم الشعرية فانبثقت لها مجموعة من الألفاظ تحمل معها مشاعر وأحاسيس الشعراء يتم التعبير عنها من خلال المفردات والصور والإيقاع، وتتخذ من القصيدة متكأ لها تختلط مع ألفاظ تقليدية أو موروثة وتبقى هذه العملية مرهونة بيد الشاعر وقدرته على تطويع هذه الألفاظ وصبها في قالب جديد" (46)

من خلال ما تقدم وجدت أن الشاعر يوسف مفلح إلياس قد غاص في كم هائل من الصور، ينتقي منها اللائق والمناسب الذي يوافق خلجات نفسه ومستجدات عصره فاستطاع من خلال خبرته ودرايته وثقافته اللغوية أن يطوع الصور  بما يلائم وغرضه لذلك جاءت هذه  الصور معبرة عما يدور في مخيلته ،التي امتازت بصفائها وبعدها عن التكلف وابتعادها عن كل ما هو دخيل .
 وأما ألفاظ وصور الحزن فقد
يستخدم الشعراء الوجدانيون ألفاظا تشير إلى حالة نفسية مؤلمة تسكن وجدانهم المعذب من جراء الاكتواء بنار الفقد الأبدي، وينبع هذا الشعور الحزين من عواطفهم المتوقدة،  ويوسف مفلح إلياس بما عرف عنه من نفسية مرهفة ذاق مرارة الألم والحرمان فضلاً الأمر الذي شكل هالة من الحزن الشديد والخوف على  الإنسان والتربية والمجتمع والديار من السقوط ولذلك ظهرت لديه مجموعة من الصور والألفاظ ذات الدلالات النفسية الحزينة.
والشاعر عندما يستخدم هذه الألفاظ فإنما يريد أن يعبر بها عما يجول في نفسه من الحزن الذي يخيم على مخيلته ونفسه، ومن خلال ألفاظ الحزن يحاول الشاعر رسم صور شعرية مؤثرة تهز الوجدان والضمير الحي، لتخرج بعض آلامه وأحزانه يقول في قصيدة المعلم:-
معلِّمٌ يُحدِّثُ نفسَهُ

في القربِ مُتَّهمٌ فأنتَ معلِّمُ
في البعدِ مُتَّهمٌ فأنتَ معلِّمُ
أنتَ المسافرُ دونَ أشرعةٍ وقارب
أنتَ المُفصَّلُ والمُعَدُّ المُستعِدُّ إلى التجارب
أنتَ المُحارَبُ والمُحارِبُ ظلمةً
أنتَ المُحارَبُ والمُحارِب
فإذا تقدَّمَ طالبٌ قالوا
لقد ورثَ الذكاء
وإذا تأخَّرَ غافلٌ قالوا
بخلتَ، أهكذا يأتي العطاء؟!
وإذا وقعتَ بهمزةٍ قالوا
هُدِمتْ قلاعُ المفردات
وإذا هفوتَ بلفظةٍ عبريَّةٍ قالوا
ضعيفٌ في اللغات
ومتى أخذتَ علاوةً جاءَ الخبر
ضُرِبَ اقتصادُكَ يا بَلَد
ومتى خرجتَ لعطلةٍ وبها سَفر
ثارتْ عواصفُ من حَسَد
تُعطي وتُعطي
والخطابُ هوَ الخطاب
وتروحُ تنظرُ في مرايا من سحاب
فترى ظِلالًا قد غزتْكَ وأتعبتْكَ
وغيَّرتْكَ وأسلمتْكَ إلى الخريفِ
وأنتَ في ثوبِ الشباب
في القربِ مُتَّهمٌ فأنتَ معلِّمٌ
في البعدِ مُتَّهمٌ فأنتَ معلِّمُ
فاسعدْ بكأسٍ قد خلا منها الشراب

ويستخدم الشاعر كلمات  متهمٌ \ غزتْكَ \ وأتعبتكَ \ ضُرِبَ\ اقتصادُكَ \ ثارت \ عواصف \ المُحارَبُ\ والمُحارِب\ هدمتْ \ ونجد الكثير من ألفاظ الحزن في شعره بهدف إثارة عواطف المتلقي،لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشاعر وهذا ما يظهر حرصه وحبه حيث يقول في قصيدة لو عاد بي:-
لو عادَ بي زمني
إلى دربٍ طويتُهُ حافيًا
ومصافحًا وردًا تمايسَ ضاحكًا
لنقشتُ فوقَ الدربِ منشيًا عبارة
حتى ولو جاوزتُ خمسًا
من دوائرَ كالأصابعِ في اليدين
سأظلُّ أحملُ في فؤادي
طيبةَ الأطفالِ، رقَّةَ طائرٍ
وبراءةً في المقلتين
لو عادَ بي زمني
لكنتُ طلبتُ أن يمضي
ويتركَني ألاحقُ نجمتين
من قَالَ إنَّ العمرَ يسرقُ
ما وهِبْنا من صفاء؟
نحنُ الذينَ بكفِّنا للشرِّ
أعددْنا الطريقَ، فكيفَ نتَّهمُ القضاء؟
نحنُ الذينَ بجهلِنا نمنا وأشعلْنا الحريق
وشعارُنا الدمويُّ أضحى باكيًا
كيفَ الخروجُ منَ المتاهةِ؟
كيفَ ننتشلُ الغريق؟
فالدلالة النفسية لتلك الألفاظ( ترسم لحظات شعرية حزينة تنم عن كيان الشاعر المعذب الحائر والمتسائل عن كيفية تعدي هذا الوجع،  ولذلك جاءت هذه الألفاظ مساوية لنبض وجدان الشاعر المحاصر بالأحزان والذي أصبح  حملاً ثقيلاً يقع على كاهل الشاعر،ولكي تكون هذه الشكوى مستندة أساسا إلى ذلك وتشكل من خلالها أنماطاً مختلفة لصور شعرية أسهمت إسهاماً فاعلاً في إقامة البنية الموحدة التي تبث صورة المشاعر الحزينة القلقة) (48).
ولصور الطبيعة حيز من الحضور في شعر يوسف مفلح إلياس وذلك ما يعكس طبيعة الوطن الزاهية في أرضه وسمائه كانت محفزاً لقرائح الشعراء، كما أنها ملكت السيطرة على عقولهم فأظهروا تعلقهم بهذه الطبيعة الجميلة، وظهر ذلك من خلال الأوصاف البديعة التي تتغنى بمفاتن هذه الطبيعة فلم يغادر هؤلاء الشعراء شيئا من جزئياتها إلا ووصفوه بأبدع وصف وصوروه بأجمل صورة  ويوسف مفلح إلياس كان أحد الشعراء الذين تغنوا بالطبيعة، وظهر ذلك من خلال  تنسيق العبارة وسهولة اللفظ وجمال الصورة. حيث نلاحظ ذلك في قصائده يقول في قصيدته لجدول:-

في مياهي يستحِمُّ التوْءَمان
الخيرُ والشرُ العبوس
السِّلمُ والحربُ الضروس
من مياهي
يرتوي الزهرُ المُقَدَّمُ للعروس
يرتوي الزهرُ المُسَجَّى للنفوس
في مياهي
تسبحُ النجماتُ في الليلِ المُضاحك
تسبحُ الأسماكُ خاسرةُ المعارك
حول مائي
كم تحاربَ فارسانِ
وكم تعلَّمَ شاعرٌ لغةَ الورود
في مياهي يستحِمُّ التَوْءَمان
العيشُ والموتُ المُحمَّلُ
كلَّ أسرارِ الوجود
ومن ألفاظ الطبيعة التي وجدت صداها في  صور وشعر يوسف إلياس  \ مياهي\ الخيرُ \ الشر \ العيش \ الموت \ الوجود \ الورود \ مائي \ الأسماك \  الليل \ النجمات \ الزهرُ \ السلم \ الحرب \ حيث كان لافتا استخدمه للكلمة وعكسها في صوره الشعرية وإنما ينم ذلك عن فكر عميق يتمتع به الشاعر وأجاد الخروج من مأزق التكلف من خلال جمال الصور والتحليق الذي تمتع في توظيفه .
. كما استخدم ألفاظ الطبيعة في  صوره الشعرية ببعض قصائده  أيضا حيث يقول في قصيدته التي تحمل عنوان وللقصيدة بقية:-
وللقصيدِ بقيَّة

حينَ تصفعُكَ الحياةُ بكفِّها
لا تعطِها الخدَّ اليمين
ابسطْ شراعًا ما انطوى
إنَّ العواصفَ بعدَ أن تقسو تلين

حينَ تحملُ في فؤادِكَ شعلةً
لا ترهبِ الليلَ العميق
لا يُوقدُ المصباحُ إلّا
كي يدلَّ على الطريق

حينَ تُسمِعُكَ الطيورُ نشيدَها
افرحْ وشاركْ بالغناء
فلقد ربحتَ مساحةً أخرى
وخسرتَ بعضًا من مساحاتِ العناء

حينَ تعطي الآخرينَ محبَّةً
لا تنسَ بسمتَكَ الأنيقة
فمتى نطقتَ بغيرِ جهدٍ جملةً
ستكونُ أقربَ ما تكونُ إلى الحقيقة
فاهمسْ لقلبِكَ حينَ تحصي أضلعَك
نالَ البراءةَ سارقٌ خطفَ الدقيقة

ونلاحظ هنا استخدام الشاعر للصور والألفاظ التي لها دلالات نفسية تنبض بها روحه فجاء:-
حينَ تصفعُكَ الحياةُ بكفِّها\\ إنَّ العواصفَ بعدَ أن تقسو تلين\\ حينَ تحملُ في فؤادِكَ شعلةً
\\ لا ترهبِ الليلَ العميق\\ حينَ تعطي الآخرينَ محبَّةً\\ فاهمسْ لقلبِكَ حينَ تحصي أضلعَك
ومن ألفاظ هذه الصور أللافتة\ الحياة\  العواصف\ شعلة \ الليل \ المصباح \ الطريق \ الطيور الخ   

وصور شعرية كانت لافتة في شعر يوسف إلياس من أساليب الطلب التي مال إليها الكثير من الشعراء على مر العصور  ليعبروا عن تجاربهم النفسية والفكرية وما يعتريها من تغيرات وجدانية، وهو يعني عند البلاغيين الطَّلَبَ على وجه الاستعلاء والإلزام، وهو ما أشار إليه يحيي بن حمزة بن علي إبراهيم العلوي بقوله: (هو صيغة تستدعي الفعل أو ينبئ عن استدعاء الفعل من جهة الغير على جهة الاستعلاء)(49).
وله عدة صيغ مختلفة منها التقديم والتأخير واحد من الأحوال التي تعرض للإسناد في نظم الكلام، ويعد من الفنون البلاغية المهمة، يقول عنه الزركشي(ت794هـ):هو أحد أساليب البلاغة، فإنهم أتوا به دلالة على تمكنهم من الفصاحة وملكتهم في الكلام وانقياده لهم،وله في القلوب أحسن موقع وأعذب مذاق(50)
ويتبين من خلال ذلك أن العرب لهم في أسلوب التقديم والتأخير غاية مهمة، فالتقديم يكون للأهم، لكي يكون الكلام أكثر فصاحة، وإن خالف ذلك نظام الجملة المتعارف عليه. ونجد هذا الحال ليدلل على فصاحة الشاعر، ولكي يكون لأشعار يوسف إلياس موقع حسن في قلوب المتلقين. وقد نال هذا الأسلوب عناية نقادنا الأوائل ومنهم عبد القاهر الجرجاني(ت 471هـ) حينما قال:باب كثير الفوائد جمّ المحاسن ،واسع التصرف،بعيد الغاية، لا يزال يفتر عن بديعه ويفضي بك إلى لَطيفهِ، ولا تزال ترى شعراً يروقك مسمعه، ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد سبب راقك ولطفك عندك،َ إن قدم فيه شيء وحول اللفظ من مكان إلى مكان(51)
يقول الشاعر :-
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ الزهورُ تموتُ حولَ النهرِ
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ الطيورُ تموتُ من عطشٍ
انهضْ لعازرُ كي ترى
كيفَ البخورُ يفرُّ من وجهِ الهواء

واستعمل شاعرنا قوانين التلاعب باللغة باستعماله لأسهل الطرق والتوافق بين الصور والألفاظ، حيث استخدم شاعرنا هذا الأسلوب بكل أشكاله وأنواعه:-
وفي قصيدته لكلِ فعلٍ مخرجُ يقول يوسف مفلح إلياس:-

اقتلْ وقلْ : شاءَ القدر
واضربْ بجهلِكَ كلَّ من ملكَ النظر
شيِّد بوجهِ النورِ سورًا من ظلامٍ
وابكِ إن غابَ القمر
ارمِ الشباكَ البالياتِ
إلى المياهِ الحاملاتِ بجثَّةٍ
واشكُ امتناعَ الصيدِ وانتظرِ الثمر
ارسمْ على رملِ الهضابِ بإبرةٍ
دربَ الوصولِ إلى الحقولِ بلمسةٍ
واصرخْ لقد ضاعَ الأثر
لن يذكرَ التاريخُ من فقدَ البصر
هل كانَ تبرٌ من حجر؟

 ونلاحظ هنا فعل الأمر كيف برز في قصيدته حيث جاءت الكلمات \ أقتل\ قل\ اضرب\ شيِّد\ ابكِ \ ارمِ\ اشكُ \ أرسمْ\ اصرخْ \ الخ  ورغم أن الشاعر راح إلى  أهم الفوائد المتوخاة من هذا الأسلوب فهي تأكيد للمعنى ورفع الإبهام والغموض عن النص الشعري في صوره القوية والجميلة الهادفة.








المراجع

1-0التصويرالفني في القران، سيد قطب، دار المعارف، مصر 1995،ص34
2-0انظر:الصورة والبناء الشعري، د.محمد حسن عبد الله، دار المعارف
القاهرة,1998، ص 17
3-0 عن بناء القصيدة العربية الحديثة، ص198
4-0استشراف الشعر، دراسات أولى في نقد الشعر، صبري حافظ ، الهيأة المصرية العامة للكتاب ,1985، ص44
5-0لغة الشعر العربي المعاصر، عدنان حسين قاسم، ص40
6- 0انظر:الصورة الشعرية عند أبي القاسم ألشابي، مدحت سعد محمد الجبار، المؤسسة الوطنية للكتاب تونس، ص3
7-0 فن الشعر، إحسان عباس، دار الثقافة بيروت، لبنان، ط3، ص26
8-0 الصورة الشعرية عند أبي القاسم ألشابي، ص3
9-0 أنماط الصورة الفنية في شعر احمد عبد المعطي حجازي، مقترب نظري، محمد صابر عبيد، مجلة الأقلام، العدد التاسع أيلول سنة 1989، ص129
10-0 استشراف الشعر، دراسات أولى في نقد الشعر، ص45
11-0 قضايا النقد بين القديم والحديث، محمد زكي العشماوي، دار النهضة العربية، بيروت، 1979، ص 163
12- 0الصورة الأدبية، مصطفى ناصف، دار مصر للطباعة-1958، ص 245
13-0الاسس الفنية للإبداع الفني في الشعر خاصة، مصطفى سويف، دار المعارف،  1951، ص192
14-0مبادىء النقد الأدبي،  أيفور ارمسترونج ر رتشارد، ترجمة وتقديم الدكتور مصطفى بدوي، مراجعة الدكتور لويس عوض، المؤسسة المصرية العامة،  القاهرة، د.ت، ص93
15-0التصويرالفني في شعر محمود حسن إسماعيل، مصطفى السعد ني، منشاة المعارف بالانكليزية، ب.و.ص85
16-0انظر:النقد الأدبي، سيد قطب، ص109
17-0 تعريف الفن,هربرت ريد، ترجمة الدكتور شوقي ضيف، دار المعارف، مصر,1965، ص52
18-0  تيارات أدبية بين الشرق والغرب، خطة ودراسة في الأدب المقارن، الدكتور إبراهيم سلامة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ط1،  1952، ص356
19-0 مسائل فلسفة الفن المعاصرة، جان ماري جوتيو، ترجمة الدكتور سامي ألدروبي، دمشق، ط2،  1965، ص88
20-0عن بناء القصيدة العربية الحديثة، الدكتور علي عشري زايد، مكتبة دار العروبة، الكويت,1981، ص74
21-0اصول النقد الأدبي، احمد الشايب، مطبعة السعادة، القاهرة,1964، ص242
22-0الصورة في شعر بشار بن برد، الدكتور عبد الفتاح صالح نافع، ص80
23-0  نفس المصدر، ص85
24-0  المجمل في فلسفة الفن، كروتشه، بندتو، ص 44
25-0  نفس المصدر، ص85
26-0 المجمل في فلسفة الفن، كرتوشه بندتو، ص 55
27-0الصورة في شعر بشار بن برد، الدكتور عبد الفتاح صالح نافع، ص80
28-0انظر:عن بناء القصيدة العربية الحديثة، الدكتور علي، ص20-21
29-0 عبد القادر الرباعي الصورة الفنية في شعر أبي تمام ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1987، ص 391.
30-0 عيار الشعر،محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي(ت 322هـ)تحقيق: عباس
 عبد الستار،دار الكتب العلمية،بيروت- لبنان،الطبعة الأولى، 1982, ص18-19
31-0 العمدة \,2/128\
32-0انظر:معجم المصطلحات البلاغية وتطورها،د.أحمد مطلوب،مطبعة المجمع العلمي العراقي، 1986، ص 2/170.
33-0انظر:الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، ص172 - 173.
34- 0 الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، ص190
35-0 في النقد الأدبي، د.شوقي ضيف، دار المعارف،مصر، 1973,ص171
36-0 رماد الشعر,ص291
37- 0دورق الألوان، شيركو بيكس، ترجمة وتقديم، د.شاهو، ص45-46
38- 0انظر: الشعرية.د.أحمد مطلوب مجلة المجمع العلمي العراقي،المجلد 4، ص2،3/69.
39- 0انظر:معجم المصطلحات البلاغية وتطورها،د. أحمد مطلوب، مطبعة المجمع العلمي،العراقي،ج2، 1986,ص2/180
-40- أصول النقد الأدبي، احمد الشايب، مطبعة السعادة، القاهرة,1964،  ص242
41-0 نفس المصدر، ص249-250
42-0 تيارات أدبية بين الشرق والغرب، خطة ودراسة في الأدب المقارن، الدكتور إبراهيم سلامة,ط1،  ص256
43-0  انظر:الصورة الفنية في النقد الشعري:عبد القادر الرباعي،دار العلوم، الرياض، 1984، ص 86-88.
45-0 تم اعتماد نصوص الشاعر يوسف مفلح إلياس من خلال تواصل مباشر في شعر نيسان 2020
46-0 الشعر كيف نفهمه ونتذوقه، الزابيث درو،ترجمة إبراهيم محمد،مكتبة مينمة- بيروت- نيويورك، 1961 ، ص82
47-0 نفس المصدر، ص87
48-0 الطراز،يحيي بن حمزة بن علي إبراهيم العلوي اليمني،مصر، 1332هـ - 1914، ص3/281
49-0 البرهان في علوم القرآن:لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي،
50-0 الشاعر يوسف مفلح إلياس لقاء مباشر مع الباحثة إبريل 2020
51-0دلائل الإعجاز:عبد القاهر الجرجاني،تحقيق السيد محمد رشيد رضا، مكتبة القاهرة، 1961، ص 83
شرح مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية،بيروت- لبنان، 1957، ص 3/273




.........................
بقلم الباحثة :- إيمان مصاروة
الناصرة \\ الجليل

هناك تعليقان (2):

  1. دراسة نقدية معمقة امتزج فيها الفكر بالوجدان والعاطفة بالصورة جاءت نتاج جهد وعمل دءوب أثرت به الأستاذة إيمان المكتبة الأدبية .. دام التوفيق وتقبله الله في ميزان حسناتك سيدتي الملهمة

    ردحذف
  2. كل الاحترام والتقدير للشاعرة والباحثة ايمان مصاروة على هذا الجهد الابداعي والذي يغوص في محيط الابداع لاستخراج الؤلؤ والمرجان . سهيل عيساوي

    ردحذف