الرواية الثالثة
لميسون أسدي:
فيتا.. أنا عدوّة أنا!
*للمرّة الثالثة، تخوض الكاتبة ميسون أسدي في
عالم الرواية الطويلة، وللمرّة الثالثة تأخذنا إلى عوالم بعيدة عن عالمها الشخصي،
في رواية تحت عنوان "ڤيتا.. أنا عدوّة أنا".
إصدار جديد للكاتبة أسدي في 140 صفحة من الحجم المتوسّط، وغلافه لوحة
"الأرملة" للفنّانة ڤيتا تانئيل، التي قامت أيضًا برسم لوحات داخلية معبّرة عن عشرة أبواب للرواية.
وتهدي الكاتبة
روايتها إلى أرواح الأدباء الروس، الذين غمرتهم سكينة اللحود، وتركوا أثرًا وإرثًا
إبداعيًا في روحها. وتضيف أنها رسمت لوحتها هذه انطلاقًا من نفس بيئتهم إهداء
لأرواحهم، وهو أضعف الإيمان.
تحكي الرواية قصة فتاة أوكرانيّة تدعى ڤيتا
من مدينة خيرسون التي تعد ميناءً هاماً على البحر الأسود ونهر الدنيبر، حيث ترافقها الكاتبة حتى قبل ولادتها
وبالتحديد من منتصف القرن الثامن عشر، مرورا بولادتها في أواخر القرن التاسع عشر،
وإلى يومنا هذا في أوائل القرن العشرين.
رحلة قصصية مثيرة ومشوّقة، حيث تغوص الكاتبة
في تفاصيل لا يعرفها إلا المتابع للأدب الروسي الكلاسيكي الرائع، وقد غرفت الكاتبة
من هذه التفاصيل الكثير وشكّلت لوحة بازل متكاملة منها، وقدّمتها لنا في تقنيّة
قصصية ذكيّة، لتشد القارئ إلى آخر حرف منها.
قدّمت لنا ميسون العديد من المجموعات القصصية
القصيرة في السابق، ونقلت من خلالها تجربتها الحياتية بكل أشكالها، وعكست كل ما
يحيط بها بنظرة مختلفة عن السائد، وفي رواياتها الثلاثة "مثلث توت الأرض" و"تراحيل الأرمن" و"فيتا"، خرجت من دائرتها الصغيرة إلى أبعد الحدود، وأثبتت
للقارئ بأنها تنتمي للكون بمجمله وليس فقط لمكان معيّن بذاته.
وتقول الكاتبة بأنّها كانت ترفع شعارًا
"أحبّ لغيرك ما تحبّ لنفسك"، ولكنّها لم تهتم بعمق هذا الشعار، إلا أن
اكتشفت، بأنّ الإنسان لن يعطي الكثير للغير إذا لم يعطي لنفسه الكثير أولا، فإذا
أعطيت القليل لنفسك سيكون ما تعطيه لغيرك القليل أيضًا، حسب ما ينص الشعار الذي
تحمله وهو: "أحب لغيرك ما تحب لنفسك"، وكم بالحري إذا كنت تكره نفسك،
وتكون عدوّ ذاتك... عندما توصلت أسدي لعمق الشعار الذي تحمله، أخذت بالبحث طويلا- كما
ورد في مقدّمة الكتاب- عن ذلك الشخص الذي يعادي نفسه، وكيف يتحول إلى شخص آخر
عندما يتصالح مع ذاته، وكانت النتيجة هذه الرواية التي بين أيدينا.
لن نخوض بتفاصيل الرواية وحبكتها، تاركين لكم
اكتشاف ذلك بأنفسكم، يكفي أن نعلمكم بأن بطلة القصّة- والتي هي من خيال الكاتبة
معتمدة بذلك على قصص حقيقية قامت بجمعها خلال أكثر من ثلاثة سنوات- هذه البطلة
تتنقل في عدّة دول في العالم وتعيش حياة لا يعرفها القارئ العربي لتصبح في النهاية
بشكل ما جزءًا من عالمنا نحن.
ويشار إلى أنّ رواية "فيتا" هذه، وهي
من الروايات التي وصلت إلى التصفية الأخيرة من بين قائمة الطويلة لجائزة منيف
للرواية الإلكترونية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق