مدونة الأديب سهيل ابراهيم عيساوي , تعنى بقضايا الأدب والفن والمسرح والثقافة والأدباء في العالم العربي والاصدارات الادبية ، أدب الأطفال ، النقد ، مقالات ، دراسات ، جوائز أدبية ، ورصد الحركة الأدبية المحلية .بامكانك ايها الكاتب اثراء المدونة بنتاجك الأدبي وأخبارك الثقافية ،من خلال مراسلتنا على البريد الالكتروني : sohelisawi@yahoo.com ص .ب 759 ، كفرمندا 1790700 ، هاتف نقال 0507362495 المواد المنشورة في المدونة لا تعبر بالضرورة عن راي صاحب المدونة
الاثنين، 3 فبراير 2020
أدبيات الاستشراق و”الحريم” (2)بقام : أ.د. محمد الدعمي
ناهيك، عن آثار هذه الانطباعات على تأجيج اندفاع الرحالة الغربيين من أجل اختراق جدران الحريم بحثا عمّا لا يمكن بلوغه في بلدانهم الأوروبية الأصل، وكما تعكس ذلك صناعة السينما اليوم، من بين سواها من صناعات الثقافة الشائعة. لقد افترض نقاد المجتمعات الإسلامية في أنفسهم، ومن بينهم الرحالة الغربيون عامة، القدرة على الاضطلاع بأدوار “عناصر تحرير” للمرأة المسلمة، متخيلين أنفسهم مخلّصين أكبر قدرة وأكثر مواءمة على سبيل التعامل مع النساء المسلمات والفوز بثقتهن. وبإضافة الشعور الكولونيالي المتعالي المبطون بالتفوق، اعتاد الضابط أو الإداري “الأشقر الطويل” أن يقدم نفسه، نوعا متفوقا من الرجال الذين ينبغي أن يتوقعوا المكافأة، ليس فقط من خلال السماح لهم باختراق جدران عالم الحريم، ولكن كذلك بواسطة الاستهانة برجال الحريم المحليين، خصوصا بعدما يستبعد هؤلاء المغلوب على أمرهم من المسلمين عنوة عن نسائهم. لا بد أن يكون هذا الخط في التفكير، أي المنطق المشحون بعقدة التفوق، هو المسؤول عن توليد الغضب الذي طالما بقي يؤجج الاحتجاج والتمرد المحلي ضد المستعمر الأجنبي من خلال تأجيج مشاعر الغيرة، ثم بواسطة استفزاز الحساسيات.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق